فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا، نالت مالا من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتا معروفا، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله، نال من عقبه خيرا. فإن رأى ميتا مجهولا قبله، فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه.
ومن رأى أنه ينتف من صدره أو من قفاه شعرا فإن كان عنده أمانة يؤديها لصاحبها وقبل شعر العانة حصول ضرر، وأما إن رأت المرأة ذلك فهو محمود وقيل ان رأت المرأة أنه قطع فهو حصول هم وغم وضرر.
وقال الكرماني من رأى أن صدره ضيق فإنه ضيق الخلق لقوله تعالى " فلا يكن في صدرك حرج " وربما كان قوة المعاصي لقوله تعالى " ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " .
وإن رآه متسعا فتعبيره ضد ذلك.
الصدر واتساعه: فيدله على العلم والحلم وصلاح الحال. وسعة القلب والصدر وضيقهما دال على ضد ذلك. وربما دل صدره على صندوقه وعلبته وكيسه، وكل ما يوعى فيه خير متاعه وأنفس ماله، لأنّ القلب فيه، والقلب محل سر كل عقد، وقيل أنّ ضيق الصدر يدل على البخل، وسعته تدل على السخاء.
الصدر
اتّساع الصدر وحسنه في المنام دليل للكافر على إسلامه، وهو للعاصي توبة
وانشراح للطاعة ويدل على تيسير العسير. وربما دلّ حسن الصدر على الإيثار. وربما دلّ الصدر على ما يكتمه فيه من علم أو مال أو هدى أو ضلالة. والصدر ضيف أو زوجة أو منصب. وضيق الصدر ضلالة. فإن رأى ذمي أن صدره ضيّق ناله خسران في ماله. وقيل: إن سعة الصدر سخاء وضيقه بخل. ومَن رأى: أن صدره تحول حجراً فإنه يكون قاسي القلب. وسعة الصدر أيضاً تدل على الظلم، والصدر مكان الهم والفرح، فمَن رأى صدره واسعاً نال سروراً، ومَن رأى صدره ضيقاً ناله ضيق وهم. وقيل: سعته للإسلام وضيقه للطغيان. وإذا رأى الكافر سعة صدره فإنه يسلم ويربح في تجارته. ومَن رأى وجعاً بصدره فقد أذنب وعوقب على ذنبه وقيل: إنه يسرف في غير طاعة اللّه تعالى. وإذا رأى الرجل في صدره نهدين فإنه يتزوج إذا كان عازبا، أو أنه يعشق فيفتضح أمره.
وأما الصدر فيؤول على أوجه شريعة ودين وغير ذلك فمن رأى أن صدره متسع فإنه يدل على زيادة دينه وتقواه ومن رأى ضيقا في صدره فإنه يدل على نقصان دينه ومن رأى في صدره ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود وإن رأى ما يحمد فهو محمود ومن رأى في صدره ما يؤلمه فإنه ينفق ماله في إسراف
** نفذت وصيته بالمنام
عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس فأرشدوني إلى ابنته فسألتها وفيه:
فلما أستنفر أبوبكر رضي الله عنه المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت ابن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة
وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاثة مرات فقال ثابت وسالم موالي ابي حذيفة: ما هذكا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا قالت: واري رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال: إني لما قتلت بالأمس
مربي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن في طوله وقد أكفا على الدرع
برمة وجعل فوق البرمة رحلا وإئت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعلمه أن علي من الدين كذا ولي من المال كذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك أن تقوم هذا حلم فتضيعه قال: فأتى خالد بن الوليد
فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر رضي الله عنه فأخبره فأنفذ أبو بكر رضي الله عنه وصيته بعد موته فلا نعلم
أن أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه .
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه أن ثابت بن قيس رضي الله عنه جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر أكفانه فقال: اللهم إني أبرأ
إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر مما صنع هؤلاء فقتل وكانت له درع فسرقت فراه رجل فيها يرى النائم فقال: إن درعي في قدر
تحت الكانون في مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا فطلبوا الدرع فوجدوها وأنقذوا الوصايا
ومن رأى أنه نزع من صدره ما يكره مثله في اليقظة فإنه جيد صالح وربما دل على الصلح مع الأعداء وربما دل على الرفعة وحسن المآرب لقوله تعالى " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " .