ومن رأى ميتا معروفا، مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنه يتزوج من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتا مات موتا جديدا، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته، حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية.
ومن رأى أنّه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة، أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً. وإن كانت بينهما عداوة، فإنّه يظفر بالمسلم، ويأمن بوائقه. ومن رأى كأنّه سلم على شيخ لا يعرفه، فإنّ ذلك أمان من عذاب الله عزّ وجلّ.
نادرة روى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال إنني أشك في امرأتي بسبب رجلين وقد رأيت الليلة كلبين يقتتلان على فرجها ثم عضاها فجرحاها فنظر ابن سيرين إلى وجهه فرآه مرعوبا متغيرا فقال أجز على تعبير رؤياك ولا ترعك فإن امرأتك لم يجد ما تنتف به فاستعملت مقرضا فجرحها وأثره الآن عليها فتوجه الرجل مسرعا ولمسها فوجدها كما قال فسأل منها عن ذلك فأخبرته بالأمر على صفته.
وأما الرجلين فهما الأبوان أو حمله أو ما يقوم عليه الإنسان في مكانه من الرزق فمهما رأى في ذلك من زين أو شين كان تأويلهما فيهما فمن رأى أن رجله الواحدة قطعت أو كسرت فإنه يدل على ذهاب نصف ماله أو موت أحد أبويه وإن رأى ذلك الحادث في رجليه فإنه يدل على سفره أو ذهاب ماله أو موته ومن رأى رجليه حديدا أو نحاسا فإنه يدل على زيادة عمره وماله ومن رأى أن رجليه قزاز فإنه يدل على قصر أجله ونقصان ماله ومن رأى أن رجله تحولت إلى رجل شيء من الحيوانات فهو دليل القوة
فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا، نالت مالا من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتا معروفا، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله، نال من عقبه خيرا. فإن رأى ميتا مجهولا قبله، فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه.
وقال إسماعيل بن الأشعث رؤيا اصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيهم ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كانوا منسوبين ليديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود.
وقيل من رأى أن برجليه قيدا من مفرق فإنه حصول منفعة من الأرض، وإن كان من رصاص تكون المنفعة من النصارى يتزوج، وإن كان من نحاس تكون المنفعة من اليهود، وإن كان من فضة فإنه يتزوج امرأة، وإن كان من ذهب فإنه يدل على السفر والمرض.
نادرة رأى شخص سفل من أصحاب الجهل أنه سار سلطانا وهو جالس بتخت المملكة فقص ذلك على بعضهم ونسب الأمر إلى من يشبهه وهو بهذه الصفة ولم يعين نفسه فعبرها له أن يضرب ويشهر به وربما يكون حصول مصيبة فعن قليل حصل له ذلك بعينه.
ومن رأى أنه يريد صعود جبل فإنه يتعلق برجل قاسي القلب بعيد الهمة أو يريد أمرا فإن الجبل حينئذ ههنا غاية في نفسه يبلغها وبقدر صعوده في الجبل وعلى قدر سهولته أو صعوبته عليه في الطلوع يكون ذلك.
نادرة روى أن رجلين قال أحدهما للآخر إذا لقيت ربك فأخبرني بما لقيت منه فقال وأنت كذلك فمات أحدهما فرآه صاحبه في المنام فقال له توكل وأبشر فما رأيت مثل التوكل ثلاث)
مرات.