ومن رأى أن عليه طوقا من ذهب أو فضة أو غيرهما فقد أمعن في فساد دينه ومن رأى أن عليه منطقة غير محلاة فإنه يصيب ولدا أو أخا أو رجلا يستظهر به من الناس فإن كانت محلاة فإنه يصيب مالا يشتهر به أو ولدا يسود أهل بيته ومن رأى أكثر من منطقة فهو أجود
النوع الأول:
الرؤيا المكروهه وهي ما يكون من فعل الشيطان , والقائه في النفس, مما يسمى بأضغاث الأحلام والتي ترجع إلى مكر الشيطان وخداعه وعداوته للانسان.(1)
ومثال هذا النوع ما رواه مسلم في صحيحة من حديث جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله علية وسلم أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن راسي قطع فأ نا أتبعة فزجره النبي صلي الله علية وسلم وقال :"لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام". (2)
وفي رؤاية أخرى قال جابر: سمعت النبي صلي الله علية وسلم تقد يخطب فقال : لايحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه".
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: أما أضغاث الأحلام فانها مشوشة غير منظمة , والغالب أن المرائي المكروهة من الشيطان قال تعالى : " ليحزم الذين ءامنو وليس بضارهم شيئا الا باذن الله " (المجادلة: 10). (3)
و هذا النوع من الرؤى له أداب ستة :
الأول: أن يتعوذ بالله من شرها , وهذا علته واضحة, فالاستعاذة مشروعة عن كل أمر يكره.
الثاني: أن يتعوذ بالله من الشيطان. لحديث:" اذا راى احدكم رؤيا يكرهها فليتحوله وليتفل عن يساره ثلاثا وليسأل الله من خيرها وليتعوذ بالله من شرها" رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعأ ورواه مسلم أيضا". (4)
وجاء في رواية في مسلم عن جابر أيضأ: "اوليستعذ بالله من الشيطان ثلاثآ" وجاء في رواية لمسلم أيضأ: "افليبصق عن يسأره ثلاثا "وهذا سأوضحه في:
الثالث: أن يتفل حين ينتبه من نومه عن يساره ثلاثأ . أي يبصق عن جانبه الأيسر ثلاث مرات بصقآ خفيفا" والسر في هذا والله أعلم " كراهة لما رأى وتحقيرأ للشيطان الذي أراه تلك الرؤيا على الصحيح بشكل حقيقي" وخص اليسار لأنه محل الأقذار , والتثليث في رواية مسلم السابقة للتأكيد" وقد ورد بثلاثة ألفاظ: التفث ويكون بلا ريق" والتفل يكون معه ريق لطيف . والبصق ويكون معه ريق وأشد من التفل.
الرابع: أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه حين رأى ذلك , إلى جنبه الثاني ؟ والسبب في هذا: تفاؤلا بتحويله وانتقاله ولعل هناك سببا آخر وهو مجانبة مكان الشيطان , ولكي تتحول الرؤيا من المكروه إلى المحبوب وتنتقل من المضر إلى السار.
الخامس: أن لا يذكرها لأحد أصلأ , وقد جاء بذلك عدة أحاديث صحيحة منها ما رواه البخاري رحمه الله من طريق أبي سعيد الخدري رضي اثه عنه وقال فيه:"ولا يذكرها لأحد فانها لا تضره"(5).
وكما تقدم معنا قصة الرجل الذي تحدث برؤيا ضرب عنقه, فإن أبئ إلا تعبيرها فلا يقصها إلأ على من يثق به , أو ناصح له" أو على عالم لكي يعبروها له بخير مهما أمكنهم ويرشدونه لما يعينه عليها وما ينفعه.
وقد يرد سؤال هنا, ما السر في ذلك النهي؟
فأ قول السر والله أعلم - لآن المحدث بها , ربما فسرها بمكروه على ظاهر صورتها . ويكون ذلك محتملا" فيقع بتقدير الله تعالى" ويدل على هذا حديث أبي رزين رضي الله عنه مرفوعأ: " أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر" فاذا عبرت وقعت " , والحديث حسن. (6)
والمعنى: أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين" فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة , ويدل على ذلك مثل رجل رفع رجلة فهو ينتظر متي يضعها .
وقال الشيخ (محمد بن ناصر الدين الألباني) تعليقا على حديث: "أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " .
الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر , ولذلك ارشدنا رسول الله إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو محب , لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك
لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه , وليس خطأ محضا, والأ فلا تأثير له حينئذ والله واعلم", وقد أشار الى هذا المعنى الإمام البخاري في كتاب التعبير من صحيحه بقوله: (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب ).
ويدل عليه قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر حين عبر له رؤيا : "أ صبت بعضا وأخطأت بعضا " والرسول صلي الله علية وسلم لم يبين ما أخطأ فيه آبو بكر , ولو بين هذا الذي أخطأ فيه لكان تعبير الرسول صلي الله علية وسلم هو الثاني والاول يكون المعتمد، ولكن اتضح خطا هذا.
ولذلك فلا تقص رؤاك بشكل عام إلأ على من تثق به , وبنصحه وعلمه ورأيه، وقد روئ آبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم أنه كان يقول : "لا تقصوا الرؤيا الأ على عالم او ناصح " وفي رواية: "ولا يقصها الا على واد، بتشديد الدال اسم فاعل من الود أخرجه الترمذي وقال الشيخ الألباني: اسناده صحيح على شرط الشيخين ، ومعنى الحديث السابق "الرؤيا على رجل طائر" أنها لا تستقر ما لم تعبر, فكأنها كانت على رجل طائر" فسقطت ووقعت حيث عبرت ، كما يسقط الشيء الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة وهذا تشبيه تمثيلي، حيت شبه الرؤيا بالطا ئر السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدني حركة.
ومما يدل على امكانية وقوع الرؤيا على وجه تحتمله ما رواه الدارمي
وكما تقدم معنا قصة الرجل الذي تحدث برؤيا ضرب عنقه , فإن أبئ إلا تعبيرها فلا يقصها إلأ على من يثق به , أو ناصح له , أو على عالم لكي يعبروها له بخير مهما أمكنهم ويرشدونه لما يعينه عليها وما ينفعه.
وقد يرد سؤال هنا , ما السر في ذلك النهي ؟
فأ قول السر والله أعلم - لأن المحدث بها , ربما فسرها بمكروه على ظاهر صورتها - ويكون ذلك محتملا , فيقع بتقدير الله تعالى , ويدل على هذا حديث أبي رزين رضي الله عنه مرفوعأ: "أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر , فاذا عبرت وقعت", والحديث حسن.
والمعنى: أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين , فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة , ويدل على ذلك ما جاء عن عبد الرزاق قال: الرؤيا تقع على ما يعبر مثل ذللك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها . (7)
وقال الشيخ (محمد بن ناصر الدين الألباني) تعليقا على حديث : " ان الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " .
الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر, ولذلك أرشدنا رسول الله صلي الله علية وسلم إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو محب , لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك ,
, ,
لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه , وليس خطأ محضا , والأ فلا تأثير له حينئذ والله أعلم (8), وقد أشار الى هذا المعنى الإمام البخاري في كتاب التعبير من صحيحه بقوله: (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب).
ويدل عليه قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر حين عبر له رؤيا : "أصبت بعضا وأخطأت بعضا", والرسول صلي الله علية وسلم , لم يبين ما أخطأ فيه أبو بكر, ولو بين هذا الذي أخطأ فيه لكان تعبير الرسول صلي الله علية وسلم هو الثاني والأول يكون المعتمد، ولكن اتضح خطأ هذا. (9)
ولذلك فلا تقص رؤاك بشكل عام إلأ على من تثق به , وبنصحه وعلمه ورأيه ، وقد روئ أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم أنه كان يقول: "لا تقصوا الرؤيا الأ على عالم أو ناصح "(10) , وفي رواية : "ولا يقصها الا على واد" , بتشديد الدال اسم فاعل من الود , أخرجه الترمذي وقال الشيخ الألباني : اسناده صحيح على شرط الشيخين(11) ، ومعنى الحديث السابق "الرؤيا على رجل طائر" أنها لا تستقر ما لم تعبر, فكأنها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبرت، كما يسقط الشيء الذي يكون على رجل الطا ئر بأدنى حركة وهذا تشبيه تمثيلي، حيث شبه الرؤيا بالطائرالسريع طيرانه ، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدني حركة .
ومما يدل على امكانية وقوع الرؤيا على وجه تحتمله ما رواه الدارمي
في سننه في كتاب الرؤيا بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلي الله علية وسلم قالت:
كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، فكانت ترئ رؤيا كلما غاب عنها زوجها، وقلما يغيب إلا تركها حاملأ ، فتأتي رسول الل صلي الله علية وسلم فتقول : إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملأ، فرأيت فيما يرى النأئم أن سارية بيتي انكسرت واني ولدت غلامأ أعور فقال رسول الله صلي الله علية وسلم :
"خير , يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحأ، وتلدين غلامأ برا " .
فكانت تراها مرتين أو ثلاثاء كل ذلك تأتي رسول الله صلي الله علية وسلم فيقول ذلك لها , فيرجع زوجها وتلد غلامأ. . فجاءت يومأ كما كانت تأنيه , ورسول الله صلى الله علية وسلم غائب , وقد رأت تلك الرؤيا , فقلت لها:
عم تسألين رسول الله صلي الله علية وسلم يا أمة الله ؟
فقالت: رؤيا كنت أراها فاتي رسول الله صلي الله علية وسلم فأسأله عنها , فيقول :
"خيرا, فيكون كما قال ، فقلت: أخبريني ما هي ؟
قالت: حتى يأتي رسول الله صلي الله علية وسلم ، فأعرضها عليه كما كنت أعرض .
قالت عائشة : فوالله ما تركتها حتى أخبرتني ، فقلت :
والله إن صدقة رؤياك ليموتن زوجك , وتلدين غلامأ فاجرا!!
فقعدت تبكي وقالت: مالي ين عرضت عليك رؤياي؟؟
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها: (مالها يا عائشة ؟)
فأخبرته الخبر وما تأولت لها، فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على الخير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها ) قالت عائشة : فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاما فاجرا (12).
والخلاصة التي نخرج بها من هذا , أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين , فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة. ولذلك نهى يعقوب ابنه يوسف أن يقصص رؤياه على إخوته خشية من كيدهم وحسدهم له , قال ابن حجر: نهى رسول الله صلي الله علية وسلم أن يحدث بالرؤيا إلا من يحب لأنه قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضأ واما حسدأ , فقد تقع عن تلك الصفة , أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنأ ونكدأ, فأمر بترك تحديث من لا يحب بسبب ذلك. (13)
الساد س: مما يطلب عند الرؤيا المكروهة أيضأ : الصلاة, ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " إذا رأى .حدكم ما يكره , فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ". (14)
والحكمة والله وأعلم: أن في الصلاة التجاء من كل أمر ينوب العبد من المخاوف كما أن فيها تحرز عن المكاره.
وذكر بعض أهل العلم أمرأ سابعأ وهو قراءة اية الكرسي ولكن لا دليل له، ولو قرأ اية الكرسي في صلاته هذه يكون قد حقق الأمرين معأ ، الصلاة وقراءة اية الكرسي .
وان اقتصر على عمل بعض ما ذكر أجزأه في دفع ضررها باذن الله تعالى كما صرحت به الأحاديث. لكن الأفضل أن يفعلها جميعأ لكي يجمع بين الروايات.
قال ابن القيم في زاد المعاد: ومتي فعل ذلك لم تضرة الرؤيا المكورهة بل هذا يدفع شرها.
قال النووي: إن الله جعل ما ذكر سببأ للسلامة من المكروة المترتب على الرؤيا كما جعل الصدقة وقاية للمال. . . وجعل الدعاء فيه رد و دفع للبلاء و الصدقة تدفع ميتة السوء م كل هذا بقضاء الله وقدرة. (15)
__________________________________________
( 1 ) محمد عبد ألعزيز ألهلاوي - مرجع سأبق - ص5 .
( 2 ) اخرجه مسلم في صحيحه كما في شرح النووي ( 2715 ) • مرجع سابق ..
( 3 ) القول المفيد على كتاب التوحيد - شرح الشيخ : محمد بن صالح المعثيمين ج2
( 4 ) رواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا 0 باب من رأى رؤيا يكرهها - مرجع سابق - ومسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 17 ) - مرجع سابق •.
( 5 ) انظر الفتح ( 12 /369 ) كتاب التعبير باب الرؤيا من الله - مرجع سابق.
( 6 ) الحديث صححه الحاكم وسنده حسن , رواه أبو داود في كتاب الأدب باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - ورواء الترمذي في كتاب الرؤيا باب ما جاء في تعبير الرؤيا - مرجع سابق -ورواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا أذا عبرت وقعت فلا يقصها إلا على واد - مرجع سابق - 0 ورواه الامام أحمد في أول مسند المدنيين حديث أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر المنتفق - مرجع سابق" ورواه الدارمي في كتاب الرؤيا باب الرؤيا لا تقع ما لم تعبر 0 نشر دار الكتب العلمية - بيروت.
( 7 ) انظر: فتح الباري لابن حجر - مرجع سابق - ( 12 / 432 ).
( 8 ) سلسلة الأحاديث الصحيحة , ج1 , ص 28 , ط 2 , المكتب الإعلامي 1399 ة.
( 9 ) رواه البخاري في كتاب التعبير باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب كما في فتح الباري ( 12 / 431 ) , ومسلم في كتاب الرؤيا كما في شرح النووي ( 15 / 29 ) , - مرجع سابق- , وسيأتي الحديث بنصه في ص 101 .
( 10 ) رواه الترمذي في كتاب الرؤيا باب في تأويل الرؤيا ما يستحب منها وما يكره - مرجع سابق - وأخرجه الدارمي في كتاب الرؤيا باب كراهية أن يعبر الرؤيا إلا على عالم أو ناصح - مرجع سابق- ورواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا إذا عبرت وقعت فلا يقصها الا على واد - مرجع سابق.
( 11 ) سلسلة الاحاديث الصحيحة - مرجع سابق ( 1 / 26 )..
( 12 ) رواة الدرامي في سننة - مرجع سابق - ( 2 / 131 ) .
( 13 ) للتوسع انظر: السفا ريني - مرجع سابق - ( 1 / 176 ) . وابن حجر - مرجع سابق (63112).
( 14) رواه الإمام مسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 21 ) - مرجح سابق - وأبو داود في كتاب الأدب في باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - , وابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا ثلاث - مرجع سابق ., وأخرجه أحمد في مسنده في باقي مسند المكثرين - مرجع سابق -والدارمي في كتاب الرؤيا باب الرؤيا ثلاث - مرجع سابق - والترمذي في كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي محمد صلي الله علية وسلم الميزان والدلو- مرجع سابق - .
( 15 ) للتوسع انظر: شرح ثلاثيات الإمام أحمد للسفاريني ( 1 / 177 ) - مرجع سابق - وشرح مسلم للنووي ( 15 / 18 ) - مرجع سابق - وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية , تحقيق شعيب وعبد القادر الأرئاؤؤط , نشر مؤسسة الرسالة , مكتبة المنار
الإسلامية , ط 13 , تاريخ 1406 ة ( 2 / 459 ).
المسلة
هي في المنام دالة على المرأة لإدخال الخيط فيها. فمَن رأى أن بيده مسلة وكانت امرأته حبلى ولدت له بنتاً. فإن لم يكن هناك حمل فإن في ذلك سفراً له. انظر أيضاً الإبرة.
وأما الملح فإنه يؤول بالمال قال الكرماني من رأى أنه اشترى ملحا أو وهب له فإنه يؤول بالدراهم وإن كان مريضا شفاه الله تعالى لما جاء فيه إنه شفاء من اثنين وسبعين داء وقيل)
نادرة قال أبو القاسم المغربي رأيت في المنام عبد الرحيم ابن نباتة الخطيب فقلت له ما فعل الله بك فقال دفع لي ورقة فيها سطران بالأحمر وهما شعر:
(قد كان أمن لك من قبل إذا ... واليوم أدخلتك في أماني)
ومن رأى أنه حوسب وقع في محنة وعذاب ومن رأى ميزانه قد رجح حسن عمله وأطاع به وإلا فعلى قدر ما رآه ومن رأى الميزان دل على انبساط العدل وارتفاع الظلم ومن رأى أنه مر على الصراط سليما نجا من شدة وفتن وبلاء وإن سقط منه في النار يقع في فتنة وبلاء وإن رأى أنه قائم عليه تستقيم على يديه أمور معوجة ومن رأى أنه شرب من الحوض فإنه يموت على الإسلام
المشمش
هو في المنام دنانير إذا كان في أوانه، وفي في أوانه مرض. والأخضر يدل على الدراهم. وشجرة المشمش رجل لا ينتفع منه، وقيل: إنه طلق الوجه شحيح مع أهله، شجاع. ومن رأى أنه كسر غصناً من شجرة غير مثمرة فإنه يخاصم أقرباءه أو صديقه. وقيل: شجرة المشمش رجل منافق وإن الصفرة مرض، والمرض نفاق. وقيل: هي امرأة غنية في يدها ميراث. ومَن كسر غصناً مثمراً من شجرة مشمش فإنه يحجز مالاً من رجل أو يترك صلاة أو صياماً. وما كان من الفواكه والثمار أصفر فهو مرض، وما كان حامضاً فهو همّ وحزن، والأخضر منه ليس بمرض. والمشمش يدل على الخوف، وربما دلّ على عودة الأشياء لما كانت عليه، وربما دلّ على الرزق الهنيء.
فإن رأى في وجهه شعرا أبيض وهو ينتفه ذهب جاهه ودينه ومنهم من قال المرآة امرأة وانكسارها موتها وأن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج وإن رأى كأنه يجلو مرآة فإنه في أمر يطلب الفرج منه وإن لم يقدر ان يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج.
رؤية المصحف)
وأما رؤية المصحف فتؤول بالملك والقاضي ومن يعتمد عليه بالعلم والحكمة فمن رأى أن المصحف عدم أو احترق أو غسل فإن ملكا أو قاضيا أو عالما يموت وإن رأى أحد من هؤلاء أنه يكتب فإنه بخيل بعلمه وجاهه وإذا رأى عالم أنه يكتبه فهو قليل الحفظ والفهم وإن رأى السلطان أنه يكتبه فإنه يظهر علما وعدلا وإن رأى تاجر أنه يكتبه فإنه يكتسب مالا ومن رأى أنه يقرأ القرآن في المصحف أو ينظر فيه دل على انتشار علمه وحكمته وعدله في الخلق وربما يحصل له ميراث ومن رأى أنه اشترى مصحفا فإنه يتفقه في الدين ومن رأى أنه أحرق مصحفا فإنه يدل على فساد دينه وقلة عقله ومن رأى أنه باع مصحفا كان محروما من كسب العلم ويكون حقيرا ذليلا ومن رأى أنه أكل أوراق المصحف فإنه يكون كثير التلاوة وإن كان من عامة الناس دل على أنه يأكل بكتاب الله وإن رأى ملك أنه ابتلعه فإنه لا يعيش إلا قليلا أو رأى ذلك قاض فإنه يرتشي في حكمه ومن رأى أنه يمزق أوراقه فإنه يكون كسلانا في صلاته ومن رأى أنه محا القرآن بلسانه فقد ارتكب إثما عظيما وقيل ربما يحفظ القرآن ومن رأى أنه يفسر القرآن دل على أنه يدخل في أمر ليس له فيه معاون ومن رأى أنه فتح المصحف ولم يجد فيه كتابة فإنه لا خير فيه وربما يريد غيره أن ينسخ له مصحفا وربما يعلم غيره إن كان من أهله ومن رأى أنه قبل مصحفا فإنه يفعل الخير ومن رأى أنه توكأ عليه أو وضعه تحت رأسه فإن كان من أهل الخير يكون محترضا عليه وإن لم يكن فيرتكب ما لا يحل له ومن رأى أنه ضاع مصحفه فإنه ينسى العلم والقرآن ومن رأى أنه تقلد مصحفا فإنه يلي ولاية أو يتقلد أمانة ويكون من حملة القرآن وقيل نجاة وأمن وصيانة ومن رأى أن المصحف يحدثه ويتكلم معه فإن في الكلام ما يدل على خير فخير أو على شر فشر ومن رأى أن المصحف وقع من يده أو أخذ منه فإن كان ذا وظيفة فإنه يعزل عنها وإن لم يكن فلا خير فيه ومن رأى أنه جعل المصحف خلف ظهره فإنه يصير مبتدعا
وأما المنازعة فمن رأى أنه ينازع مع أحد على أمر من أمور الدنيا فإنه مجتهد في طلب رزقه ومن رأى أنه ينازع أحدا في نصرة الله تعالى فإنه ينتصر وقيل من رأى أنه ينازع السلطان فإنه حصول مصيبة شديدة وربما يهلك أو تضرب عنقه
الحجر المنحوت
إذا بني به في المنام دلّ ذلك على العز والإقبال، وطول الأمل والأمن من الخوف، وعلى الأزواج المصونات، وعلى ما يوجب الألفة عليه كالعالم والطبيب والمنجم. فإن رأى الطوب اللبن موضع الحجارة المنحوتة دلّ على الذلة، وزوال المنصب، أو تغير الزوجات، أو موت صاحب البناء. والأعتاب من الحجارة مكان الأعتاب من الرخام ذلة وفاقة. وإن صارت القبور الرخامية حجارة في المنام دلّ ذلك على تغير حال ما أوقفه الميت، أو تغير حال ورثته.
المسرجة
تدل رؤيتها في المنام على المعيشة لأربابها، وإن كانت مما يطاف بها في البيت فهي دالة على صاحب البيت الطائف بنفسه والقائم بمصالح أهله. والمسرجة إذا كانت من صفر فهي خير ثابت، وإن كانت من فخار فهي أقل من ذلك. والمسرجة مثل حياة بني آدم وطبائعهم في الرؤيا، فالروح مثل السراج في المسرجة، والمسرجة هي الجسد، والدم هو الدهن، فإذا أفنيت الفتيلة والدهن من الجسد هلك بقضاء اللّه تعالى وقدره، فإذا كانت الفتيلة والدهن صاف صفا عيشه، وإن كانا كدرين كدر عيشه، وإن رأى أن مسرجته مكسورة لا يثبت الدهن فيها فإن في جسده علة لا تقبل الإصلاح حتى يموت.
المعهد
المكان الذي عهد فيه الشيء، والناس يرجعون إليه - مَن تعهّد في المنام معهده الذي كان يألفه دلّ على الهم والنكد الذي يوجب ذكر ما سلف من اللذة أو الذل.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يلعب بالحمام وكان من أهل الفساد فإنه يؤول بأنه لوطي لأن ذلك كان من شعائر قوم لوط والآن كثير من يغوي ذلك الفن بلعب الحمام فليتق الله تعالى وقيل رؤيا كل حمامة تؤول بمائة درهم وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه نثر حبا ليصطاد الحمام فإنه رجل يدعو الناس إلى الفساد.
وقال أبو سعيد الواعظ رأى بعض الصلحاء إن هاتفا يتلو ربنا أنزل علينا مائدة الآية فقص رؤياه على بعض مشايخ التعبير فقال أنك رجل فقير وتدعو الله بالفرج واليسر فيستجيب لك وكان كما قال وقد اختلف في المائدة فمنهم من قال أنها تؤول برجل شريف سخي والقعود عليها ومن رأى أنه على مائدة وعليها أقوام مجتمعون فإنه يواخي قوما على سرور ويقع بينهم وبينه منازعة في أمر معيشة له وقيل المائدة تؤول بالدين.
وقال جابر المغربي من رأى سرجه مكللا بالجواهر فإنه يحصل له مال بسبب المرأة وإن كان السرج مزينا بالذهب أو الفضة فإن امرأته تكون معجبة متكبرة ضعيفة في طريق الدين وإن كان السرج خاليا عن الزينة فإن امرأته تكون صالحة ذات ديانة وأمانة.
وأما المشي وسلوك الطريق فمن رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويدا فإنه عز وشرف ومن رأى أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالا عاجلا وإن مشى في رمل فإنه شغل شاغل وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله ومن رأى أنه يمشي في طريق قاصدا مجتهدا فإنه على منهاج الحق والدين ومن رأى أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعدما ضل أصاب صلاح نفسه وإن لم يصب الطريق عسر ذلك عليه ومن رأى أنه سلك طريقا مظلما فإنه ضلالة في دينه وإن رأى أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من ضلالة إلى الهدى ومن رأى أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه
عن ابي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت
منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش على مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قومي,فقالت: مابال سيدنا قد
أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى,وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على أم رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل
لأني كنت كبير قومي,فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت
نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا,ساعة تخفى وساعة تزهر ورأيت
رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع
أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال:
النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها,فانتبهت مذعورا فزعا,فرأيت وجه الكاهنتة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك
المشرق والمغرب ويدين له الناس,ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود قال: فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم,قد خرج ويقول
(كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين,فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار).
تطلق كلمه (تعبير) على تفسير الرؤيا خاصة .
والتعبير هو: العبور من ظاهر الرؤيا إلى باطنها. وهذا رأي الراغب. وقيل: النظر في الشيء فيعتبر بعضه ببعض حتى يحصل على فهمه
وهذا حكاه الأزهري.
وأصل التعبير مشتق من: العبر, وهو التجاوز من حال إلى حال , وفرق علماء اللغة بين تجاوز الماء وغير الماء، فقالوا: تجاوز الماء بسباحة أو سفينة أو غيرها يطلق عليه: العبور.
وقالوا: الاعتبار والعبرة هي الحاله التي يتوصل بها من معرفة المشاهد
إلى ما ليس بمشاهد.
يقال: عبرت بالتخفيف أي فسرت الرؤيا.
و: عبرت بالتشديد للمبالغة فى ذلك.
وفي التنزيل: " ان كنتم للرءيا تعبرون "(1) أي تصلون إلى نهايتها وتذكرون مالها.
والمعبر: اسم فاعل من الفعل عبر , يقال: عبر الرؤيا عبرا وعبارة أي فسرها.
وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أبرز الصحابة شهره بتأويل
الرؤى وتعبيرها وكيف لا وأستاذه هو رسول الله معلم الأمة جميعها, قد وصفه أحد الصحابة كما في"الفتح"(2): "وكان من أعبر الناس للرؤيا بعد رسول الله صلي الله علية وسلم " . كما أن من الذين اشتهروا بتعبير الرؤى الامام ابو بكر محمد بن سيرين الأنصاري بالولاء البصري المولود سنة 33 ة والمتوفى سنة 110 ة وينسب له كتاب (تعبير الرؤيا) وهو مطبوع وذكره ابن النديم في الفهرست, وهو غير الكتاب المتداول بين الناس له باسم: (منتخب الكلام في تفسير الأحلام) , وانظر الأعلام للزر كلي ( 257 ) تجد ترجمة وافية وعملا جبارا للزركلي وانتهى فيه الى عدم صحة نسبة الكتابين لابن سيرين.
وهناك عالم اخر هو: عبدالغني بن اسماعيل النابلسي وهو من المتصوفة , وله العديد من المؤلفات ومنها: (تعطير الأنام في تعبير المنام ) ويحتوي على أمور وتصورات وأسماء وذوات قد لا تحدث الا نادرأ كما قد يستحيل رؤية البعض الاخره وهذا وان كان من المتصوفة غير أنه والحق يقال قد أوفى وزاد في هذا المجال , وقد أثنى على عمله الكثير من الأدباء كالأستاذ محمد قطب , ثم أقول: انني في هذا الجزء سأتحدث عن مناهج المعبرين والأمور اللازمة التي يجب توفرها في المعبر , وقبل هذا ألفت الى وجود الكثير من المعبرين حديثأ وقديمأ , ولست هذا أبحث في أسمائهم وانما سأتحدث عن المنهج الذي عليه كثير منهم من خلال متابعتي لهذا الموضوع. . فأقول: معبرو الرؤى حديثأ ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
1 - القسم الأول: وأصحاب هذا القسم لا يعبر الأ قليلا ويتحرج من التعبير ويغلق باب تعلم التعبير, وان قيل له سؤال عن التعبير وكيفيته
أجاب: بأنه فراسة تولد مع المرء ويمنع من تعلمه , ووجهة النظر هذه سمعناها قديما من بعض مشائخنا الأفاضل رحم الله من مات منهم , وبارك
لنا في عمر الموجودين.
ب - القسم الثاني: وهولاء عكس القسم الأول , يتوسعون في التعبير, ويكثرون من السؤال عن الرؤي في كل مجلس , بالمشافهة والنقل وحتى
بالكتابة لصاحبها أو لغيره , وبعض هولاء تجده يخبرك بالتأويل وكيفية التأويل للرؤيا المسؤول عنها.
ج - القسم الثالث : قسم بين هولاء وهولاء يعبر ولكن بالمشافهة فقط , ويشترط كون صاحب الرؤيا هو السائل ويمنع النقل الا في أضيق الحدود , وهولاء , يحتاطون كتيرا عن التعبير: ويخبرونك عن كيفية التأويل أحيانأ.
ولعل التساهل في تعبير الرؤى , وفتح الباب في كل مجلس ومحاضرة شيء حادث في هذه الأيام , وأنا هنا لست ضد تعبير الرؤى كعلم , ولكن ضد التساهل في التعبير الرؤي , وفتح الباب في كل مجل ومحاضرة شئ حادث في هذة الأيام وأنا هنا لست ضد تعبير الرؤي كعلم ولكن ضد التساهل في التعبير وعدم التحري وعدم السؤال عن حال الرائي والسؤال عن الرؤيا وألفاظها ووقتها فهذه أشياء مطلوبة للمعبر للتمكن من التعبير الأمثل ,
ولذا تجد من المعبرين الذين يتساهلون في سماع الرؤى ينص على أن درجة الصحة في تعبيره بالقراءة عليه لا تتجاوز الخمسين في المائة !!
ولا أقول ان المتساهلين هم الملامون فقط , بل أن أصحاب القسم الأول كذلك مخطئون - في رايي المتواضع - فتعبير الرؤى ليس فراسة فحسب , بل فراسة وتعلم وممارسة ومهارة تكتسب وتنمي وتتقن , فهي تختلف من شخص الى اخر; نعم هي فراسة عند يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام كما قال تعالى "وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم" (يوسف: 6 ).
قال ابن عباس في تفسيره: ( ويعلمك من تأويل ألأحاديث )
أي من تعبير الرؤيا , ويعلمك كذلك معرفة ما يؤول اليه أحاديث الناس (3)).
نعم هي فراسة عند يعقوب , وعند ابراهيم الخليل ودانيال ومحمد عليهم الصلاة والسلام هذا من الأنبياء , وكذلك من الصحابة عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك
وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين , وغيرهم.
ولكن عند غيرهم لا. . . , ليس كلها فراسة بل فيها فراسة والهام , واستنباط من القران والسنة واللغة والأمثال,وغيرها مما هو معلوم لكل مهتم بهذا الفن.
جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم يقول: "لم يبق من النبوة الأ المبشرات" ، قالوا: وما المبشرات ؟ قال:"الرؤيا الصالحة "(4) وهذا لفظ البخاري.
وجاء في المسند للامام أحمد قال صلي الله علية وسلم : "الرؤيا الصالحة يرأها المسلم او ترى له"(5).
والمعنى: أن الوحي ينقطع بموته صلي الله علية وسلم ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلأ الرؤيا يرأها المؤمن ,وكذا الالهام فان فيه اخبارأ بما سيكون ويقع لغير الأنبياء كما أخبر النبي صلي الله علية وسلم عن عمر في قوله قد كان في الأمم قبلكم محدثون - أي ملهمون وقيل: مصيبون وقال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم . فإن يكن في امتي منهم احد فإن عمر بن الخطاب منهم " متفق عليه (6).
وقد أخبر كثير من الأولياء عن أموو مغيبة , فكانت كما اخبروا وهذا من الالهام , وقد نتساءل ما الإلهام ولماذا قل اليوم؟ فأقول: قال الامام ابن حجر في الفتح: وكان السر في ندور الإلهام في زمنه صلي الله علية وسلم وكثرته من بعده , غلبة الوحي اليه صلي الله علية وسلم من في اليقظة وارادة إظهار المعجزات منه , فكان من
المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شيء, فلما انقطع الوحي بموته وقع الالهام لمن اختص الله به للأمن من اللبس في ذلك. . وفي انكار وقوع ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره. وقد فصل ابن حجر في الفتح الفرق بين الالهام والرؤيا وذكر أن الالهام هو: ما حرك القلب لعلم يدعر الى العمل به من غير استدلال وحكاه عن أبي زيد الدبوسي من أئمة الحنفية , قال والذي عليه الجمهور أنه لا يجوز العمل به الا عند فقد
الحجج كلها في باب المباح , وذكر كلامأ اخر نفيسا.
وقد كان الرسول صلي الله علية وسلم أحيانأ يقص الرؤيا على الصحابة فيعبرها أحدهم فيقره على تعبيره , وهذا من باب التعليم منه صلي الله علية وسلم ومما يروى في هذا ما جاء عن ابن شهاب قال: راى النبي صلي الله علية وسلم رؤيا فقصها على أبي بكر فقال: " يا أبا بكر , رايت كأني استبقت انا وانت درجة فسبقتك بمرقأتين ونصف " والمرقاه : الدرجة.
فقال أبو بكر: يا رسول الله , يقبضك الله الى رحمته ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصفأ. وهذا الحديث ذكره السيوطي في الخصائص الكبرى وعزاه لابن سعد لكنه مرسل (7). وهذه فراسة من أبي بكر.
قال ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين) (8):
"ان الفراسة كانت وستظل منزلة من منازل:" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " (9) وما ذاك الا لأنها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل والحالي والعاطل والصادق والكاذب.
وقوله الحالي والعاطل: الحالي هو من تزين وتحلى، والعاطل ضدة ,
يقال : عطلت المرأة أي خلت من الحلي فهي عاطل , والمراد أنة يفرق بين الشئ وضدة
وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان , فمن كان أقوى إيمانأ فهو أحد فراسة.
وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : أفرس الناس ثلاثة : العزيز في يوسف حيث قال لامرأته: (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ) (يوسف: 21 ).
وابنة شعيب حين قالت : "استئجره" (القصص: 36).
وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما حين استخلفة.
وقد كان كثير من الصحابة رضي الله عنهم يتحلون بها , وكان الصديق رضي الله عنه في مقدمتهم فهو أعظم الأمة فراسة وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فإنه ما قال لشيء: أظنه كذا إلا كان كما قال ,
ويكفي في فراسته موافقته ربه في المواضع المعروفة - والتي ليست مجال حديثنا(10) , وكما قلت أيضا: فراسة الصحابة أصدق الفراسة , وأصل هذا
النوع من الفراسة من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده , فيحيا القلب بذلك ويستنير فلا تكاد فراستة تخطئ , وهذا مصداق قوله تعالى :" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (الانعام: 122 ).
واذا كان تعبير الرؤى بالفراسة يوجد بكثرة عند السلف الصالح فلا يعني أنه يمتنع عند غيرهم , لكن الفرق عندي من حيث القلة والكثرة فحسب , فقد يوجد في هذا العصر من يهبه الله الفراسة , وقد جاه في الحديث : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"(11).
وجاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري من طريق أبي هريرة قال أبو هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : ان الله قال : من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب , وما تقرب الى عبدي بشيء أحب الي مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وان سألني لأعطينه , ولئن استعاذ بي لأعيذنه. وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا أكره مساءته "(12) , والمراد أنه يجعله ينتفع بما يسمع من العلم والحكمة والمواعظ الحسنة والتجارب النافعة ويجعله كذلك يرى بنور الله ما في السموات والأرض من ايات فيزداد إيمانه ويقينه.
قال العلأمة المناري في كتابه تعليقا على الحديث الذي سبق: "اتقوا فراسه المؤمن".
الفراسة: هي الاستدلال بهيئات الإنسان وأشكاله , والوانه واقواله, على أخلاقه وفضائله, ورذائله , وقد تبه الله على صدقها بقوله :" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ " (الحجر: 75 ) , وقوله: "تعرفهم بسيمهم (البقرة: 277 ), وهي في اللغة مشتق من قولهم فرس السبع الشاة, وأطلق على السبع لانه يفترس المسافات جريأ , فكانت الفراسة اختلاس العارف النظر في الشخص مثلا والتعرف على حاله , وهي نوعان:
الأول: نوع يحصل للإنسان عن خاطر لا يعرف سببه ء وهو ضرب من الإلهام وهو الذي يسمى صاحبه المحدث كما في خبر: " ان يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر"(13) وقد يكون هذا الإلهام حال اليقظة أو المنام , هذا هو النوع الأول , وحقيقتها أنها: خاطر يهجم على القلب يثب عليه كوثوب الأسد على فريسته، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان فمن كان أقوى إيمانأ فهو أحد فراسة.
والثاني: يكون بصناعة متعلمه , وهي معرفة ما في الألوان والأشكال وما بين الأمزجة والأخلاق , والأفعال الطبيعية , ومن عرف ذلك وكان ذا فهم ثابت ,قوي على الفراسه(14) .
.
.
والخلاصة التي أتوصل إليها بعد كل هذا الحديث. . . يوجد من يعبر الرؤيا فراسة ، ويوجد من يعبرها إلهامأ، ويوجد من يعبرها صناعة وتعلما، ولكن يجب التنبيه هنا إلى أن الأفضل ألأ يقول الإنسان عن نفسه أن تعبيره من باب الفراسة أو الإلهام لأن هذا من تزكية النفس والله سبحانه وتعالى يقول:" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بكم اتقي " (النجم: 32 ).
كما أن تعبير الرؤى لا يقوم على الفراسة فحسب بل يقوم عليها ، وعلى غيرها من الإلهام ، ومن البراعة في علم التعبير القائم على معرفة القران والسنة ومعرفة أصول هذا الفن من التأويل بالمعنى أو باشتقاق الأسماء ومثال هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : " رأيت ذات ليلة فيما يرى النأئم كأنا في دارعقبة بن رافع ، فأتينا برطب من رطب ابن طاب - وهو رجل من أهل المدينة ينسب له هذا النوع من الرطب الجيد - قال صلي الله علية وسلم : فأولت الرفعة لنا في الدنيا
والعاقبة لنا في الاخرة ، وأن ديننا قد طاب "(15) ، أي كمل واستقرت أحكامه. فالرسول صلي الله علية وسلم أول عقبة: بالعاقبة، ورافع : بالرفعة ، وطاب: باستقرار الدين واكتمال أحكامه.
أمر اخر غير ألتأويل بالأشتقاق:
التأويل مما ضرب به المثل ومثاله : ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر أن النبي صلي الله علية وسلم قال: "رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الراس خرجت من المدينة - حتي قامت بمهيعة وقيل: مهيعة على وزن عظيمة، وهي الجحفة - وهي أسماء أماكن في المدينة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها "(16) .
قال المهلب: هذه الرؤيا من قسم الرؤيا المعبرة وهي مما ضرب به المثل ، ووجه التمثيل أنه اشتق من اسم (السوداء ) كلمتين هما: السوء ، والداء فلو ركبت الكلمتين مع بعضهما لخرج لك كلمة: سوداء ، فالرسول الكريم صلي الله علية وسلم خروجها بما جمع من اسمها ، وتأول كذلك ثوران شعرها ، أن ما يثير الشر يخرج من المدينة.
ولاحظ هنا أن ليس كل سواد مكروهأ في المنام إذ الرؤى كما قلت لك: يجب النظر فيها من عدة أمور ، ومنها زمن الرؤيا ، وقد كانت المدينة ذلك الوقت أرضأ موبوءة ، ولذلك ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: " قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله "(17) ، وقد دعا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم أن ينقل الله وباءها إلى الجحفة فقال: " اللهم حبب الينا المدينة وانقل حماها الى الجحفة " (18) , ولذا قد يرى راء رؤيا وفيها لون السواد , فيعبر له مشتقأ من السيادة لا من السوء , وهكذا والمهم هنا تنوع التعبير وطرقه , وتنوع تعبير الرسول صلي الله علية وسلم للرؤى ورسول الله كان مع أصحابه يعبر الرؤيا ويخبرهم سبب تعبيره كالمثال السابق . . . خذ هذا المثال أيضا: عن أبي موسى عن النبي صلي الله علية وسلم قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر " . هذا نص مسلم (19).
فالملاحظ هنا أن الرسول صلي الله علية وسلم يخبر الصحابة بالرؤيا وتعبيره لها وهذا من التعليم منه , ومنها أيضأ ما أخرجه أحمد في مسنده بسنده عن أنس أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال:" رأيت فيما يرى النأئم كأني مردف كبشأ وكآن ظبة سيفي انكسرت , فأولت اني أقتل صاحب الكتيبة , وان رجلا من أهل بيتي يقتل " (20) .
فقتل رسول الله صلي الله علية وسلم طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين , وقتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
قال النووي في شرح صحيح مسلم تعليقا على حديث ابن عباس: أن رسول الله كان مما يقول لأصحابه: " من راى منكم رؤيا فليقصها أعبرها لة . . . " الخ (21) ,
قال القاضي : معنى هذه اللفظة عندهم كثيرا ما كان يفعل كذا ، وكأنه قال : من شأنه . وفي الحديث الحث على علم الرؤيا والسؤال عنها وتأويلها ، قال العلماء : وسؤالهم محمول على أنه صلى الله عليه وسلم يعلمهم تأويلها وفضيلتها واشتمالها على ما شاء الله تعالى من الإخبار بالغيب وقد جاء في الحديث الصحيح عند البخاري قال صلي الله علية وسلم : بينما أني نائم أتيت بقدح لبن فشربت منة حتي اني لأرى الري . . . " (22) الحديث وقد سبق ذكرة وقد أول الرسول صلي الله علية وسلم اللبن بالعلم , ويهمنا هنا ونحن نتحدث عن مشروعية تعليم الرؤيا والسؤال عنها ما جاء من رواية أبي بكر بن سالم أنة صلي الله علية وسلم قال لهم : " اولوها " , قالوا يا رسول الله هذا علم أعطاكه الله , فملأك منة , ففضلت فضلة فأعطيتها عمر , قال : " أصبتم " , وهنا انتقل صلي الله علية وسلم من اخبار الصحابة بتعير الرؤي الي سؤالهم عنها . فهو صلي الله علية وسلم كما يقول ابن حجر في الفتح : كان يجيد تعبير الرؤيا وكان لة مشارك في ذلك منهم لأن الاكثار من هذا القول لا يصدر الي ممن تدرب فية ووثق باصابتة .
وقال اثناء تعليقه على الحديث: في الحديث مشروعية إلقاء العالم المسا ئل واختبار اصحابه في تأويلها.
وقال في موضع اخر: فضيلة تعبير الرؤيا , لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب وأسرار الكائنات(23).
كذلك يحتاج المعبر الى الإلمام بالأمثال في القران ومعانيه , واعتبار الاشعار والأمثال واشتقاق اللغة ومعانيها وأن يكون عالما بما يجري على ألسنة الناس , ويحتاج المعبر كذلك الى معرفة الكثير عن حال الرائي , فلا عيب آن يسأله عن عمله أو وظيفته , وعمره , وحالته الاجتماعية وكل ما يراه ضروريا مما يستدل به على علم مسألته أو رؤياه , والمعبر هنا كالطبيب لو حجب عنه المريض معلومات عن حالته المرضية فقد يخطئ في التشخيص
وقد يصف له دواء خاطئأ ، ويجب عدم الا ستعجال من السائل والمسؤول ، وقد نقل عن ابن سيرين رحمه الله أنة كان اذا وردت الية مسالة رؤيا مكث فيها مليأ من النهار يسأل صاحبها عن نفسه وصناعته وعن قومه ، وهذا بالطبع قد يحصل للمعبر المتمكن وليس عيبا أن يتروي مثل هذا الوقت ، ولا شك أن أكثر ما روي عن ابن سيرين ليس فيه أن يحتاج لوقت طويل حال تعبيره وتأمله ، لكن ذكرته لأن وجود هذا منه على ندرته ومع براعته فى التعبير دليل على أهمية التروى ، والتروى مفيد للتثبت من عبارات الراوى والتعرف على حالته من حيث الصلاح والصدق والعدالة ووقت الرؤيا . . وغير ذلك
من الأمور التي قد يحتاجها المعبر، كما يجب عدم الضجر أو الغضب من أسئله المعبر - خاصة - عند عدم معرفه بحال السائل كما يقع كثيرا في هذا العصر نتيجة الاتصالات الهاتفيه من اشخاص - ذكورا أو إناثأ - لا يعرفهم المعبر، فقد يحتاج للسؤال عنهم أسئله قد يرفضها البعض من السائلين ويفسرها بالتدخل فى خصوصياته. كذلك السؤال عن الدين مهم للمعبر، ويجب على المسؤول الصدق في الجواب فصلاح الانسان أو فسقة ، ذو
علاقة قوية برؤياه ، فأ ل هذا الفن مثلا قالوا : ان أكل العسل للمسلم تأويله حلاوه القران والذكر فى قلبه ، وهو للكافر حلاوة الدنيا وغنيمتها ، فالرؤى تتغاير على حسب الديانة والمذاهب والبلدان ويجب -عند نقل الرؤيا - أتقان
نقلها للمعبر، واخباره عن صاحبها ذكرا أو انثى ، حالته الاجتماعية عمره. . . الخ ، وكل ما يراه المعبر ضروريأ لتعبير الرؤيا المنقولة وقد ذكر ابن حجر فائدة على قول الرسول صلى الله علية وسلم : " من رؤيا فليقصها أعبرها له "(24) قال القرطبي: " فليقصها " ليذكر قصتها ويتبع جزئياتها حتى لا يترك منها شيئا من قصصت الأثر اذا اتبعته. وقد سأل الرسول صلي الله علية وسلم واستفسر وهو رسول الله , جاء فى الحديث: أن رجلا اسمه مطيع بن الاسود رأي في منامه أنه أهدى اليه جراب من تمر, فذكر ذلك للنبي صلي الله علية وسلم فقال: " هل بأحد من فتياتك حمل ؟ " قال: نعم ، بامرأة من بنى .ليث. . وهى أم عبد الله ،
قال صلي الله علية وسلم : " انها ستلد غلاما " , فولدت غلاما , فأتي به النبي صلي الله علية وسلم فسماه عبد الله وحنكة بتمرة ودعا له بالبركة. .وهذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (25) وعزاه الى الطبراني ولم يخرج في واحد من الكتب التسعة.
77
________________________
( 1 ) يوسف : 43
( 2 ) ابن حجر . مرجع سابق – ( 434 12 )
( 3 ) الفير وزابادي - تفسير ابن عباس . مرجع سابق ص 193
( 4 ) رواه البخاري في كتاب التعبير باب المبشرات, انظر الفتح ( 12 375 ) - مرجع سابق - ورواه 0 أحمد في مسند أبي هريرة - مرجع سابق.
( 5 ) )خرجه مسلم في كتاب الصلاة باب النهي عن قراءة القران في الركوع والسجود كما في النووي ( 4 / 196 ) - مرجع سابق -.
( 6 ) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عمر بن الخطاب كما في الفتح (7/ 42 ) - مرجع سابق - , ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عمر بن الخطاب كما في النووي ( 15 / 166 ) - مرجع سابق- .
( 7 ) جلال الدين السيوطي - الخصائص الكبرى - ( 2 / 115 ).
( 8 ) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد واياك نستعين لمحمد بن أبي بكر أيوب الزرعي - دار الكتاب العربي - بيروت , ط 2, في ( 1393 - 1973 ) تحقيق: محمد الفقي. (ص 115 ).
( 9 ) الفاتحة: 5 .
( 10 ) جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم من طريق ابن عمر عن عمر قال : قال :عمر: (وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي اسارى بدر ) انظر: النووي شرح صحيح مسلم ( 16715 ) , ولا شك في فضله رضي الله عنه كما قال حين احتج نساء النبي عليه في الغيرة : عسى ربه إذ طلقكن أن يبدله أزواجأ خيرا منكن فنزلت الاية بذلك , وجاء في الحديث الذي ذكره مسلم أيضأ موافقته في منع الصلاة على المنافقين ونزول الأية بذلك ( 16715 ) وجاءت أيضأ موافقته في تحريم الخمر , قال النووي : فهذه ست وليس في لفظ الحديث السابق ما ينفي زيادة الموافقة , والله أعلم.
( 11 ) رواه الترمذي في كتاب تفسير القران باب تفسير سورة الحجر. ورواه الطبراني والبخاري في التاريخ , وحكم عليه الألباني بالضعف.
( 12 ) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب التواضع ( 11 / 341 ) كما في الفتح - مرجع سابق - .
( 13 ) يشير إلى الحديث الذي سبق ذكره في فضل عمر وسبق تخريجه ص 58 .
( 14 ) محمد الرازي المشتهر بخطيب الأمي - الفراسة دليلك إلى معرفة أخلاق الناس وطبائعهم وكأنهم كتاب مفتوح - تحقيق مصطفى عاشور - نشر مكتبة القران ص21 – 22 .
( 15 ) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الرؤيا كما في النووي ( 15 / 31 ) - مرجع سابق - .
( 16 ) أخرجه البخاري في كتاب التعبير باب إذا رأى أنه أخرج الشئ من كؤة وأسكنه موضعا اخر ( 12 / 425 ) وفي باب: المرأة السوداء ( 12 / 426 ) - مرجع سابق -.
( 17 ) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب كراهية النبي صلي الله علية وسلم أن تعرى المدينة الفتح ( 99/4 ) - مرجع سابق - ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة والترغيب في سكنى المدينة شرح النووي ( 9 /0 15 ) - مرجع سابق -.
( 18 ) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة , باب كراهية النبي صلي الله علية وسلم ان تعرى المدينة كما في الفتح - مرجع السابق . ( 4 / 99 ) , وكما في النووي شرح صحيح مسلم . مرجع سابق . في كتاب الحج باب فضل المدينة والترغيب في سكنى المدينة ( 1509 ).
( 19 ) متفق عليه واللفظ لمسلم انظر: الفتح الباري , كتاب المناقب في احاديث علامات النبوة ( 6276 ) - مرجع سابق - . والنووي على شرح مسلم في كتاب الرؤيا ( 3115 )
• مرجع سابق ..
( 20 ) رواه أحمد في باقي مسند المكثرين في مسند أنس بن مالك.
( 21 ) رواه مسلم في كتاب الرؤيا كما في النووي ( 3015 ) - مرجع سابق - .
( 22 ) بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري . . تقدم تخريجه ص30 .
( 23 ) ابن حجر فتح الباري - مرجع سابق - ( 440 , 437 , 39412 )0
( 24 ) تقدم خريجه ، ص 65 .
( 25 ) الهيثمي - مرجع سابق - (7/184)
** نقلا عن الدكتور فهد العصيمي
وأما البرد فإنه يؤول على أوجه وقال ابن سيرين من رأى أن بيده مبردا فإنه يدل على تسهيله الأمور المشكلة ومن رأى أنه يبرد به حديدا صافيا بمشقة فإنه يدل على تعسير الأمور)
والخسارة والمبرد الغليظ هو كلام خفي والمبرد الدقيق هو كلام لطيف.
وقال الكرماني من رأى أنه أصاب شيئا من الطير المائي سواء عرفه أو لم يعرفه فإنه حصول خير ورياسة وإدراك ما يريد بقدر ذلك الطير في عظمه وريشه ما لم يفزع لذلك.
نادرة روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا فقيل المسيح بن مريم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنه عنبة طافية فسألت من هذا فقيل المسيح الدجال.
نادرة قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مناما وقال رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة فأولتها أن وباء المدينة)
نقل إلى مهيعة وهي الجحفة.
ومن رأى أنه يأكل ملحا أو اشتراه أو وهب له أو أنزل عليه من السماء فإن كان فقيرا أصاب دراهم أو مريضا شفاه الله تعالى ومن رأى أنه أصاب زعفرانا أو أكله في إدامه فإنه ثناء حسن ومن رأى أنه يأكل فلفلا أو كمونا أو نحوهما من الأبزار فهو صلاح
حنوط الموتى
هو في المنام سبب للفرح لمن كان في غم، والتوبة لمن فسد دينه. فإن رأى أنه يستعين برجل يشتري له الحنوط فإنه يستعين به في حسن محضر يلجأ إليه في كربه. والحنوط يذهب نجاسة الميت ونتنه، والغالية والكافور ثناء حسن. وحنوط الميت دليل على طيب ثنائه وتزكيته، وربما دل على ذلك على الإحسان.
وقال بعض المعبرين من رأى أن بيده دنانير فقلبها ونقدها فوجدها من غير معدن الذهب واستحال لونها فإنه يؤول بحصول هم يحصل بسبب تخيل ثم لا يوجد لذلك التخيل حقيقة ويكون أمره فيه إلى ما ينسب إليه ذلك المعدن في تعبير علم الأصول.
وقال بعض المعبرين رؤيا السوارين الذهب إذا وضعا في اليدين وكبرا عليه فانهما يؤولان بحصول هم وقيل بأناس كذابين لما ورد في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينا أنا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحى إلي أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاءوصاحب اليمامة.
وأما المنطقة فإنها تؤول على وجوه فمن رأى أن عليه منطقة غير محلاة فإنه يصيب ولدا أو خادما أو عما أو رجلا كبيرا يستظهر به من الناس وإن كانت محلاة فإنه يصيب ما لا يستظهر به من الناس أو أولادا يسودون أهل بيته.
ومن رأى أن عليه منطقتين أو أكثر فهو أجود وأوثق.
وقال جابر المغربي من رأى أنه وجد ثقالة أو أعطيها فإنه يشتري جارية أو يقع في يده خادم وإن رأت امرأة أن ثقالة وقعت من مغزلها فتزول محبتها عن قلب زوجها أو تموت بنتها أو تبطل جميع أشغالها.
المكنسة
هي في المنام إن كانت خشنة فهي المتعاصية من الخدم. والمكنسة تدل على الجارية. فمَن رأى أنه كنس داره بالمكنسة وكان غنياً فإنه يخشى عليه الفقر. وقيل: كنس البيت يدل على موت مريض فيه، أو انتقال منه إلى غيره، أو تفرق أمواله عنه. وإن كنس أرضاً وجمع زبالتها فإنه يستفيد مالاً، وإلا كان جابياً أو فقيراً سائلاً طوافاً وربما دلّت رؤية المكنسة على زوال الهم والنكد وقضاء الدين.
وقال ابو سعيد الواعظ الممطرة قوة ووقاية من البلاء وثناء حسن، ولبسها وحدها من غير أن يكون معها شيء آخر من الثياب دليل الفقر والتجمل مع ذلك البأس واظهار الغنى.
وأما المشط الحديد فإنه يؤول برجال نافعين وقيل المشط يؤول على عشرة أوجه خصوصا لمن تمشط خير ومنفعة وفرح وقضاء دين وحصول مقصود وموافقة وبهاء وسنة وذكر وسعادة.