وقد حكي أنّ الحسن البصري رحمه اللهّ، رأى كأنّه يكتب القران في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله ولا تفسر القرآن برأيك، فإن رؤياك تدل على ذلك.
فإن رأى كأنّه يقرأ القران وهو متجرد، فإنه صاحب أهواء.
من رأى أن يكتب ولا يظهر أثر كتابته فإنه إن كان صاحب منصب عزل عنه وقيل أمره لا ينفذ وقد رأى بعض الأعيان بيده أربعة أقلام فعبرت بأربعة وظائف وكان الأمر كذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الكتابة في القرطاس تدل على أنكار الحق لقوله تعالى ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم وأما القلم فقد تقدم تعبيره في أحد فصول الباب الأول بعد ذكر تعبير قلم القدرة وأما الدواة فإنها تؤول على وجوه.
ومن رأى أنه يغزل كتانا أو قطنا أو نحوهما مما يغزل النساء مثله فإنه يصيب ذلا وهوانا ويعمل)
عملا حلالا وهو غير راض به وإن رأت امرأة أنها تغزل وتسرع في الغزل فإن كان لها غائب يقدم عاجلا وإن كانت على سفر فإنها تسافر ويسافر أحد من تعلقاتها أو يستفيد أمرا على يديها.
كتاب
إذا حلمت أنك تدرس فيه فهذا يدل على مساع سارة وتشريف وثروة. إذا حلم مؤلف أن أعماله في طريقها إلى المطبعة فعليه الحذر. سيلاقي الكثير من المشاكل عندما يضعها أمام العامة.
الحلم بإنفاق الكثير من الدراسة والوقت في حل بعض المواضيع التي يصعب حلها والمعاني الباطنية للمؤلفين المثقفين يدل على تشريفات يتم اكتسابها عن جدارة.
وتدل رؤية الأطفال منكبين على كتبهم على الانسجام والسلوك الحسن عند الشباب. الحلم بالكتب القديمة تحذير لاجتناب الشر بأي شكل كان.
كتاب التعاليم الدينية
إذا حلمت بكتاب التعاليم الدينية فهذا يعني أن مركزاً مربحاً سوف يعرض عليك ولكن القيود المتعلقة بهذا المركز ستكون من التضييق بحيث سوف يقلقك التفكير في قبوله أم لا. " كتاب التعاليم الدينية: كتاب يشتمل على خلاصة العقيدة الدينية مفرغة في قالب السؤال والجواب " .
كتابة
إذا حلمت أنك تكتب فإن هذا ينبئ أنك سوف ترتكب خطأ سوف يؤدي تقريباً إلى دمارك. إذا رأيت كتابة فإن هذا يدل على أنك سوف تتعرض للتوبيخ بسبب سلوكك الطائش وقد تسبب لك دعوى قضائية ارتباكاً.
إذا حاولت أن تقرأ كتابة غريبة فإن هذا يدل على أنك سوف تنجو من الأعداء فقط بالابتعاد عن الدخول في أية مضاربة تجارة بعد هذا الحلم.
الكتابة: في الأصل حيلة، والكاتب محتال. وإن رأى أنّه رديء الخط، فإنّه يتوب ويترك الحيل على الناس. ويتوب. ومن رأى أنّه يقرأ وجه صحيفة، فإنّه يرث ميراثاً. فإن قرأ ظهرها، فإنّه يجتمع عليه دين، لقوله تعالى: " إقْرَا كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَومَ عَلَيْكَ حَسِيبا " . فإن رأى أنّه يقرأ كتابِاً وكان حاذقاً في قراءته، فإنّه يلي ولاية إن كان أهلاً لها، أو يتجر تجارة إن كان تاجراً بقدر حذقه فيه. فإن رأى أنّه يقرأ كتّاب نفسه، فإنّه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عزّ وجلّ: " واكْتُبْ لَنَا في هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَة " .
ومن رأى كأنّه كتب عليه صك، فإنّه يؤمر بأن يحتجم. فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب، فإنّه قد فرض الله عليه فرضاً وهو يتوانى فيه، لقوله تعالى: " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيَها " . فإن رأى أنّه يكتب عليه كتاب، فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى: " كتبَ عَلَيْهِ أنّهُ مَنْ تَولاهُ " .
من رأى أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين، وإن كان الرائي سارقا سقطت رجله ويدل على أن الرائي يكون مذنبا أيضاً ولائقا بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة.
وأما أقلام الكتابة فلها تأويلات فمن رأى أن بيده قلما يرزقه الله تعالى ولدا عالماً فاضلاً وقيل إنه وظيفة وقيل علم لقوله تعالى " علم بالقلم " الآية.
وإن رآه وهو يكتب به فهو مشي حال وقضاء حاجة.
ومن رأى أنه أعطى كتابا فإنه ينال خيرا وقوة على جميع ما يطلب لقوله تعالى يا يحيى خذ الكتاب بقوة وقد يكون الكتاب خيرا فإن كان مطويا فإنه خبر مستور وإن كان منشورا فهو خبر مشهور وإن كان مختوما فهو تحقيق ذلك الخبر.
وأما ما يعمل منه من الثياب فقد تقدم تعبيره أيضا في محله في باب الملبوس والثياب وأما ما يستعمل منه من الأمتعة فقد تقدم تعبيره في محله في الباب الثامن والأربعين.
هذة المسألة من المسائل التي حصل فيها خطأ كبير; فأكثر الناس يشاهد أن الكثير ينسب أشهر الكتب في الأحلام للامام محمد بن سيرين , بينما الصحيح أن هذا الكلام غير صحيح .
لكن من أين أتي هذا الكتاب اذا ؟ وما الصحيح في هذة المسالة ؟
فاقول : لا يصح نسبة اي كتاب في تفسير الرؤيا , مثل : " تعبير الرؤيا " , أو "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" , أو غيرهما لة , وقد ثبت أن ابن سيرين قال : لو كنت متخذا كتابا لا تخذت رسائل النبي صلي الله علية وسلم .يعني أنة لم يتخذ كتابا أصلا .
ودليل اخر : أن الكتاب المنسوب لة فية كثير من المنقولات عمن هو بعد الامام محمد بن سيرين المتوفي سنة : 110 ة , مثل : أبو سعيد الواعظ وغيرة , وجميع من ترجم لابن سيرين من المتقدمين لم يذكر أنة ألف , لا في التعبير ,ولا في غيرة , بل قالوا أنة قد ورد عنة في ذلك أمورا منها من يروون عنة بالاسناد , كما فعل الامام البخاري في الصحيح .
وممن نسبة لة بالخطأ : ابن النديم في "الفهرست"ص439 , والخلال في "طبقات المعبرين" , وابن شاهين في الاشارات ص 24 , ولكنهم لم يذكروا علي صحة نسبة الكتاب لة دليلا صحيحا , وقد تتساءلون هنا : لمن الكتاب المشهور نسبتة لابن سيرين اذا ؟
أقول : هو كما قالة أكثر من واحد من المحققين لأبي سعيد الواعظ ,وممن قال بهذا العالم مشهور بن حسن في كتابة "كتب حذر منها العلماء" ج 2 , ص 275 الي 284 .
ومن رأى أن الكتاب مختوم فإنه يدل على قبول الحق لقبول بلقيس كتاب سليمان لما كان وقيل من رأى مطالعة مختومة أو لها عنوان فإنه خبر خير فيه مسرة وإن لم تكن مختومة بل هي ملفوفة فإنه يدل على الحزن.
وأما الكتابة فإنها تؤول على أوجه فمن رأى أنه يكتب خطا وهو أمي فإنه يدل على تحصيل الرزق من الناس بالحيلة والمكر وإن كان كاتبا أو عالما ورأى نفسه أنه يكتب فإنه يدل على الخير والمنفعة وحصول الرزق الكثير وإن كان ذا عمل ومنصب فإنه ينعزل عن منصبه.
وقال مؤلفه النوادر والفوائد كثيرة بحيث يطول شرحها واختصرت انا ووضعت في هذا الباب ما يناسب فيه لمساق الكلام في المعنى والمناسب فمن رأى شيئا من ذلك فليعتبر الأبواب وما هو مناسب في كل باب فيجده وإن لم اذكر في صدر كثير من الأبواب ما هو مطول في تصديره لكونه يناسب المعنى فإذا أعتبر الرائي تصدير الأبواب ولم يجد ما رآه فلم يعلم مع أيها يناسب فتنظر في جملة الباب المناسب وقد اعتذرت بإنه لو اعتمد المعبرون على كتب التعبير خاصة لعجزوا عن أشياء كثيرة ولكن يحتاج المعبر أن يكون عالما بأصول التعبير ويعبر بما يظهر له من المعنى وقد الفت كتابا في ذلك وسميته الكوكب المنير في أصول التعبير وقد سبكت في هذا الكتاب جملة متفرقة في أماكن ناسبت ذكرها والمعبر الفطن يفهم ذكره وعلم الأصول مفهوم عند أهل التعبير.
الكتابة
هي في المنام حيلة والكاتب محتال. وإن رأى أنَّه رديء الخط فإنَه يتوب. ومن رأى اللّه يكتب في صحيفة فإنَّه يرث. وإن كان يكتب في قرطاس فهو جحود ما بينه وبين الناس، وقال ابن سيرين رحمه اللّه تعالى: من رأى أنه يكتب كتاباً نال مالاً حراماً لقوله تعالى: (فويل لهم مما كتبت أيديهم، وويل لهم مما يكسبون). ومن رأى أية من القرآن مكتوبة على قميصه فإنه رجل متمسك بالقرآن. ومن رأى أنه كتب عليه صك فإنه يؤمر بأن يحتجم، فإن كُتب عليه كتاب ولا يدري ما فيه، فإن اللّه قد فرض عليه فرضاً وهو يتوانى فيه. ومن رأى أنَّه يكتب كتاباً فإنه يمرض ولا ينقص من ماله شيء. ومن رأى أنه يتعلم الكتابة ولم يكن يحسنها فإنه يدل على أمر محمود يناله من خوف وتعب. وإن كان يحسن الكتابة رأى أنَّه لا يحسنها فذلك رديء حيث يدل على تعطيل وخوف وتعب.
ومن رأى أن السلطان أعطاه كتابا أو أرسله فإن كان أهلا للولاية نالها وإن كان أهلا للمشورة فهو مشاورة معه وإن لم يكن أهلا لذلك فهو خير على كل حال ومن رأى كتابا أو أرسله فإن كان أهلا للولاية نالها وإن كان أهلا للمشورة فهو مشاورة معه وإن لم يكن أهلا لذلك فهو خير على حال ومن رأى كتابا فيه تعظيم في حقه فهو أبلغ في النعمة.
وختمت هذا الكتاب بفائدة شرعيه مفيدة في الرؤيا وهو ما روي عن عبد الأعلى بن النجم قال بت ليلة في أيام حريش وابن خلف المعافري
بمصر وكانت ليلة جمعة وانا أقول في نفسي لا أدري من أتبع إلا أبا حريش وأصحابه وهو يقول بخلق القرآن أو لابن خلف وأصحابه وكان يقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق فلما أويت إلى فراشي ونمت رأيت هاتفا قد جاءني وقال قم فقمت فقال لي قل فقلت وما أقول فقال قل شعرا:
(سبحان من رفع السماء ... بلا عماد للنظر)
(ما قال خلق بخلقة الق ... رآن إلا قد كفر)
(لكن كلام منزل ... من عند خلاق البشر)
وقال لي اكتبه فمددت يدي إلى كتاب من كتبي وكتبته فيه فلما استيقظت وجدته مكتوبا بالكتاب والله أعلم بالصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله وحده.
تم الكتاب ولله الحمد والمنة)