وأما الابرة فإنها تدل على طلب صلاح أشغال الرائي فمن رأى بيده إبرة ويخيط بها فإنه يدل ومن رأى إبرته انكسرت أو اعوجت فإنه يدل على تعكيس الأحوال وتفرقة الأشغال.
وأما العين: فدين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلالة. فإن رأى في جسده عيوناً كثيرة، دل على زيادة صلاحه ودينه. فإن رأى كأنّ بطنه انشق فرأى في باطنه عيوناَ، فإنّه زنديق، لقوله تعالى: " مَا جَعَلَ الله لِرَجُل منْ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ " . فإن رأى كأنّ عينيه عينا إنسان آخر غريب مجهول، دلت رؤياه على ذهاب بصره، ويكون غيره يهديه الطريق. فإن كان الرجل معروفاً فإنّ صاحب الرؤيا يتزوج ابنته وتصيب منه خيراً. فإن رأى كأنّ عينيه ذهبتا، مات أولاده، ومن رأى أنّه أعمى العينين وهو في غربة، دل على امتداد غربته إلى أن يموت. فإن رأى كأنّ عينيه من حديد، ناله همّ شديد يؤدي إلى هتك ستره. فإن رأى أنّه فتح عينيه على رجل، فإنّه ينظر في أمره ويعينه. وإن رأى كأنّه نظر إليه شزراً، فإنّه يحقد عليه، ومن رأى كأنّه يسمع بالعين وينظر بالأذن، فإن يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي. ومن رأى على كفه عين رجل أو عين بهيمة، نال مالاً عيّناً. ومن رأى كأنّه نظر إلى عين فأعجبته فاستحسنها، فإنّه يعمل شيئاً يضر بدينه. والعين السوداء الدين. اوالزرقاء البدعة، والشهلاء مخالفة الدين. والخضراء دين يخالف الأديان. فإن رأى لقلبه عيناً أو عيوناً، فهو صلاح في الدين بقدر نورها. فإن رأى أنّه زنى بالعين، فإنّه ينظر إلى النساء. فإن رأى أنّ عينه مسمرة، فإنّه ينظر بريبة إلى امرأة صديقه، وحدة البصر محمودة لجميع الناس، ومن كان له أولاد ورأى هذه الرؤيا، دل على أنّهم يمرضون، لأن الأولاد بمنزلة العينين محبوبتان. ورأى الحجاج بن يوسف كأنّ عينيه سقطتا في حجره، فنعي إليه أخوه محمد وابنه محمد. ورأى بعض اليهود جارية في السماء أو عين جارية، فقص رؤياه على برهمي، فقال تصيب مالاً من التجارة. فإن رآها صانع، أصاب مالاً من صناعته.
وأهداب العينين: في التأويل وقاية للدين. فإنّه أوقى للعينين من الحاجبين. وقيل الصلاح والفساد فيهما راجعان إلى الولد والمال. فإن رأى كأنّ أهداب عينيه كثيرة حسنة، فإنّ دينه حصين. فإن رأى كأنه قعد في ظل أهداب عينيه، فإن كان صاحب دين وعلم، فإنّه يعيش في ظل دينه. وإن كان صاحب دنيا، فإنّه يأخذ أموال الناس ويتوارى، فإن رأى كأنّه ليس لعينيه هدب، فإنّه يضيع شراثع الدين. فإن نتفها إنسان، فإن عدوه ينصحه في دينه. فإن رأى كأنّ أشعاره ابيضّت دل على مرض يصيبه من الرأس أو العينين أو الأذنين أو الضرس.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأنّي قابض على لحية عن وقرضتها حتى استأصلتهها. فقال: إنك تأكل ميراث عمك ولا يكون له وارث غيرك فإن تناولت منها شيئاً ورثت بقدر ذلك. ومن رأى أنّ لحيته بيضاء براقة نال عزاً وجاهاً واسماً وذكراً في البلاد، لأنّ لحية إبراهيم عليه السلام كانت بيضاء. فإن رأى أنها شمطاء، فإنّه يصيب جاهاً ووقاراً. فإنّ رأى أنّه أشد سواداً وأحسن مما كانت في اليقظة، وكانت سوداء في اليقظة، فإنّه يصيب هيبة وعزاً وجاهاً وجمالاً. فإن رأى أنه شابت وبقي من سوادها شيء، فإنّه وقار. فإن لم يبق من سوادها شيء، فإنّه يفتقر ويذهب جاهه. وأتى ابن سيرين رجلِ فقال: رأيت أنّ لحيتي بيضاء، وأنّي أخضبها فلا يعلق بها الخضاب، وكان الرجل شاباَ أسود اللحية، فقال: البياض نقص من ملكك وأنت تريد ستره، وقد علم به. قال: صدقت.
وأما العلم فهو على نوعين نوع للملوك ويسمى صنجقا وشفقة ونوع للفقراء وهو ممنوع وفي الجملة يؤول برجل عالم أو زاهد أو إمام أو شجاع أو غني أو سخي أو جواد يقتدي الناس به.
من رأى أنه أخذ شيئا من السحاب فإنه يصيب من الحكمة أو يكثر من الحرث والضياع ومن رأى أنه يركب على السحاب فإنه يدرك الحكمة كلها ويتزوج أو يركب سفينة إن أمل سفرا ومن رأى قطعة سحاب على رأسه يحصل له عظمة على قدرها ومن رأى سحابة استقبلته فإنه أمن وعدل وبشارة وراحة من كل غم فإن لم يكن أهلا لذلك فإنه عقوبة وعذاب ينزل به ومن رأى أن السحاب سقط على الأرض فإنه سيول أو خراب بلدة ومن رأى سحابا فيه غياث للعالم فإن ذلك رحمة فمن نال من ذلك شيئا فإنه ينال من ذلك الغيث والرحمة بقدر ذلك وربما دل السحاب إذا اسود على أمر مكروه أو عارض من سلطان فإن كان مع السحاب رعد أو برق فهو أعجل الرؤيا لتصديقها ومن رأى أنه في ظل السحاب وجد في تلك السنة خيرا ونعمة ومن رأى أن السحاب ستر جميع الدنيا ولم ينزل فيه مطر ليس بمحمود ومن رأى أن السحاب غطى الشمس فإن الملك يموت أو يقهر أو يعزل أمراض أو جوع أو جلاء ينزل بهم وإذا رأى أنه نزل عليه خاصة فإنه ضرب وأذى ينزل به ومن رأى كأن مطرا ينزل وليس كهيئة المطر فإن كان محبوبا فإنه صلاح وإن كان مكروها فإنه بلاء وفتنة فإن أمطر عسلا أو لبنا أو نحوه فإنه خير وبر وغنيمة وصلاح دين وإن أمطرت ترابا أو رملا فهو صلاح ما لم يكن غالبا وإن أمطرت ذبابا أو عقارب أو حيات أو نحو ذلك فإنه لا خير فيه خاصة وعامة وهو عذاب يصيب أهل ذلك الموضع ومن رأى أنه اغتسل بالمطر وتوضأ به فإنه صلاح في دينه ودنياه ومن رأى أنه يشرب من ماء المطر فإن كان صافيا أصاب خيرا وإن كان كدرا مرض بقدر ما شرب وإن رأى مريض أنه نزل مطر خفيف متواتر شفي وإن رأى مطرا شديدا كدرا متواترا هلك في ذلك المرض
وقال الشيخ عبد القادر الأشموني أولت رؤيا المدن وأوضحت ما استحضرته واعتمدت في ذلك على ابن سيرين والكرماني وغيرهما وألحقتهما بما أولته بتوفيق الله مما لم يأتيا بذكره، فرؤيا مكة صلاح ودين وتوبة وأمن وربح.
ومن رأى حريرا وكان من ذوي المناصب فإنه رفعة ويحصل له منفعة في الدنيا لكونه متمكنا منها وأما إذا كان من أهل الصلاح فإنه يؤول بحسن الآخرة وقيل رؤيا الحرير الأبيض منفعة وعطاء وإن كان مصبوغا فهو أجود وإن كان أخضر فهو جيد حسن وإن كان أحمر فإنه غير محمود ولكنه للنساء محمود وإن كان أسود فهو هم وغم وإن كان أصفر فهو سقم.
ومن رأى قلم القدرة وهو يكتب في اللوح المحفوظ وعرف الكتابة فإن الرؤية تكون كما هو مكتوب ومن رأى أن بيده قلما دل على أنه يرزق ولدا عالما فاضلا وقيل إنه وصيفه وقيل علم ومن رأى بيده عدة أقلام فهو خير على كل حال ومن رأى أنه يبري قلما وأتم برايته يكون مسددا في أموره وإن عسرت عليه براءته يكون بضد ذلك ومن رأى أنه يمد قلما في دواة مجهولة فإنه يرتكب فاحشة
والصبية في المنام: خصب وفرج، ويسر بعد عسر ينمو ويزيد. والوصيفة، خير محدث فيه ثناء حسن وخيرِ مرجو. ومن رأى كأنّه اشترى غلاماً، أصابه هم. ومن اشترى جارية، أصاب خيراً. وإن رأى العبد غير البالغ كأنه قد أدرك الحلم فإنّه يعتق. فإن رأى كأنّه أدرك وطرح عليه رداء أبيض، فإنّه يتزوج امرأة حرة. وإن رأى كأنّه طرح عليه رداء أسود، فإنّه يتزوج مولاة. ومن رأى كأنّه طرح عليه رداء أرجواني، تزوج بامرأة شريفة الحسب. فإن رأى مثل هذه الرؤيا شاب دلت رؤياه على أنّ ابنه يبلغ. وإن رآها شيخ، دلت رؤِياه على موته. وإن رآها مرتكب لمعصية خفية، فإنّه يفتضح. ومن رأى أنّه أصاب ولداً بالغاً، فهو له عز وقوة، وأمه أولى به في أحكام التأويل من أبيه، وإذا رأت امرأة ذكراً أمرد، فهو خيرِ يأتيها على قدر حسنه أو قبحه. وقيل: من كان له ابن صغير، ورأى أنه قد صار رجلاً، دل على موته. وقيل: من كان من الصبيان قد أدرك ولحق بالرجال، فإنّه يدل على تقوية ومساعدة. ومن الناس من يرى أنّه ولد له غلام وكانت امرأته حبلى، فإنّها تلد جارية. ويرى أنّها ولدت جارية، فتلد غلاماً، وربما اختلفت الطبيعة في ذلك، فيرى أنّه ولد له غلام، فهو غلام، أو يرى أنّه ولد له جارية فهي جارية، فسل عن ذلك الطبائع، فإنّه تخبرك. وقيل الوصيف خير.
وحكي أنّ امرأة بمكة تقرأ القرآن، رأت كأنّ حول الكعبة وصائف بأيديهن الريحان وعليهن معصفرات، وكأنّها قالت سبحان الله هذا حول الكعبة؟ قيل لها: أما علمت أنّ عبد العزيز بن أبي داود تزوج الليلة. فانتبهت، فإذا عبد العزيز بن أبي داود قد مات.
ومن رأى موسى عليه السلام فإنه يبتلي بالأهل والعيال ثم يستقيم حاله ويظفر لقوله تعالى " ووهبنا له أخاه هارون نبيا " وقال بعضهم يهلك في تلك الديار سلطان ظالم، وقيل من رأى موسى فإنه يدل على أنه رجل مغلوب ثم يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه، وإن كان في بحر ينجو سالما، ومن أعطى له عصا موسى في منامه فإنه يرزق علم الكيمياء حقا وينجو مما يخاف، ومن أعطى سيف على يرزق الشجاعة حقا.
وقال أيضاً رؤيا السجود على خمسة أوجه حصول مقصود دولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم " الآية وقيل ان الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل.
فمن رأى أنه يتوضأ بماء صاف وأتم وضوءه فإن كان مهموما فرج الله همه أو خائفا أمنه الله أو مريضا شفاه الله أو مديونا قضى الله دينه أو ذا ذنوب كفر الله عنه ومن رأى أنه توضأ بماء كدر فإنه هم وغم ولكن يرجى له الفرج ومن رأى أن لم يتم وضوءه فإنه لا يتم له أمر هو طالبه ويرجى له النجاح ومن رأى أنه توضأ بماء لا يجوز الوضوء به فهو بمنزلة من لم يتم وضوءه وقيل من رأى أنه يتوضأ بلبن أو عسل فإنه حسن في الدين ومن رأى أنه توضأ بماء حار أو اغتسل به أو شربه أصابه هم أو مرض ومن رأى أنه يطلب الوضوء ولا يجد الماء فإنه عسر عليه في أمره حتى يتوضأ ويتم وضوءه ثم يسهل عليه أمره
ومن رأى إبليس فإن رؤيته تؤول بعدو له كذاب ضال عجول في الشر آيس من الخير ومن رأى أن إبليس ينصحه وهو يرضى بنصحه فإنه يدل على حصول مضرة في ماله وجسده وقال بعضهم من أطاع إبليس بهواه فإنه يبتلى بالنفس ومن رأى أن إبليس أعطاه شيئا فإنه يدل على حصول مال حرام ومن رأى أنه يريد أن يضرب إبليس بالسيف ليهلكه ثم هرب فإنه يدل على حصول ولاية وعدل وإنصاف ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر نفسه ويسلك طريق الصلاح ومن رأى أنه يعادي إبليس ويحاربه فإنه يدل على صحة دينه ومن رأى كأن إبليس خوفه فإنه يدل على إخلاصه في دينه ومن رأى أن إبليس فرحا مسرورا فإنه يشتغل بالشهوات ومن رأى أن إبليس نزع لباسه فإنه يعزل عن منصبه ومن رأى أن إبليس يحفظه فإنه يأكل الربا ومن رأى أن إبليس يغمزه فإنه يدل على أن رجلا يقذف امرأته ويغويها ومن رأى أن الشيطان يغذيه بنوع من الأنواع فإنه فرج من همه بعد حصول شدة وقيل إن إبليس يؤول بالسلطان الجائر ومن رأى كأنه قتل الشياطين نال نصرة وصيتا حسنا ومن رأى أنه ملك الشياطين وانقادوا له فإنه ينال رياسة وهيبة
قال الكرماني: رؤيا البرد عذاب وضيق واحتياج وإن نزل في وقته قليلا يحصل لأهل ذلك المكان رخاء وقيل من رأى البرد وقع بأرض فإنه غوث من الله تعالى ما لم يفسد شيئا وإن فحش فهو عذاب ينزل بذلك المكان.
ومن رأى داود فإنه يحصل له ضرر وضيق صدر من جهة العيال، وقيل من رأى داود يكون خليفة في أهله وربما ينال خير أو حكماً وملكاً، وربما يبتلى بسبب امرأة، وربما كان عنده شيء مدخر فأثر فيه السوس فليفقده.
وأما القرع فإنه يؤول على أوجه قال الكرماني رؤيا القرع يؤول بالرفعة خصوصا إن رآه على شجرة وربما دلت رؤيا القرع على مصاهرته مع إنسان وقيل من رأى أن في بيته قرعا في أوانه يدل على النعمة وازدياد المال وإن كان مريضا عوفي وإن كان عبدا أعتق وإن كان كافرا أسلم وإن كان مسافرا رجع بالسلامة وإن كان فاسقا تاب الله عليه وتقضي حاجته.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم أو يخطب حصل له علو قدر وشرف وإن رأى أنه وقع منه حصل له ضد ذلك ومن رأى أنه على منبر وهو يتكلم بما لا يليق فإنه يشتهر بالمعاصي وربما أنه يصلب وإن رأى السلطان أنه على المنبر ووقع منه أو انكسر المنبر تحته دل على فهم وعلو قدر ومنزلة عند السلطان وعلى المال والنعمة يقع عن مرتبته إما بموت أو بغيره وقيل من رأى أنه على المنبر إن كان عالما يعلو قدره وإن كان جاهلا يمسك في السرقة ويصلب ومن رأى أنه نام على منبر فهو تقرب لسلطان وفي أمن من جهته وقيل فساد في الدين أو من يستغيب الناس
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن بكر بن هارون، عن أبي محمد المرعشي، عن أحمد بن محمد بن الحجاج، قال: تفقهت للشافعي ولمالك ولأحمد بن حنبل رضي الله عنهم، وجميع من يوصل إليه الفقه، فاختلفت على أقاويلهم واختلافاتهم في المسائل، فأحببت أن آخذ بأصح أقوالهم، فسألت الله تعالى أن يريني النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فوقع في روعي أنّك سترى ليلة الجمعة، فلما كان ليلة الجمعة في السحر وأنا قد فرغت من وردي، وقد قعدت على ظهري منتظراً المؤذن، غلبتني عيناي فوقع في روعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قادم علي، فدخل رجل نجراني عليه طيلسان وثياب بيض فسلم وجلس، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقبلت بين عينيه ورأيته على النعت الذي كان معي، وعلى الصفة التي كانت معي، ومعه جماعة من أصحابه، فجلس وجلست بين يديه، فسألته من مسائل ثم انتهيت إلى ما كان في نفسي من الفقه، فسألته عن مسألة فقال: إني على ما يقول هذا، وأومأ إلى الداخل قبله. ثم سألته عن أخرى، فقال: على ما يقول هذا ثم سألته على مسائل الاختلاف فكان يومي بيده ويقول على ما يقول هذا فوقع في روعي أنّه أحمد بن حنبل. فقلت يا رسول الله لقد ابتلي فيك. فصبر فقال لي: انظر ما فعل الله به، ثم التفت إليّ فقال: تصلي معنا الغداة، فقلت يا رسول الله ما أحوجني إلى ذلك. فأقيمت الصلاة وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا وهو يقول: سلام عليكم ورحمة الله. فسلمت عن يميني ثم انتبهت وأنا مستقبل القبلة.
قال ابن سيرين من رأى أن الريح هبت هبوباً شديدا فإنه يلحق أهل ذلك المكان خوف، وإن اشتد هبوب الريح حتى قلعت الأشجار يلحق أهل ذلك المكان بلاء ومصيبة مثل علة الطاعون والنقطة والحصبة.
فتعبيرها على وجوه بشارة وخير وبركة وفوز وشفاء وأداء دين وتيسر أمر عسير وقضاء حاجة وضياء وخلاص من هم وغم وظفر على الأعداء وزيادة رزق لقوله تعالى " وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله " الآية، وقيل ان الزكاة تزكو في المال والمواشي فمن رأى أنه يأخذ الزكاة فهو حصول منفعة وقيل افتقار.
أما القنطرة فإنها تؤول بالخير وقال الكرماني من رأى أنه يجوز على القنطرة فإنه يدل على حصول عز وجاه ورفعة ومال ووصول مقصوده من قبل السلطان وقيل من رأى أنه جاز على قنطرة فإنه يخلص مما يكره للمثل السائر بين الناس: فلان جاز القنطرة.
من رأى أنه في السماء من غير صعود أو صعد إليها بسبب نال عزا ورفعة وإن صعد إليها بغير سبب نال خوفا من قبل سلطان ومن رأى أنه نازل منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ومن رأى أنه بنى بها بيتا فإنه يستشهد ومن رأى أن أبوابها مفتحة أو أنها قربت إلى الأرض دل على إجابة الدعاء وكثرة المطر وإن رأى أن أبوابها مغلقة دل على قلة المطر ومن رأى أنه وقع من السماء فإن ذلك مكروه في الدين فإن كان الرائي ذا سلطان زال عنه سلطانه ومن رأى نسرا أو عقابا طار به إلى السماء ولم يقع فإنه يصيب خيرا ورفعه ومن رأى في السماء سراجا أول بالشمس فإن انطفأ كسفت ومن رأى أن السماء انشقت فإنه اختلاف بين الناس وكذب على الله تعالى ومن رأى أنها انشقت فخرج منها شيخ حل بتلك الأرض خصب أو شاب فعدو يظهر ومن رأى أنه مشى فوق السماء مشى في أثر المطر ومن رأى أنها خضراء دل على خصب في ذلك العام أو صفراء دل على مرض فيه أو أنها من حديد فمطر ذلك العام قليل ومن رأى أنها وقعت عليه دل على أن سقف بيته يقع عليه
ورؤية الخضاب في اللحية تدل على إخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر وربما تدل على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف خضاب المسلمين ومن رأى أنه خضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس فإن رأى الخضاب علق ستر الله تلك الحال ومن رأى أن يده مخضوبة بالحناء فإنه يظهر حذقه في صناعته
ومن رأى أنه خرج من أنفه ذبابة أو ما يشبهها يدل على أنه يولد له مولود وإن رأى أنه دخل أنفه شيء من ذلك فليس بمحمود ومن رأى بأنفه زكاما فإن أموره تتعقد وليس ذلك بمحمود ومن رأى أن أنفه قطع فإنه انحطاط منزلة أو موت عاجل أو نازلة تكون بها فضيحته أو موت ولد أو زوجة ومن رأى أن أنفه كبر دل على عظيم المنزلة وزيادة الشرف ومن رأى أنه شم رائحة طيبة فإن كانت زوجته حاملا فإنها تأتي بولد سار وربما يكون فرجا من هم وغم وإن كانت الرائحة كريهة فتعبيره ضد ذلك ومن رأى أنه ليس له أنف فإنه يدل على موت أقاربه السرور والفرح ومن رأى أن لون وجهه مصفرا فإنه يؤول على ثلاثة أوجه مرض وعزل وخوف ومن رآه مسودا فإنه يدل على حصول هم وغم وقيل يولد له ابنة ومن رأى وجهه مبيضا حسنا فإنه بشارة بحسن حاله وصلاح دينه ومن رأى أحد عبس في وجهه فإنه يرى ما يكره منه وإن عبس هو في وجه غيره فإنه يحصل منه مكروه
الصبي: في التأويل، فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة. فإن رأى رجل كأنّه صار صبياً، ذهبت مروءته. إلا أنّ رؤياه تدل على الفرج من هم فيه. فإن رأى كأنّه يحمل صبياً، فإنّه يدير ملكاً. ومن رأى كأنّه يتعلم في الكتب القرآن الأدب، فإنّه يتوب من الذنوب. ومن رأى كأنّه ولد له جملة من الأولاد دلّت رؤياه على هم، لأنّ الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في حجري صبياً يصيح.فقال: اتق الله ولا تضرب بالعود. وقيل من رأى له ولداً صغيراً بعد لا يخالط جسده، فهو زيادة ينالها أو يغتم. وقيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة.
فإن رأى للرجل سوأة كسوأة المرأة، فإنّه يصيبه ذل وخضوع. فإن رأى أنه ينكح في ذلك الفرج، فإنّ الفاعل به يظفر بحاجته منه أو من سميه، إن لم يكن لذلك موضعاً. وقيل أنّ استحالة فرج المرأة ذكراً، دليل علىِ بذاءة لسانها وتسلطها على زوجها بالكلام. ومن رأى أنّه يمتص فرج امرأة، نال فرجاً ضعيفاً قليلاً. ومن نظر إلى فرج امرأة أو غيرها نظر شهوة أو مسه، فإنه يتجر تجارة مكروهة.
ومن رأى نوحا يطول عمره ولكن يصادفه من الاعداء ضرر وتعب وعاقبة الأمر يحصل مراده، وقيل من رأى نوحا يكون له أعداء وجيران يحسدونه وينجيه الله تعالى من شرهم وينتقم الله منهم.
من رأى أن به امتلاء فإنه يؤول على وجهين: لسعة وتغير البدن، وقيل رؤياه للتاجر تدل على صدقه فإن خرج منه شيء بين يدي شاب فإنه يفشي سره لعدوه، وربما يحصل ثم يذهب.
وقال أما رؤيا الدار المعروفة البناء إذا كانت متصلة بالدور فاصابة دنيا بقدر حسنها، فإن كانت من لبن وطين فهي حلال، وإن كانت آجرا وجصا فهي حرام، وربما أنه يعمل سوءا فليتق الله تعالى، وإن كانت الدار مجصصة وبها مريض دل على موته، وإن كانت من لبن وطين أصابه هم.
والوكيل يؤول بالخير والاقبال فمن رأى أنه وكيل ملك وهو قائم في أشغاله بالعدل والانصاف فإنه يدل على حصول الخير والاقبال وكذلك إذا رآه وكيل القاضي فإن لم يكن في وكالة القاضي منصفا فإنه لا خير فيه.
ومن رأى أنه دخل الجنة فإنه يعمل عملا صالحا يستوجب به الجنة وإن كان خائفا أمن وأن كان مريضا انتقل من الدنيا إليها فإن رأى أنه آتى إليها ليدخل فرد أفاق من مرضه ومن رأى أنه تناول من ثمارها أو أعطاها له غيره وأكل منها فإنه ينتفع بعمل من أعمال البر ومن رأى أنه فيها ولا يدري متى دخلها فإنه لا يزال في الدنيا منعما عزيز ومن رأى من حورها أو ولدانها فإنه من أعمال البر على حال ومن رأى أن بيده مفتاح الجنة فإنه يتوفى على التوحيد
ومن رأى أحدا من الأولياء والصالحين والأبدال والمجاذيب فهو حصول خير وبركة وأمن وقيل خروج من هم وغم إلى فرح وسرور ومن رأى أنه تزيا بزيهم وكان أهلا لذلك فهو خروج من خوف وحزن إلى أمن وفرح ومن رأى أحدا من المذكورين في هذا الباب وأخبره بأمر فإنه يكون بعينه ومن رأى أنه يكلم رجالا أشرافا فإنه يصيب خيرا وجاها في الناس
ومن رأى صبيا وهو معروف ورأى فيه ما يسره فهو خير ونعمة وإن رأى فيه ما يشينه فضده وإن كان مجهولا ففيه وجهان قيل عدو أو بشارة ومن رأى كأن صار شابا فقيل إنه يتجدد له سرور وقيل إنه يظهر في دينه أو دنياه نقص عظيم وقيل إنه يموت ومن رأى أنه قدم إليه صغير حسن الوجه فإنه يؤول على وجهين ملك وبشارة إذا لم يحمل على الأذرع وقيل من رأى أنه يحمل صغيرا في قماط فإنه ينجو من هم وغم ما لم يختبط الصغير وقيل إن كان خائفا يكون آمنا ومن رأى صغير معروفا يلهو فليس بمحمود ومن رأى أن صغيرا صاح فإنه زوال هم وقيل تكدر خاطر ومن رأى صغيرة حسنة فإنه حصول خير ومنفعة وقيل من رأى أنه يحمل صغيرة فهو خير ممن يحمل صغيرا فإن كان مريضا أفاق أو مهموما فرج الله همه أو محبوسا أطلق
خبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الأخميمي بمصر قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سلامة الطحاوي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد. وإبراهيم بن أبي داود، وأبو أمية قالوا: حدثنا سليمان بن حرب، واللفظ لابن جناد، قال: حدثنا حماد بن زيد عن الحجاج الصواف، وأبي الزبير عن جابر، أن الطفيل بن عمرو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصنه ومنعه حصين، كان لدوس في الجاهلية فأفتى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر الله تعالى للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاحتوى المدينة، فمرض فخرج فأخذ مشاقص، وقطع بها براجمه، وشخبت يداه حتى مات. فرآه الطفيل بن عمرو في هيئة حسنة فقال: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى المدينة إلى نبيه صلوات الله عليه وسلامه، فقال: ما لي أراك مغطياً يديك؟ فقال: قيل لي أنّه لا تصلح منك ما أفسدت. فقال قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر.
وهو إصابة مال من كثرة انفاقه في غير طاعة الله تعالى لقوله تعالى " يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوى بها " الآية وربما دل على بخل صاحبها وقيل الكي كلام موجع، وربما كان لذوي المناصب ثباتاً في الأمور، وربما دل الكي على التزويج والسفر وللنسوة على الولادة.
وأما الصقر فإنه مختلف فيه منهم من قال إنه سلطان الطيور ومنهم من قال العقاب سلطان الطيور وتأويله في علم التعبير كتأويل العقاب لكونهما منسوبين إلى سلطنة الطيور.