الذكر: فدال على جميع ما يذكر به الإنسان من علم أو سلطان من خير أو شر، فإن لم يلق ذلك به كانت امرأته عليلة أو ناشزاً، فكيف إن كانت هي التي رأت ذلك لزوجها، فإنّه يفارقها بموت أو حياة، إلا أن تكون ممن تعذر الولد عليها وهو يطلب ذلك منها، فإنّه لا يراه منها أبداً. فإن لم يكن هناك زوجة، وكان صاحب عيون وسواق وسقي، انقطع عنه المجرى وانكسرت ساقيته، أو انقطع دلوه أو سقط في البئر. فكيف إن كان في المنام ينكح امرأة، فانقطع ذكره في فرجها. إلا أن تكون زوجته المنكوحة في المنام، وليس له ساقية ولا جنان، وكانت زوجته، فإن كان في بطنها جنين هلك، أو خرج ميتاً، أو حملت بما لا يحيا. فإن كانت ممن لا حمل بها، وكان للرجل مال في سفر أو تجارة، ذهب أو خسر فيه. وإن كان فقيراً ذهب جاهه في السؤال وابتغاء المعاش، وإلا سقط دلوه في البئر أو جرته، أو سقط له فيها ولد أو هرة أو فرخ أو جرو أو شيء من متاعه، أو نقص على قدر حيوانه حاله، وزيادة منامه وتوفيق عابره.
وجميع ما يخرج من الذكر دال على المال والولد وعلى النكاح، ويستدل على البول بالمكان الذي بال فيه. فإن بال في بحر، خرج منه مال إلى سلطان أو جاب أو عاشر أو ماكس، والنورة تجري مجرى البول في هذا الباب، وكذلك المني والمذي والودي. وإن بال في حمام، تزوج إن كان عزباً، وإلا قضى مالاً لامرأة أو جاد به عليها. وإن بال في جرة أو قربة أو إناء من الأواني، فإنّه ينكح إن كان عزباً، أو تحمل زوجته إن كان متزوجاً، أو يدفع إليها مالاً إن كانت تطلبه. والمني يشترك مع البول في هذا الباب. وقد يستدل على فساد ما يدلان عليه من وطء في دم أو دبر، أو بعد حنث، أو في زنا، أو نحو ذلك بالأماكن التي يبول فيها النائم، وبصفات البول وتغيره، كالذي يبول دماً أو يبول في يده أو في طعام ونحو ذلك.
وقيل من رأى أن برجليه قيدا من مفرق فإنه حصول منفعة من الأرض، وإن كان من رصاص تكون المنفعة من النصارى يتزوج، وإن كان من نحاس تكون المنفعة من اليهود، وإن كان من فضة فإنه يتزوج امرأة، وإن كان من ذهب فإنه يدل على السفر والمرض.
السفرجل: قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا إنه مرض لصفرة لونه، ولما فيه من القبض. وقيل إنه يدل على سفر، وقال قوم إنه سفر واقع مع وفق، وقال بعضهم إنه سفر لا خير فيه. وأنشد في ذلك:
أهدى إليه سفرجلاً فتطيرا ... منه وظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه ... سفر وحق له بأن يتطيرا
وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها. وقال بعضهم إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه، لأن اسمه بالفارسية نهي وهو خير. والتاجر إذا رآه دل على ربحه. والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته.
ومن رأى أنه يعصر سفرجلاً فإنه يسافر في تجارة وينال ربحاً كثيراً.
ومن رأى أن جماعة من الموتى معروفين قاموا من موضعهم مسرورين فإنه يحيا له أمر تتشعب منه أمور حميدة ويتجدد له اقبال ودولة، وإن رآهم محزونين وثيابهم رثة فإن كان لهم عقب فانهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش.
مذكرة
تنبئ كتابة المذكرات في الحلم بانهماكك في تجارة خاسرة سوف تسبب لك الألم. إذا رأيت الآخرين في الحلم يكتبون مذكرات فهذا ينبئ بأنهم سوف يرهقونك بطلباتهم للمساعدة. إذا فقدت مذكراتك في الحلم فتوقع أن تصاب بخسارة طفيفة في تجارتك. إذا عثرت في حلمك على مذكرات فهذا ينبئ بتوليك مسؤوليات جديدة سوف تسبب السعادة للآخرين.
مهر " ذكر الخيل "
تنبئ رؤية المهور في الحلم بأنك ستكسب أصدقاء مخلصين أمناء. ستعيش جواً من البهجة والصفاء إذا حلمت بمهر فإن هذا يعني أنك سوف تكون محظوظاً نوعاً ما في مشاريع جديدة.
فإن رأى في محلته نسوة ميتات معروفات قد قمن من موضعه مزينات، فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا والأعقاب أولئك النسوة أمور على قدر جمالهن وثيابهن، فإن كانت ثيابهن بيضا فإنه أمور في الدين، وإن كانت حمرا فأمور في اللهو، وإن كانت سوداء ففي الغنى والسؤدد، وإن كانت خلقانا فإنها أمور في فقر وهم، وإن كانت وسخة فإنها تدل على كسب الذنوب فإن رأى ميتا كأنه نائم، فإن نومه راحته في الاخرة.
نادرة جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت المهلب قد عقد طاقا بين داري وداره فقال ابن سيرين هذا رجل نكح أمك فاشتد غضبه وأتى إلى أمه وقال لها تعرفين المهلب قالت نعم كنت أمته ثم صرت إلى أبيك فتعجب من ذلك.
نادرة روى أن رجلا رأى في المنام بعد موته فقال الرائي ما فعل الله بك فقال دعني لأني لم أتمكن يوما من غسل جنابة فألبسني الله ثوبا من نار فأنا أتقلب فيه إلى يوم القيامة.
رجل دين
إذا حلمت أنك تستدعي رجل دين ليعظ في مراسيم جنازة فإن هذا يعني أنك سوف تجاهد عبثاً ضد المرض وضد تأثيرات شريرة سوف تنتصر على الرغم من محاولاتك الجادة.
إذا تزوجت امرأة من رجل دين في حلمها فسوف تكون هدفاً لمحنة عقلية كبيرة وسوف تقودها يد القدر المعاكسة إلى مستنقع الكارثة.
ومن رأى أنّ ذكره استحال فرجاً، عجز بعد القوة. إن رأى لامرأته ذكراً كذكر الرجل، فإن كان لها ولد أو في بطنها، فإنّه يبلغ ويسود أهل جته. وإن لم يكن لها ولد ولا في بطنها ولد، فإنّه لا تلد ولداً أبداً. وإن ولدت مات الولد قبل بلوغه. وربما انصرف التأويل، في ذلك عنها إلى قيمها أو مالكها. فيكون له ذكر في الناس وشرف بقدر الذكر.
رجل إطفاء
إذا رأيت رجل إطفاء في أحلامك فإن هذا يعني وفاء أصدقائك. إذا رأت فتاة رجل إطفاء أعرج أو يواجه حادثاً من نوع آخر فإن هذا يعني أن خطر الموت يتهدد صديقاً مقرباً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت رجلاً أسود ميتاً، يغسله رجل عليه. فقال أما موته فكفره، وأما سواده فماله، وأما هذا القائم يغسله فإنّه يخادعه ماله.
ومن رأى أن ذكره انتشر وانتصب فإن الحاجة التي هو طالبها تقضي لأن الذكر لا ينتشر إلا عند الحاجة، ومن رأى أن ذكره شطر نصفين وصار النصف الواحد قائما والآخر رخوا فإنه يؤول على أربعة أوجه تعطيل في الأمور وإن كان له ولدان مات أحدهما وإن كان مسافرا قطع عليه الطريق وإن كانت زوجته حاملا تلد ولدين ويموت أحدهما.
ومن رأى أنه يزكي أحداً معروفا فتعتبر الهيئتان كما تقدم، وأما الثبور فلا خير فيه لأنه مذموم في القرآن لقوله عز وجل إخباراً عن الكافرين " لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً " وأما التهاون فلا خير فيه في جميع الأحوال لقول الشاعر:
ومن تهاون في مصالح نفسه ... عتت عليه ثعالب وفهود
وأما التهاون بالكفار فمحمود، والتهاون بالمؤمن مذموم.
عن ابن مسعود-رضي الله عنه-وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -رضى الله عنهم -: أن فرعون رأى في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس
حتى أشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل وأخربت بيوت مصر,فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم عن رؤياه فقالوا له:
يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه-يعنون بيت المقدس-رجل يكون على وجهه هلاك مصر فأمر ببني إسرائيل أن لايولد لهم غلام إلا ذبحوه ولا يولد لهم جارية
إلا تركت .
ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله، فأصاب وهو يمشي ديناراً وعليه صورة الملك. وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على ساقي رجل شعراً كثيراً، فقال: يركبه دين ويموت في السجن. فقال لك رأيتها. فاسترجع ابن سيرين، ثم إنّه مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم، فقضاها عنه بعد موته، ورأى رجل كأنه معوق الساق، فعبرها له معبر فقال: إنك تصير زانياً. فأخذ بعد ذلك مع امرأة. وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ اصبع رجلي على جمر، فإذا وضعته عليه طفىء، وإذا رفعتها عنه عاد كما كان، فقال: هذا صاحب هوى، فقال: ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر. فقال: وأي شيء هو أشد من القدر؟. ورأت امرأة كأنّ إبهام رجلها قطعت، فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: تصلين قوماً قطعتيهم.
إذا رأيت رجلاً متوحشاً في حلمك فإن هذا يدل على أن الأعداء سوف يعارضونك جهاراً في مشاريعك.
إذا تخيلت أنك رجل متوحش فإن هذا ينبئ أنك لن تكون محظوظاً في تنفيذ مخططاتك.
المرجل: قيم البيت من نسل النصارى. والمصفاة: خادم جميل. والجام: هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة، وذلك لأنّ الحلو على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له. فإن قدم الجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات فإنّه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء.
ومن رأى أنه يقبل رجلاً أو يضاجعه أو يخالطه مخالطة بشهوة فإن تأويله كتأويل النكاح الا أنه دونه في القوة، وإن لم تكن القبلة بشهوة فإن الفاعل ينال من المفعول خيرا.
وما مقعد الإنسان وأليته فكسب مال وشغل منفعة فمن رأى في ذلك ما يشين أو يزين فعبر به وأما الذكر فهو ولد ومال وذكر وسمعة فمن رأى له ذكرين أو أكثر كان زيادة في ذلك ومن رأى أن ذكره قطع بيد أحد فضد ذلك وإن قطعه فإنه لا يولد له ولد وإن رآه ضعف وقلت قوته فليس بمحمود ومن رأى أنه كبر وضخم فإنه زيادة في سلطانه وماله وولده ومن رأى أن شخصا يحلم ذكره أو يملطه فإنه ينال منه منفعة ومن رأى أن أحدا يضرب ذكره فلا خير فيه للضارب ومن رأى أن ذكره مربوط فإنه يكتم الشهادة ومن رأى أنه خرج من ذكره شيئ فهو ولد فإن كان محبوبا كان الولد جيدا أو مكروها فضده ومن رأى في ذكره جراحة فإنه كلام يقال فيه ومن رأى أنه ختن فإنه صلاح في دينه ومن رأى أن ذكره انتشر وانتصب فإن الحاجة التي هو طالبها تقضى وقال بعضهم حركة الذكر وانتصابه يدل على زيادة المال وكثرة الأولاد والجاه ومن رأى أنه ورم فنظير ذلك ما لم يكن به وجع
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: من رأى رجلاً يعرفه دلت رؤياه على أنه يأخذ منه أو من شبيهه أو من سميه شيئاً،
فإن رأى كأنّه أخذ منه ما يستحب جوهره نال منه يؤمله، فإن كان من أهل الولاية ، ورأى كأنّه أخذ منه قميصاً جديداً فإنّه يوليه.فإن أخذ منه حبلاً، فإنّه عهد. فإن رأى كأنّه أخذ منه مالاً يستحب جوهره أو نوعه، فإنّه س منه، ويقع بينهما عداوة وبغضاء.
ن رأى ميتاً معروفاً: مات ثانية كان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ، فإنّه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس، وإلا مات من عقبه إنسان. وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نوح أو رنة مما يكرهه أصله في التأويل.
معروف
إذا حلمت أنك تطلب معروفاً من أي شخص فإن هذا يدل أنك سوف تستمتع بالوفرة وأنك لن تحتاج أي شيء على وجه الخصوص.
أما إذا أسديت معروفاً فهذا يعني الخسارة.
قميص الرجل: شانه في مكسبه ومعيشته ودينه، فكل ما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك، وقيل القميص بشارة لقوله تعالى: " إذْهَبُوا بقَميصِي هَذَا " . وقيل هو للرجل امرأة، وللمرأة زوج، لقوله تعالى: " هنَّ لباسٌ لَكمْ وأنْتمْ لِبَاسٌ لَهُنّ " . فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته، فإن رأى أنّه لبس قميصاً ولا كمين له، فهوحسن شأنه في دينه، إلا أنّه ليس له مال ويكون عاجزاً عن العمل، لأنّ العمل والمال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمّان. فإن رأى جيب قميصه ممزقاً فهو دليل فقر. فإن رأى كأنّ له قمصاناً كثيرة، دلت ذلك على أنّ له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجراً عظيماً.
والقميص الأبيض دين وخير، ولبسه القميص شأن لابسه، وكذلك جبته، وصلاحهما وفسادهما في شأن لابسهما. فإن رأت امرأة أنّها لبست قميصاً جديداً صفيقاً واسعاً، فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها، وقال النبي عليه السلام: رأيت كأنّ الناس يعرضون عليَّ، وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك، وعرض علي عمر، وعليه قميص يجره، قالوا فما أولت ذلك يا رسول اللهّ؟ قال: الدين.
هل تقع الرؤيا الصادقة .و الصالحة من غير الرجل الصالح؟
الحقيقة أنه سؤال مهم وجوابه هو: أن الرجل الصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منه, بخلاف عكسه فان الصدق في رؤياه نادر لغلبة تسلط الشيطان عليه وقد جاء عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال:" الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة واربعين جزءأ من النبوة " متفق عليه(1).
وأخرج مسلم رحمه الله عن أبي هريرة عن النبي صلي الله علية وسلم قال: " اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب , واصدقكم حديثأ ، ورؤيا المسلم جزء من خمسة واربعين جزء من النبوة"(2).
قال النووي: قال الخطابي المراد إذا قارب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره وهذا أيام الربيع. وقيل المراد إذا قارب القيامة , والأول اشهر عند أهل الرؤيا , وجاء في حديث ما يؤيد الثاني والله أعلم أ. ة . والصدق أعظم أوصاف الأنبياء يقظة ومناما فمن تأسي بهم في الصدق حصل من رؤياه على الصدق.
قال المهلب : الناس على هذا ثلاث درجات :
أ - الأنبياء ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير.
ب - الصالحون , والأغلب على رؤياهم الصدق , وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير فتقع رؤاهم كما رؤاياها في المنام تماما .
ج - من عداهم . . يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث وهم ثلاثة أقسام:
1- مستورون , فالغالب استواء الحال في حقهم.
2 فسقة , والغالب على رؤياهم الأضغاث ويقل فيها الصدق , وقد عنون البخاري في صحيحه : باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك (3).
3 _ كفار , ويغلب على رؤاهم الأضغاث ويندر فيها الصدق جدا ويشير إلى ذلك حديث : " وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا" الذي أخرجه مسلم .
وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار, كما في رؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه الصلاة , قال تعالي : " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (يوسف: 36 ). وكما سبق عنون البخاري في صحيحه باب: رؤيا أهل السجون والفساد والشرك , ووقع في رواية : الشراب وهم أهل الشراب , والمراد الشراب المحرم , وورد أن الساقي قال ليوسف : رايت فيما يرى النائم أني غرست حبة فنبتت فخرج فيها ثلاث عناقيد فعصرتهن تم سقيت الملك فقال: تمكث في السجن ثلاثأ ثم تخرج فتسقيه على عادتك. فكان كما قال وخرج(4) وكذلك رؤيا ملكهما، قال تعالى: " وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (يوسف 43)
ومعني : عجاف مشتق من عجف والجمع عجاف وعجف والمراد ظهور العظام من الهزل.
وقد تخصص بعض العلماء الرؤيا التي تنسب الى جزء من أجزاء النبوة برؤيا المؤمن الصالح فقط لا الفاسق.
وقد سبق معنا قول القرطبي :
" المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حالأ حال الأنبياء , فأكرم بنوع مما أكرم به الآنبياء , وهو الاطلاع على الغيب. . وأما الكافر والفاسق والمختلط فلا , ولو صدقت رؤياهم أحيانأ فذاك كما يصدق الكذوب , وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة , كالكاهن والمنجم "(5) وقد تقدم لنا تعقب الامام محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله
على قوله: فليعلم.
لكن يجب التنبية هنا الى أن الرؤيا الصالحة التي تكون سببا لشرع بعض الأحكام مقيدة بما اذا وقعت في عهد رسول من الرسل فقط وأقرها» وأما لغيرهم من الناس فهي مبشرات أو منذرات , فقد يكون في تعبيرها بشارة لصاحبها من خيري الدنيا أو الاخرة , وقد يكون فيها تحذير له من نقص أو تقصير في عمله أو فى ديانته, وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) .
قال بعض السلف: " من وراي حجاب " أي في منامه فماذا طهرت النفس من الرذائل , انجلت مراة القلب , وقابل اللوح المحفوظ في النوم , وانتقش فيه من عجائب الغيب , وغرائب الدنيا. فمن الصديقين من يكون له في منامه مكالمة ومحادثة» ويأمره الله وينهاه في المنام , وقد سئل الرسول صلي الله علية وسلم عن قوله تعالى : "لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ "(6) فقال :
"هي الرؤيا الصالحة يرأها الرجل او ترى له" رواه الإمام أحمد(7) .
____________________
( 1 ) متفق عليه , انظر ابن حجر- مرجع سابق - ( 12 / 361 ) والنووي - مرجع سابق( 2315)
( 2 ) النووي - مرجع سابق - ( 15 2 )
( 3 ) ابن حجر - مرجع سابق - (38112)
( 4 ) المرجع السابق ( 12 / 382 ).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (37912)
( 6 ) يونس : 64 .
( 7 ) رواه الأمام أحمد 1731 ثلاثيات الأمام السفأريني - مرجع سأبق.
المعروف
إن الأمر بالمعروف في المنام كمَن يأمر الناس بالصلاة أو بالشهادتين أو يعظهم، فإن ذلك دليل على الإيمان بالله تعالى، والقيام بحقه، وإن كان أهلاً للولاية تولى، أو للحكم حكم. وكذلك إن رأى في المنام أنه أراق خمراً أو رمى نرداً أو ما أشبه ذلك، فإن ذلك يدل على الإيمان، وربما دلّ ذلك على أمر يوجب الصبر. وأمّا الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف في المنام فإنه دليل على النفاق.
ومن رأى أن ذكره جمع حتى صار كالكبة فإنه يؤول على ستة أوجه مال وادخاره بحيث لا ينفع وقصر أولاده وعجزهم عن ادراك ما بلغه من المناصب ومولود فيه نقص وعاهة ونقص عمره وتعسير أموره وتكدر في جاهه، ومن رأى أن ذكره استحال فإنه عجز بعد قوة.
وأما الرجلين فهما الأبوان أو حمله أو ما يقوم عليه الإنسان في مكانه من الرزق فمهما رأى في ذلك من زين أو شين كان تأويلهما فيهما فمن رأى أن رجله الواحدة قطعت أو كسرت فإنه يدل على ذهاب نصف ماله أو موت أحد أبويه وإن رأى ذلك الحادث في رجليه فإنه يدل على سفره أو ذهاب ماله أو موته ومن رأى رجليه حديدا أو نحاسا فإنه يدل على زيادة عمره وماله ومن رأى أن رجليه قزاز فإنه يدل على قصر أجله ونقصان ماله ومن رأى أن رجله تحولت إلى رجل شيء من الحيوانات فهو دليل القوة
وأما الذكر: فإنّه ذكر الرجل في الناس وشرفه أو ولده. والزيادة والنقصان فيه في ذلك. وقيل أنّه إذا رآه طال فوق المقدار، نال هماً. فإن رأى له ذكرين أصاب ولداً مع ولده، وذكراً في الناس مع ذكره، وشرفه، فإن كان قلعه بيده أو قلع بعضه، ثم أعاده إلى مكانه، مات له ابن واستفاد بدله، وذهب ماله ثم رجع إليه. وانقطاعه حتى يبين منه، دليل على موته أو موت ولده، لأنّ ذكره ينقطع بموته. وقيامه قوة الجد، وحركته نشاطه، وسعة دنياه. وربما كان انقطاع ذكره وانقطاع اسمه وذكره من ذلك البلد أو المحلة. وذلك مع انقطاع ما يدل على السلامة والخير، ولا يكون معه ما يدل على موت.
والذكر إذا نقص أو زاد أو عظم أو صغر، بعد أن يكون له طرف واحد، فإنّ عامة تأويله في الولد والنسل. وإذا تشعب فكانت له شعب كثيرة أو قليلة، فإن عامة تأويله في شرفه وذكره في الناس، بقدر ذلك، لأنّ شعبه انتشار ذكره. وضعف الذكر، دليل على مرض الولد أو إشرافه على سموط جاهه. فإن رأى كأنّه يمص ذكر إنسان أو حيوان، عاش الماص بذكر صاحب الذكر، واسمه، فإن رأى أنّه خنثى، حسن دينه.
ومن رأى له أرجلاً كثيرة، فقيل أنّه للغني مرض لأنّه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه، وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم. ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة، فلا يمشون منفردين.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد، وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك. فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر.
نادرة روى أن أبا الأبيض كان رجلا فاضلا فنام فرأى كأنه أتى إليه بتمر وزبيب فأكل منه ثم دخل الجنة فجاء إلى العباس بن الوليد فقص رؤياه عليه فقال أما التمر والزبيب فهو حاضر عندنا وقد جئت قبل الأكل فتأكلهما جميعا وأما الجنة فالله سبحانه وتعالى يعجل لك بها واستدعى بالتمر والزبيب فأكلهما جميعا وقال هذه بشارة بتحقيق أنك من أهل الجنة فخرج من عنده فحمل عليه كافر فقتله وربما قتل في غزوة فكان كما رأى.)