** عدم تزكية النفس .
عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال: اجتمع نساء من نساء المؤمنين عند عائشة أم المؤمنين رضى الله عها فقالت امرأة منهم :
والله لا يعذبني الله أبدا إنما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أشرك بالله شيئا ولا أسرق ولا أزني ولا اقتل
ولدي ولا اتي ببهتان أفتريه بين يدي ورجلي ولا أعصيه في معروف وقد وفيت قال: فرجعت إلى بيتها فأتيت في منامها فقيل لها:
أنت المتألية على الله تعالى أن لايعذبك فكيق بقولك فيما لا يعنيك وما منعك مالا يغنيك قال: فرجعت إلى عائشة رضي الله عنها
فقالت لها: إني أتيت في منامي فقيل لي كذا وكذا وإني أستغفر الله وأتوب إليه .
نحن في ما مضى من المقالات والمناقشات ، قررنا حقيقة ثابتة ، وهي أن الحلم من الشيطان حقيقة لا مجازا ، وذكرنا في حينه الحديث الصحيح في الصحيح : الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان .
ولكن ورد أيضا في شهر رمضان المبارك حديث أبي هريرة ، أنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء ، وغلّقت أبواب جهنم، وُسلِسلت الشياطين . رواه البخاري . فهل َسْلسلة الشياطين تعني انعدام الأحلام والكوابيس والجاثوم في هذا الشهر الفضيل ؟ والجواب ابتداء : لا ، فقد ترى الكوابيس وقد يأتي الجاثوم في رمضان ، وإليكم مزيدا من الإيضاح . سبب الإشكال هو عبارة : ُسلسلت الشياطين وفي معناها عدة وجوه ، ومنها : 1/ أن السلسلة خاصة بمسترقي السمع منهم ، وأن تسلسلهم يقع في ليالي رمضان دون أيامه ، لأنهم كانوا منعوا في زمن نزول القرآن من استراق السمع فزيدوا التسلسل مبالغة في الحفظ . 2/ ويحتمل أن المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره ، لاشتغالهم بالصيام الذي يقمع شهوتهم ، ولاشتغالهم بقراءة القرآن والذكر والأعمال الصالحة. 3/ أن السلسلة خاصة بالبعض ، وهم المردة ، وله دليل ، وهو حديث أبي هريرة بلفظ : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجنة . وفي لفظ : وتغل فيه مردة الشياطين . والخلاصة أن تصفيد الشياطين قد يكون على ظاهره وحقيقته، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ، ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين ، فلا أرى مايمنع من ورود الأحلام أو الكوابيس للنائم فيه . قال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره : فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك ؟ فالجواب أنها إنما تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه ، أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم ، أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس ، فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره ، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية ، لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية ، والله أعلم .
أعاني من عدم الاستيقاظ , فما الحل ؟
يجمعني المجلس أحيانا , أو يجمعني الحديث أحيانا أخري بمن يعاني ويقول : أنا ثقيل النوم جدا , ولا يستطيع أحد أن يوقظني حتي للصلاة !! فهل من علاج لهؤلاء ؟؟؟
بداية أقول بأننا نعيش نعما كثيرة لا تعد ولا تحصى، وما النوم هذا إلا مثال بسيط جدا، ثم أقول بأن من يعاني من صعوبة القيام من نومه، أو يعاني من اضطراب النوم لديه، فلا أجد أفضل له من الصلوات الخمس علاجا نافعا شافيا بإذن الله، فالله سبحانه حين قال : [ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ] فقد جعل للصلاة سرا من حيث الوقت، فمن التزم بالصلوات في أوقاتها، فلن يستغرق في النوم، بحيث يكون له ظاهرة مرضية، ومن المعلوم بأن من يعاني من السهر ليلا على سبيل المثال هو ممن يأخذ حقه من النوم في النهار، ومن ينام مبكرا في الليل، هو ممن يستيقظ في أول النهار، وهذا بشكل غالب، وإلا فقد يوجد من ينام مبكرا ويجد صعوبة في الاستيقاظ فجرا، ولكن العلاج لهؤلاء لو يعلمون؛ هو في الحرص للقيام لكل صلاة بوقتها، ولو طبق كل واحد من هؤلاء هذا النظام فأنا أجزم بأن مشاكل السهر، أو قلة النوم، أو صعوبة النوم، والتقلب على الفراش ستنتهي من الكثير، وما عليك إلا أن تجرب فقط ومن ثم تحكم، وإياك أن تكون ممن يستيقظ لدوامه مثلا وعمله وبكل صعوبة وبمشقة كبيرة، ولكنه ينهزم في نفس المعركة مع النوم وقت صلاة الفجر، فهذه معركتنا الدائمة، واذكر بالمناسبة أن ابني قال لي أنا أكره الدراسة لأنها تجعلنا نستيقظ مبكرا جدا!!
فقلت له يا بني: إنك لو لم تستيقظ للدراسة، فستستيقظ لصلاة الفجر، فالمشكلة ستظل قائمة لديك مع النوم، ولا حل لها إلا أن تكتفي من النوم في أول الليل.
فمن رأى قلم القدرة وهو يكتب في اللوح المحفوظ وفسر قراءة الكتابة فإن الرؤية تكون كما هي مكتوبة، وإن لم يفسر الكتابة فإنه يكون متفكرا في خلق الله، ورؤية القلم ما لم يكن فيه حادث فهي جيدة، وإن كان فيه حادث فهو تشوش خاطر أو تعطيل ما يقصده من أمور الدنيا.
من رأى أنّه أجج ناراً ليطبخ قدراً: بها طعام فإنّه يثير أمراً يصيب به منفعة من قيم أهل بيت. فإن لم يكن في القدر طعام، فإنّه يهيج رجلاً هو قيم أهل بيت بكلام، ويحمله على أمر مكروه. فإن رأى أنّ النار أحرقت بعض أعضائه، فإنه يصيبه ضر بقدر الحرق، إذا ما احترق بعض الأعضاء. فإن كان جميع الثوب أو جميع جسده، فإنّه يصيبه مصيبة فيما ينسب إليه في التأويل، أو في بعض نفسه، أو فيمن يعز عليه. فإن كانت النار لهب أو لسان، فإنَّ الضر الذي يصيبه على يدي سلطان أو في حرب. فإن لم يكن لها لهب، فإنَّ ذلك يكون أمراض وطاعون وبرسام.
ولو رأى أنّه أصاب ناراً في وعاء أو أحرزها: فإنّه مال حرام، كأن رأى بيده شعلة نار، فإنه يصيب شعبه من سلطان. فإن كان لها لهب أو دخان، كان في سلطانه ذلك حرب وهول والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب.