وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى القمر ضوئياً فإنه يؤول برضا الوالد وإذا كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده وقيل رؤيا اجتماع الأهلة تؤول بالحج لقوله تعالى " يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " .
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه سقط فإنه ليس بمحمود، وأما الصعود فما كان منه إلى السماء فقد تقدم الكلام عليه في بابه وفصله وكذلك يأتي كل شيء في بابه، وأما تعبير الصعود جملة ما لم يكن مستويا فهو محمود، وأما الهبوط فتقدم الكلام أيضاً فيه إذا كان من السماء، وربما كان نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم هبط بعد أن عرج إليها ولم ينقص من شرفه بل زاد شرفه وإذا رأى الهبوط من غير ذلك يأتي ما يدل عليه كل شيء في بابه وفصله.
وقال أبو سعيد الواعظ ولادة الرجل غلاما دخوله في أمر ثقيل ليس من شأنه ثم ينجو ويظفر بعدوه، وربما دلت رؤياه على نجاة من امرأة رديئة ورؤيا امرأة السلطان انها ولدت من غير حمل اصابة زوجها كنزا.
الوادي
هو في المنام دال على السفر المتعب، أو على الإنسان الصعب المراس، وربما دلت رؤيته على الأعمال الصالحة والقربات إلى الله بالإنفاق الطيب، وربما دل الوادي على ساكنيه أو ما يزرع فيه. وإن كان الرائي أهلاً للمُلك ملك وانتصر على أعدائه، وإن كان صالحاً ظهرت منه كرامات كثيرة، لقوله تعالى: (فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن). وربما دل ذلك على نزول الغيث. وربما دل الحلول في الوادي على تحمل الرسالة إلى الجبابرة، لقوله تعالى: (هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربّه بالواد المقدّس طوى، اذهب إلى فرعون إنه طغى). وربما دل الوادي على السجن لاحتواء الجبال عليه، والدخول والخروج منه. ومن رأى أنه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده فإنه يدخل في عمل السلطان وتقضى حاجته. والوادي يدل على المحارب القاطع للطريق. ومن حفر وادياً مات أحد أهله، والوادي يدل على قضاء الحاجة لمن رأى أنه سقط في واد ولم يتألم فإنه ينال فائدة من سلطان أو هداية من رئيس. ومن رأى أنه سكن في واد بلا زرع فإنه يحج. ومن رأى أنه هائم في واد فإنه يقول الشعر.
سورة الواقعة من قرأها فإنه يتوب في آخر عمره من جميع الذنوب.
وقال الكرماني يحصل له توفيق في العبادة وقيل أمن من شر يوم القيامة وسمعة وغنى.
وقال جعفر الصادق حصول التوفيق والطاعات والعبادات.
قال أبو سعيد الواعظ كل شراب أصفر اللون فهو دليل المرض وكل ما يشرب بسهولة فهو دليل شفاء المرض واجتناب الصحيح ما يضر، وإن كان كريه الطعم حتى لا يكاد يسيغه فهو على مرض يسير يعقبه برء، وقيل شراب السويق حسن دين ودليل سفر في طاعة الله لقوله تعالى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " .
وقال أبو سعيد الواعظ الرعاة تؤول بالولاية وإذا رأى الأعرابي أنه يرعى غنما فإنه يقرأ القرآن ولا يحسنه وقيل الراعي يؤول على وجهين محافظ على الأمور النافعة أو وال على كور.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا كبر الرأس زيادة شرف وصغر ضده، ومن رأى أن رأسه كبرت يدل على التزويج ان كان عزبا، وعلى الغنى إن كان فقيرا، وإن كان غنيا فكثرة أولاد وعلى الظفر ان كان محاربا.
وقال أبو سعيد الواعظ الترس يؤول بالرجل إذا كان أبيض فيكون ورعا وإذا كان أخضر يكون ذا لهو وإن كان أحمر فذو سودد وإن كان أسود فذو تخاليط وإن كان أبلق فمكار حيال ذو)
خدعة وبدعة وإن كان من حديد فذو بأس شديد وقيل إن الترس يدل على الرجل الذاب عن أبيه وربما دل على كثرة الحلف.
وقال أبو سعيد الواعظ النخل يدل على رجل شريف أو ولد بار صاحب دين، وأصله يدل على العشرة، وكثرته تدل على اظهار المحسنين، وسعته تدل على زيادة العيال، وقطعه يدل على موت رجل شريف شفيق.
وقال أبو سعيد الواعظ العمائم تيجان العرب ولبسها يدل على الرياسة وقد روى ان أبا مسلم رأى في منامه كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة حمراء وكورها على رأسه اثنتين وعشرين كورة فذكر رؤياه لأحد من المعبرين فقال يلي الأمر اثنتين وعشرين سنة فكان ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الخاتم ملك لمن كان من أهله والفص هيبة لأن ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه ولما ذهب منه زال ملكه ولما عاد إليه عاد ملكه والقصة في ذلك مشهورة.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا البختي تدل على رجل أعجمي والجمل العربي يؤول بالرجل العربي وإن كان سليما دل على عدو غني وقيل هو دليل المطر وكذلك القطار من الابل تدل على المطر وكذلك سماع وقوع حوافر الدواب من غير أن يعاينها.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه رفا ثوب أمه أو أبيه بعد أن ظهرت عورتهما فإنه ينسبهما إلى فاحشة ثم يعتذر إليهما بالكذب وإن رفا ثوب نفسه يخاصم بعض أقاربه ويصاحب من لا خير فيه.
سورة الواقعة
من قرأها أو قرئت عليه فكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يفتقر في دنياه ولا يضل عن أخرته، وقيل يكون من السابقين إلى الجنة. وقيل: إنه يأمن ممن يخاف وتتسع عليه دنياه.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا السفرجل تدل على قبض الخاطر لما فيه من القبض، وربما تطير بشيء لما أنشده في المعنى:
أهدى إليه سفرجلا فتطيرا ... منه فظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه ... سفر وحق له بأن يتطيرا
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه التقط جوزا من بستان فإنه ينال مالا من جهة امرأة، وقشر الجوز مختلف فيه فمنهم من قال ليس بمحمود ومنهم من قال غير ذلك، وربما كان اعتبار رجل بخيل، وأما الجوز الهندي وهو النارجيل فقد اختلفوا فيه فمنهم من قال مال من جهة منجم، وربما كن الرائي متبعا لمنجم في كلامه، وإن أكله فإنه يصدق كلام منجم.
وقال أبو سعيد الواعظ الطيلسان يدل على الولاية لمن يكون أهلا لها والا يسود أهل بيته، وربما كان الطيلسان قضاء دين أو سفر في خير، ولا خير في تمزقه وتخرقه وانتزاع الطيلسان يدل على ذهاب جاه، وقيل من رأى الطيلسان يدل على مروءة الإنسان بقدر بهائه.
وقال أبو سعيد الواعظ القميص للرجل امرأة، وللمرأة رجل لقوله تعالى " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " وتخرق القميس وتدنسه فقر وهم، وخرق جيب القميص دليل الفقر، وإن رأى كأن له قمصا كثيرة دلت رؤياه على حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجرا عظيما، وقيل القميص يؤول بمكسب الإنسان ومعيشته ودينه وامرأته وشأنه.
وقال أبو سعيد الواعظ: الكلب يؤول على وجهين عبد يملكه وعدو ينصر عليه والكلب المضر فهو رجل مضر لصاحب الرؤيا والكلب الذي يتخذ للعب والهراش فإنه يدل على لذة وسرور وقيل أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى في منامه في طريق مكة والمدينة حرسها الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنا من مكة في أصحابه فخرجت عليهم كلبة تهر فلما دنوا منها استقلت على ظهرها فإذا هي تشخب لبنا فقص رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذهب كلبهم وأقبل درهم.
وقال أبو سعيد الواعظ اللحوم تؤول بالاوجاع والاسقام والمجهولة منها مصيبة والطري موت وربما كان غيبة إذا رأى ما يدل على خلاف الموت والمملح رزق بعد مصيبة واللحم المهزول خسران والقديد مال يخزن وتعسير من اغتياب.
الواعظ
هو في المنام يدل على البكاء والحزن والهموم المتوالية. وإن دخل الواعظ على مريض مات. والواعظ يدل على ما يتعظ الإنسان به من قرآن أو سنة أو شيخ. وربما دل على ذي الموعظة كالأجذم والأبرص وما أشبه ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الأمراض من الرطوبة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات، والأمراض الحارة دليل على هم من قبل الملك، وأما الأمراض من اليبوسة فانها تؤول باسراف المال في غير مرضاة الله تعالى وأخذ ديون من الناس ولم يعزم على قضائها.
وقال أبو سعيد الواعظ السقف إذا كان من خشب دل على رجل رفيع، فإن رأى كأنه دخل سقفا فاستترت عنه السماء فيه دخل عليه اللصوص وسرقوا متاعه، وانكسار الجذع من السقف يدل على موت رجل منافق.
وقال أبو سعيد الواعظ النخل يدل على رجل شريف أو ولد بار صاحب دين، وأصله يدل على العشرة، وكثرته تدل على اظهار المحسنين، وسعته تدل على زيادة العيال، وقطعه يدل على موت رجل شريف شفيق.
وقال ابو سعيد الواعظ الورد مال وشرف، وقيل امرأة تفارقه أو ولد يموت أو كبار تتلف أو فرح يزول ولذلك قيل كونوا كالآس ولا تكونوا كالورد فإن الآس لا يتغير بتغير الاحوال والورد يتغير سريعا.
وقال أبو سعيد الواعظ السهم يؤول بالفارس وإصابة الغرض في رميه دليل قضاء الحاجة وإن لم يصب فضد ذلك وإذا كان السهم بغير قوس فإنه يؤول برسول غير ذي حزم وإذا كان بلا نصل طلب رسولا إلى امرأة وإذا كان نصله من ذهب فهي رسالة في مكروه.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا البساتين والحدائق مما يدل على الاستغفار لقوله تعالى " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا " الآية، وربما دلت رؤيا ذلك على البشارة.
وقال أبو سعيد الواعظ التاج هيبة وسلطان وهو للرجل امرأة وللمرأة زوج، وإن كان من ذهب غير مرصع الجوهر فإنه يدل على أن زوجها يكون شيخا ويموت سريعا وترثه حالا وللرجل على موت امرأته سريعا ويرثها، وربما كان طغيانا وغيا.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى " يوم يقوم الناس لرب العالمين " .
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا جميع العظام ان كانت لانسان ميت فإنه يدل على اتباع سنة أو حصول مال من جهة، وإن كان معروفا يدل على اكتساب من ماله، وإن كان مجهولا فحصول مال ومنفعة، وإن كان العظم لحيوان فإن كان مما يؤكل لحمه فإنه حصول مال حلال، وإن كان مما لا يؤكل لحمه فهو حصول مال حرام.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤية العلم تؤول على أوجه للمرأة زوج لما حكي أن امرأة رأت كأنها دفنت ثلاثة أعلام فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال إن صدقت رؤياك تزوجك ثلاثة أشراف يقتلون عنك وكان كذلك.