ومن المنامات التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤولها وأولها الصحابي بالخلافة ما جاء في حديث الأسود بن هلال عن رجل من قومه أنه كان يقول في
خلافة عمر بن الخطاب: لايموت عثمان بن عفان حتى يستخلف قلنا: من أين تعلم ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن قم وزن عثمان فنقص وهو صالح).
والأعلام على الثياب سفر إلى الحج. ومن رأى أنه لبس ثوباً رقيقاً تحت ثيابه فإنه يصير إليه مال يدّخره، وتكون سريرته خيراً من علانيته، فإن لبسه فوق ثيابه فإنه مكروه ويكون قد أخطأ في دينه، وجاهر في الفسق، والثوب الصفيق خير من الثوب الرقيق. وإن رأت امرأة أنها لبست ثوباً رقيقاً فهو عزها، وإن لبست ثوبا غليظا فهو كدّها. والثياب المسوجة بالذهب والفضة صلاح في الدين والدنيا وبلوغ المنى. ومن رأى أنه لابس ثيابا لينة كثيرة القيمة، فإن ذلك دليل خير في الأغنياء والفقراء. وهي بالنسبة للعبيد تدل على المرضى. ولبس الثياب الجديدة للغني تحسين في معيشته، وللفقير ثروة، وللمدين قضاء دين. ومن اغتسل ولبس ثيابا جديدة ذهب غمه، وأصاب خيراً. ومن اغتسل ولم يلبس ثيابا جديدة، فإن ما يناله من فرج لا يلتئم فيه أمره على ما يوافقه. فإن كانت الثياب الجديدة متمزقة تمزقا لا يمكن إصلاح مثلها في اليقظة فإنها تدل على أنه لا يولد لصاحبها ولد، وإن كان يمكن إصلاحها فإن لابسها مسحور. ومن لبس ثوبين باليين متقطعين فهو موت له. ومن رأى أنه لبث ثوباً بالياً فيصيبه غم وهم. ومن رأى أن ثوبه تمزق عَرْضاً مُزِق عرضه وأصابه هم من جهة رجل شرير، وإن مزِق عليه طولا فُرّج عنه أمره. وإن رأى أن ثوبه تمزق فيتمزق دينه أو ينقص عيشه. والثياب المرقعة القبيحة تدل على خسران وبطالة. ومن رأى في ثيابه بللا، فإنه يقيم عن سفر، ويحبس عن أمر قد همّ به، ولا يتمّ له ذلك إلا بعد أن يجف الثوب. ومن رأى كأنه يغسل ثيابه أو ثياب غيره فإن ذلك يدل على دفع ثقل ومضرة تعرض له في معاشه، ويدل على ظهور الأشياء الخفية. ومن رأى أنه سُلب ثيابه كلها عُزل عن سلطانه. ومن رأى أنه يضيّع ثياباً فإن ذلك دليل خير، إلا أن يكون صاحب الرؤيا فقيراً أو عبداً أو سجيناً أو مديناً. ومن رأى أنه لبس ثياب النساء وكان في ضميره أنه يتشبه بهن، فيصيبه هم شديد وهول من السلطان. وإن رأى أنه لبس ثياب النساء، وظن أن له فرجاً فيتغيّر حاله ويخذل. ومن رأى أن عليه ثيابا مجهولة فهو قلبه يقلبه كيف شاء. ومن رأى أنه يأكل ثوبه فإنه يأكل من ماله. وإن رأى في المنام كلباً لابساً ثوباً من صوف دلّ ذلك على إنصاف السلطان وعدله.
وإن رأى أسداً لابساً ثوباً من قطن أو كتان فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم. والثياب الزرقاًء غم وهم. ومن رأى أنه لبس ثوباً من كتان نال معيشة شريفة ومالاً حلالاً. ونزع الثياب الوسخة في المنام زوال الهموم، وكذلك إحراقها. وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال، وأكل الثوب الوسخ أكل المال الحرام. وشراء الثياب البالية مكروه في التأويل، وإن البلى فقر. والثياب الخضراء جيدة لأنها لباس أهل الجنة. فمن رأى ثيابا خضراء دلّ ذلك على دين وقوة وزيادة عبادة في الأحياء، وحسن حال الميت عند اللّه تعالى. ولبس الخضرة للحي يدل على إصابة ميراث، ويدل للميت على أنه خرج من الدنيا شهيداً. وتأويل الخضرة هي الإسلام، فإن رأى أنه نال ذلك في منامه فهو صاحب دين وورع. ويدل البرْد على خير الدنيا والآخرة. وأفضل الثياب السود الحَبرَة وهو أقوى في التأويل من الصوف. والبرود المخططة في الدين خير منها في الدنيا، والبرود من الأبرسيم مال حرام، وإن كانت من قطن فهي مال ديني دنيوي.
الثياب المنسوجة بالذهب والفضة: صلاح في الدين والدنيا، وبلوغ المنى. ومن رأى أنّه يملك حللاً من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنّه تاج أو إكليل من ياقوت، فإنّه رجل ورع متدين غاز، وينال مع ذلك رياسة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي اشتريت ديباجاً مطوياً فنشرته، فإذا في وسطه عفن، فقال له: هل اشتريت جارية أندلسية؟ قال: نعم. قال: هل جامعتها؟ قال: لا لأني لم استبرئها بعد. قال: فلا تفعل فإنّها عفلاء. فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء.
ورأى رجل كأنّه لبس ديباجاً، فسأل معبراً فقال: تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر.
الثياب الخضر: قوة ودين، وزيادة عبادة للأحياء والأموات، وحسن حال عند الله تعالى، وهي ثياب أهل الجنة. ولبس الخضرة أيضاً للحي يدل على إصابة ميراث، وللميت يدل على أنّه خرج من الدنيا شهيداً.
وهو ما يكون الهامأ من الل للعبد , وقيدها بعض علماء الرؤى
بقولهم: وذلك عندما تصفو نفسة , وتتخلص سريرته من افكار السوء , ويتعلق قلبه بذكر الله , فلا يرى الا حقا وصدقا, وتلك هي الرؤيا الصادقة
التي توصف بأنها جزء من النبوة(1) .
يقول الرسول الكريم صلي الله علية وسلم في الحديث المتفق عليه وهو عند أحمد في مسنده أيضآ من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه:"رؤيا المؤمن جزء من سته واربعين جزءا من النبوة"(2) .
ولي عند هذا الحديث وقفة مطولة لاشتماله على بعض المسائل المهمة:
فأقول: هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة , فروى حديث أنس هذا الشيخان , وروى الإمام أحمد والشيخان مثله عن عبادة بن الصامت , وكذلك أبو داود والترمذي , ورواه الإمام أحمد والشيخان وابن ماجه من حديث أبي هريرة .
وبالنسبة لعدد الأجزاء: فقد جاء عدة روايات أو جزها مقتصرأ على الشاهد فقط كما جاء في شرح صحيح مسلم للنووي مفصلا:
فقد جاء في البخاري ومسلم:"الرؤيا الصالحة جزءا" , من ستة واربعين جزءا من النبوة " كما سبق(3) .
وجاء في مسلم: "من خمس وأربعين جزء", وجاء فيه أيضا: "من سبعين جزءا".
وجاء في الطبراني : "جزء من ستة وسبعين جزءا " .
ولابن عبدالبر رواية : "من ستة وعشرين جزء".
وعند الامام أحمد: "جزء من خمسين جزء".
وجاء عند الترمذي: "جزء من أربعين جزءا" .
وعند الطبري: "جزء من تسعة وأربعين جزءا", وله أيضا: "من اربعة واربعين".
وجاء ايضا عن ابن عباس : "جزء من اربعين جزءأ".
ونحن هنا أمام روايات متعددة وأقلها جزء من ستة وعشرين واكثرها جزء من ستة وسبعين , قال النووي في شرح صحيح مسلم(4) : هذا الاختلاف راجع الى اختلاف حال الرائي , فالمؤمن الصالح تكون رؤ ياه جزءأ من ستة وأربعين جزءأ والفاسق جزءأ من سبعين جزءأ , فالاختلاف بحب مراتب الأشخاص وكلما قلت الأجزاء كانت الرؤيا أقرب إلى الصدق , وقيل المراد أن الخفي منها جزء من سبعين , والجلي جزء من ستة وأربعين.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : وكون العدد جزء من ستة وأربعين جزءأ موافق للواقع بالنسبة للوحي الذي أوحي ا،لى النبي صلي الله علية وسلم لأن أول الوحي كان بالرؤيا الصالحة من ربيع الأول الى رمضان وهذا ستة آشهر , ثم اوحى الله إليه بعد ذللك في اليقظة بقية مدة حياته , فاذا نسبت هذا إلى بقية زمن الوحي كان جزءأ من ستة وأربعين جزءا: لأن الوحي كان ثلاثا وعشرين منة وستة أشهر"(5). وقد استشكل كون الرؤيا جزءأ من النبوة مع أن النبوة انقطعت بموت النبي صلي الله عليم وسلم وسأذكر بعضا مما قيل في توضيح هذا.
قال القرطبي معنى كونها جزء ا من النبوة :
أن المسلم الصادق الصالح ، يناسب حاله حال الأنبياء، وهو الاطلاع على الغيب ، بخلاف الكافر والفاسق والمخلط ، وتعقب هذا القول الامام
محمد السفاريني بقوله: ( بل يشابه حال الانبياء في صحة رؤياه وصفاء خاطره واتصال روحه في حال نومه بعالم الملكوت ) . وهذا هو الصحيح فلا يعلم الغيب إلا هو سبحانه
وقال بعض العلماء :
معنى كونها جزءأ من أجزاء النبوة على سبيل المجاز, وهو أنها تجيء على موافقة النبوة ; وذلك لأنها جزء من النبوة.
وقيل : المعنى : أنها جزء من علمها ، لأنها وان انقطعت النبوة فعلمها باق.
وقيل: معنى كونها جزءأ من أجزاء النبوة مشابهتها في صدق الأخبار عن الغيب ; والخبر بالغيب أحد ثمرات النبوة.
والخلاصة من هذا العرض : أن رؤيا الكافر لا تعد أصلأ من أجزاء النبوة , وبعده الفاسق وهو مثل الكافر, وذكر بعضهم أن رؤيا الفاسق تعد من أقصي الأجزاء فيبقى المسلم الصالح والمؤمن وهو الذي رؤياه من هذا النوع يقول الجلال السيوطي رحمه الله وهو يقلق على هذا الحديث :
( وهذا الحديث عندي من الأحاديث المتشابهة التي نؤمن بها و نكل معناها المراد إلى قائله صلي الله علية وسلم ولا نخوض في تفسير هذا الجزء من هذا العدد ولا حكمته، خصوصا وقد اختلفت الروايات في كمية العدد كما تقدم فالله أعلم بالمراد بالمقصود من ذلك ) أ. هـ(6).
والرؤيا الصالحة من اقسام الوحي , وقد تكون سببأ لشرع بعض الأحكام ومن ذلك رؤيا إبراهيم عليه الصلاة والسلام , وقد كان إبراهيم نذر إن رزقه الله ولدأ من سارة أن يذبحه قربانأ فرأى في المنام : أن أوف بنذرك(7) ، وحديث الطفيل أخي عائشة لأمها حول قول ما شاء الله وشاء
محمد وأمرهم الرسول بعدها أن يقولوا: ما شاء الله وحده , أو ما شاء الله ثم محمد , ولا يقولوا: ما شاء الله ومحمد(8) , ورؤيا عبد الله بن زيد في الأذان وتشريع الأذان بعدها وقد ثبت عنه صلي الله علية وسلم أنه قال عنها: إنها رؤيا حق.
كذلك أثبت أبو بكر رضي الله عنه رؤيا من رأى ثابت بن قيس بن شماس(9) حول درع سلبت منه بعد موته واستردادها بهذه الرؤيا وتنفيذ
الوصية بها وانتزاع الدرع ممن هي في يده بها , ولكن أبا بكر الصديق هو أول الخلفاء الر اشدين وهو ممن ذكاة الرسول صلي الله علية وسلم فاجتهاده في هذا وقبول الصحابة لهذا الاجتهاد بوجود القرأئن الدالة على الصدق مقبول , ويوجد الكثير من الشواهد على مثل هذا في كتب الفقه , أما اليوم فتنفيذ وصية او أمر له علاقة بالشرع من خلال الرؤى غير جائز لا عقلا ولا شرعأ كما لا
يخفى على كل ذي لب.
وهذه الرؤيا الصالحة جاءت من هذا الصحابي الجليل لتؤكد لنا وجودها من الرجل الصالح كما أقر هذا علماء هذا الفن تأسيسا على حديث الرسول صلي الله علية وسلم وقال فيه : ". . واصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا. . ." وسيرد ان شاء الله.
وقوله صلي الله علية وسلم : "رؤيا المؤمن جزء من. . . . " الحديث , يشمل المرأة المؤمنة الصالحة كذلك , وقد عنون البخاري في صحيحه: باب رؤية النساء , وأورد ابن حجر: ما ذكره ابن بطال من الاتفاق على أن رؤيا المؤمنة الصالحة داخلة في قوله صلي الله علية وسلم :"رؤيا المؤمن الصالح جزء من اجزاء النبوة ",
فلا فرق بين الرجل والمرأة من حيث الرؤى , ولكن قد يوجد الفرق من ناحية التعبيره فالمعبرون يقولون: إن المرآة اذا رأت ما ليسته له أهل ء فهو لزوجها , وقالوا: كذلك الطفل رؤياه غالبأ تكون لأبويه , والله اعلم (10).
وأعود لقصة ثابت بن قيس بن شماس، وكان من خيار الصحابة رضي الله عنهم , وقد ثبت أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال له :" يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدأ وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟ " قال مالك بن أنس وهو أحد رواة الحديث: فقتل ثابت بن قيس يوم اليمامة شهيدا(11).
وقصه ثابت هذا ذكرها ابن القيم(12)
قال:لما كان يوم اليمامة وهي الحرب ضد المرتدين , خرج ثابت مع خالد بن الوليد الى قتال مسيلمة فلما التقوا وتكشفوا قال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ها هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلي الله علية وسلم , ثم حفر كل واحد له حفرة فثبتا وقاتلا حتى قتلا وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها , فبينما رجل من المسلمين نائم إذ أتاه في منامه . أي ثابت - فقال له: أوصيك بوصية فاياك أن تقول هذا حلم فتضيعة , إني لما قتلت مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي , فنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس- يستن - أي يعدو بمرح ونشاط . وقد كف على الدرع برمة أي قدر من الحجارة - وفوق البرمة رحل - وهو ما يوضع على ظهر الدابة للركوب فأت خالدأ فمرة أن يبعث الى درعي فيأخذها, واذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلي الله علية وسلم يعني أبا بكر الصديق , فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق , فيأتى الرجل خالدأ , فأخبره فبعث الى الدرع فأتي ووجدها كما أخبرهم في الرؤيا تحت البرمة وعندها الفرس بوصفه , وأجاز أبو بكر باقي وصيته.
قال أبو عمر بن عبد البر وغيره من الأقدمين , وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين حديثأ رحمة الله عليهم:
أجاز أبو بكر وصيتة لوجود القرائن التي تدل على صدقها ، قال أبو عمر بن عبد البر : ولا نعلم أحدأ أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس رحمه الله ، أ . هـ(13) .
إذا كما نلاحظ : اتفق خالد بن الوليد وأبو بكر الصديق والصحابة معه على العمل بهذه الرؤيا وتنفيذ ما جاء فيها.
__________________________________________
( 1 ) محمد الهلا وي - مرجع سابق - ص 5 .
( 2 ) تخريجه: رواه البخاري كما في الفتح ( 12 /373 , 383 ,404 ) - مرجع سابق- , ومسلم كما في النووي ( 15 / 22 , 23 ) - مرجع سابق- , ورواه الترمذي في كتاب الرؤيا باب أن رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءأ من ألنبوة - مرجع سابق - وفي باب ما جاء في رؤيا النبي صلي الله علية وسلم الميزان والدلوم رواه أبو داود في كتاب الأدب باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - , وابن ماجه في موضعين في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا الصالحة يرأها المسلم أو ترى له وباب أصدق الناس رؤيا أصاقهم حديثأ - مرجع سابق- وأحمد في باقي مسند المكثرين في مسند أبي هريرة وفي مسند أنس بن مالك -مرجع سابق - , والدارمي في كتاب الرؤيا باب في رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة - مرجع سابق - .
( 3 ) انظر المرجع السابق.
( 4 ) صحيح مسلم شرح النووي ( 15 / 21 ) - مرجع سابق.
( 5 ) محمد العثيمين ، القول المفيد على كتاب التوحيد ( 2 / 348 ) - مرجع سابق.
( 6 ) للتوسع انظر: محمد السفاريني - مرجع سابق - ( 1 / 808 ).
( 7 ) تنوير المقاس من تفسير ابن عباس لأبي طاهر الفيروز ابادي - دار الفكر- بيروت (ص 377 ) 0 وابن حجر - مرجع سابق ( 12 / 377 ).
( 8 ) رواه الإمام ابن ماجه في كتاب الكفارات باب النهي أن يقال ما شاء ألله وشئت - مرجع سابق -.
( 9 ) ابن عثيمين - مرجع سابق - ( 1 / 349 ).
( 10 ) مرجع سابق - ( 12 / 392 ).
( 11 ) وهذا الحديث أورده ابن حجر في الفتح وقال هذا مرسل قوي الإسناد أخرجه ابن سعد عن معن بن عيسي عن مالك عنه.وأخرجه , الدارقطني في الغرائب من طريق إسماعيل بن ابي أويس عن مالك كذلك.
( 12 ) الروح . ابن القيم الجوزية, دار الكتاب العربي - تحقيق: د.السيد الجميلي, ط 1412
( 13 ) انظر: ابن القيم الجوزية - المرجع السابق- ص 43 .
هو في المنام حياة الرجل وعيشه وكسبه وحرفته. فإن رأى ملء قصعة ثريداً أو دسما فهي دنيا واسعة. وإن رأى قصعة يأكل منها ثريدا فقد ذهب من حياته بقدر ما أكل منها، وبقي من حياته بقدر ما بقي، فإن استوفاها فقد فني عمره. فإن أكل الثريد الكثير الدسم فإنها ولاية في منافع على قدر الدسم، وإن كان من غير دسم فإنها ولاية بغير منفعة. فإن رأى أن أمامه قصعة ثريد بدسم كثير، ولا يتهيأ له أكله فإنه يجمع مالاً ويأكله غيره. فإن رأى أنه لا يأكل مخافة أن يفنى فإن له نعمة كثيرة وحياة طيبة ويخشى أن يموت. فإن رأى ثريداً بلا دسم غير طيب وهو يأكله كله حتى يستريح منه فإنه يتمنى الموت من قلة ذات اليد والفقر. وإن كان الثريد من خل بلا لحم فإنه حرفة نظيفة من حل وورع. وإن كان بغير دسم فإنها حرفة دنيئة. وإن كان الثريد بلحم السبع فإنها ولاية على قوم غاشمين ظالمين مع كره وخوف ووجل، فإن كان فيه دسم فإن الحياة والمنفعة حرام إن كان الرجل تاجراً فإن معاملته مع قوم ظالمين أصحاب جور، وإن كانوا عمالاً فكذلك كسبهم حرام فإن كان بغير دسم فإنه بلا منفعة، ويدخله الوهم. فإن كان الثريد بلحم كلب فإنها ولاية دنيئة وتجارة دنيئة، وكسب دنيء مع قوم سفهاء. فإن كان مع دسم فإنه مال حرام. وإن كان بغير دسم فإنه كسب دنيء وفقر وحرمان. وإن كل الثريد كله فإنه يموت في ذلك الفقر والذل والحرمان، فإن كان الثريد بلحم سباع الطير فإنها ولاية وتجارة وكسب من مكابرين أصحاب مال ودم مع مال حرام بخوف وكره. فإن رأى أنه يأكل ثريد كشك فإنها حرفة دنيئة بلا منفعة.
الثعلب
هو في المنام عدو مقاتل كذاب مخالف مراوغ في معاملته، ومن قاتله أو مسه أصابه فزع من الجن. فإن أكل لحمه أو طالبه ليقاتله أصابه. وقالوا: أنه عدو من قِبَل السلطان. فمن رأى أنه أخذ ثعلباً فإنه يصبح خصما له، فإن ذبحه صالحه عن دين. فإن لاعب ثعلباً فإنه يصيب امرأة يحبها وتحبه، ويقر اللّه تعالى عينه بها. والثعلب يفسر بالمنجمين والأطباء وأهل التدبر والخبث. ومن رأى كأنه قتل ثعلباً فإنه ينال امرأة عزيزة شريفة. ومن رأى ثعلباً فإنه يرى رجلاً شريفا أو امرأة شريفة عزيزة، أو يتملق له رجل فيه خداع. والثعلب يدل على عدو مجهول، شديد مكار، ويقوم بعمله في حينه، ويدل على النساء الخداعات. ومن رأى كأنه يراوغ ثعلباً فإنه رجل كذوب شاعر، وكذلك من رأى أنه يجازي الثعلب أحسَنَ الجزاء. ومن رأى ما بين المشرق والمغرب قد امتلأ من الثعالب يكثر السحر أو الحيل في ذلك الزمان. ومن رأى أنه ينازع ثعلباً أو يعالجه فإنه يخاصم ذا قرابة. ومن رأى أنه يلتمس ثعلباً فإنه يصيبه وجع. ومن رأى أن الثعلب يلمسه فإنه يصيبه فزع من الجن والإنس. ومن رأى أن ثعلباً يهرب منه فإن له غريما يراوغه. ومن رأى أنه أصاب من جلد الثعلب شيئاً فإن ذلك قوة له وظفر. وربما يكون ميراثا من قبل امرأة. ومن شرب من لبن الثعلب شفي إن كان به مرض، وإلا ذهب عنه هم. وقيل: من رأى ثعلباً أصابه في نفسه هوان، وفي ماله نقصان. ورؤية الثعلب تدل على الفائدة والكسوة والزوجة والزواج للأعزب.
التجّرد من الثياب
من رأى أنه تجرد من ثيابه، ولم يعرف ما إذا كان تجرده في بر أم في معصية، فإن كان الموضع الذي يتجرد فيه سوقا، أو بين الناس، والعورة بارزة، وكأنه مستح منها، وعليه بعض ثياب، فإنه يهتك ستره، ولا خوف في ذلك، وإن كانت العورة غير بارزة، ولم يصر على الاستحياء منها، ولم يكن عليه من ثياب شيء، فإنه يسلم من أمر هو فيه مكروه، وإن كان مريضاً شفاه اللّه تعالى، وإن كان مديناً قضى اللّه دينه، وإن كان خائفاً آمنه اللّه تعالى، فإن لم يكن عليه شيء من الثياب فإنه يقنط من رجل كان يرجوه، أو يعزل عن سلطان هو فيه، أو ينتقض أمر هو به متمسك، كل ذلك إذا كانت عورته بارزة ظاهرة وهو كالمستحيي منها، فإن لم تكن ظاهرة فإن ماله يتحول إلى حال السلامة والعافية من شماتة عدوه. وقيل: إن التجرد ظلم، وتجريد الميت في المنام دال على إجبار الرائي على طلاق امرأة، أو على السفر أو على التوبة من الإقلاع من الذنوب، والاهتداء إلى الإسلام.
الثريا
هي في المنام رجل حازم في الأمور، فمن رآها سقطت على الأرض دلّ ذلك على موت الأنعام وقلة الثمار في ذلك العام. ومن رآها من العمال دلّ على الأخطاء فيما يصنع.
نسج الثوب: فإنه يدل على سفر. فإن نسج ثوبه ثم قطعه، فإن الأمر الذي هو طالبه قد بلغ آخره وانقطع. وإن كان في خصومة انقطعت، وإن كان في حبس فرج عنه. ونسج القطن والصوف والشعر والأبريسم كله سواء. ورؤية الثوب مطويا سفر، ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له.
وقال جابر المغربي من رأى أنه وجد ثقالة أو أعطيها فإنه يشتري جارية أو يقع في يده خادم وإن رأت امرأة أن ثقالة وقعت من مغزلها فتزول محبتها عن قلب زوجها أو تموت بنتها أو تبطل جميع أشغالها.
الثدي
هو في المنام امرأة الرجل أو ابنته، فجماله جمالها، وفساده فسادها. ومَن رأى امرأة معلقة من ثديها فإنها تزني، وتلد ولداً من غير زوجها. وإن رأى رجل في ثديه لبنا، فإن كان فقيراً استغنى، وإن لم يكن متزوجا دلّ على أنه سيولد له أولاد. وإن رأت ذلك امرأة شابة دلّ على أنها ستحمل وإن حملها يتم، وإن كانت ثيبة غنية افتقرت وتلف مالها. وإن كانت عذراء مدركة دلّ ذَلك على عرسها. وإن كانت صغيرة بعيدة عن وقت الزواج دلّ ذلك على موتها. ومَن رأى أنه يرتضع امرأة تعرفه ولا يعرفها دلّ ذلك على أنه سيمرض مرضاً طويلاً، إلا أن يكون له امرأة حامل فإنه ذلك يدل على أنه يكون له ولد. وإن رأت امرأة هذه الرؤيا ولدت بنتاً. فإن رأى كأن ثدييه قد عظما على اعتدال من أمرهما وحسن منظرهما فإنهما يدلان على أولاده وأشياء يملكها. وإذا رآهما ساقطين فهو دليل على موت أولاده. ومَن رأى ذلك ولم يكن له أولاد فإن ذلك يدل على افتقاره وعلى حزنه، وبخاصة في حق النساء.
وفي المرضعات يدل على آفاق تقع بمن ترضعه. والثدي الكبير يدل على مثل ما يدل عليه ثدي قد عظُمَ. ويدل في المرأة على فجور. ومَن رأى كأن ثدييه يضربان صدره فإن ذلك يدل إن كان طاعناً في السن على أن أخباراً رديئة تأتيه من بعض مَن يعرفه. وإن كان صغيراً من الرجال والنساء فإن ذلك يدل على عشق. ومَن رأى كأن له ثدياً عظيماً واحداً قد بلغ العانة فإنه يزني بمحرم، أو ينكح نكاحاً حراماً، والثديان في المنام هما البنات، فما حدث فيهما فتأويله في البنات. ومن رأى أن قد نَبُتَ له ثدي مع ثدييه فإن ذلك زيادة بنت. ومَن رأى أنه نقص له ثدي فإن ذلك موت بنته. واللبن في الثدي زيادة في المال ودال على الولد، فمن رأى أن في ثدييه لبنا فإنه شرف على زيادة دنيا تدر له أو لمن هو يملكه. وكذلك في النساء فإن كان ما يدر من لبن يرضعه إنسان فإنه يحبس، ويغلق عليه باب، ولا ضير فيه للراضع، فإنه ذلة وحزن. وقيل: إن رأى الرجل أن في ثديه لبناً، فإن كان عازباً تزوج ويولد له ولد. وإن كان فقيراً دلّ على بشارة، وإن كان شاباً دلّ ذلك على طول عمره. والمرأة الشابة إذا رأت ذلك دلّ على حملها وولادتها، وطول ثدي الرجل حتى يضربا صدره دليل على هوى في غير رضا اللّه تعالى. وقبل: هو دليل موت الأولاد، فإن لم يكن له ولد دلّ على الفقر والحزن. وطول ثدي المرأة فوق الحد دليل على غاية الحزن. وثدي الرجل دال على وجاهته ومنصبه، وعافيته وسقمه. وربما دلّ ثدي الرجل على الإخوان والأصحاب، والأولاد والأزواج الذين لا نفع منهم. وثدي المرأة دليل على عكس ذلك لما فيه من رزق اللّه تعالى. فإن رأى أن ثديه كثدي المرأة، واللبن يقطر منه دلّ على قيامه على عياله، ومباشرته لما يلزم النساء في كدهن، وربما دلّ ذلك على الدين، أو يحصل له مرض يستحي فيه من الناس، فإنه رآه اشتهر بذلك. وإن. صار الثدي نحاسا أو حديدا دلّ على فقد الأولاد وتعطل الأسباب أو الحمل. والثدي على الناهد زوج، والنهد على المرأة العقيم ولد بعد اليأس منه. وربما دلّ النهد للبكر على ما تتزين به من جهاد أو كسوة أو مال. والنهد للطفل أو الطفلة علل وأمراض وقروح. والثدي الواحد للمرأة العزباء زواج، فإن نزل منه ماء أو لبن فقدت ولدها أو أختها. والثدي امرأة زانية. وقد عبر الثدي ببيض النعام أو الأترج. وقد يكون الثديان مملوكين، وقيل: إنهما أب وأم. والثدي يدلا على زق الخمر إذا كان فيه لبن. وقيل: الثدي رجل كريم.
قيل من رأى أَنه نزع ثِيَابه فعرى بدنه فَإِنَّهُ يظْهر لَهُ عَدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظْهر الْمَوَدَّة لقَوْله تَعَالَى يَا بني آدم لَا يفتننكم الْآيَة.
الثعبان
يدل في المنام على رجل الوادي. وربما دلّ على العداوة من الأهل والأزواج والأولاد وربما كان جارا حسودا شريراً. وثعبان الماء عون للظالم أو أعلام للحاكم. ومن رأى أنه ملك ثعباناً فإنه يصيب سلطاناً عظيماً.
الثمرة
إذا شوهدت الثمرة في المنام وكانت حلوة دلّت على رزق وفائدة وعلم نافع، والثمرة الحامضة لمن يوافقه أكلها كذلك، ولمن لا يوافقه فهي مال حرام وزيادة في مرضه، وما لا ينتهي من الثمار يدل أكله وملكه على الدين أو على مغالبة الأعجام من النساء والرجال أو الإماء أو البكم من أولئك. والثمرة المحجوبة رزق بتعب، والثمرة ذات العجم رزق فيه القليل من الشبهة، أو لم يخلص من الزكاة. والثمرة التي ليس لها عجم ولا قشر تدل على تيسر الأمور والرزق الحلال الذي لا يشوبه شيء. فإن كانت الثمرة في أوانها ونضجها كان ذلك خيراً عاجلاً، وإن كانت في غير أوانها ففائدتها بعد مدة، أو أنها دليل على الرزق. وأكلها في غير زمنها استدراك فائت صالح وتيسير للعسير، واستقصاء ما يُخشَى ذهابه. وكل ثمرة مجتمعة فإنها دالة على الألفة والاجتماع وبالعكس. وكل ثمرة غريبة فهي دالة على بلدها. والثمار أزواج أو أولاد أو عقود أموال أو متاجر أو علوم أو أملاك أو أعمال صالحة أو أهل أو أقارب أو أفراد أو شفاء من الأمراض لمن ملكها، وربما دلّت على ما يُصنَع منها من الشراب. وكذلك المشموم يدل على مائه أو دهنه. ومن قطف من شجرة شيئاً ليس ثمراً فإنه مقيم على أمر لا يحل له، أو طالب لشيء لا يجب له. والتقاط الثمرة من أصول الشجرة دليل على مخاصمة رجل شريف ومن رأى أنه التقط من الأشجار ثماراً شتى فإنه يصيب علما وفقهاً من رجال لهم مراكز في العلم والجاه. فإن قطفها وهو قاعد فيصيب رزقاً بلا كد. ومن رأى شجراً مثمراً في الشتاء فأعجبه ذلك فإنه رجل قد اضطر إليه، وتوّهم أنه صاحب مال، فإن قطف شيئاً منه فيذهب ماله على ذلك الرجل بقدر ما قطف منه. والثمار أموال وكرامة، فمن رأى أنه يجني من شجرة موصولة غير ثمرها فإنه يدل على صهرٍ بارٍ، أو شريك فيه خير. وما كان في الجبال من الثمار غير مملوك فإنه علم وأرزاق ومواهب من عند اللّه تعالى، لا منّة لأحد عليه في ذلك.
خلع الثياب
إذا رأيت نفسك وأنت تخلع ثيابك في الحلم فهذا يعني أن الإشاعات والفضائح ستحيط بك من كل جانب.
إذا رأت امرأة أن رئيس بلادها يخلع ثيابه فسوف تفاجؤها أحداث مزعجة تؤجل حادثاً سعيداً كانت تنتظره. ستتألم لأنها ستعرف أن أشخاصاً عزيزين على قلبها يضمرون لها الشر.
إذا رأيت الآخرين يخلعون ثيابهم فهذا يعني أنك ستعيش لحظات قصيرة من الفرح والمتعة لن تلبث أن يخيم عليك الحزن والهم بعدها.
الثياب الجدد: صالحة للأغنياء والفقراء، دالة على ثروة وسرور. ومن رأى كأنّه لابس ثياباً جدداً ممزقة وهو يقدر على إصلاح مثلها، فإنّه يسحر. وإن كان التمزّق بحيث لا يمكنه إصلاح مثلها، فإنّه يرزق ولداً.
الثعلب: رجل غادر محتال، كثير الروغان في دينه ودنياه، ومن رأى ثعلباً يراوغه فإنه غريم يراوغه. ومن رأى أنه ينازع ثعلباً خاصم ذا قرابة. فإن طلب ثعلباً أصابه وجع من الأزواج، وان طلبه الثعلب أصابه فزع. وإصابة الثعلب إصابة امرأة يحبها حباً ضعيفاً، فإن شرب لبن ثعلب برىء من مرض إن كان به، وإلا ذهب عنه هم. وقيل من رأى ثعلباً أصاب في نفسه هواناً، وفي ماله نقصاناً، وقال بعضهم الثعلب منجم أو طبيب. وقيل من رأى أنه مس ثعلباً أصابه فزع من الجنِ، وأكل لحمه مرض سريع البرء، وأخذ الثعلب ظفر بخصم أو غريم، ومن لاعب ثعلباً رزق امرأة يحبها وتحبه. وحكي أن رجلاً أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال: رأيت كأني أراوغ ثعلباً، فقال له: أنت رجل كذوب. فكان الرجل شاعراً.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني أجزي الثعلب أحسن جزاء فقال: أجزيت ما لا يجزي، اتق اللهّ، أنت رجل كذوب.
وقالت المجوس: رأى الضحاك ما بين المشرق والمغرب قد امتلأ من الثعالب وكأنه راعيها، فقص رؤياه على معبر، فقال: يكثر السحر والحيل في زمانك، ويظهران في دولتك، فكان كذلك.
وقال جابر المغربي من رأى أن ثورا عاملا قد ذبح وقسم لحمه فإنه يدل على قتل العامل وقسمة ماله وإن لم يكن الثور عاملا فإنه يدل على قتل رجل شريف في ذلك المكان وقسمة ماله.
ومن رأى أنه يأكل من بلحها أو بسرها فإنه يأتيه ربح ورزق ومن رأى أنه أصاب تمرا أو أكله فإنه يصيب مالا حاضرا من رجل كبير وأكل التمر رزق حسن ومن رأى أنه يأكل التمر مع النوى فإنه يخلط حلالا بحرام ومن رأى أنه أصاب طلعة واحدة أو تمرة واحدة فإن كانت امرأته حاملا فإنها تأتي بذكر ومن رأى أنه أكل تمرا ليس مثله يكون في الدنيا من العظم وصفاء اللون فإنه مفكر فيما أمر الله به ونهى عنه ومن رأى أنه أصاب نوى التمر فإنه ينوي سفرا ومن رأى أنه أصاب خوصا من النخل فإنه يصيب مالا ومن رأى أنه صرم نخلة فإنه ينصرم الأمر الذي هو فيه من خصومة أو غيرها
ومن رأى أنه يعالج ثعلبا أو ينازعه فإنه يخاصم ذا قرابة ومن رأى أنه يلتمس ثعلبا فإنه يصيبه وجع من رياح ومن رأى أنه يلاعب ثعلبا فإنه يصيبه فزع من الجن ومن رأى أنه اتخذه لنفسه فإنه يصيب امرأة تقر عينه بها ومن رأى أنه راوغ ثعلبا فإنه رجل كذوب
الثروة
هي للفقير في المنام مفسدة لطريقه. وربما كان ذلك ارغاماً للعدو، وكبتاً للحسود. وربما دلّت الثروة على الزوجة والأعمال الصالحة التي تؤدي لنعيم الجنة. وربما دلّت الثروة للمريض على ثراه وتربته وحلوله فيها.
الثوم
هو في المنام مال حرام قبيح، وكلام شنيع وصاحبه يبدّل الخير بالشر، فمَن أكل ثوماً في منامه فيُخشى عليه بثناء قبيح، وإن أكله مطبوخا فإنه يتوب من فحشاء، ويرجع عن خطأ. وأكل الثوم دليل خير للمريض فقط. ومَن اقتلع ثوماً تضرّر بضرر من قِبَل أقاربه، وكذلك إن اقتلع بصلاً. وقيل: إن الثوم والبصل هم وحزن.
الثور: في الأصل ثور عامل وذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه، إلا أن يكون لا قرن له، فإنّه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة والقدرة، مثل العامل المعزول والرئيس الفقير. وربما كان الثور غلاماً، لأنّه من عمال الأرض. وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه. وربما دل على الرجل البادي والحراث، وربما دل على الثائر لأنّه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها. وربما دل علِى العون والعبد والأخ والصاحب، لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية. فمن ملك ثوراً في المنام، فإن كانت امرأة ذل لها زوجها، وإن كانت بلا زوج وتزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما. ومن رأى ذلك ممن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله، ولو ركبه كان ذلك أقوى. ومن ذبح ثوراً، فإن كان سلطاناً قتل عاملاً من عماله، أو من ثار عليه. وإن كان من بعض الناس، قهر إنساناً، وظفر به ممن يخافه، وقتل إنساناً بشهادة شهدها عليه. فإن ذبحه من قفاه أو من غير مذبحة، فإنّه يظلم رجلاً ويتعدى عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله، أو ينكحه من ورائه، إلا أن يكون قصده ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده. فإن كان سلطاناً أعان غيرِه وأمر بنهب ماله، وإن كان تاجراً فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة، فإن كان سميناً ربح فيه، وإن كان هزيلاً خسر فيه.
ومن ركب ثوراً محملاً، انساق إليه خير، ما لم يكن الثور أحمر، فإن كان أحمر فقد قيل أنّه مرض ابنه. تحول الثور ذئباً يدل على عامل عادل يصير ظالماً. والثور الواحد للوالي ولاية سنة، وللتاجر تجارة سنة واحدة. ومن ملك ثيراناً كثيراً انقاد إليه قوم من العمال والرؤساء. ومن أكل رأس ثور نال رياسة ومالاً وسروراً إن لم يكن أحمر. فإن رأى كأنّه اشترى ثوراً، فإنّه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن. ومن رأى ثوراً أبيض نال خيراً. فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى عليه، وقيل إنّ نطحه رزقه الله أولاداً، صالحين. فإن رأى كأنّ الثور خار عليه سافر سفراً بعيداً، فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة. وقيل من سقط عليه ثور، فإنّه يموت. وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ ثوراً عظيماً خرج من جحر صغير فتعجبنا منه، ثم إنّ الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه. فقال: هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع.
وحكي عن ابن سيرين أنّه قال الثيران عجم، وما زاد عن أربعة عشر من الثيران هو حرب، وما نقص فهو خصومة. وأما من نطحه ثور أزاله عن ملكه فإن كان والياً عزل عن ولايته، وإن كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه. وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور.
الثريا: هو رجل حازم الرأي، يرى الأمور في المستقبل، لأنه إذا طلع غدوة فهو أول الصيف. وإذا كان سمت رؤوس الناس بالغداة، فإنه وسط الصيف، وإذا طلع عشاء، فإنه أول الشتاء. وإذا دل على فساد الدين، فهو رجل كاهن. وإذا دل على التجارة، فإنه بصير. فإن رأى أن الثريا سقطت، فهو موت الأنعام وذهاب الثمار. والثريا مشتقة من الثرى، وقيل أنها تدل على الموت لاسمها.
ومن رأى أنه ليس له من الثياب سوى سراويل خاصة فإنه يدل على الفقر، ولبسه مقلوبا ارتكاب فاحشة من أهله، وبوله فيه دليل على حمل امرأته، وتغوطه فيه دليل على غضبه على امرأته.
ومن رأى أنه يلبس ثيابا خضرا فإنه يدل على الدين والعبادة ومن رأى أنه يلبس ثيابا حمرا فإنه يلقى قتلا ومنازعة بقدر الحمرة وشهرتها أو يكون له ولاية إن كان يطلبها أو زينة وفرح مع بغي في الدين وإن رأت المرأة أنها لبست ثوبا أحمر فهو لها صلاح وإن رأى أنه يلبس ثيابا سودا فإنه يصيبه هموم وأحزان إلا أن يكون ممن يلبسها في اليقظة ويعرفها وإن رأى أنه يلبس ثيابا زرقا فإن دينه غير حسن ومن رأى أنه يلبس ثيابا صفرا فإنه يمرض ومن رأى أنه يلبس ثوبا محرما عليه أو مكروها له مما يدل على النساء فإنه ينكح حراما ومن رأى أنه يلبس ثياب صوف فإن الصوف أفضل الثياب فإنه يصيب مالا كثيرا حلالا ونسكا وصلاحا في دينه ومن رأى أنه يلبس ثوب قطن أو شعر أو وبر فهو في التأويل دون الصوف ومن رأى أنه يلبس من ثياب النساء فإن كانت له حامل تأتي بأنثى وإن لم تكن له حامل أصابه خوف وضرر في نفسه وماله فإن رأى أنه تحول من تلك الحال فإنه ينجو وإن رأت امرأة أنها تلبس من ثياب الرجال فإنه صلاح لها وسلطان لزوجها
52 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : رأيت في المنام كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقصصت رؤياي على أبي بكر - رضي الله عنه - فلما دفن النبي - صلي الله علية وسلم - في بيتي قال ابو بكر - رضي الله عنه - : هذا أحد أقمارك وهو خيرها (1).
* ؛ وفي رواية (2) : قالت عائشة - رضي الله عنها - : رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فسألت أبا بكر - رضي الله عنه - فقال يا عائشة إن تصدق رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبضض رسول الله -صلي الله علية وسلم - زدفن قال لي أبو بكر : يا عائشة هذا خير أقمارك وهو أحدها . (ثم دفي في بيتها أبو بكر وعمر).
رؤيا عمر بن الخطاب بأنه سيموت
53 - عن معدان بن أبي طبحة اليعمري أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قام على المنبر يوم الجمعة فحمد الله وأثني عليه ثم ذكر رسول الله - صلي الله علية وسلم - ، وذكر أبا بكر - رضي الله عنه - ثم قال : رأيت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلي رأيت كان ديكاً نقرني نقرتين (3). وفي رواية قال : وذكر لي أنه ديك أحمر فقصصتها علي أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر - رضي الله عنهما - فقالت : يقتلك رجل من العجم .
وفي رواية (4) قال :إني رأيت في المنام كأن ديكاً نقرني ثلاث نقرات ، فقلت : أعجمي ، فكأن من أمرة - رضي الله عنه - أن صعنه أبو لؤلؤة المجوسي وتوفي سنة 23 هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه الحاكم في ((المستدرك)) وقال صحيح الإسناد ووافقة الذهبي علي تصحيحه .
(2) هذه الرواية رواها الطبراني في ((الكبير)) والحاكم والبيهقي في ((الدلائل)) وإسناده صحيح.
(3) رواه أحمد بإسناد صحيح.
(4) هي عند الحاكم في المستدرك.
عنب الثعلب
إذا حلمت بجمع عنب الثعلب فإن هذا يدل على سعادة بعد متاعب ويشير على نحو إيجابي إلى إمكانيات اكثر تألقاً في أمور العمل. إذا كنت تأكل نبات عنب الثعلب وهو أخضر فسوف ترتكب خطأ في طريقك إلى المتعة وسوف تندفع إلى ذروة الشهوانية. وسوف تعقب نتائج سيئة حتماً عملية تذوق عنب الثعلب الأخضر. إذا رأيت عنب الثعلب في الحلم فإن هذا ينبئ أنك سوف تنجو من عمل رهيب. إذا أكلت فتاة عنب الثعلب فإن هذا ينبئ أنها سوف تصاب بخيبة أمل طفيفة في توقعاتها.
الثياب الحمر: مكروهة للرجال، إلا الملحفة والإزار والفراش، فإنّ الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور، وهي صالحة للنساء في دنياهن، وقيل إنّها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه. ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب، وقيل يدل في المريض على الموت. ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره.
الثديان: البنات. فما حدث فيها ففي البنات من صلاح أو فساد. واليمين هو البنين، واليسار البنات، ولبنهما دال على الولد، لأنّه غذاؤه وحياته. وربما دل على الرزق والخصب، لأنّه من علاماته وآياته على قدر كثرته وطيبه. فإن رضع منه أحد، فلا خير فيه للراضع والمرضع، لأنّه يدل على الذلة والسجن والحزن، لما نال موسى وأمه من قبل التابوت وبعده.
ومن رأى أنه يقصد المسير إلى أحد الثلاثة مساجد وانه لا يستطيع إلى ذلك ولا قدرة له عليه فإن كان غنيا فإنه يفتقر، وإن كان فقيرا فإنه يتعلق بأمر لا يقدر عليه.
ومن رأى ثورا نطحه بقرنه وأخرجه من منزله فإنه يدل على عزله من عمله وحصول المضرة بقدر الألم الذي حصل له من نطح الثور وإن لم يخرجه من منزله فإنه يدل على حصول مضرة لمتعلقاته وهو يكون بحاله لا ينعزل.
نادرة روى أن سفيان الثوري رضي الله عنه رئى في المنام وهو يطير من شجرة إلى شجرة فقال الرائي ما فعل الله بك فأنشد:
(نظرت إلى ربي عيانا فقال لي ... هنيئا رضائي عنك يا ابن سعيد)
(لقد كنت قواما إذا الليل قد سجا ... بعبرة مشتاق وقلب عميد)
(فدونك فاختر أي قصر تريده ... وزرني فوصلي منك عير بعيد)
ومن رأى الثلج فإنه خصب ورحمة ما لم يكن غالبا كثير أو قليل إن كان في وقته فهو خصب وإن كان في غير وقته فهو جود من السلطان أو من عماله وإن نزل الثلج في غير موضع ينزل فيه فإنه بلاء وأسقام تنزل هناك ومن رأى رعدا أو برقا حصل لأهل تلك الأرض خوف شديد والصواعق أشد من ذلك وربما كان الرعد والبرق وعيد السلطان أو تهديده فمن سمع رعدا فإنه يسمع ما يكره من السلطان ومن رأى صاعقة وقعت في بلد فأحرقت أهلها فإن ذلك سلطان ينزل في ذلك البلد ويحدث فيه فسادا ويكون فيه حروب غلاء أو أمراض وإن رآها وقعت بغير نار فسلطان مقبل يظن الناس به ظن السوء وينجون من بأسه وإن رآها وقعت في داره فإن كان ربها مريضا مات أو طرقه لص أو سلط عليه صاحب المدينة
ومن رأى الثلج فإنه خصب ورحمة ما لم يكن غالبا كثير أو قليل إن كان في وقته فهو خصب وإن كان في غير وقته فهو جود من السلطان أو من عماله وإن نزل الثلج في غير موضع ينزل فيه فإنه بلاء وأسقام تنزل هناك ومن رأى رعدا أو برقا حصل لأهل تلك الأرض خوف شديد والصواعق أشد من ذلك وربما كان الرعد والبرق وعيد السلطان أو تهديده فمن سمع رعدا فإنه يسمع ما يكره من السلطان ومن رأى صاعقة وقعت في بلد فأحرقت أهلها فإن ذلك سلطان ينزل في ذلك البلد ويحدث فيه فسادا ويكون فيه حروب غلاء أو أمراض وإن رآها وقعت بغير نار فسلطان مقبل يظن الناس به ظن السوء وينجون من بأسه وإن رآها وقعت في داره فإن كان ربها مريضا مات أو طرقه لص أو سلط عليه صاحب المدينة
وأما الثديان فهما البنات فما حدث فيهما نسب إليهن فمن رأى أنه نبت له شيء مكانهما دل على زيادة البنات ونقصهما ضده ومن رأى أن في ثدييه لبنا فإنه زيادة دين وإن كان عزبا تزوج أو متزوجا فحصول غنى أو شيخا كبير السن افتقر أو امرأة صغيرة طالت حياتها أو عجوزا دل على موتها أو عزبة تتزوج أو طفلة جدا فربما تموت وإن رأت المرأة أن حلمة ثديها مقطوعة لا خير فيه وربما تموت ابنتها وإن رأت ثديها أصيب بالنار فإنه يحصل لابنتها ضرر من الملك وإن رأت أنها معلقة بثديها فيدل على ولادتها من الزنا
تدل رؤيته في المنام على الأرزاق والفوائد، والشفاء من الأمراض الباردة، خاصة لمن كانت معيشته من ذلك. وربما دلّ الثلج والنار على الألفة والمحبة، وإن الثلج لا يطفئ النار. فإن شوهد الثلج في أوانه كان دليلاً على ذهاب الهموم وإرغام الأعداء والحساد، وإن شوهد في غير أوانه كان دليلاً على الأمراض الباردة والفالج. وربما دلّ الثلج على تعطيل الأسفار، وتعذر أرباح للبريد والسعاة والمكارية وشبههم. والغالب في الثلج تعذيب السلطان رعيته وأخذ أموالهم، وجفاؤه لهم، وقبح كلامه معهم، لقوله تعالى: (فأنزلنا عليهم رجزاً من السماء)، قيل: ذلك هو الثلج، فإن كان الثلج قليلاً فهو خصب. ومن رأى أن الثلج يقع عليه سافر سفراً بعيداً، وربما كان فيه مضرة. فإن رأى أنه نائم على الثلج فهو عذاب. ومن أصابه برد الثلج في الشتاء أو في الصيف فإنه فقر. ومن اشترى وقر ثلج في الصيف فإنه يصيب مالاً يستريح إليه، ويستريح من الغم بكلام حسن، فإن لم يضرهم ذلك الثلج وذاب سريعاً فإنه تعب وهم يذهب سريعاً. وإن رأى أن الأرض مزروعة يابسة ثم تساقط الثلج فإنه بمنزلة المطر وهو رحمة تصيبهم وخصب وبركة. وقيل: من رأى في بلد ثلجا كثيراً في غير أوانه أصاب تلك الناحية عذاب من السلطان، أو عقوبة من اللّه تعالى، أو فتنة تقع بينهم. وقيل: من رأى الثلج دلّ على سنة قحط، ومن سقط عليه الثلج فإن عدوه ينال منه. وربما دلّ الثلج الكثير على الأمراض العامة كالجدري والوباء، وربما دلّ على الحرب والجراد وأنواع الجوائح، وربما دلّ على الخصب والغنى، ومن رأى ثلجاً نزل من السماء وعم الأرض، فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دلّ على كثرة النور وبركة الأرض وكثرة الخصب، وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا تنتفع به الأرض في نباتها فإن ذلك دليل على جور السلطان وسعي أصحاب العشور. وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره غالباً على المساكين والشجر والناس فإنه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم. وربما دلّ الثلج على الحصار والغفلة عن الأسفار وعن طلب المعاش.
هو في المنام رئيس قوم وقيم بيت أو بلد أو قرية. والثور الواحد ولاية سنة واحدة. ولكنه للسلطان والتاجر والعامل تجارة سنة. ومَن رأى أنه له ثيراناً كثيرة فإنه يتولى ولاية إن كان أهلاً لذلك. وإن رأى أنه ركب منها ثوراً فيُساق إليه خير وخصب. ومَن رأى أنه أكل رأس الثور نال ولاية وسلطاناً، ما لم يكن الثور أحمر. وإن كان الرائي تاجراً يصيب تجارة وشركاء يكونون تحت يده. وإن كان سوقياً فهم أجراؤه. والثور عامل، فمَن رأى أنه ركب ثوراً قهر عاملاً، فإن كان على الثور حمل فإنه العامل يجبي إليه مالاً على قدر الحمل، فإن أدخله منزله وهو راكبه فيُساق إليه خير. فإن كان الثور أحمر مرض ابنه أو مات أهله. والثور ملك أو عدو. فإن ذبح ثوراً للطعام فإن لحمه رزق حلال. ومَن رأى أنه أشترى ثوراً فإنه يداري الأصدقاء وأشراف الناس بكلام لين حسن، وقال ابن سيرين رحمه اللّه تعالى: الثيران عجم، وما زاد على أربعة عشر في البقر فهو حرب، فما كان دون ذلك فهو خصومة، والثور رجل كبير، له قدر ومنعة، ولحمه مال، ومَن رأى ثوراً أبيض فينال خيراً فإن نطحه بقرنه دلّ على سخط اللّه تعالى، ومن أكل لحم ثور في منامه استغنى، ومَن ركبه نال رفعة، فإن ركبه الثور في المنام أو رمحه مات في سنته، ومَن عضه أصابته علة أو مَن نطحه رزقه اللّه تعالى أولاداً صالحين. ومَن خار عليه الثور فإنه سيسافر سفراً بعيداً. ومَن رأى الثور وهو محبوس أو عليل وكان في شدة فإنه يتخلص منها. ومَن رأى الثور كأنه يحرث له، فإن كان زارعاً أو دهقاناً بورك في زراعته وزاد خصبه، وإن كان تاجراً لحقته خسارة وتدهورت تجارته، وإن كان فقيهاً أو عالماً ازداد صلاحاً. ومَن رأى كأن الثور صرعه فإنه يشرف على الهلاك أو يموت من تلك العلة التي هو فيها. والثور يدل على شدة وتهديد وطرد ممن هو أعلى مرتبة من ذلك الإنسان إذا كان صاحب الرؤيا فقيراً وعبداً. ومَن رأى قطيع البقر أصابه في أمره شدة، وإن ركب الثور علا شأنه وصار مذكوراً. فإن كلّمه الثور أو كلم الثور وقع بينه وبين رجل آخر نفور. ومَن رأى كأن ثوراً عظيماً خرج من جحر صغير، ثم إن الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فضاق عليه، فإنها الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع. ومَن رأى كأنه راكب ثوراً أسود، وكان الثور يعض ويتهدده ويريد به المكروه، فإنه يسير في البحر وتصيبه شدَة، ويشتدّ بسفينته الأمر حتى تكاد تغرق ثم تنجو من ذَلك.
ومَن رأى ثيراناً دخلت مدينة فإنها أعداء وظالمون ولصوص يدخلونها. ومَن رأى ثوراً يجذبه وأزاله عن مكانه، فإن كان والياً عزل. وقيل: إن الثور يدل على رجل باغ، فإنه قتل أو ذبح فإن الثائر والباغي يهلك. ومَن رأى أنه ركب ثوراً فإنه يصيب عملاً من سلطانه ينال فيه خيراً. ومن رأى أنه ركب ثوراً أسود فإنه ينال مالاً، فإن رأى أنه أدخله إلى منزله واستوثق منه نال خيراً في تلك السنة. وإن كان للثور قرون كثيرة فإنها سنون بحسب القلة والكثرة. والثور الذي لا قرن له رجل حقير ذليل فقير مثل النعجة، وفي القدرة مثل العامل المعزول، والرئيس الفقير. وربما دلّ الثور على الزواج لكثرة حرثه، وربما دلّ على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها. وربما دلّ على العبد والصاحب والأخ لمساعدته في الحراثة وخدمته لأهل البادية. فمن ملك ثوراً في المنام فإن كانت امرأة ذلّ لها زوجها، وإن كانت بلا زوج تزوجت، وإن كانت لها بنت زوجتها، وإن رأى ذلك من له سلطان ظفر به. ومَن ذبح ثوراً فإن كان سلطاناً قتل عاملا، وإن كان من عامة الناس فهو إنسان يظفر به مَن يخافه، وإن ذبحه من قفاه، أو من بطنه، أو من غير مذبحه، فإنه يظلم رجلاً، ويعتدي عليه. ومن ركب ثوراً أحمر أو أصفر بلا آلة الركوب فإنه يمرض. وربما دلّ الثور على الشاب الجميل لأنه من أسمائه، وتدل رؤيته على ثوران الفتنة أو المساعدة على تذليل الأمور الصعبة، بخاصة لأصحاب الحراثة والزراعة. وربما دلّت رؤيته على البلادة والذهول. والثور الأبلق فرح وسرور. والثور الأسود سؤدد وشفاء للمريض.
أنواع الثياب أربعة: الصوفية والشعرية والقطنية والكتانية، والمتخذة من الصوف مال، ومن الشعر مال دونه، والمتخذة من القطن مال، ومن الكتان مال دونه، وأفضل الثياب ما كان جديداً صفيقاً واسعاً، وغير المقصور خير من المقصور، وخلقان الثياب وأوساخها فقر وهم وفساد الدين، والوسخ والشعث في الجسد والرأس هم. والبياض من الثياب جمال في الدنيا والدين، والحمرة في الثياب للنساء صالح، وتكره للرجال لأنّها زينة الشيطان، إلا أن تكون الحمرة في إزار أو فراش أو لحاف، وفيما لا يظهر فيه الرجل، فيكون حينئذٍ سروراً وفرحاً، والصفرة في الثياب كلها مرض. وقد قيل أنّ الحمرة هم، والحمرة والصفرة في الجسد لا يضران، لأنّهما لا ينكران ولا يستشبعان للرجال، والخضرة في الثياب جيدة في الدين، لأنّها لباس من أهل الجنة. والسود من الثياب صالحة لمن لبسها في اليقظة، ويعرف بها، وهي سؤدد ومال وسلطان، وهي لغير ذلك مكروهة.
الثلج والجليد والبرد: كل هذه الأشياء قد تدلت على الحوادث والأسقام والجدري والبرسام، وعلى العذاب والأغرام النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه، وبالبلد الذي نزل به، وكذلك الحجارة والنار، لأنّها تفسد الزرع والشجر والثمر، وتعقل السفن، وتضر الفقير وتهلكه في القر والبرد، وتسقم في بعض الأحيان، وربما دلت على الحرب والجراد وأنواع الجوائح، وربما دلت على الخصب والغنى وكثرة الطعام في الأنادر، وجريان السيول بين الشجر.
فمن رأى ثلجاً نزل من السماء وعم في الأرض، فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه، دل ذلك على كثرة النور وبركات الأرض وكثرة الخصب، حتى يملأ تلك الأماكن بالإطعام والإنبات، كامتلائها بالثلج، وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيه للأرض ونباتها، فإنّ ذلك دليل على جور السلطان وسعي أصحاب الثغور. وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره، غالباً على المساكن والشجر والناس، فإنّه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم، أو جائحة على أموالهم، على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها. وكذلك إن رأى في الحضارة، وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات، فإنّ ذلك عذاب وبلاء وأسقام، أو موتان أو غرام يرمي عليهم وينزل عليهم، وربما دل على الحصار والقلة عن الأسفار وعن طلب المعاش.
وكذلك الجليد: لأنّه لا خير فيه، وقد يكون ذلك جلداً من الشيطان، أو ملك أو غيره وأما البرد: فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئاً ولا ضر أحداً، فإنّه خصب وخير، وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر، وعلى القطا والعصفور، فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية، ويجمعونه في الأسقية. وكذلك الثلج أو الجليد، فإنّها فوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض، وإن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور والمحلات، فإنّه جوائح وإغرام ترمى على الناس، أو جدري وحبوب وقروح تجمع وتذوب، وأما من حمل البرد في منخل أو ثوب، أو فيما لا يحمل الماء فيه، فإن كان غنياً ذاب كسبه، وإن كان له بضاعة في البحر خيف عليها، وإن كان فقيراً فجميع ما يكسبه ويفيده لا بقاء له عنده، ولا يدخر لدهره شيئاً منه، وقال بعضهم: الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته، وقبح كلامه لهم، ومن رأى الثلج يقع عليه، سافر سفراً بعيداً فيه معزة. والثلج هم إلا أن يكون من الثلج قليلاً غير غالب في جنبه وموضعه الذي يثلج فيه الموضع، وفي الذي لا ينكر الثلج فيه، فإن كان كذلك، فإنَّ الثلج خصب لأهل ذلك الموضع، وإن كان كثيراً غالباً لا يمكن كسحه، فإنّه حيئنذٍ عذاب يقع في ذلك المكان.
ومن أصابه برد الثلج في الشتاء والصيف، فإنّه يصيبه فقر، ومن اشترى وقر ثلج في الصيف، فإنّه يصيب ما لا يستريح إليه، ويستريح من غم بكلام حسن، أو بدعاء لمكان الثلج، فإن ذاب الثلج سريعاً، فإنّه تعب وهم يذهب سريعاً، فإن رأى أنّ الأرض مزروعة يابسة وثلوجاً، فإنّه بمنزلة المطر، وهو رحمة وخصب. ومن ثلج وعليه وقاية من الثلج، فإنّه لا يصعب عليه، لما قد تدثر وتوقى به، وهو رجل حازم ولا يروعه ذلك، وقيل من وقع عليه الثلِج، فإن عدوه ينال منه. ومن أصاب من البرد شيئاً معدوداً، فإنه يصيب مالاً ولؤلؤاً.
وقيل: البرد إذا نزل من السماء، تعذيب من السلطان للناس، وأخذ أموالهم.
والنوم على الثلج يدل على التقيد، ومن رأى كأنّ الثلج علاه، فإنّه تعلوه هموم، فإن ذاب الثلج زال الهم.
وأما أصل القر، ففقر. والجليد هم وعذاب، إلا أن يرى الإنسان أنّه جعل ماء وعاء فجمد به، فإنَّ ذلك يدل على إصابة مال باق. والمجمدة بيت مال الملك وغيره.
ومن رأى أنه صلى بأحد المساجد الثلاث فإنه تضعيف الأجور له ودليل على قبول أعماله، وإن أرى أنه يصلي بجامع أو مدرسة أو ما يناسب ذلك فهو زيادة في الخيرات، وقيل الصلاة في الأماكن المعتبرة أمن وصلاح ورحمة وقيل رؤيا صلاة الجمعة تدل على السفر والرزق الحلال.
فمن رأى أن أحداً تهاون به فإنه يظهر عليه.
وأما الثناء فعلى وجهين ان كان من صديق فهو محمود، وربما يحصل من قبله خير، وإن كان من عدو فهو استهزاء به، وربما تنقلب العداوة مودة.