ومن رأى أن السلطان دخل مكانا وليس من شأنه ذلك فانها ذم وهوان وإن كان السلطان صالحاً قيل انه يظهر العدل في ذلك المكان وقيل يظهر فيه الحق لقوله تعالى " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات " .
نادرة روى أن رجلا أتى بحرا ليشرب منه فظهر له حيوانا يمانعه ثم رأى أنه صار حيوانا ونزل ذلك البحر وصار كل من جاء ليشرب منه يناوله الماء فقص رؤياه على معبر فقال إن صدق رؤياك فإنك تسأل في رزق ملكا ويمانعك من ذلك إنسان يكون قريبا للملك وأمور الناس منوطه به وهو في نفسه كهيئة الحيوانات ثم تجري أسباب تفضى إلى أن توصلك إلى ذلك الملك مكان الرجل ويحصل للناس بك نفع فعن قليل خرجت الرؤيا كما عبرت واستدعا المعبر وأعلمه بذلك وأحسن إليه.
من رأى أنه يشرب مشروبا من اناء أو غيره وكان رطبا رائقا فإنه طول حياة ومعيشة ومنفعة، وإن كان سخنا فهو مرض وسقم، وإن كان كدرا فهو هم وغم والكلام على الماء تقدم في فصله في باب الأبحر.
رؤية ثمرة الأناناس في الحلم فأل حسن جداً وستلقى التوفيق في المستقبل القريب إذا كنت تقطف أو تآكل هذه الثمرة في الحلم. وإذا جرحت إصبعك وأنت تحضر الأناناس للأكل ستقلق حول أمور لا تلبث أن تصبح مصدر سعادة ونجاح لك.
وأتى أبن سيرين رجل فقال: رأيت امرأة من أهلي كأنّ بين ثدييها إناء من لبن، كلما رفعته إلى فيها لتشرب، أعجلها البول، فوضعته ثم ذهبت، فبالت. فقال هذه امرأة مسلمة صالحة، وهي على الفطرة، وهي تشتهي الرجال وتنظر إليهم، فاتقوا الله وزوجوها. فكان كذلك.
وقيل من رأى أنه صار حيواناً من الممسوخات فإنه يدل على غضب الله عليه وقيل المسخ عشرة أوجه حقارة واستصغار وغضب وعقوبة وانتقام واستهزاء وارتكاب محرم وأمر فاحش ومذلة وهزل وقال بعضهم لا خير في ذلك ولا في رؤياه.
ومن رأى أنه ينازع انسانا في أمر أبهم عليهما فإنه يدل على أنه محاكمة إلى الشرع الشريف ويعود أمره إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول " ، وقيل المنازعة مع النسوة والصبيان الصغار ليست بمحمودة.
قال الكرماني من رأى أنه شتم انسانا بما لا يحل له فإن المشتوم يظفر بالشاتم، وإن كان الشتم صادرا منه جوابا عما شتمه خصمه فإنه يجازيه بالسيء لقوله تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها " .
ومن رأى أنه مات ورأى الموت عيانا وعليه هيئة الأموات فإنه فساد في دينه ويرجى له الصلاح ما لم يدفن، فإن دفن لقي الله على غير توبة إلا ان يرى أنه عاش وخرج من القبر بعد ذلك فإنه يتوب ويحسن حاله لقوله تعالى " أو من كان ميتا فأحييناه " .
ومن رأى بيمارستانا فإنه يدل على رؤية مكان ينتظم به أحوال الناس، وقيل من رأى أنه دخله فإنه يموت شهيداً وربما دل ذلك على غفران الذنوب ورقة القلب والشفقة على خلق الله تعالى.
من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى قد ميّز الإنسان على الحيوان بالعقل، والعقل كما هو معلوم مما يرتكز عليه عند التكليف،
ولذلك رفع الله القلم عن المجنون، وإذا كنا قد قرّرنا أن الأحلام منها ما هو بشارة لصاحبه أو إنذار له ، وهذه متعذرة عند الحيوان لعدم وجود العقل لديها؛
الذي هو مناط التكليف كما قلنا، فإننا نقرر هنا أن الحيوان ليس عنده الرؤى التي ترد بمعنى البشارة أو النذارة، ولكن قد يوجد عندها القدرة على مشاهدة بعض الأحلام التي عاشت أحداثها،
ولكن أين الآلة التي تخرج لنا هذه الأحلام في ظل عدم قدرتها على الكلام والتحاور والفهم؟
وقد سألت الكثير من المختصين ومربي الحيوانات الأليفة وقرّروا أن حيواناتهم أثناء الليل يشاهد عليها الكثير من الاضطراب أو الحركة أو تغيير في حركة الفم أو الصراخ وهي نتيجة أحلام لهذه الحيوانات.
كما وجدت دراسة لأحد المعاهد في الولايات المتحدة الأمريكية
باسم: ( MIT News )
وكانت الدراسة بعنوان:
Animals have Complex dreams
MIT researcher proves
صادرة في تاريخ 24 – 1 – 2001
ومما أثبتته هذه الدراسة ما يلي:
أن الحيوانات تحلم، وإن أي مالك للحيوانات يمكن أن يرى ويكتشف هذه الحقيقة،
وقد يبدو هذا الأمر غريباً ولكنها الحقيقة، فعقل الحيوان ينشط أثناء النوم كما هو عند العمل، ويختلف نوم الحيوان ما بين نوم عميق ونوم بسيط،
وأُجريت العديد من التجارب على الفئران ثبت من خلالها أن الفئران في نومها تنتقل من مرحلة إلى مرحلة ومما هو معلوم أن الحلم يحدث عند الإنسان في مرحلة النوم العميق، ويحدث للفئران نفس الشيء.
فالحيوانات لديها أحلام مركبة ومعقدة _ كما اثبتت الدارسة _ وهي تحلم بأحداث محددة من التي تحصل لها في اليقظة.
والخلاصة التي أتوصل لها هي:
1_ أن الحيوانات لديها القدرة على النوم وعلى الاستغراق فيه.
2_ تشاهد الحيوانات بعض الأحلام التي تعيش أحداثها أو عاشت أحداثها.
3_ ليس في أحلام الحيوانات النوع الأول والثاني وأقصد به الرؤى المبشرة، أو الأحلام المنذرة.
4_ لا قدرة للحيوان على قص الحلم، لعدم قدرتها على الكلام وإنما يتوصل على حدوث أحلامها من تعبيرات وجوهها أثناء النوم.
5_ السبب في تعذر النوع الأول والثاني من أنواع الأحلام عند الحيوانات هو عدم وجود العقل، ولذلك أشبهت المجنون الذي رفع عنه التكليف ولا يحاسب على تصرفاته، بل قد لا يشعر بما يحيط به أو يُدبّر له، ولذلك يلاحظ مثلاً في عيد الأضحى أن الحيوانات التي حُبست ليلة العيد لا يظهر عليها انفعالات غير طبيعية أثناء نومها مع أنها في الصباح ستذبح، وهذا بسبب عدم إحساسها ووعيها لعدم وجود العقل لديها، ونفس الشيء ينطبق على الطفل الذي لم يُميّز وعلى المجنون فقد ينامان ملء عينيهما، حتى ولو كان الصباح فيه إعلان إعدامهما !!
عامل إعلانات شوارع
إذا رأيت نفسك في الحلم عامل إعلانات فهذا ينبئ بانهماكك في مشاغل غير مجدية وغير ممتعة.
إذا رأيت عمال الإعلانات وهم يعملون فسوف تسمع أخباراً غير سارة.
فإن رأىِ إنساناً يستنكهه: فوجد منه رائحة شراب أو ريح نتن، فإنَّ المستنكه يستطعمه كلاماً قبيحاً فيسمع منه كلاماً كذلك بقدر نتن الرائحة. وإن لم يجد منه ريحاً مكروهاً، فإنّه يستطعمه كلامه فيجده بقدر مبلغ رائحة الفم. فإن وجد ريحاً مكروهة من بعض أسنانه، فهو ثناء قبيح ممن ينسب ذلك السن إليه من أهله، ولعلّه يهجر ذلك. فإن رأى أنّه تقيأ عذرة، فإنّه يرد ما أخذه من مال حرام. ومن رأى أنّه تطيّن بطين أو بجص حتى غطاه ذلك وغاب، فهو يموت.
وقيل من رأى أنه دخل بستانا فوجده كاملا من جميع الأشياء فإنه حصول رزق وخير ومنفعة خصوصاً إن جنى منه شيئاً لقوله تعالى " حدائق ذات بهجة ما كان لكم " الآية.
أحيانا أري في المنام رؤيا حسنة وأفرح بها ,ولكن لا يكون عندي في اليقظة ما يدل عليها ؟ فعلام يدل ؟
ذكر أهل العلم أنه إذا كان ما يراه الإنسان أحيانا ، لا يجده في اليقظة ، ولا يجد شيئا يدل عليه ، فإنه يدخل في قسم أضغاث الأحلام ، وهذا يرجع غالبا إلى اشتغال الخاطر قبل النوم به ، ثم إذا نام الإنسان قد يرى شيئا يدل عليه ، وهذا لا يضر ولا ينفع (3) .
هل هناك تفسير لبعض حالات توارد الخواطر التي تكون أحياناً بين بعض التوائم، أو الأقرباء، وهل لهذا علاقة بالأحلام؟
نعم هذه الظاهرة موجودة ومثال ذلك. قد يكون هناك أخوان أو صديقان، فيخبر أحدهما بشيء وقع عند الآخر سواء كان مفرحاً أو محزناً مثلا، ومن ثم يكتشف صدق هذا الخاطر الذي ورد لمخيّلة صاحبه، وهذا في رأيي له واحد من تفسيرين:
1_ أن هذا ما يسمى بالإلهام وقد تحدثت عنه وذكرت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من الملهمين وقصته مع سارية مشهورة، وقلت أن هذا من خصائص الأنبياء والأولياء.
2_ أن هذا الخاطر قد يكون وارداً لصاحبه حال النوم؛ حين تلتقي الأرواح، فقد تتلاقى روح أخ بأخيه، وصفيّ بصفّيه، وحبيب بحبيبه، وخليل بخليله، وغائب بعائلته، فيحصل مقابلة بين هذه الأرواح، ويحصل تلاقي،
ومن ثم قد يحصل إخبارٌ منها للبعض، ومن ثم وبعد استيقاظها تخبر هذه النفوس أو الذين رأوا الرؤى بما جرى، وقد يكون ما جرى مغيباً عنها كأن يكون خارج حدود المكان كأخبار غائب أو مسافر أو خارج حدود الزمان كأن يكون هذا المُخْبر ميتاً وهي ظاهرة لا تدعو للاستغراب،
ويوجد العديد من الأمثلة التي نرى فيها تواصلاً بين جهتين مع البعد بينهما ومثال ذلك إحساس الأم المرضعة بحاجة ولدها أو ابنتها للرضاعة مع كونها أحياناً بعيدة عنها وهذا من خلال بعض العلامات التي تعرفها النساء المرضعات من إدرار حليبهنّ وألم في أثدائهن قبيل وقت الإرضاع وهذا من الأمثلة الحية المشاهدة .
وردني السؤال التالي : " لماذا دائما نرى في رؤانا الأشياء التي حدثت سابقا او الاماكن التي تركناها منذ عدة اعوام ؟ " .
والإجابة على السؤال هي : أنه لا يوجد تفسير دقيقا لهذه الظاهرة ، ويمكن القول أن ما ذكره السائل قد يوجد لدى البعض ، ولكن تفسيره ليس بالضرورة يكون متعلقا بهذا الماضي ، فقد تكون هذه الأشياء رموز ، ولها معاني ، وقد تكون هذه المعاني متعلقة برموز أخرى في الرؤية ، بمعنى أن هذه الرموز ليست رئيسية ، وإنما هي مما صوره العقل ولما يزل يفكر فيه ، أو بعبارة أخرى هي مما اختزله العقل الباطن ، وليعلم هنا أن الرؤيا من وجهة نظري تتكون من رموز أساسية ، ورموز جانبية ، وغير أساسية ، وهذه الرموز غير الأساسية لا يلتفت لها _ في الغالب _ فيكون جواب السؤال أن هذا الشيء المصاحب للرؤية قد يكون مما تألفه نفسك وتحن إليه ، وليس بالضرورة ، أن يكون رؤيا صادقة ، وأكرر القول أن ما ذكره السائل قد يكون وليس دائما يكون .
أما أرواث الحيوان: فمن رأى أنّه يكنس روث الخيل، نال مالاً من رجل شريف. وزبل البقر دليل خير للأكرة فقط، وللحراثين دون غيرهم. فإن رأى أنّه جلس على الروث، نال مالاً من جهة بعض أقاربه.
ومن رأى على فرج امرأة معروفة حيوانا يلعق منه أو يمصه أو يحوم حوله فإنه يدل على انها فاسقة لا خير فيها وإن كانت مجهولة فليس بمحمود للرائي وقيل دنيا يحوم عليها من لا عقل له.
ومن رأى أنه دخل مكاناً منها فإنه أمن وراحة وزيادة تقوى، وقيل من رأى أنه يعمر شيئا من ذلك فاما أن يعمره في اليقظة أيضاً أو يعمل عملاً صالحا، وإن كان أهلا أن يتولى أمراً فإنه يتولاه أو يتزوج أحداً أو يتفقه في الدين أو يحج في عامه أو يبني حماماً أو خندقاً أو حانوتاً وما أشبه ذلك.
قال ابن سيرين الشاذروانات تؤول بالدين، فمن رأى شاذروانا حسنا ولكن لا يعلم لمن هو فإنه يدل على علو قدره وحسن عيشه وطول عمره وزيادة رزقه، فإن تحقق أنه ملكه أو له فحصول ذلك زيادة وبشرى بحصول الأجر.
هذا السؤال يتم طرحه علي باستمرار ، ويهمني جدا أن أوضح ما غمض فيه على كل سائل ؛ ليعلم الجميع أننا ننطلق من منطلقات ثابتة راسخة ، وأننا نتحدث - إن شاء الله – عن علم ، ولا شك أن هذا العلم ذو هوية شرعية ، ويختلف عمن يفسر الرؤى ، أو الأحلام ، من منطلقات نفسية محضة ، وهو أسلوب موجود ، وبكثرة ، بخاصة عند المعالجين النفسيين وفقهم الله ونفع بهم .
وأقول هنا : إن ما رؤي في شدة الحر يختلف عما رؤي في شدة البرد فالنار في الأول مذمومـة ، وفي الثاني محمودة ، وكذلك عند التعبير تكون النار محمودة شتاءا ، ومذمومة صيفا في الغالب .
وهي شتاءا تقرب ويتجمع الناس من حولها وتكون أنيسا لهم ، في حين أنها تُبعد في الحر ، كذلك الثمار أيضا ، رؤيتها تؤكل في وقت نضجها محمود جدا ، والتعبير مبشر بخير للرائي ، أما إن رؤيت تؤكل في غير أوان نضجها ، فقد تكون الرؤيا ذات دلالة سيئة للرائي ، وقد جرت العادة أن أكل الثمار يكون سائغا ، ومفيدا في وقت نضجها لكن يجب أن يعلم أنه قد يختلف التعبير هنا كليا ، حسب حال الرائي ، أو مهنته ، أو جنسه ، أو عمره مثلا ، وهكذا من رأى أنه يلبس ملابس الشتاء في وقت الشتاء أحسن في التعبير ممن رأى أنه يلبسها في وقت الحر الشديد ، ومن رأى أنه يحج في وقت الحج مثلا يختلف عمن رأى أنه يحج في غير وقته.
وهكذا تلحظ سبب السؤال عن وقت الرؤيا للمعبر ، ولكن أحيانا لا يكون في الرؤيا ما يدعوني للسؤال عن وقتها فلا أسأل ، أو يكون في ألفاظ الرائي دلالة أغنتني عن السؤال ، َفلتُعلم هذه المسألة
فإن رأى أنِّه ذبح دجاجة أو ديكاً: من قفاه، فإنّه ينكح مملوكاً في دبره. فإن ذبح ثوراً من قفاه، فإنّه يسعى على عامل من ورائه، وكذلك البعير في هذا الموضع كان من عراب الإبل أو بخاتيها، فعلى قدر جوهره، إلا أنّه ليس بعامل. وكذلك كل ما ينسب إلى رجل أو امرأة فإنّه يأتي إلى المذبوح من قفاه منكر من الفعل. وكذلك لو لبس إزاره أو ملحفته مقلوبة، أو نام على فراشه مقلوباً، أو بسط له بساط مقلوب ينام عليه، أو يركب دابته مقلوباً، فهو أمر منكر يأتيه من غير وجهه المعروف. وكل مقلوب عما كان فهو مقلوب إما من خير إلى شر، أو من شر إلى خير، إلاّ الفرو، فإن لبس الفرو مقلوباً هو إظهار مال له في إفراط منه بما لو قصد فيه وستره كان أجمل. فإن رأى الحي أنّه أعار الميت ثوباً هو لابسه فنزعه عنه ولبسه الميت، فإنّه يمرض مرضاً يسيراً ويبرأ. فإن رأى أنّه وهب للميت ثوباً أو غلبه عليه ولبسه الميت وذهب به وخرج من ملك الحي، فهو موت الحي. وإن لم يخرج الثوب من ملك الحي لكنه شبه العارية أو الوديعة أو يحفظه أو يصنعه أو يغسله أو يطويه أو ينشره وما أشبهه ذلك، فإنّه مرض أو هم أو حزن ولا يعطب فيه.