اذهبي واحضري لي علبه العطر قلت له لا انت احضرها قال انت احضري علبه العطر ف ذهبت لاحضر علمه العطر وانا امشي ملتفته عنه يخرج منديله ويرش فيها منوم ويخنقني
ويتم تفسير حلم يخطفني خالي الشهيد اخ وال بالشكل الآتي
حكاك الفصوص والجواهر
تدل رؤيته في المنام على المؤدب، وعلى العالم بمقاصد الناس في العلم والحكمة. وربما دلّت رؤيته على الشر والخصومات والتردد والأسفار. وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس.
خدمة الفقراء والصالحين
إذا رأى الإنسان نفسه في المنام يقوم بخدمة الفقراء والصالحين، ويتواضع لهم، ويقف بين أيديهم، ممتثلا لأوامرهم، فهو دليل على الحظ الوافر عند اللّه وحسن الخاتمة، وعلى مرافقة الصالحين، وربما ساد قدره.
خزانة الكؤوس والأطباق
إذا رأيت خزانة الكؤوس والأطباق في حلمك فإن في هذا دلالة السرور والراحة، أو فاقة ومصيبة وذلك يتوقف على كون الخزانة نظيفة ومليئة بالأواني البراقة أم فارغة وقذرة.
الزاني والزانية
من عامل امرأة زانية في المنام فإنها الدنيا وطلابها، فإن كان الطلاب معروفين بالصلاح والدين والعلم، ولهم سمت حسن وهيئة الصالحين، ورأوا كأنهم يختلفون إلى زانية فإنهم يختلفون إلى علم من عالم، ويصيبون منه بقدر ما نالوا من تلك المرأة الزانية. ومن رأى رجلاً مع امرأة فإن ذلك الرجل يطلب دنيا زوج هذه المرأة. ومن رأى أنه زنى فإنه يحج. ومن رأى أنه فجر بامرأة شابة فإنه يضع ماله في موضع لا يُرَى. ومن رأى أنه زنى بزانية نال شرا وفتنة. ومن رأى أنه دخل إلى موضع الزنا ولم يستطع أن يخرج منه فإنه يموت سريعا. ومن رأى أنه يبيت مع زوجة غيره، وزوجها معها من غير استنكار منه، فإن ذلك الزوج يوكله في أمور بيته.
القضاء والقدر
إذا رأى الإنسان أن القضاء والقدر يجري في نفسه أو ماله، فإنه يدل على أنه يغنم أجوراً كثيرة، أو يقدم على ما يخافه، وتكون عاقبته فيه حميدة، لقوله عليه الصلاة والسلام: (والله لا يقضي اللّه لعبده بقضاء إلا وكانت الخيرة له فيه).
شهيد
إذا حلمت بالشهداء فهذا يعني أنك محاط بأصدقاء زائفين وأنك ستعيش أياماً صعبة على صعيد الأسرة وستمنى بخسارة في محيط العمل. إذا حلمت أنك شهيد فهذا يعني الابتعاد عن الأصدقاء كما أن الأعداء سيفترون عليك.
والد
إذا حلمت بوالدك فإن هذا ينبئ بأنك على وشك التورط في صعوبة ما وأنك سوف تحتاج إلى نصيحة حكيمة إذا أردت التخلص منها.
إذا كان ميتاً فإن هذا يدل على أن عملك يسير بمشقة وسوف يتحتم عليك توخي الحذر في إدارته.
إذا حلمت فتاة بوالدها الميت فإن هذا ينذر بأن حبيبها يخدعها أو سوف يخدعها.
في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموماً ورؤيا محمد خصوصاً
سمعت أبا بكر أحمد بن الحسيين بن مهران المقري، قال: اشتريت جارية أحسبها تركية، ولم تكن تعرف لساني، ولا أعرف لسانها، وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها، قال فكانت يوماً من الأيام نائمة، فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول: يا مولاي علمني فاتحة الكتاب، فقلت في نفسي انظر إلى خبثها، تعرف لساني ولا تكلمني به، فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها: لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلّمينه؟ فقالت الجارية: إني رأيت في منامي رجلاً غضبان وخلفه قوم كثير، وهو يمشي، فقلت من هذا؟ فقالوا موسى عليه السلام. ثم رأيت رجلاً أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي، فقلت من هذا؟ فقالوا محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة، فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا، وبقيت أنا وامرأتان، فدققنا الباب ففتح، وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له، فقرأتا فأذن لهما، وبقيت أنا. فعلمني فاتحة الكتاب، قال فعلمتها مع مشقة كبيرة، فلما حفظتها سقطت ميتة.
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: رؤيا الأنبياء صلوِات الله عليهم، أحد شيئين، إما بشارة وإما إنذار. ثم هي ضربان: أحدهما أن يرى نبياً على حالته وهيئته، فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره بمن عاداه، والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه، فذلك يدل على سوء حاله وشدة مصيبته، ثم يفرج الله عنه أخيراً، فإن رأى كأنّه قتل نبياً، دل على أنّه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى: (فبمَا نقضِهِم ميثَاقَهًمْ وكُفْرِهِمْ بِآياتِ الله وَقَتْلِهِم الأنْبياءَ بِغَيْرِ حَق).
هذا على الجملة، وأما على التفصيل: فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلاً لها. لقوله تعالى: (إنِّي جَاعِلٌ في الأرض خليفةً) فإن رأى أنّه كلمه، نال علماً لقوله تعالى: (وَعًلّمَ آدم الأسماء كُلّها).
الهش والبش
وهما نوعان من السرور يدلان في المنام على حسن حال الإنسان. وهو هم في المنام، ويدلك على كفارة الذنوب، لقوله عليه السلام: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب، حتى الهم يهمه إلا حط اللّه تعالى من خطاياه)، والهم يدل على العشق، ومن رأى أنه مهموم فإنه يبتلى بالعشق.
في تأويل رؤيا الصوم والفطر
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم، فقال بعضهم من رأى أنّه في شهر الصوم، دلّت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام. وقال بعضهم أنّ هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا، والخروج من الغموم، والشفاء من الأمراض، وقضاء الديون.
أخبرنا الحسن بن بكير بعكا قال: حدثنا أبو يعقوب إسحق بن إبراهيم الأذرعي عن عبد الرحمن بن واصل، عن أبي عبيد التستري، قال: رأيت كأنّ القيامة قد قامت، وقد اجتمع الناس، فإذا المنادي ينادي: أيها الناس، من كان من أصحاب الجوع في دار الدنيا، فليقم إلى الغداء. فقام الناس واحداً بعد واحد، ثم نوديت يا أبا عبيد قم، فقمت وقد وضعت الموائد، فقلت لنفسي: ما يسرني أتى. ثم أخبرنا أبوالحسن الهمذاني بمكة حرسها الله، قال حدثنا محمد بن جعفر، عن أحمد بن مسروق، محال: رأيت في المنام كأنّ القيامة قد قامت، والخلق مجتمعون، إذ نادى مناد الصلاة جامعة، فاصطف الناس صفوفاً، فأتاني ملك عرض وجهه قدر ميل، في طول مثل ذلك، قال تقدم فصل بالناس، فتأملت وجهه، فإذا بين عينيه مكتوب جبريل أمين الله، فقلت فأين النبي صلى الله عليه وسلم، فقال هو مشغول بنصب الموائد لإخوانه من الصوفية، وذكر الحكاية.
واللعب بالشطرنج والنرد والكعاب والجوز: مكروه ومنازعة. وإنّما قيل أنّ اللعب بكل شيء مكروه لقوله تعالى: " أوَ أمِنِ أهل القُرَى أنْ يأتِيَهُمْ بأسُنَا ضُحىً وهُمْ يَلْعَبُونَ " ومن رأى أنّه يلعب بها فإنّ له عدواً ديناً. والشطرنج منصوبة لا يلعب بها، فإنّها رجال معزولون. وأما منصوبة ويلعب بها، فإنّهم ولاة رجال. فإن قدم أواخر اقطاعها، فإنّه يصير لولي ذلك الموضع ضرب أو خصومة، وإن غلب أحد الخصمين الآخر، فإنّ الغالب هو الظاهر. وقيل إن اللعب بالشطرنج سعي في قتال أو خصومة. وأما اللعب بالنرد فاختلف فيه، فقيل أنّه خوض في معصية، وقيل أنّه تجارة في معصية. واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه، ويكون الظفر للغالب. واللعب بالكعاب اشتغال بباطل، وقيل هو دليل خير. والقمار هو شغب ونزاع. وأما المحمرة، فمملوك أديب نال منه صاحبه ثناء حسناً.
أما الديباج والحرير: وجميع الثياب الإبريسم لا يصلح لبسها للفقهاء، فإنّه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة، وهي صالحة لغير الفقهاء، فإنّها تدل على أنّهم يعملون أعمالاً يستوجبون بها الجنة، ويصيبون مع ذلك رياسة. وتدل أيضاً على التزوج بامرأة شريفة، أو شراء جارية حسناء.
الثياب المنسوجة بالذهب والفضة: صلاح في الدين والدنيا، وبلوغ المنى. ومن رأى أنّه يملك حللاً من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنّه تاج أو إكليل من ياقوت، فإنّه رجل ورع متدين غاز، وينال مع ذلك رياسة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي اشتريت ديباجاً مطوياً فنشرته، فإذا في وسطه عفن، فقال له: هل اشتريت جارية أندلسية؟ قال: نعم. قال: هل جامعتها؟ قال: لا لأني لم استبرئها بعد. قال: فلا تفعل فإنّها عفلاء. فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء.
ورأى رجل كأنّه لبس ديباجاً، فسأل معبراً فقال: تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر.
القوس امرأة سريعة الولادة، أو ولد أو أخ أو سفر أو قربة إلى الله تعالى. والقوس في غلاف غلام في بطن أمه. والقوس مع غيره من اِلسلاح سلطان وعز. ومن ناول امرأته قوساً ولدت بنتاً، فإن ناولته المرأة قوساً، رزق ابناً. ومد القوس بغير سهم دليل السفر. ومن رأى كأنّه مد قوساً عربية، فإنّه يسافر إلى رجل شريف سفراً في عز، فإن كانت القوس فارسية، سافر إلى قوم عجم.وانقطاع الوتر دليل العاقة عن السفر، ويدل على طلاق المرأة. وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد والشريك أو بعض الأقرباء، وربما دلت القوس على ولاية، وانكسارها على العزل. وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب، وللتجار على الخسران، وفي الولد على العقوق، وفي المرأة على النشوز، وسهولتها تدل على الضد من ذلك، وإن رمى عنها سهماً فأصاب الغرض، نال مراده. وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الأشراف، لقوله تعالى: " ثمَّ دَنَا فَتَدَلّى " الآية.
ومن مد قوساً بلا سهم سافر سفراً بعيداً وعاد صالح الحال: فإن انقطع الوتر، أقام بالموضع الذي سافر إليه إن كان وصل إليه. وإن انكسرت قوسه أصابه مصيبة في سلطانه بأمرِه ونهيه. والرمي عن قوس البندق قذف منِ يرميه. ومنِ اتخذ قوساً أصاب ولداً غلاماً وازداد سلطاناً. ومن رأى أنّه ينحت قوساً وكان عزباً ونوى التزوج، فإنّه يتزوج وتحبل امرأته عند دخوله بها. وإن تولى ولاية فإنّ الرعية لا تطيعه. وإنّما جعل تأويل القوس امرأة، لقول الناس: المرأة كالقوس، إن سويتها انكسرت. والقوس المنسوب إلى الولد يكون ولداً صاحب كتابة ورسالات وإن مد قوساً لها صوت صافٍ فرمى عنها ونفذ السهم، فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والإنصاف. وقيل من رأى بيده قوساً مكسورة تزوج امرأة حرة.
تدل على نفسها، فما نزل منها أوجاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند اللهّ، ليس للخلق فيه تسبب، مثل أن يسقط منها نار في الدور، فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت. وإن سقطت منها نار في الأسواق، عز وغلا ما يباع بها من المبيعات. وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات، أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد، وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال، كالعسل والزيت والتين والشعير، فإن الناس يمطرون أمطاراً نافعة، يكون نفعها في الشيء النازل من السماء، وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته، لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها، مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها، وضعفهم عن الخروج من تحتها. فما رؤي منها وفيها أو نزل بها وعليها، من دلائل الخير والشر، وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله، فمن صعد إليها بسلم أو سبب، نال مع الملك رفعة. وعنده، وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم، ناله خوف شديد من السلطان، ودخل في غزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه. وإن كان ضميره استراق السمع، تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه. وإن وصل إلى السماء، بلغ غاية الأمر، فإن عاد إلى الأرض، نجا مما دخل فيه، وإن سقط من مكانه عطب في حاله، على قدر ما آل أمره في سقوطه، وما انكسر له من أعضائه، وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة، ثم لم يعد إلى الأرض، هلك من علته، وصعدت روحه كذلك إلى السماء. وإن رجع إلى الأرض، بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجوان شاء الله، إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً في بئر أوحفير ثم لم يخرج منه، فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه، وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام، لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، ولا تصعد أرواحهم إليها. وأما رؤية الأبواب، فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله، أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك، فإن كان الناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال الله تعالى: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة، والخصب، كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر. وأما إن رمى الناس منها بسهام، فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون، فتحت أبوابه عليهم. وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه، فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه، وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار، فهي فتنة تطيش سهامها، يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره. وإن كانت تقع عليهم ضرر فيجمعونها ويلتقطونها، فغنائم من عند الله، كالجراد، وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن، غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه، أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه، وأما دنو السماء، فيدل على القرب من الله، وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات. وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي، يقبل دعاؤه ويستجاب، لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء، وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد، وكل من هو فوقك بدرجة، الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه، وما وقع في ضميره. وأما سقوط السماء على الأرض إن كان مسافراً وقد يعود أيضاً ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم، وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة، أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون، وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال، فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن، والعرب تسمي المطر سماء، لنزوله منها.
الزير والبربخ: رجل حازم قد جرب السلطان، وإذا جرى الماء فيه فإنّه وال، وإذا لم يجرِ فيه فإنه معزول.
حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من قلة ضيقة الرأس.
قال تراود جارية عن نفسها.
الميل: ابن، وقيل هو رجل يقول بأمور الناس محتسباً.
والمقدمة: خادمة. والمهد: بركة وخير وأعمال صالحة.
والصفحة والطبق: حبيب الرجل، والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو.
قطع عليه الطريق: وذهب له مال أو متاع، أصيب بإنسان يعز عليه. وإن رأى لصا دخل منزله فأصاب من ماله وذهب به، فإنه يموت إنسان هناك. فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو. ومن رأى أنه أسير أصابه هم. ومن رأى أنه ضعيف في جسمه أصابه هم. ومن رأى أنه محزون أصابه سرور. ومن رأى أنه عليه حملا ثقيلا مجهولا، أصابه هم.
الكامخ والصحناء والخردل فهم: ومن رأى أنه نشر بمنشار، أصاب ولدا أو أخا أو أختا. والجوع خير من الشبع، والري خير من العطش، والفقر خير من الغنى، والبكاء خير من الضحك إلا تبسما. ومن رأى أنه مظلوم، فهو خير من أن يرى أنه ظالم. ومن رأى أنه يملك الريح، أصاب سلطانا عظيما، وكذلك الطير والجن، ومن رأى أنه معلق بحبل من السماء إلى الأرض، ولي سلطانا بقدر ما استعلى عن الأرض. فإن انقطع به، زال ذلك السلطان عنه.
السعي بين الصفا والمروة: فهو العمل بالمشي أو بالمقام. وقد قال الله تعالى: " ثَمّ أدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادىَ " . وإنما بعث في المدائن حاشرين ولم يبرح من مكانه، فربما كان ذلك سعياً بين حصنين وثغرين، أو بين صفين أو عالمين، أو رجلين صالحين، أو زوجتين أو ابنتين، أو بين سوقين بالنداء والسمسرة، أو بين صناعتين بالفائدة والربح.
السكر المطبوخ والفانيد ونحوهما: فإنّه كلام حلو حسن أقبل من حبيب وولد أو زوجة، وقيل دنانير ودراهم. وأما ما يعمد من العسل والحلو، فإن كان هو الذي عقدها، جمع مالاً من كده وسعته طيباً. فإن أفادها ولم يدر من عقدها، نال ذلك ممن عمل غيره، كالغنائم والموارث والغلات.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم والحكمة أو يخطب فإن كان من أهل ذلك المكان يحصل له من الامام أو من يقوم مقامه علو قدر وشرف وإن لم يكن كذلك يحصل ذلك الخير لأحد من أهله أو جيرانه إن كان فيهم من هو بتلك المثابة.
ومن رأى قاضياً وهو ينظر إليه بعين العناية والشفقة ويلاطفه بلين الكلام فتعبيره التقرب بالعلماء وعلو الشأن، ومن رأى بخلاف ذلك فإنه حقارة ونقص ومذلة وقلة دين، وقيل رؤيا القاضي المعروف خير وبركة.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الجبهة والوجه جميعا تدل على ثلاثة أوجه مال وعز وامرأة حسنة وجاه وقاصد الإنسان، والصدغان ابنتان شريفتان مباركتان فمهما رأى في ذلك فهو منسوب لهما وقاله الكرماني أيضاً ووافقه السالمي.
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء، فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة والدين.
وقال السالمي من رأى أنه هو يفصد غيره يؤول على أربعة أوجه إما أن يكون عوانيا ويحصل على يديه غرامة، أو يكون ساعيا في مصلحة أحد ونفعه، أو يكون مخادعا خصوصا ان ضرب ولم يخرج الدم، أو يكون متعلقا بأمر وقصده نتاجه.
وقال بعض المعبرين ربما يكون التخليل دالا على النظافة وازالة شيء مكروه، وأما تخليل الأصابع فيؤول بالنظافة واتباع الأمور الحميدة، وقال بعض المعبرين ربما يكون مناكحة بين الانسان أو تزويج الأولاد.
وإن نودي بما يسمى به اليهود والنصارى كعريان وحنا وشميلة وما أشبه ذلك فيخاف عليه من سوء الحياة والممات، هذا إذا كان القائل ممن يقبل قوله في اليقظة، وإن كان ممن لا يقبل قوله فلا يعتبر قوله، وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اكتساب ماثم وهو لا يصدق لقوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .
قال دانيال من رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه ويندبونه وغسلوه ولفوه في الكفن وحملوه على النعش ودفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه، وإن لم يدفن فإنه يدل على صلاح أموره.
ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك.
ومن رأى أنه في صحراء ممتدة وقد نبت فيها جملة من الأزهار والرياحين والورد وهو بها فإنه يصاحب رجلاًجليل القدر ويكتسب من علمه وعقله ومعرفته، وربما كان تقربا إلى ملك عادل وحصول خير ومنفعة إذا كان لائقا لذلك.
ومن رأى أنه على شيء مرتفع والنهر يجري من تحته فإنه حصول خير ونعمة ورفعة، وربما كان من أهل الحنة لقوله تعالى " يجري من تحتها الأنهار لهم فهيا ما يشاءون " .
ومن رأى أن ساقية خرجت من خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة إذا كان ماؤها عذبا، وإن كان مالحا فهو مضرة أو سوء ينشر، ويقال إن الساقية امرأة فما رؤى فيها من زين أو شين فهو في المرأة.
وقال جابر المغربي من رأى أن السيول والمياه طفحت إلى أن غطت العالم فإنه حصول عقوبة لأهل ذلك المكان لقوله تعالى " فأرسلنا عليهم الطوفان " ، وربما دل السيل إذا خرب الأماكن على ظلم الملك وجوره.
وقال ابن سيرين رؤيا الرياحين والمشمومات جملة إذا كانت مقتطفة فيحتاج إلى اعتبارها إذا كانت قليلة فإنه سريع، وإن كانت تمكث فهو هم بطيء، وأما المنثور فهو على ثلاثة أوجه أما رؤيا الأصفر منه فيدل على تغير اللون، وأما الأحمر والأصفر فلا بأس برؤيتهما، وأما البان فإنه يدل على الثناء الحسن.
وقال ابو سعيد الواعظ بلغنا أن رجلاًأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: رأيت في المنام ظلة تنظف السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل. فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني يا رسول أعبرها. فقال: أنت من ذلك. فقال ابو بكر: إنما هو القرآن وتلاوته حلاوته والناس يأخذونه فمستكثر ومستقل.