الاخضر:قال تعالى :
(عليهم ثياب سندس خضر واستبرق)سورة الانسان 21 -تعني النعيم وحسن المال
( وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات)سورة يوسف 46- يعني الازدهار
وجاء في حديث عبدالله بن سلام في الصحيح في باب الخضر في المنام و الروضة الخضراء ( رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء ...) - تعني النعيم وحسن المآل وحسن العمل
تدل على نفسها، فما نزل منها أوجاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند اللهّ، ليس للخلق فيه تسبب، مثل أن يسقط منها نار في الدور، فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت. وإن سقطت منها نار في الأسواق، عز وغلا ما يباع بها من المبيعات. وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات، أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد، وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال، كالعسل والزيت والتين والشعير، فإن الناس يمطرون أمطاراً نافعة، يكون نفعها في الشيء النازل من السماء، وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته، لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها، مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها، وضعفهم عن الخروج من تحتها. فما رؤي منها وفيها أو نزل بها وعليها، من دلائل الخير والشر، وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله، فمن صعد إليها بسلم أو سبب، نال مع الملك رفعة. وعنده، وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم، ناله خوف شديد من السلطان، ودخل في غزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه. وإن كان ضميره استراق السمع، تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه. وإن وصل إلى السماء، بلغ غاية الأمر، فإن عاد إلى الأرض، نجا مما دخل فيه، وإن سقط من مكانه عطب في حاله، على قدر ما آل أمره في سقوطه، وما انكسر له من أعضائه، وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة، ثم لم يعد إلى الأرض، هلك من علته، وصعدت روحه كذلك إلى السماء. وإن رجع إلى الأرض، بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجوان شاء الله، إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً في بئر أوحفير ثم لم يخرج منه، فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه، وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام، لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، ولا تصعد أرواحهم إليها. وأما رؤية الأبواب، فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله، أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك، فإن كان الناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال الله تعالى: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة، والخصب، كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر. وأما إن رمى الناس منها بسهام، فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون، فتحت أبوابه عليهم. وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه، فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه، وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار، فهي فتنة تطيش سهامها، يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره. وإن كانت تقع عليهم ضرر فيجمعونها ويلتقطونها، فغنائم من عند الله، كالجراد، وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن، غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه، أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه، وأما دنو السماء، فيدل على القرب من الله، وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات. وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي، يقبل دعاؤه ويستجاب، لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء، وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد، وكل من هو فوقك بدرجة، الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه، وما وقع في ضميره. وأما سقوط السماء على الأرض إن كان مسافراً وقد يعود أيضاً ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم، وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة، أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون، وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال، فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن، والعرب تسمي المطر سماء، لنزوله منها.
العظام: من كل حيوان عماد لما ملكته أيمانهم، والمخ: من كل حيوان، مال مكنوز مدخور يرجوه. وقيل إنّ المسلوخ رديء لجميع الناس، ويدل على حزن يكون في بيت الرجل، وذلك أن الكباش تشبه بالناس، وليس تؤكل لحوم الناسِ. وكل اللحوِم التي تؤكل جيدة خلا اليسيرمنها، وأما اللحم الذي يرى الإنسان أنّه يأكله نيئاً فهو رديء أبداً، ويدل على هلاك شيء يملكه، وذلك أنّ طبيعته لا تقوى على النيء وهضمه. وقال بعض المفسرين إنّما اللحم النيء رديء لمن يراه ولا يأكله. فأما من أكله فهو صالح له. فإن رأى أنّه أكل لحماً مطبوخاً ازداد ماله. فإن رأى أنّه يأكله مع شيخ ارتفع أمره عند السلطان.
وأما العظام فمال الرجل الذي منه معيشته وعليه اعتماده مثل العبيد والدواب فمهما رآه في ذلك من زين أو شين فإنه يؤول فيهم قال ابن سيرين العظام مال ومعيشة فمن أصاب شيئا فإن كان عليه ما يستره فإنه زيادة في ذلك وقال الكرماني من رأى أنه شد عظما مكسورا فإنه حصول أبهة وقوة وقال بعضهم جميع العظام سواء كانت للإنسان أو للدواب فهي مال وأما المخ فهو مال مخفي فما كان منسوبا إلى ما يؤكل لحمه فهو حلال وما كان مما لا يؤكل فهو حرام ومن رأى أنه أكل من مخ إنسان ميت فإنه يأكل من ماله بقدر ذلك وإن كان مجهولا فحصول منفعة على كل حال ومن رأى أن مخه ظهر من أنفه على الأرض فإنه ذهاب رأس ماله
عظام الإنسان: فدالة على أمواله التي بها قوامه وعليها عماده، كالدواب والعبيد والبقر والإبل والغنم والرباع والشجر، وكل ما يشتغل به. ومخ العظم ماله المخزون، ورقبة العبد والدابة والدار. وربما دل المخ على المال المدفون، وربما دل على الولد وولد الولد. وقد تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عماده، وهي أعظم أموره عنده خطراً وصحة أعماله في السر. فمن قويت عظامه وزاد صحة، حسن عنده ما يدل ذلك عليه على قدره وزيادة منامه.
وأما لحم الإنسان: فدال على المال المستفاد، كالربح والغلة، لأنّه بالقوت يكثر ويقل. والعظام رأس المال، فمن زاد لحمه كثرت غلاته وأرباحه وفوائده، ونفقت صنعته وكثر خصبه. ومن قل لحمه فعلى ضد ذلك. ولحم عمال الله تعالى. وأهل الزهد قوافلهم وتطوعاتهم، فمن رأى لحمه منهم، كثر زاد عمله وامتلأت صحيفته، ومن قل لحمه منهم، نقص دينه وقل عمله، إلا أن يكون مع زيادته شاهد آخر يؤذن بالميل إلى الدنيا، ومع الهزال دليل على التخلي عنها والانقطاع، فذلك هو الأولى بها. وعظام أهل الآخرة فروضهم.
وأما العفو فمحمود فمن رأى أنه عفى عن مذنب ذنبا فإنه يعمل عملا يغفر الله له وأما اللوم فمن رأى أنه يلوم غيره على أمره فإنه يفعل مثل ذلك يستحق اللوم عليه وأما العتاب فيدل على المحبة لأنه لا يعتب إلا على من يحب
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا جميع العظام ان كانت لانسان ميت فإنه يدل على اتباع سنة أو حصول مال من جهة، وإن كان معروفا يدل على اكتساب من ماله، وإن كان مجهولا فحصول مال ومنفعة، وإن كان العظم لحيوان فإن كان مما يؤكل لحمه فإنه حصول مال حلال، وإن كان مما لا يؤكل لحمه فهو حصول مال حرام.
ومن رأى أن في ذلك ماء يسقى به شجره أو شجرا أخضر فإنه يدل على تقربه إلى ملك ذلك المكان وتصرفه في أمور مملكته ان كان أهلا لذلك، وإن لم يكن أهلا فهو حصول نعمة على كل حال.