ومن رأى أنه حدث في شيء من هؤلاء حادث زين فهو فساد في الدين وإن كان شيئاً فهو ضده وقد تقدم ذكر العبادة والصلاة فيها في أبواب الصلاة والعبادة والله أعلم.
ومن رأى كأنّ ذكره دخل جوفه، دل ذلك على أنّه يكتم شهادة. ومن رأى كأنّه يقبل إحليله، فإن لم يكن له ولد فإنّه يولد له ولد، فإن كان له أولاد هم مسافرون، فإنّهم يرجعون إليه ويقبلهم. ورأت امرأة كأنّ الشعر على إحليل ابنها، فقصتها على معبر، فقال لها: قد فني عمره. فما لبث إلا قليلاً حتى مات. ورأى آخر كأنّ على إحليله شعراً كثيراً إلى طرفه، فقص رؤياه على معبر فقال: يدل على فجورك. وانهماكك في الفساد. ورأي آخر كأنّه أطعم إحليله طعاماً، فعرض له أنّه مات ميتة سوء، لأنّ الطعام ينبغي أن يقدا إلى الفم، كأنه لم يكن له وجه ولا فم.
ومن رأى أنه احتجم ولم يخرج مه شيء فإنه قد دفن مالا لا يهتدي إليه أو دفع وديعة إلى من لا يردها إليه فإن خرج منه دم صح في تلك السنة وإن كسرت المحجمة فإنه يطلق امرأته أو يموت.
ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك.
قال ابن سيرين من رأى أنه قد انكسر له شيء من الأشياء فإنه حصول مضرة وخسارة بمقدار ما يعز عليه ذلك الشيء أو قيمته، وإن كان هو الفاعل لغيره فالمضرة تحصل منه والتعبير كما تقدم.
ومن رأى أنه وضع خاتمه أمانة عند أحد أو وهبه له ثم رد إليه خاتمه فإنه يخطب امرأة ولا يجاب في ذلك ومن رأى أنه كسر خاتمه نصفين فإنه يدل على وقوع الفرقة بينه وبين عياله.
ومن رأى أنه يلبس شيئا من الحلي أو حمله فإن كان من فضة منقوشة فإنه حصول نعمة والساذج دون ذلك والمطلية لا بأس بها وإن كانت مخرقة كانت أجود وربما كان الحلي من الذهب المنقوش المخرق أفضل من غيره وجميع الحلي للنسوة عيشة حسنة ووفاء الزوج لها وقيل رؤيا الحلي للرجال تؤول بحصول معاش وكسب.
ومن رأى أنه وضع القدر على النار ليطبخ شيئا فإنه يحصل له من ملك مال ومنفعة بقدر عظم القدر وصغرها وقيل القدر قيم البيت أو قيمته فكل ما رأى فيها من زين أو شين فإنه يؤول عليهما.
فإن رأى أنه وضع على مائدة طعاماً، فإنه سرور. وإن كان دسماً، فإن في المنازعة بقاء. وإن رفع الحلو وقدم الحامض الدسم، فإنه خير فيه هم وثبات. فإن كان بغير دسم، فإنه لا يكون فيه ثبات. فإن كال رفع الطعام ووضعه، فإنه تطول تلك المنازعة.
وقال هشام لابن سيرين: رأيت كأنّ في يدي سيفاً مسلولاً وأنا أمشي، قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجل العصا. فقال ابن سيرين: هل بالمرأة حبل؟ قال: نعم. قال: تلد غلاماً إن شاء الله.
ومن رأى أنه تقيأ ولم يخرج منه شيء أو خرج ما يكرهه فإنه يدل على المرض، وإن خرج بلغم فإنه يعافى سريعا، وإن تقيأ دما فإنه يدل على الوفاة، وإن كان صفراء فإنه يأمن من الضعف، وإن كان سوداء فإنه يخلص من الهم والغم.
ومن رأى أنه يشم رائحة شيء من ذلك فإنه ضده، وقال بعض المعبرين أكره سماع ذلك وريحه سواء كان في اليقظة أو في المنام منى أو من الغير وقيل رؤيا احداث الريح سواء كان لها صوت أو ريح أو لم يكن تؤول على أربعة أوجه فضيحة وفرح وراحة وكلام سوء والله أعلم بالصواب.
ومن رأى أنه على شيء مرتفع والنهر يجري من تحته فإنه حصول خير ونعمة ورفعة، وربما كان من أهل الحنة لقوله تعالى " يجري من تحتها الأنهار لهم فهيا ما يشاءون " .
ومن رأى ماء محرزا في شيء من الأشياء فهو دليل عمره فما شربه منه وكان قدر ما مضى من عمره، وإن تأخر منه شيء تؤول على قدره، وإن شرب الجميع دل على فراغ أجله، وأما جميع المياه التي تستخرج بالعلاج من أي شيء كان فهو رزق ومنفعة.
ومن رأى أن في داره داخلاً أو بظاهرها شجرا نابتا متنوعا ورأى مع ذلك شيئا من الرياحين فإنه يدل على حصول مصيبة في ذلك المكان يجتمع النساء فيها للبكاء والحزن.