قال دانيال من رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه ويندبونه وغسلوه ولفوه في الكفن وحملوه على النعش ودفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه، وإن لم يدفن فإنه يدل على صلاح أموره.
هو في المنام سجن، والسجن قبر، فمن رأى أنه يسكن قبراً وهو حي فإنه يسجن. ومن بنى قبراً في منامه عمّر داراً. ومن حفر قبراً وكان عازباً تزوج. ومن رأى أنه قائم على قبر ارتكب ذنباً بقوله تعالى: (لا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره). ومن حفر قبراً في أرض لا جدار فيها فإنَها دار الآخرة، فإن دخله فقد حان أجله. والقبور المعروفة أمر حق، والقبور المجهولة قوم منافقون، لقوله تعالى: (وما أنت بمسمع من في القبور). ومن حفر قبراً على سطح فإنَّه يطول العمر. ومن زار القبور فإنَّه يزور المساجين. والمطر على القبور رحمة من اللّه تعالى. والقبور تدل على الأسفار والأزواج والسجون. ومن رأى أنه يردم قبراً تطول حياته وتدوم صحته. ومن رأى أنَه دفن في قبر من غير أن يموت فيصيبه هم أو ضيق في أمره. ومن رأى أنه نبش قبر ميت فإنه يطلب طريقه، فإن كان الميت عالماً فإن ذلك علم يصيبه، وإن كان غنياً فيصيبه غنى، فإن وصل إليه في قبره فرآه حياً فإن ذلك المال حرام، وإن وجده ميتاً لم يصب ذلك المطلب. ومن رأى أنَه نبش قبر رسول اللّه فإنَّه يجدد ما درس من سنته، إلاّ إن كسر عظامه فإنَّه يخرج إلى بدعة وضلالة. ومن نبش قبر كافر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلال أو عالج مالاً حراماً بالمكر والخديعة، وإن أفضى النبش إلى جيفة منتنة كان ذلك أدلّ في الوصول إلى الفساد المطلوب.
المشي
مَن رأى في المنام أنه يمشي مستو فإنه يطلب شرائع الإسلام ويُرزَق خيراً، وإن مشى في الأسواق فإن في يده وصية. وإن مشى حافياً فإنه ذهاب غم وحسن دين. والقصد في المشي تواضع للّه تعالى. والمشي يدل على طلب الرزق، لقوله تعالى: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه). والمشي هرولة ونصرة على العدو. والمشي إلى الوراء يدل على رجوع عن أمر قد شرع فيه، أو على فساد في دين الرائي وتغير حاله ومن رأى أنه يتبختر في مشيه دلّ على قبح حاله وفساد حاله. وإن رأى أنه مشى فخرّ على وجهه خسر الدنيا والآخرة، لقوله تعالى: (انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة). فإن عثر برجل دلّ على إهانة المعثور به بوصول المكروه إليه. والمشي إذا كان سعياً يدل على عمل صالح. والمشي يدل على سفر خطر. ومَن مشى منكساً رأسه يطول عمره، وربما يكون ذلك بعد مرض نجا منه. ومن رأى أنه يمشي على رجل واحدة دلّ على ذهاب نصف ماله ونصف عمره. ومشي الإنسان كمشي الحيوان دليل على التخلق بأخلاق الجاهلين، إلا أن يكون الحيوان مأكولاً فإنه يمشي في الناس بالخير، وإلا فهو يمشي في الناس بالنفاق والسعي فيما لا يدركه.
وأما المشي وسلوك الطريق فمن رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويدا فإنه عز وشرف ومن رأى أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالا عاجلا وإن مشى في رمل فإنه شغل شاغل وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله ومن رأى أنه يمشي في طريق قاصدا مجتهدا فإنه على منهاج الحق والدين ومن رأى أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعدما ضل أصاب صلاح نفسه وإن لم يصب الطريق عسر ذلك عليه ومن رأى أنه سلك طريقا مظلما فإنه ضلالة في دينه وإن رأى أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من ضلالة إلى الهدى ومن رأى أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه
ومن رأى أن في داره داخلاً أو بظاهرها شجرا نابتا متنوعا ورأى مع ذلك شيئا من الرياحين فإنه يدل على حصول مصيبة في ذلك المكان يجتمع النساء فيها للبكاء والحزن.
ومن رأى كأنّ ذكره دخل جوفه، دل ذلك على أنّه يكتم شهادة. ومن رأى كأنّه يقبل إحليله، فإن لم يكن له ولد فإنّه يولد له ولد، فإن كان له أولاد هم مسافرون، فإنّهم يرجعون إليه ويقبلهم. ورأت امرأة كأنّ الشعر على إحليل ابنها، فقصتها على معبر، فقال لها: قد فني عمره. فما لبث إلا قليلاً حتى مات. ورأى آخر كأنّ على إحليله شعراً كثيراً إلى طرفه، فقص رؤياه على معبر فقال: يدل على فجورك. وانهماكك في الفساد. ورأي آخر كأنّه أطعم إحليله طعاماً، فعرض له أنّه مات ميتة سوء، لأنّ الطعام ينبغي أن يقدا إلى الفم، كأنه لم يكن له وجه ولا فم.
من رأى أنّه يمشي على يديه أو بطنه، أو يده ورجله، أو شيء غير اللسان، فإنَّ كلاً من ذلك بر أو فجور وعلى الذي ينسب إليه العضو يستظهر به في ذلك ومن رأى أنّه ملزوم بدين في المنام وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة، فإنَّ ذلك تبعات ذنوب أحاطت به، وأعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا، أو إسقام أو بعض بلايا الدنيا.