الشرر
هو في المنام كلام قبيح. فمَن رأى شرراً يتناثر عليه فإنه يسمع كلاماً قبيحاً من رجل ذي سلطان، فإن التهب فإن الكلام ينمو ويزداد. وإن رأى للشرر دخاناً فإن الأمر أعظم. والدخان هول أينما حل وإن احرق الشرر حرقاً خفيفاً فإن عدوه يرميه بكلام سيء يحرقه فيصبر عليه. ومَن رأى الشرر كثر عليه فإنه عذاب يصيبه. ومَن رأى أن شرارة وقعت في قوم فإنه يقع بينهم العداوة والشحناء. والشرر يدل على الأولاد فإن أحرق فهو شرر ونكد متتابع. وربما دلّ الشرر على سوء الأعمال من موجبات النار وشررها.
ومن رأى أحداً من الأنبياء وهو يأمره بما يخالف الشريعة يكون ذلك نهياً له وزجراً وتهديداً لقوله عليه السلام: إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت فإن ذلك ليس بأمر على فعل وإنما هو تهديد.
هي في المنام خليفة أو وزير أو رئيس. وربما يدخلها من رآها. ومن رأى الكعبة فذلك يشير له بخير يقدمه أو يدبر عنه. وإن رأى أنه يصلي فيها فإنه يأمن من الأعداء وينال خيراً. فإن دخل البيت العتيق فإنه يدخل على الخليفة، وإن أخذ منه شيئاً فإنه ينال من الخليفة شيئاً. وإن رأى حائطاً من حيطانها سقط فإنه يدل على موت الخليفة. والنظر إليها أمن مما يخافه. وإن رأى أنه سرق من الكعبة رماناً فإنه يأتي ذات محرم. وإن رأى أنه بمكة بين الأموات يسألونه فإنه يموت على الشهادة. وإن رأى أنه أحدث في الكعبة فإنها مصيبة يصاب بها الإمام الأعظم. وإن رأى أن الكعبة في داره فإنه لا يزال ذا سلطان وصيت بين الناس. ومن رأى أنه يصلي فوق الكعبة فإنه يرتد عن دينه. ومن رأى أنه يخطئ الكعبة فإنه يخالف سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم. ومن رأى الكعبة قد خربت فإنه تارك الصلاة. ومن رأى بالكعبة نقصاناً أو زيادة أو تحريفاً عن موضعها أو تغييراً عن حالها فإن ذلك تأويله في الإمام. ومن رأى أنه طاف بالكعبة أو قام بشيء من المناسك فإنه صلاح في دينه. ومن رأى أنه متوجه نحو الكعبة فإنه مقبل على ما يصلح دينه ودنياه. وتدل على المسجد والجامع لأنها بيت الله. وإن رأى أن الكعبة صارت داره سعى الناس إليه وازدحموا على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو عمل يعمله. وإن كان عبداً أعتقه سيده. ومن رأى أنه يطوف حولها أو يعمل عملاً من مناسكها خدم سلطاناً أو عالماً أو عابداً أو والداً أو والدة أو سيداً بنصح وبر.
وقال بعض المعبرين أكره رؤيا الشركة لأن المثل السائر بين الناس الشركة أربعة أحرف، فإذا رفعت الهاء بقيت شرك وإذا رفعت الكاف بقيت شر فلا خير فيها من حيث الجملة.
الشرفة
إذا كان سور المدينة الأعلى دالاً على الوالي والحاكم كانت الشرفات والمرامي أتباعه وخدمه. وإن دلّ السور على المال كانت الشرفات والمرامي حراسه في الليل. وإن دلّ السور على الملك كانت الشرفات والمرامي سلاحه وذخائره.
فصل في رؤيا المصحف الشريف رؤياه تؤول بالعلم والحكمة فمن رأى أنه يقرأ في المصحف أو ينظر فيه يدل على انتشار علمه وحكمته وعدله في الخلق وربما يحصل له ميراث وقيل يرزقه الله حكمة وصلاحا في الدين.
ومن رأى أنه اشترى مصحفا فإنه يتفقه في الدين ومن رأى أنه أحرق مصحفا يدل على فساد دينه وقلة عقله وفساد عقيدته.
وإذا رأى في المنام ما يدل على الخير وأراد بذلك أن المريض ينتظر الشفاء والمظلوم ينتظر الظفر وذكر قبل ما به خصب سائر الورى إلى آخره هذا إذا كان مع فقر وانخضاع، وأما الأغنياء فهو فقر وحاجة وليس لهم ذلك بمحمود.
102 -رأى هارون الرشيد رؤيا فهمته فوجه إلى الكرمانى بريداً فلما أتاه ومثل بين يديه خلا به وقال : بعثت إليك لرؤيا رأيتها ، فقال : وما هى ؟ قال : رأيت كلبين ينهشان قُبُل جارية من جوارىَ ،فقال له الكرمانى ما رأيت إلا خيراً يا أمير المؤمنين ، فقال له الرشيد : قل ما تراه وهات ما عندك ؟ فقال له : هذه جارية دهوتخها لتجامعها وكان لا عهد لك معها بذلك وكانت ذات شعر فكرهت أن تحلق فتجد أثر الموسى وكرهت أن تبقى على هيئتها فأخذت جَلَماً (1) فحلقت بعض الشعر وتركت بعضة ،فأشار الرشيد إليه بالقعود وقام فدخل إلى نسائه ودعا بتلك الجارية فسارَها مستفهماً منها عن ذللك فأقرت به وصدقت الكرمانى فخرج إليه الرشيد فقال له :أصبت وسررتنى وأمر له بصلة سنية ،إياك أن تحدث بها ماكنت حياً ، قال : فوالله ما حدثت بها ما دام الرشيد حياً.
الشرب
إذا كان الشرب في المنام لشراب مجهول أو ماء عذب، دلّ ذلك على الهداية والعلم والذوق. ومَن شرب الماء البارد العذب أصاب مالاً حلالا وهو خير لجميع الناس ما خلا مَن كان معتاد الشرب.
الشركة
هي في المنام سرور، وربما دلّت على المبايعة على تقوى اللّه تعالى، أو على ما يعود عليه نفع في الدنيا، وتدل على غنى الفقير إذا شارك في المنام من هو أرفع منه قدراً. ومَن رأى أنه شاركه رجل معروف فإنهما ينصفان بعضهما في أمر كان مجهولاً والشركة تدل على الإخلاص في المودة والصدق في العهد.
الوقف الخيري
يدل في المنام على الأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى اللّه تعالى، ويرتفع بها قدره في الدنيا والآخرة على حسب الموقوف، فإن وقف كتاباً أو داراً أو مالاً فذلك دليل على توبته إن كان عاصياً، وهدايته إن كان ضالاً.
الشركة: فهي دليل على الإنصاف، فمن رأى كأنّه شارك رجلاً فإنَّ كل واحد منهما ينصف صاحبه في أمر يكون بينهما. فإن رأى كأنّه شارك شيخاً مجهولاً فإنّه جده، ويدل على أنّه ينال إنصافاً في تلك السنة ممن كانت بينه وبينه معامله. وإن رأى كأنّه شارك شاباً مجهولاً فإنّه يجده من عدوه الإنصاف مع خوفه من بليته وظلمه وأذيته.
فعل الخير: فمن رأى كأنه يعمل خيرا فإنه ينال مالا. فإن رأى كأنه أنفق مالا في طاعة الله، فإنه يرزق مالا، لقوله تعالى: " وما تنفقوا من خير يوف إليكم " . وأما الفراسة وتوسم بعض الغائبات، فيدل على كثرة الخير والأمن من السوء، لقوله تعالى: " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " .
قال أبو سعيد الواعظ كل شراب أصفر اللون فهو دليل المرض وكل ما يشرب بسهولة فهو دليل شفاء المرض واجتناب الصحيح ما يضر، وإن كان كريه الطعم حتى لا يكاد يسيغه فهو على مرض يسير يعقبه برء، وقيل شراب السويق حسن دين ودليل سفر في طاعة الله لقوله تعالى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " .
كيف أتخلص من مشكلة توقع الشرور بمن حولي , ان رأيت فيهم حلما مفجعا ؟
هذا نموذج من أسئلة كثيرة , ما فتئت تتري , ولا أخفيكم أنني كنت ممن أعيش هذة المشكلة , حيث أني أري ما سيحدث للبعض من حولي , ومن ثم أعيش في هم وقلق بانتظار ما قد يحدث ، وهذه المشكلة موجودة عند بعض الناس كذلك، في حال اليقظة !! ومن جهة نظري أن احساسهم بالشئ قبل وقوعة قد يكون من نوع الالهام ; وهو أن يتحدث الواحد عن شئ ويحري الله الحق علي لسانة .وقد وافقة القران في ستة مواضع.
وقد كان عمر بن الخطاب ملهما ؛ يجري الحق على لسانه ، وقد وافقه القرآن في ستة مواضع
وقد جاء في صحيح مسلم من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ، قال عمر :
[ وافقت ربي في ثلاث : مقام إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي أسارى بدر ].
وأيضا حين احتج نساء النبي عليه في الغيرة ، قال : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، فنزلت الآية بذلك.
وجاء في حديث صحيح عند مسلم موافقته في منع الصلاة على المنافقين [ انظر شرح النووي على صحيح مسلم 15/167 ]
وجاءت أيضا موافقته في تحريم الخمر ، قال النووي : فهذه ست وليس في لفظ الحديث السابق عن عمر ما ينفي زيادة الموافقة ، والله أعلم ،
وأعود للموضوع السابق ، فأقول:
وقد يكون بسبب آخر وهو الإحساس المرهف بالشعور بالآخرين ، والعيش مع مشاكلهم ، كما يحدث لبعض الأمهات أو الآباء مع أولادهما مثلا ، فقد يشعر الأب أو الأم بمعاناة أحد الأبناء وهو في غربة ، أو محنة.
وقد يقول مثلا : إني أحس بأن صدري منقبض على فلان أو فلانة ، وقد يحدث هذا الأمر من غيرهم ممن يتميز بهذه الصفات ، من بعض الفئات ، كبعض رجال الأمن ، أو الأطباء ، أو المدرسين ، أو الممرضين والممرضات ، وغيرهم ممن يحمل شعورا نحو من هو مسؤول عنه .
ويمكن دفع هذه المشكلة بطريقتين :
1/ إن كان هذا الحدس جاء من خلال حلم ، فدفعه بما ورد من الاحترازات عن الرؤيا المكروهة ، وهي تدفع هذا الشيء الذي يخاف حدوثه بإذن الله . وعلى من ابتلي بهذه الخاصية الإلحاح على الله بالدعاء لدفع هذا الأمر عنه ، ولن يرى شيئا من هذا بإذن الله .
2/ وإن كان هذا الحدس جاء من خلال الإلهام ، فدفعه من خلال الدعاء بأن يزيل الله عنه هذه الخاصية ، والله قمن أن يستجيب للعبد مسألته ، وبخاصة لمن ألح بالدعاء ، والله أعلم .
من قرأها أو قرئت عليه فكما قال جعفر الصادق رضي الله عنه إنه يأمن من الأعراض والأمراض والعلل والأسقام. وقيل: يشرح الله صدره للإسلام. وقيل: ييسر الله تعالى عليه أمره وتنكشف همومه.
كل شراب أصفر اللون في المنام فهو مرض. فإن شرب شراباً وهو يكرهه ولا يسيغه فإنه يمرض مرضاً يسيراً ثم يشفى. وإن رأى إنسان أنه يشرب شراب العسل أو شراب التفاح أو شراب الآس فهو للأغنياء خير وللفقراء شرّ. وشراب التفاح منفعة. ومَن شرب في المنام شراباً لعلة دلّ على زوالها إن كانت موجودة، وإلا دلّ شربه على حدوث تلك العلة. والشراب الملين دال على الكرم أو إظهار الأسرار. وما يسكن الصداع من الأشربة يدل على التلطف بالأعداء، ودفع الخصوم بحسن السياسة. وما يظهر اللون يدل على الأفراح والمسرات وصلاح الحال. وشراب الورد والجلاب يدلان على عدم الوثوق بذي الوعد. ومَن شرب في المنام شراباً مجهولاً دلّ على زيادة اليقين والوفاء بالنذور خاصة إن كان شراباً عطراً، وإن كان شراباً كريه الرائحة دلّ على كفران النعم، والردة عن الدين. فإن رأى أن الميت يناول الحي شراباً لذيذا عطراً فإنه يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ويدل على أن الميت في الجنة. وربما دلّ المشروب المجهول على مشروب أهل الحق وأرباب العناية. وربما دلّ الشراب بالكأس على شرب كأس المنون.
فعل الخير
مَن رأى أنه أنفق مالاً في طاعة اللّه تعالى فإنه يُرزَق مالاً، لقوله تعالى: (وما تنفقوا من خير يوفّ إليك وأنتم لا تظلمون). فإن لم يفعل الخير وكان في حرب لم يُنصَر، وإن كانت له تجارة خسر فيها.
فإن رأى كأنه يشرب من حميمها أو طعم من زقومها، فإنّه يشتغل بطلب علم، ويصير ذلك العلم وبالاً عليه، وقيل إنّ أموره تعسر عليه، وتدل رؤياه على أن يسفك الدم.
ومن رأى الشرر يأكل ما جاء عليه فإنه كلام وشر ومنازعة أو حرب بين قوم وضرر لهم ورؤيا الدخان هول عظيم وقتال شديد وحرب وإن كان مع ذلك الدخان لهب فإنه قتل ذريع يصيب الناس وإن كان دون لهب فجمع بلا حرب وفتنة بلا قتل.