من رأى أنّه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه، فإنّه متحير في أمر لا يجد منه خلاصاً. وقيل الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها.
روى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت رجلاً من أُمتي قد بسط عليه العذاب في القبر، فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك " .
ومن رأى أنّه يتيمم فقد دنا فرجه، وقربت راحته، لأنّ التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى
نادرة قال بعض المعبرين رأيت ملكا في مكان عال وكأن جماعة ينظرون إليه فأولت ذلك العلو بانتهاء أمره ونظر الناس إليه بإشتغالهم بما يحصل له ثم مضى على ذلك مدة يسيرة وقد مات وأشتغل الناس بأمره.
ومن رأى أن شيئا من ذلك أصاب مكانا ولم يصبه فليس يؤثر فيه ولكن يجري بسببه وكل ما يرمي به الإنسان من جميع الأنواع فهو كلام فما كان منه صائبا كان للكلام تأثير، وإن آلمه كان أبلغ، وإن لم يصب فليس لذلك الكلام تأثير والله أعلم بالصواب.
الطريق
يدل في المنام على الشرع.
والطرق المختلفة هي البدع، فمَن رأى أنه يمشي في غير طريقه فإنه في ضلالة من دينه. وإذا طرق السلطان طريقاً وعراً فذلك عدله يُبسَط في ذلك المكان. والطريق المستقيم دليل على ما يقتدى به من كتاب اللّه وسنّة نبييه، وإن كان عاصيا تاب، وإن كان كافراً اهتدى. والطرق المختلفة دالة على الذبذبة والحيرة. والطرق المتشابهة هي التي تهدي إلى الضلالة والبدعة والكفر. والطريق هو الطريقة في الصنعة. والطريق في البحر نجاة من الشدّة، أو المرأة المملوكة، أو الكسب الحلال، أو الصدق الذي ينجو به الإنسان إذا اتّبعه. والطريق الخفي غرور وبدعة. أما شعب الجبل فيدل في المنام على المكر والخديعة. ويدل الفج في الجبل على الخلاص من الشدائد أو السفر لقوله تعالى: (والله جعل لكم الأرض بساطاً لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً).
ومن رأى أن السلطان دخل مكانا وليس من شأنه ذلك فانها ذم وهوان وإن كان السلطان صالحاً قيل انه يظهر العدل في ذلك المكان وقيل يظهر فيه الحق لقوله تعالى " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات " .
طريق مرصوف بالحصباء
إذا حلمت أنك ترى طريقاً مرصوفاً بالحصباء أو أنك تسافر عليه فإن هذا يدل على رحلات ممتعة سوف تستمد منها مكاسب كثيرة. أما بالنسبة للشباب فيدل هذا الحلم على طموحات نبية.
ومن رأى أن أحداً استدله من الطريق المستقيم إلى غيره فإن كان له على أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ.
إذا حلمت ببالوعة طريق فإن هذا ينبئ بانحطاط سوف تكون سبب تعاسة للآخرين. إذا وجدت أشياء ثمينة في بالوعة الطريق فإن حقك في ملكية معينة سوف يتعرض للمساءلة.
حجارة منصوبة على حافة الطريق
إذا حلمت أنك تخطو فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني ارتقاءك السريع في العمل، وسوف ينظر العامة والأصدقاء إليك باحترام كبير.
إذا حلم العشاق أنهم يخطون فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني زواجاً مبكراً يتبعه انسجام بين الزوجين، ولكن إذا سقطت في الحلم عن تلك الحجارة فسوف يعاكسك الحظ.
الطريق: المضلة ضلالة وجور عن الطريق، والخراب: من الأماكن ضلالة لمن رأى أنه فيه إذا كان صاحب دنيا. ومن رأى أنه عامرا تساقط وخرب. فإن ذلك مصائب تصيب أهل ذلك الموضع.
طريق
إذا حلمت أنك سافرت في طريق وعر غير مطروق فإن هذا ينبئ بمشاغل جديدة لا تجلب لك سوى الهم وضياع الوقت. وإذا كان الطريق محفوفاً بالشجر والأزهار فاعلم أن المستقبل القريب يحمل لك بعض المسرات غير المتوقعة. أما مرافقه الأصدقاء في الطريق فتنبئ بالنجاح في بناء بيت مثالي عامر بأولاد سعداء وزوجة مخلصة أو زوج مخلص. إذا أضعت الطريق فهذا ينبئ أنك ستخطئ في بعض قرارتك في مجال التجارة وبالتالي ستتحمل بعض الخسائر.
إذا حلمت أنك ضللت طريقك فإن هذا ينذرك بأن تحرر مخيلتك من المضاربات التجارية حيث أن مشاريعك مهددة بالفشل ما لم تكن مجتهداً في إدارة شؤونك.
قطع عليه الطريق: وذهب له مال أو متاع، أصيب بإنسان يعز عليه. وإن رأى لصا دخل منزله فأصاب من ماله وذهب به، فإنه يموت إنسان هناك. فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو. ومن رأى أنه أسير أصابه هم. ومن رأى أنه ضعيف في جسمه أصابه هم. ومن رأى أنه محزون أصابه سرور. ومن رأى أنه عليه حملا ثقيلا مجهولا، أصابه هم.
من رأى أن القبلة حولت من مكانها إلى جهة أخرى وهو متبع ذلك فهو على ثلاثة أوجه تغير الملك وانتقال الرائي نحو جهة انتقال القبلة وظهور ملك من تلك الجهة واستيلاؤه بعقد صحيح هذا إذا رأى الناس تابعيها، وقد تقدم في الباب الثامن في فصل الصلاة تعبير من رأى أنه يصلي إلى جهة غير القبلة.
فمن رأى تلا في مكان مصطحب فإنه يصاحب إنسانا ذا مهابة ويحصل له منه نتيجة، وإن صعده فهو أجود خصوصا إن جلس عليه فإن تحقق أن ذلك التل ملكه فإنه حصول مال وافر، وربما كان من قبل كبير يأخذه منه بالقهر.
ومن رأى أن قطاع الطريق اجتمعوا ولكن ما استطاعوا أنهم يأخذون منه شيئا فإنه يدل على وقال الكرماني من رأى أن قاطع الطريق قد سرق منه شيئا فإنه يدل على أن قاطع الطريق يكذب عليه في قوله ويخالفه.
ومن رأى أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه، وقيل من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك، وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك.
ومن رأى أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعد ما ضل أصاب صلاح نفسه، وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه.
وقال بعضهم من رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتقرب، وإن رأى أن أحداً دله على الطريق فإنه يدله ويوضع له ما أشكل عليه لقول بعض الشعراء:
إن الغريب كأنه في ظلمة ... إن لم يقده قائد لم يهتد
من رأى أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين، وإن كان الرائي سارقا سقطت رجله ويدل على أن الرائي يكون مذنبا أيضاً ولائقا بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة.
ومن رأى أنه أطلع سفينة إلى مكان مرتفع لم يمكن طلوع السفينة في مثله فهو على وجهين تسبب لأحد في مصالحه وعلو منزلته وشهرته بين الناس، وربما كان ذلك ليس بمحمود.
أما قاطع الطريق فإنه رجل شرير مخاصم مع الناس فمن رأى أن قاطع الطريق أخذ ماله ونهب متاعه فإنه يواصل رجلا يعينه ويكرهه ويحصل له منه فوائد جمة بقدر ما أخذ منه.
ومن رأى أن قاطع الطريق أخذ ماله ونهب متاعه فإنه يواصل رجلا بعينه ويكرمه ويحصل له منه فوائد كثيرة بقدر ما أخذ منه أو يدل على حصول مصيبة له أو لبعض إخوانه ومن رأى أن قطاع الطريق اجتمعوا ولكن ما استطاعوا أن يأخذوا منه شيئا فإنه يدل على شدة مرض يعرض له بحيث إنه يشرف على الموت وعاقبة أمره ترجع إلى الصحة وقال بعضهم من رأى أن جماعة ظهروا عليه وهم باغون فإنه ينصر على أعدائه ومن رأى أن لصا دخل فأصاب من ماله فذهب به فإنه يموت إنسان هناك ومن رأى أنه دخل ولم يحمل شيئا فإنه يمرض فيه إنسان ويشرف على الموت ثم يبرأ ومن رأى أنه قطع الطريق وأخذ متاع أحد فإنه يدل على أن صاحب المتاع ينكد عيش قاطع الطريق وبخاصة في أمر يحصل منه الضرر وإن رأى أنه قطع الطريق ولم يأخذ متاعا فإنه يمرض مرضا شديدا أو يعافى ومن رأى أحدا من اللصوص يؤذن على منارة فإنه يشتهر حاله ومن رأى أحدا من أهل الجرائم في أمر مهول فإنه يرجع إلى الله وإن رآه بضد ذلك فتعبيره ضده وربما كان كما رأى إذا كان المجرم معروفا ومن رأى أنه أجرم جريمة عظيمة فيؤول على ارتكاب أمر محرم وعدم سلوك الطريق المستقيم وقال بعضهم أكره رؤية الجريمة في اليقظة والمنام
أما بالنسبة للرؤيا التي هي من عند الله ، فلا علاقة لها بالجسد و بالمادة كما قلت ، بل هي متعلقة بالروح ، فهي وحي إلهي يُسيِّره الله بمشيئته وإرادته كيفما يشاء سبحانه وتعالى ، وكذلك الحلم ؛ فهو من الشيطان كما ناقشناه حقيقة لا مجازا . ووجهة النظر هذه شرعية للمتأمل ، ولكن هناك وجهة نظر أخرى توّصلتْ - بعد إجراء العديد من التجارب المعملية - التي تم فيها فحص الدماغ عند بعض الحيوانات كالقطط إلى وجود مجموعة من الخلايا العصبية في مكان ما من الدماغ ، تتحكم بحركة الحيوان ، أو جموده أثناء النوم ، ولأن التجارب تعضد بعضها ، ولأن بعض الحيوانات ُتشاهد وهي نائمة تصدر بعض الحركات أو تصرخ ، مما جعل هؤلاء العلماء يحكمون بإمكانية الحلم عند هذه الحيوانات ، وهذا قد يكون مقبولا ؛ أعني إمكانية حلمها ، وإمكانية كونه صادرا عن بعض الخلايا العصبية ، لكنه حينها يكون من نوع الأضغاث ، كما قررناه عند الحديث عن : أحلام الحيوان ، أما الرؤيا ، والحلم فمحلهـما هو ما قررناه ، ومنطلقه شرعي للمتأمل المنصف ، وآمل أني وضحت هذه المعلومة . والله أعلم .
قال ابن سيرين من رأى أنه يؤذن في مكان معروف، إن كان مؤمنا من أهل الصلاح ومتقياً يرزقه الله تعالى زيارة الكعبة لقوله تعالى " وأذن في الناس بالحج " الآية.
ومن رأى رسولا جاء من مكان على هيئة حسنة فلا بأس به وأما بقية المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الذين يأتون بأمر شنيع فيؤول ذلك على وجهين إما بشارة وخيرأوهم ومصيبة.
79 – ومن الرؤيا التي وقعت ما ذكرة ابن القيم ان عمير بن وهب - رضي الله عنه – اتي في منامه فقيل له : قم الي موضع كذا وكذا ومن البيت فاحفرة تجد مال ابيك وكان أبوه قد دفن مالا ومات ولم يوص به فقام فقام عمير من نومه فاحفره تجد مال ابيك , وكان ابوه قد دفن مالا ومات ولم يوصي به فقام عمير من نومه فاحتقر حيث أمره فأصاب عشرة الآف درهم وتبرأ كثيرأ فقضي دينه وحسن حاله وحال اهل بيته وكاتن ذلك عقب اسلامة فقالت له الصغري من بناته : يا أبت ربنا هذا الذي حبانا بدينه خير من هبل والعزي ولولا انه كذلك ماورثك هذا المال وأنما عبدته ايامآ قلائل قال ابن القيم : قال علي بن أبي طالب القيرواني العابر : وما حديث عمير هذا واستخراجة المال بالمنام باعجب مما كان عندانا وشاهدناه في عصرنا بمدينتنا من ابي محمد عبد الله البغانشي وكان رجلا صالحا مشهورآ برؤية الاموات وسؤالهم عن الغائبات ونقله ذلك الي اهلهم وقرباتهم حتي اشتهر بذلك وكثر منه فكان المرء ياتيه فيشكو الية ان حميمة قد مات من غير وصية وله مال لايهتدي الي مكانه فيعده خيرا ويدعوا الله في ليلته فيترائي له الميت الموصوف فيسأله عن الامر فيخبرة به.