وإن رأى أنّ بصرهِ أحد وأقوى مما يظن الناس به، فإنّ سريرته خير من علانيته. فإن رأى بجسده عيوناً كثيرة، فهو زيادة في الدين، فإن رأى لقلبه عيناً يبصر بها، فهو صالح في دينه، وقيل إنّ صلاح العين وفسادها فيما تقربه العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم
ومن رأى على جسده جربا كثيراً وبريء في الحال يؤول على وجهين ذهاب مال أو خلاص من هم وغم فإن بقي أثره في جسده فإنه يجمع مالا وأما عصار البول فهو حصول ما يكره الانسان وقيل ضعف في القوة.
ومن رأى له أرجلاً كثيرة، فقيل أنّه للغني مرض لأنّه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه، وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم. ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة، فلا يمشون منفردين.
إن رأى بين يديه قصعة فيها ثرلد كثير الدسم حتى لا يمكنه أكلها، دل على أنّه يجمع مالاً ويأكله غيره. فإن رأى كأنّ بين يديه ثريداً كثير الدسم وليس بطيب الطعم، وهو يسرع في أكله حتى يستريحٍ منه، دلت رؤياه على أنّه يتمنى الموت من ضيق الحال.
سكر
إذا حلمت بالسكر فإن هذا يعني أنك سوف توظف رغباتك في مسرات محظورة.
تدل رؤية السكر في الحلم على أنك صعب الإرضاء في البيت فأنت مولع بالحسد والغيرة في الوقت الذي لا يكون هناك فيه سبب لذلك، بدلاً من أن تعيش سعيداً راضياً. بعد رؤية السكر في الحلم قد تصيبك الهموم والقلق وتضعف قواك ويسيء طبعك. إذا حلمت أنك تناولت سكراً فسوف تنهمك في أمور ومشاكل مزعجة لفترة من الزمن لكنك ستجني فائدة غير متوقعة. إذا حلمت أنك تضع تسعيرة للسكر فإن هذا يعني أن الأعداء سيخدعونك ويطمعون بك.
إذا حلمت أنك تبيع سكراً واستلمت كميات كبيرة منه فهذا يعني أنك ستنجو من خسارة عظيمة. إذا حلمت برؤية كيس من السكر يتمزق ويندلق منه السكر خارجاً فهذا يعني أنك ستتكبد خسارة طفيفة. إذا حلمت أن زنجياً يغني وهو يفرغ شوالات السكر فهذا يعني أن أعمالاً غير ذات قيمة ستجلب لك منفعة عظيمة سواء على صعيد العمل أم على صعيد المجتمع.
ومن رأى نسوة كثيرة يختصمن فإنه حدوث أمور عجيبة في الدنيا يحصل منها لبعض الناس تشويش وإن رآهن ضد ذلك فتعبيره ضده، وقيل رؤيا المرأة من حيث الجملة جيد خصوصا إن كانت مقبلة عليه أو بشوشة طلقة الوجه.
وقيل من رأى أنه يأكل سكرا فإنه عز ونعمة لأنه من مأكل أهل النعمة والسكر حسن على كل حال سواء كان رآه أو أكله والنبات أبلغ وفيه زيادة لاشتقاق اسمه، ورؤياه للولد نشؤه وللمحاكم ثباته وهو جيد جدا، وقيل رؤيا السكر تحصيل ذهب والأبيض تحصيل الدراهم والسكر الدون دون ذلك وكلما كان مكررا كان أبلغ في الجودة.
فإن رأى في فمه طعاماً كثيراً وفيه سعة لأضعافه، تشوش أمره، ودلت رؤياه على أنّ قد ذهب من عمره قدر ذلك الطعام الذي فيه، وبقي من عمره قدر ما في فمه سعة له.
ومن رأى في جسمه قوباً كثيراً أو واحدة فإنه مال يخشى صاحبه من مطالبته، وقيل القوبة في الجسم كلام يطبع فيه يحصل به نقص، وربما يكون حصول أمر يكرهه، وأما الصحة من هؤلاء فمحمودة وإن لم يكن فيه حصول مال.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يعد عددا أو يعد له فإن كان ممن يقتضي منصب إمرته فإنها تحصل له ويكون أميرا بقدر عدده، مثلا إن عد عشرة فيؤمر على عشرة، وإن عد أربعين فيكون أميرا على أربعين، وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور، وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش، وإن عد قليلا فتكون الامارة ما بينهما، وأما ان كان ممن يقتضي مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمه لأن العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية، وإن كان من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة بجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة.
سكران
إذا كنت سكراناً في الحلم فهذا ينبئ أن طباعك المرحة سوف تجعلك لا تلتفت إلى هموم الحياة. إذا رأيت آخرين سكارى فهذا يدل على أنك لا تبالي بسلوك وتصرفات أصحابك.
ومن رأى أن له أرضا متسعة وبها حفر كثيرة حتى لا يستطيع السالك أن يمر بها فإنه يؤول على امرأة كثيرة الفساد والمكر والخديعة وبها عيوب كثيرة فليحذر الرائي منها.
69 - جارية كانت لموسي الهادي، كان يحبها حباً شديداً جداً، فبينما هي يوماً تغنيه إذ فكرة غيبته عنها وتغير لونه، فسأله بعض الحاضرين : ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: أخذتني فكرة أني أموت واخي هارون يتولي الخلافة بعدي ويتزوج جاريتي هذه (غادر) ففداه الحاضرون ودعوا له بطول العمر. ثم استدعى أخاه هارون فأخبره بما وقع فعوذه الرشيد من ذلك، فاستحلفه الهادي بالأيمان المغلظة من الطلاق والعتاق والحج ماشياً حافياً لا يتزوجها، فحلف له واستحلف الجارية كذلك فحلفت له، فلم يكن إلا أقل من شهرين حتي مات، ثم خطبها الرشيد فقالت : كيف بالأيمات التي حلفناها أنا وأنت؟ فقال : إني أكفر عني وعنك، فتزوجها وحظيت عنده جداً، حتى كانت تنام في حجره فلا يتحرك خشية أن يزعجها. فبينما هي ذات ليلة نائمة إذ انتبهت مذعورة تبكي، فقال لها: ما شأنك؟ فقالت : يا أمير المؤمنين رأيت الهادي في منامي هذا وهو يقول :
أخلفت عهدي بعد ما جاورت سكان المقابر
ونسيتني وحنثت في أيمانك الكذب الفواجر
ونكحت غادرة اخي صدق الذي سماك غادرأ
امسيتُ في أهل البلي وعددت في الموتي الغوابر
لا يهنك الألف الجديد ولا تدر عنك الدوائر
ولحقت بي قبل الصباح وصرتُ حيث غدوتُ صائر
فقال لها الرشيد : أضغاث احلام . فقالت : كلا والله يا أمير المؤمنين، فكانما كتبت هذه الأبيات في قلبي . صثم مازالت ترتعد وتضرب حتي ماتت قبل الصباح .
ومن رأى أنه يعرض فرسا أو خيلا كثيرة فإنه يشتغل عن صلاته بطلب الدنيا وترجى له التوبة والرجوع لقوله تعالى إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي الآية.
ومن رأى ضفادع كثيرة جدا نزلت بأرض فإنه يؤول بنزول عذاب الله في ذلك المكان وقيل رؤيا الضفادع إذا كانت كثيرة لا تصيح فإنها تؤول بإجتماع أقوام على فساد وإن صاحت وسمع أصواتها فإنه بلاء.
ومن رأى أن له ماء ورد كثيرا يعطي لكل أحد منه فإنه يدل على انتشار اسمه في ذلك المكان بالخير والاحسان ويمدحه كل الناس وإن كان عالما فإن الناس ينتفعون بدعائه.
ما السبب في الحاح كثير من المعبرين في معرفة أسماء من يردون في الرؤيا ؟
هذا سؤال مهم، وله تعلّق بالسائل كذلك؛ لأنَّ بعض السائلين أو السائلات قد يُحرج عند السؤال عن الأسماء، ولا أدري لِمَ هذا الحرج والمسألة لا تعدو كونها حُلْماً؟
ومن حيث السبب فسبب السؤال من المعبرين وجيهٌ لعلاقة الجواب بالتعبير فالأسماء لها علاقة وتؤثر سلباً أو إيجاباً بتعبير الرؤيا،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه التفاؤل من دلالة بعض الأسماء في الحقيقة، بل أمر بتغيير بعض الأسماء إلى أخرى أحسن دلالة ومعنى، وهذا ورد من طرق صحيحة عنه صلى الله عليه وسلم، ومن حيث التعبير فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم بسند فيه ضعف في سنن ابن ماجه بسنده عن أنس بن مالك قال:
قال صلى الله عليه وسلم ((اعتبروها بأسمائها، وكنوها بكُنَاها، والرؤيا لأول عابر))
رواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب علام تعبر به الرؤيا
والمراد بقوله: اعتبروها بأسمائها، أي اشتقوا من الأسماء التي وردت في الرؤيا تأويلها، فتكون الأسماء التي رُئيت عبرةً وقياساً،
كأن يرى رجلاً يسمى سالماً فيُأول بالسلامة، أو غانماً فيأول بالغنيمة، أو اسمه متعب فيأول بالتعب،
أو يرى غرباً فيأول بالرجل الفاسق لتسميته في الحديث فاسقاً وهكذا.
والمراد بقوله: (( كنوها بكناها ))،
أي مثّلوا لها مثالاً إذا عبر تموها، مشتق من قوله: كنّيتُ عن الأمر وكَنَوْتُ عنه إذا ورَّيتَ عنه بغيره
وهذا الحديث ذكره العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
في ضعيف سنن ابن ماجه [ ص315_ ح849]
ورمز له بقوله: ضعيف، وقال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي _ محقق سنن ابن ماجه _ بعد أن ساقه بسند ابن ماجه، في الزوائد: في إسناده يزيد بن أبان الرقاشيّ، وهو ضعيف،
وعلى كل حال فقد لا حظنا في حديثنا عن أمثلة لبعضٍ من الرؤى التي عبرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان يَعْبُر بعض الرؤى مستعيناً بدلالة الأسماء في بعض الرؤى مما يؤكد على صحة نهج بعض المعبرين إذا سألوا عن الأسماء أحيانا،
ومن ذلك حديث: أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع)) , فاتينا رطب ابن طاب – وهو رجل من أهل المدينة – وذكرت نص الحديث وتخريجة في (ص 50 ) , وأوضحت أن الرسول صلي الله علية وسلم أول عقبة بالعاقبة ورافع بالرفعة , وهو من اشتقاق الاسماء كما هو بين .