نادرة روى أن رجلا جاء إلى بعض المعبرين فقال خذ هذا الدرهم وعبر لي ما رأيت فأخذه منه وقال قل ما رأيت وكان بعد صباح الصبح قال رأيت كأني جئت إلى بئر فرميت بنفسي فيها وبقيت نازلا نازلا ولم يزل يكرر قوله نازلا إلى قرب الزوال قال فوصلت إلى قعر البئر فقال له المعبر وصلت بسلامة فقال نعم قال الحمد لله على السلامة ثم ماذا قال دورت ولا زال يكرر قوله دورت إلى قرب العصر ثم قال فوجدت حجر الطاحون وأدخلت رأسي فيه وطلعت طلعت قال له المعبر أمسك عندك وخذ درهمك وامضي عنا وأجرى على الله نزلت في البئر وأنت فارغ من بعد صلاة الصبح فما وصلت قعرها إلا عند الزوال ودورت فيها فما فرغت إلا عند العصر فوجدت حجر الطاحون فوضعته في عنقك فمتى تصل إلى فوق.
إذا حلمت أنك استخدمت في بئر فإن هذا ينبئ أنك سوف تخضع لمحنة عن طريق سوء تطبيق قدراتك. سوف تتيح لعناصر غريبة أن توجه سبيلك.
إذا سقطت في بئر فإن هذا يدل على أن يأساً غامراً سوف ينتابك. إذا انهار بئر فإن هذا ينبئ أن مخططات الأعداء سوف تطيح بمخططاتك.
إذا رأيت بئراً فارغاً فإن هذا يعني أن حظك سوف يسرق إذا سمحت للغرباء أن يتشاطروا ثقتك.
إذا رأيت بئراً وعليه مضخة فإن هذا يدل على أنك سوف تحظى بفرص حب تتيح لإمكانياتك أن تتقدم.
إذا سحبت ماء من بئر فإن هذا يدل على تحقيق رغبات متقدة. إذا لم يكن الماء نقياً فسوف يكون ثمة انزعاج.
السقوط
إذا كان السقوط في المنام من أعلى إلى أسفل، فإنه يدل على انتقال الأحوال من خير إلى شر، أو من زوجة إلى غيرها، أو من صنعة إلى صنعة، أو من بلد إلى بلد، أو من مذهب إلى مذهب. فإن كان الذي نزل في المنام مأكولا طيبا أو قوما صالحين دل ذلك على حسن الحال. وإن نزل في المنام إلى خربة أو حيوان كاسر دل على سوء العاقبة، وربما دل على الشح والبخل بما عنده من المال، قال تعالى: (وما يغني عنه ماله إذا تردى). ومن سقط من ظهر بيت، فانكسرت يده أو رجله، أصابه بلاء في نفسه أو ماله أو صديقه، أو ناله من السلطان مكروه.
يدل في المنام على طول عمره دون نظرائه في السن. فإن رأى أن جميع أسنانه سقطت فإنه يعيش عيشا طويلا. وإن رأى أن جميع أسنانه سقطت ولم يعد يراها فإن أهل بيته يموتون قبله أو يمرضون. ومن رأى أن أسنانه العليا سقطت في يده فهو مال يصير إليه، وإن سقطت في حجره فهو ولد ذكر، وإن سقطت إلى الأرض فهي مصيبة الموت. ومن رأى أن أسنانه السفلى سقطت فإنه يصيب وجعا وألما وهما وغما. ومن كان عليه دين إذا سقطت أسنانه في المنام، فإن ذلك يدل على أنه يقضي دينه. وإن رأى أن سنا واحدة من أسنانه سقطت فإنهه يقضي كل ديونه دفعة واحدة. وإن سقطت جميع أسنانه فيهلك جميع من في ذلك المنزل والأصحاب. ومن رأى أن أسنانه تسقط وهو يأخذها بيده فإن ذلك يدل على موت أولاد. وقيل: من رأى سقوط أسنانه دل على مضرة لبعض أصدقائه. وإن رأى أن ثنيته سقطت فإنه يستفيد ولدا أو أخا أو أختا. وسقوط السن الواحدة إن كان من غير معالجة وأخذها بيده، فإن كان عنده حامل جاءه ولد، وإلا صالح أخا أو قريبا كان قد قطعه. وقيل: إن سقوط الأسنان يدل على عائق يعوقه عما يريده. وقيل: هو دليل على قضاء الديون. وإن أخذ ما سقط من أسنانه ربما تكلم بخطأ وندم عليه وكتمه. وربما دل فقد الأسنان لأرباب المجاهدات على لزوم العدم. ومن رأى أن أسنانه سقطت وتعذر عليه الأكل فإنه يفتقر.
سقوط العلويات على الأرض: دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف. وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه، وليس يرجى صلاحه ولا حياته. وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها. وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق، فإنه لا يرجى. والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه، وصلاحه وإفاقته لأنّه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه. والمخطوف كخطف الموت.
ئر الماء في المنام امرأة ضاحكة مستبشرة. وإذا رأت المرأة بئراً فهو رجل حسن الخلق. والبئر مال أو علم، أو رجل ضخم أو سجن، أو قيد أو مكر. ومَن رأى أنه حفر بئراً وفيه ماء تزوج امرأة موسرة ومكر بها، لأن الحفر مكر، فإن لم يكن فيها ماء فإن المرأة لا مال لها وإن رأى أنه شرب من مائها فإنه يصيب مالاً من مكر. وإن رأى بئراً عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون والواردون بالحبل والدلو فإن هناك امرأة، أو بعل امرأة، أو قيّمها، ينتفع به الناس في معايشهم، ويكون له في ذلك ذكر حسن. فإن رأى أن الماء فاض من ذلك البئر فخرج منه، فإن هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع. وإن رأى أنه يحفر بئراً ليسقي منها بستاناً فإنه يتناول دواء يجامع به أهله. فإن رأى بئره قد فاض حتى دخل الماء البيوت، فإن يصيب مالاً يكون وبالاً عليه، فإن خرج من الدار فإنه ينجو من هم ويذهب من ماله بقدر ما خرج من الدار. فإن رأى أنه وقع في بئر ماء كَدِر، فإن يتصرف مع رجل سلطاني جائر، ويُبتَلى بكيده وظلمه، ويتعسر عليه أمره. فإن كان الماء صافياً فإنه يعمل لرجل صالح يرضى منه كفافاً. فإن قعد فوق بئر، فإنه يعامل رجلاً مكاراً، وينجو من كيده. فإن رأى أنه يهوي أو يرسل في بئر فإنه يسافر. والبئر إذا رآه الرجل في موضع مجهول، وكان فيه ماء عذب، فإنه دنيا الرجل، ويكون فيها مرزوقاً، طيب العيش، طويل العمر بقدر الماء، وإن لم يكن فيها ماء فقد نفد عمره. وانهدام البئر موت المرأة. فإن رأى أن رجليه تدلّتا في البئر فإنه يمكر بماله كله أو بعضه. فإن نزل في بئر وبلغ نصفه فأذن فيه فإنه يسافر. فإن سمع الأذان في منتصف البئر عزل وإن كان والياً، وخسر ولو كان تاجراً. وقيل: من رأى بئراً في داره أو أرضه فإنه ينال سعة في معيشته، ويسراً بعد عسر، ومنفعة من حيث لا يحتسب، فإنه رأى أنه سقط في بئر تسقط مرتبته وجاهه. وربما دل البئر على الوالد والولد، والمؤدب والقبر، والمكر وقضاء الحوائج، والسفر والمطلب، والشح والكرم. ولكل بئر تأويل: فبئر الدار دال على صاحب الدار أو حانوته، أو زوجته أو خادمه، أو ماله أو موته أو حياته. والبئر المعطلة تعطيل من السفر والحركات. والبئر الموجود في الطرقات دال على المسجد أو الحمام، وربما دل البئر على المرأة الزانية التي يأتي إليها كل واحد.
وبئر الحارة دال على حارسها. وبئر السبيل دال على الفرج بعد الشدة. وبئر الساقية دال على الدنيا التي يسعد فيها قوم، ويفتقر آخرون، وربما دلّ على دار العلم والمدارس بالنسبة للطلبة. وإن رأى الإنسان بئر زمزم في حارة من الحارات أو بلد معروفة قدم إلى ذلك الموضع رجل ينتفع الناس بدعائه أو معروفه. وربما دل ذلك على نصرة أهل ذلك البلد على أعدائهم وكثرة بركتهم، وربما نزل بهم الغيث النافع عند احتياجهم إليه. فإن رأى أنه وقف على بئر واستقى من ماء طيباً صافياً، فإن كان من أهل العلم حصل له منه بقدر ما استقى، وإن كان فقيراً استغنى، وإن كان أعزب تزوج، وإن كانت زوجته حاملاً أتت بولد خاصة إن استقى بدلو، وإلا حصل له سبب يستغني به عن الناس، والتذلل لهم. وإن كان طالب حاجة قضيت حوائجه، وإن كان يرجو سفراً سافر وحصل له في سفره فائدة طائلة. وإن كان يطلب مطلباً حصل له، وإن كان يؤمل أملاً أدركه فإن كان البئر قريب الرشا كان رجلاً كريماً، وإن كان رشاه بعيداً كان رجلاً بخيلاً، فإن غار ماء البئر دلّ الشرك والكفر بالله تعالى. وربما دلّ البئر على الشك في الدين، لأنه عكس بير ريب. ومن رأى أنه ينظر في بئر فإنه يتفكر وينظر في أمر امرأة. من رأى أن بئره تطوى، وكانت امرأته مريضة، أو عليها نفاس، فإنها تخلص وتبرأ من سقمها.
سقوط
إذا حلمت أنك تتكبد سقوطاً وكنت مذعوراً جداً فإن هذا يعني أنك سوف تعاني من كفاح كبير ولكنك سوف ترتفع في النهاية إلى الشرف والثروة. ولكنك إذا تأذيت من السقوط فسوف تصادف مشقات وفقدان الأصدقاء.
من سقطت السماء عليه أو على أهله، دل على سقوط سقف بيته عليه، لأن الله تعالى سمى السماء سقفاً محفوظاً، وإن كان من سقطت عليه في خاصيته مريضاً في يقظته، مات ورمي في قبره على ظهره، إن كان لم يخرج من تحتها في المنام . ومن صعد فدخلها، نالت الشهادة وفاز بكرامة الله وجواره، ونال مع ذلك شرفاً وذكراً.
ومن رأى أنه يدلي دلوا في بئر يستقي منه ماء فإن كان عنده حامل أتت بغلام لقوله تعالى " وأسروه بضاعة " ، وإن كان عنده عليل أفاق، وإن كان مسجونا نجا وخرج، وإلا يوصل إلى السلطان في حاجة، وربما كان البئر امرأة تشتهي، وربما كن البئر موته.
ومن رأى أن بئرا طوى وكان عنده امرأة مريضة أو على النفاس فإنها تبرأ من سقمها وتخلص من نفاسها، وأما الجب فهو نوع منه ولكن بينهما فرق لكون البئر يطلع منها الماء والجب يوضع فيه الماء ولكن في حكم التعبير واحد وكذلك الصهريج.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه سقط فإنه ليس بمحمود، وأما الصعود فما كان منه إلى السماء فقد تقدم الكلام عليه في بابه وفصله وكذلك يأتي كل شيء في بابه، وأما تعبير الصعود جملة ما لم يكن مستويا فهو محمود، وأما الهبوط فتقدم الكلام أيضاً فيه إذا كان من السماء، وربما كان نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم هبط بعد أن عرج إليها ولم ينقص من شرفه بل زاد شرفه وإذا رأى الهبوط من غير ذلك يأتي ما يدل عليه كل شيء في بابه وفصله.
وأما السقوط فمن رأى أن أحدا سقط عليه فإنه يظفر عليه عدوه ومن رأى أنه سقط من مكان عال مثل الجبل والحائط وما أشبه ذلك فإنه يدل على عدم تمام المقصود ومن رأى أنه خر على وجهه فلا خير فيه وإن كان في خصومة أو حرب لم يظفر وقد يدل السقوط لمن عنده خلل في دينه على انهماكه في المعاصي والفتن ومن رأى أنه سقط في مسجد أو روضة أو ما أشبه ذلك وكان بسبب فعل خير أو كان قاصده فإنه دال على تركه الذنوب
بئر الكنيف: تدل على المطمورة وعلى المخزن وعلى الكيس لما فيها من العذرة الدالة على المال، فمن كنسها ورمى بما فيها من العذرة، باع ما عنده من السلع الكاسدة، أو بعث بماله في سفر، أو عامل به نسيئة إن كان ذلك شأنه إذا حمل فيها في الجرار، وإن صب في القناة أو وجدها لا شيء فيها ذهب ماله ودناه فقره، وإن كان فقيراً ذهب همه ونقصِ حزنه حزن الفقر لكنسها عند امتلائها في يقظته، وقد يدل على الدين، فإن كان مديوناً قضى دينه لأنّها حش. وأما من بال فيها لبناً أو عسلاً أتى دبراً حراماً إن كانت مجهولة، وإن كانت في داره صنع ذلك مع أهله.
من وقع في بئر من دم: أو خابية أو جرة من دم، بعد أن يكون الدم عالياً عليه. لا يمكن دفعه عنه، فإنّه يواقع دماً يبتلى به. وكذلك كل دم غالب يراه في موضع الماء أو في وعاء أو مجراة أو في حوض أو غير ذلك من آثار الماء الجاري والراكد، بعد أن يكون غالباً، إلا أن يرى أنّ الدم ضعيف يصيبه أو يشربه أو يتلطخ به، فهو عند ذلك مال حرام يصيبه وإذا كان غالباً فهو دم يبتلى به. ومن رأى الدم ينضح عليه فإنّه يناله ممن ينضح عليه ذلك الدم سوء بمنزلة الشرارة من النار، فهو كلام سوء يصيب صاحبه من فاعله.
ومن رأى أنه سقط عن فرس أو نزل عنه أو صرع من فوقه فإنه يؤول بانحطاط منزلته أو عزله عن سلطانه وربما دل على موت زوجته وإن كان صرعه في سوق أو بين ملاء من الناس فإنه يشتهر في سقوط حاله وجاهه وربما كان نزوله إذا أضمر العود انفاق ماله حتى يصير إلى آخره وقيل لا يتم الأمر الذي هو طالبه خصوصا إن لم ينو العود.