رأى أنّه يأكل القرع: مطبوخاً قطعاً لا يخالطه شيء ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل، أو مما يكره نوعه في التأويل، لأنّ التوابل هم وحزن، إذا كان يأكل من القرع مطبوخاً لم يتغير عن طعمه، فهو يرجع إليه شيء قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه، أو من قومه أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه، أو قرة عين فاتته ترجع إليه، أو اجتماع شمل كان تفرق عنه، أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه، ويرجع إليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ، على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته، وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه فيما يرجع إليه من تلك النعم أضعف وأشد.
غرفة الحمام
إذا رأيت وروداً بيضاء في غرفة الحمام ووروداً صفراء في صندوق فهذا يدل على أن المرض سوف يتداخل مع المتعة ولكن أفراحاً طويلة الأمد سوف تنجم عن هذا الإحباط.
إذا حلمت فتاة بغرفة حمام فإن هذا ينبئ أن ميولا تتجه كثيراً نحو المتع الرخيصة والعبث.
الحمار: جد الإنسان كيفما رآه سميناً أو مهزولاً، فإذا كان الحمار كبيراً فهو رفعته، وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا، وإذا كان جميلاً فهو جمال لصاحبه، وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه، وإن كان مهزولاً فهو فقر صاحبه. والسمين مال صاحبه، وإذا كان أسود فهو سرووه وسيادته، وملك وشرف وهيبة وسلطان. والأخضر ورع ودين. وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب، ويختار منها الأسود.
والحمار بسرج ولد في عز. وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه. وموت الحمار يدل على موت صاحبه. وحافر الحمار قوام ماله، وقيل من مات حماره ذهب ماله، وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها، أو مات عبده الذي كان يخدمه، أو مات أبوه أو جده الذي كان يكفيه ويرزقه، وإلا مات سيده الذي كان تحته، أو باعه أو سافر عنه. وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها.
وأما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه، فإنّه رجل جاهل أو كافر، لصوته، لقوله تعالى: " إنَّ أنْكَرَ الأصْواتِ " . ويدل أيضاً على اليهودي لقوله تعالى: " كَمَثَل الحِمارِ يَحْمِلُ أسْفَاراً " . فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة، دعا كافراً إلى كفره ومبتدعاً إلى بدعته. وإن أذن أذان الإسلام، أسلم كافر ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة. ومن رأى أنّ له حميراً، فإنّه يصاحب قوماً جهالاً، لقوله تعالى: " كأنّهُمْ حُمُرٌ مُسْتنفرة " . ومن ركب حماراً أو مشى به مشياً طيباً موافقاً فإنّ جده موافق حسن.
ومن أكل لحم الحمار، أصاب مالاً وجدة. فإن رأى أنّ حماره لا يسير إلا بالضرب، فإنّه محروم لا يطعم إلا بالدعاء. وإن دخل حماره داره موقراً، فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهرِ ما يحمل. ومن رأى حماره تحول بغلاً، فإن معيشته تكون من سلطان. فإن تحول سبعاً، فإنّ جده ومعيشته من سلطان ظالم فإن تحول كبشاً، فإنّ جده من شرف أو تمييز. ومن رأى أنّه حمل حماره، فإنّه ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه.
ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها، فهو مطر وسيل. والحمار للمسافر خير مع بطء، وتكون أحواله في سفره على قدر حماره. ومنِ جمع روث الحمار ازداد ماله. ومن صارع حماراً مات بعض أقربائه. ومن نكح حماراً قوي على جده. ومن رأى كأنّ الحمار نكحه أصاب مالاً وجمالاً لا يوصف لكثرته. والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك. ومن ملك حماراً أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم، وإن كان موقوراً فالخير أفضل. ومن صرع حماره افتقر، وإن كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره. ومن ابتاع حمراً ودفع ثمنها دراهم أصاب خيراً من كلام.
فإن رأى أنّه له حماراً مطموس العينين، فإنّ له مالاً لا يعرف موضعه. وليس يكره من الحمار إلا صوته، وهو في الأصل جد الإنسان وحظه.
الحمارة: امرأة وخادم دنيئة، أو تجارة المرء وموضع فائدته. فمن رأى حمارته حملت، حملت زوجته أو جاريته أو خادمه. فإن كانت في المنام تحته، فحملها منه، ولدت في المنام ما لا يلده جنسها، فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنّه منهِ. ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضاً يسيراً وبرىء. ومن ولدت حمارته جحشاَ فتحت عليه أبواب المعاش، فإن كان الجحش ذكراً أصاب ذكراً، وإن كانت أنثى دلت على خموله. وقيل من ركب الحمارة بلا جحش، تزوجٍ امرأة بلا ولد. فإن كان لها جحش، تزوج امرأة لها ولد. فإن رأى كأنّه أخذ بيده جحشاً جموحاً أصابه فزع من جهة ولده. فإن لم يكن جموحاً أصاب منفعة بطيئة وقيل إنّ الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه.
والسائس رجل صاحب رأي وتدبير. ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال. ومن رأى كأنّه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلدة، لقوله تعالى: " كُلُوا مِنْ رِزَقْ رَبِّكُم واشْكُروا لَهُ بَلْدَةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌ غَفُورٌ " .
والأعلام الحمر، تدل على الحبوب والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر، والخضر تدل على سفر في خير، والبيض تدل على المطر، والسود تدل على القحط. وقيل من رأى راية صار في بلدة مذكوراً والمتحير
حمار الوحش: فقد اختلف في تأويله، فمنهم من قال هو رجل، فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنيء الأصل. وقيل إنه يدل على مال، ومن رأى حمار وحش من بعيد، فإنه يصل إلى مال ذاهب. وقيل إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل، وشق عصا المسلمين. ومن أكل لحم حمار الوحش أو شرب لبنه، أصاب عبيداً من رجل شريف. وقيل إن الأنسي من الحيوان إذا استوحش، دل على شر وضر. والوحشي إذا استأنس، دلت على خير ونفع. وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق.
يأكل اللبان، فإنَّ اللبان بمنزلة بعض الأدوية. ولو يرى أنّه يمضغ اللبان والعلك فإنّه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك.
إن رأى أنّه جمل القرع نيئَاً: على غير ما وصفت، فهو يصيبه فزع من الجن والإنس، أو يقاتل إنساناً يقارعه بالمنازعة في حرب، أو كلام صخب يكون فيها بينهما، وإنّما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل، وكانا يأخذان فيه بالأسماء ومعانيها ويتأولانه، فلذلك دار أكل القرع الطري النيء شبيهاً في الأسماء بالقارعة، وهي الفزع الأكبر، ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤذيه، وإنما اشتق تأويل شجرة القرِع وورقه بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت راجعاً إلى بلاده بالموصل وقومه، واستأنس من وحشته.
وحدث مقاتل، أنّ نبياً من بني إسرائيل شكا إلى الله ذهاب ذهنه، فأمره أن يأكل الدباء مطبوخاً وهو القرع وهو اليقطين، فلذلك صار القرع مطبوخاً رجوع ذهن صاحبه إليه.
ومن رأى أنه قص جناح الحمامة فإنه يؤول بمنع امرأته من خروجها من الدار ولحمها يؤول بمال وأما الفاختة فقال ابن سيرين الفاختة امرأة ناقصة الدين سيئة الخلق تداري مع الناس.
الحمّى
تدل في المنام على قضاء الدين لأنها مكفرة للذنوب، وربما دلّت على التوعد والتهديد. وإن دلّت على الدَين فربما كان الدين ثلاث مائة وستين درهماً، وإن حمى يوم واحد كفارة سنة، والسنة ثلاث مائة وستون يوماً. وربما دلّت على الملابس الجليلة إن كانت باردة في زمن الصيف، أو كانت حارة في زمن الشتاء. وربما دلّت الحمى على القلق من الأزواج أو الأولاد أو الشركاء. والحمى إنجاز وعد، لأنها حظ كل مؤمن من النار. ومن تراه في المنام محموما فإنه يخوض في أمر يَفسُد في دينه. والحمى رسول ملك الموت ونذير له، يصلح ما بينه وبين اللّه تعالى، فإن رأى أنه يُحَجّم من كل يوم فإنه مصر على الذنوب، فإن حُم غباً فإنه ذنب قد عوقب عليه وتاب منه. فإن حُمُ ربعا فقد عوقب وتاب مراراً. والنافض تهاون، والصالب تعجّل إلى الباطل. ومن رأى أنه محموم وقد مات أو كُفِن فإنه مصّر على ذنب أو جناية أو اجتراء على اللّه تعالى، فذلك نذير له ليتوب. ومن رأى أنه محموم فيطول عمره، ويصح جسمه، ويكثر ماله، ويطمع الناس فيه، ويلجأون إليه. وربما دلّت الحمى على حمام يدخله الرائى فيناله كرب وعطش.
الحمام: يدل على المرأة لحل الإزار عنده، ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقه، كنزول نطفته في الرحم، وهو كالفرج. وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام، كدور الزناة والسجون، ودور الحكام والجباة لناره وظلمته أو جلبة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه. وربما دل على البحر والأسقام، وعلى جهنم. فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه، فإن رأى فيه ميتاً فإنّه في النار والحميم، لأنّ جهنم ادراك وأبواب مختلفة، وفيها الحميم والزمهرير، وإن رأى مريض ذلك نظرت في حاله، فإن رأى أنّه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر، وكانت علته في اليقظة حراً، تجلت عنه. فمان اغتسل وخرج منه، خرج سليماً. وإن كانت علته برداً، تزايدت به وخيف عليه. فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضاً من الثياب خلاف عادته، وركب مركوباً لا يليق به، فإنّ ذلك غسله وكفنه ونعشه. وإن كان ذلك في الشتاء، خيف عليه الفالج. وإن رأى أنّه داخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج، يجري الاعتبار، ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى، دالاً على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج، فإما نكسة أو إفاقة. وإن كان غير مريض، وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب، حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده، أو زلق أو رش. فإن لم يكن شيء من ذلك، وكان الرجل عزباً، تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة، وكان فيها من الجلبة أو الضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام، وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق، وهي أموال. وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمه الحمام وحرارته. فإن كان فيه متجرداً من ثيابه، فلأمر مع زوجته، ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به. فإن كان فيه بأثوابه، فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضاً، وتنقل مراتبه ومقاماته، وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام، وانتقاله فيه من مكان إلى مكان. وإن رأى أنّه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه، أو كان فيه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات، فإنّه امرأة يدخل إليها في زينة، ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس. وقال بعضهم: الحمام بيت أذى، ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء.
والحمام اشتق من اسمه الحميم، فهو حم، والحم صهر أو قريب. فإن استعمل فيه ماء حاراً أصاب هماً من قبل النساء، وإن كان مغموماً ودخل الحمام خرج من غمه. فإن اتخذ في الحمام مجلساً، فإنّه يفجر بامرأة ويشهر بأمره، لأنّ الحمام موضع كشف العورة. فإن بنى حماماً فإنّه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك. فإن كان الحمام حاراً ليناً، فإنّ أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون له، مشفقون عليه. فإن كان بارداً، فإنّه لا يخالطونه ولا ينتفع بهم. وإن كان شديد الحرارة، فإنّه يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سروراً لشدتهم.
وقيل إن رأى أنّه في البيت الحار. فإنّ رجلاً يخونه في امرأته، وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له. فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط، فإنّه يغضبه على امرأته، وإن كان الحمام منسوباً إلى غضارة الدنيا، فإن كان بارداً، فإنّ صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلىِ ما يريد. وإن كان حاراً ليناً واستطابه، فإنّ أموره تكون على محبة، ويكون كسوباً صاحب دولة، يرى فيه فرجاً وسروراً. وإن كان حاراً شديد الحرارة، فإنّه يكون كسوباً ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة.
وقيل من رأى أنّه دخل حماماً، فهو دليل الحمى النافض. فإن رأى أنّه شرب من البيت الحار ماء سخناً، أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل، فهو هم وغم ومرض وفزع، بقدر سخونة الماء، وإن شربه من البيت الأوسط، فهي حمى صالبة. وإن شربة من البيت البارِد، فهو برسام، فإن رأى أنّه اغتسل بالماء الحار وأراد سفراً فلا يسافر. فإن كان مستجيراً بإنسان يطلب منفعته، فليس عنده فرج، لقوله تعالى: " وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْل " . فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة، فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام، فإنّ ذلك أقوى في التأويل. فإن رأى في محله حماماً مجهولاً، فإنّ هناك امرأة ينتابها الناس. وقال بعضهم: من رأى كأنّه يبني حماماً قضيت حاجته.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه زلق في الحمام فقصها على معبر، فقال: شدة تصيبك. فعرض له أنّه زلق في الحمام، فانكسرت رجله.
ومن رأى أنه دخل الحمام فإنه يصيب هما وغما وغيظا بقدر حره وعاقبته إلى خير ما لم يغتسل بماء سخن فإنه يكثر همه وحزنه، وربما يكون من قبل النساء، وإن كان الماء باردا دل على نجاته من كل سوء، وربما دل دخول الحمام على دخول سجن أو شر أو مرض وعلى قدر حره يكون ذلك.
إذا رأيت أتاناً في حلم فسوف تقابل منغصات كثيرة وسوف تتراكم التأخيرات في تلقي الإنباء أو البضائع.
إذا رأيت حميراً تحمل أثقالاً فإن هذا يدل على أنك بعد صبر وكدح سوف تنجح في تعهداتك سواء في السفر أو الحب إذا طاردتك أتان وكنت خائفاً منها فسوف تكون ضحية لفضيحة أو لإشاعات أخرى مقيتة.
إذا امتطيت أتاناً دون رغبة منك أو ركبتها كفارس فإن مشاجرات لا داع لها سوف تعقب ذلك الحلم.
الثياب الحمر: مكروهة للرجال، إلا الملحفة والإزار والفراش، فإنّ الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور، وهي صالحة للنساء في دنياهن، وقيل إنّها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه. ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب، وقيل يدل في المريض على الموت. ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره.
وأما الذنب من الحيوان إذا كان لفرس أو حمار وما أشبه ذلك فمال ونعمة خصوصا إن ثبت به وراحة في عمره لكنه يكون ضعيفا في الدين وربما يتبعه جماعة من الناس وإذا كان الذنب منسوبا إلى الذئب أو الكلب أو نحوه ورآه كذلك فإنه يدل على حصول مال حرام ويلومه الناس.
وأما الحمرة فإنها للنسوة محمودة سواء كانت في الثوب أو البدن وللرجال مكروهة من حيث الجملة وربما تؤول للرجال إذا لطخت بالثياب بالفتنة إلا أن يرى نفسه في جامع أو نحوه فإنه يكون أخف من ذلك.
الحمارة: تجري مجرى الحمار. فإن رأى أنّه ذبح حمارة ليأكل لحمها، فإنّه يجد مالاً وسعة، وكذلك لو رأى أنّه أكله، فإن لم ينو عند ذبحه إياه أنّه يأكله، فإنّه يفسد على نفسه معيشته. ولو رأى أنّه صرع حماره، فإنه يفتقر. فإن كان الحمار الذي صرع عنه لغيره، فإنّه ينقطع ما بينه وبين صاحب الحمار أو نظيره أو سميه. فإن رأى أنّه نزل عنه نزولاً لا يضمر العود إليه، فإنّه ينفق ماله حتى يأتي على آخره. فإن كان نزوله لحاجة ويضمر العود إليه، فإنَّ الأمر الذي هو طالبه لا يتم. فإن رأى أنّه يشرب من لبن أتان، فإنّه يمرض مرضاً شديداً ثم يبرأ.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل رئة فإن كانت مشوية وهي لحيوان يؤكل لحمه فإنه حصول مال بمسرة، وإن كانت لمن لا يؤكل لحمه فإنه مال حرام وقيل الرئة رأي الانسان.
وقال الكرماني رؤيا أكل العدس ليست بمحمودة لأن قوم موسى عليه السلام لما حصل لهم الملل من أكل المن والسلوى سألوا الله في انبات العدس فعاتبهم الله على ذلك.
والأعلام الحمر تدل على الحرب والصفر تدل على وقع البلاء في المعسكر والخضر تدل على سفر في خير والبيض تدل على مطر والسود تدل على القحط وقيل رؤية العلم تدل على)
اهتدائه.
وقال جعفر الصادق رؤيا الريحان الحمامي تؤول على ستة أوجه عز وشرف وولد وصديق وكلام حسن ومجلس علم ومعرفة وذكر جميل، وقيل رؤيا الرياحين ونحوها في موضع نباتها دون أن تكون مقلوعة تؤول بالولد لقول بعض العرب: ولدك ريحانك، وإن رآها مقلوعة قد وضعت في داره أو أمامه فإنه هم وحزن وبكاء، وربما كانت الريحانة امرأة فمن ملكها فإنه يتزوج بامرأة ولكن تقع الفرقة بينهما عاجلا، وقال بعض المعبرين الدليل على ان الريحانة امرأة ما نقل في الأخبار:
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يلعب بالحمام وكان من أهل الفساد فإنه يؤول بأنه لوطي لأن ذلك كان من شعائر قوم لوط والآن كثير من يغوي ذلك الفن بلعب الحمام فليتق الله تعالى وقيل رؤيا كل حمامة تؤول بمائة درهم وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه نثر حبا ليصطاد الحمام فإنه رجل يدعو الناس إلى الفساد.
والحمال يؤول برجل ذي جاه وخطر ومن رأى أن حمله خفيف وهو ملكه فإنه يدل على مقدار ثقله من الخير والمنفعة وحصول الراحة فإن كان ثقيلا فإنه يدل على كثرة المعاصي لقوله تعالى ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة.
ومن رأى أنه محموم فإنه حصول كرب وهم وغم وإن رأى أنه بالباردة فإنه حصول أمر يكون فيه مغلوبا وليس في الرؤيتين خير أبدا ومن رأى أن به قولنجا فهو مقتر على عياله في رزقه ومن رأى ضعفا في أحد أعضائه من خدش أو جرح فإن الخادش يحصل منه مضرة ومن رأى أنه مبتل وبجسده ما يأكل منه كالهوام وغيره فإنه يصيب مالا كثيرا وعيالا
الحمأة
تدلّ في المنام على خير خاصة إن فقد الماء، أو كان فقيراً، فإنه يدل على سد فاقته بيسير الرزق. ومن كان أعزب، ورأى الحمأة تزوج وصار له حم وحماة، والحمأة دالة على أدنى العيش. فما حصل في المنام من الحمأة هم وحزن وهول، فمن رأى أنه يدخل في حمأة فإنه يقع في حزن وهم وذلك لسواد الحمأة. وتدل الحمأة على فضلات الأموال، ومبادىء الربح، ولوائح الخير والسؤدد.
ومن رأى أن الحمار رفعه على ظهره وقى به صاعدا أو عدى به نهرا فإنه يدل على قوة الاحتمال وعلو رتبة واقبال وقيل لم يكن في رؤيا الحمار أخس من صوته وأنكر لقوله تعالى إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.
قيم الحمام
تدل رؤيته في المنام على الطهارة وقضاء الدين. وربما دلّت رؤيته على الواقف بباب السلطان لقضاء أشغال الناس، أو على السجان أو على التوبة من الذنوب وصلاح الحال. والقيم في الكنائس تدل رويته على ضياع المال، والتفريط في الأعمال، أو معاشرة أرباب اللهو والطرب. والمرأة القيمة في الحمام تدل رؤيتها للعازب على الزوجة الفقيرة. انظر أيضاً الحمامي.
الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك، مطبوخاً ومقلواً على كل حال، فهمَّ وحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً، والكثير منها مال. وقيل إن الباقلا الخضراء هم، واليابسة مال وسرور، وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً، فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
ومن رأى كأنّه يأكل الخبز مع الجبن، فإنّه معاشه بتقدير، وقيل: من أكل الخبز مع الجبن، أصابته علة فجأة. والمصل قيل هو دين غالب لحموضته، وقيل هو مال نام، يقوم قليله مقام كثير من الأموال، يناله بعد كد. والأقط مال عزيز لذيذ.