الطلب
ربما دلّ الطلب على ما يتشرّف الإنسان به من علم أو عمل أو مال. ومَن رأى أحداً يطلبه فإن هماً يصيبه، والطلب يدل على المطلوب إذا لم يكن هارباً فإنه يأمن مما يخاف. ومن رأى شخصاً قبيح الصورة يطلبه فذلك أمر يكرهه، وإن أدركه في الطلب ناله الخوف.
إذا رأيت شجرة ورد غير مزهرة فإن ذلك ينبئ بأنك محاط بجو عطر وعبق بالسعادة والخير. إذا رأيت شجرة ورد ميتة فإن ذلك ينبئ بسوء الطالع والمرض لك ولأقاربك معاً.
وقال الكرماني الورد الأحمر على الشجرة يدل على الرياسة والسرور ونفاذ الأمر، والورد الأصفر على الشجرة يدل على امرأة تاجرة قاضية لحوائج الناس، والورد الأبيض على الشجرة يدل على الدولة والعز والجاه.
والمطلب يؤول على أوجه فمن رأى أنه حفر مكانا فوجد فيه مطلبا من ذهب فإنه يدل على حصول الولاية بمقداره وإن كان مصلحا يرزقه الله تعالى العلم والحكمة وإن كان صاحب حرفة فإنه يجمع المال من كسبه.
من رأى أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه السلام أو البيت المقدس فإنه يطلب أمراً محموداً ويشكر على فعله لقوله عليه السلام: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مكة والمدينة وبيت المقدس. وقيل يكون قاصدا ثلاثة أمور قال بعضهم جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال والبيت المقدس بالجمال.
طلب
إذا حلمت أن طلباً للإحسان وصل إليك فهذا يعني أنك سوف توضع في مواقف مربكة، ولكن عن طريق مثابرتك سوف تسترد موقفك الحسن بأكمله.
إذا كان الطلب جائراً فسوف تصبح قائداً في مهنتك. إذا طلبك الحبيب بشكل غير ملائم فإن هذا يتضمن تساهله أو تساهلها.
وإن كان مطلبا من عقيق فإنه يدل على حصول منفعة من ملك أو رجل كبير وإن كان مطلبا وإن كان مطلبا من لعل فإنه يدل على حصول الجاه والشرف والمنزلة ويحصل له من ملك مال ونعمة.
56 - عن محمد بن إسحاق قال : حدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم ابن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا عن ابن عباي - رضي الله عنهما - كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر، قالوا : لماسمع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بأبي سفيان مقبلاً من الشام ندب المسلمين إليهم وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - يلقي حرباً ، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفاً علي امر الناس حتي أصاب خبراً من بعض الركبان أن محمداً قد أستنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم إلي أموالهم ويخبرهم أن محمداً قد عرض لها في أصحبه فخرج ضمضم بن عمرو سريعاً إلي مكه.
قال ابن إسحاق : فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ، ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قالا : وقد رأت عاتكة بنت المطلب قلا قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتني وتخوفت ان يدخل علي قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به ، فقال لها : وما رأيت؟ قالت : رأيت راكباً أقبل علي بعير له حتي وقف بالأطبح ثم صرح بأعلي صوته : ألا انفروا يا آل غُدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره علي ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها ، ألا انفروا يا آل غُدر لمصارعكم في ثلاث ، ثم مثل بعيره علي رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي حتي إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة . قال العباس: والله إن هذه لرؤيا وأنت فاكتميها ولا تذكريها لأحد. ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان له صديقاً فذكرها له وإسكتمته إياها فذكرها الوليد لأبيه عتبه ففشا الحديث بمكة حتي تحدثت به قريش.
قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت ، وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتي جلست معهم فقال لي أبو جهل : يا بني عبد المطلب متي حدثت فيكم هذه النبية؟ قال : وما ذاك؟ قال : تلك الرؤيا التي رأت عاتكة ، قال : فقلت : وما رأت؟ يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتي تتنبأ نسائكم وقد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال، انفروا في ثلاث فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يك حقاً ما تقول فسيكون وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت العرب، قال العباس: فوالله ما كان مني إليه كبير شيء إلا أني جحدت ذلك وانككرت أن تكون رأت شيئاً، قال: ثم تفرقنا فلما أمسيت لم تبق أمرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقالت: أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم يكن عندك عير لشيء مما سمعت، قال: قلت: قد والله فعلت ما كان مني إليه من كبير وأيم الله لأتعرضن له فإن عاد لأكفيكنه، قال: فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأناا حديد مغضب أرس أني ثد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه، قال: فدخلت المسجد فرأيته فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما نحو باب المسجد يشتد, قال: فقلت في نفسي: ما له لعنه الله، أكل هذا فرق مني أن أشاتمه، قال: وإذا هو قد سمع ما لم أسمع، صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي واقفاً علي بعيره قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابة لا أري أن تدركوها، الغوث الغوث، قال: فشغلني عنه وغلع عني ما جاء من الأمر (1).
*وفي رواية: فشغلني عنه ما جاء من الأمر فلم يكن إلا الجهاز حتي خرجنا فأصاب قريشاً ما أصابها يوم بدر من قتل أشرافهم وأسر خيارهم. فقالت عاتكة بنت عبد المطلب فيما رأت وما قالت قريش في ذلك :
ألم تكن الرؤيا بحق وجاءكم بتصديقها فلً من القوم هارب
فقلتم ولم أكذب كذبت وإنما يكذبنا بالصدق من هو كاذب
وإن كان مطلبا من نحاس أصفر فإنه يدل على وقوع الصحبة بينه وبين رجل كبير سيء الفعل وإن كان المطلب من حديد فإنه يصاحب رجلا كبيرا ذا قوة وكلام نافذ ويحصل له مال ومنفعة كثيرة.
عن ابي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت
منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش على مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قومي,فقالت: مابال سيدنا قد
أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى,وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على أم رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل
لأني كنت كبير قومي,فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت
نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا,ساعة تخفى وساعة تزهر ورأيت
رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع
أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال:
النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها,فانتبهت مذعورا فزعا,فرأيت وجه الكاهنتة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك
المشرق والمغرب ويدين له الناس,ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود قال: فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم,قد خرج ويقول
(كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين,فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار).
الورد: ولد أو مال شريف، وقيل إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب.
وقيل إن الورد امرأة مفارقة، أو ولد يموتِ، أو تجارة لا تدوم، أو فرح يزول، لقلة بقاء الورد. ومن رأى كأن شاباً دفع إليه ورداً، فإن عدواً له يدفع إليه عهداً لا يدوم عليه. ومن رأى كأن على رأسه إكليلاً من الورد، فإنه يتزوج امرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب. وإن رأت ذلك امرأة، فهو لها زوج بهذه الصفة. والورد المبسوط، زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء. وقطع شجرة الورد غم، وقطف الورد سرور، والتقاط الأبيض من بستانه تقبيل امرأة له عفيفة. فإن كان الورد أحمر، فإن امرأته صاحبة لهو وطرب. وإن كان الورد أصفر، فهي امرأة مسقام. والتقاط أزرار الورد الذي لم تفتح، دليل على إسقاط المرأة ولداً. وقيل إن الورد طيب الذكر. ومن التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة، فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان، ترمى بالمقالة القبيحة، وهي بريئة منها:
وقد قال جماعة من المعبرين: إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن. والورد بكاء وهم وحزن، إلا ما يرى منها في موضعها الذي تعرف فيه، من غير أن يمسه أو يقلعه. فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره. فأما ما دام حياً في منبته تجد رائحته، فإن يكون ولداً وما يشبه ذلك. وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين، وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن. وأكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي.
وأما الياسمين: فقد حكي أن رجلاً أتى الحسن البصري رحمه الله فقال: رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة. فاسترجع الحسن وقال: ذهب علماء البصرة. وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس.
وقال ابو سعيد الواعظ الورد مال وشرف، وقيل امرأة تفارقه أو ولد يموت أو كبار تتلف أو فرح يزول ولذلك قيل كونوا كالآس ولا تكونوا كالورد فإن الآس لا يتغير بتغير الاحوال والورد يتغير سريعا.
الورد
هو في المنام رجل فيه شرف، أو قدوم غائب. ومن رأى أنه جنى ورداً نال كرامة ومحبة. ومن التقط وردة بيضاً فإنَّه يقبل امرأة ورعة، وإن التقط وردة حمراء فيقبل امرأة لاهية، ومن شمّ وردة صفراء فإنَّه يقبل امرأة مريضة. والورد الكثير قُبَل. وقيل: الورد يدل على امرأة تفارق أو تموت، أو تجارة تزول، أو فرح لا يدوم. ومن رأى على رأسه إكليلاً من الورد وكان عازباً تزوج. ويدل الورد على طيب الذكر. ودهن الورد يدل على الذكاء، وصفاء الذهن، والتقرب إلى الناس، ولين الجانب. والورد يدل على الفرح والسرور. وقيل: أن الورد قدوم مسافر أو ورود كتاب، والورد إذا قُطعت شجرته فهو هم وحزن. وقطف الورد سرور. وقد يدل الورد الأصفر على المرض، والأحمر على الجمال والزينة، والأبيض على الدراهم، والأحمر على الدنانير. انظر أيضاً الزهر.
وأما السؤال فإنه يدل على التواضع والاجتهاد في طلب العلم وقال بعضهم إن كان الأمر من أمور الدين فمحمود وإن كان من أمور الدنيا فليس بمحمود وأما الطلب فمن رأى أنه يطلب شيئا ويجد في طلبه فإنه ينال مناه منه