والكاتب: رجل ذو حيلة كالحجام، وقلمه مشرطه، ومداده دمه. وكالرقام ونحوهم، وربما دل على الحراث، فقلمه سكنه ومداده البذر والكتاب المطوي خبر مخفي، والكتاب المنشور خبر مشهور.
والصفار: رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير، وقيل هو رجل غاش خائن، وقيل رجل صاحب خصومة. فإن رأى من كان يريد التزويج أنّه يعمل عملِ الصفارين، دلت رؤياه على حسن خلق المرأة على أنها تكون لسنة، لأنّ للصفر صوتاً.
السفرجل
هو في المنام مرض. ومن رأى أنه يأكله وكان مريضاً فإنه يشفى. وإن آكله صاحب العافية اهتدى، وإن كان تاجراً ربح. ومن رأى أنه يعصر سفرجلا فإنه يسافر في تجارة وينال ربحا كثيرا. وشجرة السفرجل رجل حازم. وقيل: السفرجل رديء في المنام وذلك بسبب ما يحدثه من قبض. والسفرجل الأخضر خير من الأصفر. والسفرجل يدل على السفر الجليل، وربما دلّ على الشح وحفظ الأسرار لمسكه وقبضه. وتدل السفرجلة على المرأة الجميلة الجليلة. والسفرجل قد كرهه أكثر المفسرين، وقالوا: إنه مرض لكثرة صفرة لونه، ولما فيه من القبض. ويدل على سفر، وقال قوم: إنه سفر واقع، وقال بعضهم: إنه سفر لا خير فيه. وقال بعضهم: إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه.
وأما السفرجل فتأويله على وجوه سفر بعيد بتعب وحزن، وربما دل على شرف وخير ومنفعة وثناء حسن، وقيل ولد، وربما كان مرضا، وربما يستدل به على السفر لأن آدم عليه السلام أتاه جبريل عليه السلام بسفرجل وكان في الجنة فحصل ما حصل، وربما يستدل به على شرف وخير لأنه إذا جلب من أرضه إلى غيرها يكون عزيز الوجود إلا عند الأشراف والأكابر، وربما يستدل به على الولد لأن آدم عليه السلام حين هبط إلى الأرض أكل من ذلك السفرجل فحصل منه المنى وكان سبب التناسل والتوالد، وربما يستدل به على السقم فإن لونه أصفر.
وقيل رؤيا السفرجل في الجملة على أي وجه كان محمودة لأن تفسير اسمه بالفارسية بر ومعناه محمود، ورؤيا السفرجل للتاجر ربح وللوالي زيادة ولايته، وأما الغيرة فإن أكلها يدل على اصابة مال ومنفعة من قبل الأعاجم، وأما النبق فهو على أي وجه كان مال حاضر وليس له شيء من الثمار يعد له خصوصا إذا كان زكيا طيب الطعم.
وأما الشاهين فإنه يؤول على أوجه قال ابن سيرين من رأى أنه أمسك الشاهين أو أعطاه له أحد وهو غير مطيع له فإنه يدل على حصول ولد وإن كان مطيعا له فإنه يدل على حصول وقال الكرماني الشاهين رجل كثير الفهم والحيل ومن رأى أنه أمسك شاهينا أو أعطاه له أحد فإنه يدل على مصاحبته لرجل عالم ويحصل له منه خير ومنفعة.
72 - عن أبي بكر أحمد بن محمد الرملي قاضي دمشق قال : دخلت العراق فكتبت كتب أهلها وأهل الحجاز فمن كثرة خلاغهما لم أدر بأيهما آخذ فلما كان جوف اليل قمت فتوضأت وصليت ركعتين وقلت : اللهم أهدني إلي ما تحب، ثم أويت إلي فراشي فرأيت النبي - صلي الله علية وسلم - فيما يري النائم دخل من باب بني شيبه وأسند ظهره إلي الكعبة فرأيت الشافعي وأحمد بن حنبل علي يمين النبي - صلي الله علية وسلم - والنبي يبتسم إليهما. وبشر المريسي من ناحية، فقلت: يا رسول الله من كثرة اختلافهما لا أدرس بأيهما آخذ، فأوما إلي الشافعي وأحمد فقال: (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة) . سورة الأنعام، الأية 89 , ثم أومً إلي بشر فقال : (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بكافرين، أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتده)(1). سورة الأنعام، الايتان 89،90
إلية الشاة
هي في المنام تدل على الإلية أي الحلف والتمني. وربما دلّت على النعمة الوافرة، والعلم النافع، والذخيرة الصالحة من علم ولد. والإلية مال المرأة.
ومن رأى أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة نعمة وإن كان أهلاً للولاية نال بلدة طيبة عامرة لقوله تعالى " واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور " وقيل رؤيا الحمد والشكر زيادة نعمة ورفعة، وربما رزق ولداً لقوله تعالى " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل " .
قال ابن سيرين الشاذروانات تؤول بالدين، فمن رأى شاذروانا حسنا ولكن لا يعلم لمن هو فإنه يدل على علو قدره وحسن عيشه وطول عمره وزيادة رزقه، فإن تحقق أنه ملكه أو له فحصول ذلك زيادة وبشرى بحصول الأجر.
فإن رأى شعر جسده طال كشعر الشاة، فإنَّ الشعر في الجسد لصاحب الدنيا ماله وسعة دنياه يزداد منها ويطول فيها عمره وطول شعر الجسد لصاحب الهموم والخوف ضيق حاله وتفرق أمره وقوة غمه في ذلك.
فإن رأى أنّه حلقه بنورة أو بموس، فإذا حلق ذلك الشعر عن جسده تفرق عنه الهموم وضيق الحال، وتحول إلى سعة وخير. وإذا حلق ذلك الشعر من صاحب الدنيا وغضارتها، نقضت دنياه وانقطع عنه من غضارتها، وتحولت حاله إلى المكروه والضيق. ومن رأى في لقمته من طعامه شعرة أو غيرها من نحوها، فإنّه يجد في معيشته نقصاً، والعلق بمنزلة الدود، والقمل عيال.
ومن رأى أنه في نار جهنم فهو زجر له عن ذنوب هو مصر عليها وإن كان صالحا فإنه يحم أو يقع في بلاء أو يسجن فإن خرج تخلص من ذلك ومن رأى أنه مقيم فيها ولم يدر متى دخلها دل على أنه لا يزال في ضيق وأمره مخذول ومن رأى أنه تناول من مأكولها شيئا فإن ذلك من أعمال العاصي وإن رأت امرأة أنها دخلت النار دل على طلاقها إن كان الطلاق يؤذيها ومن رآها ولم يصبه منها مكروه فإن ذلك من هموم الدنيا وأحزانها يصيبه منها بقدر ما ناله من حرها ومن رآها في موضع دل على أن هناك سلطانا غشوما أو رجلا مسلطا لا يحل حلالا ولا يحرم حراما ويكون في ذلك الموضع حرب أو جوع وارتفاع الأسعار والسلع
الشاب
هو في المنام عدو الرجل، فإن كان أبيض اللون فهو عدو مستور، وإن كان أسمر فهو عدو غني، وإن كان أشقر فهو عدو شيخ. وإن كان ديلمياً فهو عدو أمين، وإن كان رستاقياً فهو عدو فظ. فإن رأى أنه يتبع شابا فإنه يظفر بعدوه، وإن تبعه شاب فإن عدوه يظفر به. وإن رأى شابا مجهولاً فأبغضه فإنه يظهر له عدو بغيض إلى الناس. وإن رأى شابا أشرف عليه فإنه عدو قد استمكن منه. ومَن كان شيخاً ورأى أنه صار شابا فإنه ينال نقصاناً عظيماً. والشاب البالغ عدو، وهو مكر وخديعة، أو عدو مكروه، وتدل رؤيته على الحركة والقوة وغلبة الجهل، وربما دلّ على النعمة والشكر لله تعالى.
دلّ ذلك على غضب اللّه تعالى، ومَن رأى مثالاً أو صورة فقيل له: أنه إلهك، وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك بالباطل على ظنّ أنه حق. ومَن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه. ومَن رأى اللّه تعالى يقبّله، فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن الكريم وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع. ومَن رأى اللّه تعالى قد ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى، وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دلّ على عمارته إن كانت خرابا، أو على خرابه إن كان عامراً، وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم، وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل. وربما دلّت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على مُلك عظيم يكون فيه، أو يتولى أمره جبار شديد، أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات، وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون، والغنى من الفقر، والرزق الواسع. ومَن رأى كأنه صار الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم. ومن رأى كأن الحق تعالى يهده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.دلّ ذلك على غضب اللّه تعالى، ومَن رأى مثالاً أو صورة فقيل له: أنه إلهك، وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك بالباطل على ظنّ أنه حق. ومَن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه. ومَن رأى اللّه تعالى يقبّله، فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن الكريم وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع. ومَن رأى اللّه تعالى قد ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى، وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دلّ على عمارته إن كانت خرابا، أو على خرابه إن كان عامراً، وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم، وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل. وربما دلّت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على مُلك عظيم يكون فيه، أو يتولى أمره جبار شديد، أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات، وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون، والغنى من الفقر، والرزق الواسع. ومَن رأى كأنه صار الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم. ومن رأى كأن الحق تعالى يهده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.
الشاعر: رجل غاو يقول ما لا يفعل، والشعر قول الزور، ومن رأى أنّه يقول الشعر ويبتغي به كسباً، فإنّه يشهد بالزور، فإن رأى أنّه قرأ قصيدة في مجلس، فإنه حكمة تميل إلى النفاق، فإن سمع الشعر فإنّه يحضر مجالس يمال فيها الباطل، ومن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحاً، فإنّه شرف وعز أو ملك، حتى لا يكون له فيه نظير إن كان والياً. وإن كان تاجراً فإنّه يكون مذكوراً في الدنيا وكذلك في كل حرفة.
كذلك لو رأى أنّ يده أو يديه جميعاً إلى عنقه ضمتا من غير طوق مطوّق في عنقه، وكان مع ذلك شيء يدل على أعمال البر، نحو مسجد أو في سبيل من سبل الله عزّ وجلّ، فإنّه كف عن المعاصي.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا السفرجل تدل على قبض الخاطر لما فيه من القبض، وربما تطير بشيء لما أنشده في المعنى:
أهدى إليه سفرجلا فتطيرا ... منه فظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه ... سفر وحق له بأن يتطيرا
وقال بعض المعبرين رؤيا السفر لأهل الصلاح تؤول بالغنيمة لقوله صلى الله عليه وسلم: سافروا تغنموا وبالعز وتفريج الهموم لقول الإمام الشافعي رضي الله عنه لبعض أصحابه الصلحاء)
شعرا:
(أما ترى الماء في الخليج زلالا ... فإذا طال مكثه يتدنس)
ولأهل الفساد بحصول العذاب لقوله عليه السلام: السفر قطعة من العذاب.
وأما الطيران والاستقرار فإنهما يؤولان على أوجه قال دانيال من رأى أنه يطير كالطير من مكان إلى مكان فإنه يدل على السفر وعلو قدره بمقدار علوه من الأرض في الطيران.
ومن رأى أنه طار إلى السماء فإنه يحصل له مضرة عاجلا وإن لم ينزل من طيرانه فإنه يدل على ارتحاله من الدنيا.
الشاة
تدل رؤيتها في المنام على المرأة. فإن رأى إنسان أنه أصاب شاة أصاب امرأة. ومَن رأى شاة تمشي أمامه وهو يمشي وراءها ولا يدركها فإنه يتبع امرأة ولا تحصل له. ومَن رأى أنه يحلب شاة فإنه يصيب خيراً في تلك السنة. انظر أيضاً الغنم.
وإن رأى كأنّه ينظر إلى الملائكة أصابته مصيبة، لقوله تعالى: " يومَ يَرَوْنَ الملاَئِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئذٍ للمُجْرِمِين " وإن رأى كأنّ الملائكة يلعنونه فذلك دليل على وهن دينه.
فإن رأى كأنّه أدخل الجنة، فقد قرب أجله وموته، وقيل إنّ صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة، إن كان يعرفه. وقيل من رأى دخول الجنة، نال مراده بعد احتمال المشقة، لأنّ الجنة محفة بالمكاره، وقيل إنّ صاحب مذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً، ويحسن معاشرة الناس، ويقيم فرائض الله تعالى
ومن رأى أنه ينظر إلى السماء، فإنه يتعاطى أمراً عظيماً ولا يناله، والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا، فإن نظر إلى ناحية المشرق، فهو سفر وربما نال سلطاناً عظيماً.
السفرجل: قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا إنه مرض لصفرة لونه، ولما فيه من القبض. وقيل إنه يدل على سفر، وقال قوم إنه سفر واقع مع وفق، وقال بعضهم إنه سفر لا خير فيه. وأنشد في ذلك:
أهدى إليه سفرجلاً فتطيرا ... منه وظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه ... سفر وحق له بأن يتطيرا
وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها. وقال بعضهم إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه، لأن اسمه بالفارسية نهي وهو خير. والتاجر إذا رآه دل على ربحه. والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته.
ومن رأى أنه يعصر سفرجلاً فإنه يسافر في تجارة وينال ربحاً كثيراً.
الرجوع من السفر
يدل في المنام على أداء حق واجب عليه. وقيل: إنه يدل على الفَرَج من الهموم، والنجاة من الاسواء، ونيل النعمة. وربما دلّت هذه الرؤيا على توبة الرائي من الذنوب، فإن معنى التوبة الرجوع عن المعصية.
الشابة
هي في المنام عدوة للمرأة على أية حالة رأتها. والشابة المجهولة المتزيّنة تدل على سماع خبر سار. والجارية الشابة الحسناء خير وظفر وسرور وفرح. والنساء المجهولة خير من المعروفة. وإن كانت المرأة مستورة فهي خير مستور مع الدين. وإن كانت متبرجة فإن الخير مشهور، وإن كان متنقبة فإن الخير ملتبس، وإن كانت مكشوفة فإن الخير يشيع. والشابة الناهد خير مرجو. وإن رأى شابة عبوسة الوجه سمع خبراً موحشاً. فإن رأى شابة هزيلة أصابه هم وفقر. وإن رأى الإنسان شابه عارية خسر في تجارته وافتضح فيها. فإن رأى أنه أصاب بكراً ملك ضيعة أو أتجر تجارة رابحة. وإن رأت شابة أنها تحولت عجوزاً دلّت رؤياها على حسن دينها. إن رأت عجوز أنها صارت شابة وعادت إليها قوتها فإن أركان دينها تشتد.
والشاب: في التأويل عدو الرجل، فإن كان أبيض، فهو عدو مستور. وإن كان أسود فهو عدو غني، وإن كان أشقر، فهو عدو شيخ. وإن كان ديلمياً فهو عدو أمين. وإن كان رستاقياً فهو عدو فظ. فإن كان قوياً فهو شدة عداوته وإن كان مجهولاً وإن كان معروفاً فهو بعينه. فمن رأى أنّه تبعه شاب، فإنه عدو يظفر به. فإن رأى شيخاً أشرف عليه، فإنّه يمكنه من الخير. وإن كان شاباً أشرف عليه، فإنّه عدو يتمكن منه، لأنه علاه. وإن رأى شيخاً كأنّه صار شاباً فقد اختلف في تأويل رؤياه، فقال بعضهم انّه يتجدد له سرور، وقال بعضهم انّه يظهر في دينه أو دنياه نقص عظيم، وقال بعضهم انّه يموت، وقال بعضهم انّ رؤياه تدل على حرصه، لأنّ قلب الشيخ شاب على الحرص والأمل. فإن رأى شاباً مجهولاً فأبغضه، فإنه يظهر له عدو بغيض إلى الناس. فإن أحبه فإنّه يظهر له عدو محبوب.
ومن رأى أن حماره قد صار بغلا فإنه يدل على حصول مال ومنفعة من جهة السفر وإن صار فرسا فإنه يدل على حصول منفعة ورزق ومعيشة من قبل السلطان بالظلم والعدوان وإن رآه صار نعجة فإنه يدل على حصول مال ونعمة من وجه حلال وإن رآه صار طيرا فإنه يدل على مال ومعيشة من وجه يدل في التأويل على ذلك الطير وإن رآه صار سنورا فإنه يدل على حصول مال ومعيشة من وجه السرقة وإن صار صيدا فإن كسبه يكون حراما.
الشارب
هو في المنام يدل على المال. ومَن رأى أنه يقص من شعر شاربه فإن ذلك صالح في السنة الشريفة. وإن رأى شاربه قد طال فهو مكروه في السنة. ومَن رأى شاربه طويلا يخالف المألوف ويعيق الأكل فإنه بدعة، أو يدل على الهم والنكد، وربما اشتهر بضرب المحرمات، وحلق الشارب واللحية دليل على الراحة وزوال الهم والنكد، وهو عند مَن يكرهه دليل على زوال المنصب والشهرة، والفقر والخسارة. وقد تدل زيادة شعر الشارب على شرب المسكر أو منع الزكاة.
السفر: يدل على الانتقال من مكان إلى مكان، وعلىِ الانتقال من حال إلى حال، وعلى المساحة. فمن رأى كأنّه يسافر، فإنّه يمسح أرضاً، كما لو رأى أنّه يمسح أرضَاً فإنّه يسافر.
65 - عن الكزني قال سمعت الشافعي يقول : رأيت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في النوم فسلم عليً وصافحني وخلع خاتمة وجعله في إصبعي وكان لي عم ففسرها فقال لي : أما مصافحتك لعل فأمان من العذاب، وأما خلع خاتمه وجعله في إصبعم فسيبلغ أسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب، ثم روي الخطيب عن الربيع بن سليمان أنه قال : والله لقد فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب.
نادرة قال بعض المعبرين رأيت قمرا طلع من الشام ثم غاب فأولت ذلك بظهور خارجي وعدم انتصافه فلما كان في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ظهر ايناك الحكمي خارجا من الشام ثم وقع في القبضة الشريفة وأمر بقتله فقتل وكانت الرؤيا كما عبرت.
رؤية الله تعالى
اعلم أن رؤية الله تعالى لا تكون غالبا إلا للأصفياء والأولياء لكرامتهم عليه وقد تقع لغيرهم لكن نادرا بل قد تقع للكافر ويدل ذلك على أنه يسلم فمن رأى الله تعالى كما ينبغي لجلاله من غير تشبيه ولا كيف فإنه ينظر إليه في الآخرة فإن رأى أنه تعالى كلمه ووعده بخير فإنه يغفر له ويقربه من رحمته ويرزقه حلالا ومن رأى أنه تعالى كلمه من وراء حجاب فإنه يدل على زيادة ماله ونعمته وقوة دينه وأمانته ومن رأى أنه تعالى يلاطفه ويعامله بالشفقة فإنه يلطف به ويدبر أموره لكن يحصل له بلاء ومن رأى أنه تعالى نزل في أرض أو في بلد فإن العدل يشمل ذلك المكان ويدل على الخصب لأهلها فإن كانوا ظالمين حلت بهم النقمة ومن رأى أنه تعالى ناوله شيئا من متاع الدنيا فإنه يبتليه لكن لا يخذله ومن رأى أنه تعالى ساخطا عليه دل على عقوقه لوالديه أو أحدهما ومن رأى أنه تعالى اشتراه من نفسه فإنه يقتل شهيدا ومن رأى أنه تعالى على غير ما وصف به من صفات الكمال فإنه يرتكب أمرا باطلا من بدعة أو غيرها ومن رأى أن بينه وبينه تعالى حجابا خشي عليه من عمل الكبائر
من رأى أنه تحول عن الإسلام إلى أحد الأديان الباطلة فإنه ارتكاب معاصي وقيل ذلة وحقارة ومن رأى أنه يعبد النار فإنه يفتن مع السلطان فإن كانت النار خامدة فإنه يطلب مالا حراما ومن رأى أنه يعبد صنما من خشب فإنه يتقرب برجل باطل إلى رجل خبيث وإن كان من فضة فإنه يأتي إلى امرأة بما لا يليق وإن كان من ذهب فإنه يتقرب إلى أمر يكرهه ويحصل له من ذلك ضرر وإن كان من نحاس أو حديد أو رصاص أو ما أشبه ذلك فإنه يتقرب إلى طلب الدنيا وإن كان من حجر فإنه يتقرب لرجل قاسي القلب وإن كان من فخارا وما أشبه ذلك فإنه يتقرب لمن ليس فيه فائدة وبالجملة فإن رؤية الأصنام ليست بمحمودة
نادرة ولي عمر قاضيا في الشام فسافر يوما عن مكة فرأى كأن الشمس والقمر يتقاتلان والكواكب بعضها مع الشمس وبعضها مع القمر وأنه صار كوكبا فعاد ليقص رؤياه على الإمام عمر رضي الله عنه فلما أقبل عليه قال له لم عدت من طريقك قال رأيت رؤيا عدت لأقصها على أمير المؤمنين فقال له الامام عمر رضي الله عنه لما رأت أنك كنت كوكبا فرأيت نفسك مع الشمس أو مع القمر قال مع القمر قال فانطلق ولا تعمل لي عملا أبدا فلما خرج من عنده قال الامام عمر لاصحابه وإن صدقت رؤياه يكون خارجا مع من ليس ظفر علينا فلما كانت وقعة صفين قتل الرجل مع أهل الشام.
ومن رأى أنه في نار جهنم فهو زجر له عن ذنوب هو مصر عليها وإن كان صالحا فإنه يحم أو يقع في بلاء أو يسجن فإن خرج تخلص من ذلك ومن رأى أنه مقيم فيها ولم يدر متى دخلها دل على أنه لا يزال في ضيق وأمره مخذول ومن رأى أنه تناول من مأكولها شيئا فإن ذلك من أعمال العاصي وإن رأت امرأة أنها دخلت النار دل على طلاقها إن كان الطلاق يؤذيها ومن رآها ولم يصبه منها مكروه فإن ذلك من هموم الدنيا وأحزانها يصيبه منها بقدر ما ناله من حرها ومن رآها في موضع دل على أن هناك سلطانا غشوما أو رجلا مسلطا لا يحل حلالا ولا يحرم حراما ويكون في ذلك الموضع حرب أو جوع وارتفاع الأسعار والسلع
كبد الشاة: مال مدفون يصيبه من أصاب منها شيئاً أو أكلها نيئاً أو مشوياً أو مطبوخاً. وكذلك الأكباد من كل الحيوان مال مدفون، إلا أن أفضلها وأكثرها كبد الإنسان.
ومن رأى يوم الاحد واعتقد أنه يوم الجمعة يكون مصاحبا للنصارى، وقيل رؤيا الجمعة على حقيقتها خير ونعمة، ورؤيا السبت توقف على أمر، ورؤيا الأحد ابتداء أمر، ورؤيا الاثنين سعي في أمر وحصوله، ورؤيا الثلاثاء راحة من تعب، ورؤيا الأربعاء ثبات واستمرار وقيل غيظ وحصر، ورؤيا يوم الخميس خير وبركة وقيل رؤيا يوم الثلاثاء إذا اعتقد أنه الجمعة يكون مصاحبا لأهل الفساد، وإن رأى يوم الأربعاء كذلك يكون محبا لأهل البدعة ومن رأى يوما من الأيام وما عرف ما هو فليس بمحمود.
وأما السفر والانتقال فإنه يؤول على أوجه فمن رأى أنه يسافر ويعلم أن المقام الذي يتوجه إليه أحسن من هذا المقام الذي هو به ويرحل منه فإنه يدل على تحسين حاله ونيل آماله وإن علم إن المقام الذي هو فيه أحسن من هذا المقام الذي صمم عزمه إليه فتعبيره ضده وإن يعلم أيهما أحسن ولا يعلم بأيهما يقيم في سفره فإنه يدل على تشتته وبعده عن وطنه وأقربائه أو ينتقل من دار إلى دار وإما أن يودع أحدا أو أحد يودعه تغير أحوال دهره ثم بعد ذلك يستقيم حاله.