رأيت حلمين الحلم الاول رايت مطرًا وثلجًا يهطل بشدة رغم اننا في فصل الربيع ، الحلم الذي يليه رايت انني واهلي حزينين ومهمومين وخاصة ابي ، مع العلم اننا بالواقع ني من فترة عصيبه ، ف ماذا يعني هذا
وخلاصة ماتم نشره حول تفسير الحزن والهم من خلال أفضل إجابة
ومن رأى أنه على شيء مرتفع والنهر يجري من تحته فإنه حصول خير ونعمة ورفعة، وربما كان من أهل الحنة لقوله تعالى " يجري من تحتها الأنهار لهم فهيا ما يشاءون " .
وقال الكرماني من رأى بعض الفراعنة والأكاسرة والجبابرة حيا أو ميتا في أرض أو بلدة فإنه يؤول على أربعة أوجه ظهور سنته هناك وجور حاكمها إلى أن يصير في الأفعال مضار به وعزله وتولية غيره ممن يكون فعله كذلك وحصول مصيبة عامة لأهل ذلك المكان.
وقال الكرماني من رأى أنه راكب نمرا فإنه يؤول على أوجه بعلو المنزلة والقدر والجاه ويقهر عدوه ورؤيا لبنه تؤول بالخوف من الأعداء وآخر الأمر إلى سلامة ولحمه يؤول بالمال وقيل)
بشهرة له في الحرب وجلده وشعره وعظمه يؤول بمال العدو.
وأما العداوة فإنها تدل على المودة وأما الإحسان فهو محمود وخصوصا إن كان للعدو فإنه ظفر به وقال بعضهم من رأى أنه محسن فإنه يدل على أخلاصه في التوحيد والموت على الإسلام
السكر المطبوخ والفانيد ونحوهما: فإنّه كلام حلو حسن أقبل من حبيب وولد أو زوجة، وقيل دنانير ودراهم. وأما ما يعمد من العسل والحلو، فإن كان هو الذي عقدها، جمع مالاً من كده وسعته طيباً. فإن أفادها ولم يدر من عقدها، نال ذلك ممن عمل غيره، كالغنائم والموارث والغلات.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم والحكمة أو يخطب فإن كان من أهل ذلك المكان يحصل له من الامام أو من يقوم مقامه علو قدر وشرف وإن لم يكن كذلك يحصل ذلك الخير لأحد من أهله أو جيرانه إن كان فيهم من هو بتلك المثابة.
وأما الكتب والمكاتبات فهي بمعنى واحد في علم التعبير سواء كانت مراسيم أو كتبا أو مطالعات أو ما أشبه ذلك ويذكر تعبير كل منهما على حدة وقال الكرماني من رأى أنه كتب كتابا وكمله فإنه يكمل أمره وتتم حاجته وإن لم يكمله وتعذر عليه ذلك فإنه يتعذر عليه أمهر.
قال جعفر الصادق من رأى شيئا من هذه المذكورات وبها كتابة حسنة أو ما يدل على الخير والبشرى فإنه يؤول ببلوغ المقاصد ونيل الآمال وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه جالس على الهواء فإنه على هوى من دينه وغرور من أمره ومن رأى أنه ينظر في سراب فإنه كلام باطل يبلغه أو هو مقيم على أمر باطل وكذلك الهباء في التأويل لا خير فيه
وأما رؤية الحديد والصفر والرصاص فمن رأى أنه أصاب شيئا من ذلك فإنه يصيب خيرا من متاع الدنيا وقوة على ما يريد من أمره ومن رأى أن الحديد لان له فإنه يصيب ملكا ورزقا واسعا ومن رأى أنه يسبك حديدا أو نحاسا فإنه يعمل عملا يذكر به ومن رأى أنه يذيب حديدا أو رصاصا أو صفرا أو ذهبا أو فضة فإنه يقع في ألسنة الناس ويغتابونه وما صنع من الحديد فهو منفعة للناس وقوة
ومن رأى أن له صقرا مطواعا فإنه يصيب سلطانا ويكون ظلوما غشوما ومن رأى أنه اصطاد صقرا غير مطواع فإنه يصيب غلاما لا يبلغ مبلغ الرجال ومن رأى أنه أصاب بازا مطواعا فإنه يصيب سلطانا ويكون ظلوما غشوما وإن كانت له امرأة حبلى ولدت غلاما وإن رأى أنه ذهب عنه الباز ذهب عنه سلطانه
ومن رأى أنه أصاب جماعة من النحل واتخذها وأصاب من عسلها فإنه يصيب غنائم وأموالا وقد يكون النحل رجالا من أهل البادية والسعاية أو علماء وأما الزنبور واليعسوب والذباب فإن كل واحد منها إنسان ضعيف وجماعتها سفلة الناس فمن رأى أنه يعالج جماعة من أحدها فإنه يعالج سفلة الناس ومن لا قدر له ومن رأى أنه ناله منها مكروه فإنه يسمع منهم ما يكره
لا يخفى على أي مهتم بهذا الفن أن هذا العلم شريف جدا ، ولذلك امتن الله على نبيه يوسف بقوله تعالى [وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ...] ، وكان نبينا محمد [صلى الله عليه وسلم ] يعبر الرؤى وكثيرا ما سأل الصحابة كما في حديث سمرة بن جندب : كان النبي [صلى الله عليه وسلم ] إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا .
والحقيقة أن لي وجهة نظر في هذه المسألة ؛ أقصد إمكانية تعلم ، وتعليم هذا العلم ، وهي أنه يمكن تعلمه ، وتعليمه .
وقد يكون في هذا الرأي غرابة لدى البعض ؛ وذلك لكون هذا العلم أشبه بالإلهام والفراسة ، وكأن فيه تشبها بالرسل ، فوجد الحرج من هذه الجهة ولكن آمل أن نطرح هذه المسألة للنقاش ليكون طرحنا موضوعيا .
وإليكم أهم ما يجعلني أميل لهذا الرأي ، وقد تكلمت عليه بالتفصيل في كتابي :تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة،ص:96، وما بعدها، الناشر : دار التدمرية .
قال النووي تعليقا على حديث سمرة السابق :
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا ، والمبادرة إلى تأويلها ، وتعجيلها أول النهار ، وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ، ونحوهما .15/30
وقال ابن حجر تعليقا على الحديث السابق كما في الفتح 12/437:
الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها ، وترك إغفال السؤال عنه ، وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب ، وأسرار الكائنات .
وقال ابن عبد البر كما في التمهيد 1/313 تعليقا على الحديث السابق : وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ، لأنه [ صلى الله عليه وسلم ] إنما كان يسأل عنها لتقص عليه ، ويعبرها ، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاته 5/130 :
علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده.
وقال في موضع آخر 5/143 :
عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها ، لأنها من أقسام الوحي .
وقد نبه الشاطبي رحمه الله في الموافقات 2/415 :
أنه ما من مزية ومنقبة أعطيها النبي [صلى الله عليه وسلم] سوى ما استثني ، إلا وقد أعطيت أمته نموذجا ، وهذا يعلم بالاستقراء ، ومن ذلك أنه أعطي الوحي له ، ولأمته أعطيت الرؤيا الصالحة .
وقال الإمام مالك ، وقد سئل : أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ، ثم قال : لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها . فإن رأى خيرا أخبره ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت .
وقال الإمام ابن السعدي في تفسيره 2/442 : ومنها أي الفوائد على الآية السابقة :أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده .
وقال أيضا 2/449 : ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية ، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه ، وتعليمه .
ومما يدل على وجود التعلم والتعليم عند الصحابةـ أشرف الخلق ـ ما ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر 12/399 .
وذكر ابن سعد في الطبقات 7/124 : أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر، وأبو بكر أخذ هذا العلم من الرسول الكريم ، الذي كان يدعه أحيانا يعبر بعض الرؤى ، ويصوبه أحيانا ، وقد يخطئه شانه شأن أي معلم وتلميذه ، وقد كان هذا التلميذ بارعا في الكثير من المواقف التي امتحن فيها ، ولذلك نجده بعد إحدى المرات ، وكان يعبر رؤيا رآها الرسول يقول الرسول له إعجابا بتعبيره : كذلك قال الملك . ، ولكن حصل له أيضا أن أخطأ في اجتهاده ، وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لا يجامله ، بل يخطئه ولذا قال له مرة بعد أن عبر عنده : أخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ فقال النبي : أصبت بعضا وأخطأت بعضا .
كذلك حصل لعائشة رضي الله عنها مواقف تعليمية مع أبيها ، فكانت تعرض عليه الرؤى ، وحصل لها مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعض المواقف ، ولذا فقد عنفها مرة حين عبرت رؤيا لامرأة بأن زوجها يموت وتلد غلاما فاجرا بقوله :
[ مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير ، وهو صرفها على الخير .
وقد ذكر الإمام ابن خلدون في مقدمته ص:389 أن هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها ، وتعبيره موجود في السلف والخلف ، ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف .
توجد مجوعة من المتغيرات النفسية و الاجتماعية التي يمكن إن تؤدي إلى اضطراب في النوم المختلفة (ارق . . .كوابيس . . .فزع ليلي. . . إلخ) و ذلك لدى الراشدين والأطفال . . .(مثل : وفاة عزيز، الانتقال إلي مدينة أخري ، الأزمات المالية ،
المشكلات مع القانون، مشكلات التوافق الزوجي، ضغوط العمل ، المشكلات المدرسية للطلاب . .).
3 . العادات السيئة في الطعام والشراب : مثل : أكل كميات كبيرة من الطعام في وجبة العشاء ، أو الإكثارمن الأطعمة الدسمة ثم النوم مباشرة أم تأخر وجبة العشاء إلى ما قبل النوم أو شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم ، وهو ما قد يؤدي الي نوع من التخمة وضيق النفس ومن ثم الي كوابيس وأحلام مفزعة . . إلخ.
و تشير الدراسات إلى أنة كلما زاد الوزن زادت فترة النوم الملي بالاحلام و الكوابيس ، ولكن هذا لمن : يفصل بين الاسباب الروحية و المتمثلة بالشيطان الذي ييجري في الإنسان مجرى دمة وبين ماذكرناه و نذكره في هذه الجزئية في حديثنا عن الكابوس. . .
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء، فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة والدين.
وقال خالد الاصبهاني الورق يعبر بالورق لاشتقاق اسمه وقال بعض المعبرين ما يؤكد ذلك من اشتقاق الاسم وهو قوله تعالى فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة وأما ما يشهد فيه كالحجج والمحاضرات والاجارات والسجلات والقسائم وما أشبه ذلك.)
وقال أبو سعيد الواعظ من ركب اتانا فإنه ينكح امرأة وإن كان له جحش وبغل فإنه يصيب ولدا من زنا وقيل من رأى حمارته عشراء فإنه يؤول بحصول المراد وزيادة الخير ووفور السرو.
وقال جعفر الصادق رؤيا الملح الأبيض على خمسة أوجه دراهم وحياء وفعل خير ومال كثير وخادم حسن والملح المر يؤول على خمسة أوجه دراهم مردودة وكلام سيء وحزن وغم وعدم حركة.
وقال أبو سعيد الواعظ الرعاة تؤول بالولاية وإذا رأى الأعرابي أنه يرعى غنما فإنه يقرأ القرآن ولا يحسنه وقيل الراعي يؤول على وجهين محافظ على الأمور النافعة أو وال على كور.
نادرة قال بعض المعبرين رأيت كأن رجلا قائما وعينه مربوطة بخرقة زرقاء فسألت منه عن والدي فأخبرني أنه قد مات وأتى بي إلى قبره فعانقت ذلك القبر وصرت أبكي بكاء بصراخ ثم استيقظت وأعلمت صاحبا لي فقال موت والدك طول حياته وبكاؤك فرج فلما قبلت منه ذلك التعبير لكوني أعلم تعبير القبر والبكاء والصراخ فعن قليل قدم والدي سالما فعرفني ذلك الصاحب الذي عبره إن تعبيره ظهر وقد تعجبت من ذلك ثم سافرت وغبت مدة فلما عدت مررت بتربة لنا وإذا على بابها امرأة قائمة وعينها مربوطة بخرقة زرقاء فإستفهمت منها عن)
الأحوال لكونها قيمة التربة وعالمة أحوالنا فأجابت لك طول العمر والدك قد مات فجئت إلى القبر فعانقته وبكيت بصراخ مثل ما رأيت من غير زيادة وما خرجت الرؤيا كما عبرها لي ذلك الصاحب إذ ليس له في ذلك يد.
ومن رأى أنه حوسب وقع في محنة وعذاب ومن رأى ميزانه قد رجح حسن عمله وأطاع به وإلا فعلى قدر ما رآه ومن رأى الميزان دل على انبساط العدل وارتفاع الظلم ومن رأى أنه مر على الصراط سليما نجا من شدة وفتن وبلاء وإن سقط منه في النار يقع في فتنة وبلاء وإن رأى أنه قائم عليه تستقيم على يديه أمور معوجة ومن رأى أنه شرب من الحوض فإنه يموت على الإسلام
وأما رؤية الكتب والصحف فمن رأى شيئا من كتب تفسير القرآن بيده فإن أموره تستقيم وإن رأى أنه يطالع فيه فإنه يفعل الأمور المشكلات ومن رأى من مجلدات الفقه فإنه يكون سالكا طريق الخيرات وإن قرأها فإنه يكون متبعا للأوامر مجتنبا عن النواهي مختار الصواب ومن رأى من مجلدات الأخبار أو قرأها يكون مقربا عند الملوك ومن رأى من مجلدات الأصول فإنه يبحث عن الأشياء الغوامض فإن قرأ منها شيئا فإنه يشتغل بما لا يحصل منه فائدة وربما يحصل بينه وبين أقوام جدل وقد يكون ارتكاب أمر منهي عنه ومن رأى من مجلدات الكلام في باب التوحيد والمنطق والبيان أو ما يناسب ذلك أو قرأ منها شيئا فإنه يشتغل بأمور عجيبة ومن رأى من مجلدات فضائل التسبيح والتهليل أو قرأ منها شيئا فإنه يكون طلق اللسان بالخيرات والصلاح محمودا في أفعاله مجتنبا عن الدنيا طالبا للآخرة ومن رأى من مجلدات الدعوات والخطب أو قرأ منها شيئا فإن الله تعالى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه ومن رأى من مجلدات القصص أو قرأ منها شيئا فيلومه الناس في أفعاله ومن رأى من مجلدات الطب أو قرأ منها شيئا فإنه يكون رئيسا في مهماته مصلحا للأمور الفاسدة ومن رأى من مجلدات النجوم أو قرأ منها شيئا فإنه صلاح أشغال دنياه ومن رأى من مجلدات الشعر أو قرأ منها شيئا فإن كان شعرا فيه فضائل وتوحيد فيصادف خيرا وفوائد وإن كان مدحا أو عزيمة فإنه يشتغل بفعل يحصل له بذلك من الناس الملامة والطعن وليس له مصلحة منه في دينه ودنياه ومن رأى مجلدات التعبير أو قرأ شيئا منها فإنه يصل إليه حديث من شخص جليل القدر يحصل له من ذلك خير وشرف ومن رأى من مجلدات الحساب أو قرأ منها شيئا يكون مهموما في طلب الدنيا ومن رأى مجلدات النوادر والمضاحك وعيوب الناس وهلجوهم وما لا منفعة فيه أو قرأ من ذلك شيئا فإنه يصدر منه فعل قبيح وقيل رؤية المجلد إذا لم يفتح ولم يعلم ما فيه فهو حصول خير على كل حال وإن حصل ما ينكر ليس بمحمود ومن رأى أنه يجمع مجلدات كثيرة فإنه يحيط بعلوم شتى فإن قرأها كانت إحاطته عن أصل وحقيقة وإن لم يقرأها فضد ذلك
ومن رأى أنه يعبد الله بنوع من أنواع العبادة وهو في ذلك سالك طرق الرشاد فهو حصول خير الدنيا والآخرة ومن رأى أنه تعبد بما لا يجوز في الشرع فتعبيره ضد ذلك ومن رأى في عبادته نقصا فهو مقصر في صالح نفسه ومن رأى أنه يعتكف فإنه يكون مجنبا عن أمور الدنيا ومن رأى أنه يسبح الله تعالى فإنه يفرج همه ويكشف غمه والسوء عنه ومن رأى أنه يستغفر الله تعالى فإنه يرزق مالا وولدا ومن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه غم وحبس طويل وربما دل على إهمال الطاعات ومن رأى أنه يحمد الله تعالى فإنه ينال فوزا وهدى في دينه ومن رأى أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة ونعمة ومن رأى أنه مواظب على الذكر فإنه يأمن من شر الأعداء ويفتح له أبواب الخيرات ويفوز من البلاء ويسهل له أموره العسرة ومن رأى أنه قال لا إله إلا الله أتاه الفرج قريبا ويخلص من الغم ويختم له بالشهادة ومن رأى أنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه يؤول بحصول المال والنعمة ويكون في حفظ الله وأمانه وربما يجد ذخيرة أو كنزا
وأما الغنى فمن رأى أنه من أهل السعة والمال والقدرة فذلك تعسير أمره وسقوط حاله ومن رأى أنه غني فإنه يفتقر وقال بعضهم رؤية الغنى لأهل الدين والصلاح قناعة وأما الفقر فإنه صلاح في الدين وثبات في الحال وقال بعضهم من رأى كأنه فقير نال طعاما كثيرا وأما الالتقاط فهو حصول ما ليس في الأمل فإن كان مما يحب نوعه فضد ذلك
ومن رأى أنه أصاب زمردا فإنه يكتسب أخا في الله وإخوانا صالحين وأولادا ذكورا مهذبين أو علما نافعا أو مالا حلالا طيبا ومن رأى أنه أصاب خرزا أو أعطيه فإنه يصيب من الخدم والمال أو من سفلة الناس أمرا دنيا بقدر ذلك ومن رأى أن عليه قلادة ذهبا أو فضة وفيها جوهر أو حجر فإنه يلي ولاية ويتقلد أمانة ومن رأى أن عليه قلائد أو عقودا كثيرة وهو يضعف عن حملها فإنه يضعف عن العمل بعلمه والقيام به وإن رأت المرأة أن عليها عقدا أو قلائد فإن تأويل ذلك في زوجها أو قيمها وإن رأت على نفسها حليا فإنه لا خير فيه وإن رأى الرجل ذلك فهو له حزن وقيل يتزوج بامرأة خطرها في النساء كخطر الحلية
ومن رأى أن عليه سوارين من فضة فإنه يصيبه ضيق في ذات يده ومكروه فيما يملك فإن كانا من ذهب فهو أشد من الفضة والأجوف خير من المصمت ومن رأى أنه سوره السلطان بعدد سوار فإنه ولد أو أخ ومن رأى أن عليه خلخال ذهب فإنه يصيبه شدة وخوف أو حبس أو قيد فإن كان من فضة فهو أهون وأسرع لفرجه
ومن رأى أنه ذبح بقرة وحشية وأكل من لحمها فإنه يصيب مالا من امرأة حسناء ومن رأى أنه ذبح ظبية فإنه يفتض جارية ومن رأى أنه ملك ظبيا أو ظبية فإنه يصيب غلاما أو جارية ومن رأى أنه رمى ظبيا أو ظبية للصيد وأصابه فإنه يصيب غنيمة وإن لم يصبه فإنه ما يرجوه من ذلك ومن رأى أنه قتل ظبيا أو مات بيده فإنه يصيبه هم وحزن من قبل النساء ومن رأى أنه أصاب أرنبا فإنه يصيب امرأة سوء
ومن رأى أنه ركب نمرا أو نازعه أو غلب النمر أو غلبه النمر أو أصابه من النمر مكروه أو نحو ذلك فإن تأويل ذلك كتأويل الأسد وكذلك من رأى أنه ركب دبا أو نازعه أو خالطه فتأويله كتأويل سائر السباع
ومن رأى أنه أصاب من الدجاج شيئا فإنه يصيب من السبي والخدم بقدر ذلك فإن كانت كثيرة لا يحصى عددها وهي في بيته فإنه يصيب رياسة وغنى ويذهب خوفه وتقبل دولته ومن رأى أنه ذبح دجاجة فإنه يفتض جارية عذراء ومن رأى أنه يأكل من لحوم الدجاج أو يصيب من ريشها فإنه يصيب من السبي والخدم مالا وفضلا ومن رأى أنه أصاب ديكا أو ملكه فإنه يملك رجلا أعجميا من نسل الملوك وقيل إن كان أبيض فإنه يفيد عبدا صالحا أمينا أو أحمر فإنه يملك عبدا آبقا خبيثا ومن رأى أنه قاتل ديكا فإنه ينازع رجلا أعجميا فإن أصابه من الديك مكروه فإنه يصيب من ذلك الرجل ما يكره بقدر ما أصابه من الديك يأتي خطيئة ومن رأى أنه ملك ذكر نعامة أو ذبحه فإنه يستمكن من رجل أعرابي ومن رأى أنه أصاب من بيض النعام أو من ريشها فإنه يصيب من رجل أعرابي مالا وخيرا
75 - عن بقية بن الوليد قال : حدثني أبو غياث قال : بينا أنا أغسل رحلاً من أهل القدر قال: فتفرقوا عني فبقيت أنا وحدي فقلت: ويل للمكذبين بأقدار الله، قال: فانتفض حتي سقط عن دفه، قال: فلما دفناه عند باب الشرقي رأيت في ليلتي تلك في منامي كأني منصرف من المسجد إذا بجنازة في السوق يحملها حبشيامن رجلاها بين يديهما فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان، قلت: سبحان الله أليس قد دفناه عند باب الشرقي، قال دفنتموه في غير موضعه، فقلت: والله لأتبعنه حتي أنظر ما يصنع به فلما أن خرجوا به من باب اليهود مالوا به إلي نواويس النصاري فأتوا قبراً منهما فدفنوه فيه فبدت لي رجلاه فإذا هو أشد سواداً من اليل .
89 - عن الحارث بن أسد المحاسبى وأصبغ وخلف بن القاسم وجماعة عن سعيد بن مسلمة قال : بينما أمرأة عند عائشة إذ قالت : بايعت رسول الله - صلى الله علية وسلم - ،على أن لا أشرك بالله شيئًا ولا أسرق ولا أزنى ولا أقتل ولدى ولا آتى ببهتان أفتريه من بين يدى ورجلى ولا أعصى فى معروف فوفيت لربى ووفا لى ربى فوالله لا يعذبنى الله ، فأتاها فى المنام ملك فقال لها : كلا ، إنك تتبرجين ، وزينتك تبدين ، وخيرك تكندين ، وجارك تؤضين ، وزوجك تعصين ، ثم وضع أصابعة الخمس على وجهها وقال : خمس بخمس ولو زدت زدناك ، فأصبحت وأثر الأصابع فى وجهها.
خدمة الفقراء والصالحين
إذا رأى الإنسان نفسه في المنام يقوم بخدمة الفقراء والصالحين، ويتواضع لهم، ويقف بين أيديهم، ممتثلا لأوامرهم، فهو دليل على الحظ الوافر عند اللّه وحسن الخاتمة، وعلى مرافقة الصالحين، وربما ساد قدره.
وأما الملح فإنه يؤول بالمال قال الكرماني من رأى أنه اشترى ملحا أو وهب له فإنه يؤول بالدراهم وإن كان مريضا شفاه الله تعالى لما جاء فيه إنه شفاء من اثنين وسبعين داء وقيل)
ومن رأى العرش والكرسي دل على أن الرائي زاكي العمل كثير الخير والبركة هذا إن رآهما على هيئة حسنة وإلا دل على بدعة وضلالة ومن رأى العرش وهو مريض دل على أنه يموت ومن رأى أنه جالس عليه فإنه رفعة وعز وشرف إن كان أهلا والكرسي يدل للعلماء وذوي المناصب على الرفعة والعدل لمن جلس عليه ويدل على التزوج والسفر وللمريض على الموت
ويؤول القمر بوزير السلطان أو عامله وكذا الأنجم الخمس السيارة الزهرة والمريخ وعطارد والمشتري وزحل فمن رأى منها تلطفا وإقبالا حصل له عز ورفعة فالزهرة تؤول بزوجة الملك والمريخ بصاحب الجيش وعطارد بكائن والمشتري بالخزان أي خازن الملك وزحل بصاحب عذابه وأما سائر النجوم فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى أنه اقتدى بهم اهتدى وتؤول أيضا بأشراف الناس فمن رآها قد اجتمعت في حال إشراق فإنه صلاح حال أشراف الناس واجتماع أمرهم وإن رآها قد تفرقت أو طمست فإنه افتراق أمرهم وفساد حالهم ومن رأى أنه يصنع شيئا لها فإنه يصنع بالناس مثل ذلك ومن رأى أنه يأكلها فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ومن رأى أنه أخذ نجما من السماء فإن كانت امرأته حبلى ولد له ابن ومن رأى نجوما انقضت على رأسه أو رآها في بيته أصاب سلطانا ورفعة ومن رأى نجما سقط في الأرض دل على سقوط رجل كبير عن منزلته وإن كان له غائب قدم عليه أو حامل أتت بولد شريف وإن كان ذلك من النجوم المؤنثة فإن الولد جارية وإن رأى نجما سقط عليه مات سريعا
ومن رأى أنه حوسب وقع في محنة وعذاب ومن رأى ميزانه قد رجح حسن عمله وأطاع به وإلا فعلى قدر ما رآه ومن رأى الميزان دل على انبساط العدل وارتفاع الظلم ومن رأى أنه مر على الصراط سليما نجا من شدة وفتن وبلاء وإن سقط منه في النار يقع في فتنة وبلاء وإن رأى أنه قائم عليه تستقيم على يديه أمور معوجة ومن رأى أنه شرب من الحوض فإنه يموت على الإسلام
من رأى أنه يقرأ شيئا من القرآن ولا يعرف ما قرأه أو نسيه فإن كان مريضا شفاه الله أو مهموما فرج الله همه وقيل من رأى أنه يقرأ القرآن فإنه يتكلم بالحق ومن رأى أنه يقرأ آية الرحمن فهو حصول خير وإن كانت آية عذاب فضد ذلك ومن رأى أنه قرأ القرآن وأتمه فإنه ينقضي أجله على خير وقيل من رأى أنه ختم القرآن يحصل له بلوغ مقصوده وإن قرأ نصفه فقد انقضى نصف عمره ومن رأى أن أحدا يقرأ القرآن وهو يسمعه فهو يتبع القرآن وإن رأى ذلك ولم يفهم ما يقوله فضد ذلك ومن رأى أنه يقرأ بمكان لا تجوز القراءة فيه دل على أن في دينه خللا ومن رأى أنه قرأ بعض سورة كان حكمه كمن قرأ تلك السورة فتعبير تعبيرها
ومن رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك فإنه ينال رفعة وسلطانا في الدين وإن لم يكن أهلا فإنه يصيبه بعض بلاء الدنيا ومن رأى أنه لم يتم خطبته وهو ذو منصب فإن الأمر الذي يطلبه متعذر عليه وربما يعزل عن منصبه ومن رأى أن الخطيب عزل عن خطابته وبدل بغيره أو حدث له حادث فيعتبر ذلك في ملك ذلك المكان ومن رأى أنه يعظ الناس فإنه يتولى أمرا يحكم فيه إن كان أهلا وقيل إنه يدعو قوما إلى الحق وسبيل الرشاد وإن رأى أنه يتم وعظه فإن حاجته تتعذر عليه ولا يتم له أمر هو طالبه ومن رأى أنه يتكلم بكلام يخالف الشريعة فإنه يشتهر بالفضائح فليستغفر الله ومن رأى مجلسا يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلا لذلك فسبيلى ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه وإن كان أهلا فهو زيادة علم ورفعة فإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهول وعاقبته إلى خير وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة وقيل رحمة من الله تعالى وربما دل ما أشبه ذلك على أمانة
وأما الرئة فإنه فرح الإنسان وسروره فمن رأى في ذلك ما يسر أو يحزن فإنها يؤول في ذلك
وأما الطحال فهو مال وقيل دين وربما كان قوام البدن فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك وقال بعضهم رؤية الطحالات من جميع الحيوان مال فمما يؤكل لحمه حلال ومما لا يؤكل حرام
وأما البصاق فكلام سوء فمن رأى أنه يبصق دل على أنه يتكلم بما لا يجوز وإن رأى أنه يبصق في مسجد دل على أنه يتكلم بمعروف أو في حائط دل على أنه يكنز مالا يبتغي به مرضاة الله أو على أرض أو شجر دل على تحصيل إقطاع وضياع ومن رأى أن ريقه كثير دل على أنه عذب المنطق وإن رأى أن ريقه ناشف فضد ذلك ومن رأى أن ريقه عاد دما فإنه يتكلم بعلم باطل ومن رأى أن أحدا يبصق على وجهه فإنه يطعن في أهل بيته ومن رأى أنه يبصق مختلطا بدم فإنه يدل على أكل الحرام والكذب ونقض العهد
وأما الطير فمن رأى أنه أصاب نسرا أو ملكه وكان له مطواعا فإنه يصيب مالا عظيما ويستمكن من سلطان أو ذي سلطان ومن رأى أنه أصاب من لحم النسر ومن ريشه فإنه يصيب مالا من سلطان وشرفا ورفعة ومن رأى أنه يركب على ظهر نسر فإنه يظفر بسلطان قوي ومن رأى أنه احتمله فطار به حتى بلغ السماء أو دونها فإنه يسافر سفرا بعيدا في سلطان ويعلو ذكره فإن رأى أنه لم يرجع من السماء إلى الأرض فإنه لا يتم له أمره ويزول عنه سلطانه وماله
ومن رأى أنه ملك عقابا مطواعا فإنه يصيب سلطانا أو يسافر سفرا بعيدا ومن رأى أن عقابا ضربه بمخالبه أو بغيرها فإنه يناله مكروه في سلطانه بقدر ذلك ومن رأى أن عقابا انقض عليه من السماء فإنه يموت سريعا ومن رأى أنه ملك حدأة وهو يطيعه ويصيد له فإنه يصيب سلطانا ورفعة ومالا كثيرا وإن رأى أن الحدأة ذهب منه بعدما ملكه فإن ابنه يموت ولا يبلغ مبلغ الرجال
تطلق كلمه (تعبير) على تفسير الرؤيا خاصة .
والتعبير هو: العبور من ظاهر الرؤيا إلى باطنها. وهذا رأي الراغب. وقيل: النظر في الشيء فيعتبر بعضه ببعض حتى يحصل على فهمه
وهذا حكاه الأزهري.
وأصل التعبير مشتق من: العبر, وهو التجاوز من حال إلى حال , وفرق علماء اللغة بين تجاوز الماء وغير الماء، فقالوا: تجاوز الماء بسباحة أو سفينة أو غيرها يطلق عليه: العبور.
وقالوا: الاعتبار والعبرة هي الحاله التي يتوصل بها من معرفة المشاهد
إلى ما ليس بمشاهد.
يقال: عبرت بالتخفيف أي فسرت الرؤيا.
و: عبرت بالتشديد للمبالغة فى ذلك.
وفي التنزيل: " ان كنتم للرءيا تعبرون "(1) أي تصلون إلى نهايتها وتذكرون مالها.
والمعبر: اسم فاعل من الفعل عبر , يقال: عبر الرؤيا عبرا وعبارة أي فسرها.
وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أبرز الصحابة شهره بتأويل
الرؤى وتعبيرها وكيف لا وأستاذه هو رسول الله معلم الأمة جميعها, قد وصفه أحد الصحابة كما في"الفتح"(2): "وكان من أعبر الناس للرؤيا بعد رسول الله صلي الله علية وسلم " . كما أن من الذين اشتهروا بتعبير الرؤى الامام ابو بكر محمد بن سيرين الأنصاري بالولاء البصري المولود سنة 33 ة والمتوفى سنة 110 ة وينسب له كتاب (تعبير الرؤيا) وهو مطبوع وذكره ابن النديم في الفهرست, وهو غير الكتاب المتداول بين الناس له باسم: (منتخب الكلام في تفسير الأحلام) , وانظر الأعلام للزر كلي ( 257 ) تجد ترجمة وافية وعملا جبارا للزركلي وانتهى فيه الى عدم صحة نسبة الكتابين لابن سيرين.
وهناك عالم اخر هو: عبدالغني بن اسماعيل النابلسي وهو من المتصوفة , وله العديد من المؤلفات ومنها: (تعطير الأنام في تعبير المنام ) ويحتوي على أمور وتصورات وأسماء وذوات قد لا تحدث الا نادرأ كما قد يستحيل رؤية البعض الاخره وهذا وان كان من المتصوفة غير أنه والحق يقال قد أوفى وزاد في هذا المجال , وقد أثنى على عمله الكثير من الأدباء كالأستاذ محمد قطب , ثم أقول: انني في هذا الجزء سأتحدث عن مناهج المعبرين والأمور اللازمة التي يجب توفرها في المعبر , وقبل هذا ألفت الى وجود الكثير من المعبرين حديثأ وقديمأ , ولست هذا أبحث في أسمائهم وانما سأتحدث عن المنهج الذي عليه كثير منهم من خلال متابعتي لهذا الموضوع. . فأقول: معبرو الرؤى حديثأ ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
1 - القسم الأول: وأصحاب هذا القسم لا يعبر الأ قليلا ويتحرج من التعبير ويغلق باب تعلم التعبير, وان قيل له سؤال عن التعبير وكيفيته
أجاب: بأنه فراسة تولد مع المرء ويمنع من تعلمه , ووجهة النظر هذه سمعناها قديما من بعض مشائخنا الأفاضل رحم الله من مات منهم , وبارك
لنا في عمر الموجودين.
ب - القسم الثاني: وهولاء عكس القسم الأول , يتوسعون في التعبير, ويكثرون من السؤال عن الرؤي في كل مجلس , بالمشافهة والنقل وحتى
بالكتابة لصاحبها أو لغيره , وبعض هولاء تجده يخبرك بالتأويل وكيفية التأويل للرؤيا المسؤول عنها.
ج - القسم الثالث : قسم بين هولاء وهولاء يعبر ولكن بالمشافهة فقط , ويشترط كون صاحب الرؤيا هو السائل ويمنع النقل الا في أضيق الحدود , وهولاء , يحتاطون كتيرا عن التعبير: ويخبرونك عن كيفية التأويل أحيانأ.
ولعل التساهل في تعبير الرؤى , وفتح الباب في كل مجلس ومحاضرة شيء حادث في هذه الأيام , وأنا هنا لست ضد تعبير الرؤى كعلم , ولكن ضد التساهل في التعبير الرؤي , وفتح الباب في كل مجل ومحاضرة شئ حادث في هذة الأيام وأنا هنا لست ضد تعبير الرؤي كعلم ولكن ضد التساهل في التعبير وعدم التحري وعدم السؤال عن حال الرائي والسؤال عن الرؤيا وألفاظها ووقتها فهذه أشياء مطلوبة للمعبر للتمكن من التعبير الأمثل ,
ولذا تجد من المعبرين الذين يتساهلون في سماع الرؤى ينص على أن درجة الصحة في تعبيره بالقراءة عليه لا تتجاوز الخمسين في المائة !!
ولا أقول ان المتساهلين هم الملامون فقط , بل أن أصحاب القسم الأول كذلك مخطئون - في رايي المتواضع - فتعبير الرؤى ليس فراسة فحسب , بل فراسة وتعلم وممارسة ومهارة تكتسب وتنمي وتتقن , فهي تختلف من شخص الى اخر; نعم هي فراسة عند يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام كما قال تعالى "وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم" (يوسف: 6 ).
قال ابن عباس في تفسيره: ( ويعلمك من تأويل ألأحاديث )
أي من تعبير الرؤيا , ويعلمك كذلك معرفة ما يؤول اليه أحاديث الناس (3)).
نعم هي فراسة عند يعقوب , وعند ابراهيم الخليل ودانيال ومحمد عليهم الصلاة والسلام هذا من الأنبياء , وكذلك من الصحابة عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك
وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين , وغيرهم.
ولكن عند غيرهم لا. . . , ليس كلها فراسة بل فيها فراسة والهام , واستنباط من القران والسنة واللغة والأمثال,وغيرها مما هو معلوم لكل مهتم بهذا الفن.
جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم يقول: "لم يبق من النبوة الأ المبشرات" ، قالوا: وما المبشرات ؟ قال:"الرؤيا الصالحة "(4) وهذا لفظ البخاري.
وجاء في المسند للامام أحمد قال صلي الله علية وسلم : "الرؤيا الصالحة يرأها المسلم او ترى له"(5).
والمعنى: أن الوحي ينقطع بموته صلي الله علية وسلم ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلأ الرؤيا يرأها المؤمن ,وكذا الالهام فان فيه اخبارأ بما سيكون ويقع لغير الأنبياء كما أخبر النبي صلي الله علية وسلم عن عمر في قوله قد كان في الأمم قبلكم محدثون - أي ملهمون وقيل: مصيبون وقال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم . فإن يكن في امتي منهم احد فإن عمر بن الخطاب منهم " متفق عليه (6).
وقد أخبر كثير من الأولياء عن أموو مغيبة , فكانت كما اخبروا وهذا من الالهام , وقد نتساءل ما الإلهام ولماذا قل اليوم؟ فأقول: قال الامام ابن حجر في الفتح: وكان السر في ندور الإلهام في زمنه صلي الله علية وسلم وكثرته من بعده , غلبة الوحي اليه صلي الله علية وسلم من في اليقظة وارادة إظهار المعجزات منه , فكان من
المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شيء, فلما انقطع الوحي بموته وقع الالهام لمن اختص الله به للأمن من اللبس في ذلك. . وفي انكار وقوع ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره. وقد فصل ابن حجر في الفتح الفرق بين الالهام والرؤيا وذكر أن الالهام هو: ما حرك القلب لعلم يدعر الى العمل به من غير استدلال وحكاه عن أبي زيد الدبوسي من أئمة الحنفية , قال والذي عليه الجمهور أنه لا يجوز العمل به الا عند فقد
الحجج كلها في باب المباح , وذكر كلامأ اخر نفيسا.
وقد كان الرسول صلي الله علية وسلم أحيانأ يقص الرؤيا على الصحابة فيعبرها أحدهم فيقره على تعبيره , وهذا من باب التعليم منه صلي الله علية وسلم ومما يروى في هذا ما جاء عن ابن شهاب قال: راى النبي صلي الله علية وسلم رؤيا فقصها على أبي بكر فقال: " يا أبا بكر , رايت كأني استبقت انا وانت درجة فسبقتك بمرقأتين ونصف " والمرقاه : الدرجة.
فقال أبو بكر: يا رسول الله , يقبضك الله الى رحمته ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصفأ. وهذا الحديث ذكره السيوطي في الخصائص الكبرى وعزاه لابن سعد لكنه مرسل (7). وهذه فراسة من أبي بكر.
قال ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين) (8):
"ان الفراسة كانت وستظل منزلة من منازل:" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " (9) وما ذاك الا لأنها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل والحالي والعاطل والصادق والكاذب.
وقوله الحالي والعاطل: الحالي هو من تزين وتحلى، والعاطل ضدة ,
يقال : عطلت المرأة أي خلت من الحلي فهي عاطل , والمراد أنة يفرق بين الشئ وضدة
وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان , فمن كان أقوى إيمانأ فهو أحد فراسة.
وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : أفرس الناس ثلاثة : العزيز في يوسف حيث قال لامرأته: (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ) (يوسف: 21 ).
وابنة شعيب حين قالت : "استئجره" (القصص: 36).
وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما حين استخلفة.
وقد كان كثير من الصحابة رضي الله عنهم يتحلون بها , وكان الصديق رضي الله عنه في مقدمتهم فهو أعظم الأمة فراسة وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فإنه ما قال لشيء: أظنه كذا إلا كان كما قال ,
ويكفي في فراسته موافقته ربه في المواضع المعروفة - والتي ليست مجال حديثنا(10) , وكما قلت أيضا: فراسة الصحابة أصدق الفراسة , وأصل هذا
النوع من الفراسة من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده , فيحيا القلب بذلك ويستنير فلا تكاد فراستة تخطئ , وهذا مصداق قوله تعالى :" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (الانعام: 122 ).
واذا كان تعبير الرؤى بالفراسة يوجد بكثرة عند السلف الصالح فلا يعني أنه يمتنع عند غيرهم , لكن الفرق عندي من حيث القلة والكثرة فحسب , فقد يوجد في هذا العصر من يهبه الله الفراسة , وقد جاه في الحديث : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"(11).
وجاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري من طريق أبي هريرة قال أبو هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : ان الله قال : من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب , وما تقرب الى عبدي بشيء أحب الي مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وان سألني لأعطينه , ولئن استعاذ بي لأعيذنه. وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا أكره مساءته "(12) , والمراد أنه يجعله ينتفع بما يسمع من العلم والحكمة والمواعظ الحسنة والتجارب النافعة ويجعله كذلك يرى بنور الله ما في السموات والأرض من ايات فيزداد إيمانه ويقينه.
قال العلأمة المناري في كتابه تعليقا على الحديث الذي سبق: "اتقوا فراسه المؤمن".
الفراسة: هي الاستدلال بهيئات الإنسان وأشكاله , والوانه واقواله, على أخلاقه وفضائله, ورذائله , وقد تبه الله على صدقها بقوله :" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ " (الحجر: 75 ) , وقوله: "تعرفهم بسيمهم (البقرة: 277 ), وهي في اللغة مشتق من قولهم فرس السبع الشاة, وأطلق على السبع لانه يفترس المسافات جريأ , فكانت الفراسة اختلاس العارف النظر في الشخص مثلا والتعرف على حاله , وهي نوعان:
الأول: نوع يحصل للإنسان عن خاطر لا يعرف سببه ء وهو ضرب من الإلهام وهو الذي يسمى صاحبه المحدث كما في خبر: " ان يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر"(13) وقد يكون هذا الإلهام حال اليقظة أو المنام , هذا هو النوع الأول , وحقيقتها أنها: خاطر يهجم على القلب يثب عليه كوثوب الأسد على فريسته، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان فمن كان أقوى إيمانأ فهو أحد فراسة.
والثاني: يكون بصناعة متعلمه , وهي معرفة ما في الألوان والأشكال وما بين الأمزجة والأخلاق , والأفعال الطبيعية , ومن عرف ذلك وكان ذا فهم ثابت ,قوي على الفراسه(14) .
.
.
والخلاصة التي أتوصل إليها بعد كل هذا الحديث. . . يوجد من يعبر الرؤيا فراسة ، ويوجد من يعبرها إلهامأ، ويوجد من يعبرها صناعة وتعلما، ولكن يجب التنبيه هنا إلى أن الأفضل ألأ يقول الإنسان عن نفسه أن تعبيره من باب الفراسة أو الإلهام لأن هذا من تزكية النفس والله سبحانه وتعالى يقول:" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بكم اتقي " (النجم: 32 ).
كما أن تعبير الرؤى لا يقوم على الفراسة فحسب بل يقوم عليها ، وعلى غيرها من الإلهام ، ومن البراعة في علم التعبير القائم على معرفة القران والسنة ومعرفة أصول هذا الفن من التأويل بالمعنى أو باشتقاق الأسماء ومثال هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : " رأيت ذات ليلة فيما يرى النأئم كأنا في دارعقبة بن رافع ، فأتينا برطب من رطب ابن طاب - وهو رجل من أهل المدينة ينسب له هذا النوع من الرطب الجيد - قال صلي الله علية وسلم : فأولت الرفعة لنا في الدنيا
والعاقبة لنا في الاخرة ، وأن ديننا قد طاب "(15) ، أي كمل واستقرت أحكامه. فالرسول صلي الله علية وسلم أول عقبة: بالعاقبة، ورافع : بالرفعة ، وطاب: باستقرار الدين واكتمال أحكامه.
أمر اخر غير ألتأويل بالأشتقاق:
التأويل مما ضرب به المثل ومثاله : ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر أن النبي صلي الله علية وسلم قال: "رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الراس خرجت من المدينة - حتي قامت بمهيعة وقيل: مهيعة على وزن عظيمة، وهي الجحفة - وهي أسماء أماكن في المدينة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها "(16) .
قال المهلب: هذه الرؤيا من قسم الرؤيا المعبرة وهي مما ضرب به المثل ، ووجه التمثيل أنه اشتق من اسم (السوداء ) كلمتين هما: السوء ، والداء فلو ركبت الكلمتين مع بعضهما لخرج لك كلمة: سوداء ، فالرسول الكريم صلي الله علية وسلم خروجها بما جمع من اسمها ، وتأول كذلك ثوران شعرها ، أن ما يثير الشر يخرج من المدينة.
ولاحظ هنا أن ليس كل سواد مكروهأ في المنام إذ الرؤى كما قلت لك: يجب النظر فيها من عدة أمور ، ومنها زمن الرؤيا ، وقد كانت المدينة ذلك الوقت أرضأ موبوءة ، ولذلك ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: " قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله "(17) ، وقد دعا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم أن ينقل الله وباءها إلى الجحفة فقال: " اللهم حبب الينا المدينة وانقل حماها الى الجحفة " (18) , ولذا قد يرى راء رؤيا وفيها لون السواد , فيعبر له مشتقأ من السيادة لا من السوء , وهكذا والمهم هنا تنوع التعبير وطرقه , وتنوع تعبير الرسول صلي الله علية وسلم للرؤى ورسول الله كان مع أصحابه يعبر الرؤيا ويخبرهم سبب تعبيره كالمثال السابق . . . خذ هذا المثال أيضا: عن أبي موسى عن النبي صلي الله علية وسلم قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر " . هذا نص مسلم (19).
فالملاحظ هنا أن الرسول صلي الله علية وسلم يخبر الصحابة بالرؤيا وتعبيره لها وهذا من التعليم منه , ومنها أيضأ ما أخرجه أحمد في مسنده بسنده عن أنس أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال:" رأيت فيما يرى النأئم كأني مردف كبشأ وكآن ظبة سيفي انكسرت , فأولت اني أقتل صاحب الكتيبة , وان رجلا من أهل بيتي يقتل " (20) .
فقتل رسول الله صلي الله علية وسلم طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين , وقتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
قال النووي في شرح صحيح مسلم تعليقا على حديث ابن عباس: أن رسول الله كان مما يقول لأصحابه: " من راى منكم رؤيا فليقصها أعبرها لة . . . " الخ (21) ,
قال القاضي : معنى هذه اللفظة عندهم كثيرا ما كان يفعل كذا ، وكأنه قال : من شأنه . وفي الحديث الحث على علم الرؤيا والسؤال عنها وتأويلها ، قال العلماء : وسؤالهم محمول على أنه صلى الله عليه وسلم يعلمهم تأويلها وفضيلتها واشتمالها على ما شاء الله تعالى من الإخبار بالغيب وقد جاء في الحديث الصحيح عند البخاري قال صلي الله علية وسلم : بينما أني نائم أتيت بقدح لبن فشربت منة حتي اني لأرى الري . . . " (22) الحديث وقد سبق ذكرة وقد أول الرسول صلي الله علية وسلم اللبن بالعلم , ويهمنا هنا ونحن نتحدث عن مشروعية تعليم الرؤيا والسؤال عنها ما جاء من رواية أبي بكر بن سالم أنة صلي الله علية وسلم قال لهم : " اولوها " , قالوا يا رسول الله هذا علم أعطاكه الله , فملأك منة , ففضلت فضلة فأعطيتها عمر , قال : " أصبتم " , وهنا انتقل صلي الله علية وسلم من اخبار الصحابة بتعير الرؤي الي سؤالهم عنها . فهو صلي الله علية وسلم كما يقول ابن حجر في الفتح : كان يجيد تعبير الرؤيا وكان لة مشارك في ذلك منهم لأن الاكثار من هذا القول لا يصدر الي ممن تدرب فية ووثق باصابتة .
وقال اثناء تعليقه على الحديث: في الحديث مشروعية إلقاء العالم المسا ئل واختبار اصحابه في تأويلها.
وقال في موضع اخر: فضيلة تعبير الرؤيا , لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب وأسرار الكائنات(23).
كذلك يحتاج المعبر الى الإلمام بالأمثال في القران ومعانيه , واعتبار الاشعار والأمثال واشتقاق اللغة ومعانيها وأن يكون عالما بما يجري على ألسنة الناس , ويحتاج المعبر كذلك الى معرفة الكثير عن حال الرائي , فلا عيب آن يسأله عن عمله أو وظيفته , وعمره , وحالته الاجتماعية وكل ما يراه ضروريا مما يستدل به على علم مسألته أو رؤياه , والمعبر هنا كالطبيب لو حجب عنه المريض معلومات عن حالته المرضية فقد يخطئ في التشخيص
وقد يصف له دواء خاطئأ ، ويجب عدم الا ستعجال من السائل والمسؤول ، وقد نقل عن ابن سيرين رحمه الله أنة كان اذا وردت الية مسالة رؤيا مكث فيها مليأ من النهار يسأل صاحبها عن نفسه وصناعته وعن قومه ، وهذا بالطبع قد يحصل للمعبر المتمكن وليس عيبا أن يتروي مثل هذا الوقت ، ولا شك أن أكثر ما روي عن ابن سيرين ليس فيه أن يحتاج لوقت طويل حال تعبيره وتأمله ، لكن ذكرته لأن وجود هذا منه على ندرته ومع براعته فى التعبير دليل على أهمية التروى ، والتروى مفيد للتثبت من عبارات الراوى والتعرف على حالته من حيث الصلاح والصدق والعدالة ووقت الرؤيا . . وغير ذلك
من الأمور التي قد يحتاجها المعبر، كما يجب عدم الضجر أو الغضب من أسئله المعبر - خاصة - عند عدم معرفه بحال السائل كما يقع كثيرا في هذا العصر نتيجة الاتصالات الهاتفيه من اشخاص - ذكورا أو إناثأ - لا يعرفهم المعبر، فقد يحتاج للسؤال عنهم أسئله قد يرفضها البعض من السائلين ويفسرها بالتدخل فى خصوصياته. كذلك السؤال عن الدين مهم للمعبر، ويجب على المسؤول الصدق في الجواب فصلاح الانسان أو فسقة ، ذو
علاقة قوية برؤياه ، فأ ل هذا الفن مثلا قالوا : ان أكل العسل للمسلم تأويله حلاوه القران والذكر فى قلبه ، وهو للكافر حلاوة الدنيا وغنيمتها ، فالرؤى تتغاير على حسب الديانة والمذاهب والبلدان ويجب -عند نقل الرؤيا - أتقان
نقلها للمعبر، واخباره عن صاحبها ذكرا أو انثى ، حالته الاجتماعية عمره. . . الخ ، وكل ما يراه المعبر ضروريأ لتعبير الرؤيا المنقولة وقد ذكر ابن حجر فائدة على قول الرسول صلى الله علية وسلم : " من رؤيا فليقصها أعبرها له "(24) قال القرطبي: " فليقصها " ليذكر قصتها ويتبع جزئياتها حتى لا يترك منها شيئا من قصصت الأثر اذا اتبعته. وقد سأل الرسول صلي الله علية وسلم واستفسر وهو رسول الله , جاء فى الحديث: أن رجلا اسمه مطيع بن الاسود رأي في منامه أنه أهدى اليه جراب من تمر, فذكر ذلك للنبي صلي الله علية وسلم فقال: " هل بأحد من فتياتك حمل ؟ " قال: نعم ، بامرأة من بنى .ليث. . وهى أم عبد الله ،
قال صلي الله علية وسلم : " انها ستلد غلاما " , فولدت غلاما , فأتي به النبي صلي الله علية وسلم فسماه عبد الله وحنكة بتمرة ودعا له بالبركة. .وهذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (25) وعزاه الى الطبراني ولم يخرج في واحد من الكتب التسعة.
77
________________________
( 1 ) يوسف : 43
( 2 ) ابن حجر . مرجع سابق – ( 434 12 )
( 3 ) الفير وزابادي - تفسير ابن عباس . مرجع سابق ص 193
( 4 ) رواه البخاري في كتاب التعبير باب المبشرات, انظر الفتح ( 12 375 ) - مرجع سابق - ورواه 0 أحمد في مسند أبي هريرة - مرجع سابق.
( 5 ) )خرجه مسلم في كتاب الصلاة باب النهي عن قراءة القران في الركوع والسجود كما في النووي ( 4 / 196 ) - مرجع سابق -.
( 6 ) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عمر بن الخطاب كما في الفتح (7/ 42 ) - مرجع سابق - , ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عمر بن الخطاب كما في النووي ( 15 / 166 ) - مرجع سابق- .
( 7 ) جلال الدين السيوطي - الخصائص الكبرى - ( 2 / 115 ).
( 8 ) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد واياك نستعين لمحمد بن أبي بكر أيوب الزرعي - دار الكتاب العربي - بيروت , ط 2, في ( 1393 - 1973 ) تحقيق: محمد الفقي. (ص 115 ).
( 9 ) الفاتحة: 5 .
( 10 ) جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم من طريق ابن عمر عن عمر قال : قال :عمر: (وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي اسارى بدر ) انظر: النووي شرح صحيح مسلم ( 16715 ) , ولا شك في فضله رضي الله عنه كما قال حين احتج نساء النبي عليه في الغيرة : عسى ربه إذ طلقكن أن يبدله أزواجأ خيرا منكن فنزلت الاية بذلك , وجاء في الحديث الذي ذكره مسلم أيضأ موافقته في منع الصلاة على المنافقين ونزول الأية بذلك ( 16715 ) وجاءت أيضأ موافقته في تحريم الخمر , قال النووي : فهذه ست وليس في لفظ الحديث السابق ما ينفي زيادة الموافقة , والله أعلم.
( 11 ) رواه الترمذي في كتاب تفسير القران باب تفسير سورة الحجر. ورواه الطبراني والبخاري في التاريخ , وحكم عليه الألباني بالضعف.
( 12 ) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب التواضع ( 11 / 341 ) كما في الفتح - مرجع سابق - .
( 13 ) يشير إلى الحديث الذي سبق ذكره في فضل عمر وسبق تخريجه ص 58 .
( 14 ) محمد الرازي المشتهر بخطيب الأمي - الفراسة دليلك إلى معرفة أخلاق الناس وطبائعهم وكأنهم كتاب مفتوح - تحقيق مصطفى عاشور - نشر مكتبة القران ص21 – 22 .
( 15 ) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الرؤيا كما في النووي ( 15 / 31 ) - مرجع سابق - .
( 16 ) أخرجه البخاري في كتاب التعبير باب إذا رأى أنه أخرج الشئ من كؤة وأسكنه موضعا اخر ( 12 / 425 ) وفي باب: المرأة السوداء ( 12 / 426 ) - مرجع سابق -.
( 17 ) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب كراهية النبي صلي الله علية وسلم أن تعرى المدينة الفتح ( 99/4 ) - مرجع سابق - ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة والترغيب في سكنى المدينة شرح النووي ( 9 /0 15 ) - مرجع سابق -.
( 18 ) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة , باب كراهية النبي صلي الله علية وسلم ان تعرى المدينة كما في الفتح - مرجع السابق . ( 4 / 99 ) , وكما في النووي شرح صحيح مسلم . مرجع سابق . في كتاب الحج باب فضل المدينة والترغيب في سكنى المدينة ( 1509 ).
( 19 ) متفق عليه واللفظ لمسلم انظر: الفتح الباري , كتاب المناقب في احاديث علامات النبوة ( 6276 ) - مرجع سابق - . والنووي على شرح مسلم في كتاب الرؤيا ( 3115 )
• مرجع سابق ..
( 20 ) رواه أحمد في باقي مسند المكثرين في مسند أنس بن مالك.
( 21 ) رواه مسلم في كتاب الرؤيا كما في النووي ( 3015 ) - مرجع سابق - .
( 22 ) بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري . . تقدم تخريجه ص30 .
( 23 ) ابن حجر فتح الباري - مرجع سابق - ( 440 , 437 , 39412 )0
( 24 ) تقدم خريجه ، ص 65 .
( 25 ) الهيثمي - مرجع سابق - (7/184)
** نقلا عن الدكتور فهد العصيمي
ما الفرق بين تعبير الأحلام والكهانة ؟ أو ماذا عن طرق الناس في ادعاء علم الغيب ، وهل تفسير الأحلام من ادعاء علم الغيب ؟ وكيف ترد على من يقول إن تعبير الأحلام ضرب من ضروب الكهانة أو التنجيم..!؟
هذا الكلام متناقل بين الناس ، وهو موجود ، وأصحاب هذا الكلام بحاجة إلى أن يسألوا أنفسهم أولا سؤالا : ما الفرق بين من يمسك كرة بلورية ويدعي أنه من خلالها يشاهد المستقبل ، أو يسألك عن اسم أمك ؛ وهو هنا يسخر بالزواج و يلحقك بالزنى الذي ُيدعى من ُولد بواسطته لأمه ، أو يطلب منك رفع إحدى يديك ويقرأ ما فيها من خطوط بكفك ومن ثم يخبرك بما سيحصل لك ، أو يخط بالرمل ، أو يسألك عن برجك....، وغيرها من الطرق التي توجد عند أصحاب الأبراج والمشعوذين، ما الفرق بينها، وبين من يربط الرؤيا بآيات القرآن الكريم، أو السنة المطهرة ، ويقول في بدء التفسير ما ورد وما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو ثبت عن صحابته ، مثل : [ خيرا رأيت وشرا كفيت ، إن صدقت رؤياك حصل كذا وكذا] ويقول قبل تفسيره أو بعده : والله أعلم ؟
أظن الفرق واضح لكل منصف ولكل من يتجرد من الهوى ،أما من يحارب هذا المجال لأسباب شخصية ، أو كان معاديا لبعض مناهج المعبرين الذين أدخلوا في التعبير ما ليس منه ، كالعبادات ، وعلامات الساعة ، أو التنبؤ بأحداث ستقع ، والجزم بها ، وتحديد مدد محددة لوقوعها ، ويظن عن غير علم بمنهجنا ، وغير متابعة لما نطرحه ، وقد يكون لم يشاهد حلقة واحدة من هذا البرنامج ، ولكنه لا يزال راكبا موجة المعارضة ، يظن أننا من هؤلاء القوم ، أقول قف ..... ولا تستمر في معارضتك حتى ترى حجتنا ، وتسمع لقولنا ، ولا تكن كحاطب ليل .
وأدعو كل منصف لقراءة ما قاله ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد [ 4/255] قال لما تعرض لطرق الناس في ادعاء معرفة الغيب :
ويكفي الاعتبار بفرع واحد من فروعه وهو عبارة الرؤيا ، فإن العبد إذا أنفذ فيها وكمل اطلاعه جاء بالعجائب .وقد شاهدنا نحن وغيرنا من ذلك أمورا عجيبة يحكم فيها المعبر بأحكام متلازمة صادقة سريعة وبطيئة ، ويقول سامعها هذه علم غيب ! وإنما هي معرفة ما غاب عن غيره بأسباب انفرد هو بعلمها وخفيت على غيره ...... إلى أن قال :
بخلاف علم الرؤيا ، فإنه حق لا باطل ؛ لأن الرؤيا مستندة إلى الوحي المنامي ، وهي جزء من أجزاء النبوة. ولهذا كلما كان الرائي أصدق وأبرأ وأعلم كان تعبيره أصح ، بخلاف الكاهن والمنجم وأضرابهما ممن لهم مدد من إخوانهم من الشياطين ، فإن صناعتهم لا تصح من صادق ولا من بار ولا من متعبد بالشريعة ، بل هم أشبه بالسحرة الذين كلما كان أحدهم أكذب وأفجر وأبعد عن الله ورسوله ودينه كان السحر معه أقوى وأشد تأثيرا ، بخلاف علم الشرع والحق ، فإن صاحبه كلما كان أبر وأصدق وأدين كان علمه به ونفوذه فيه أقوى وبالله التوفيق. انتهى كلامه .
وهنا أقول لمن يعارض التعبير منا أو يزعم أننا ندعي الغيب ما رأيك بعد هذا البيان
ما المستند علية في قلب المعني في التعبير , كالبكاء يعبر بالفرح , والموت في الحياة ؟
مما هو شائع بين المعبرين من مناهج التعبير; التعبير بقلب المعني , كالبكاء يعبر بفرح , والموت يعبر بحياة , وهذا أري استخدامة عند وجود معني سئ , فيقلب تفاؤلا , ومما وجدتة من أدلة تعضد هذا المنهج ما جاء في قولة تعالي : ( اذا يريكهم الله في منامك قليلا ولو أرئكهم كثيرا لفشلتم ولتنزعتم في الأمر ولكن الله سلم انة عليم بذات الصدور (43)واذ يريكموهم اذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا والي الله ترجع الأمور (44)(الأنفال : 43 , 44 ) .
قال مجاهد : أراهم الله اياة في منامة قليلا , وأخبر النبي صلي الله علية وسلم أصحابة بذلك فكان تثبيتا لهم .
قال سيد قطب : والرؤيا صادقة في دلالتها الحقيقية , فقد راهم النبي قليلا وهم كثير عددهم , ولكن قليل غناؤهم , قليل وزنهم في المعركة . . . الخ .
ولما تقابل الطرفان وجها لوجة تكررت الرؤيا النبوية الصادقة في صورة عيانية من الجانبين , بحيث يري المؤمنون الكافرين قلة , ويري الكافرون المؤمنين قلة , بحيث أن كلا من الفريقين أغري بخوض المعركة .
والسبب في أن الكافرين يرون المؤمنين قلة ; كما قال الرازي : ألا يستعد الكافرون كا الاستعداد , وأن يجترؤوا علي المؤمنين معتمدين علي قلتهم , ثم تفجؤهم الكثرة فيدهشوا ويتحيروا . . . الي أن قال : وفي التقليل من الطرفين معارضة تعرف بالتأمل .
اذا الكافرون كانوا في الحقيقة كثير , والمؤمنون قلة , ورؤية النبي صلي الله علية وسلم لهم قليل في الرؤيا , جاء لحكمة عظيمة , وهي أن يجرأ الله المؤمنين علي الكافرين في ميدان القتال , وهذا مما ساعد المؤمنين علي تحقيق النصر , والله أعلم .
ويوجد صورة قريبة من هذة , فالأقارب أحيانا ينوب بعضهم عن الاخر في المنام , فقد نري العم , ويكون المعني عم اخر , وقد نري أحد الاخوة , ويكون المعني منصرفا لأخ اخر , وهكذا .
حكاك الفصوص والجواهر
تدل رؤيته في المنام على المؤدب، وعلى العالم بمقاصد الناس في العلم والحكمة. وربما دلّت رؤيته على الشر والخصومات والتردد والأسفار. وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس.
واللعب بالشطرنج والنرد والكعاب والجوز: مكروه ومنازعة. وإنّما قيل أنّ اللعب بكل شيء مكروه لقوله تعالى: " أوَ أمِنِ أهل القُرَى أنْ يأتِيَهُمْ بأسُنَا ضُحىً وهُمْ يَلْعَبُونَ " ومن رأى أنّه يلعب بها فإنّ له عدواً ديناً. والشطرنج منصوبة لا يلعب بها، فإنّها رجال معزولون. وأما منصوبة ويلعب بها، فإنّهم ولاة رجال. فإن قدم أواخر اقطاعها، فإنّه يصير لولي ذلك الموضع ضرب أو خصومة، وإن غلب أحد الخصمين الآخر، فإنّ الغالب هو الظاهر. وقيل إن اللعب بالشطرنج سعي في قتال أو خصومة. وأما اللعب بالنرد فاختلف فيه، فقيل أنّه خوض في معصية، وقيل أنّه تجارة في معصية. واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه، ويكون الظفر للغالب. واللعب بالكعاب اشتغال بباطل، وقيل هو دليل خير. والقمار هو شغب ونزاع. وأما المحمرة، فمملوك أديب نال منه صاحبه ثناء حسناً.
وقال جابر المغربي من رأى أنه قتل فهدا أو أكل من لحمه فإنه يدل على قهر العدو وأخذ مال العدو بمقدار ذلك اللحم وقيل هو رد الوجه والبعد عن الأقارب ولا خير فيه وجلده وشعره وعظمه حصول مال لعدو بمقدار ذلك.
ومن رأى أنه يقرأ في التوراة حصل له قوة وخير ومنفعة فإن كانت قراءته جهرا بصوت عال فإنه يخاصم ولكنه يظفر بالحق ويحصل مراده فإن قرأها من حفظه لا من كتاب فإنه يظفر بحاجته بعد مخاصمة ومن رأى أنه يقرأ في الإنجيل حصل له منفعة من قبل النصارى ومن قرأه من غير كتاب فإنه ينخدع بالباطل عن الحق ويكون محبا للنصارى ومن رأى أنه يقرأ الزبور من الكتاب فإنه يختار الفعل الحسن فإن قرأه عن ظهر القلب دل على نفاقه وريائه ومن رأى أنه يقرأ صحف إبراهيم أو صحف موسى فإنه يدله أحد على طريق الصواب ويمنعه عن طريق الخطأ خصوصا إذا قرأ من الكتاب ومن رأى أنه يقرأ الصحف عن ظهر القلب فإنه يدل على معيشته بين الناس بالنفاق ومن رأى أنه يكتب صحيفة أو ينظر فيها ولا يحسن قراءتها فإنه يصيب ميرثا ومن رأى هيكلا في داره وعنده حامل تأتي بولد
ومن رأى إبليس فإن رؤيته تؤول بعدو له كذاب ضال عجول في الشر آيس من الخير ومن رأى أن إبليس ينصحه وهو يرضى بنصحه فإنه يدل على حصول مضرة في ماله وجسده وقال بعضهم من أطاع إبليس بهواه فإنه يبتلى بالنفس ومن رأى أن إبليس أعطاه شيئا فإنه يدل على حصول مال حرام ومن رأى أنه يريد أن يضرب إبليس بالسيف ليهلكه ثم هرب فإنه يدل على حصول ولاية وعدل وإنصاف ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر نفسه ويسلك طريق الصلاح ومن رأى أنه يعادي إبليس ويحاربه فإنه يدل على صحة دينه ومن رأى كأن إبليس خوفه فإنه يدل على إخلاصه في دينه ومن رأى أن إبليس فرحا مسرورا فإنه يشتغل بالشهوات ومن رأى أن إبليس نزع لباسه فإنه يعزل عن منصبه ومن رأى أن إبليس يحفظه فإنه يأكل الربا ومن رأى أن إبليس يغمزه فإنه يدل على أن رجلا يقذف امرأته ويغويها ومن رأى أن الشيطان يغذيه بنوع من الأنواع فإنه فرج من همه بعد حصول شدة وقيل إن إبليس يؤول بالسلطان الجائر ومن رأى كأنه قتل الشياطين نال نصرة وصيتا حسنا ومن رأى أنه ملك الشياطين وانقادوا له فإنه ينال رياسة وهيبة
وأما الجريان والعدو سواء كان راكبا أو ماشيا فإنه يدل على الحرص والطمع فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع وقال بعضهم من رأى أنه يعدو أو يجري وعرف الأمر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلا ويظفر به وإن كان راكبا فإنه يدل على تجديد سفره
الرؤى جمع رؤيا ويجوز نطقها بلا همز على وزن فعلى . وهي في اللغة ما يرى في النوم مشتقة من الفعل راى . وهي في الاصل مصدر كاليسرى. فلما جعلت اسمأ لما يتخيلة النائم اجريت مجرى الأسماء و الرؤية بالهاء إدراك المره بحاسة البصر. ويقال لمن كثرت رؤاه: (ارأى).
والحلم بضم الحاء وتسكين اللام . وبجوز ضمهما فيقال: الحلم .مشتق من حلم حلمأ ومعناه من راى في نومه رؤيا. يقال: حلم بالشيء أي رآه في نومه وحلم حلما ومعناه من رأئ في نومة رؤيا يقال حلم بالشئ أي راة في نومة وحلم عنة اي رأي لة رؤيا والجمع : احلام نسأل هنا كم مرة وردت كلمة أحلام في القران
وردت هذه الكلمة في القران مرتين :
1 – قولة تعالي ( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ) [يوسف:44]
2 – قولة تعالي (بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون)[الأنبياء:5]
والأية الأولي في شأن يوسف مع الملك . والثانية في حكاية سخرية مشركي العرب بمحمد صلى الله عليه وسلم (1)
صلي الله علية وسلم .
ونسأل أيضأ كم مرة وردت كلمة رؤيا في القران ؟
وردت كلمة الرؤيا في القرآن ) أربع مرات هي كالتالي:
ا - قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [يوسف:43]
2 - قوله تعالى : وَمَا جَعَلۡنَا الرُّؤيَا الَّتِى أَرَيۡنَاكَ إِلاَّ فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الۡمَلۡعُونَةَ فِى القُرۡآنِ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلاَّ طُغۡيَانًا كَبِيرًا [الاسراء :60 ]
7 - قوله تعالى: قد صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (الصافات: 105 ).
4 - قوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ (الفتح: 27 ) . (1)
والآية الأولى في شأن الملك مع يوسف والآية الثانية المراد بها رؤيا عين أريها النبي صلي الله علية وسلم ليلة أسري به الى البيت المقدس حيث .أراد ذبح والرابعة في شأن رؤية الرسول حين رآى أنه سيدخل مكة معتمرا.
___________________________________
( 1 ) انظر: المعجم المفهرس لالفاظ القرآن الكريم
• محمد فؤاد عبدالباقي. دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - بلا تاريخ مادة (ضغث) ص 421
س : هل السنة جاءت لنا بمشروعية القراءة على المرضى من الرجال والنساء؟
ج : الرسول صلي الله علية وسلم سحر , فهل ذهب لساحر ليفك سحره ؟ هل ورد في السنة القراءة على النساء ؟ الحقيقة - وحسب علمي - السنة فيها عكس ما هو منتشر اليوم .
فالرسول صلي الله علية وسلم أمر بالعلاج وآخبر أن :" ما من داء الأ وانزل الله له شفاء "(1) , علمه من علمه وجهله من جهله , وأنزل عليه من القران ما هو
شفاء ورحمة للمؤمنين , وقد قرا جبريل على رسول الله صلي الله علية وسلم ، وثبت أنه احتجم طلبأ للعلاج ، وهو المشروع لهذه الأمة ، لكن هل ورد أنه قرأ على مريضة من المريضات ؟ وهل ورد أن احدى النساء في عهده قرئ عليها من بعض الصحابة والجواب : لا ; وهذا دليل على أن هذا العمل مستحدث اليوم ، والسنة دلت على أن الانسان يقرا على نفسه ء ويقرأ الأب أو الأم على أبنائهما لصغر أو عجز مثلأ ، وقد ثبت أن الرسول صلي الله علية وسلم أمر عائشة رضي الله عنها أن تسترقي من العين(2) .
وكان صلي الله علية وسلم عند. النوم يقرأ في يديه وينفث فيهما، المعوذتين واية
الكرسي ثم يمسح بهما جسده هذه هي السنة(3) , ولن يكون أحد احرص على الشفاء منك على نفسك , فاقرأوا على أنفسكم واطلبوا من الله الشفاء وأنتم موقنون بالإجابة (4) , ولا بأس عند الجهل بالقراءة من البعض ´ أن يطلب من أبيه أو أمه أو زوجته القراءة هذا هو المشروع ´ أما أن تخرج المرأة وقد تخرج مع غير محرم لرجل أجنبي ومن ثم يقرأ عليها وقد ينفث على صدرها فهذا غير مشروع وقد يسبب العقوبة لصاحبه، وكل الرؤى التي يرأها الانسان وهو في داخل هذه الدائرة أو الدوامة من أنه مريض ومن حوله يسمعونة يوميأ عبارات الرحمة والعطف كقولهم: مسكين , مهوب صحيح، به نفس , منضول , به عين. . . إلخ . هذه العبارات تجعل الصاحي والطيب , مريضأ. . . " وهذه العبارات والله إنها تساهم في سوء حالته , أقول كل الرؤى تحت مثل هذه الظروف قد تكون أضغاث أحلام , بمعنى أنه ينام وهو تحت سيطرة البحث عن العلاج أو العائن أو الساحر, ومن هو؟ بل ان بعضهم يطلب من الله قبل نومه أن يرية العائن !! وينام وهو يفكر فيمن عانة , ومن سحره ؟ ثم ينام ويرى في منامه شخصأ قد يكون فكر فيه قبل النوم , أو قد يكون يشك فيه , فيتوهم أنه هو السبب , بل ويشرع في خطوات الأخذ من بقايا ملابسه أو مشربه , وهكذا أصبح طلب الشفاء يقوم على الأحلام في زمن العلم , فهل هذا صواب ؟
وأكرر هنا أنني لست ضد أحد , ولست ضد العلاج بالقران
والاستشفاء به , ولكني مع العلم ضد الجهل , الذي فتك بنا في هذا الزمن الذي انتشرت به الأمراض الفتاكة , والحالات النفسية , والأمراض المزمنة ومع هذه الامراض - وكما يقولون . المضطر يركب الصعب - والعامة قد يحلون لأنفسهم , فإن قلت لهم : لماذا ؟ تفاجأ بهم يستدلون بدليل ليس من القران ولا السنة بل من الأمثال : . . . (ما يحس بالنار إلا رجل واطيها ) . . .
يقولها متنهدا كأنه يريدك أن تؤيده على هذا الدليل , فإن قلت ل ه: هذا حرام , قال لك : (حط بينك وببن النار مطوع!) ولم يعلم المسكين أن النار ستأكله وتأكل المطوع الذي يفتي ويجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير," ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الحَرِيقِ " (الحج: 9 ).
انني انادي هنا بسلوك الطريق الصحيح للعلاج , دعوا عنكم الاحلام فليس فيها وصفة آم روشتة للمرض ، و اذهبوا الي الطبيب أو المستشفي وخذوا العلاج , واسألوا الله الشفاء , واقرأ القران علي نفسك واسال الله الشفاء , ولكن دع عنك هذة الأوهام الاخذة بالانتشار : ( أنا منضول , أنا معيون , أنا عندي نفس ) . . .الخ , وسيشفيك الله باذن الله , فقط توكل علي الله ودع عنك الخوف والجزع والوهم وستشفي باذن الله , جرب ولن تخسر شيئا .
سادسا : ساهم بعض معبري الرؤى في شيوع هذه الظاهرة - أعني - ظاهرة البحث عن العلاج من خلال الرؤى - بكثرة تفسيرهم لبعض الرؤى بأنها منذرات لأمراض تحصل بسبب انتشار المعاصي . . , ومن خلال قول بعضهم إنه يستطيع معرفة العائن من خلال الرؤيا، وقول بعضهم أنه توصل لعلاج نافع وشاف من خلال الرؤى وقد جرب ونفع , وهكذا. . . السلسلة تطول , وأنا أقول
هنا بشروا ولا تنفروا, وارفقوا بالناس , ولا ترهبوهم , وعليكم عند تعبير الرؤيا إذ كان فيها شر على الرائي أن تطلبوا منه ما ورد عند رؤية الإنسان ما يكره من الأمور التي ذكرتها في بدء الكتاب (5) , وان كان فيها ما يدل على شيء غير سار لصاحب الرؤيا , عليك يا أخي أن ترفق به ولا تفزعة , قال ابن حجر( 43812 ) عند حديث قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر: " أصبت بعضا وأخطأت بعضا " (6) ، أن للعالم بالتعبير أن يسكت عن تعبير الرؤيا او بعضها عند رجحان الكتمان على الذكر. بارك الله فيك وفي علمك ، ولنقف مرة آخرى عند حديث عائشة حين عبرت
للمرأة بموت زوجها وأنها تلد غلامأ فاجرا بقوله:" مة يا عائشة ، اذا عبرتهم للمسلم الرؤيا فاعبروها علي الخير فان الرؤيا تكون علي ما يعبرها صاحبها " ، رواه الدارمي (7).
وقد قال ابن العربي عند شرحه لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال:" بينما انا نائم رأيت انه وضع في يدي سواران من ذهب فقطعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابان يخرجان " . فقال عبيد الله : أحدهما العنسي الذي قتله فيروز في اليمن ، والاخر مسيلمة. رواه البخاري (8) .
قال ابن العربي: كان رسول الله صلي الله علية وسلم يتوقع بطلان أمر مسيلمة والعنسي فأول الرؤيا عليهما ليكون اخراجأ للمنام عليهما ودفعأ لحالهما ، فان الرؤيا اذا عبرت خرجت ، ويحتمل أن يكون بوحي ، والأول أقوى(9) ، وهذا ممكن كما قلناه اذا كان التعبير له وجه صحيح ، فتنصرف اليه ، ولذلك قد يكون في رؤيا أحد السائلين أو السا ئلات ما يدل على عين أو مس فالأولى عدم تعبيرها ، والاحتراز منها بما ورد أنه يدفع شر مثل هذه الرؤى، والله أعلم ، ما لم تكن قد وقعت عليه فالأمر مختلف ، فيخبره ليصبر وهنا
فائدة فقد تكون الرؤيا محذرة بشيى واقع من عموم الناس فهذا يكتم كما قال العلماء لرجحان الكتمان على الذكر (10) .
_________________________
( 1 ) أخرجه البخاري عن أبي هريرة ولفظه:" ما أنزل الله داء الا أنزل لة شفاء " انظر : فتح الباري (1341 0) - مرجع سابق - .
( 2 ) انظر الحديث في سنن ابن ماجه ، كتاب الطب باب من استرقى من العين.
( 3 ) أخرجه البخاري من طريق عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلي الله علية وسلم اذا أوى الى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعأ , ثم يمسح بها وجهه وما بلغت يداه من جسده. قالت عائشة : فلما اشتكى كان يأمرني ان أفعل ذلك به " .
الفتح ( 10 / 209 ) - مرجع سابق ..
( 4 ) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية ( 1684 ) لتتعرف على العلاج النبوي مفصلا , ولتتعرف على التعوذات النبوية التي باذن الله تؤدي لنتائج عظيمة كما قال ابن القيم : ( ومن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة ايمان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه فانها سلاح والسلاح بضاربه) ا.ة. كلامه في المرجع السابق.
( 5 ) انظر ص 24 وما بعدها.
( 6 ) تقدم تخريجه ، انظر ص 37 .
( 7 ) تقدم تخريجه ، انظر ص 39 .
( 8 ) متفق عليه ، أخرجه البخاري في كتاب التعبير باب إذا طار الشيء في المنام ( 12 /0 42 ) - مرجع سابق - ، ومسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 34 ) - مرجع سابق -.
( 9 ) انظر ابن حجر - الفتح - مرجع السابق ( 12 / 421 ).
(10) بتصرف: ابن حجر - مرجع سابق (438.421/12)
** نقلا عن الدكتور فهد العصيمي
هل تدل رؤية الكلاب والقطط والحيّات والعقارب على أمر مريب أو على مرض أو سحر؟
الحقيقة أنَّ هذا السؤال يَرد كثيراً من السائلين والسائلات وهنا لا بدّ من التفريق بين شيئين.. فمن يرى هذه الأمور بكثرة ويتكرر عليه جنس هذه الرؤى فقد تكون منذرة له بأمراض أو سحر أو عين من مخالطة جلساء غير صالحين، واستحلال لِما حّرم الله من اللِّباس والطعام والعادات، أما مَن لا يراها إلاَّ قليلاً مرة أو مرتين فلا تدلّ على شيء مما في القسم الأول، وهي رؤيا تُفسر حسب حال صاحبها فالمهم..ألاَّ يفهم من جنس هذه الرؤى أمراً واحداً دائماً كالسحر والعين، ومعلوم أنَّ الرؤى لا تقاس، فقد يرى إنسان رؤيا وتعبر له بأمر مفرح، ويراها إنسان آخر فتعبر له بغير ذلك كلٌّ حسب حالته وصلاحه.
هل ما نراة في المنام من الرؤي , والأحلام , أو الأضغاث , يكون بالألوان , أو بالأسود والأبيض ؟
لو تأمل أحدكم هذا السؤال ، وبحث عن إجابة له، فقد يبدأ حينها بالبحث عن إجابة له من خلال:
محاولة استرجاع ما رآه سابقا في النوم ....
وقد ينجح البعض في التذكر.
وقد يخفق البعض الآخر.
ولكن المؤكد أن الأكثر سيقول إننا لا نعرف هل ما نراه بالألوان أم الأبيض والأسود .
وأقول هنا وجهة نظري الخاصة من خلال البحث والسؤال ، أن غالب ما نراه يكون بالأبيض والأسود ، ويوجد القليل من الرؤى بالألوان ، وحينها يكون للون الذي جاء في المنام دلالته القوية
وهناك الكثير من الأمثلة التي جاءت لي سواء أثناء عرض برنامج الأحلام ، أو أثناء تعبيري في يومي الاثنين أو الجمعة ،وفيها الإشارة إلى الألوان في الرؤى ،
ولكن الذي يؤسس عليه ما يرد في القرآن أو السنة، وهناك من الأدلة على وجود الألوان في المنام ما رواه الترمذي في كتاب الرؤيا ، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو،
عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة ، فقالت له خديجة : إنه كان صدقك وأنه مات قبل أن تظهر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أريته في المنام وعليه ثياب بياض ، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك) .
ويدل على وجود الألوان كذلك حديث عبد الله بن سلام الذي رواه البخاري في صحيحه ، بل وعنون له بقوله : باب الخُضر في المنام والروضة الخضراء ، وساق فيه الحديث ، وفيه:
أن عبد الله بن سلام مرّ على حلقة فيها سعد بن مالك ، وابن عمر ، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة ، فقلت: أي قال الراوي ، إنهم قالوا كذا وكذا ، قال : سبحان الله ْ! ، ما كان ينبغي أن يقولوا ما ليس لهم به علم ، إنما رأيت كأنما عمود ُوضع في روضة خضراء ، فنصب فيها ، وفي رأسها عُروة ، وفي أسفلها ِمنصفْ ، وهو الوصيف ، أو الخادم ، فقيل ِارقهْ ، فرِقيتُ حتى أخذتُ بالعروة .
فقصصتها على رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم [ يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى ] . فهذه الأدلة تثبت ما ذكرته ، والله أعلم .
النوم ضد الإدراك، والرؤيا إدراك، فكيف يجتمع مع النوم؟
قال الإمام الإسفراييني:
النوم إذا عمّ فلا إدراك ولا منام أو ولا رؤيا، وإن قام عرض النوم ببعض النفس، قام إدراك المنام أو الرؤيا بالبعض الآخر.، ولذا يحصل المنام أو الرؤيا عند خفة النوم.
وهذا يوافقه الطب الحديث الذي يقسم النوم إلى درجات وفي الدرجات الأولى يتم الحلم والاحتلام والاسترخاء وتخزين المعلومات في الانتقال من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة، و إذا استيقظ الإنسان فيها كان نشيطا. انظر/ علي كمال[93 ــ97] د/ أنور الجندي[306ــ343].
ويقال أيضا في الجواب على السؤال السابق:
كما أن الفهم متفاوت وله شعب وأسباب وموانع وموانع، فكذلك الإدراك والنوم كل واحد منهما له شعب متفاوتة؛ كثرة وقلة، قوة وضعفا.
ولا يعني وجود شعبة لواحد منهما انتفاء جميع شعب الآخر عن الإنسان، فقد تجتمع بعض شعب هذا مع الآخر، وقد ورد أن الملائكة حين أتوا للنبي [صلى الله عليه وسلم] قال بعضهم إنه نام، وقال آخرون إن العين نائمة والقلب يقظان.
هذا الشيء نعمة من الله ورحمة ؛ إذ لو تكشف الحلم لكل أحد ، وجاء بطريقة واضحة ، ومباشرة ، خاصة المفزع منها ، فستصبح حياة الإنسان جحيما ، وينشغل الكل بما رأى في النوم ،وهذا يحتاج لقوة إيمان ، ويقين قد لا يتوفران بالشخص العادي ، ولذا فالرسل عليهم الصلاة والسلام ، لا يرون إلا حقا ، وأغلب رؤاهم من نوع الرؤى الصادقة ، التي تقع كما رئيت ، ولذا ثبت أن اشد النـاس بلاء الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ، فالأمثل ، والأمثل ،
ولذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الإفراط في أكل الطعام ، فقال : [ ما ملأ ابن آدم وعاء قط ، شرا من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ] ، وقال أيضا : [ المعدة بيت الداء ] ، ومن هذه الأدواء ما له علاقة بالنوم وما له علاقة باليقظة .
ولكن عادة الكوابيس الناتجة عن أكل الطعام ليست ذا طابع مخيف ، أو مؤذي ،كتلك التي تنتج عن آثار السحر أو العين مثلا ،أو السهر على المحرمات ، في الحفلات الماجنة ، أو الغنائية
وقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء الكلام بعدها ، حاشا أن يكون كلاما مباحا ،فإذا ما اجتمع كلام بعدها ، وفي ماحرم الله ، فإن صاحبه قد يعاني من عدم استقرار في نومه ، وهذا نتيجة أمور متعددة ، كالسهر وانتهاك ما حرم الله ورسوله ، ونهيا عنه
والخلاصة وجود رابط بين التخمة والكوابيس ، ولكن الكوابيس الناتجة عن التخمة ليست بحجم الكوابيس التي تأتي من السحر أو العين أو المعاصي
ومن رأى أنه جالس على الهواء فإنه على هوى من دينه وغرور من أمره ومن رأى أنه ينظر في سراب فإنه كلام باطل يبلغه أو هو مقيم على أمر باطل وكذلك الهباء في التأويل لا خير فيه
ويؤول القمر بوزير السلطان أو عامله وكذا الأنجم الخمس السيارة الزهرة والمريخ وعطارد والمشتري وزحل فمن رأى منها تلطفا وإقبالا حصل له عز ورفعة فالزهرة تؤول بزوجة الملك والمريخ بصاحب الجيش وعطارد بكائن والمشتري بالخزان أي خازن الملك وزحل بصاحب عذابه وأما سائر النجوم فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى أنه اقتدى بهم اهتدى وتؤول أيضا بأشراف الناس فمن رآها قد اجتمعت في حال إشراق فإنه صلاح حال أشراف الناس واجتماع أمرهم وإن رآها قد تفرقت أو طمست فإنه افتراق أمرهم وفساد حالهم ومن رأى أنه يصنع شيئا لها فإنه يصنع بالناس مثل ذلك ومن رأى أنه يأكلها فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ومن رأى أنه أخذ نجما من السماء فإن كانت امرأته حبلى ولد له ابن ومن رأى نجوما انقضت على رأسه أو رآها في بيته أصاب سلطانا ورفعة ومن رأى نجما سقط في الأرض دل على سقوط رجل كبير عن منزلته وإن كان له غائب قدم عليه أو حامل أتت بولد شريف وإن كان ذلك من النجوم المؤنثة فإن الولد جارية وإن رأى نجما سقط عليه مات سريعا
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة ومن رأى نقصا فيهما فتعبيره ضد ذلك ومن رأى في عنقه جرحا أو قيحا يدل على أنه خان الله فيما قلده ومن رأى طائرا على عنقه فإن كان الطائر محمودا فهو عمل حسن وإن كان بضد ذلك فضده ومن رأى في عنقه مصحفا أو حبلا فإنه يدل على الفضل والقيام بالعهد والحق ومن رأى أن في عنقه حية مطوقة وما يكره مثله في اليقظة فليس بمحمود ومن رأى أن عنقه طال أو غلظ فهو قوة وقهر لعدوه وقيل كسب مال وعدل وأمانة
وأما المنكبان فيدلان على الوالدين والأخوين والشريكين فمن رأى أنه حدث فيهما حادث فتأويله فيهم وأما العضدان فهما أخوان أو ولدان قد أدركا فمن رأى فيهما خيرا أو شرا فتأويله فيهم وأما اليدان فتأويلهما على وجوه قيل إن اليد اليمنى سبب معاش الرجل وماله وإخوانه وأخذه وعطاؤه واليسرى عون الإنسان وصديقه ونفقة يدخرها وطول اليدين زيادة مقدرة وقصرهما ضد ذلك ومن رأى أن يده قطعت وبانت منه مات أخوه أو شريكه أو صديقه أو ينقطع ما بينهم من المواصلة والموالفة وربما كان قطع اليمنى يمين يحلفها وربما كان قطع عمل أو غيره من معيشة أو يكون قاطعا لرحمه وإذا كان الرائي من أهل الصلاح يكون قطعا عن المحارم وقيل رؤية قطع اليد تهمة بسرقة أو يكون سارقا ومن رأى أن يده اليسرى قطعت وصل قرابته ويرى في أهله كل خير ومن رأى أن يديه أو إحداهما كسرت فإنه بلاء يصيبه ومن رأى أن يده الواحدة أشد بياضا من الأخرى فإنه ينجو من السوء ويظفر على مخاصمه ومن رأى أنه غسل يديه ونظفهما فلا بأس به ومن رأى أنه قطع يده من غير ألم فإنه يتعلق قلبه بمحبة أحد وقيل قطع اليدين طول عمر ومن رأى أنه يمشي على يديه فإنه يعتمد على بعض أقربائه ومن رأى أنه نبت على يده ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود ومن رأى أن بيده كفا فإنه كف عن المعاصي ومن رأى أنه يصفق فهو على وجهين قيل فرح وسرور وقيل لا فائدة فيه ولطم الكفوف على الوجه يدل على حدوث مصيبة
وأما النوم فمن رأى أنه نائم فإنه فساد في دينه وربما كان غافلا عن مصالح نفسه ومن رأى أنه يغشاه النعاس فإنه أمان ومن رأى أنه كان نائما واستيقظ فإنه يجد في أمر كان غافلا عنه ومن رأى أنه أيقظ نائما فإنه يرشده إلى طريق الحق ومن رأى أن أحدا أيقظه فنظير ذلك
وأما اللحفة فهي تؤول بالمرأة فمن رأى ملحفة ذهبت عنه أو انتزعت منه فإن امرأته خارجة عنه بموت أو حياة وأما الطيلسان فهو بهاء الرجل وجاهه ومروءته بقدر الطيلسان في جدته وصفاقته وقوته وسعته ومن رأى أنه يلبس طيلسانا ولم يكن ممن يلبسه في اليقظة فإنه يصيب اسما صالحا في الناس ويجتمع له أمره وشمله وينال خيرا وأما القلنسوة فموضعها الرأس والرأس رئيس الرجل فمن رأى أنه حدث في قلنسوته حادث من حرق أو سقوط أو نحو ذلك فإن تأويله في حاله مع رئيسه ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته فإنه يأخذ ماله وإن كان عاملا عزله
من رأى أن له سرادقا مضروبا فإنه يصيب سلطانا عظيما وخيرا ومن راى أن له فسطاطا مضروبا أو قبة مضروبة فإنه يصيب سلطانا دون السرادق وربما كانت القبة امرأة يزوجها أو خدمة سلطان يتولاها ومن رأى أن له خباء مضروبا عليه أو ما أشبه ذلك فإنه يصيب خيرا ويرتفع صيته ومن رأى أن سلطانا خرج من هذه الأخبية خروج فراق فإنه يخرج من سلطانه ذلك ومن رأى أن أبنية طويت فإنها سلطانه ذلك يذهب أو عمره ينفد ومن رأى أن فسطاطا أو خباء أو نحوهما في مغارة من الأرض أو في روضة فإنه قبر شهيد يكون هنالك
ومن رأى أنه بسط له بساط جديد واسع صفيق فإنه ينال في دنياه عمرا طويلا وسعة في الرزق وإن كان البساط ثخينا صغيرا فإنه يكون عمره طويلا ورزقه قليلا وإن كان رقيقا طويلا فإن رزقه يكون كثيرا وعمره قليلا ومن رأى أنه بسط له بساط مجهول الجوهر في موضع مجهول أو عند قوم مجهولين فإنه يتغرب عن بلده وقومه وينال في الغربة عزا وجاها ومن رأى أنه جالس على حصير فإنه يأتي أمرا يتحسر عليه ويندم ومن رأى أنه يلتحف في حصير فإنه يحصر أو يناله حصر البول وقد يدل الحصير على ما يدل عليه البساط
وأما التمساح فهو عدو غادر فمن رأى أنه أصاب تمساحا فإنه يصيب رجلا كذلك وإن رأى أنه جر التمساح إلى البر فإنه يظفر بعدو له أو غريم ومن رأى أنه أصاب من لحم التمساح أو جلده أو شيء منه فإنه يصيب من مال عدوه بقدر ذلك وأما السلحفاة فإنه إنسان زاهد عالم بالعلوم القديمة فمن رأى أنه أصاب سلحفاة في منزله أو طريق مطروحة فإن هناك علما
وأما رؤية الحيات والعقارب فمن رأى أنه يقاتل حية فإنه يعالج عدوا والظافر منهما هو الظافر على صاحبه وحيات البر أشد من حيات الماء وسودها أشد من بيضها ومن رأى أن حية لدغته فإن عدوه يناله بمكروه بقدر اللدغة ومن رأى أنه قتل حية فإنه يظفر بعدو ومن رأى حية ميتة فإنه يكفيه الله أمره ومن رأى أنه ملك حية ليس يتخوفها فإنه يصيب سلطانا بقدر تلك الحية في الحيات وإن كانت الحية من ذهب أو كان عليها تصاوير فإنه يملك سلطانا عظيما وإن كانت بيضاء صغيرة وهو يملكها فإنه جده الذي يسعى له وإن لم يملكها فإنه عدو ضعيف والحية الصغيرة عدو من الأهل وغيره ومن رأى بين يديه حية تسعى فقبض عليها بيده فإنه يأمن مما يخاف ومن رأى أنه يتخوف حية ولم يعاينها فإن ذلك أمن له من عدوه فإن عاينها فإنه يصيبه خوف من عدوه ومن غير ضرر يلحقه منه ومن رأى أن حية كلمته فإنه يرى شيئا يتعجب منه وينال خيرا كثيرا ومن رأى حيات في أجواف البيوت فإنها أعداء من النساء والأقارب وإن رأى الحيات خارج البيوت فإنها أعداء من الأبعدين ومن رأى حية في بيته أو على سريره فإنه امرأته عدوة له ومن رأى أنه حية خرجت من أنفه أو من ظهره أو إحليله فإنه يولد له غلام وإن خرجت من أذنه أو من بطنه أو دبره فإن في عياله عدوا يخرج منه وإن رأى أن الحية دخلت في حلقه أفاد علما عظيما ومن رأى أنه يأكل من لحم حية فإنه يصيب من مال عدوه وينال غبطة وسرورا
وأما العنكبوت فهو إنسان عابد ضعيف فمن رأى أنه أصاب عنكبوتا فإنه يصيب رجلا عابدا أو يصاحبه ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر رجلا كذلك وأما السوس في الباب والسرير والمائدة أو نحوها فأسقام وعلل في جسم من رأى ذلك ومن رأى أن في كيسه أو عصاه أرضة فقد دل على موته
ما معني رؤية البحر والغرق فية ؟؟
لدي البعض من الناس يوجد رمز مرعب ; وذلك هو : البحر والغرق فية !!! فعلام يدل هذا الرمز , وهل هو علي اطلاقة ؟؟؟؟
الحقيقة أني أعيد هنا وأؤكد أنة ليس هناك دلالة واحدة لرمز ما , وأنة لا بد من سماع الرؤيا كاملة بكل رموزها , ولكن وطالما الحديث الان عن هذا الرمز , فأقول : بأن الدلالة للبحر أو للغرق فية ليست سيئة دائما , فقد تدل مثلا :
للطالب , علي زيادة تعمقة بالعلم والتخصص في تخصص ما .
وللتاجر , فقد يكون البحر السوق الذي يعمل فية .
وللمذنب والعاصي , فقد يكون غرقة توبة وتأمل قولة تعالي : "حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ"(يونس : 90 ) .
والدلالة للسباحة والانغماس والغرق في البحر تكون جيدة عند رؤية البحر صيفا غالبا، وأما رؤيته شتاءا فقد تكون مؤشرا على دلالة سيئة، ولكن أكرر بأنه لا بد من النظر لباقي رموز الرؤيا، ومما يقال عن بعض الدلالات السيئة للسباحة والغوص أو للغرق في البحر:
1/ ارتكاب المعاصي والكبائر، وتأمل قوله تعالى: [ مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا] نوح:25
2/ الانغماس في الدنيا وملذاتها.
ولكن على المعبر أن يحترز عنها إذا ما رأى الرؤيا أو الحلم قد تدل علي معني سيئ منها , ليصرف عن المعبر لة , هذا المعني السيئ ان شاء الله .
هل تعبر الرؤيا بشكل واحد , أم تختلف حسب الزمان والمكان والهيئات ؟
مما ينبغي أن يفهمة المعبر وأن يعية جيدا ; أن الرموز قد تختلف حسب الزمان والمكان , ولذا فقد يعبر المعبر رؤيا في وقت أو مكان معينين بتعبير , ويعبر نفس الرؤيا بتعبير مختلف , بسبب اختلاف الزمان أو المكان , وهذا بالمناسبة يحصل كثيرا , وقد يعجب منة البعض من قليلي البضاعة في العلم .
كما أن صاحب الرؤيا ايضا لة دور في اختلاف التعبير ; حسنا أو سوء حسب صلاحة وعدالتة ونحو ذلك من أمور تتعلق بالرائي , ولعل مما يذكر هنا تأييد لما قلتة , قصة الطفيل حين خرج مع جيش المسلمين في قتال المرتدين في اليمامة , وكان معة ابنة عمرو بن الطفيل , قال الطفيل رضي الله عنة :
قال : وخرجت الي بعث مسيلمة ومعي ابني عمرو ، حَتَّى إذا كنت ببعض الطريق رأيت رؤيا ، رأيت كأن رأسي حلق ، وخرج من فمي طائر ، وكأن امرأة أدخلتني في فرجها ، وكأن ابني يطلبني طلبا حثيثا ، فحيل بيني وبينه ، فحدثت بِهَا قومي ، فقالوا : خيرا ، فقلت : أما أنا فقد أولتها ، أما حلق رأسي فقطعه ، وأما الطائر فروحي ، والمرأة الأرض أدفن فيها ، فقد روعت أن أقتل شهيدا ، وأما طلب ابني إياي ، فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة ، ولا أراه يلحق في سفره هَذَا ، قَالَ : فقتل الطفيل يوم اليمامة ، وجرح ابنه ، ثم قتل يوم اليرموك شهيدا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنة .
قال ابن القيم في "زاد المعاد " بعد القصة (3627) :
واما تعبيرة حلق رأسة بوضعة ,فهذا لأن حلق الرأس وضع شعره على الأرض وهو لا يدل بمجرده على وضع رأسه، فإنه دال على خلاص من همٍّ أو مرض أو شدة لمن يليق به ذلك، وعلى فقر ونكد وزوال رياسة وجاه لمن لا يليق به ذلك، ولكن في منام الطفيل قرائن اقتضت أنه وضع رأسه، منها: أنه كان في الجهاد ومقاتلة العدو ذي الشوكة والبأس. ومنها: أنه دخل في بطن المرأة التي رآها وهي الأرض التي هي بمنزلة أمه، ورأى أنه قد دخل في الموضع الذي خرج منه، وهذا هو إعادته إلى الأرض، كما قال تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم} طه : 155، فأول المرأة بالأرض إذ كلاهما محل الوطء، وأول دخوله في فرجها بعوده إليها كما خلق منها، وأول الطائر الذي خرج من فيه بروحه، فإنها كالطائر المحبوس في البدن، فإذا خرجت منه كانت كالطائر الذي فارق حبسه فذهب حيث شاء؛ ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة ",
اخرجة أحمد والنسائي ومالك . ومعني يعلق : أي يأكل ويرعي.
فتأمل كلام ابن القيم هذا وتعلم أن تعبر و تقيس كل رؤيا حسب صاحبها والزمن الذي رئيت فيه، وتأمل مدارسة الصحابة بعضهم البعض في علم تعبير الرؤى، لتعلم أن هذا علم يمكن تعلمه وتعليمه ولو خالفنا في هذا الرأي من خالفنا، والله أعلم.
هل يجوز اليوم إثبات حكم شرعي من خلال الرؤى والأحلام، كمن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يأمره، أو ينهاه بشيء ما ؟
جوابنا على هذا السؤال ابتداءً، أن الرؤى والأحلام لا تُفسر من الإنسان نفسه، فقد لا تكون دلالتها على ظاهرها.
ثم أقول: الآن لا يجوز إثبات حكم شرعي خلاف الشريعة وما يُعمل فيها ؛ لأن حالة النوم ليست بحالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الراوي - وهو هنا هذا الحالم - ، وقد اتفق علماء الجرح والتعديل ، وعلماء الرواية على أن من شروط القبول للرواية من الشخص : أن يكون ضابطا ، حافظا ، والنائم ليس بهذه الصفة .
لكن لو رأى أحدٌ رؤيا ، وفيها الأمر بعمل سنة من السنن أو النهي عن مكروه ، أو محرم ، وقد يكون رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يأمره بما ذكرت آنفا ، فهل يجوز العمل بوفقها ؟
والجواب نعم يجوز العمل، ولو قلتم: ما السبب ؟
أقول السبب: أن ذلك ليس حُكما من الرؤيا فقط ! بل بِما هو موجود في أصل الشريعة .
وقد قرر الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى:
أن شرط العمل بمُقتضى الرؤيا ، أنْ لا تخرم حكما شرعيا ، وأن تكون مُوافقة لظاهر الشريعة ، وأما ما جاء من الرؤى ، وفيه مخالفة للشريعة ، أو لقاعدة من قواعد الشريعة ، فهو : إما خيال ، أو توهم ، وإما أن يكون حلما من الشيطان ، وهذا لا يصح اعتباره ، لمعارضته لما هو ثابت مشروع .
وقال البغوي في شرح السنة[ 12/211]:
ليس كل ما يراه الإنسان في منامه يكون صحيحا ويجوز تعبيره، إنما الصحيح منها ما كان من الله عز وجل يأتيك به ملك الرؤيا من نسخة أم الكتاب، وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها.
ما الفرق بين السنة والغفوة والنوم :
لعل هذة المسالة الدقيقة جديرة بتضمينها الكتاب , ومما قيل في الفرق بينها :
أن الأبخرة متصاعدة على الدوام من الجسد إلى الدماغ. فمتى صادفت منه فتوراً أو إعياءً استولت عليه. وهو معدن الحس والحركة، فيحصل فيه فتور وهو السنة.
فإن عم الاستيلاء حاسة البصر فهو غفوة.
وإن عم جميع الجسد فهو نوم مستثقل.اهـ . وانظر : "القرافي في الذخيرة"(1227) :
ما حكم الكذب في الأحلام في مجالي الشعر , والتمثيل ؟
الكذب كبيرة من كبائر الذنوب , وهو : الاخبار عن الشئ خلاف ما هو علية وعكسة الصدق وهو : مطابقة الخير للواقع
والصدق من أعظم خصال الخير , وهو من مكارم الأخلاق التي جاء الشرع بتأكيدها والأمر بها . فهو خلق رفيع يتمثلة الأفاضل من الناس , ويجتنبة الأراذل منهم , ولذلك كان وصفا ملازما للأنبياء عليهم وعلي نبينا الصلاة والسلام , وضدة ما كان ملازما للمنافقين وأشباههم وهو الكذب كما قلنا , وقد جاءت نصوص الشريعة متضافرة بالعدوة للصدق والتحذير من الكذب , ومن ذلك ما يلي :
قال الله تعالي : "يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين (119) , وعن ابن مسعود رضي الله عنة عن النبي صلي الله علية والة وسلم أنة قال : "ان الصدق بر , وان البر يهدي الي الجنة , وان العبد ليتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا , وان الكذب فجور , وان الفجور يهدي الي النار , وان العبد ليتحري الكذب حتي يكتب كذابا" . رواة البخاري (5743) , ومسلم (2607).
.
وقد رخص الشارع في أمور يجوز فيها الكذب، فروت أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار، الكذب كله على ابن آدم حرام إلا في ثلاث خصال : رجل كذب على امرأته ليرضيها، ورجل كذب في الحرب فإن الحرب خدعة، ورجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما ". رواه الترمذي برقم ( 1939 ) .والحديث : حسنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 7723 ) .
وعن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً . رواه البخاري ( 2546 ) ، ومسلم ( 2605 ) .
والكذب لا يجوز في جد ولا هزل بل كله خلق مذموم، وليس هناك كذب سائغ ككذبة أبريل مثلا، إلا كما قلنا مما استثني، أو دعت إليه ضرورة كما نص عليه في الحديث، و كالكذب لإنقاذ معصوم الدم من قاتل، أو لتحصين مال من غاصب، ونحو ذلك .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : (لا يصلح الكذب في هزل ولا جد) .(رواه البخاري في كتاب الأدب المفرد برقم 387)، ويعظم الكذب إذا ترتب عليه ضرر أو فساد، ويعتبر اعتياد الكذب من كبائر الذنوب.
والكذب في الشعر وإن أساغه البعض من النقاد، فلست معهم؛ والقصائد الخالدة..هي خالدة لصدق مشاعرها وصدق أحاسيسها، وصدق تعابيرها، ولكن لا أجد مسوغا لمن يكذب في الشعر ويدخل ضمن كذبه حلما رآه.
وأما التمثيل فغير ما فيه من مساوئ ومفاسد كثيرة جدا، فيزداد حرمة إن استخدم للسخرية، أو حصل فيه عري واختلاط، أو كذب، ويتأكد جرم الكذب هذا حين تحبك قصة لإنسان، يحلم وهو يكذب، و يستعمل فقط هذا لزيادة الحبكة الفنية كما يثار أو يقال، أو كما يحتج به من النقاد.
والخلاصة أن الكذب في الشعر، أو في التمثيل، مما لا يجوز ولا يحسن فعله من المؤمن أو من المسلم، وعلى الشاعر والممثل أن يبحث عن النصوص الجائزة، وفي هذا براءة له ولذمته، من أن ينشر بين الناس محرما، فيكون مفسدا ومشيعا للفساد، وتأمل أخي لكثير من الشعراء أو الممثلين، ممن اختط لنفسه خطا نزيها، فلم يقدم ما قد يندم عليه غدا، وحاول أن تتشبه به في مجالك، فهناك شعر جيد وجميل، وهناك تمثيل هادف وصادق.
وقال ابن سيرين رؤيا الرياحين والمشمومات جملة إذا كانت مقتطفة فيحتاج إلى اعتبارها إذا كانت قليلة فإنه سريع، وإن كانت تمكث فهو هم بطيء، وأما المنثور فهو على ثلاثة أوجه أما رؤيا الأصفر منه فيدل على تغير اللون، وأما الأحمر والأصفر فلا بأس برؤيتهما، وأما البان فإنه يدل على الثناء الحسن.
وقال الكرماني من رأى أنه يقسم شيئا بلا رضا صاحبه فإن تأويله عن الخير والشر يؤول إليه والعض على الشيء فيه وجهان إذا كان على نحو حبل مما ليس فيه نتيجة فليس بمحمود وإذا كان مما يحصل نتيجة فلا بأس به.
ومن رأى أنه في جامع أو في مسجد أو مدرسة فهو أمن ومن رأى أنه يعمر ذلك يكون عالما أو يعمره في اليقظة أو يعمل عملا صالحا او يحج في عامه وقيل من رأى أنه يعمر مسجدا فإنه يتزوج امرأة دينة ومن رأى أنه يسقف مسجدا فإنه يعول يتامى ومن رأى أنه زاد فيه فإنه صلاح في دينه ومن رأى أنه في مسجد جديد لا يعرف فإنه يحج تلك السنة أو يحصل له نفع في الدين ومن رأى أنه دخل المسجد راكبا فإنه يقطع قرابته ومن رأى أنه يموت فيه فإنه يموت على توبة مقبولة ومن رأى أنه أتى مسجدا فوجده مغلقا فإن أموره تعسر عليه فإن فتح له باب ودخل فإنه يعي رجلا في دينه