كذلك لو رأى أنّ يده أو يديه جميعاً إلى عنقه ضمتا من غير طوق مطوّق في عنقه، وكان مع ذلك شيء يدل على أعمال البر، نحو مسجد أو في سبيل من سبل الله عزّ وجلّ، فإنّه كف عن المعاصي.
ومن رأى أن على يديه شيئا من القروح والجروح فإنه يصيب بقدرها مالا حراما إلا أن يكون في عنقه فإنه دين وأمانات عليه وقال بعضهم من رأى في جسمه شيئا من ذلك نزل به
ومن رأى أن ملكا في يديه سوارا فإنه يؤول بظهور أمر قبيح على يديه في ذكر جميل وإن كانت الأساور من معدن من المعادن أو شيء من النباتات فإنه يؤول لكل منها على ما يظهر في أصول التعبير لذلك المعدن وقيل رؤيا السوار من حيث الجملة من أي معدن كان تؤول للنسوة بالرجال المنسوبة في الخاصة إلى ذلك المعدن وللرجال بنسوة كذلك.
وإن كا عاملاَ بمعصية الله أو هاماً بها، كانت رؤياه له نذيراً. فإن رأى كأنّ القيامة قد قامت وهو واقف بين يدي الله عزّ وجلّ، كانت الرؤيا أثبت وأقوى، وظهور العدل أسرع وأوحى .
وأما الجراحات فمن رأى أنّه جرح في يديه، فإنّ ذلك مال يصير إليه. وإن جرح في يده اليمنى فإنّه مال يفيده من قرابة له من الرجال، وفي اليسرى من قرابة له من النساء. فإنّ جرح في رجله اليسرى، فمال من الحرث والزرع فإن جرح في عقبه أصاب مالاً من جهة عقبه وولده. والجراحة في إبهام يده اليمنى، دليل على ركوب الدين إياه. وكل جراحة سائلة نفقة وضرر في المال. ومن رأى بجسده جراحة طرية يسيل منها الدم، فإنّها مضرة لصاحبها في مال وكلام من إنسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجراً. والجراحة في الرأس ولم يسل منها الدم، فإنه قد قرب من أن يصيب مالاً. فإن سال منها الدم، فإنه مال يبين أثره عليه. فإن رأى سلطان أو إمام أنه جرح في رأسه حتى بضعت جلدته والعظم، فإنّه يطول عمره ويرى أترابه. فإن هشمت العظم انهزم جيش له. فإن جرح في يده اليسرى. زاد عسكره. فإن جرح في اليمنى زاد ملكه. فإن جرح في بطنه زاد مال خزانته فإن جرح فخذه زادت عشيرته. فإن جرح في ساقه طال عمره. وإن جرح في قدميه زاد في الأمور استقامة في المال وثباتاً.
فإن رأى كأنّ إنساناً قطع أعضاءه وفرقها، فإنّ القاطع يتكلم في أمره بكلام حق يورث ذلك ويفرق أولاده ويشتتهم في البلاد. فإن تلطخ الجارح بدم المجروح، فإنّه يصيب مالاً حراماً بقدر الدم الذي تلطخ به. ومن جرح كافراً وسال من الكافر دم، فإنّه يظفر بعدو له ظاهر العداوة، وينال منه مالاً حلالاً بقدر الدم الخارج منه، لأنّ دم الكافر حلال للمؤمن، فإن تلطخ بدمه فهوِ أقوى. ومن رأى كأنّ إنساناً جرحه ولم يخرج منه دم، فإنّ الجارح يقول فيه قولاً حقاً جواباً له. فإن خرج دم، فإنّه يغتابه بما يصدق فيه، ويخرج المضروب من إثم. وقيل من رأى كأنّه جرح بشيء من الحديد بسكين أو غيرها، فإنّه تظهر مساويه ومعايبه لا خير فيه.
وقال بعضهم: من رأى في بعض أعضائه جرحاً، فإنّ التعبير فيه للعضو الذي حلّت فيه الجراحة. فإن كانت في الصدر هو الفؤاد، فإنّها في الشباب من الرجال والنساء تدلت على عشق. وأما المشايخ والعجائز فإنّها تدل على حزن.
وأما القتل، فمن رأى أنّه قتل إنساناً فإنّه يرتكب أمراً عظيماً. وقيل إنّه نجاة من غم، لقوله تعالى " وَقَتَلْتَ نَفْسَاً فَنَجّيْنَاكَ مِنَ الغَمِّ وفَتَنّاكَ فُتوناً " .
فإن رأى أنّه موقوف بين يدي الله عزّ وجلّ: في ذلك اليوم، فهو كذلك، وأشد الأمر وأقواه. وكذلك لو رأى من أعلام القيامة شيئاً من نحو نشر من القبور أو بعث لأهلها، أو طلوع الشمس من مغربها، حتى يصير إلى فصل القضاء والثواب والعقاب.
ن رأى أنه قائم بين يدي الله تعالى ناكسا رأسه يدل على أنه يصل إليه ظالم لقوله تعالى " ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم " .
وقال الكرماني من أعطاه الله تعالى شيئا في منامه سلط الله البلاء والمحنة على بدنه في الدنيا.