ومن رأى حمامة حطت على كتفه أو فوق رأسه أو في عنقه فإنه يؤول بعمله فيعتبر لونها إن كانت سوداء قبيحة المنظر أو ما أشبه ذلك كان عمله سوءا وإن كانت حسنة المنظر بيضاء
أمثلة على الرؤى:
وهذا الجزء سأتحدث فيه عن امثلة لبعض رؤى الرسول صلي الله علية وسلم وبعض رؤى الصحابة رضي الله عنهم , وأبدأ. برؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
(أ) رؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
وألفت هنا إلى حديث عائشة المتفق عليه الذي رواه البخاري في صحيحه قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلي الله علية وسلم من من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرئ رؤيا إلأ جاءته مثل فلق الصبح ). (1)
وقد جاء في رواية آخرى الرؤيا الصالحة , والصادقة والصالحة بمعنى واحد بالنسبة لأمور الآخرة في حق الأنبياء.
وأما بالنسبة لامور الدنيا , فالصالحة تختلف عن الصادقة; إذ أن الصالحة اخص , فرؤيا الأنبياء كلها صادقة , وقد تكون صالحة وهي الآكثر, وقد تكون غير صالحة بالنسبة للدنيا كما وقع في رؤياه يوم أحد حين رأى رؤيا وعبرها بقتل في اصحابه.
وشبهها بفلق الصبح دون غيره, لأن شمس النبوة كانت الرؤيا مبادي أنوارها، فما زال ذلك النور يتسع حتى اشرقت الشمس فمن كان باطنه نوريا كان في التصديق بكريا كا بي بكر, ومن كان باطنه مظلمأ كان في التكذيب خفاشا كأبي جهل , وبقية الناس بين هاتين المنزلتين كل منهم بقدر ما اعطي من النور. (2)
ومن الأمثلة على رؤى الرسول صلي الله علية وسلم المثال التالي:
(أ – 1) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال: "دخلت الجنة فرايت قصرا من ذهب. قلت: لمن هذا . قالوا: لشاب من قريش , فظننت اني أنا هو قالوا: لعمر بن الخطاب". (3)
وهذا الحديث جاء في رواية آخرى:" بينما أنا نائم رأيتني في الجنة" وقوله : " قالوا : لعمر " القائل: جبريل ومن معه من الملا ئكة" وقد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "بينما أنا نائم رأيتني في الجنة , فإذا امرأة تتوضأ الى جانب قصرى فقلت , لمن هذا ؟ قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا" . فبكى عمر رضي الله عنه وقال : عليك أغار يا رسول الله صلي الله علية وسلم ؟
وفي رواية عند الامام أحمد : قال ابو هريرة : فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلي الله علية وسلم و قال عمر: بأبي انت يا رسول الله , أعليك أغار ؟ والوضوء هنا من الوضاءة وهي النظافة والحسن اذ أن الجنة ليست دار تكليف, وقد ذكر ابن حجر (4)أن المرأة التي شاهدها الرسول بجانب القصر هي أم سليم
وكانت في قيد الحياة حينئذ فرأها النبي صلي الله علية وسلم في الجنة الى جانب قصر عمر فيكون تعبيره أنها من أهل الجنة لكون الرائي هو رسول الله صلي الله علية وسلم , وكونها إلى جانب قصر عمر ففيه إشارة الى آنها تدرك خلافته وكان كذلك .
(أ - 2 ) وعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلي الله علية وسلم قال : "بينما انا نائم اذ رايت قدحا اتيت به فيه لبن , فشربت منه حتى اني لأرى ألري يجري في اظفاري" ثم اعطيت فضلي عمر بن الخطاب" . قالوا : فما أؤلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : "العلم ". (5)
وهنا أؤل الرسول صلي الله علية وسلم اللبن بالعلم وقد ربط بعض العلماء بين اللبن والعلم بقوله : اللبن رزق يخلقه الله طيبأ بين أخباث من دم وفرث كالعلم نوره يظهره الله في ظلمة الجهل , فضوب به المثل في المنام كما أن الذي خلص اللبن من بين دم وفرث قادر على أن يخلق المعرفة من بين شك وجهل ويحفظ العمل عن غفلة وزلل .
وفي الحديث أن علم النبي صلي الله علية وسلم بالله لا يبلغ أحد درجته فيه, لأنه شرب حتى رآى الري يخرج من أطرافه , وأما اعطاؤه فضل عمر ففيه إشارة إلى ما حصل لعمر بالله , بحيث كان لاياخذه في الله لومة لائم . (6)
(أ - 3 ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله علية وسلم "ارئتك في المنام ثلاث ليال ، جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك . فأكشف عن وجهك فإذا انت هي , فأقول :أن يك هذا من عند الله يمضه " . متفق عليه واللفظ للبخاري) .(7)
ومعنى: سرقة من حرير: لباس أو قماشى آبيض من الحرير.
ويلاحظ في المثال الأول والمثال الثالث من رؤى الرسول صلي الله علية وسلم أن الرسول صلي الله علية وسلم لم يعبرهما لعمر ولا لعائشة , ففهم اذا آنها من الرؤي التي تكون فيها الرؤيا على وجهها وظاهرها لا تحتاج الى تعبير ولا تفسير , وقد ذكر ابن حجر في شرحه لحديث ابن عمر ورؤيته للنار أن بعض الرؤى لا يحتاج الى تعبير. (8)
آما رؤيا عبد الله بن عمر فقد عبر الرسول صلي الله علية وسلم الرؤيا حين أول شرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه اللبن بالعلم
-----------------
( 1 ) متفق عليه من حديث عائشة . اخرجه البخاري في كتاب التعبير باب اول ما بدئ به رسول الله صلي الله علية وسلم الرؤيا الصادقة ( 35112 ) ،واخرجه مسلم كما في شرح النووي في كتاب الإيمان باب بده الوحي إلى رسول الله صلي الله علية وسلم ( 2 / 197 ) - مرجع سابق.
( 2 ) انظر فتح الباري - مرجع سابق - (355/12 ).
( 3 ) رواه البخاري في كتاب التعبير, باب القصر في المنام ( 41612 ) - مرجع سابق - ورواه أحمد في مسنده في مسند انس بن مالك، انظر شرح ثلا ثيات أحمد للسفاريني (7391 ) . مرجع سابق .و أخرجه الترمذي في الجامع الصحيح لسنن الترمذي في كتاب المناقب باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه - نشر دار احياء التراث العربي - بيروت.
( 4 ) فتح الباري • مرجع سابق - ( 12 / 416 ).
( 5 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 393) _ مرجع سابق - ومسلم كما في النووي ( 15/ 16 ) مرجع سابق.
( 6 ) فتح الباري ( 12 /0 41 ) - مرجع سابق - , محمد عبد العزيز الهلاوي: رؤى النبي صلي الله علية وسلم وأحلام الصحابة , نشر دار الطلائع ,القاهرة: 1412 ة ص 5 .
(7) أخرجه البخاري كما في الفتح (12/399) مرجع سابق و (7/223) ورواه مسلم كما في النووي (15/202) في كتاب فضائل الصحابة وفي فضل عائشة رضي الله عنها مرجع سابق.
(8) ابن حجر - فتح الباري - مرجع سابق (12/419).
حجارة منصوبة على حافة الطريق
إذا حلمت أنك تخطو فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني ارتقاءك السريع في العمل، وسوف ينظر العامة والأصدقاء إليك باحترام كبير.
إذا حلم العشاق أنهم يخطون فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني زواجاً مبكراً يتبعه انسجام بين الزوجين، ولكن إذا سقطت في الحلم عن تلك الحجارة فسوف يعاكسك الحظ.
من رأى أنّه مات وحمل على سرير على أعناق الرجال، فإنّه يصيب سلطاناً ويفسد دينه، ويقهر الرجال ويركب أعناقهم، وتكون أتباعه في سلطانه بقدر من تبع جنازته، ويرجى له صلاح دينه، ما لم يدفن.
ومن رأى على رأسه عمامة وليست تلك العمامة ممن يلبسها مثله كما إذا كان فقيها ورأى على رأسه عمامة تركي أو تركيا فرأى على رأسه عمامة فقيه فليس ذلك بمحمود لكليهما.
ومن رأى على رأسه قلنسوة من ديباج ملون أو غير ملون فإنه يدل على عزل الدنيا وفساد الدين، وقلنسوة البرد والكرباس تدل على خيرات الدنيا والدين، والقلنسوة التي تكون تحت العمامة فإنه يعمل شيئا ويخفي عن الناس شيئا.
هل يمكن أن أقص الرؤيا على أحد المعبرين فيعبرها ، ثم أقصها على آخر فيعبرها بشكل مختلف تماما ؟
والجواب هو : نعم يمكن وقوع هذا الشيء . والسبب في هذا اختلاف الفهم ، والملكات ، والقدرات ، والتمكن ، بين معبر وآخر ، وعلم التعبير له أدواته التي بواسطتها ، يتم تعبير الرؤى ، وبحسب براعة المعبر من التمكن من هذه الأدوات ، يحكم عليه بالجودة أو عدمها . ولكي أوضح الصورة قليلا ، اضرب مثالا بالأطباء ، فبعضهم ينجح في تشخيـص الداء ببراعة ، في حين أن البعض يفشل في التعرف عليه ، مع تساويهم في المؤهلات العلمية ، ولذلك المعنى العميق للرؤيا قد لا يغوص إليه المعبر ، وقد يغوص إليه ببراعة ، إذا فالمعبرون بعضهم يجيد الغوص المسافات البعيدة ، وبعضهم لا يستطيع تجاوز الساحل ، وبعضهم يغاص ، لكن لمسافات قليلة ، فمن كانت قدرته أقوى ، وأعلى ، في العبور ، كان أشد براعة ، والعكس صحيح ، ولذا قال الملك لجلسائـه ( إن كنتم للرؤيا تعبرون ) يوسف/43 ، أي تصلون إلى نهايتها وتذكرون مآلها ، وعلماء اللغة يقولون :تجاوز الماء بسباحة أو سفينة أو غيرها يطلق عليه : العبور ، فكأن المعبر يعبر من ظاهر الرؤيا إلى باطنها ، وهذا هو الغوص الذي أعنيه
ومن رأى أنه يجلس على مدورة فإنه ينال رفعة لأنها من أمتعة الملوك ولا يجلس عليها إلا هم وإن لم يكن أهلا لذلك فيدل على الزواج وأما الستور فإنها تؤول على أربعة أوجه قسوة وخوف وهم وسترة وغير ذلك.
ومن رأى أن بازيا قعد على سطحه فإنه يدل على مصاحبته لملك جديد وحصول خير ومنفعة منه وإن رأت امرأة أن بازيا اختبأ في ذيلها فإنها تلد ولدا ذكرا وإن كان برجله جلجل فإنه يؤول ببنت.
ومن رأى أنه يلوي العمامة على رأسه فإنه يسافر سفرا بعيدا يكون له فيه بهاء، وإن لم يكن هو من أهل السفر ولا عزم عليه فإنه يمشي في أمر عني به ذهابا ورجوعا.
سقوط العلويات على الأرض: دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف. وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه، وليس يرجى صلاحه ولا حياته. وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها. وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق، فإنه لا يرجى. والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه، وصلاحه وإفاقته لأنّه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه. والمخطوف كخطف الموت.
والفرس الحصان سلطان وعز، فمن رأى أنّه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة، أصاب عزاً وسلطاناً وشرفاً وثروة بقدر ذل ذلك الفرس له. ومن ارتبط فرساً لنفسه أو ملكه، أصاب نحو ذلك. وكل ما نقصِ من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس أتباع الرجل، فإن كان ذنوباً كثر تبعه، وإن كان مهلوباً محذوفاً قل تبعه، وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء.
من رأى أنّه على فرس يجمح به، فإنّه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس، وقد يكون تأويل الفرس حينئذٍ هواه، يقال ركب فلان هواه، وجمح به هواه. وإن كان الفرس عرماً كان الأمر أشنع وأعظم، ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب، ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة، إلاّ أن يرى للفرس جناحاً يطير به بين السماء والأرض، فإنّ ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر. والبلق شهرة، والدهم مال وسؤدد وعز في سفر، والأشقر يدل على الحزن، وفي وجه آخر أنّ الأشقر نصر لأن خيل الملائكة كانت شقراً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على فرس قوائمه من حديد. فقال توقع الموت. وحكي أنّ علي بن عيسى الوزير قبل أن ولي الوزارة، رأى كأنّه في ظل الشمس في الشتاء، راكب فرس مع لباس حسن، وقد تناثرت أسنانه، فانتبه فزعاً، فقص رؤياه على بعض المعبرين، فقال: أما الفرس فعز ودولة، واللباس الحسن ولاية ومرتبة، وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه، وأما انتثار أسنانه فطول عمره.
وقيل من رأى فرساً مات في داره أو يده، فهو هلاك صاحب الرؤيا. ومنِ ركب فرساً أغر محجلاً بجمِيع آلاته وهو لابس ثياب الفرس، فإنّه ينال سلطاناً وعزاً وثناء حسناً وعيشاً طيباً وأمناً من الأعداء.
من رأى أنّه يمشي على يديه أو بطنه، أو يده ورجله، أو شيء غير اللسان، فإنَّ كلاً من ذلك بر أو فجور وعلى الذي ينسب إليه العضو يستظهر به في ذلك ومن رأى أنّه ملزوم بدين في المنام وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة، فإنَّ ذلك تبعات ذنوب أحاطت به، وأعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا، أو إسقام أو بعض بلايا الدنيا.
ومن رأى أن رجلاً يضربه على هامته بالمقرعة والتوت في رأسه وبقى أثرها فإنه يريد ذهاب رئيسه، فإن وقعت في جفن عينيه فإنه يريد هتك دينه، وإن قلع اشفار جفنه فإنه يدعوه إلى بدعة، وإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ تعبيره نهايته ونال الضارب بغيته، وإن ضربه على شحمة أذنه وخرج منها دم فإنه يقرع ابنة المضروب.
سورة الأعلى
من قرأها أو قرئت عليه فكما قال جعفر الصادق رضي الله عنه يكون كثير التسبيح. وقيل: إنه يؤثر الآخرة على الدنيا. وقيل: يخشى عليه النسيان ويرجى له الحفظ.
ومن رأى مجلساً يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلاً لذلك فإنه يبتلي ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه ويصدقون عليه، وإن كان أهلاً فهو زيادة علم ورفعة، وإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهمول عاقبته إلى خير، وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة، وقيل رحمة من الله تعالى، وربما دل على شبه ذلك نحو أمانة وإن رأى أنه أحدث في مثل ذلك المجلس ما ينكر في اليقظة فإنه لا خير فيه.
ومن رأى أنه قاعد على جمل وقد ضل عن الطريق وهو يسوق الجمل ولم يعلم الطريق فإنه يدل ومن رأى أنه وجد ناقة فإنه يدل على التزوج وإن كانت الناقة معها فصيل فيكون لتلك المرأة ولد.
ومن الرؤيا التي أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثا فوقعت على وفق تأويله ثم أولتها عائشة -رضي الله عنها- بخلاف ما كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يؤولها عليه فوقعت على وفق تأويل عائشة -رضي الله عنها- وقد جاء ذلك فيما رواه سليمان ابن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم -رضي الله عنها- قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب إلا تركها حاملا
فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملا فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحا وتلدين غلاما برا)
فكانت تراها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلاما فجاءت يوما كما كانت تأتيه ورسول الله
صلى الله عليه وسلم غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها: عم تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمة الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها فاتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال فقلت: فأخبريني ما هي؟ قالت: حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرعضها عليه كما
كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخبرتني فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك ولتلدن غلاما فاجرا فقعدت تبكي وقالت: مالي حين عرضت عليك
رؤياي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها: (ما لها ياعائشة)؟ فأخبرته الخبر وما تأولت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مه ياعائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها) فمات والله زوجها ولا اراها إلا ولدت ولدا فاجرا .
إن رأى أنه مريض مشرف على النزع، ثم مات وتزوجت امرأته فإنه يموت على كفرفإن رأى امرأته مريضة، حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم، ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراً لا جاموساً. ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً، أو يرى الغنم والبقر من بعيد، أو يرى الاغتسال بالماء، فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض.
وقد روي أن رجلا رأى كأنه يأكل على مائدة فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت المائدة فأكل معه فقص رؤياه على معبر فقال إن صدقت رؤياك فإن غلاما لك يشاركك في أهلك فتفحص عن الأمر فوجده كما ذكر.
ومن رأى أنه قتل على يد الكفار في الغزاة فإنه يدل على وفور السرور وحصول رزق حلال وطول عمر لقوله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله " .
ومن رأى أنه على شيء مرتفع والنهر يجري من تحته فإنه حصول خير ونعمة ورفعة، وربما كان من أهل الحنة لقوله تعالى " يجري من تحتها الأنهار لهم فهيا ما يشاءون " .
من رأى أن على فراشه نوعا من الحيوان فليحرص على زوجته وقيل رؤيا الفراش في المكان المجهول تدل على شراء أرض أو زراعة في أرض وربما كان ميراثا والنوم على الفراش من حيث الجملة راحة من تعب وعسر.
هذا السؤال يتم طرحه علي باستمرار ، ويهمني جدا أن أوضح ما غمض فيه على كل سائل ؛ ليعلم الجميع أننا ننطلق من منطلقات ثابتة راسخة ، وأننا نتحدث - إن شاء الله – عن علم ، ولا شك أن هذا العلم ذو هوية شرعية ، ويختلف عمن يفسر الرؤى ، أو الأحلام ، من منطلقات نفسية محضة ، وهو أسلوب موجود ، وبكثرة ، بخاصة عند المعالجين النفسيين وفقهم الله ونفع بهم .
وأقول هنا : إن ما رؤي في شدة الحر يختلف عما رؤي في شدة البرد فالنار في الأول مذمومـة ، وفي الثاني محمودة ، وكذلك عند التعبير تكون النار محمودة شتاءا ، ومذمومة صيفا في الغالب .
وهي شتاءا تقرب ويتجمع الناس من حولها وتكون أنيسا لهم ، في حين أنها تُبعد في الحر ، كذلك الثمار أيضا ، رؤيتها تؤكل في وقت نضجها محمود جدا ، والتعبير مبشر بخير للرائي ، أما إن رؤيت تؤكل في غير أوان نضجها ، فقد تكون الرؤيا ذات دلالة سيئة للرائي ، وقد جرت العادة أن أكل الثمار يكون سائغا ، ومفيدا في وقت نضجها لكن يجب أن يعلم أنه قد يختلف التعبير هنا كليا ، حسب حال الرائي ، أو مهنته ، أو جنسه ، أو عمره مثلا ، وهكذا من رأى أنه يلبس ملابس الشتاء في وقت الشتاء أحسن في التعبير ممن رأى أنه يلبسها في وقت الحر الشديد ، ومن رأى أنه يحج في وقت الحج مثلا يختلف عمن رأى أنه يحج في غير وقته.
وهكذا تلحظ سبب السؤال عن وقت الرؤيا للمعبر ، ولكن أحيانا لا يكون في الرؤيا ما يدعوني للسؤال عن وقتها فلا أسأل ، أو يكون في ألفاظ الرائي دلالة أغنتني عن السؤال ، َفلتُعلم هذه المسألة
ومن رأى أنه وضع القدر على النار ليطبخ شيئا فإنه يحصل له من ملك مال ومنفعة بقدر عظم القدر وصغرها وقيل القدر قيم البيت أو قيمته فكل ما رأى فيها من زين أو شين فإنه يؤول عليهما.
الغالب فيها الدلالة على المستقبل،
ولكن قد تكون الرؤيا في أمر يعيشه صاحبها أي في الحاضر،
وهذا كرؤية بعض الصاحبة ليلة القدر، وإخبارهم الرسول برؤاهم فأخبرهم بالتعبير وكان التعبير له علاقة بما كانوا يعيشون أحداثة ذلك الوقت وهو السؤال عن ليلة القدر ومتى تكون،
وكرؤية عبد الله بن زيد للأذان.
وقد تكون في أمر ماضي، فمثلاً رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى أنه يشرب اللبن ثم أعطى فضله لعمر،
تتحدث عن القدر الذي أعطيه من العلم وكان هذا قد حصل له قبل الرؤيا،
كذلك كان قد أُعْطيه عمر رضي الله عنه، وهذا هو الذي قرّره علماء هذا الفن.
قال ابن حجر إن من الرؤيا ما يدل على الماضي والحال والمستقبل. ومن أبرز أمثلة الرؤى التي كانت تدل على المستقبل رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام.
والرقاد على الظهر: تشتيت وذلة وموت، وربما دل على فراغ بالأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامداً للّه عزّ وجلّ. والنوم على الجنب خير أو مرض أو موت. ومن رأى أنّه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده.