ومن رأى أنه بسط له بساط جديد واسع صفيق فإنه ينال في دنياه عمرا طويلا وسعة في الرزق وإن كان البساط ثخينا صغيرا فإنه يكون عمره طويلا ورزقه قليلا وإن كان رقيقا طويلا فإن رزقه يكون كثيرا وعمره قليلا ومن رأى أنه بسط له بساط مجهول الجوهر في موضع مجهول أو عند قوم مجهولين فإنه يتغرب عن بلده وقومه وينال في الغربة عزا وجاها ومن رأى أنه جالس على حصير فإنه يأتي أمرا يتحسر عليه ويندم ومن رأى أنه يلتحف في حصير فإنه يحصر أو يناله حصر البول وقد يدل الحصير على ما يدل عليه البساط
ومن رأى أنه جالس على الهواء فإنه على هوى من دينه وغرور من أمره ومن رأى أنه ينظر في سراب فإنه كلام باطل يبلغه أو هو مقيم على أمر باطل وكذلك الهباء في التأويل لا خير فيه
ومن رأى إبليس فإن رؤيته تؤول بعدو له كذاب ضال عجول في الشر آيس من الخير ومن رأى أن إبليس ينصحه وهو يرضى بنصحه فإنه يدل على حصول مضرة في ماله وجسده وقال بعضهم من أطاع إبليس بهواه فإنه يبتلى بالنفس ومن رأى أن إبليس أعطاه شيئا فإنه يدل على حصول مال حرام ومن رأى أنه يريد أن يضرب إبليس بالسيف ليهلكه ثم هرب فإنه يدل على حصول ولاية وعدل وإنصاف ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر نفسه ويسلك طريق الصلاح ومن رأى أنه يعادي إبليس ويحاربه فإنه يدل على صحة دينه ومن رأى كأن إبليس خوفه فإنه يدل على إخلاصه في دينه ومن رأى أن إبليس فرحا مسرورا فإنه يشتغل بالشهوات ومن رأى أن إبليس نزع لباسه فإنه يعزل عن منصبه ومن رأى أن إبليس يحفظه فإنه يأكل الربا ومن رأى أن إبليس يغمزه فإنه يدل على أن رجلا يقذف امرأته ويغويها ومن رأى أن الشيطان يغذيه بنوع من الأنواع فإنه فرج من همه بعد حصول شدة وقيل إن إبليس يؤول بالسلطان الجائر ومن رأى كأنه قتل الشياطين نال نصرة وصيتا حسنا ومن رأى أنه ملك الشياطين وانقادوا له فإنه ينال رياسة وهيبة
قطع عليه الطريق: وذهب له مال أو متاع، أصيب بإنسان يعز عليه. وإن رأى لصا دخل منزله فأصاب من ماله وذهب به، فإنه يموت إنسان هناك. فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو. ومن رأى أنه أسير أصابه هم. ومن رأى أنه ضعيف في جسمه أصابه هم. ومن رأى أنه محزون أصابه سرور. ومن رأى أنه عليه حملا ثقيلا مجهولا، أصابه هم.
نادرة قال بعض المعبرين رأيت كأن رجلا قائما وعينه مربوطة بخرقة زرقاء فسألت منه عن والدي فأخبرني أنه قد مات وأتى بي إلى قبره فعانقت ذلك القبر وصرت أبكي بكاء بصراخ ثم استيقظت وأعلمت صاحبا لي فقال موت والدك طول حياته وبكاؤك فرج فلما قبلت منه ذلك التعبير لكوني أعلم تعبير القبر والبكاء والصراخ فعن قليل قدم والدي سالما فعرفني ذلك الصاحب الذي عبره إن تعبيره ظهر وقد تعجبت من ذلك ثم سافرت وغبت مدة فلما عدت مررت بتربة لنا وإذا على بابها امرأة قائمة وعينها مربوطة بخرقة زرقاء فإستفهمت منها عن)
الأحوال لكونها قيمة التربة وعالمة أحوالنا فأجابت لك طول العمر والدك قد مات فجئت إلى القبر فعانقته وبكيت بصراخ مثل ما رأيت من غير زيادة وما خرجت الرؤيا كما عبرها لي ذلك الصاحب إذ ليس له في ذلك يد.
وأما العناق فمن رأى أنه عانق أحدا سواء كان حيا أو ميتا فإنه يدل على طول حياته وقال بعضهم المعانقة مخالطة ومحبة وأما الوداع فمن رأى أنه يودع أحدا فإنه يفارقه إما بموت أو بحياة وربما كان الموت للمودع وأما الكنس فإنه يدل على الفقر وضيق المعيشة وقال بعضهم من رأى أنه يكنس مكانه وعنده مريض فإنه يدل على موته ومن رأى أنه يكنس مكانا لأجل التعبد فإنه صالح وربما دلت رؤية كنس المسجد على محبة الله تعالى
أما البحر فهو السلطان والنهر سلطان دونه فمن رأى البحر أو وقف عليه فإنه يصيبه من السلطان شيئ لم يرجه ومن رأى أن البحر نقص وصار خليجا فإن السلطان يضعف ويذهب عن تلك البلاد التي ذهب عنها البحر ومن رأى أنه دخل بحرا بالسباحة حتى لا يرى فإن ذلك هلاكه وانقطاعه ومن رأى أنه غرق في بحر أو نهر ولم يمت فيه فإنه يغرق في أمر الدنيا وربما كان كثير الذنوب والمعاصي ومن رأى أنه دخل في بحر أو نهر فأصابه من قعره وحل وطين فإنه يصيبه هم من السلطان او رجل كبير ومن رأى أنه غواص في البحر يغوص على لؤلؤ أو غيره فخرج فإنه طالب علم أو مال ويصيب منه على قدر الظاهر من اللؤلؤ وغيره ومن رأى أن يستقي الماء من البحر أو النهر فيجعله في إناء فإنه يصيب مالا من سلطان وإن كان الماء كدرا أصابه خوف ومن رأى أنه اغتسل أو توضأ من ماء البحر أو النهر فإن كان مريضا شفاه الله أو ذا دين قضاه الله أو مهموما فرج الله همه أو خائفا أمن أو في سجن خرج منه إلى خير ومن رأى أنه مشى فوق الماء في بحر أو نهر فإنه يدل على حسن دينه وصحة يقينه ومن رأى ساقية ضعيفة بقدر ما لا يغرق الرجل فيها فإنها حياة طيبة للبشر إذا كانت عامة أو لمن ملك تلك الساقية الرجل فيها فإنها حياة طيبة للبشر إذا كانت عامة أو لمن ملك تلك الساقية خاصة ومن رأى أن البحر ارتفع من الأرض فهو سلطان يخاف إنه غشوم أو ظلوم ومن رأى أنه دخل في بحر أو نهر فإنه يدخل سلطانا أو ذا سلطان وإن كان مريضا اشتد مرضه وإن خرج منه فإنه يصيب من السلطان خيرا ويذهب عنه الهم ومن رأى أنه قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر فإنه يقطع هما أو هولا ويسلم من ذلك ومن رأى أنه يشرب ماء عذبا من نهر أو ساقية فإنه يصيب لذاذة عيش وطول حياة وإن كان مرا أو كدرا كان عيشه في هم أو خوف أو شدة وقيل هو مرض بقدر ما يشرب وإن رأى ماء قليلا في إناء أو في موضع محبوسا فإنه ولد وإن رأى أنه أهرق عليه ماء ساخن من حيث لا يشعر فإنه يسجن أو يمرض أو يصيبه هم أو فزع من الجن بقدر حره ومن رأى أنه وقع في الماء فإنه يقع في محنة شديدة أو قتنة ومن رأى أنه حمل ماء في وعاء فإن كان فقيرا فإنه يصيب مالا أو عزبا تزوج أو متزوجا حملت امرأته أو أمته وإن رأى أنه حمل ماء في ثوب أو فيما ينكر حمل الماء فيه فإنه غرور ومن رأى أنه يشرب ماء من كوز أو كأس أو نحوها فإن كان عزبا تزوج ومن رأى أنه يفرغ الماء في جرة أو خابية أو قربة أو غيرها فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يسوق الماء إلى داره فإنه يسوق إليها كل خير ومن رأى أن ماء سال في بيته أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على مريض أو على توديع مسافر أو على غير ذلك ومن رأى أن قناة داره أو بستانه جارية فإن كان مهموما فرج عنه وإن رآها قد انسدت فإنها تنسد عليه مذاهبه
والد
إذا حلمت بوالدك فإن هذا ينبئ بأنك على وشك التورط في صعوبة ما وأنك سوف تحتاج إلى نصيحة حكيمة إذا أردت التخلص منها.
إذا كان ميتاً فإن هذا يدل على أن عملك يسير بمشقة وسوف يتحتم عليك توخي الحذر في إدارته.
إذا حلمت فتاة بوالدها الميت فإن هذا ينذر بأن حبيبها يخدعها أو سوف يخدعها.
الثياب المنسوجة بالذهب والفضة: صلاح في الدين والدنيا، وبلوغ المنى. ومن رأى أنّه يملك حللاً من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنّه تاج أو إكليل من ياقوت، فإنّه رجل ورع متدين غاز، وينال مع ذلك رياسة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي اشتريت ديباجاً مطوياً فنشرته، فإذا في وسطه عفن، فقال له: هل اشتريت جارية أندلسية؟ قال: نعم. قال: هل جامعتها؟ قال: لا لأني لم استبرئها بعد. قال: فلا تفعل فإنّها عفلاء. فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء.
ورأى رجل كأنّه لبس ديباجاً، فسأل معبراً فقال: تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر.
ومن رأى أنه في صحراء ممتدة وقد نبت فيها جملة من الأزهار والرياحين والورد وهو بها فإنه يصاحب رجلاًجليل القدر ويكتسب من علمه وعقله ومعرفته، وربما كان تقربا إلى ملك عادل وحصول خير ومنفعة إذا كان لائقا لذلك.
أما الكفار والمشركون فإنهم يؤولون على أوجه. قال الكرماني من رأى الكفار دخلوا عليه في منزله وقصدوا محاربته فإنهم يؤولون بأعداء ضامرين له سوءا أو يكون مبلغهم منه بقدر ركضهم في منزله.
ومن رأى العرش والكرسي دل على أن الرائي زاكي العمل كثير الخير والبركة هذا إن رآهما على هيئة حسنة وإلا دل على بدعة وضلالة ومن رأى العرش وهو مريض دل على أنه يموت ومن رأى أنه جالس عليه فإنه رفعة وعز وشرف إن كان أهلا والكرسي يدل للعلماء وذوي المناصب على الرفعة والعدل لمن جلس عليه ويدل على التزوج والسفر وللمريض على الموت
ومن رأى أنه حوسب وقع في محنة وعذاب ومن رأى ميزانه قد رجح حسن عمله وأطاع به وإلا فعلى قدر ما رآه ومن رأى الميزان دل على انبساط العدل وارتفاع الظلم ومن رأى أنه مر على الصراط سليما نجا من شدة وفتن وبلاء وإن سقط منه في النار يقع في فتنة وبلاء وإن رأى أنه قائم عليه تستقيم على يديه أمور معوجة ومن رأى أنه شرب من الحوض فإنه يموت على الإسلام
ويؤول القمر بوزير السلطان أو عامله وكذا الأنجم الخمس السيارة الزهرة والمريخ وعطارد والمشتري وزحل فمن رأى منها تلطفا وإقبالا حصل له عز ورفعة فالزهرة تؤول بزوجة الملك والمريخ بصاحب الجيش وعطارد بكائن والمشتري بالخزان أي خازن الملك وزحل بصاحب عذابه وأما سائر النجوم فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى أنه اقتدى بهم اهتدى وتؤول أيضا بأشراف الناس فمن رآها قد اجتمعت في حال إشراق فإنه صلاح حال أشراف الناس واجتماع أمرهم وإن رآها قد تفرقت أو طمست فإنه افتراق أمرهم وفساد حالهم ومن رأى أنه يصنع شيئا لها فإنه يصنع بالناس مثل ذلك ومن رأى أنه يأكلها فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ومن رأى أنه أخذ نجما من السماء فإن كانت امرأته حبلى ولد له ابن ومن رأى نجوما انقضت على رأسه أو رآها في بيته أصاب سلطانا ورفعة ومن رأى نجما سقط في الأرض دل على سقوط رجل كبير عن منزلته وإن كان له غائب قدم عليه أو حامل أتت بولد شريف وإن كان ذلك من النجوم المؤنثة فإن الولد جارية وإن رأى نجما سقط عليه مات سريعا
من رأى أنه يقرأ شيئا من القرآن ولا يعرف ما قرأه أو نسيه فإن كان مريضا شفاه الله أو مهموما فرج الله همه وقيل من رأى أنه يقرأ القرآن فإنه يتكلم بالحق ومن رأى أنه يقرأ آية الرحمن فهو حصول خير وإن كانت آية عذاب فضد ذلك ومن رأى أنه قرأ القرآن وأتمه فإنه ينقضي أجله على خير وقيل من رأى أنه ختم القرآن يحصل له بلوغ مقصوده وإن قرأ نصفه فقد انقضى نصف عمره ومن رأى أن أحدا يقرأ القرآن وهو يسمعه فهو يتبع القرآن وإن رأى ذلك ولم يفهم ما يقوله فضد ذلك ومن رأى أنه يقرأ بمكان لا تجوز القراءة فيه دل على أن في دينه خللا ومن رأى أنه قرأ بعض سورة كان حكمه كمن قرأ تلك السورة فتعبير تعبيرها
ويؤول القمر بوزير السلطان أو عامله وكذا الأنجم الخمس السيارة الزهرة والمريخ وعطارد والمشتري وزحل فمن رأى منها تلطفا وإقبالا حصل له عز ورفعة فالزهرة تؤول بزوجة الملك والمريخ بصاحب الجيش وعطارد بكائن والمشتري بالخزان أي خازن الملك وزحل بصاحب عذابه وأما سائر النجوم فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى أنه اقتدى بهم اهتدى وتؤول أيضا بأشراف الناس فمن رآها قد اجتمعت في حال إشراق فإنه صلاح حال أشراف الناس واجتماع أمرهم وإن رآها قد تفرقت أو طمست فإنه افتراق أمرهم وفساد حالهم ومن رأى أنه يصنع شيئا لها فإنه يصنع بالناس مثل ذلك ومن رأى أنه يأكلها فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ومن رأى أنه أخذ نجما من السماء فإن كانت امرأته حبلى ولد له ابن ومن رأى نجوما انقضت على رأسه أو رآها في بيته أصاب سلطانا ورفعة ومن رأى نجما سقط في الأرض دل على سقوط رجل كبير عن منزلته وإن كان له غائب قدم عليه أو حامل أتت بولد شريف وإن كان ذلك من النجوم المؤنثة فإن الولد جارية وإن رأى نجما سقط عليه مات سريعا
ومن رأى أنه يقرأ في التوراة حصل له قوة وخير ومنفعة فإن كانت قراءته جهرا بصوت عال فإنه يخاصم ولكنه يظفر بالحق ويحصل مراده فإن قرأها من حفظه لا من كتاب فإنه يظفر بحاجته بعد مخاصمة ومن رأى أنه يقرأ في الإنجيل حصل له منفعة من قبل النصارى ومن قرأه من غير كتاب فإنه ينخدع بالباطل عن الحق ويكون محبا للنصارى ومن رأى أنه يقرأ الزبور من الكتاب فإنه يختار الفعل الحسن فإن قرأه عن ظهر القلب دل على نفاقه وريائه ومن رأى أنه يقرأ صحف إبراهيم أو صحف موسى فإنه يدله أحد على طريق الصواب ويمنعه عن طريق الخطأ خصوصا إذا قرأ من الكتاب ومن رأى أنه يقرأ الصحف عن ظهر القلب فإنه يدل على معيشته بين الناس بالنفاق ومن رأى أنه يكتب صحيفة أو ينظر فيها ولا يحسن قراءتها فإنه يصيب ميرثا ومن رأى هيكلا في داره وعنده حامل تأتي بولد
ومن رأى أنه يعبد الله بنوع من أنواع العبادة وهو في ذلك سالك طرق الرشاد فهو حصول خير الدنيا والآخرة ومن رأى أنه تعبد بما لا يجوز في الشرع فتعبيره ضد ذلك ومن رأى في عبادته نقصا فهو مقصر في صالح نفسه ومن رأى أنه يعتكف فإنه يكون مجنبا عن أمور الدنيا ومن رأى أنه يسبح الله تعالى فإنه يفرج همه ويكشف غمه والسوء عنه ومن رأى أنه يستغفر الله تعالى فإنه يرزق مالا وولدا ومن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه غم وحبس طويل وربما دل على إهمال الطاعات ومن رأى أنه يحمد الله تعالى فإنه ينال فوزا وهدى في دينه ومن رأى أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة ونعمة ومن رأى أنه مواظب على الذكر فإنه يأمن من شر الأعداء ويفتح له أبواب الخيرات ويفوز من البلاء ويسهل له أموره العسرة ومن رأى أنه قال لا إله إلا الله أتاه الفرج قريبا ويخلص من الغم ويختم له بالشهادة ومن رأى أنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه يؤول بحصول المال والنعمة ويكون في حفظ الله وأمانه وربما يجد ذخيرة أو كنزا
ومن رأى أحدا من الفراعنة والجبابرة وهو حي أو ميت دخل مدينة أو أرضا وأقام بها فإنه يدل على ظهور سيرة الفراعنة في ذلك المكان ومن رأى أن أحدا منهم أعطاه شيئا أو أمر له بخلقة فإنه يدل على حصول مال حرام من ملك ظالم بقدر ما رأى ومن رأى أحدا من الفراعنة صار مسلما أو عادلا فتعبيره بخلاف ما تقدم
وأما الأشفار فهي وقاية الدين والحاجبان زين الدين فمن رأى فيهما جمالا وحسنا فهو في الدين كذلك ومن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده وأما الجبهة والأنف فجاه الرجل وحسبه فإن رأى أنه حدث في جبهته وأنفه حدث فهو فيما ذكر وربما دلت الجبهة على الصلاة والسجود فمن رأى في جبهته قرحة أو جراحة وما ينكر في اليقظة فإنه مقصر في صلاته أو ممن لا يتم سجوده فيها أو يقابل بكلام قبيح ومن رأى في جبهته أثرا لسجود فإنه يدل على زيادة دينه وتقواه وانتشاره بين الناس ومن رأى على جبهته آية رحمة يدل على حصول الخير ويرزق شيئا
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة ومن رأى نقصا فيهما فتعبيره ضد ذلك ومن رأى في عنقه جرحا أو قيحا يدل على أنه خان الله فيما قلده ومن رأى طائرا على عنقه فإن كان الطائر محمودا فهو عمل حسن وإن كان بضد ذلك فضده ومن رأى في عنقه مصحفا أو حبلا فإنه يدل على الفضل والقيام بالعهد والحق ومن رأى أن في عنقه حية مطوقة وما يكره مثله في اليقظة فليس بمحمود ومن رأى أن عنقه طال أو غلظ فهو قوة وقهر لعدوه وقيل كسب مال وعدل وأمانة
وما مقعد الإنسان وأليته فكسب مال وشغل منفعة فمن رأى في ذلك ما يشين أو يزين فعبر به وأما الذكر فهو ولد ومال وذكر وسمعة فمن رأى له ذكرين أو أكثر كان زيادة في ذلك ومن رأى أن ذكره قطع بيد أحد فضد ذلك وإن قطعه فإنه لا يولد له ولد وإن رآه ضعف وقلت قوته فليس بمحمود ومن رأى أنه كبر وضخم فإنه زيادة في سلطانه وماله وولده ومن رأى أن شخصا يحلم ذكره أو يملطه فإنه ينال منه منفعة ومن رأى أن أحدا يضرب ذكره فلا خير فيه للضارب ومن رأى أن ذكره مربوط فإنه يكتم الشهادة ومن رأى أنه خرج من ذكره شيئ فهو ولد فإن كان محبوبا كان الولد جيدا أو مكروها فضده ومن رأى في ذكره جراحة فإنه كلام يقال فيه ومن رأى أنه ختن فإنه صلاح في دينه ومن رأى أن ذكره انتشر وانتصب فإن الحاجة التي هو طالبها تقضى وقال بعضهم حركة الذكر وانتصابه يدل على زيادة المال وكثرة الأولاد والجاه ومن رأى أنه ورم فنظير ذلك ما لم يكن به وجع
وأما الفخذ فقوة الإنسان وقومه وعشيرته فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك ومن رأى أن فخذه قطع فإنه يفارق أهله ويموت غريبا وأما الركبتان فهما كد الإنسان ومطلبه فمن رأى في ذلك من شين أو زين فيؤول على ذلك وأما الساقان فهما مال الإنسان واعتماد سلوكه فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لهما وربما كانت الساق عمر الإنسان فمن رأى أن ساقه من حديد طال عمره وبقي ماله أو من خشب ضعف عن طلب معيشته في التماس رزقه ومن رأى أن ساقه التفت بساق أخرى فهو علامة الهلاك ...
وأما القبور والدفن فمن رأى أنه حفر لنفسه أو لغيره قبرا أو حفرة فإنه يبني دارا في ذلك البلد أو يقيم بها ومن رأى أنه يردم قبرا فإنه تطول حياته وتدوم صحته ومن رأى أنه دفن في قبر من غير أن يموت فإنه يسجن وربما يصيبه ضيق في أمره ومن رأى أنه مدفون في قبر على هيئة الأموات من غير ردم فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يطوف بالقبور وينتقل منها وهي مفتوحة فإنه يدخل بيوت أهل البدع أو بيوت السجن ومن رأى أنه مسلم رجلا إلى حفرة فإنه يلقيه في هلكة ومن رأى أنه سوى عليه التراب نال مالا ومن رأى أنه يحفر قبرا على سطح فإنه يعيش عمرا طويلا ومن رأى أن القبور مخضرة فإن أهلها في رحمة ومن رأى أن المقابر تمطر فإنها رحمة من الله تعالى عليهم ومن رأى أنه يدفن حيا فإنه يظفر بعدوه ومن رأى أن جماعة دفنوا شخصا فإنهم متعصبون على هلاكه ومن رأى أنه يدفن عدوه فإنه يظفر به
ومن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا أو مالا وحظا بقدر المفتاح وإن رأت المرأة أنه ألقي إليها مفتاح فإنها تنكح رجلا ومن رأى أنه استفتح بابا بمفتاح ففتح له فإنه يدعو بدعاء يستجاب له أو يرزق برا وخيرا في دينه ودنياه أو ينال طلبته التي يطلبها وإن رأى أنه عسر عليه فتح الباب لم يصل إلى ما يطلبه حتى يفتحه ومن رأى أنه أغلق بابا جديدا فإنه يتزوج امرأة صالحة وإن رأى أنه فتحه فإنه يفارقها ومن رأى أنه أغلق بابا قديما فإنه يفارق امرأته وإن رأى أنه فتحه كان مغتبطا بها ومن رأى أنه أغلق قفلا أو فتحه تزوج امرأة
ومن رأى أنه يأكل سمنا أو زبدا فإنه يصيب خصبا أو زيادة في ماله وسمن البقر في التأويل أفضل من سمن الغنم ومن رأى أنه يأكل جبنا طريا فإنه يصيب ربحا من تجارته أو عمله ومن رأى أنه يأكل عسلا أو يجمعه إلى داره أو يشربه بالماء فإنه يصيب مالا وغنيمة وإن كانعبدا أعتق أو مريضا شفاه الله وربما دل العسل على كلام البر وطلب القرآن والعلم أو على نكاح وتزويج ومن رأى أنه يلعق عسلا من صحفة أو حلواء في صحفة فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يأكل سكرا فإنه حسن صالح ومن رأى أنه يمص السكر فإنه يصير إلى ما يكثر كلامه فيه ومن رأى أنه يشرب خمرا ليس معه من ينازعه فيها فإنه يصيب مالا حراما بقدر ما شرب منها وقيل يصيب إثما كبيرا ومن رأى أنه يشرب نبيذا أو غيره مما يسكر فإنه مال حرام دون الخمر وما كان مما لا يسكر فهو مال حلال فيه نصب ومن رأى أنه سكر من الخمر فإنه يصيب مالا حراما ويصيب من ذلك المال سلطانا وإن سكر من غير شراب فإنه يصيبه هم وحزن شديد وإن رأى المريض أنه سكر فإنه موته ومن رأى أنه يشرب الخمر مع قوم يعاطيهم الكأس فإن ذلك يدل على وقوع العداوة بينهم والمنازعة ومن رأى أنه ينازع الكأس فإنه يدل على الشر والمنازعة ومن رأى أنه يشرب شرابا ففزع منه فإنه الأمر الذي هو فيه قد بلغ آخره وقيل قد نفد عمره فإن بقي البعض بقي من عمره قدر ذلك ومن رأى أنه يعتصر خمرا فإنه يخدم السلطان ويجري على يديه أمور عظام وإن رأى المريض أنه أعطي كأسا من خمر أو غير خمر وشربها إلى آخرها فإنه كأس المنية
وأما السراويل والإزار فجارية أعجبته أو امرأة دينة فمن رأى أنه أصاب سراويل أصاب جارية أو امرأة كذلك ومن رأى أنه حدث في السراويل والإزار حادث فإنه ينسب ذلك إلى تلك الجارية والمرأة وأما سائر الثياب التي فوق القميص فتأويلها على قدر أخطارها وألوانها فمن رأى أنه يلبس قباء خز أو ديباج فإنه سلطان يصيبه ومال وخير بقدر خطر الكسوة وجدتها وإن رأى أنه انتزع منه بعض هذه الثياب أو احترق فإنه زوال ذلك السلطان عنه وإن رأى أنه سرق أو ضاع فإنه يشرف على زوال ذلك عنه ولا يتم ذلك الزوال وقيل من رأى أن ثيابه سرقت فإنه يخاصم رجلا إلى سلطان ومن رأى أن في ثيابه وسخا أو دنسا فإن ذلك هموم وأحزان أو خطايا وأوزار وإن رآها بيضا نقية أو جددا فإنه يدل على صلاح دينه وحسن حاله وذهاب همومه وإن رآها خلقة متخرقة فإنه يصيبه هم وفقر بقدر ذلك وإن رأى في ثوب يلبسه رقعا فإنها ذنوب صاحبه وفساد في دينه ومن رأى أن ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها فإن كان على سفر فلا يسافر وإن كان في أمر لا يتم له ومن رأى أنه يبيع خلقانه من الثياب فهو صلاح له ولا خير فيه للمشتري
وأما الخف فمن رأى أنه يلبس خفا وليس ممن يلبسه في اليقظة فإنه خوف وهم يصيبه أو سجن أو تكون له امرأتان وقيل إن كان في غم فإنه أمن مما يخاف وربما كان الخف جنة من المكاره وربما كان سفرا في البحر ومن رأى أن احد خفيه انتزع منه واحترق فإنه يذهب نصف ماله وإن ذهب خفاه معا ذهب ماله كله وإن رأى أنه يلبس جوربا فإن الجورب له وقاية فإن كان الجورب جديدا صحيحا فإنه يؤتي الزكاة ويفعل بماله خيرا وإن كان باليا متقطعا فإنه يمسك الزكاة ومن رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح
وأما الأسرة والكراسي فمن رأى أنه على سرير مجهول وعليه فراش فإن لاقى به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت له حامل أتت بغلام ومن رأى انه جلس على سرير ليس عليه فرش فإنه يسافر ومن رأى أنه أصاب كرسيا وقف عليه أصاب سلطانا أو يتزوج امرأة على قدر الكرسي وهيئته وقيل إن كانت له حامل أتت بمولود ذكر وقيل يموت شهيدا ومن رأى أنه انكسر سريره أو كرسيه فإنه دليل على موته أو موت امرأته وإن رأى المريض أنه يحمل على أسرة فهو نعشه
وأما التمساح فهو عدو غادر فمن رأى أنه أصاب تمساحا فإنه يصيب رجلا كذلك وإن رأى أنه جر التمساح إلى البر فإنه يظفر بعدو له أو غريم ومن رأى أنه أصاب من لحم التمساح أو جلده أو شيء منه فإنه يصيب من مال عدوه بقدر ذلك وأما السلحفاة فإنه إنسان زاهد عالم بالعلوم القديمة فمن رأى أنه أصاب سلحفاة في منزله أو طريق مطروحة فإن هناك علما
س : هل السنة جاءت لنا بمشروعية القراءة على المرضى من الرجال والنساء؟
ج : الرسول صلي الله علية وسلم سحر , فهل ذهب لساحر ليفك سحره ؟ هل ورد في السنة القراءة على النساء ؟ الحقيقة - وحسب علمي - السنة فيها عكس ما هو منتشر اليوم .
فالرسول صلي الله علية وسلم أمر بالعلاج وآخبر أن :" ما من داء الأ وانزل الله له شفاء "(1) , علمه من علمه وجهله من جهله , وأنزل عليه من القران ما هو
شفاء ورحمة للمؤمنين , وقد قرا جبريل على رسول الله صلي الله علية وسلم ، وثبت أنه احتجم طلبأ للعلاج ، وهو المشروع لهذه الأمة ، لكن هل ورد أنه قرأ على مريضة من المريضات ؟ وهل ورد أن احدى النساء في عهده قرئ عليها من بعض الصحابة والجواب : لا ; وهذا دليل على أن هذا العمل مستحدث اليوم ، والسنة دلت على أن الانسان يقرا على نفسه ء ويقرأ الأب أو الأم على أبنائهما لصغر أو عجز مثلأ ، وقد ثبت أن الرسول صلي الله علية وسلم أمر عائشة رضي الله عنها أن تسترقي من العين(2) .
وكان صلي الله علية وسلم عند. النوم يقرأ في يديه وينفث فيهما، المعوذتين واية
الكرسي ثم يمسح بهما جسده هذه هي السنة(3) , ولن يكون أحد احرص على الشفاء منك على نفسك , فاقرأوا على أنفسكم واطلبوا من الله الشفاء وأنتم موقنون بالإجابة (4) , ولا بأس عند الجهل بالقراءة من البعض ´ أن يطلب من أبيه أو أمه أو زوجته القراءة هذا هو المشروع ´ أما أن تخرج المرأة وقد تخرج مع غير محرم لرجل أجنبي ومن ثم يقرأ عليها وقد ينفث على صدرها فهذا غير مشروع وقد يسبب العقوبة لصاحبه، وكل الرؤى التي يرأها الانسان وهو في داخل هذه الدائرة أو الدوامة من أنه مريض ومن حوله يسمعونة يوميأ عبارات الرحمة والعطف كقولهم: مسكين , مهوب صحيح، به نفس , منضول , به عين. . . إلخ . هذه العبارات تجعل الصاحي والطيب , مريضأ. . . " وهذه العبارات والله إنها تساهم في سوء حالته , أقول كل الرؤى تحت مثل هذه الظروف قد تكون أضغاث أحلام , بمعنى أنه ينام وهو تحت سيطرة البحث عن العلاج أو العائن أو الساحر, ومن هو؟ بل ان بعضهم يطلب من الله قبل نومه أن يرية العائن !! وينام وهو يفكر فيمن عانة , ومن سحره ؟ ثم ينام ويرى في منامه شخصأ قد يكون فكر فيه قبل النوم , أو قد يكون يشك فيه , فيتوهم أنه هو السبب , بل ويشرع في خطوات الأخذ من بقايا ملابسه أو مشربه , وهكذا أصبح طلب الشفاء يقوم على الأحلام في زمن العلم , فهل هذا صواب ؟
وأكرر هنا أنني لست ضد أحد , ولست ضد العلاج بالقران
والاستشفاء به , ولكني مع العلم ضد الجهل , الذي فتك بنا في هذا الزمن الذي انتشرت به الأمراض الفتاكة , والحالات النفسية , والأمراض المزمنة ومع هذه الامراض - وكما يقولون . المضطر يركب الصعب - والعامة قد يحلون لأنفسهم , فإن قلت لهم : لماذا ؟ تفاجأ بهم يستدلون بدليل ليس من القران ولا السنة بل من الأمثال : . . . (ما يحس بالنار إلا رجل واطيها ) . . .
يقولها متنهدا كأنه يريدك أن تؤيده على هذا الدليل , فإن قلت ل ه: هذا حرام , قال لك : (حط بينك وببن النار مطوع!) ولم يعلم المسكين أن النار ستأكله وتأكل المطوع الذي يفتي ويجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير," ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الحَرِيقِ " (الحج: 9 ).
انني انادي هنا بسلوك الطريق الصحيح للعلاج , دعوا عنكم الاحلام فليس فيها وصفة آم روشتة للمرض ، و اذهبوا الي الطبيب أو المستشفي وخذوا العلاج , واسألوا الله الشفاء , واقرأ القران علي نفسك واسال الله الشفاء , ولكن دع عنك هذة الأوهام الاخذة بالانتشار : ( أنا منضول , أنا معيون , أنا عندي نفس ) . . .الخ , وسيشفيك الله باذن الله , فقط توكل علي الله ودع عنك الخوف والجزع والوهم وستشفي باذن الله , جرب ولن تخسر شيئا .
سادسا : ساهم بعض معبري الرؤى في شيوع هذه الظاهرة - أعني - ظاهرة البحث عن العلاج من خلال الرؤى - بكثرة تفسيرهم لبعض الرؤى بأنها منذرات لأمراض تحصل بسبب انتشار المعاصي . . , ومن خلال قول بعضهم إنه يستطيع معرفة العائن من خلال الرؤيا، وقول بعضهم أنه توصل لعلاج نافع وشاف من خلال الرؤى وقد جرب ونفع , وهكذا. . . السلسلة تطول , وأنا أقول
هنا بشروا ولا تنفروا, وارفقوا بالناس , ولا ترهبوهم , وعليكم عند تعبير الرؤيا إذ كان فيها شر على الرائي أن تطلبوا منه ما ورد عند رؤية الإنسان ما يكره من الأمور التي ذكرتها في بدء الكتاب (5) , وان كان فيها ما يدل على شيء غير سار لصاحب الرؤيا , عليك يا أخي أن ترفق به ولا تفزعة , قال ابن حجر( 43812 ) عند حديث قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر: " أصبت بعضا وأخطأت بعضا " (6) ، أن للعالم بالتعبير أن يسكت عن تعبير الرؤيا او بعضها عند رجحان الكتمان على الذكر. بارك الله فيك وفي علمك ، ولنقف مرة آخرى عند حديث عائشة حين عبرت
للمرأة بموت زوجها وأنها تلد غلامأ فاجرا بقوله:" مة يا عائشة ، اذا عبرتهم للمسلم الرؤيا فاعبروها علي الخير فان الرؤيا تكون علي ما يعبرها صاحبها " ، رواه الدارمي (7).
وقد قال ابن العربي عند شرحه لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال:" بينما انا نائم رأيت انه وضع في يدي سواران من ذهب فقطعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابان يخرجان " . فقال عبيد الله : أحدهما العنسي الذي قتله فيروز في اليمن ، والاخر مسيلمة. رواه البخاري (8) .
قال ابن العربي: كان رسول الله صلي الله علية وسلم يتوقع بطلان أمر مسيلمة والعنسي فأول الرؤيا عليهما ليكون اخراجأ للمنام عليهما ودفعأ لحالهما ، فان الرؤيا اذا عبرت خرجت ، ويحتمل أن يكون بوحي ، والأول أقوى(9) ، وهذا ممكن كما قلناه اذا كان التعبير له وجه صحيح ، فتنصرف اليه ، ولذلك قد يكون في رؤيا أحد السائلين أو السا ئلات ما يدل على عين أو مس فالأولى عدم تعبيرها ، والاحتراز منها بما ورد أنه يدفع شر مثل هذه الرؤى، والله أعلم ، ما لم تكن قد وقعت عليه فالأمر مختلف ، فيخبره ليصبر وهنا
فائدة فقد تكون الرؤيا محذرة بشيى واقع من عموم الناس فهذا يكتم كما قال العلماء لرجحان الكتمان على الذكر (10) .
_________________________
( 1 ) أخرجه البخاري عن أبي هريرة ولفظه:" ما أنزل الله داء الا أنزل لة شفاء " انظر : فتح الباري (1341 0) - مرجع سابق - .
( 2 ) انظر الحديث في سنن ابن ماجه ، كتاب الطب باب من استرقى من العين.
( 3 ) أخرجه البخاري من طريق عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلي الله علية وسلم اذا أوى الى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعأ , ثم يمسح بها وجهه وما بلغت يداه من جسده. قالت عائشة : فلما اشتكى كان يأمرني ان أفعل ذلك به " .
الفتح ( 10 / 209 ) - مرجع سابق ..
( 4 ) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية ( 1684 ) لتتعرف على العلاج النبوي مفصلا , ولتتعرف على التعوذات النبوية التي باذن الله تؤدي لنتائج عظيمة كما قال ابن القيم : ( ومن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة ايمان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه فانها سلاح والسلاح بضاربه) ا.ة. كلامه في المرجع السابق.
( 5 ) انظر ص 24 وما بعدها.
( 6 ) تقدم تخريجه ، انظر ص 37 .
( 7 ) تقدم تخريجه ، انظر ص 39 .
( 8 ) متفق عليه ، أخرجه البخاري في كتاب التعبير باب إذا طار الشيء في المنام ( 12 /0 42 ) - مرجع سابق - ، ومسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 34 ) - مرجع سابق -.
( 9 ) انظر ابن حجر - الفتح - مرجع السابق ( 12 / 421 ).
(10) بتصرف: ابن حجر - مرجع سابق (438.421/12)
** نقلا عن الدكتور فهد العصيمي
ما الفرق بين تعبير الأحلام والكهانة ؟ أو ماذا عن طرق الناس في ادعاء علم الغيب ، وهل تفسير الأحلام من ادعاء علم الغيب ؟ وكيف ترد على من يقول إن تعبير الأحلام ضرب من ضروب الكهانة أو التنجيم..!؟
هذا الكلام متناقل بين الناس ، وهو موجود ، وأصحاب هذا الكلام بحاجة إلى أن يسألوا أنفسهم أولا سؤالا : ما الفرق بين من يمسك كرة بلورية ويدعي أنه من خلالها يشاهد المستقبل ، أو يسألك عن اسم أمك ؛ وهو هنا يسخر بالزواج و يلحقك بالزنى الذي ُيدعى من ُولد بواسطته لأمه ، أو يطلب منك رفع إحدى يديك ويقرأ ما فيها من خطوط بكفك ومن ثم يخبرك بما سيحصل لك ، أو يخط بالرمل ، أو يسألك عن برجك....، وغيرها من الطرق التي توجد عند أصحاب الأبراج والمشعوذين، ما الفرق بينها، وبين من يربط الرؤيا بآيات القرآن الكريم، أو السنة المطهرة ، ويقول في بدء التفسير ما ورد وما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو ثبت عن صحابته ، مثل : [ خيرا رأيت وشرا كفيت ، إن صدقت رؤياك حصل كذا وكذا] ويقول قبل تفسيره أو بعده : والله أعلم ؟
أظن الفرق واضح لكل منصف ولكل من يتجرد من الهوى ،أما من يحارب هذا المجال لأسباب شخصية ، أو كان معاديا لبعض مناهج المعبرين الذين أدخلوا في التعبير ما ليس منه ، كالعبادات ، وعلامات الساعة ، أو التنبؤ بأحداث ستقع ، والجزم بها ، وتحديد مدد محددة لوقوعها ، ويظن عن غير علم بمنهجنا ، وغير متابعة لما نطرحه ، وقد يكون لم يشاهد حلقة واحدة من هذا البرنامج ، ولكنه لا يزال راكبا موجة المعارضة ، يظن أننا من هؤلاء القوم ، أقول قف ..... ولا تستمر في معارضتك حتى ترى حجتنا ، وتسمع لقولنا ، ولا تكن كحاطب ليل .
وأدعو كل منصف لقراءة ما قاله ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد [ 4/255] قال لما تعرض لطرق الناس في ادعاء معرفة الغيب :
ويكفي الاعتبار بفرع واحد من فروعه وهو عبارة الرؤيا ، فإن العبد إذا أنفذ فيها وكمل اطلاعه جاء بالعجائب .وقد شاهدنا نحن وغيرنا من ذلك أمورا عجيبة يحكم فيها المعبر بأحكام متلازمة صادقة سريعة وبطيئة ، ويقول سامعها هذه علم غيب ! وإنما هي معرفة ما غاب عن غيره بأسباب انفرد هو بعلمها وخفيت على غيره ...... إلى أن قال :
بخلاف علم الرؤيا ، فإنه حق لا باطل ؛ لأن الرؤيا مستندة إلى الوحي المنامي ، وهي جزء من أجزاء النبوة. ولهذا كلما كان الرائي أصدق وأبرأ وأعلم كان تعبيره أصح ، بخلاف الكاهن والمنجم وأضرابهما ممن لهم مدد من إخوانهم من الشياطين ، فإن صناعتهم لا تصح من صادق ولا من بار ولا من متعبد بالشريعة ، بل هم أشبه بالسحرة الذين كلما كان أحدهم أكذب وأفجر وأبعد عن الله ورسوله ودينه كان السحر معه أقوى وأشد تأثيرا ، بخلاف علم الشرع والحق ، فإن صاحبه كلما كان أبر وأصدق وأدين كان علمه به ونفوذه فيه أقوى وبالله التوفيق. انتهى كلامه .
وهنا أقول لمن يعارض التعبير منا أو يزعم أننا ندعي الغيب ما رأيك بعد هذا البيان
لا يخفى على أي مهتم بهذا الفن أن هذا العلم شريف جدا ، ولذلك امتن الله على نبيه يوسف بقوله تعالى [وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ...] ، وكان نبينا محمد [صلى الله عليه وسلم ] يعبر الرؤى وكثيرا ما سأل الصحابة كما في حديث سمرة بن جندب : كان النبي [صلى الله عليه وسلم ] إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا .
والحقيقة أن لي وجهة نظر في هذه المسألة ؛ أقصد إمكانية تعلم ، وتعليم هذا العلم ، وهي أنه يمكن تعلمه ، وتعليمه .
وقد يكون في هذا الرأي غرابة لدى البعض ؛ وذلك لكون هذا العلم أشبه بالإلهام والفراسة ، وكأن فيه تشبها بالرسل ، فوجد الحرج من هذه الجهة ولكن آمل أن نطرح هذه المسألة للنقاش ليكون طرحنا موضوعيا .
وإليكم أهم ما يجعلني أميل لهذا الرأي ، وقد تكلمت عليه بالتفصيل في كتابي :تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة،ص:96، وما بعدها، الناشر : دار التدمرية .
قال النووي تعليقا على حديث سمرة السابق :
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا ، والمبادرة إلى تأويلها ، وتعجيلها أول النهار ، وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ، ونحوهما .15/30
وقال ابن حجر تعليقا على الحديث السابق كما في الفتح 12/437:
الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها ، وترك إغفال السؤال عنه ، وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب ، وأسرار الكائنات .
وقال ابن عبد البر كما في التمهيد 1/313 تعليقا على الحديث السابق : وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ، لأنه [ صلى الله عليه وسلم ] إنما كان يسأل عنها لتقص عليه ، ويعبرها ، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاته 5/130 :
علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده.
وقال في موضع آخر 5/143 :
عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها ، لأنها من أقسام الوحي .
وقد نبه الشاطبي رحمه الله في الموافقات 2/415 :
أنه ما من مزية ومنقبة أعطيها النبي [صلى الله عليه وسلم] سوى ما استثني ، إلا وقد أعطيت أمته نموذجا ، وهذا يعلم بالاستقراء ، ومن ذلك أنه أعطي الوحي له ، ولأمته أعطيت الرؤيا الصالحة .
وقال الإمام مالك ، وقد سئل : أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ، ثم قال : لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها . فإن رأى خيرا أخبره ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت .
وقال الإمام ابن السعدي في تفسيره 2/442 : ومنها أي الفوائد على الآية السابقة :أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده .
وقال أيضا 2/449 : ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية ، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه ، وتعليمه .
ومما يدل على وجود التعلم والتعليم عند الصحابةـ أشرف الخلق ـ ما ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر 12/399 .
وذكر ابن سعد في الطبقات 7/124 : أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر، وأبو بكر أخذ هذا العلم من الرسول الكريم ، الذي كان يدعه أحيانا يعبر بعض الرؤى ، ويصوبه أحيانا ، وقد يخطئه شانه شأن أي معلم وتلميذه ، وقد كان هذا التلميذ بارعا في الكثير من المواقف التي امتحن فيها ، ولذلك نجده بعد إحدى المرات ، وكان يعبر رؤيا رآها الرسول يقول الرسول له إعجابا بتعبيره : كذلك قال الملك . ، ولكن حصل له أيضا أن أخطأ في اجتهاده ، وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لا يجامله ، بل يخطئه ولذا قال له مرة بعد أن عبر عنده : أخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ فقال النبي : أصبت بعضا وأخطأت بعضا .
كذلك حصل لعائشة رضي الله عنها مواقف تعليمية مع أبيها ، فكانت تعرض عليه الرؤى ، وحصل لها مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعض المواقف ، ولذا فقد عنفها مرة حين عبرت رؤيا لامرأة بأن زوجها يموت وتلد غلاما فاجرا بقوله :
[ مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير ، وهو صرفها على الخير .
وقد ذكر الإمام ابن خلدون في مقدمته ص:389 أن هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها ، وتعبيره موجود في السلف والخلف ، ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف .
75 - عن بقية بن الوليد قال : حدثني أبو غياث قال : بينا أنا أغسل رحلاً من أهل القدر قال: فتفرقوا عني فبقيت أنا وحدي فقلت: ويل للمكذبين بأقدار الله، قال: فانتفض حتي سقط عن دفه، قال: فلما دفناه عند باب الشرقي رأيت في ليلتي تلك في منامي كأني منصرف من المسجد إذا بجنازة في السوق يحملها حبشيامن رجلاها بين يديهما فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان، قلت: سبحان الله أليس قد دفناه عند باب الشرقي، قال دفنتموه في غير موضعه، فقلت: والله لأتبعنه حتي أنظر ما يصنع به فلما أن خرجوا به من باب اليهود مالوا به إلي نواويس النصاري فأتوا قبراً منهما فدفنوه فيه فبدت لي رجلاه فإذا هو أشد سواداً من اليل .
توجد مجوعة من المتغيرات النفسية و الاجتماعية التي يمكن إن تؤدي إلى اضطراب في النوم المختلفة (ارق . . .كوابيس . . .فزع ليلي. . . إلخ) و ذلك لدى الراشدين والأطفال . . .(مثل : وفاة عزيز، الانتقال إلي مدينة أخري ، الأزمات المالية ،
المشكلات مع القانون، مشكلات التوافق الزوجي، ضغوط العمل ، المشكلات المدرسية للطلاب . .).
3 . العادات السيئة في الطعام والشراب : مثل : أكل كميات كبيرة من الطعام في وجبة العشاء ، أو الإكثارمن الأطعمة الدسمة ثم النوم مباشرة أم تأخر وجبة العشاء إلى ما قبل النوم أو شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم ، وهو ما قد يؤدي الي نوع من التخمة وضيق النفس ومن ثم الي كوابيس وأحلام مفزعة . . إلخ.
و تشير الدراسات إلى أنة كلما زاد الوزن زادت فترة النوم الملي بالاحلام و الكوابيس ، ولكن هذا لمن : يفصل بين الاسباب الروحية و المتمثلة بالشيطان الذي ييجري في الإنسان مجرى دمة وبين ماذكرناه و نذكره في هذه الجزئية في حديثنا عن الكابوس. . .
حكاك الفصوص والجواهر
تدل رؤيته في المنام على المؤدب، وعلى العالم بمقاصد الناس في العلم والحكمة. وربما دلّت رؤيته على الشر والخصومات والتردد والأسفار. وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس.
خزانة الكؤوس والأطباق
إذا رأيت خزانة الكؤوس والأطباق في حلمك فإن في هذا دلالة السرور والراحة، أو فاقة ومصيبة وذلك يتوقف على كون الخزانة نظيفة ومليئة بالأواني البراقة أم فارغة وقذرة.
الزاني والزانية
من عامل امرأة زانية في المنام فإنها الدنيا وطلابها، فإن كان الطلاب معروفين بالصلاح والدين والعلم، ولهم سمت حسن وهيئة الصالحين، ورأوا كأنهم يختلفون إلى زانية فإنهم يختلفون إلى علم من عالم، ويصيبون منه بقدر ما نالوا من تلك المرأة الزانية. ومن رأى رجلاً مع امرأة فإن ذلك الرجل يطلب دنيا زوج هذه المرأة. ومن رأى أنه زنى فإنه يحج. ومن رأى أنه فجر بامرأة شابة فإنه يضع ماله في موضع لا يُرَى. ومن رأى أنه زنى بزانية نال شرا وفتنة. ومن رأى أنه دخل إلى موضع الزنا ولم يستطع أن يخرج منه فإنه يموت سريعا. ومن رأى أنه يبيت مع زوجة غيره، وزوجها معها من غير استنكار منه، فإن ذلك الزوج يوكله في أمور بيته.
القضاء والقدر
إذا رأى الإنسان أن القضاء والقدر يجري في نفسه أو ماله، فإنه يدل على أنه يغنم أجوراً كثيرة، أو يقدم على ما يخافه، وتكون عاقبته فيه حميدة، لقوله عليه الصلاة والسلام: (والله لا يقضي اللّه لعبده بقضاء إلا وكانت الخيرة له فيه).
عناق
إذا حلمت بعناق فسوف تكون خائباً في شؤون الحب والعمل. إذا حلمت امرأة أنها تعانق رجلاً فسوف تقبل عروضاً للصداقة ذات طبيعة مربية مع الرجال. إذا عانقت امرأة متزوجة رجالاً آخرين غير زوجها فسوف تعرض شرفها للخطر بقبول اهتمام وإعجاب الآخرين في غياب زوجها. إذا حلمت أنك تعانق شريك الفراش كما هي الحال بطريقة حزينة أو لا مبالية فإن هذا يدل على أنك سوف تقابل خلافات واتهامات في عائلتك، كما يدل هذا على تهديد بالمرض.
إذا عانقت الأقارب فإن هذا يرمز إلى مرضهم أو حزنهم.
إذا حلم العشاق بالعناق فإن هذا ينبئ بمشاجرات ومعارضات ناجمة عن الخيانة. إذا حدثت هذه الأحلام في ظروف سعيدة فالعكس هو المتوقع.
إذا عانقت غريباً فإن هذا يعني أن ضيقاً غير مرغوب فيه سوف يحل عليك.
الهش والبش
وهما نوعان من السرور يدلان في المنام على حسن حال الإنسان. وهو هم في المنام، ويدلك على كفارة الذنوب، لقوله عليه السلام: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب، حتى الهم يهمه إلا حط اللّه تعالى من خطاياه)، والهم يدل على العشق، ومن رأى أنه مهموم فإنه يبتلى بالعشق.
في تأويل رؤيا الصوم والفطر
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم، فقال بعضهم من رأى أنّه في شهر الصوم، دلّت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام. وقال بعضهم أنّ هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا، والخروج من الغموم، والشفاء من الأمراض، وقضاء الديون.
أخبرنا الحسن بن بكير بعكا قال: حدثنا أبو يعقوب إسحق بن إبراهيم الأذرعي عن عبد الرحمن بن واصل، عن أبي عبيد التستري، قال: رأيت كأنّ القيامة قد قامت، وقد اجتمع الناس، فإذا المنادي ينادي: أيها الناس، من كان من أصحاب الجوع في دار الدنيا، فليقم إلى الغداء. فقام الناس واحداً بعد واحد، ثم نوديت يا أبا عبيد قم، فقمت وقد وضعت الموائد، فقلت لنفسي: ما يسرني أتى. ثم أخبرنا أبوالحسن الهمذاني بمكة حرسها الله، قال حدثنا محمد بن جعفر، عن أحمد بن مسروق، محال: رأيت في المنام كأنّ القيامة قد قامت، والخلق مجتمعون، إذ نادى مناد الصلاة جامعة، فاصطف الناس صفوفاً، فأتاني ملك عرض وجهه قدر ميل، في طول مثل ذلك، قال تقدم فصل بالناس، فتأملت وجهه، فإذا بين عينيه مكتوب جبريل أمين الله، فقلت فأين النبي صلى الله عليه وسلم، فقال هو مشغول بنصب الموائد لإخوانه من الصوفية، وذكر الحكاية.
أما الديباج والحرير: وجميع الثياب الإبريسم لا يصلح لبسها للفقهاء، فإنّه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة، وهي صالحة لغير الفقهاء، فإنّها تدل على أنّهم يعملون أعمالاً يستوجبون بها الجنة، ويصيبون مع ذلك رياسة. وتدل أيضاً على التزوج بامرأة شريفة، أو شراء جارية حسناء.
الزير والبربخ: رجل حازم قد جرب السلطان، وإذا جرى الماء فيه فإنّه وال، وإذا لم يجرِ فيه فإنه معزول.
حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من قلة ضيقة الرأس.
قال تراود جارية عن نفسها.
الكامخ والصحناء والخردل فهم: ومن رأى أنه نشر بمنشار، أصاب ولدا أو أخا أو أختا. والجوع خير من الشبع، والري خير من العطش، والفقر خير من الغنى، والبكاء خير من الضحك إلا تبسما. ومن رأى أنه مظلوم، فهو خير من أن يرى أنه ظالم. ومن رأى أنه يملك الريح، أصاب سلطانا عظيما، وكذلك الطير والجن، ومن رأى أنه معلق بحبل من السماء إلى الأرض، ولي سلطانا بقدر ما استعلى عن الأرض. فإن انقطع به، زال ذلك السلطان عنه.
السعي بين الصفا والمروة: فهو العمل بالمشي أو بالمقام. وقد قال الله تعالى: " ثَمّ أدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادىَ " . وإنما بعث في المدائن حاشرين ولم يبرح من مكانه، فربما كان ذلك سعياً بين حصنين وثغرين، أو بين صفين أو عالمين، أو رجلين صالحين، أو زوجتين أو ابنتين، أو بين سوقين بالنداء والسمسرة، أو بين صناعتين بالفائدة والربح.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم والحكمة أو يخطب فإن كان من أهل ذلك المكان يحصل له من الامام أو من يقوم مقامه علو قدر وشرف وإن لم يكن كذلك يحصل ذلك الخير لأحد من أهله أو جيرانه إن كان فيهم من هو بتلك المثابة.
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء، فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة والدين.
وقال السالمي من رأى أنه هو يفصد غيره يؤول على أربعة أوجه إما أن يكون عوانيا ويحصل على يديه غرامة، أو يكون ساعيا في مصلحة أحد ونفعه، أو يكون مخادعا خصوصا ان ضرب ولم يخرج الدم، أو يكون متعلقا بأمر وقصده نتاجه.
وقال بعض المعبرين ربما يكون التخليل دالا على النظافة وازالة شيء مكروه، وأما تخليل الأصابع فيؤول بالنظافة واتباع الأمور الحميدة، وقال بعض المعبرين ربما يكون مناكحة بين الانسان أو تزويج الأولاد.
ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك.
ومن رأى أنه على شيء مرتفع والنهر يجري من تحته فإنه حصول خير ونعمة ورفعة، وربما كان من أهل الحنة لقوله تعالى " يجري من تحتها الأنهار لهم فهيا ما يشاءون " .
ومن رأى أن ساقية خرجت من خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة إذا كان ماؤها عذبا، وإن كان مالحا فهو مضرة أو سوء ينشر، ويقال إن الساقية امرأة فما رؤى فيها من زين أو شين فهو في المرأة.
وقال جابر المغربي من رأى أن السيول والمياه طفحت إلى أن غطت العالم فإنه حصول عقوبة لأهل ذلك المكان لقوله تعالى " فأرسلنا عليهم الطوفان " ، وربما دل السيل إذا خرب الأماكن على ظلم الملك وجوره.
وقال الكرماني من رأى أنه يضرب بالمطرقة على السندان ولم يكن حدادا فإنه يدل على نقل حديث بين رجلين جليلي القدر ويغتاب بعضهما عند بعض ويرمي الفتن ويلقي بينهما العداوة.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن النار تقع من السماء أو من الهوى كالمطر فإنه دليل على البلاء والفتنة وسفك الدم من جهة الملوك والسلاطين والقاء العداوة بينهم وقتل كثير من الناس في وقال أبو سعيد الواعظ النار في التأويل نوعان نار ضارة ونار نافعة فالنار الضارة كما حكي عن ابن سيرين أنه أتاه رجل فقال رأيت كأن أصل خفي احترق بالنار وأصاب الآخر من النار سفع فقال له لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها فذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء يسير فكان كذلك وأما المظلمة المحرقة فتدل على الحزن والمرض والوباء خصوصا إذا كانت ذات لهب وتدل أيضا على الخوف فمن رأى أن النار وقعت في الدور حتى خربت كلها فإنه يقع هناك قتال وتذهب أموالهم والنار في الصحراء حروب وصوت النار صخب وصراخ.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه ملك نعجة نال مالا وخصبا في سكون ومواثقة النعجة ووطؤها وربطها وحملها أصابة مال وولادتها نيل المقصود ودخولها الدار خصب السنة على قدر سمنها.
وقال جابر المغربي من رأى أنه قتل فهدا أو أكل من لحمه فإنه يدل على قهر العدو وأخذ مال العدو بمقدار ذلك اللحم وقيل هو رد الوجه والبعد عن الأقارب ولا خير فيه وجلده وشعره وعظمه حصول مال لعدو بمقدار ذلك.