بغاث الطير
هو الحقير من الطيور، ورؤيته في المنام تدل على قوم لا خلاق لهم ولا نفع فيهم. ورؤية هذا البغاث تدل على اللهو واللعب والأفراح والمسرات والنصر على الأعداء. ورؤية أرباب السلطنة من الْطير في المنام شر ونكد ومغارم. ورؤية ما يستأنس به الإنسان دليل على الأزواج والأولاد، ورؤية ما لا يأنس بالآدمي دليل على معاشرة الأضداد والأعاجم. ورؤية الكاسر دليل على الوحوش والهواء. ورؤية الجارح عزّ وسلطان وفوائد وأرزاق. ورؤية المأكول لحمه فائدة سهلة. ورؤية المذكر من الطير ذكور الرجال والمؤنث نساء. والمجهول قوم غرباء، ورؤية ما فيه خير وشر فرج بعد شدّة، أو يسر بعد عسر. ورؤية ما يظهر في الليل والنهار دليل على الجرأة وشدّة الطلب. ورؤية ما يظهر في الليل ويسكن في النهار تدل على الحماية. ورؤية ما هو شرّ بلا خير تدل على الأعداء. وماهو خير بلا شر تدل رؤيته على الأمن من الخوف والرزق الحلال. ورؤية ما يظهر في النار ويسكن في الليل تدل على المعاش من الأعمال المختلفة والتجسس على الأخبار. ورؤية ما ليس له قيمة في اليقظة إذا كانت له قيمة في المنام تدل على الرياء وأكل المال بالباطل وبالعكس. ورؤية ما لا يطير إذا طار في المنام تدل على نقض العهد والفجور وبالعكس ورؤية ما يظهر في وقت دون وقت، فإن كان قد ظهر في غير أوانه كان دليلاً على وضع الأشياء في غير محلها أو مغايرة الأعداء والأخبار الغريبة، وعلى الخوض في ما لا يعني الإنسان. ورؤية المقيم في الماء فأهل كسب منه، أو أهل ورع وطهارة، وهذا قول كلي في الطيور - يقاس عليه ما لم يذكر - .
الطيّان
هو في المنام يستر فضائح الناس. فإن رأى أنه يعمل في الطين فإنه يعمل عملا صالحاً. وتدل رؤية الطيان على تشديد الأمور، والمتعب نفسه في مصلحة غيره، وربما دلّت رؤيته على الهموم والأنكاد.
الطيب
هو في المنام ثناء حسن، وإذا تدخّن فهو ثناء مع هول وخطر. والطيب بالنسبة للمرضى يدل على موتهم. والمرأة إذا رأت أنها تطيّبت فإنها تدخل في عمل صالح، وإن كانت خالية من زوج فإنها تتزوج. وكذلك الطيب للرجال فهو ئناء حسن وذكر جميل. وإذا تطيب اللص أو المخادع فإنه يتوب، وإن الرائحة الحسنة تدل على صاحبها.
الطير
هو في المنام عز وسلطان وزينة، وللتاجر ربح. وإذا كان الطير مجهولاً دلّ على ملك الموت. وإن التقط الطير ورقة أو دوداً ونحو ذلك وطار به إلى السماء من بيت فيه مريض فإنه يموت. وقد يدل على المسافر لمن رآه قد سقط عليه. وقد يدل على العمل لمن رآه على رأسه أو كتفه. فإن كان أبيض فهو صاف وإن كان ملوناً فهو عمل مختلف. إلا أن تكون عنده امرأة حامل فإن كان الطير ذكراً فإنه غلام، وإن كان أنثى فهي بنت. وكبار الطيور تدل على الملوك والرؤساء والعلماء والأغنياء. وطير الماء أشراف قد نالوا الرياسة من ناحيتين: سلطان الماء وسلطان الهواء. وما يغني من الطير أو ينوح فأصحاب غناء ونوح. وما صفر من الطير والعصافير والقنابر والبلابل غلمان صغار. وجماعة الطير لمن أكلها أموال ودنانير وسلطان لا سيما إن كان يرعاها. ومن رأى الطيور تطير فوق رأسه فإنه ينال ولاية ورياسة. فإن رأى طيوراً تطير في محله فإنهم الملائكة. ومن رأى طائراً جاء من السماء فوقع بين يديه فهي بشارة ثابتة يفرح بها. وربما دلّ الطائر المجهول على الإنذار والموعظة. ومن حسن طائره في المنام حسن عمله، أو أتاه رسول بخير. ومن رأى معه طائراً دميم الخلقة ربما كان سيئاً أو أتاه رسول بشر. والطير المجهول رزق. وقيل: الطيور السوداء تدل على السيئات، والطيور البيضاء تدل على الحسنات، والطيور الملونة أعمال فيها تخليط.
الطيران
هو في المنام سفر، فإن كان على القفا فهو سفر في راحة. والطيران لغير المسافر بطالة. ومن طار من سطح إلى سطح فإنه ينتقل من رجل رفيع إلى رجل رفيع. وإذا رأت المرأة أنها صارت من دارها إلى دار رجل تعرفه فإنها تتزوج بذلك الرجل. ومن طار من دار يعرفها إلى دار لا يعرفها فإنه يموت فإنها دار الآخرة. وإذا طار السجين في منامه فإنَّه يخرج من السجن، وإذا رأى المملوك أنه طار فإنه يُعتَق. وقيل: إن الطيران إذا كان بنجاح فإنه سفر. ومن كان يطير مع الطير في منامه فإنَّه يصحب الغرباء. ومن كان صاحب غرور ورأى أنه يطير فإن رؤياه باطلة.. ومن سابق إنساناً وطار وسبقه فإنَّه يقهره. ومن رأى أنه طار فوق جبل فإنه ينال سلطنة ويغلب فيها ملوكاً بلا تعب. ومن رأى أنه يطير وكان يصلح للسلطان ناله، وإن سقط على شيء ملك ذلك الشيء وإلا أصابه خطأ في دينه. ومن رأى أنه توارى في جو السماء ولم يرجع فإنه يموت. ومن طار من داره إلى دار مجهولة فإنه ينتقل من داره إلى قبره، فإن طار في الهواء مرض حتى يشرف على الموت. ومن طار من أسفل إلى أعلى بغير جناح نال أمنية. ومن رأى أنَّه يطير طيراناً مستويا استوت أموره بلا تعب. ومن رأى أنَّه يطير وله جناحان فهو دليل خير لجميع الناس، وإن كان عبداً دلّ على عتقه، وإن كان فقيراً استغنى. ومن رأى أنه يطير برغبَته وإرادته دلّ ذلك على خير كثير. وإن رأى أنه يطير فيخرج من الدار دلّ على موته. ومن رأى أنه يطير فلا يقدر أو أنه يطير ورأسه نحر الأرض ورجلاه في الهواء دلّ على شر كثير يعرض له. وإن رأى المريض أنه يطير دلّ على موته. ومن رأى أنه يطير في محفة دلّ على مرض شديد يعرض له. ومن رأى أنه يطير بين السماء والأرض فإنه يكثر التمني. وربما كان الطيران طلب العلم أو طلب الفسوق. والطيران يدل على التطير والتشاؤم. وإن طار بجناح سافر بعز وسلطان. وإن كان بغير جناح سافر سفراً شاقاً خاصة إن طار من موضع حسن وحط في مكان رديء، وإن طار من مكان تبيح وحطّ فيما هو أحسن منه كان عكس ذلك.
هو في المنام حياة وعز ومروءة وولاية وحرفة وسفر وأخ وولد. فمن رأى أنه ارتدى طيلساناً فإنه يقود الجيوش، وإن لم يكن أهلاً لذلك فإنه يصير رئيس أهل بيته ويقوم في مصالحهم. وقيل: الطيلسان سفر في البر، ومن نزع طيلسانه زال جاهه. ومن رأى طيلسانه تخرّق أو تمرق مات له أخ أو ولد. والطيلسان منصب أو طيلسان. وقيل: إن الطيلسان حرفة جيدة تقي صاحبها الهموم والأحزان. والطيلسان قضاء دين.
شيخوخة
الحلم بالشيخوخة يدل على إخفاقات في أي نوع من أنواع التعهدات.
إذا حلمت بشيخوختك أنت فإن هذا يدل على أن حماقة في الرأي سوف تجر عليك نقمة الأقارب. إذا حلمت فتاة أنها اتهمت بأنها أكبر سناً مما هي عليه فإن هذا يدل على أنها ستمر بصحبة سيئة وسوف يثير إنكارها لأشياء أكيدة السخرية. إذا رأت نفسها تبدو مسنة فإن هذا يدل على مرض محتمل أو مجازفات غير مرضية أما إذا رأت حبيبها مسناً فستكون عرضة لخطر فقدانه.
أكل الطير المقلو: للتنقل غيبة وبهتان، ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز. والحب إذا كان في ماء وكان في بيت، فإنّها امرأة غنية مغمومة. وإذا كان حب الماء في السقاية، فإنّه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل اللهّ. والحب إذا كان فيه الخل، فهو رجل صاحب ورع، وإذا كان فيه زبد فهو صاحب مال تام، وإذا كان فيه كامخ فهو رجل مريض.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن خابية بيتي قد انكسرت. فقال: إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك. فكان كذلك.
والراووق: رجل صادق يقول الحق. والقنينة خادمة مترددة في نقل الأموال وكذلك الإبريق خادم، بدليل قول الله عزّ وجل: " يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلّدُون بِاكْوَاب وأَبَارِيقَ " . فمن رأى كأنّه يشرب من إبريق، فإنّه يرزق ولداً من أمته، والأباريق الخدم القوام على الموائد.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من ثليلة لها ثقبان، أحدهما عذب والآخر مالح. فقال: اتقِ الله فإنّك تختلف إلى أخت امرأتك.
الطيلسان: جاه الرجل وبهاؤه ومروءته، على قدر الطيلسان وجدته وصفاقته فإن كان لابس الطيلسان ممن تتبعه الجيوش قاد الجيوش، وإن كان للوِلاية أهلاً نال الولاية، وإن لم يكن أهلاً لذلك فإنّه يصير قيّماً على أهل بيته وعائلاً لهم. وقيل إنّ الطيلسان حرفة جيدة يقي صاحبها الهموم والأحزان كما يقيه الحر والبرد. وقيل الطيلسان قضاء دين، وقيل هو سفر في بر ودين، وتمزقه وتحرقه دليل موت من يتجمل به من أخ وولد، فإن رأى الحرق أو الخرق ورأى كأنّ لم يذهب من الطيلسان شيء، ناله ضرر في ماله. وانتزاع الطيلسان منه دليل على سقوط جاهه ويقهر.
الطيران: فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين: فقال رأيت كأنّي أطير بين السماء والأرض، فقال أنت تكثر المنى.
ومن رأى كأنّه طاف فوق جبل، فإنّه ينال ولاية يخضع له فيها الملوك. وقيل من رأى كأنّه يطير فإن كان أهلاً للسلطان ناله، وإن سقط على شيء ملكه، وإن لم يصلح للولاية دل على مرض يصيبه يشرف منه على الموت، أو خطأ منه يقع في دينه. فإن طار من سطح إلى سطح، فإنّه يستبدل بامرأته امرأة أخرى. وقال بعضهم: الطيران دليل السفر، إذا كان بجناح فإنّه انتقال من حال إلى حال. فإن بلغ طيرانه منتهاه، فإنّه ينال في سفره خيراً. وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفاً وقرة عين، لما قيل:
وإذا نبا بك منزل فتحول
فإن طار من أسفل إلى علو بغير جناح نالت أمنيته وارتفع بقدر ما علا. فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزاً. فإن رأى كأنّه طار حتى توارى في جو السماء ولم يرجع، فإنّه يموت. ومن طار من داره إلى دار مجهولة، فإنه يتحول من داره إلى قبره.
ومن رأى شيخا معروفا وقد جرى بينهما كلام زيادة في الخير والبركة لقوله عليه الصلاة والسلام: البركة في الأكابر. وقيل رؤيا الشيخ المعروف إذا خالط شيبه سواد يكون أبلغ خصوصا إذا كان جسيما والشيخ المجهول هو جد الانسان الذي يجده فكلما رأى فيه من حشمة ووقار وكلام يدل على خير ويكون موافقا لغرض الرائي فهو أحسن وأخير وجميع ما يجده يحصل ويكون موافقا للمقاصد جميعها وإن لم يبق من سواده شيء فهو أضعف وأهون.
وأما الطيلسان فإنه يدل على القدر والجاه والشرف بمقداره. وقال الكرماني من رأى أن طيلسانه احترق أو تقطع أو ضاع منه شيء فإنه يدل على ذهاب ولده أو من يعز عليه.
وقال السالمي من رأى أنه يطير من مكان إلى مكان وكان طيرانه عرضا فإنه يتوجه إلى موضع لم يعهده أو يسافر سفرا وينال فيه رفعة على قدر ما استعلى من الأرض أما الطيران فيؤول بالتمني هذا إذا رؤي كثيرا وأما الطيران لأهل الصلاح فيؤول بطلب العلم ويكون مبلغه فيه بقدر استعلائه ولأهل الفساد بطلب الفسوق والشر ولغيرهم بطلب أمر قد جد فيه وأما الطيران فيؤول بخفة العقل والطيش في حال الغضب أو يكون فرحا مسرورا لقول الناس طار فلان من الفرح.
الطين
هو في المنام مرض وهوان. ومن كان معاشه من عمل الطين فهو دليل خير له. ومن رأى أنه طيّن قبر النبي صلى اللّه عليه وسلّم فإنه يحج بمال. ومن رأى أنه يأكل الطين فإنه مالٌ يأكله، وطين البناء رزق وفائدة. والطين للمريض موت. انظر أيضاً الوحل.
وإن رأى أنّه سلّم على شيخ يعرفه، فإنّه ينكح امرأة حسناء، وينال أنواع الفواكه لقوله تعالى: " لَهُمْ فِيَها فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدّعُون. سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَب رَحيمٍ " . فإن سلّم عليه شاب لا يعرفه فإنّه يسلم من شر أعدائه.
لحوم الطير: إذ اكا نت مطبوخة أو مشوية، رزق ومال من مكر وغدر من جهة امرأة. فإن كان غير نضيج، فإنّه يغتاب امرأة ويظلمها. فإن رأى كأنّه يأكل لحم طير مما لا يحل أكله، فإنّه يأكل من أموال قوم ظلمة مكرة.
وقيل إنّ أكل لحم الدجاج والأوز خير لجميع الناس، لأنّ لحم الدجاج يدل على منفعة من قبل النساء اللواتي هن أخص به، وذلك أنّ الدجاج يشبه بالنساء في الولادة والمشي، والأوز يدل على منفعة تكون من قبل أصحاب الرهن من الرجال. وفراخ الطير مشوياً أو مقلياً مال في تعب. فمن رأى أنّه يأكل فرخاً نيئاً فهو يغتاب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أشراف الناس. فإن كانت فراخ طيور شتى مما لا يؤكل لحمه من سباع الطير، فإنّه يغتاب أولاد سلاطين أويرتكب منهم فاحشة. والطيور التي يؤكل لحمها، فإنّها استفادة مال من ضيعة ألف درهم إلى ستة آلاف درهم، لأن لها ستة أعضاء: رأس وجناحين ورجلين وذنب.
البناء باللبن والطين، رجل يجمع بين الناس بالحلال. والبناء بالآجر والجص وكلما يوقد تحته النار، فلا خير فيه. ومن رأى أنّه يبني فإن كان ذا زوجة وإلا تزوج وابتنى بامرأة. والطيان رجل يستر فضائح الناس، فمن رأى أنّه يعمل عملاً في الطين، فإنّه يعمل عملاً صالحاً. والجصاص رجل منافق مشعب معين على النفاق، لأنّ أول من ابتدأ الجص فرعون. والنقاش إن كان نقشه بحمرة، فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها. وإن كان نقشه للقرآن في الحجر، فإنّه معلم لأهل الجهل. وإن كان نقشه بما لا يفهم في الخشب، فإنه منقص لأهل النفاق، مداخل أهل الشر. وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط. وضارب اللبن، جامع للمال. فإن رأى أنّه ضرب اللبن وجففه وجمعه، فإنّه يجمع مالاً. فإن مشى فيها وهي رطبة، أصابته مشقة وحزن. والنجار: مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم، لأنّ الخشب رجال في دينهم فساد، فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب. والخشاب: يترأس على أمل النفاق. والحطاب: ذو نميمة وشغب.
سباع الطيور كلها: مثل البازي والشاهين والصقر والعقاب والنسر والباشق تنسب إلى السلطان والشرف، فمن حمله طائر منها وطار به عرضاً حتى بلغ السماء أو قرب منها، سافر سفراً في سلطان بعيد بقدر ذلك الطائر. فإن دخل في السماء مات في سفره ذلك. وجميع الطيران عرضاً محمود في التأويل. والطيران مستوياً إلى السماء طاعناً فيها، فهو موت أو هلك أو مضرة.
وإن رأى ذلك شيخ كبير السن فإنه يفتقر، وإن كانت امرأة صغيرة فإنه طول حياة، وإن كانت عجوزة دل على موتها، وإن كانت عازبة بكرا فإنها تتزوج، وإن كانت طفلة فربما تموت.
وأما جوز الطيب، فمن رأى أنه أكل جوز الطيب فإنه يدل على صلاح دينه وتحصيل علم الشرع وإن لم يأكل منه ولم يعط لأحد منه شيئا فإنه لا ينتفع من علمه هو ولا غيره.
وقال جابر المغربي الطيلسان ولد ان كان جديدا أبيض، وإن كان أخضر فإنه يدل على عالم دين، وإن كان أحمر فإنه يدل على محب للطرب والعشرة، وإن كان أصفر فإنه يدل على ولد ممراض، وإن كان أسود والرائي عالم فإنه يحصل له ولد يكون قاضياً أو خطيبا.
وقال أبو سعيد الواعظ الطيلسان يدل على الولاية لمن يكون أهلا لها والا يسود أهل بيته، وربما كان الطيلسان قضاء دين أو سفر في خير، ولا خير في تمزقه وتخرقه وانتزاع الطيلسان يدل على ذهاب جاه، وقيل من رأى الطيلسان يدل على مروءة الإنسان بقدر بهائه.
وقال الكرماني من رأى أنه أصاب شيئا من الطير المائي سواء عرفه أو لم يعرفه فإنه حصول خير ورياسة وإدراك ما يريد بقدر ذلك الطير في عظمه وريشه ما لم يفزع لذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الطيور المعروفة تؤول بالأولاد والمجهولة تؤول بالبشارة وإذا كانت الطيور مجتمعة على رأسه فإنه يؤول بالرياسة العظيمة لقوله تعالى في قصة سليمان عليه السلام والطير محشورة كل له أواب.
وأما الصيد من حيث الجملة فهو حصول مال وغنيمة من وجه حل ومن رأى ان ما قصد صيده مطيع له فإنه يؤول بالخير والمنفعة والرياسة وبلوغ المقصود.
ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده وربما دلت رؤيا من أراد الصيد ورآه موافقا إذا كان من ومن رأى أنه يصطاد فإنه يؤول ببدعة في الدين وتصديقه قول الباطل والزور.
وأما لحم سائر الطيور فما كان منه مذكرا فإنه يؤول بمال الرجال وما كان مؤنثا فإنه يؤول بمال النساء وما كان يؤكل لحمه فهو مال حلال وما لا يؤكل لحمه فمال حرام وكذلك جميع الحيوان.
نادرة روى أنه لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فخرج الطفيل الدوسي مع المسلمين وساروا حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها إلى أن وصلوا إلى اليمامة فنام تلك الليلة فرأى كأن رأسه حلقت فخرج من فيه طائر وكأن امرأة أدخلته في فرجها وابنه يطلبه طلبا حثيثا وأنه حبس فيه فقص رؤياه على أصحابه فقالوا خيرا فقال أعبر هذه الرؤيا أما حلق رأسي فوضعه وأما الطائر الذي خرج من فمي فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فهي الأرض وحبسي فيه هو القبر الذي ألبث فيه والولد الذي يطلبني فربما يصيبه ما أصابني فقتل الطفيل شهيدا ثم أصاب ولده كذلك عام اليرموك.
نادرة رأى بعض المعبرين وهو نائب السلطنة بكرك شيخا بها بهلولا ثائر الرأس عليه ثياب حسنة وسمته صالح فسأل منه من أي الأماكن قدم فقال من بلاد بعيدة فقال ما أخبرك فأجابه بأن فصلا عاما يأتي من قريب يموت فيه قريب من ثلثي الخلق فقال هل أموت أنا الآخر معهم قال لا حتى تصل إلى كيت وكيت وأخبره بأمور ثم جاء والفصل في تلك السنة وهو من جملة ما قاله.
نادرة روى أن الإمام أحمد بن حنبل رأى الله تعالى في النوم فقال يا رب بما يتقرب إليك)
المتقربون قال بكلامي قلت ربي بفهم وبغير فهم قال يا أحمد بفهم وبغير فهم.
فائدة روى أن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى أجنب يوما فجاء إلى الدجلة ببغداد وأراد التطهر منها فلم يجد معه ما يستتر به فاستحيي من الله تعالى أن ينزل عريانا فنزل بقميصه واغتسل من الجنابة ثم طهر وقميصه مبلول فلم يستطع عصره فجلس في الشمس والقميص عليه لينشفه فأخذته سنة من النوم فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا أحمد كما تبعت سنتي واستحييت أن تنزل عريانا جعلتك ربع الإسلام وكان ذلك في ابتداء أمره فكان من أمره ما كان.
وأما الطير فمن رأى أنه أصاب نسرا أو ملكه وكان له مطواعا فإنه يصيب مالا عظيما ويستمكن من سلطان أو ذي سلطان ومن رأى أنه أصاب من لحم النسر ومن ريشه فإنه يصيب مالا من سلطان وشرفا ورفعة ومن رأى أنه يركب على ظهر نسر فإنه يظفر بسلطان قوي ومن رأى أنه احتمله فطار به حتى بلغ السماء أو دونها فإنه يسافر سفرا بعيدا في سلطان ويعلو ذكره فإن رأى أنه لم يرجع من السماء إلى الأرض فإنه لا يتم له أمره ويزول عنه سلطانه وماله