سباع الطيور كلها: مثل البازي والشاهين والصقر والعقاب والنسر والباشق تنسب إلى السلطان والشرف، فمن حمله طائر منها وطار به عرضاً حتى بلغ السماء أو قرب منها، سافر سفراً في سلطان بعيد بقدر ذلك الطائر. فإن دخل في السماء مات في سفره ذلك. وجميع الطيران عرضاً محمود في التأويل. والطيران مستوياً إلى السماء طاعناً فيها، فهو موت أو هلك أو مضرة.
وقال أبو سعيد الواعظ الطيور المعروفة تؤول بالأولاد والمجهولة تؤول بالبشارة وإذا كانت الطيور مجتمعة على رأسه فإنه يؤول بالرياسة العظيمة لقوله تعالى في قصة سليمان عليه السلام والطير محشورة كل له أواب.
وأما لحم سائر الطيور فما كان منه مذكرا فإنه يؤول بمال الرجال وما كان مؤنثا فإنه يؤول بمال النساء وما كان يؤكل لحمه فهو مال حلال وما لا يؤكل لحمه فمال حرام وكذلك جميع الحيوان.
وأما الصيد من حيث الجملة فهو حصول مال وغنيمة من وجه حل ومن رأى ان ما قصد صيده مطيع له فإنه يؤول بالخير والمنفعة والرياسة وبلوغ المقصود.
ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده وربما دلت رؤيا من أراد الصيد ورآه موافقا إذا كان من ومن رأى أنه يصطاد فإنه يؤول ببدعة في الدين وتصديقه قول الباطل والزور.