هو في المنام ملك أَعجمي مهاب، بليد القلب حامل للأثقال، عارف بالحرب والقتال. فمَن ركب فيلاً في المنام، أو ملكه اتّصل بسلطان، ونال منزلة عالية، وعاش طويلاً في عز ورفعة. ومَن ركب فيلاً في النهار طلق زوجته، وربما غدر ومكر ورجع غدره ومكره عليه، لقوله تعالى: (ألم ترَ كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل). والفيل في المنام رجل ملعون. ومَن ركب فيلاً في الليل فإنه يعلو ملكاً ضخماً شحيحاً ويغلبه. وإن رأى أنه ركب بسرج وهو يطيعه فإنه يتزوج ابنة رجل ضخم أعجمي، وإن كان تاجراً عظمت تجارته. وإن رأى أنه يحلب الفيل فإنه يمكر بملك ضخم وينال منه مالاً حلالاً. وقيل: الفيل ملك كثير النعمة والجود، والكرم والصبر، والمداراة ولين الجانب. فإن رأى أنه ضربه بخرطومه نال خيراً ونعمة. وإن ركبه نال وزارة وولاية. ويدل الفيل على الأقوام الصالحين، والعلماء وأشراف الناس، ويدل على شدائد وشقاء وتعب. وإن رأى أن الفيل مقتول في بلدة فإن الملك يموت أو يقتل. ومَن رأى أن الفيل يتهدده فإن ذلك يدل على مرض، وإن ألقاه تحته ووقع فإن صاحب الرؤيا يموت. وإذا رأته المرأة فليس هو بدليل خير كيفما رأته. ومن رأى أنه يكلم الفيل نال من الملك خيراً كثيراً وإن رأى أن الفيل تبعه ركضاً نال مضرة من ملكه وإن رأت المرأة أنها راكبة فيلاً فإنه دليل موتها وتعبّر الأفيال بالسنين. ومن رأى أنه ركب فيلاً في حرب فإنه يهلك. ومن رأى أنه أكل لحم فيل أصاب مالاً من سلطان، وكذا إن أخذ من أعضائه أو جلده أو عظامه. ولا خير في رؤيا الفيل لأهل الصلاح والورع. وإذا رؤي الفيل خارجاً من بلد فيها طاعون زال عنهم. ومَن رأى أنه قتل فيلاً قهر رجلاً أعجمياً. ومَن رأى أقواماً يركبون أفيالاً وكانوا في حرب فإنهم مغلوبون. وربما دلّ ركوب الفيل على الظلم والكذب. ومن رأى فيلاً أقبل من بلدة إلى أخرى فإنه سلطان يتحرّك من بلدة إلى أخرى.
ومن رأى أنه يملك فيلا ويصرفه حيث يشاء فإنه ينال سلطانا أعجميا ومن رأى أن قوما يركبون فيلا أو يضربونه فإن كانوا في حرب فإنهم مغلوبون وربما دل ركوبه على ظلم وكذب وربما يصيب امرأة أعجمية إذا لم يركبه على هيئة الركوب ولا في أرض حرب ومن رأى أنه قتل فيلا فإنه يقهر رجلا ضخما أو يستمكن من امرأة أعجمية إذا كان في الرؤيا دليل على ذلك ومن رأى أنه يأكل من لحم فيل فإنه يصيب مالا من سلطان أو من رجل مسلط بقدر ذلك
سورة الفيل من قرأها فإنه يكون معينا للظلمة.
وقال الكرماني انه يظفر بالأعادي العوادي ويحصل له مرامه، وقيل فعل يفعله يكفيه الله من شر أعدائه وربما كان حصول راحة بعد تعب.
وقال جعفر الصادق يحصل على يديه فتوح ويظفر بعدوه.
وأما الفيروزج فإنه يؤول بالظفر والقوة وقضاء الحاجة وإذا كثر فإنه علو شأن وحصول مال وربما دل على الولاية لمن يكون أهلا لها وهو محمود على كل حال وأما الزمرد فإنه يؤول بالأولاد والاخوان والمال الحلال.
وقال الكرماني من رأى أنه راكب على فيل ببلس وهو مطيع له فإنه يدل على متابعته ملكا أعجميا أو يقهر ملكا أعجميا ورؤيا جلد الفيل ولحمه وعظمه وشعره تؤول بحصول مال ومنفعة ونعمة من سلطان.
سورة الفيل
من قرأها أو قرئت عليه فإنه ينصر على أعدائه. وقيل إن كان ملكا يهزم الجيوش وينال فتحا. وقيل: إنه يحج، وتحدث فتنة يهلك فيها أعداء الله. وقيل: يعافيه الله تعالى خلال حياته من القذف والخوف.
الفيل: مختلف فيه، فمنهم من قال إنه ملك ضخم، ومنهم من قال رجل ملعون لأنه من الممسوخ.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأنني كلى فيل. فقال ابن سيرين: الفيل ليس من مراكب المسلمين، أخاف أنك على غير الإسلام.
وقيل إنه شيء مشهور عظيم لا نفع فيه، فإنه لا يؤكل لحمه ولا يحلب. وقال بعضهم: منِ رأى فيلاً ولم يركبه، نال في نفسه نقصاناً وفي ماله خسراناً. فإن ركبه نال ملكاً ضخماَ شحيحاً، ويغلبه إن كان يصلح للسلطان. فإن لم يكن يصلحِ، لقي حرباً ولم ينصر، لأن راكبه أبداً في كيد، فلذلك لا ينصر، لقوله تعالى: " ألَمْ تر كَيْفَ فَعَلَ رَبكَ بأَصْحَاب الفِيل " ، وربما قتِل فيها. فإن ركبه بسرج وهو يطيعه، تزوج بابنة رجل ضخم أعَجمي. وإن كان تاجراً عظمت تجارته. فإن ركبه منها نهاراً فإنه يطلق امرأته ويصيبه سوء بسببها.
ومنِ رعى فيولاً فإنه يؤاخي ملوك العجم، فينقادون بقدر طاعته. فإن رأى أنه يحلب فيلاً، فإنه يمكر بملك ضخم وينال منه مالاً حلالاً. وروث الفيل مال الملك. ، رأى فيلاً مقتولاً في بلده، فإنه يموت ملك تلك البلدة، أو رجل من عظمائها. ومن رأى كأن الفيل يتهدده أو يريده، فإن ذلك مرض وإن رأى كأنه قد ألقاه تحته ووقع فوقه، دل على موت صاحب الرؤيا. فإن لم يلقه تحته، فإنه يصير إلى شدائد وينجو الا. فقد قيل أن الفيل من حيوان ملك الجحيم. وأما للمرأة فليس بدليل خير كيفما رأته. وقيل من رأى كأنه يكلم الفيل، نال من الملك خيراً كثيراً. فإن رأى أنه تبعه فيل ركضاً، نال محضرة من ملك. ومن ضربه الفيل بخرطومه أصاب ثروة. وقيل ان رؤية الفيل في غير بلاد الهند، شدة وفزع. وفي بلاد النوبة، ملك. واقتتال الفيلين اقتتال ملكين.
وأكثر ما يدل الفيل على السلطان الأعجمي، وربما دل على المرأة الضخمة، والسفينة الكبيرة، ويدل أيضاً على الدمار والدائرة، لما نزل بالذين قدموا بالفيل إلى الكعبة من طير أبابيل وحجارة من سجيل. وربما دل على المنية. وركوبه يدل على التزويج لمن كان عزباً، أو ركوب سفينة أو محمل إن كان مسافراً. وإلا ظفر بسلطان أو تمكن من ملك، إلا أن يكون في حرب، فإنه مقلوب مقتول. ومن رأى الفيل خارجاً من مدينة، وكان ملكها مريضاً مات، وإلا سافر منها، أو عزل عنها، أو سافرت سفينة كانت فيها، إن كانت بلدة بحر، إلا أن يكون وباء أو فناء أو شدة، فإنها تذهب عنهم بذهاب الفيل عنهم.