نمت بعدصلاة الفجر وحلمت كان حماتي تفتح باب حجرتي وتفتح الدفئ علي رجلي وتمسكهن بقوه وفجاة خفت وتخيلت وكانها جان وانا اصيح وصوتي ينكتم وقراءت بسم الله عشر مرات وفجاه وكأن جسمي انفتح منه كل شي ولا كنت لااقدر اتحرك ولا اطلع صوتي نمت بعدصلاة الفجر وحلمت كان حماتي تفتح باب حجرتي وتفتح الدفئ علي رجلي وتمسكهن بقوه وفجاة خفت وتخيلت وكانها جان وانا اصيح وصوتي ينكتم وقراءت بسم الله عشر مرات وفجاه وكأن جسمي انفتح منه كل شي ولا كنت لااقدر اتحرك ولا اطلع صوتي
وخلاصة ماتم نشره حول تفسير هاذا الرؤيا من خلال أفضل إجابة
كما قلت سابقاً ( ) لا ذنب أعظم من الشِّرك والكفر، وإذا وقعت الرؤيا من الكافر، كقصة الملك مع يوسف، فلا يمنع من وقوعها من شارب الخمر، وقد عنون البخاري في صحيحة باب: رؤيةُ أهلِ السجون والفسادِ والشركِ _ ابن حجر ووقع في رواية: الشُرَّاب، وهم أهل الشراب، والمراد: الشراب المحرم وورد أنَّ الساقي قال ليوسف: رأيت فيما يرى النائم أن غرستُ حبةً فنبتت فخرج فيها ثلاث عناقيد فَعَصَرْتُهُنَّ ثم سقيتُ الملك، فقال له يوسف: تمكث في السجن ثلاثاً ثم تخرج فَتَسْقِيْه على عادتك، فكان كما قال وخرج.
فائدة ينبغي للمعبر أن يستوفي قص الرؤيا فما كان منها موافقا للأصول فيجتهد في تعبيره وما كان خارج عنها فيلغيه عنه وإذا قصت عليه رؤيا ورأى ما يكره فلا يكتمه بل يعرف الرائي بعبارة حسنة بحيث يفهم الرائي منه ذلك ومنهم من قال إنه يعبر الرؤية الجيدة ويترك ضدها بحيث يأمر الرائي بالتحذير والتوبة والصدقة.
فائدة بيان اختلاف الرؤيا فرؤيا الملوك الصالحين ألهام من الله تعالى ورؤيا أرباب دولة الملوك على حسب ديانتهم وتقربهم ورؤيا الأرقاء إذا كانت حسنة تخرج لساداتهم ورؤيا النسوة تخرج عن قريب ورؤيا الفساق حجة يوم القيامة عليهم ورؤيا الأغنياء آكد في الصحة من رؤيا الفقراء لأن الفقراء في هم وغم من العسر والإقتار ورؤيا الفقراء تتأخر إذا كانت حسنة وإذا كانت غير جيدة تظهر سريعا ورؤيا الطغار الذين لم يبلغوا الحلم أصح من غيرهم لكونهم لم يعصوا الله ورؤيا الذي بلغ منهم أضعف لكونهم مشتغلين بشهواتهم ورؤيا الجنب والحائض والسكران ليس لها أصل ولا صحة.
فائدة في بيان قص الرؤيا وتعبيرها فمنهم من قال أنه جائز في كل الأوقات ويرجع من طلوع الشمس إلى وقت الزوال ومنهم من قال لا يجوز بغير شمس ومنهم من قال من طلوع الشمس إلى فائدة لا ينبغي أن تقص الرؤيا إلا على معبر ويجب على من لا يعرف علم التعبير أن لا يعبر رؤيا أحد فإنه ياثم على ذلك لأنها كالفتوى وهي في الحقيقة علم نفيس وقد ورد في الحديث ما معناه أن الإنسان إذا لم يعلم الجواب وسكت عنه فإنه يؤجر.
فائدة إذا أراد الإنسان أن يرأى رؤيا صادقا تظهر له ما في ضميره ينام على وضوء على جانبه الأيمن ويذكر الله ويدعو بهذا الدعاء المروي عن جعفر الصادق وهذا هو: الله إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت إمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك أمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت تباركت ربنا وتعاليت أنت الغنى ونحن الفقراء إليك أستغفرك وأتوب إليك يا رب أنا هارب منك إليك اللهم أرني رؤيا صادقة غير كاذبة صالحة سارة غير محزنة نافعة غير ضارة. وإذا استيقظ يذكر الله تعالى ويقص رؤيا على معبر ومهما عبر له يعتمد عليه.
ومن الرؤيا التي أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثا فوقعت على وفق تأويله ثم أولتها عائشة -رضي الله عنها- بخلاف ما كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يؤولها عليه فوقعت على وفق تأويل عائشة -رضي الله عنها- وقد جاء ذلك فيما رواه سليمان ابن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم -رضي الله عنها- قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب إلا تركها حاملا
فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملا فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحا وتلدين غلاما برا)
فكانت تراها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلاما فجاءت يوما كما كانت تأتيه ورسول الله
صلى الله عليه وسلم غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها: عم تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمة الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها فاتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال فقلت: فأخبريني ما هي؟ قالت: حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرعضها عليه كما
كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخبرتني فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك ولتلدن غلاما فاجرا فقعدت تبكي وقالت: مالي حين عرضت عليك
رؤياي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها: (ما لها ياعائشة)؟ فأخبرته الخبر وما تأولت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مه ياعائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها) فمات والله زوجها ولا اراها إلا ولدت ولدا فاجرا .
النيابة في قص الرؤيا محمودة اذا كان السائل امرأة تجد حرجا في محادثة المعبر, .و كان السائل قد رأى رؤيا حسنة فيها بشارة واضحة له فأناب غيره ورعأ ليعلم تعبيرها.
جاء في الحديث الشريف عن ابن عمر قال : رايت في المنام كأن في يدي قطعة من استبرق - وهو ما غلظ من الديباج - وليس مكان أريد في الجنة ألا طارت اليه , قال: فقصصتها على حفصة , فقصتها على النبي صلي الله علية وسلم فقال النبي صلي الله علية وسلم :" أرى عبد الله رجلا صالحا " , رواه مسلم في صحيحه(1)، كما جاء عن ابن عمر أيضا أنه قال :
كان الرجل في حياة الرسول صلي الله علية وسلم اذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلي الله علية وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلي الله علية وسلم .
قال: وكنت غلامأ شابأ عزبا , وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلي الله علية وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي الى النار, فاذا هي مطوية كطي البئر , واذا لها قرنان كقرني البئر , واذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار (ثلاثا). . قال: فلقيهما ملك فقال
النبي صلي الله علية وسلم : " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل " .
قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا متفق عليه واللفظ للبخاري(2).
فهذا الحديث كما قال ابن حجر في الفتح فيه مشروعية النيابة في قص الرؤيا وتأدب ابن عمر مع النبي صلي الله علية وسلم ومهابته له حيث لم يقص رؤياه بنفسه , وكأنه لما هالته لم يؤثر أن يقصها بنفسه , فقصها على أخته لإدلاله عليها(3) , كذلك على المعبرألا يجزم عند التعبير , وقد أخرج الطبراني بسنده عن أبي بكر آن عائشة قالت: يا رسول الله رأيت ثلاثة أقمار هوين في حجرتي. فقال لها: "ان صدقت رؤياك دفن في بيتك أفضل أهل الجنة " , فقبض رسول الله صلي الله علية وسلم وهو أفضل أقمارها ، ثم قبض أبو بكر، ثم قبض عمر , فدفنوا في بيتها (4) .
كما يسن للمعبر عند البدء بالتعبير أن يقول : خيرا , أو خير أو رأيت خيرا, وهذا من التفاؤل. وقد ورد ما يفيد هذا عن أكثر من واحد من صحابة رسول الله فهذا أبو بكر كان يقول عند التعبير : ان صدقت رؤياك وقبله الرسول صلي الله علية وسلم , فقد أخرج ابن ماجه في سنئه بسنده عن أم الفضل قالت: يا رسول الله رأيت كأن في بيتى عضوا من أعضائك. قال :" خيرا رأيت. . تلد فاطمة غلامأ فترضعينه "(5) . فولدت حسينأ او حسنا» فأرضعتة
بلبن ابنها قثم ابن العباس بن عبد المطلب .
ويذكر عن النبي صلي الله علية وسلم قال: " من عرضت عليه رؤيا فليقل لمن عرض عليه: خيرا " .
وهكذا سار باقي صحابته على هذا النهج , فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه , اذا قصت عليه الرؤيا قال : اللهم إن كان خيرا فلنا , وان كان شرا فلعدونا.
وذكر عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان أبو بكر الصديق اذا أراد أن يعبر الرؤياء , قال: ان صدقت رؤياك يكون كذا وكذا (6) .
كذلك على المعبر أن يفرق بين ما يحمد فى المنام ويذم في اليقظة , وهذا مثل جر القميص للرجال , فهو فى المنام محمود وقد عبره الرسول صلي الله علية وسلم لعمر بالدين أما فى اليقظة فقد توعد الله المسبل إزاره , وعلى هذا قس .
وأؤكد هنا على أمر مهم جدا لا أمل من تكراره , أن الرؤيا إن احتملت أكثر من وجه فهي تقع على وفق كلام أول عابر ان أصاب , وان لم يصب فهى لمن أصاب بعده , إذ ليس المدار إلا على اصابة الصواب في تعبير المنام , ليتوصل بذلك إلى مراد الله فيما ضربه من المثل كما قاله ابن حجر وغيره(7) . فاذا أصاب فلا ينبغي ان يسأل غيره , وان لم يصب فليسأل عنها الثانى , وعلى السائل أن يخبر بما عنده .
وقد ذكر بعض أهل العلم بعض الاداب الأخرى والتي لا دليل عليها ومنها: أن لا يعبر الرؤى عند طلوع الشمس ولا عند غروبها ولا عند الزوال
ولا في الليل , وهو أمر - في رأيي - لا دليل عليه ولا اثم لمن عمل بخلافه , فلا حرج على من عبر عند طلوع الشمس أو عند غروبها، أو عبر ليلا , وما ورد من أن الشمس تغرب بين قرني شيطان فلا يتعلق بتعبير الرؤى والله أعلم.
__________________
( 1 ) أخرجة البخاري كما في الفتح في كتاب التعبير باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام (12 03 4 ) - مرجع سابق - وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة بابن فضائل ابن عمر كما في النووي ( 16 / 38 ) - مرجع سابق -.
( 2 ) سبق تخريجه , ص 33
( 3 ) الفتح ( 12 / 437 ) - مرجع سابق - .
( 4 ) لم أجده في الكتب التسعة وأخرجه الطبراني .
( 5 ) أخرجه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا - باب تعبير الرؤيا - 0 وأخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار - حديث أم الفضل بن عباس وهي أخت ميمونة رضي الله عنهم أجمعين 0 وحكم عليه العلامة الألباني بالضعف.
( 6 ) ابن قيم الجوزية - زاد المعاد - مرجع سابق . ( 2 / 459 ، 460 )
( 7 ) انظر ابن حجر . مرجع سابق . ( 12 / 396 - 432 ).
** نقلا عن الدكتور فهد العصيمي
النوع الأول:
الرؤيا المكروهه وهي ما يكون من فعل الشيطان , والقائه في النفس, مما يسمى بأضغاث الأحلام والتي ترجع إلى مكر الشيطان وخداعه وعداوته للانسان.(1)
ومثال هذا النوع ما رواه مسلم في صحيحة من حديث جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله علية وسلم أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن راسي قطع فأ نا أتبعة فزجره النبي صلي الله علية وسلم وقال :"لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام". (2)
وفي رؤاية أخرى قال جابر: سمعت النبي صلي الله علية وسلم تقد يخطب فقال : لايحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه".
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: أما أضغاث الأحلام فانها مشوشة غير منظمة , والغالب أن المرائي المكروهة من الشيطان قال تعالى : " ليحزم الذين ءامنو وليس بضارهم شيئا الا باذن الله " (المجادلة: 10). (3)
و هذا النوع من الرؤى له أداب ستة :
الأول: أن يتعوذ بالله من شرها , وهذا علته واضحة, فالاستعاذة مشروعة عن كل أمر يكره.
الثاني: أن يتعوذ بالله من الشيطان. لحديث:" اذا راى احدكم رؤيا يكرهها فليتحوله وليتفل عن يساره ثلاثا وليسأل الله من خيرها وليتعوذ بالله من شرها" رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعأ ورواه مسلم أيضا". (4)
وجاء في رواية في مسلم عن جابر أيضأ: "اوليستعذ بالله من الشيطان ثلاثآ" وجاء في رواية لمسلم أيضأ: "افليبصق عن يسأره ثلاثا "وهذا سأوضحه في:
الثالث: أن يتفل حين ينتبه من نومه عن يساره ثلاثأ . أي يبصق عن جانبه الأيسر ثلاث مرات بصقآ خفيفا" والسر في هذا والله أعلم " كراهة لما رأى وتحقيرأ للشيطان الذي أراه تلك الرؤيا على الصحيح بشكل حقيقي" وخص اليسار لأنه محل الأقذار , والتثليث في رواية مسلم السابقة للتأكيد" وقد ورد بثلاثة ألفاظ: التفث ويكون بلا ريق" والتفل يكون معه ريق لطيف . والبصق ويكون معه ريق وأشد من التفل.
الرابع: أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه حين رأى ذلك , إلى جنبه الثاني ؟ والسبب في هذا: تفاؤلا بتحويله وانتقاله ولعل هناك سببا آخر وهو مجانبة مكان الشيطان , ولكي تتحول الرؤيا من المكروه إلى المحبوب وتنتقل من المضر إلى السار.
الخامس: أن لا يذكرها لأحد أصلأ , وقد جاء بذلك عدة أحاديث صحيحة منها ما رواه البخاري رحمه الله من طريق أبي سعيد الخدري رضي اثه عنه وقال فيه:"ولا يذكرها لأحد فانها لا تضره"(5).
وكما تقدم معنا قصة الرجل الذي تحدث برؤيا ضرب عنقه, فإن أبئ إلا تعبيرها فلا يقصها إلأ على من يثق به , أو ناصح له" أو على عالم لكي يعبروها له بخير مهما أمكنهم ويرشدونه لما يعينه عليها وما ينفعه.
وقد يرد سؤال هنا, ما السر في ذلك النهي؟
فأ قول السر والله أعلم - لآن المحدث بها , ربما فسرها بمكروه على ظاهر صورتها . ويكون ذلك محتملا" فيقع بتقدير الله تعالى" ويدل على هذا حديث أبي رزين رضي الله عنه مرفوعأ: " أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر" فاذا عبرت وقعت " , والحديث حسن. (6)
والمعنى: أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين" فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة , ويدل على ذلك مثل رجل رفع رجلة فهو ينتظر متي يضعها .
وقال الشيخ (محمد بن ناصر الدين الألباني) تعليقا على حديث: "أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " .
الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر , ولذلك ارشدنا رسول الله إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو محب , لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك
لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه , وليس خطأ محضا, والأ فلا تأثير له حينئذ والله واعلم", وقد أشار الى هذا المعنى الإمام البخاري في كتاب التعبير من صحيحه بقوله: (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب ).
ويدل عليه قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر حين عبر له رؤيا : "أ صبت بعضا وأخطأت بعضا " والرسول صلي الله علية وسلم لم يبين ما أخطأ فيه آبو بكر , ولو بين هذا الذي أخطأ فيه لكان تعبير الرسول صلي الله علية وسلم هو الثاني والاول يكون المعتمد، ولكن اتضح خطا هذا.
ولذلك فلا تقص رؤاك بشكل عام إلأ على من تثق به , وبنصحه وعلمه ورأيه، وقد روئ آبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم أنه كان يقول : "لا تقصوا الرؤيا الأ على عالم او ناصح " وفي رواية: "ولا يقصها الا على واد، بتشديد الدال اسم فاعل من الود أخرجه الترمذي وقال الشيخ الألباني: اسناده صحيح على شرط الشيخين ، ومعنى الحديث السابق "الرؤيا على رجل طائر" أنها لا تستقر ما لم تعبر, فكأنها كانت على رجل طائر" فسقطت ووقعت حيث عبرت ، كما يسقط الشيء الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة وهذا تشبيه تمثيلي، حيت شبه الرؤيا بالطا ئر السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدني حركة.
ومما يدل على امكانية وقوع الرؤيا على وجه تحتمله ما رواه الدارمي
وكما تقدم معنا قصة الرجل الذي تحدث برؤيا ضرب عنقه , فإن أبئ إلا تعبيرها فلا يقصها إلأ على من يثق به , أو ناصح له , أو على عالم لكي يعبروها له بخير مهما أمكنهم ويرشدونه لما يعينه عليها وما ينفعه.
وقد يرد سؤال هنا , ما السر في ذلك النهي ؟
فأ قول السر والله أعلم - لأن المحدث بها , ربما فسرها بمكروه على ظاهر صورتها - ويكون ذلك محتملا , فيقع بتقدير الله تعالى , ويدل على هذا حديث أبي رزين رضي الله عنه مرفوعأ: "أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر , فاذا عبرت وقعت", والحديث حسن.
والمعنى: أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين , فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة , ويدل على ذلك ما جاء عن عبد الرزاق قال: الرؤيا تقع على ما يعبر مثل ذللك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها . (7)
وقال الشيخ (محمد بن ناصر الدين الألباني) تعليقا على حديث : " ان الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " .
الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر, ولذلك أرشدنا رسول الله صلي الله علية وسلم إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو محب , لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك ,
, ,
لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه , وليس خطأ محضا , والأ فلا تأثير له حينئذ والله أعلم (8), وقد أشار الى هذا المعنى الإمام البخاري في كتاب التعبير من صحيحه بقوله: (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب).
ويدل عليه قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر حين عبر له رؤيا : "أصبت بعضا وأخطأت بعضا", والرسول صلي الله علية وسلم , لم يبين ما أخطأ فيه أبو بكر, ولو بين هذا الذي أخطأ فيه لكان تعبير الرسول صلي الله علية وسلم هو الثاني والأول يكون المعتمد، ولكن اتضح خطأ هذا. (9)
ولذلك فلا تقص رؤاك بشكل عام إلأ على من تثق به , وبنصحه وعلمه ورأيه ، وقد روئ أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم أنه كان يقول: "لا تقصوا الرؤيا الأ على عالم أو ناصح "(10) , وفي رواية : "ولا يقصها الا على واد" , بتشديد الدال اسم فاعل من الود , أخرجه الترمذي وقال الشيخ الألباني : اسناده صحيح على شرط الشيخين(11) ، ومعنى الحديث السابق "الرؤيا على رجل طائر" أنها لا تستقر ما لم تعبر, فكأنها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبرت، كما يسقط الشيء الذي يكون على رجل الطا ئر بأدنى حركة وهذا تشبيه تمثيلي، حيث شبه الرؤيا بالطائرالسريع طيرانه ، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدني حركة .
ومما يدل على امكانية وقوع الرؤيا على وجه تحتمله ما رواه الدارمي
في سننه في كتاب الرؤيا بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلي الله علية وسلم قالت:
كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، فكانت ترئ رؤيا كلما غاب عنها زوجها، وقلما يغيب إلا تركها حاملأ ، فتأتي رسول الل صلي الله علية وسلم فتقول : إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملأ، فرأيت فيما يرى النأئم أن سارية بيتي انكسرت واني ولدت غلامأ أعور فقال رسول الله صلي الله علية وسلم :
"خير , يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحأ، وتلدين غلامأ برا " .
فكانت تراها مرتين أو ثلاثاء كل ذلك تأتي رسول الله صلي الله علية وسلم فيقول ذلك لها , فيرجع زوجها وتلد غلامأ. . فجاءت يومأ كما كانت تأنيه , ورسول الله صلى الله علية وسلم غائب , وقد رأت تلك الرؤيا , فقلت لها:
عم تسألين رسول الله صلي الله علية وسلم يا أمة الله ؟
فقالت: رؤيا كنت أراها فاتي رسول الله صلي الله علية وسلم فأسأله عنها , فيقول :
"خيرا, فيكون كما قال ، فقلت: أخبريني ما هي ؟
قالت: حتى يأتي رسول الله صلي الله علية وسلم ، فأعرضها عليه كما كنت أعرض .
قالت عائشة : فوالله ما تركتها حتى أخبرتني ، فقلت :
والله إن صدقة رؤياك ليموتن زوجك , وتلدين غلامأ فاجرا!!
فقعدت تبكي وقالت: مالي ين عرضت عليك رؤياي؟؟
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها: (مالها يا عائشة ؟)
فأخبرته الخبر وما تأولت لها، فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على الخير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها ) قالت عائشة : فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاما فاجرا (12).
والخلاصة التي نخرج بها من هذا , أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين , فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة. ولذلك نهى يعقوب ابنه يوسف أن يقصص رؤياه على إخوته خشية من كيدهم وحسدهم له , قال ابن حجر: نهى رسول الله صلي الله علية وسلم أن يحدث بالرؤيا إلا من يحب لأنه قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضأ واما حسدأ , فقد تقع عن تلك الصفة , أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنأ ونكدأ, فأمر بترك تحديث من لا يحب بسبب ذلك. (13)
الساد س: مما يطلب عند الرؤيا المكروهة أيضأ : الصلاة, ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " إذا رأى .حدكم ما يكره , فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ". (14)
والحكمة والله وأعلم: أن في الصلاة التجاء من كل أمر ينوب العبد من المخاوف كما أن فيها تحرز عن المكاره.
وذكر بعض أهل العلم أمرأ سابعأ وهو قراءة اية الكرسي ولكن لا دليل له، ولو قرأ اية الكرسي في صلاته هذه يكون قد حقق الأمرين معأ ، الصلاة وقراءة اية الكرسي .
وان اقتصر على عمل بعض ما ذكر أجزأه في دفع ضررها باذن الله تعالى كما صرحت به الأحاديث. لكن الأفضل أن يفعلها جميعأ لكي يجمع بين الروايات.
قال ابن القيم في زاد المعاد: ومتي فعل ذلك لم تضرة الرؤيا المكورهة بل هذا يدفع شرها.
قال النووي: إن الله جعل ما ذكر سببأ للسلامة من المكروة المترتب على الرؤيا كما جعل الصدقة وقاية للمال. . . وجعل الدعاء فيه رد و دفع للبلاء و الصدقة تدفع ميتة السوء م كل هذا بقضاء الله وقدرة. (15)
__________________________________________
( 1 ) محمد عبد ألعزيز ألهلاوي - مرجع سأبق - ص5 .
( 2 ) اخرجه مسلم في صحيحه كما في شرح النووي ( 2715 ) • مرجع سابق ..
( 3 ) القول المفيد على كتاب التوحيد - شرح الشيخ : محمد بن صالح المعثيمين ج2
( 4 ) رواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا 0 باب من رأى رؤيا يكرهها - مرجع سابق - ومسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 17 ) - مرجع سابق •.
( 5 ) انظر الفتح ( 12 /369 ) كتاب التعبير باب الرؤيا من الله - مرجع سابق.
( 6 ) الحديث صححه الحاكم وسنده حسن , رواه أبو داود في كتاب الأدب باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - ورواء الترمذي في كتاب الرؤيا باب ما جاء في تعبير الرؤيا - مرجع سابق -ورواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا أذا عبرت وقعت فلا يقصها إلا على واد - مرجع سابق - 0 ورواه الامام أحمد في أول مسند المدنيين حديث أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر المنتفق - مرجع سابق" ورواه الدارمي في كتاب الرؤيا باب الرؤيا لا تقع ما لم تعبر 0 نشر دار الكتب العلمية - بيروت.
( 7 ) انظر: فتح الباري لابن حجر - مرجع سابق - ( 12 / 432 ).
( 8 ) سلسلة الأحاديث الصحيحة , ج1 , ص 28 , ط 2 , المكتب الإعلامي 1399 ة.
( 9 ) رواه البخاري في كتاب التعبير باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب كما في فتح الباري ( 12 / 431 ) , ومسلم في كتاب الرؤيا كما في شرح النووي ( 15 / 29 ) , - مرجع سابق- , وسيأتي الحديث بنصه في ص 101 .
( 10 ) رواه الترمذي في كتاب الرؤيا باب في تأويل الرؤيا ما يستحب منها وما يكره - مرجع سابق - وأخرجه الدارمي في كتاب الرؤيا باب كراهية أن يعبر الرؤيا إلا على عالم أو ناصح - مرجع سابق- ورواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا إذا عبرت وقعت فلا يقصها الا على واد - مرجع سابق.
( 11 ) سلسلة الاحاديث الصحيحة - مرجع سابق ( 1 / 26 )..
( 12 ) رواة الدرامي في سننة - مرجع سابق - ( 2 / 131 ) .
( 13 ) للتوسع انظر: السفا ريني - مرجع سابق - ( 1 / 176 ) . وابن حجر - مرجع سابق (63112).
( 14) رواه الإمام مسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 21 ) - مرجح سابق - وأبو داود في كتاب الأدب في باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - , وابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا ثلاث - مرجع سابق ., وأخرجه أحمد في مسنده في باقي مسند المكثرين - مرجع سابق -والدارمي في كتاب الرؤيا باب الرؤيا ثلاث - مرجع سابق - والترمذي في كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي محمد صلي الله علية وسلم الميزان والدلو- مرجع سابق - .
( 15 ) للتوسع انظر: شرح ثلاثيات الإمام أحمد للسفاريني ( 1 / 177 ) - مرجع سابق - وشرح مسلم للنووي ( 15 / 18 ) - مرجع سابق - وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية , تحقيق شعيب وعبد القادر الأرئاؤؤط , نشر مؤسسة الرسالة , مكتبة المنار
الإسلامية , ط 13 , تاريخ 1406 ة ( 2 / 459 ).
ببساطة جواب هذا السؤال،
أن الرؤيا عبارة عن مجموعة من الرموز والرائي قد يختلف في القصّ عن الناقل،
فقد يكون الملمح الرئيسي في الرؤيا غير مهم من وجهة نظر الناقل ،
ولذا فالأفضل عندي قصّها من صاحبها
لقد ذكرتُ في أثناء حديثي عن قصة يوسف عليه السلام حين رأى رؤياه وهو غلام أن رؤياه تحققت بعد أربعين سنة،
وذكرت هناك دليلاً عن سلمان الفارسي
قال: (( كان بين رؤيا يوسف وعَبَارتها أربعون عاماً ))
وقد ذهب أكثر المعبرين بناءً على هذا الحديث إلى أنَّ حدّ الرؤيا الذي تنتهي إليه أربعون سنة
قال ابن حجر: ذكر البيهقي شاهداً لحديث سلمان الفارسي، عن عبد الله بن شداد
قال: (( كان بين رؤيا يوسف وعبارتها أربعون عاماً وإليها ينتهي أمر الرؤيا ))
ابن حجر (12_377 )
قلت: وهذا دليلٌ صريح في أنَّ أكثر وقت يمكن أن يتأخر فيه وقوع الرؤيا هو أربعون سنة، هذا هو الراجح وهو القول الأقوى،
وفي المسألة أقوال أخرى:
فقيل: خمساً وثلاثين سنة، وقيل: تسعين سنة، وقيل : اثنتين وعشرين سنة، وقيل : ثمانين سنة، وقيل: ثلاثاً وثمانين، وقيل: سبعاً وسبعين، وقيل: ثمانية عشر عاماً،
والأول وهو أربعين سنة هو الأقوى والله أعلم.
ورد في بعض الكتب أن من آداب الرؤيا ألا يقصها على امرأة أو بعد صلاة الصبح؟فهل هذا صحيح؟
نعم ورد هذا في بعض الكتب، ولكنه تخصيص غير صحيح،
فيجوز قص الرؤيا على النساء،
قال الإمام ابن حجر في الفتح في باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (12/439) :
فيه إشارة إلى ضعف ما أخرجه عبد الرزاق عن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض العلماء قامت على بعض المفاهيم الخاطئة كالاستعجال الذي يكون من المرأة وخشيتهم من تفسيرها الرؤيا تفسيراً غير صحيح،
أو قامت على بعض النظرات القاصرة للمرأة، ولا يخفى خطأ هذه النظرات،
وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قص بعض رؤاه على نساء كعائشة وخديجة رضي الله عنهما من نسائه، وكأمّ حرام، وقصة ابن عمر وكان يتمنى أن يريه الله رؤيا وحين رآها قصها على أخته حفصة
رضي الله عنهم أجمعين،
كل هذه النقول كافية لتوهين هذا القول، وهي نقول صحيحة خرجتها في حينه.
هل يمكن أن أقص الرؤيا على أحد المعبرين فيعبرها ، ثم أقصها على آخر فيعبرها بشكل مختلف تماما ؟
والجواب هو : نعم يمكن وقوع هذا الشيء . والسبب في هذا اختلاف الفهم ، والملكات ، والقدرات ، والتمكن ، بين معبر وآخر ، وعلم التعبير له أدواته التي بواسطتها ، يتم تعبير الرؤى ، وبحسب براعة المعبر من التمكن من هذه الأدوات ، يحكم عليه بالجودة أو عدمها . ولكي أوضح الصورة قليلا ، اضرب مثالا بالأطباء ، فبعضهم ينجح في تشخيـص الداء ببراعة ، في حين أن البعض يفشل في التعرف عليه ، مع تساويهم في المؤهلات العلمية ، ولذلك المعنى العميق للرؤيا قد لا يغوص إليه المعبر ، وقد يغوص إليه ببراعة ، إذا فالمعبرون بعضهم يجيد الغوص المسافات البعيدة ، وبعضهم لا يستطيع تجاوز الساحل ، وبعضهم يغاص ، لكن لمسافات قليلة ، فمن كانت قدرته أقوى ، وأعلى ، في العبور ، كان أشد براعة ، والعكس صحيح ، ولذا قال الملك لجلسائـه ( إن كنتم للرؤيا تعبرون ) يوسف/43 ، أي تصلون إلى نهايتها وتذكرون مآلها ، وعلماء اللغة يقولون :تجاوز الماء بسباحة أو سفينة أو غيرها يطلق عليه : العبور ، فكأن المعبر يعبر من ظاهر الرؤيا إلى باطنها ، وهذا هو الغوص الذي أعنيه
وقال جعفر الصادق إذا رأى الأنسان مناما ثم نسيه فيحسب اسمه ويجمع حروفه على حساب ابجد ويطرح من ذلك تسعة تسعة ويحفظ ما بقى منها فإن وجده زوجا فهو خيرا وإن وجده فردا فضده.
هل تقع الرؤيا الصادقة .و الصالحة من غير الرجل الصالح؟
الحقيقة أنه سؤال مهم وجوابه هو: أن الرجل الصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منه, بخلاف عكسه فان الصدق في رؤياه نادر لغلبة تسلط الشيطان عليه وقد جاء عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال:" الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة واربعين جزءأ من النبوة " متفق عليه(1).
وأخرج مسلم رحمه الله عن أبي هريرة عن النبي صلي الله علية وسلم قال: " اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب , واصدقكم حديثأ ، ورؤيا المسلم جزء من خمسة واربعين جزء من النبوة"(2).
قال النووي: قال الخطابي المراد إذا قارب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره وهذا أيام الربيع. وقيل المراد إذا قارب القيامة , والأول اشهر عند أهل الرؤيا , وجاء في حديث ما يؤيد الثاني والله أعلم أ. ة . والصدق أعظم أوصاف الأنبياء يقظة ومناما فمن تأسي بهم في الصدق حصل من رؤياه على الصدق.
قال المهلب : الناس على هذا ثلاث درجات :
أ - الأنبياء ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير.
ب - الصالحون , والأغلب على رؤياهم الصدق , وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير فتقع رؤاهم كما رؤاياها في المنام تماما .
ج - من عداهم . . يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث وهم ثلاثة أقسام:
1- مستورون , فالغالب استواء الحال في حقهم.
2 فسقة , والغالب على رؤياهم الأضغاث ويقل فيها الصدق , وقد عنون البخاري في صحيحه : باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك (3).
3 _ كفار , ويغلب على رؤاهم الأضغاث ويندر فيها الصدق جدا ويشير إلى ذلك حديث : " وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا" الذي أخرجه مسلم .
وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار, كما في رؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه الصلاة , قال تعالي : " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (يوسف: 36 ). وكما سبق عنون البخاري في صحيحه باب: رؤيا أهل السجون والفساد والشرك , ووقع في رواية : الشراب وهم أهل الشراب , والمراد الشراب المحرم , وورد أن الساقي قال ليوسف : رايت فيما يرى النائم أني غرست حبة فنبتت فخرج فيها ثلاث عناقيد فعصرتهن تم سقيت الملك فقال: تمكث في السجن ثلاثأ ثم تخرج فتسقيه على عادتك. فكان كما قال وخرج(4) وكذلك رؤيا ملكهما، قال تعالى: " وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (يوسف 43)
ومعني : عجاف مشتق من عجف والجمع عجاف وعجف والمراد ظهور العظام من الهزل.
وقد تخصص بعض العلماء الرؤيا التي تنسب الى جزء من أجزاء النبوة برؤيا المؤمن الصالح فقط لا الفاسق.
وقد سبق معنا قول القرطبي :
" المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حالأ حال الأنبياء , فأكرم بنوع مما أكرم به الآنبياء , وهو الاطلاع على الغيب. . وأما الكافر والفاسق والمختلط فلا , ولو صدقت رؤياهم أحيانأ فذاك كما يصدق الكذوب , وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة , كالكاهن والمنجم "(5) وقد تقدم لنا تعقب الامام محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله
على قوله: فليعلم.
لكن يجب التنبية هنا الى أن الرؤيا الصالحة التي تكون سببا لشرع بعض الأحكام مقيدة بما اذا وقعت في عهد رسول من الرسل فقط وأقرها» وأما لغيرهم من الناس فهي مبشرات أو منذرات , فقد يكون في تعبيرها بشارة لصاحبها من خيري الدنيا أو الاخرة , وقد يكون فيها تحذير له من نقص أو تقصير في عمله أو فى ديانته, وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) .
قال بعض السلف: " من وراي حجاب " أي في منامه فماذا طهرت النفس من الرذائل , انجلت مراة القلب , وقابل اللوح المحفوظ في النوم , وانتقش فيه من عجائب الغيب , وغرائب الدنيا. فمن الصديقين من يكون له في منامه مكالمة ومحادثة» ويأمره الله وينهاه في المنام , وقد سئل الرسول صلي الله علية وسلم عن قوله تعالى : "لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ "(6) فقال :
"هي الرؤيا الصالحة يرأها الرجل او ترى له" رواه الإمام أحمد(7) .
____________________
( 1 ) متفق عليه , انظر ابن حجر- مرجع سابق - ( 12 / 361 ) والنووي - مرجع سابق( 2315)
( 2 ) النووي - مرجع سابق - ( 15 2 )
( 3 ) ابن حجر - مرجع سابق - (38112)
( 4 ) المرجع السابق ( 12 / 382 ).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (37912)
( 6 ) يونس : 64 .
( 7 ) رواه الأمام أحمد 1731 ثلاثيات الأمام السفأريني - مرجع سأبق.
هل يختلف تعبير الرؤيا تبعاً لاختلاف بلاد الرائي؟
ج:نعم، يختلف التعبير تبعاً لاختلاف حال الرائي وهيئته كما ذكرنا، ويدخل في هذا صناعته، ومكانته، وديانته، وعمره...
والسؤال هنا عن البلد ومعرفته مهم في التعبير،
فالبلاد الحارة تختلف عن البلاد الباردة، والبلد البترولي الذي يعتمد على البترول، يختلف عن البلد الزراعي، والبلد الذي يعتمد عى مياه البحر وصيده يختلف عن البلد الذي يقع في الصحراء ويعتمد على صيد البر، والبلد ذو الطبيعة الجبلية يختلف عن البلد ذي الطبيعة المستوية..
فالبلد الصحراوية مثلاً رؤية الثلج لهم تعْبر بالرزق أو الخصب أو قدوم المطر.
ورؤية المزارع الخضراء لأهل البلد الزاعي قد تدل على البيع الوفير للمحاصيل، وسلامة المحصول من الآفات، وهي لغير أهل هذا البلد قد لا تكون بمثل هذا التعبير الدقيق بما يتعلق بالمحاصيل الزراعية. وهكذا،
وعادات البلد مهمة فلو رأى إنسانٌ في بلد أنه يمارس عادة بلده وهي مستنكرةُ عند المعبر فعلى المعبّر ألا يعجل ويسأل الرائي عن عاداته في بلده فربما هي حميدة في الوقت الذي يراها المعبر مستنكرة،
والعادات مرجعها إلى العرف السائد، وهو يختلف من بلد إلى آخر.
جاء الوعيد الشديد لمن كذب في منامه، وعقد البخاري في صحيحه
باب: مَن كذب في حلْمِه، وساق فيه حديثين:
الأول: حديث ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم
قال: (( مَن تَحَلَّم بحلم لم يَرَه كُلَّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومَن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يَفرُّون منه صُبَّ في أُذُنه الآنكُ يوم القيامة، ومَن صَّور صورةً عُذِّب وكُلِّف أن ينفخ فيها وليس بنافخ))
رواه أحمد والنسائي من رواية قتادة رضي الله عنه
وجاء في رواية أخرى عن أبي هريرة: (( من كذب في رؤياه)).
والثاني: حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (( مِن أفرَى الفِرى أن يُريَ عينُهُ ما لم ترَ ))، وفي رواية: (( ما لم يريا ))
ومعنى: أفرى الفرى أي أعظم الكذبات، والفِرَى جمع فرية وهي الكذبة العظيمة.
ومعنى: مَن تَحَلَّم أي مَن تكلّف الحُلْم هذا.
وتلاحظ من الحديثين شدة عذاب الكاذب في المنام؛ وسبب ذلك يوضحه لنا الإمام الطبري،
قال: إنما اشتد فيه الوعيد، مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه؛
إذْ قد تكون شهادةً في قتل أو حدّ أو أخذ مال؛
لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراهُ ما لم يَرَهْ، والكذب على الله أشدّ من الكذب على المخلوقين
لقوله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [ هود: 18 ]
وإنما كان الكذب في المنام كذباً على الله لحديث: (( الرؤيا جزء من النبوة))،
وما كان من أجزاء النبوة فهو من قِبل الله،
وأعود لكلمة: (الانك)؛ والانك هو الرصاص المذاب، يصب في أذنه لأن الجزاء من جنس العمل،
وهنا لا حظ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث
قال: ((من تحلَم بحلم )) وسماه حلماً ولم يسمِه رؤيا لأنه ادعى أنه رأى ولم ير شيئاً فكان كاذبا والكذب إنما هو من الشيطان،
والرسول صلى الله عليه وسلم قال مر بنا: (( الحلم من الشيطان ))،
وما كان من الشيطان فهو غير حق.
وهنا لا حظ تشابه عقوبة المصور وهي: (( فليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة...)) الحديث،
وعقوبة الذي يكذب في الحلم وهي: [ أن يعقد بين شعيرتين ]
ومعنى العقد بين الشعيرتين: أن يفتل إحداهما بالأخرى، وهذا عادة مستحيل،
والتشابه هنا بين المصور والكاذب في منامه :
أن الرؤيا خلق من خلق الله وهي صورة معنوية فأدخل بكذبه صورة لم تقع، كما أدخل المصوِر في الوجود صورة ليست بحقيقة، لأن الصورة الحقيقية هي التي فيها الروح،
فكلف صاحب الصورة اللطيفة - وهو الحالم - أمرا لطيفا وهو الاتصال المعبر عنه بالعقد بين الشعيرتين،
وكلف صاحب الصورة الكثيفة - وهو المصوِر - أمرا شديدا وهو أن يتم ما خلقه بزعمه بنفخ الروح،
ووقع وعيد كل منهما بانه يعذب حتى يفعل ما كلف به وهو ليس بفاعل ، فهو كناية عن تعذيب كل منهما على الدوام، إلاَ أن يرحمهما الله ، وهذا التشديد على الكاذب في حلمه لأنه كذب على جنس النبوة، والمُصوِّر نازع الخالق في قدرته
هل تفيد كتب تفسير الأحلام الموجودة لتفسير الرؤيا لصاحبها؟
هي تفيد المُعبّر في المقام الأول، حيث يستطيع بما وهبه الله من معرفه بأصول هذا الفن من استخراج التعبير المناسب لحالة الرائي، وأضرب هنا
مثالاً:
فالطبيب لو دخل إلى صيدلية مليئة بأنواع الأدوية فإنه يستطيع أخذ الدواء المناسب لحالة مريضه، لكن لو دخل المريض لهذه الصيدلية فقد يأخذ دواء لا يصلح لحالته، وقد يأخذ دواء يُسبب زيادة في حالة مرضية عنده.
ومثله المهندس الذي يستطيع أن يأخذ أدواته المناسبة وقد يصنع بها بيتاً، وقد يُصلح بها آلةً، وهكذا،
في حين أن هذه الأدوات عند صاحبها مثلاً ولا يستطيع أن يصنع منها شيئاً ذا فائدة.
وقفة: لا تساوم على أسرار السائلين:
هذه الوقفة المهمة موجهة للمعبرين الذين اءْتمنهم الناس على أسرارهم ووضعوا فيهم كامل ثقتهم، وقد يكون في رؤاهم أسرارٌ ومواضيع خاصة ولا يرغبون في كشفها، فالواجب كتمُ أسرارهم، وعدمُ إفشائها فالمستشار مؤتمن،
ولا يخفى أنَّ بعض الرؤى يلزم منها كشفُ بعض الأمور الخاصة للرائي، وقد يُخبر بعضُ السائلين ببعض أسرارهم ويكون فيها مثلاً مرضٌ نفسي، أو خطبةُ بنت، أو قطيعة رحم، أو مشكلةٌ خاصة بأحد الأبناء أو مشكلةٌ مع الوالدين، أو مشكلةٌ مع دَيْن، أو مع جهة حكومية...،
وهكذا القائمة تطول،
فالله الله في هؤلاء اكتموا عليهم أسرارهم، ومهما سُؤلتم عن هذه الرؤى فلا يخبروا بها أبداً،
ونصيحة لكل معبر: لا تساوم على أسرار السائلين.
هل تعبر الرؤيا بشكل واحد , أم تختلف حسب الزمان والمكان والهيئات ؟
مما ينبغي أن يفهمة المعبر وأن يعية جيدا ; أن الرموز قد تختلف حسب الزمان والمكان , ولذا فقد يعبر المعبر رؤيا في وقت أو مكان معينين بتعبير , ويعبر نفس الرؤيا بتعبير مختلف , بسبب اختلاف الزمان أو المكان , وهذا بالمناسبة يحصل كثيرا , وقد يعجب منة البعض من قليلي البضاعة في العلم .
كما أن صاحب الرؤيا ايضا لة دور في اختلاف التعبير ; حسنا أو سوء حسب صلاحة وعدالتة ونحو ذلك من أمور تتعلق بالرائي , ولعل مما يذكر هنا تأييد لما قلتة , قصة الطفيل حين خرج مع جيش المسلمين في قتال المرتدين في اليمامة , وكان معة ابنة عمرو بن الطفيل , قال الطفيل رضي الله عنة :
قال : وخرجت الي بعث مسيلمة ومعي ابني عمرو ، حَتَّى إذا كنت ببعض الطريق رأيت رؤيا ، رأيت كأن رأسي حلق ، وخرج من فمي طائر ، وكأن امرأة أدخلتني في فرجها ، وكأن ابني يطلبني طلبا حثيثا ، فحيل بيني وبينه ، فحدثت بِهَا قومي ، فقالوا : خيرا ، فقلت : أما أنا فقد أولتها ، أما حلق رأسي فقطعه ، وأما الطائر فروحي ، والمرأة الأرض أدفن فيها ، فقد روعت أن أقتل شهيدا ، وأما طلب ابني إياي ، فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة ، ولا أراه يلحق في سفره هَذَا ، قَالَ : فقتل الطفيل يوم اليمامة ، وجرح ابنه ، ثم قتل يوم اليرموك شهيدا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنة .
قال ابن القيم في "زاد المعاد " بعد القصة (3627) :
واما تعبيرة حلق رأسة بوضعة ,فهذا لأن حلق الرأس وضع شعره على الأرض وهو لا يدل بمجرده على وضع رأسه، فإنه دال على خلاص من همٍّ أو مرض أو شدة لمن يليق به ذلك، وعلى فقر ونكد وزوال رياسة وجاه لمن لا يليق به ذلك، ولكن في منام الطفيل قرائن اقتضت أنه وضع رأسه، منها: أنه كان في الجهاد ومقاتلة العدو ذي الشوكة والبأس. ومنها: أنه دخل في بطن المرأة التي رآها وهي الأرض التي هي بمنزلة أمه، ورأى أنه قد دخل في الموضع الذي خرج منه، وهذا هو إعادته إلى الأرض، كما قال تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم} طه : 155، فأول المرأة بالأرض إذ كلاهما محل الوطء، وأول دخوله في فرجها بعوده إليها كما خلق منها، وأول الطائر الذي خرج من فيه بروحه، فإنها كالطائر المحبوس في البدن، فإذا خرجت منه كانت كالطائر الذي فارق حبسه فذهب حيث شاء؛ ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة ",
اخرجة أحمد والنسائي ومالك . ومعني يعلق : أي يأكل ويرعي.
فتأمل كلام ابن القيم هذا وتعلم أن تعبر و تقيس كل رؤيا حسب صاحبها والزمن الذي رئيت فيه، وتأمل مدارسة الصحابة بعضهم البعض في علم تعبير الرؤى، لتعلم أن هذا علم يمكن تعلمه وتعليمه ولو خالفنا في هذا الرأي من خالفنا، والله أعلم.
ما لغة الرؤيا لدي ثنائي اللغة ؟
لغة الرؤى والأحلام تكون حسب لغات أصحابها، فمن يتحدث العربية سيقص عليك ما رآه في نومه بالعربية، ومن يتحدث لغة أخرى؛ كالإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، فسيقص عليك رؤيته بها.
ولكن السؤال هنا/ من يتحدث لغتين أو أكثر فبأيهما سيحلم؟ وبأي لغة سيقص ما رآه؟
من وجهة نظري أن ما يراه الإنسان من هذه الفئة، ممن يتحدث بأكثر من لغة، فسيقص الرؤيا باللغة التي يمارسها أكثر في وقت الرؤيا، او يعيش في مجتمعها في وقت الرؤيا، وأما الرؤيا نفسها فهو يرى صورا ورموزا بواسطة ملك الرؤيا، فيصورها له، ومن ثم يقوم الرائي بنقلها وإخراجها وقت قصه للرؤية حسب لغته التي كان يتحدث بها ويستعملها.
ولكن وجد من الناس من رأى في المنام من يتحدث معه بلغة غير مفهومة، وهذا تفسيره في رأيي يعود لعدة تعليلات أو تفسيرات، منها أنه سيلتقي بهذا الإنسان صاحب اللغة الأجنبية، أو سيجيد اللغة هذه، أو سيسافر لبلد اللغة هذه، أو أنه يفكر بالسفر لبلد أجنبي.
والخلاصة أن ما نراه له معان متعددة، وعملية إخراجه من صاحب المنام، للمفسر تختلف من إنسان إلى آخر، من حيث الاسلوب والصدق والتهويل والتعظيم، وأيضا يختلف من حيث اللغة التي يتحدث بها صاحب المنام أو الرؤيا
يقول صلى الله عليه وسلم (( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ....)) _ الحديث _ (الفتح _ 12/406 )
جوابه في قوله: (( وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ))
فهناك علاقة قوية، لأن من كثر صدقه تنوّرَ قلبهُ وقويَ إدراكُه فترسخ فيه المعاني على وجه الصحة هذا سبب،
والسبب الثاني: أنَّ مَن كان غالب حاله الصدق في اليقظة استصحب ذلك في نومه فلا يرى إلاَّ صدقاً وهذا بخلاف غيره كالكاذب أو الذي يَخْلِطُ الصدقَ بالكذب، فإنه يؤثر هذا الكذب على قلبه فيَفْسُد ويُظْلم فلا يرى إلاَّ تخليطاً وأضغاثاً، وهذا قد يأتي ما يخالفه أحياناً وإن كان نادراً فيرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، كما وضحنا من رؤية الملك، والصحابي الذي رأى رأسه قطع، كما وضحنا من رؤية الملك، والصحابي الذي رأى رأسه قطع ويعدو أمامه، لكن ما ذكرته هنا هو الأغلب، والله أعلم
ولذلك والله أعلم، فصدر هذه الأمة أحسن حالاً وأقوالاً ولذا كانت رؤاهم لا تكذب ثم الذين من بعدهم قلّ عندهم الدِّين والتمسك بالفضائل وهؤلاء أصدقهم حديثاً، والله أعلم.
وقد سبق أن قلنا: أنَّ المراد بتقارب الزمن، أي قربه من يوم القيامة، والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان هي: أنَّ المؤمن في ذلك الوقت يكون غريباً كما في الحديث:
(( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً )) _ أخرجه مسلم،
( أنظر شرح مسلم للنووي _2/176)
وفيه يقلُّ أنيسُ المؤمن ومُعينُه في ذلك الوقت، فيكرم بالرؤيا الصادقة
( ابن حجر _12/206 )
فتكون له تسليةً وأنيساً مع غلبة الكفر والجهل وقلّه عدد المؤمنين.
وردت هذه العبارة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيها إشارة إلى عدم القطع بوقوع الرؤيا ،
فهي تعني عدم الجزم ،
ولذا كان السلف كثيرا ما صدروا تعبيرهم للرؤى بهذه العبارة : إن صدقت رؤياك .
هل يمكن لغير المسلم ؛ كاليهودي أو النصراني ، أن يعبر الرؤيا أو يفسرها ، أم أن هذا العلم خاص بالمسلمين فقط ....؟
جوابنا على هذا السؤال هو أننا يجب أن نعلم شيئا مهما ، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال في الصحيح : { لم يبق من النبوة إلا المبشرات . قالوا وما هي يا رسول الله ؟ قال الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرا له . } ، فقد وضع الأصل للرؤيا ، وهو ديني في المقام الأول ؛ لأن من قال هذا الكلام ، ثبت أنه يعبر الرؤيا مستعينا بالقرآن الكريم ، والقرآن هو كلام الله المعجز في كل زمان ومكان ، ولذا غالبا ما يكون في بعض الرؤى بعضا من الأمور المغيبة ، التي إن استعنا بالقرآن في فك رموزها نرى الصدق والتحقق فيها .
وكذلك ثبت أنه يعبر الرؤيا من خلال الوحي الثاني ؛ وهو السنة المطهرة ، والتي صارت مرجعا للمعبرين بما حوته من الأمثال النبوية ، وصاحبها وصفه الله بقوله : [ إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى ] . ومن يرجع في تعبيره إلى واحد من هذين المصدرين ، فإنه يبرع أيما براعة ، ولكن هناك تعبير باستخدام أمور أخرى أو بالاستعانة بأمور أخرى ، كالاستعانة بالفراسة ، أو بمعرفة حال الرائي عن قرب ، أو الاستعانة بمعرفة أحوال المجتمع ، وهذه يمكن لغير المسلم القيام بها ، ولكن لا أحبذ تسميته تعبيرا للرؤيا ، وإنما تحليلا للمجتمع أو الشخصية ، أو دراسة لها ، وهذا لكون التعبير فتوى وتسميتها لها منطلق قرآني ، أو ديني ، وينزه عنه غير المسلم ، كما لا يجوز التجرؤ عليها من غير المسلمين ، ولو مسمى فقط .
كما أنه لابد من معرفة الأدوات الرئيسية للتعبير ، وهما القرآن والسنة في المقام الأول ، وهذه قد لا تكون متوفرة لغير المسلم ، ولا يرجع لها غير المسلمين . وقد ذكرت بعض المراجع وأثبتت وجود بعض المعبرين من غير المسلمين وقسمتهم أقساما ، ومنها :
1/ المعبرون من الفلاسفة ، مثل : أفلاطون ، وبطليموس .
2 / المعبرون من الأطباء ، مثل : جالينوس ، وأبقراط .
3 / المعبرون من اليهود ، مثل : حيي بن أخطب ، وكعب بن الأشرف .
4 / المعبرون من النصارى ، مثل : حنين بن إسحاق ، وأبو مَخلد .
5 / المعبرون من المجوس ، مثل : كسرى أنو شر وان ، وكشمور ، وهرمز .
6 / المعبرون من مشركي العرب ، مثل : أبو جهل ، وأبو طالب ، وعبد الله بن أبي .
7 / المعبرون من الكهنة ، مثل : سطيح ، وأبو زرارة ، وعوسجة .
8 / المعبرون من السحرة ، مثل : عبد الله بن هلال ، وقرط بن زيد الأبلي .
ولكن يلاحظ من تتبع تعبيرات هؤلاء ، اعتمادهم على أمور لا علاقة لها بالقرآن أو السنة في التعبير ، بل تراهم يعتمدون على الكهانة ، أو الجن ، أو السحر بأنواعه ، وغيرها من طرق محاولة معرفة الغيب المحرمة .
أهل الملل السابقة هل يهتمون بالأحلام ؟
نعم جاء ما يدل على هذا ؛ ومن ذلك : جاء في سفر التكوين : إصحاح/8:40 ،ص:66 ما يلي: قال يوسف لصاحبي السجن :[ أليست لله التعابير قصا علي ] . وجاء في تعبير يوسف للملك قوله : [ أن الحلمين حلم واحد . وتكرر لأن الأمر مقرر من قبل الله ، والله مسرع ليصنعه]، سفر التكوين :إصحاح /32:41 ، ص:69 . وهناك غيرها كثير من النقول ولكن هذه نماذج ،، والله أعلم.
هذا السؤال يتم طرحه علي باستمرار ، ويهمني جدا أن أوضح ما غمض فيه على كل سائل ؛ ليعلم الجميع أننا ننطلق من منطلقات ثابتة راسخة ، وأننا نتحدث - إن شاء الله – عن علم ، ولا شك أن هذا العلم ذو هوية شرعية ، ويختلف عمن يفسر الرؤى ، أو الأحلام ، من منطلقات نفسية محضة ، وهو أسلوب موجود ، وبكثرة ، بخاصة عند المعالجين النفسيين وفقهم الله ونفع بهم .
وأقول هنا : إن ما رؤي في شدة الحر يختلف عما رؤي في شدة البرد فالنار في الأول مذمومـة ، وفي الثاني محمودة ، وكذلك عند التعبير تكون النار محمودة شتاءا ، ومذمومة صيفا في الغالب .
وهي شتاءا تقرب ويتجمع الناس من حولها وتكون أنيسا لهم ، في حين أنها تُبعد في الحر ، كذلك الثمار أيضا ، رؤيتها تؤكل في وقت نضجها محمود جدا ، والتعبير مبشر بخير للرائي ، أما إن رؤيت تؤكل في غير أوان نضجها ، فقد تكون الرؤيا ذات دلالة سيئة للرائي ، وقد جرت العادة أن أكل الثمار يكون سائغا ، ومفيدا في وقت نضجها لكن يجب أن يعلم أنه قد يختلف التعبير هنا كليا ، حسب حال الرائي ، أو مهنته ، أو جنسه ، أو عمره مثلا ، وهكذا من رأى أنه يلبس ملابس الشتاء في وقت الشتاء أحسن في التعبير ممن رأى أنه يلبسها في وقت الحر الشديد ، ومن رأى أنه يحج في وقت الحج مثلا يختلف عمن رأى أنه يحج في غير وقته.
وهكذا تلحظ سبب السؤال عن وقت الرؤيا للمعبر ، ولكن أحيانا لا يكون في الرؤيا ما يدعوني للسؤال عن وقتها فلا أسأل ، أو يكون في ألفاظ الرائي دلالة أغنتني عن السؤال ، َفلتُعلم هذه المسألة
ما السبب في الحاح كثير من المعبرين في معرفة أسماء من يردون في الرؤيا ؟
هذا سؤال مهم، وله تعلّق بالسائل كذلك؛ لأنَّ بعض السائلين أو السائلات قد يُحرج عند السؤال عن الأسماء، ولا أدري لِمَ هذا الحرج والمسألة لا تعدو كونها حُلْماً؟
ومن حيث السبب فسبب السؤال من المعبرين وجيهٌ لعلاقة الجواب بالتعبير فالأسماء لها علاقة وتؤثر سلباً أو إيجاباً بتعبير الرؤيا،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه التفاؤل من دلالة بعض الأسماء في الحقيقة، بل أمر بتغيير بعض الأسماء إلى أخرى أحسن دلالة ومعنى، وهذا ورد من طرق صحيحة عنه صلى الله عليه وسلم، ومن حيث التعبير فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم بسند فيه ضعف في سنن ابن ماجه بسنده عن أنس بن مالك قال:
قال صلى الله عليه وسلم ((اعتبروها بأسمائها، وكنوها بكُنَاها، والرؤيا لأول عابر))
رواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب علام تعبر به الرؤيا
والمراد بقوله: اعتبروها بأسمائها، أي اشتقوا من الأسماء التي وردت في الرؤيا تأويلها، فتكون الأسماء التي رُئيت عبرةً وقياساً،
كأن يرى رجلاً يسمى سالماً فيُأول بالسلامة، أو غانماً فيأول بالغنيمة، أو اسمه متعب فيأول بالتعب،
أو يرى غرباً فيأول بالرجل الفاسق لتسميته في الحديث فاسقاً وهكذا.
والمراد بقوله: (( كنوها بكناها ))،
أي مثّلوا لها مثالاً إذا عبر تموها، مشتق من قوله: كنّيتُ عن الأمر وكَنَوْتُ عنه إذا ورَّيتَ عنه بغيره
وهذا الحديث ذكره العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
في ضعيف سنن ابن ماجه [ ص315_ ح849]
ورمز له بقوله: ضعيف، وقال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي _ محقق سنن ابن ماجه _ بعد أن ساقه بسند ابن ماجه، في الزوائد: في إسناده يزيد بن أبان الرقاشيّ، وهو ضعيف،
وعلى كل حال فقد لا حظنا في حديثنا عن أمثلة لبعضٍ من الرؤى التي عبرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان يَعْبُر بعض الرؤى مستعيناً بدلالة الأسماء في بعض الرؤى مما يؤكد على صحة نهج بعض المعبرين إذا سألوا عن الأسماء أحيانا،
ومن ذلك حديث: أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع)) , فاتينا رطب ابن طاب – وهو رجل من أهل المدينة – وذكرت نص الحديث وتخريجة في (ص 50 ) , وأوضحت أن الرسول صلي الله علية وسلم أول عقبة بالعاقبة ورافع بالرفعة , وهو من اشتقاق الاسماء كما هو بين .
(ان كنت تراها أفضل اجابة اضغط)
{{#dreams}}
تفسير حلم {{{title}}} [تفسير {{writer}}({{voto}}صوت])