البزر
كل نوى يلقى في الأرض فهو ولد ونسب إلى ذلك النوع. وأما البزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنها كتب يستخرج منها الزهد والورع. والبزور في المنام نسل صالح. وبزر القثاء والقرع والبطيخ زوال الهم والنكد والبرء من الأسقام، وبزر الباذنجان والسلق والبصل والكرنب أرزاق. وبزر الريحان دليل على الشفاء من الأمراض.
إذا حلمت برؤية شروق الشمس الساطعة فإن هذا ينبئ بأحداث سعيدة وأفراح وازدهار الأحوال ومستقبل باسم. إذا رأيت الشمس في وقت الظهر فهذا يدل على نضوج طموحاتك التي سوف تتحقق قريباً وعلى السلام والرضى اللذين ستعيشهما. إذا رأيت غروب الشمس فإن أفراحك وثروتك سيكونان في أحسن حال. يتحتم عليك الانتباه إلى مصالحك والحذر. أما رؤية الشمس وراء الغيوم فتدل على أنك عرضة لهجوم المشاكل والصعوبات لكن الفرح قريب منك. إذا رأيت الشمس في وضع الخسوف فاعلم أن أوقاتاً صعبة خطرة في انتظارك لكنك ستجتازها وتصبح أحوالك العائلية وتجارتك أفضل مما كانت عليه.
يأكل اللبان، فإنَّ اللبان بمنزلة بعض الأدوية. ولو يرى أنّه يمضغ اللبان والعلك فإنّه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك.
الشمس
هي في المنام الملك الأعظم أو الخليفة أو الأب أو الأمير. ومن رأى أنه تحول شمساً فإنه يصب ملكاً. وإن أصاب شمساً معلقة بسلسلة ولي ولاية وعدل فيها. وإن قعد في الشمس ودنا منها فإنه ينال من ملك نعمة ومالا، وقوة وتأييداً، فإن أضاء شعاعها فإنه يُرزَق علماً يُذكرَ به في الخافقين. وإن رآها صافية منيرة وكان والياً نال قوة في ولايته، وإن طلعت في بيته تزوج، وإن رأتها امرأة تزوجت، وإن رآها تاجر ربح في تجارته. وضوء الشمس هيبة الِملك وعدله. وإن رأى الشمس تكلمه أصاب رفعة من الخليفة، وكذلك القمر. وإن رأى الشمس طلعت على رأسه فإنه ينال أمراً جسيماً، وإن طلعت على قدميه نال زراعة كثيرة، وإن رأى أنها طلعت على بطنه أصابه البرص، فإن بزغت على صدره فإنه يمرض. ومن رأى أن الشمس غابت وهو خلفها يتبعها فإنه يموت. وإن رأى الشمس قد خرج منها نار فأحرقت النجوم حولها فإن الملك يطرد حاشيته. فإن رأى أن الشمس احمرت فهو فساد في مملكته، فإن رأى أنها اصفرّت فإنه يمرض، فإن اسودت فإنه يُغلب. فإن رأى أنها غابت فالأمر الذي يطلبه قد انقضى. فإن غدر بالشمس فإنه يغدر بالملك. وإن سقطت الشمس على الأرض مات أبوه. وإن رأى أن الشمس طلعت في الدار فإنه ينال عزاً وكرامة وشرفاً وجاهاً. ومن رأى أنه ابتلع الشمس فإنه يموت. وإن رأى الشمس تغيرت عن حالها فتقع فتنة. وإن رأى أن الشمس تطلع من المغرب فإن ذلك يدل على ظهور الأشياء الخفية، وإن كان مريضاً فإنه يُشفَى، وإن كان في سفر فإنه سيعود. وإذا رأى الإنسان أن الشمس مظلمة فإنه دليل رديء لجميع الناس، فيدل على البطالة أو المرض أو الشدة. وإن رأى الشمس تنزل في فراشه وتهدده فإنها تدل على مرض شديد. ومن رأى أن الشمس قد نشرت عليه أنواراً فإنه يصحب الخليفة. وحر الشمس إذا اشتد وأصابه ناله هم من السلطان. وإن رأى أنه يهرب من الشمس فإنه يفرّ من زوجته أومن سلطان أو من مكروه. وإن رأى سحاباً غطى الشمس حدث للملك حادث. وإذا طلعت الشمس على الأرض فهو دليل قحط أو احتراق. وربما كانت الشمس عالماً يُهتدَى به. وإن رأى بها كسوفاً أو تراكم عليها الغبار أو الدخان كان ذلك دليلاً على حادث من مرض أو هم أو غم أو كرب. وربما دلّ مغيبها على إعادة السجين إلى السجن بعد خروجه. ومن رأى شمساً وقمراً في جميع الجهات أصابه هم أو خوف أو هزيمة. ومن رأى أنه سجد للشمس أو للقمر فإنه يرتكب إثماً عظيماً. وربما دلّت الشمس على الأرزاق والهدى واتباع الحق والشفاء من الأمراض، وربما دلّت على السفر. وربما دلّت الشمس على من سمي بها كشمس الدين، كالبدر يدل على بدر الدين. ورؤية الشمس والقمر والنجوم دليل على البلاء أو السجن أو الحسد من الأهل. ورؤية الشمس تدل على السراج لقوله تعالى: (وجعل الشمس سراجاً). وطلوع الشمس من مغربها دليل على الخوف والجزع وتسلط السلطان على الرعية أو قدوم الغائب أو الردة عن الدين وفسق التائبين. ومن رأى أن الشمس أحرقت الزراعة أو أضرّ حرها بالناس دلّ ذلك على أمراض ووباء وظلم من الأكابر. انظر أيضاً القمر.
ومن رأى من أشراط القيامة شيئا مثل النفخ في الصور وطلوع الشمس من المغرب وخروج الدابة أو نحو ذلك فإن تأويله فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون، وينبغي للرائي أن يتوب وخروج الدجال رجل ذي بدعة وضلالة يظهر في الناس، والنفخ في الصور طاعون أو إنذار السلطان في بعث أو غيره أو قيامة تكون في البلد أو سفر عام إلى الحج والحشر ومجئ الله تعالى لفصل القضاء واجتماع الخلق للحساب عدل من الله تعالى يكون في الناس بإمام عادل يقدم عليهم أو يوم عظيم يراه الناس ويشهدونه.
سورة الشمس
من قرأها أو قرئت عليه كما قال نافع وابن كثير أنه يحل في بلد مع سلطان عادل، أو يرزق النصر والظفر في سائر الأشياء، وقيل: يرزق ولدا صالحا، ويكون أمنا في دنياه، غير خائف في أخرته.
نظارة شمسية
إذا حلمت بنظارة شمسية فإن هذا يحذرك من أصدقاء ذوي سمعة سيئة سوف يتوددون إليك لتقرضهم أموالك بحماقة. إذا حلمت فتاة بنظارة شمسية فإن هذا يعني أنها سوف تصغي إلى تحريض سوف يفسد حظها.
ومن رأى كأنّه يأكل الخبز مع الجبن، فإنّه معاشه بتقدير، وقيل: من أكل الخبز مع الجبن، أصابته علة فجأة. والمصل قيل هو دين غالب لحموضته، وقيل هو مال نام، يقوم قليله مقام كثير من الأموال، يناله بعد كد. والأقط مال عزيز لذيذ.
الشمس: في الأصل الملك الأعظم، لأنها أنور ما في السماء من نظرائها، مع كثرة نفعها وتصرف كل الناس في مصالحها، وربما دلت عن ملك المكان الذي يرى الرؤيا فيه، وفوقه أرفع منه تدل السماء عليه، وهو ملك الملوك وأعظم السلاطين، لأن الله سبحانه وتعالى ملك الملوك وجبار الجبابرة ومدير السماء ومن فيها والأرض ومن عليها. وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا، إذا رآها خاصة دون الجماعة والمجامع، كأميره وعريفه أو أستاذه أو والده، أو زوجها إن كانت امرأة، وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو ابنته، أو أمه أو زوجة الرائي، أو أمه أو ابنته، أو جمالها. والشعراء يشبهون جمال العذارى بالشمس في الحسن والجمال. وقد قيل أنها كانت في رؤيا يوسف عليه السلام دالة على أمه، وقيل بل على خالته زوجة أبيه، وقيل بل على جدته، وقيل بل كانت دالة على أبيه والقمر على أمه،كل ذلك جائز في التعبير، فإن دلت الشمس على الوالد فلفضلها على القمر بالضياء والإشراق، وإن دلت على الأم فلتأنيثها وتذكير القمر، فما رؤي في الشمس من حادث، عاد تأويله على من يدل عليه ممن وصفناه على أقدار الناس ومقادير الرؤيا ودلائلها وشواهدها. وإن رؤيت ساقطة إلى الأرض، أو ابتلعها طائر، أو سقطت في البحر أو احترقت بالنار وذهبت عينها، أو اسودت وغابت في غير مجراها من السماء، أو دخلت في بنات نعش، مات المنسوب إليها. وإن رأى بها كسوفاً أو غشاها سحاب و تراكم عليها غبار أو دخان حتى نقص نورها، أو رؤيت تموج في السماء بلا استقرار، كان ذلك دليلاً على حادث يجري على المضاف إليهِا، إما من مرض أو هم أو غم أو كرب أو خبر مقلق، إلا أن يكون من دلت عليه مريضاً في اليقظة، فإن ذلك موته، وإن رآها قد اسودت من غير سبب غشيها ولا كسوف، فإن ذلك دليل على ظلم المضاف وجوره، أو على كفره وضلالته وإن أخذها في كفه أو ملكها في حجره أو نزلت عليه في بيته بنورها وضيائها، تمكن من سلطانه وعز مع ملكه، إن كان ممن يليق به ذلك، أو قدوم رب ذلك المنزلة إن كان غائباً، سواء رأى ذلك ولده أو عبده أو زوجته، لأنه سلطان الجميع وقيم الدار، وإلا ولدت الحامل ان كانت له جارية أو غلاماً يفرق بين الذكر والأنثى بزيادة تلتمس من الرؤيا، مثل أن يأخذها فيسترها تحت ثوبه، أو يدخلها في وعاء من أوعيته، فيشهد بذلك فيها بالإناث المستورات، ويكون من يدل عليه جميلاً مذكوراً بعلم أو سلطان. وإن كانت في هذه الحال مظلمة ذاهبة اللون، غدر بالملك في ملكه، أو في أهله، إن لاق ذلك به وإلا تسور عليه سلطان، أو عداه عليه عامل، أو قدم غائب، أو مات من عنده من المرضى، والحوامل سقط جنينها، أو ولدت ابناً يفرق بين هذه الوجوه، بزيادة الأدلة.
وإن رآها طالعة من المغرب أو عائدة بعد غروبها أو راجعة إلى المكان الذي منه طلوعها، ظهرت آية وعبرة يستدل على ما هيأتها بزيادة أدلتها. وربما دل ذلك على رجوع المنسوب إليها عما أمله من سفر أو عدل أو جور، على قدر منفعة طلوعها ومغيبها، وأوقات ذلك. وربما دل على نكسة المنسوب إليها من المرضى، وربما دل مغيبها من بعد بروزها لمن عنده حمل، على موت الجنين من بعد ظهوره. وربما دل على قدوم الغائب من سفره والأموال العجيبة، وربما دل مغيبها على إعادة المسجون إلى السجن بعد خروجه، وربما دل على من أسلم من كفره، أو تاب من ظلمه على رجوعه إلى ضلالته. وإن رأى ذلك من يعمل أعمالاً خفية صالحة أو رديئة، دل على سترته وإخفاء أحواله، ولم تكشف أستاره لذهاب الشمس عنه، إلا أن يكون ممن أهديت إليه في ليلته زوجة، أو اشترى سرية، قال الزوجة ترجع إلى أهلها، والسرية تعود إلى بائعها. وقد يدل أيضاً طلوعها من بعد مغيبها لمن طلق زوجته على ارتجاعها، ولمن عنده حبلى على خلاصها، ولمن تعذرت عليه معيشته أو صنعته على نفاقها، وخاصة إن كان صلاحها بالشمس كالقصار والغسال وضرائب اللبن وأمثال ذلك، ولمن كان مريضاً على موته، لزوال الظل المشبه بالإنسان مع قوله تعالى: " ثمَّ جَعَلْنا الشّمْسَ عليْهِ دليلاً ثَمّ قبَضْناهُ إليْنا قَبْضَاً يَسيرا " ولمن كان في جهاد أو حرب، على النصر، لأنها عادت ليوشع بن نون عليه السلام في حرب الأعداء له، حتى أظهره الله عليهم، ولمن كان فقيراً في يوم الشتاء، على الكسوة والغنى، وفي يوم الصيف على الغم والمرض والحمى والرمد.
وجلوس الميت في الشمس في الصيف دلالة على ما هو فيه من العذاب والحزن، من أجل مصاحبة السلطان، أو من سبب من نزلت الشمس عليه على قدره وناحيته.
ومن رأى أنه تحول شمساً، أصاب ملكاً عظيماً على قدر شعاعها. ومن أصاب شمساً معلقة بسلسلة، ولي ولاية وعدل فيها. وإن قعد في الشمس وتداوى فيها، نال نعمة من سلطان، ومن رأى أن ضوء الشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب، فإن كان أهلاً للملك نال ملكاً عظيماً، وإلا رزق علماً يذكر به في جميع البلاد، ومن رأى أنه ملك الشمس أو تمكن منها، فإنه يكون مقبول القول عند الملك الأعظم. فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه، فإن كان والياً نال قوة في ولايته، وإن كان أميراً نال خيراً من الملك الأعظم، وإن كان من الرعية رزق رزقاً حلالاً، وإن كانت امرأة رأت من زوجها ما يسرها. ومن رأى الشمس طلعت في بيته، فإن كان تاجراً ربح في تجارته، وإن كان طالباً للمرأة أصاب امرأة جميلة، وإن رأت ذلك امرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها.
وضوء الشمس هيبة الملك وعدله، ومن كلمته الشمس نال رفعة من قبل السلطان، ومن رأى الشمس طلعت على رأسه دون جسده، فإنه ينال أمراً جسيماً ودنيا شاملة. وإن طلعت على قدميه دون سائر جسده، نال رزقاً حلالاً من قبل الزراعة، فإن طلعت على بطنه تحت ثيابه والناس لا يعلمون، أصابه برص، وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه. ومن رأى بطنه انشق وطلعت فيه الشمس، فإنه يموت، فإن رأت امرأة أن الشمس دخلت من جربانها وهو طوقاً ثم خرجت من ذيلها، فإنها تتزوج ملكاً ويقيم معها ليلة، فإن طلت على فرجها، فإنها تزني، وإن رأى أن الشمس غابت كلها وهو خلفها يتبعها، فإنه يموت، فإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسير ولم تغب، فإنه يكون أسيراً مع الملك. فإن رأى الشمس تحولت رجلاً كهلاً، فإن السلطان يتواضع للهّ تعالى ويعدل وينال قوة، وتحسن أحوال المسلمين، فإن تحولت شاباً، فإنه يضعف حال المسلمين ويجور السلطان. فإن رأى ناراً خرجت من الشمس فأحرقت ما حواليها، فإن الملك يهلك أقواماً من حاشيته، فإن رأى الشمس احمرت، فإنه فساد في مملكته. فإن رآها اصفرت، مرض الملك. فإن اسودت يغلب، وتتم عليه آفة. فإن رأى أنها غابت فاته مطلبه.
من رأى أنه قبض الشمس في السماء بيده أو جعلها في ملكه أو صار شمسا أو صار في مكانها أو أخذ من ضوئها يحصل له السلطنة إن كان يليق به ذلك وإلا يحصل للرائي عظمة وأبهة على مقداره ويتقرب عنده أو يتوب عنه.
ومن رأى أنه أخذ الشمس بيده لكن لا من السماء ولا نور لها ولا شعاع وأنها لم تكن مظلمة يحصل له الفرج من الغموم وإن كانت مظلمة ولم يكن في مكان يحتاج السلطان إلى الرائي في أمر من الأمور.
ومن رأى الشمس مضيئة قد طلعت في بيته خاصة يخطب امرأة من أقاربه وإن رآها طلعت في بيت غيره يخطب امرأة من الأجانب وفي كلاهما يحصل له خير ومنفعة من أهل تلك المرأة.
سورة الشمس من قرأها فإنه يفسد على يده بعض الأشغال.
وقال الكرماني إنه يتوب وينعم على فعله وقيل يكون ميله للعلماء.
وقال جعفر الصادق يكون ذا فهم وحذق عالماً عاملاً.
والسائس رجل صاحب رأي وتدبير. ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال. ومن رأى كأنّه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلدة، لقوله تعالى: " كُلُوا مِنْ رِزَقْ رَبِّكُم واشْكُروا لَهُ بَلْدَةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌ غَفُورٌ " .
ومن أكل شيئاً من المواعين والمستخدمات: أكلاً لا ينقص المأكول، أكل من عمله أو من مال من يدل عليه من الناس. وإن أكله كله، باعه وأكل ثمنه. وإن أكل من حيوان أو جارح، أفاد منه أو ممن يدل عليه، أو من كده وسعيه. وإن لم ينقصها أكله، اغتاب من يدل عليه من الناس.
إن رأى أنّه جمل القرع نيئَاً: على غير ما وصفت، فهو يصيبه فزع من الجن والإنس، أو يقاتل إنساناً يقارعه بالمنازعة في حرب، أو كلام صخب يكون فيها بينهما، وإنّما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل، وكانا يأخذان فيه بالأسماء ومعانيها ويتأولانه، فلذلك دار أكل القرع الطري النيء شبيهاً في الأسماء بالقارعة، وهي الفزع الأكبر، ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤذيه، وإنما اشتق تأويل شجرة القرِع وورقه بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت راجعاً إلى بلاده بالموصل وقومه، واستأنس من وحشته.
وحدث مقاتل، أنّ نبياً من بني إسرائيل شكا إلى الله ذهاب ذهنه، فأمره أن يأكل الدباء مطبوخاً وهو القرع وهو اليقطين، فلذلك صار القرع مطبوخاً رجوع ذهن صاحبه إليه.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل رئة فإن كانت مشوية وهي لحيوان يؤكل لحمه فإنه حصول مال بمسرة، وإن كانت لمن لا يؤكل لحمه فإنه مال حرام وقيل الرئة رأي الانسان.
رأى أنّه يأكل القرع: مطبوخاً قطعاً لا يخالطه شيء ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل، أو مما يكره نوعه في التأويل، لأنّ التوابل هم وحزن، إذا كان يأكل من القرع مطبوخاً لم يتغير عن طعمه، فهو يرجع إليه شيء قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه، أو من قومه أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه، أو قرة عين فاتته ترجع إليه، أو اجتماع شمل كان تفرق عنه، أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه، ويرجع إليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ، على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته، وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه فيما يرجع إليه من تلك النعم أضعف وأشد.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى الشمس تدور حول السماء وهو ناظر إليها فإنه يكون مرشداً للملك يقتدى برأيه وربما كانت الشمس أميرا عظيم المزية توليته عن الخليفة وربما كانت امرأة جميلة أو جملة من الذهب.
ومنازعة الشمس الخروج على الملك، ونقصان شعاع الشمس انحطاط هيبة الملك. فإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر، فإنه يخرج على الملك خارجي، فإن تبع النصف الباقي النصف الذاهب وانضما وعادت شمساً صحيحاً، فإن الخارجي يأخذ البلد كله، فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت شمساً كما كانت عاد إليه ملكه وظفر بالخارجي. فإن صار كل واحد من النصفين شمساً بمفرده، فإن الخارجي يملك مثل ما مع الملك من الملك، ويصير نظيره، ويأخذ نصف مملكته. فإن رأى الشمس سقطت، فهي مصيبة في قيم الأرض أو في الوالدين. فإن رأى كأن الشمس طلعت في دار فأضاءت الدار كلها، نال أهل الدار عزة وكرامة ورزقاً.
ومن رأى أنه ابتلع الشمس، فإنه يعيش عيشاً مغموماً. فإن رأى ذلك ملك مات.
ومن أصاب من ضوء الشمس، أتاه الله كنزاً ومالاً عظيماً. ومن رأى الشمس نزلت على فراشه، فإنه يمرض ويلتهب بدنه. فإن رأى كأنه يفعل به خير، دل على خصب ويسار، ويدل في كثير من الناس على صحة. ومن أخذت الشمس منه شيئاً أو أعطته شيئاً، فليس بمحمود. ومن دلائل الخيرات أن يرى الإنسان الشمس على هيأتها وعادتها، وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار. ومن وجد حر الشمس فأوى إلى الظل، فإنه ينجو من حزن. ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره، لأن البرد فقر. ومن استمكن من الشمس وهي سوداء مدلهمة، فإن الملك يضطر إليه في أمر من الأمور.
وحكي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكواكب، فكان شطر مع الشمس، وشطر مع القمر. فقص رؤياه على عمر بن الخطاب رضي اللهّ. فقال له: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر. فقرأ عمر: " فَمَحَوْنَا آيَةَ الليّلِ وَجَعَلْنا آية النّهارِ مُبْصِرَة " . وصرفه عن عمل حمص، فقضي أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل.
ومن رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها، وكان لها نور وشعاع، فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء. فإن لم يكن نور، فلا خير فيه لصاحب الرؤيا. فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه، فإن والديه راضيان عنه. فإن لم يكن لهما شعاع، فإنهما ساخطان عليه. فإن رأى شمساً وقمراً عن يمينه وشماله أو قدامه أو خلفه، فإنه يصيبه هم وخوف أو بلية وهزيمة، ويضطر معها إلى الفرار، لقوله تعالى: " وَجُمِعَ الشّمسُ والقَمَرُ يَقُولُ الإِنسانُ يَوْمَئِذٍ أيْنَ المَفَر " . وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها، تغير النعم في الدنيا. وكسوف الشمس، حدث بالملك.
ومن رأى سحاباً غطى الشمس حتى ذهب نورها، فان الملك يمرض. فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه، فإن الملك يموت، وربما كانت الشمس عالماً من العلماء فإن انجلى السحاب، انجلى الغم عنه.
القمر: في الأصل وزير الملك الأعظم، أو سلطان دون الملك الأعظم، والنجوم حوله جنود. ومنازله ومساكنه، أو زوجاته وجواريه. وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتدي به من الأدلة، لأنه يهدي في الظلمات، ويضيء في الحنادس. ويدل على الولد والزوج والسيد، وعلى الزوجة والإِبنه، لجماله ونوره، يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال، فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر. ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدم في الشمس، وربما دل على الزيادة والنقص، لأنه يزيد وينقص، كالأموال والأعمال والأبدان، مع ما سبق من لفظ المرور، مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به إليه، فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه. وإن كان في نقصان الشهر، ذهب عمره وتقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر، فربما كان أياماً وربما كان جمعاً أو شهوراً أو أعواماً، بأدلة تزاد عند ذلك في المنام أو في اليقظة. وإن نزل في أول الشهر، أو طلع على من له غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره. وإن كان ذلك في آخر الشهرِ، بعد في سفره وتغرب عن وطنه. ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده، تزوج زوجاً بقدر ضوئه ونوره، رجلاً كان أو امرأة.
رأت عائشة رضوان الله عليها ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها، فقصت رؤياها على أبيها رضي الله عنه، فقالت لها: إن صدقت رؤياك، دفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأرض.
فإن رأى أنّ الشمس طلعت خاصة من بين ظلمة: على موضع خاص ينكر ذلك لها وليس لها نور كنورها المعروف، فإنَّ ذلك بلية تنزله في ذلك الموضع، من حرب أو حريق أو طاعون أو برسام أو نحوه. فإن رأى أنها طلعت خاصاً أو عاماً بنورها تاماً وهيئتها ليس معها ظلمة تخالطها، ولا شاهد يشهد بالمكروه فيها فإنَ ذلك مطالعة الملك الأعظم أهل ذلك الموضع بخير وإفضال عليهم وصلاح لأمرهم، أو إذا غلب الماء وطمى وتموج، كان تأويله عذاباً. وكذلك النار متاع للخلق ومنافع لهم. فإن لم تغلب وتتأجج وكانت مطيعة، فهي خادمه. فإذا غلبت وأكلت ما أتت عليه وخرجت من الطاعة، فتأويلها الحرب والقتل والطاعون والبرسام والعذاب. وكذلك الريح إذا هبت ساكنة لينة، فهي تستريح الخلق إليها وتلقح النبات لهم، وتنبت الأشجار، وفيها المنافع، فإذا هي عصفت وعفت كان تأويلها عذاباً على أهل ذلك الموضع. وكذلك البرق والرعد.
وقال بعض المعبرين سمعت من الشيخ محمد القروني أحد مشايخ التعبير أن بعض الملوك رأى في منامه كأنه أكل تتماجا فقصها عليه فقال له تصدق بشيء يدفع عنك الشر فبعد ذلك سأله بعض أخصائه في خلوة فعرفه أنه سيمسك ويموج أهل بيته لأن لفظة تت بالتركي أي أمسك هو فعل أمر وماج ظاهر.
وقال جابر المغربي رؤيا أكل العدس حصول مال من جهة النسوة خصوصا ان كان غير مطبوخ، وإذا كان غير مطبوخ وأكل منه فهو غم، وأما ادخاره فليس بمحمود على أي وجه كان.
ومن رأنه أصاب بيضا فأكل قشورة وترك ما بوسطه فإنه يؤول على وجهين أكل أموال الموتى أو أخذ أكفانهم وقيل رؤيا جميع البيض تؤول بطلب عدة من النساء ويكون حريصا على المرأة.
درة روى أن رجلا أتى معبرا فقال رأيت كأنني آكل تينا فقال تأكل بعدد كل تينة عصا فكان كذلك ثم رأى بعد مدة كذلك فأتى إليه وقص ذلك عليه ثانيا فقال له يطلع فيك بعدد كل تينة دمل فكان كذلك ثم مضى فرأى بعد مدة كذلك ثالثا فلما وصل إلى باب منزله وجد كيسا فيه مبلغ فأخذه ثم قص عليه ما رآه مما تقدم فقال له تجد بعدد كل تينة أكلتها دينار فقال وجدت ذلك وكان ذلك الكيس وقع من العبر فلم يبد بشيء من ذلك فقال له الرائي سبحان الله تأويل الرؤيا بيدك ومهما قلته ظهر قال أما أكلك التين أول مرة فكانت الشجرة عارية عن ورقها وهي عصا فأولتها بذلك وفي المرة الثانية أكلته عنه نبته في فروعه وكان يشبه الدماميل وفي المرة الثالثة أكلته عند استوائه وخيره فكان كالدنانير والكيس الذي وجدته كانت صفته كذا وكذا وهو لي وقد وهبته لك.
ورؤية الشمس تؤول بالسلطان فمن رأى أنه ملكها أو استمكن منها نال من السلطان جاها ومن رآها ولا شعاع لها فإنه نقصان من ملك السلطان وهبوطها يدل على عزل أو مرضه أو موته ومن رأى أنها كسفت أو حال دونها دخان متراكم وسحاب كثيف أو اسودت أو اصفرت أو سقطت من السماء أو صار جرمها أعظم أو أصغر أو أبعد أو أقرب أو أنور أو أظلم اعتبر حال الملك بما يناسبه ومن رأى أن الشمس سجدت له فإن السلطان يميل إليه ويخضع له أو يقع عدل واسع من جهته ومن رأى أنه تنازع هو والشمس فإن السلطان ينازعه بقدر ذلك ومن رأى أن شمسين اصطدمتا فهما ملكان يتقابلان ومن رأى أنه يسجد للشمس أو القمر دل على أنه ارتكب ذنبا عظيما فليتب منه ومن رأى أن الشمس طلعت في بيته فإن كان عزبا تزوج من أهل بيت السلطان ونال من سلطانه بقدر ما رأى من ضوئها ومن رأى أن الشمس قد غابت أو على أن تغيب فإن الأمر الذي هو فيه أو طالبه من خير أو شر قد انقضى ومن رأى أن الشمس طالعة من غير مطلعها فإنه آية وحدث يحدث ومن رأى أنه قد أصابه حر الشمس حصل له ظلم من الملك أو نوابه وتؤول الشمس أيضا بالزوجة إذا كانت لسلطان أو رئيس أو جميلة وتؤول أيضا بالذهب على حسب ما يقتضيه حال المرئي له وقد تؤول الشمس مع القمر بالأبوين فإن سقط أحدهما أو ذهب نوره هلك أحد الأبوين
السمك: فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها. قال: فتش خادمك فإنّه يصيب من أهلك. ففتش خادمه فإذا هو رجل.
والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم، أو صحبة رئيس، لقوله تعالى: " نَسِيَا حُوتَهُمَا " . ومن أصاب سمكة طرية مشوية، فإنّه يصيب غنيمة وخيراً، لقصة مائدة عيسى عليه السلام، والسمك المشوي قضاء حاجة أو إجابة دعوى أو رزق واسع، إن كان الرجل تقياً. وإلا كانت عقوبة تنزل عليه. فإن رأى أنّه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن، فإنّه ينفق ماله في شيء لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذاً شريفاً.
وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه، ما خلا السمك الصغار، فإنّ شوكها أكثر من لحمها، ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته، ويدل على رجاء شيء لا ينال. وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت.
وأما ذوق الأشياء: فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال، فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فاستلذه واستطابه، فإنّه ينال الفرج والنعمة، لقوله تعالى: " وإِنّا إذا أذَقْنَا الإنْسَانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا " . فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فوجد له طعماً مراً، فإنّه يطلب شيئاً يصيب منه أذى. فإن رأى كأنّه ابتلع طعاماً حاراً خشناً، دل على تنغيص عيشه ومعيشته.
وقال الكرماني من رأى أنه يأكل بلحا أو بسرا فإنه يأتيه رزق وربح لم يكن أمله أو أيس منه، وأما الطلع فإنه مال مبارك نام " والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد " .
وقال الكرماني رؤيا أكل العدس ليست بمحمودة لأن قوم موسى عليه السلام لما حصل لهم الملل من أكل المن والسلوى سألوا الله في انبات العدس فعاتبهم الله على ذلك.
ورؤية الشمس تؤول بالسلطان فمن رأى أنه ملكها أو استمكن منها نال من السلطان جاها ومن رآها ولا شعاع لها فإنه نقصان من ملك السلطان وهبوطها يدل على عزل أو مرضه أو موته ومن رأى أنها كسفت أو حال دونها دخان متراكم وسحاب كثيف أو اسودت أو اصفرت أو سقطت من السماء أو صار جرمها أعظم أو أصغر أو أبعد أو أقرب أو أنور أو أظلم اعتبر حال الملك بما يناسبه ومن رأى أن الشمس سجدت له فإن السلطان يميل إليه ويخضع له أو يقع عدل واسع من جهته ومن رأى أنه تنازع هو والشمس فإن السلطان ينازعه بقدر ذلك ومن رأى أن شمسين اصطدمتا فهما ملكان يتقابلان ومن رأى أنه يسجد للشمس أو القمر دل على أنه ارتكب ذنبا عظيما فليتب منه ومن رأى أن الشمس طلعت في بيته فإن كان عزبا تزوج من أهل بيت السلطان ونال من سلطانه بقدر ما رأى من ضوئها ومن رأى أن الشمس قد غابت أو على أن تغيب فإن الأمر الذي هو فيه أو طالبه من خير أو شر قد انقضى ومن رأى أن الشمس طالعة من غير مطلعها فإنه آية وحدث يحدث ومن رأى أنه قد أصابه حر الشمس حصل له ظلم من الملك أو نوابه وتؤول الشمس أيضا بالزوجة إذا كانت لسلطان أو رئيس أو جميلة وتؤول أيضا بالذهب على حسب ما يقتضيه حال المرئي له وقد تؤول الشمس مع القمر بالأبوين فإن سقط أحدهما أو ذهب نوره هلك أحد الأبوين
وقال جابر المغربي ان كان طعمه حلوا فإنه منفعة من قبل أقاربه وأصدقائه، وإذا كان حامضا فإنه ندامة على فعله، وأما القلقاس فإنه رزق بمشقة وتعب، وربما يدل على تغير المزاج وخشونة الطباع، وأما الكمأة فإنها تدل على رجل دنيء تحبه الأشراف أو على أمر لا خير فيه، وإذا رآها كبيرة دلت على رزق من قبل النساء.