حنوط الموتى
هو في المنام سبب للفرح لمن كان في غم، والتوبة لمن فسد دينه. فإن رأى أنه يستعين برجل يشتري له الحنوط فإنه يستعين به في حسن محضر يلجأ إليه في كربه. والحنوط يذهب نجاسة الميت ونتنه، والغالية والكافور ثناء حسن. وحنوط الميت دليل على طيب ثنائه وتزكيته، وربما دل على ذلك على الإحسان.
عربة موتى
إذا حلمت بعربة الموتى فإن هذا يعني علاقات غير لطيفة في البيت وفشلاً في استمرار العمل على نحو مرض. وتنبئ عربة الموتى أيضاً بموت شخص قريب منك أو بمرض وحزن. وإذا عبرت عربة الموتى طريقك فسوف تلقى عدواً قاسياً تتغلب عليه.
كذلك لو رأى أنّ يده أو يديه جميعاً إلى عنقه ضمتا من غير طوق مطوّق في عنقه، وكان مع ذلك شيء يدل على أعمال البر، نحو مسجد أو في سبيل من سبل الله عزّ وجلّ، فإنّه كف عن المعاصي.
ومن رأى أن جماعة من الموتى معروفين قاموا من موضعهم مسرورين فإنه يحيا له أمر تتشعب منه أمور حميدة ويتجدد له اقبال ودولة، وإن رآهم محزونين وثيابهم رثة فإن كان لهم عقب فانهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش.
موت
إذا حلمت برؤية أي من معارفك ميتاً فهذا يحذرك من بلاء قادم أو حزن. وتعقب مثل هذه الأحلام دائماً خيبات أمل.
إذا سمعت أن صديقاً أو قريباً لك قد مات فسوف تصلك أخبار سيئة منه. وتضلل بل تربك الأحلام المتعلقة بالموت أو الاحتضار مفسر الأحلام المبتدئ عندما يحاول تأويلها.
إن الإنسان الذي يفكر على نحو مكثف يملا الهالة التي تحيط به بالفكر أو بالصور الذاتية التي تتفاعل بحيوية مع العواطف التي أوجدتها. وبالتفكير أو العمل في مجالات أخرى قد يبدل الإنسان هذه الصور بصور أخرى ذات شكل وطبيعة مختلفين. وقد يرى هذه الصور تحتضر أو تموت، وبموتها أو دفنها قد يخطئ فيحسبها صور أصدقاء أو أعداء. في هذه الحالة قد يرى عندما يكون نائماً نفسه أو قريباً له يموت بينما يكون هذا في الواقع تحذيراً له أن فكرة أو عملاً شريرين سوف يحلان محل فكرة أو عمل خيرين.
للتوضيح: إذا كان يرى صديقاً أثيراً أو أحد أقربائه في سكرة الموت فإن في هذا تحذيراً ضد فكرة أو عمل لا أخلاقيين، أما إذا كان يرى عدواً أو شيئاً بغيضاً لحظة الاحتضار فقد يتغلب على أساليبه الشريرة وبذلك يعطي نفسه أو أصدقاءه سبباً للفرح.
غالباً ما تنبئ الأحلام التي هي على هذه الشاكلة بانتهاء أو ابتداء قلق شديد أو محنة.
ويتكرر حدوث هذه الأحلام أيضاً عندما تستحوذ على الإنسان حالات وهمية عن الخير والشر. والإنسان لا يكون في هذه الحالة هو نفسه. بل ما تصنعه به المؤثرات المهيمنة. قد يحذر من اقتراب أوضاع معينة أو تحرره من هذه الأوضاع.
تكون في أحلامنا أكثر اقتراباً من أنفسنا مما نحن عليه في حالة اليقظة. والأحداث البغية أو المبهجة في أحلامنا، مرئية كانت أو مسموعة، هي كلها من صنعنا نحن، إذ أنها تعكس حالة أرواحنا وأجسادنا في أرض الواقع، ولا نستطيع أن نتفاداها إلا إذا أبعدناها عن وجودنا وذلك عن طريق استخدام الأفكار الطيبة والأعمال المجيدة، أي عن طريق طاقة الروح الكامنة في داخلنا.
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الموت في الرؤيا ندامه من أمر عظيم،فمن رأى أنه مات ثم عاش، فإنه يذنب ذنبا ثم يتوب لقوله تعالى: " ربنا أمتنا اثنين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا " .
فإن رأى كأنّه أدخل الجنة، فقد قرب أجله وموته، وقيل إنّ صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة، إن كان يعرفه. وقيل من رأى دخول الجنة، نال مراده بعد احتمال المشقة، لأنّ الجنة محفة بالمكاره، وقيل إنّ صاحب مذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً، ويحسن معاشرة الناس، ويقيم فرائض الله تعالى
من رأى عزرائيل ملك الموت فليستعد للموت، وإن كان هناك عليل يدل على موته، وربما دل على عدو قاصد فليعتبر بسوء أحوال الرؤيا وما تدل عليه من صلاح وفساد.
ومن رأى أنه يقبله فيدل على حصول ميراث، وقيل تدل على تفرق جماعة أو حدوث أمر مكروه.
ومن رأى أنه مات ورأى الموت عيانا وعليه هيئة الأموات فإنه فساد في دينه ويرجى له الصلاح ما لم يدفن، فإن دفن لقي الله على غير توبة إلا ان يرى أنه عاش وخرج من القبر بعد ذلك فإنه يتوب ويحسن حاله لقوله تعالى " أو من كان ميتا فأحييناه " .
ومن رأى ملك الموت عليه السلام مسروراً مات شهيداً، فإن رآه باسراً ساخطاً مات على غير توبة، ومن رأى كأنّه يصارعه فصرعه مات، فإن لم يكن صرعه أشفى على الموت ثم نجاه الله، وقيل من رأى ملك الموت طال عمره.
وحكي عن حمزة الزيات قال: رأيت ملك الموت في النوم، فقلت يا ملك الموت نشدتك بالله هل ذلي عند الله من خير؟ قال نعم، وآية ذلك أنّك تموت بحلوان، فمات بحلوان، فإن رأى كأنّ ملكاً من الملائكة يبشره بابن، رزق ابناً عالماً رضياً وجيهاً، لقوله تعالى: " إن الله يُبَشِّرًكَ بكَلِمَةٍ منه " 0 الآية وقوله: " إنّما أنا رسُولً ربِّكِ لأهَبَ لكِ غُلاماً زَكيّاً " . وإن رأى ملائكة بأيديهم أطباق الفواكه، خرج من الدنيا شهيداً.
خبرنا الوليد بن أحمد الزوزني، قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم،قال أخبرنا محمد بن يحيى الواسطي، قال حدثنا محمد بن الحسن البرجلاني، يحيى بن بسام، قالت حدثني عمر بن صبيح السعدي قال: رأيت عبد العزيز بن سليمان العابد في منامي، وعليه ثياب خضر، وعلى رأسه إكليل من لؤلؤ، فقلت أبا محمد كيف كنت بعدي؟ وكيف وجدت طعم الموت؟ وكيف رأيت الأمور هناك؟ فقال: الموت فلا تسأل عن شدة كربه وغمومه، إلا أنّ رحمة الله وارت منا كل عيب، نلناها إلا بفضله عزّ وجلّ.
ومن رأى ميتا معروفا، مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنه يتزوج من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتا مات موتا جديدا، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته، حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية.
القاضي المجهول في النوم هو الله تعالى. ومن رأى أنّه تحول قاضياً أو حكماً أو صالحاً أو عالماً، فإنه يصيب رفعة وذكراً حسناً وزهداً وعلماً. فإن لم يكن لذلك أهلاً، فإنّه يبتلي بأمر باطل، يقبل قوله فيما ابتلىِ به، كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به. وقيل من رأى وجه القاضي مستبشراً طلقاً، فإنّه ينال بشراً وسروراً.
ومن رأى يوم الاحد واعتقد أنه يوم الجمعة يكون مصاحبا للنصارى، وقيل رؤيا الجمعة على حقيقتها خير ونعمة، ورؤيا السبت توقف على أمر، ورؤيا الأحد ابتداء أمر، ورؤيا الاثنين سعي في أمر وحصوله، ورؤيا الثلاثاء راحة من تعب، ورؤيا الأربعاء ثبات واستمرار وقيل غيظ وحصر، ورؤيا يوم الخميس خير وبركة وقيل رؤيا يوم الثلاثاء إذا اعتقد أنه الجمعة يكون مصاحبا لأهل الفساد، وإن رأى يوم الأربعاء كذلك يكون محبا لأهل البدعة ومن رأى يوما من الأيام وما عرف ما هو فليس بمحمود.
وقال الكرماني من رأى أنه في غمرات الموت ونزعات الساق فإنه ظالم لنفسه لقوله تعالى " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت " ، وقيل إن كان عليه دين وفاه الله عنه، وإن أمل سفرا فإنه يسافر، وقيل يذهب ماله أو تنهدم داره ويتغير مسكنه.
وإن رأى كأنّه ينظر إلى الملائكة أصابته مصيبة، لقوله تعالى: " يومَ يَرَوْنَ الملاَئِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئذٍ للمُجْرِمِين " وإن رأى كأنّ الملائكة يلعنونه فذلك دليل على وهن دينه.
وقال ابن سيرين موت الولد أمان من عدو وحصول ميراث وموت البنت رجوع عن أمر فيه سرور وموت الوالد تحير بسبب معيشة وموت الوالدة عدم وصول إلى مقاصد وحصول هم وحزن.
ومن رأى أنه ينظر إلى السماء، فإنه يتعاطى أمراً عظيماً ولا يناله، والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا، فإن نظر إلى ناحية المشرق، فهو سفر وربما نال سلطاناً عظيماً.
ومن رأى أن حماره قد صار بغلا فإنه يدل على حصول مال ومنفعة من جهة السفر وإن صار فرسا فإنه يدل على حصول منفعة ورزق ومعيشة من قبل السلطان بالظلم والعدوان وإن رآه صار نعجة فإنه يدل على حصول مال ونعمة من وجه حلال وإن رآه صار طيرا فإنه يدل على مال ومعيشة من وجه يدل في التأويل على ذلك الطير وإن رآه صار سنورا فإنه يدل على حصول مال ومعيشة من وجه السرقة وإن صار صيدا فإن كسبه يكون حراما.
هو في المنام دال على رد الودائع، أو خلاص المريض من مرضه، أو السجين من سجنه، وربما دلّ ذلك على الاجتماع بالغائب. والموت في المنام نقص في الدين وفساد فيه وعلو في الدنيا إذا كان معه بكاء وصراخ ما لم يُدفَن في التراب، فإذا دُفِنَ لم يُرجَ منه صلاح. ومن رأى أنه مات ولم يكن هناك هيئه أموات دلّ ذلك على هدم بيت من داره، وقيل: بل ذلك عمى في بصيرته وطول في عمره. وقيل: الموت سفر أو فقر. قيل: الموت على الإطلاق زواج لأن الميت يحتاج إلى الطيب والغسل كالمتزوج. ومن رأى أنه مات وحمل ولم يدفن فإنه يقهر أعداءه. ومن رأى أنه عاش بعد موته فإنه يستغني بعد فقره أو يتوب من ذنبه. ومن أخبره ميت أنه لم يمت فإنه في مقام الشهداء. ومن رأى الميت مريضاً فإنه مسؤول عن أمر دينه. وإذا خرج أهل القبور وأكلوا طعام الناس كله فإن سعر الطعام يغلو. وما أخبر به الميت عن نفسه أو غيره في المنام فهو حق وصدق. ومن رأى ميتاً في هيئة حسنة وهو ضاحك فإنه كذلك. ومن رأى أنه يصلي على ميت فإنه يعظ رجلاً لا قلب له. ومن رأى أنه يمشي في أثر ميت فإنه يقتدي بسيرته. ومن رأى أن الإمام مات خُربت البلد وبالعكس. والموت ندامة من ذنب عظيم. ومن رأى أنه مات وهو عريان فإنه يفتقر، وإن كان على بساط فتبسط له الدنيا. ومن رأى أن ابناً له مات فإنه ينجو من عدو له. ومن رأى أنه قد مات ودفن فإن عبداً دلّ على عتقه، وإن كان غير متزوج دلّ على تزوجه، وإذا رأى المريض أنه تزوج فإنه يموت. والموت دليل خير لمن كان خائفاً، أو حزيناً وموت الاخوة يدل على موت الأعداء. ومن رأى أنه بين قوم أموات فإنه بين قوم منافقين. ومن رأى أنه يصاحب ميتاً فإنه يسافر سفراً بعيداً. ومن رأى أنه على المغتسل يرتفع أمره، وينجو من ذنوب وهموم وديون. ومن رأى ميتاً أنه حي فإنه يحيا له أمر ميت. وإن رأى الميت مشغولاً أو متعباً فإن ذلك شغله بما هو فيه، وإن كان مريضاً فإنه مسؤول عن دينه. وإن رأى أن وجهه مسود فإنه مات على الكفر. ومن رأى أنه أحيا ميتاً فإنه يسلم على يديه يهودي أو نصراني أو صاحب بدعة. وإن رأى أنه يحيي الموتى فإنه يهدي قوماً ضالين. ومن رأى حياً أعطى الميت شيئاً مما يؤكل أو يُشَرب فهو ضرر يصيبه في ماله. وإن رأى الميت أعطاه طعاماً فإنه يصيب رزقاً شريفاً. فإن رأى أن الميت أخذ بيده فإنه يقع بيده مال من جهة ميئوس منها. والكلام مع الأموات طول عمر، والأخذ من الميت رزق. ومن رأى أنه يكلم ميتاً فإنه يكون بينه وبين الناس جحود. ومن رأى أنه يقبل ميتاً معروفاً فإنه ينتفع من الميت بعلم قد خلفه أو مال. وقيل: من رأى أنه يقبل ميتاً وكان صاحب الرؤيا مريضاً فإنه يدل على موته. ومن رأى أنه تزوج امرأة ميتة ورأى أنها حية فإن الحي يموت. ومن رأى أن الميت أعطاه قميصه البالي أو الوسخ فيفتقر. ومن رأى أن الميت يضرب حياً فإن الحي قد أحدث في دينه فساداً. ومن رأى ميتاً يضربه فإنه ينال خيراً من سفر. ومن رأى ميتاً نائماً فإن نومه راحته في الآخرة. وإن رأى حياً نام مع ميت فإن عمره يطول. ومن رأى حياً بين الموتى فإنه يسافر سفراً بعيداً، ويفسد دينه، وإن رأى أنه مع الموتى وهو حي فإنه يخالط قوماً في دينهم فساد. ومن رأى الميت من الكفار وعليه ثياب قديمة فهو سوء حاله في الآخرة. ومن رأى ميتاً فأخبره بأنه لا يموت أبداً فإنه في مقام الشهداء وهو يهنأ في الآخرة. ومن رأى أن أمه تموت فتذهب دنياه ويفسد حاله. ومن رأى أن أخاه قد مات، وكان مريضاً فهو موته. ومن رأى أن زوجته تموت فتكسد صناعته التي فيها معيشته. ومن رأى أنه يصلي على ميت فإنه يشفع لرجل فاسد الدين. ومن رأى أن ميتاً يغرق في بحر فإنه غريق في الخطايا. ومن رأى أن الموتى خرجوا من قبورهم فإنه يُطلَق من في السجن. وربما دلّ الموت فجأة على سرعة الغنى للفقير. وموت الأنبياء عليهم السلام في المنام ضعف في الدين وحياتهم عكس ذلك. وربما دلّ موت العالم على ظهور بدعة في الدين، وموت الوالدين ضيق المعيشة، وموت الزوجة دنيا ذاهبة، وموت الولد انقطاع ذكر. وصلاة الميت على الميت أعمال باطلة. ورؤية أموات المشركين في المنام أعداء.
من رأى أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين، وإن كان الرائي سارقا سقطت رجله ويدل على أن الرائي يكون مذنبا أيضاً ولائقا بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة.