الصبي: في التأويل، فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة. فإن رأى رجل كأنّه صار صبياً، ذهبت مروءته. إلا أنّ رؤياه تدل على الفرج من هم فيه. فإن رأى كأنّه يحمل صبياً، فإنّه يدير ملكاً. ومن رأى كأنّه يتعلم في الكتب القرآن الأدب، فإنّه يتوب من الذنوب. ومن رأى كأنّه ولد له جملة من الأولاد دلّت رؤياه على هم، لأنّ الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في حجري صبياً يصيح.فقال: اتق الله ولا تضرب بالعود. وقيل من رأى له ولداً صغيراً بعد لا يخالط جسده، فهو زيادة ينالها أو يغتم. وقيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة.
وكذلك الصرام، فإنّ جلود الحيوان مواريث. والحذاء نخاس الجواري يزين أمور النساء، لأنّ النعل امرأة، والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع، وتلتئم على يديه أمور متفرقة، فإن خيط لنفسه، فإنّه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين، فإن رأى كأنّه يخيط ولا يحسن الخياطة، فإنّه يريد أن يجمع متفرقاً ولا يجمع، فإن رأى كأنّه يخيط ثوب امرأته، فإنّه يصيبه محنة
الصحيفة
مَن أخذ صحيفة فإنها بشارة له وفرح. وإن رأى امرأة ناولته صحيفة فإنه يتوقع فَرَجاً، فإن كانت المرأة متنقبة والصحيفة منشورة، فإنه خبر مشهور. ومَن رأى بيده صحيفة مطوية خُشيَ عليه من الموت. ومَن رأى صحيفة بشماله فإن يندم على فعل فعله. ومَن رأى صحيفة وهبت له وفيها ورقة ملفوفة فهي جارية وهبت له. ومن نظر في صحيفة ولم يقرأها فهو ميراث يناله. ورؤيا الصحائف المنشورة في القيامة دالة على حسن اليقين والتصديق بما جاء من عند اللّه تعالى. انظر أيضاً القرطاس، وانظر الكتاب.
إقامة الصلاة
تدل في المنام على إنجاز الوعد وبلوغ المراد، وعلى الفَرَج لَمن هو في شدة. ومَن رأى كأنه أقام الصلاة على باب أو سرير فإنه يموت. ومَن رأى سجيناً كأنه يقيم الصلاة أو يصلي قائماً فإنه يطلق من السجن. وإن رأى شخصاً غير سجين أنه يقيم الصلاة فستقوم له أمور بيع ناجحة. ومَن رأى أنه أذَن وأقام الصلاة فإنه يقيم سنْة ويميت بدعة.
الصخرة
هي في المنام النساء الصابرات، وتدل على الحزم والثبات وطول العمر. وربما دلّت على النسيان لقوله تعالى: (إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت). وتدل على القحة والفجور. وربّما دلّ الصخر على مَن يسمى به من آدمي. وكثرة الصخر في البلد رخص إذا عكست لفظه. فإن دلّ الصخر على المنصب كان طويل المدة. وإن دلّ على الزوجة كانت صبورة قانعة وربما دلّ الصخر على ما يُعمَل منه كالأصنام. والصخور عند الجبال رجال لهم منازل وهم قساة القلوب. وإذا كان الجبل ملكاً فالصخور حوله وكذلك الأشجار قواد ذلك الملك. وتدل الصخور على أهل القسوة والغفلة والجهالة.
هو في المنام صيت الإنسان وذكره. ومن رأى أنه يرفع صوته فإنه يتسلط على قوم، في منكر، فإن رأى أنه سمع صوت إنسان فإنه ينال ولاية. وإذا سمع صوت الإنسان من بعض الحيوانات دلّ على منافع كثيرة خاصة إذا كان الكلام بشيء يحبه، أو أن الذي يقال حق. فإن رفع صوته فوق صوت عالم فإنه يرتكب معصية. والصوت الضعيف وجل وخوف. وغض الصوت تواضع. والولاء والشرطة إذا خفي صوتهم أو ضعف فإنهم يُعزَلون. وصوت الدراهم فتنة بين ضاربيها من الملوك، وسماعها إنجاز وعد، وسماع الدنانير أخبار مفرحة، وسماع الفلوس أخبار نكدة، وقيل: أصوات الدراهم والدنانير تدل على الكلام الحسن. وأصوات البهائم هموم ومخاوف. فصوت الشاة في المنام بر من رجل كريم. وصوت الجدي والكبش سرور وخصب وخير. وصهيل الفرص نيل هدية من رجل شريف أو جندي شجاع. ونهيق الحمار دعاء على الظالمين. وصوت البغل كلام وخوض في الشبهات. وحوار العجل والثور والبقر وقوع في فتنة. ورغاء الجمل تعب وسفر جليل كالحج والجهاد. وزئير الأسد تيه وتوعد وهيبة وخوف من سلطان ظالم. ونباح الكلب ندامة ونشوز وسعي في الظلم وكلام فيما لا يعني. وصوت الفهد دلال وبطر. وهديل الحمام نوح أو نكاح، أو امرأة قارئة مسلمة شريفة مستورة. وصوت الخطاف كلام مفيد، أو سماع قرآن، أو موعظة من واعظ. ونقيق الضفدع طرب أو أصوات حراس أو دخول في عمل رجل عالم، وقيل: هو كلام قبيح. وفحيح الأفعى محاربة ومحاولة وإنذار، وتوعد وبغي من عدو. ومواء الهرة صخب ونميمة وهمز ولمز. ونئيم الفأر اجتماع وألفة رزق، وضرر من رجل نقاب فاسق أو سرقة. وبغام الظبي حنين إلى الوطن. وعواء الذئب إنذار بالسرقة. وصياح الثعلب إنذار بالهروب والانتقال، ونيل كدر أو حقد من كاذب. ووعوعة ابن أوى أمور هامة في الخير والشر. وصوت الخنزير ظفر بأعداء أغنياء وحمقى. وكره المعبرون صوت ظئر الماء والطاووس والدجاج وقالوا: إنه هم وحزن. وصوت الغراب فراق ونعي. وكل صوت قبيح سماعه هم وأمر نكد، والصوت الطيب سرور وفرح. انظر أيضاً الهاتف.
في تأويل رؤيا الصوم والفطر
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم، فقال بعضهم من رأى أنّه في شهر الصوم، دلّت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام. وقال بعضهم أنّ هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا، والخروج من الغموم، والشفاء من الأمراض، وقضاء الديون.
الصلب فهو على ثلاثة أضرب: صلب مع الحياة، وصلب مع الموت، وصلب معِ القتل، فمن رأى كأنّه صلب حياً أصاب رفعة وشرفاً مع صلاح دينه، ومن صلب ميتاً أصاب رفعة مع فساد دينه، ومن صلب مقتولاً نال رفعة ويكذب عليه. ومن رأى كأنّه مصلوب ولا يدري متى صلب، فإنّه يرجع إليه مال قد ذهب عنه، وقال بعضهم: للأغنياء رديء ربما كان فقراً، لأنّ المصلوب يصلب عارياً، وللفقراء دليل غنى. وفي مسافري البحار دليل المراد من أسفارهم، والنجاة من الأهوال، لأنّ الخشبة مركب من خشب، وشبيه بذيل السفينة. وقيل إن صلب العبد عنقه. وقال بعضهم من رأى كأنّه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون إليه، نال رفعة وسلطاناً، وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده، فإن سال منه الدم فإنّ رعيته ينتفعون به.
ومن رأى كأنّه يأكل لحمِ مصلوب، نال مالاً ومنفعة من جهة رئيس مرتفع وقيل إنّه يدل على أنّه يغتاب سلطاناً أو رئيساً دونه، إذا لم يكن لما يأكل أثر.
هو المتكفل الضامن، وربما دلّت رؤيته على الخوف، وربما دلّت على علو القدر والرئاسة والتقدم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وربما دلّت على الحاجب والوالد والوالدة أو الأستاذ فإذا صار في المنام إماماً وصلى بالناس متوجها إلى القبلة بطهارة كاملة لا يزيد فيها ولا ينقص، فإن كان أهلاً للولاية أو الحكم أو التصدي لما فيه نفع الناس حصل له ذلْك، وربما ادخل نفسه في ضمان أو تكفل بجماعة أو شارك قوماً يرجو منهم خيراً، وإن كان قد صلى بالناس إلى غير القبلة خان أصحابه وابتاع بدعه، وربما أرتكب أمراً محظوراً والناس يطلبونه به عنده ومن رأى أنه يأمر قوماً في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها بعد أن تستقيم قبلته، تتم صلاته، أو يأمر قوماً أو ينهاهم. ومن رأى أنه يؤم مجهولين في موضع مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو في شرف الموت. وان رأى امرأة أنها تؤم الرجال الصلاة فإنها تموت لأنها لا تصلح للإمامة فلا يكون ذلك إلا عند الموت تتقدمهم وهم يصلون عليها. وكذلك لو رأى رجلاً أعجمياً لا يحسن الصلاة ولا القراءة فإنه يؤم قوماً ومن رأى أنه صلى بقوم قائماً وهم جلوس فإنه لا يتعّد في حقوقهم لكنهم يقصرون في حقه، أو تدل رؤياه على أنه يتعهد قوماً مرضى، فإن صلَى بهم قاعداً وهم قيام وقعود فإنه لا يقصر في أمر يتولاه، فإن صلى بقوم قيام وقعود فإنه يلي أمر الأغنياء والفقراء، فإن صلى بهم قاعداً وهم قعود فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب أو فقر. فإن رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمر قوم ضعاف فإن أم الْناس على جنبه، أو كان مضطجعا وعليه ثياب بيضاء، وينكر موضعه، ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر، فإنه يموت ويصلي الناس عليه. فإن رأى الوالي كأنه يؤم الناس عزل وذهب ماله. ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلاً لذلك، وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس. ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإن انقطعت عليه صلاته انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه، وإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى فإنهم خوارج. وإن صلى صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره، فإن كان القوم قد جعلوه إماماً فإنه يرث ميراثا. فإن رأى كأنه يؤم الناس، ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شيئاً ولا يجده. ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام ويكون له صيت من جهة قرضه أو صدقة.
خارج البلاد
إذا حلمت أنك خارج البلاد أو أنك ذاهب خارج البلاد فإن هذا ينبئ أنك ستقوم قريباً برحلة سارة وبصحبة مجموعة وستجد أن من الضروري أن تبعد نفسك عن بلدك المحلي من أجل إقامة مؤقتة في مناخ مختلف.
الصائغ
تدل رؤيته في المنام على الرياء والكذب، والغش والتدليس. وربما دلّت رؤيته على نظم الشعر أو تلفيق الكلام. وربما دلّت رؤيته على العلم والهدى، والأفراح والزواج والأولياء. والصائغ رجل شرير كذاب لا خير فيه. ورؤيا الصائغ المجهول هو الذي يصوغ الكذب ويفتعل الحديث. فإن شوهد يركّب الجوهر في الذهب والفضة فإنه رجل يؤلف بين الناس في شيء خَطِر يبدأ بالشر ويُختم بالخير.
الصور
إن النفخ في صور إسرافيل عليه السلام هو نجاة، وسماع النفخ فيه حق. وهو في المنام دال على الأخبار المرجفة. وإن كان الرائي مريضاً وسمع نفخة الصور شُفي، وإن كان قد انتشر القحط زال ورخصت الأسعار وأتاهم الفرج. ومَن سمع النفخة الثانية دلّ على إدرار المعاش أو ظهور الأسرار وشفاء المرضى أو خلاص السجين أو الاجتماع بالمسافرين.
فأما الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء والاستغفار له، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولي ولاية من قبل السلطان المنافق. ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه للأموات.
الصندوق: امرأة أو جارية. وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت، فقال إنّه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه، وكذلك العتبة. فمارؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة، فإنَّ فيه بيتاً دخلت صدره غنيمة. وإن كانت زوجته حاملاً ولدت ابناً. وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا.
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن بدران الفقيه بمكة، قال حدثنا إبراهيم بن محمد، قال حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: قال محمد حدثني مالك بن ضيغم، قال سمعت بكر بن معاذ يذكر عن عنبسة الخواص، أنّ رجلاً من الصدر الأول دخل المقابر، فمر بجمجمة بادية من بعض القبور، فحزن حزناً شديداً وواراها بالثرى، ثم التفت يميناً وشمالاً، فلم ير أحداً ولم ير إلا قبراً. قال فحدث نفسه فقال: لو كشف لي عن بعضهم فسألته عما أرى. قال فأتى في منامه فقيل له: لا تغتر بتشييد القبور من فوقهم، فإنَّ القوم قد بليت خدودهم في التراب، فمن بين مسرور ينتظر ثواب الله، ومن بين مغموم أشفى على عقابه، فإياك والغفلة عما رأيت. فاجتهد الرجل بعد ذلك اجتهاداً كثيراً حتى مات.
من قرأها فإنه يفعل الخيرات ويغازي في سبيل الله.
وقال الكرماني يكون اجتهاده في مرضاة الله تعالى وسلوكه بطريق الحق وقيل مصافة أقوام للحرب.
وقال جعفر الصادق يكون في آخر عمره شهيدا.
وقال جابر المغربي إن كان مريضاً عوفي وإن كان ذا غم كشف غمه وإن كان محبوساً أطلق وإن كان مفسداً تاب الله عليه وأصلحه وإن كان مشركاً يسلم، وعلى كل الوجوه رؤيا الصدقة محمودة تدل على السعادة والإقبال في الدارين.
وقال جعفر الصادق رؤية الآذان تؤول على ثمانية أوجه امرأة سواء كانت زوجته أو قريبته وصاحب صديق ورفيق موافق وغلام مقبل ومال نافع وهم وغم وفرح وسرور وتوبة ورجوع وأما العينان فيؤولان بالدين وغيره، فمن رأى أنه أعمى أو انفقأت عيناه فقد صد عن الاسلام بمعصية كبيرة أتاها لقوله تعالى " رب لم حشرتني أعمى " الآية وقيل انه يصيب رزقا واسعا وسعادة الدنيا لما قاله الناس في المثل السائر لما سعد فلان عمي، وقيل إنه يفقد أولاده لأنهم قرة الأعين لقوله تعالى " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا " الاية، وقيل انه يعمى عن حجته وطلب حاجته، وقيل يكون قليل المعرفة لا يدرك الأمور ولا يعرف مقدار الناس.
وقال جعفر الصادق رؤيا الشفتين تؤول بالأولاد، فالعليا منهم ذكر والسفلى أنثى فما رؤي فيهما من زين وشين فيؤول على ذلك، اما الفم فهو مفتاح أمر الرجل وخاتمته ومجرى أرزاقه وتطيب معيشته ومحل قوته.
وقال جعفر الصادق رؤيا البول تؤول على وجوه إن كان فقير استغنى، وإن كان عبدا عتق، وإن كان أسيرا أفرج عنه، وإن كان مسافرا عاد إلى وطنه، وإن كان عالما أو قاضياً فليس بمحمود، وإن كان تاجرا دل على نقصان ما اتجر فيه.
وقال جعفر الصادق الفال يؤول على ثلاثة أوجه حصول ظفر والوصول إلى المرام وقضاء والدين يؤول على أوجه قال ابن سيرين من رأى أن عليه دينا ووفاه فإنه يدل على الحج وإن كان قد وعد يوفى وعده وإن فاتت صلاته فإنه يقضيها.
وأما الصلب فقوة الإنسان وربما كان ولد قال بعضهم من رأى أنه يخرج من صلبه شيء فإنه يرزق له ولد وأما الظهر فقوة الإنسان وظهره جاهه وسنده وهلاكه وفقره وكبر سنه ومصيبته فمن رأى أنه حمل حملا ثقيلا على ظهره فإنه ارتكاب خطايا وأوزار ومن رأى على ظهره سلعة فإنه دين وسلسلة الظهر أولاد ومن رأى أن على ظهره ميتا فإنه يتكفل بعيال الميت ومن رأى ظهره عدوه فإنه يأمن غائلته وأما ظهر العجوز فإدبار الدنيا عنه ومن رأى ظهر عدوه فإنه يأمن غائلته وأما ظهر العجوز فإدبار الدنيا عنه ومن رأى أنه مستند بظهره إلى حائط فإنه يدل على ارتكابه لصاحب شوكة وقيل وقوع سفر وحصول مال ومن رأى أو ظهره انكسر فهو موت رئيسه وقال بعضهم من رأى أنه حدث بظهره ما يزينه أن يشينه فيؤول على الجاه والقوة وضده
جلاء الصُفر
هو في المنام رجال يزين متاع الناس، ويجذب إلى نفسه. وقيل: هو رجل صالح وربما دلّ على المدلس. وتدل رؤية الجلاء على العالم والواعظ الذي يجلو صدأ القلوب بوعظه.
حبك الصوف
إذا حلمت امرأة أنها تحبك صوفاً فإن هذا يعني أنها سوف تمتلك بيتاً هادئاً ومطمئناً حيث يسر زوجها المحب وأطفالها المطيعين أن يضفوا السرور عليه.
إذا حلم رجل أنه في مصنع لغزل الصوف فإن هذا يشير إلى نهوض متين وقوي في مجال المشاريع.
إذا حلمت فتاة أنها تحيك صوفاً فإن هذا ينذر بزواج سريع لكنه يبشر بالخير.
إذا حلمت فتاة أنها تعمل في مصنع لحبك الصوف فإن هذا يعني أنها سوف تجد حبيباً غنياً ومخلصاً. إذا رأت المصنع الذي تعمل فيه خرباً فسوف تواجه معاكسات في الحظ والحب.
الصعقة
هي في المنام عذاب إذا حلت بمكان، والصعق الموت، والصاعقة تدل على الأمراض والأراجيف لمن أحرقته، فإن أحرقت شيئاً مما فيه نفع دلّ على الكساد. والصاعقة إنذار لمن ارتكب الذنوب، والصاعقة مغرم يغرمه. والصواعق تدل على الجوائح والبلايا التي يصيب بها ربنا من يشاء كالجراد، والبرد والرياح والأسقام والبرسام والجدري والوباء والحمى، وقد تدل على أمر عظيم يأتي من قِبَل الملك فيه هلاك أو مغرم أو دمار. وتدل الصاعقة على قدوم سلطان جائر، وقد تدل على بعض الحوادث المشهورة كالموت الشنيع والحريق والهدم واللصوص. فمن رأى صاعقة سقطت في داره وكان مريضاً فإنه يموت، وإن كان له غائب قدم عليه نعيه، ويسود عليه صاحب الشرطة. ومن رأى الصواعق تتساقط في الدور فربما يكون الناس بغاة. وإن تساقطت الصواعق في الفدادين والبساتين فجوائح وأصحاب عشور وجباة، وينتشر في ذلك المكان الظلم والفساد، والخوف الشديد. ومن رأى صاعقة وقعت في بلدة فأحرقت أرضها فإن ذلك سلطان ينزل في ذلك البلد، يحدث منه فساد وغلاء شديد.
الصلح
وهو دليل الألفة والتوبة من المعاصي والاهتداء إلى مرضاة اللّه تعالى. فمن رأى أنّه صالح خصماً خاصمه، وإن كان الصلح على قتل نفس أو شرب خمر دلّ على الفساد والعداوة بين الناس. والصلح بين الفئتين في الحرب دليل على الأمن من الخوف وزيادة الرزق.
فإن صلى نحو المشرق، دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل، لأنه قبلة النصارى. فإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر.
فإن رأى أنّه لا يهتدي إلى القبلة فإنّه متحيّر في أمره، فإن صلى إلى غير القبلة إلا أنّ عليه ثياباً بيضاً وهو يقرأ القران كما يجب، رزق الحج. لقوله تعالى: " فَأيْنَمَا تَوَلوا فَثمَّ وَجْهُ الله " .
لبس الصوف: مال كثير مجموع يصيبه. والنوم على الصوف إصابة مال من جهة امرأة. واحتراق الصوف فساد في الدين وذهاب الأموال. ولبسه للعلماء زهد، فإن رأى كلباً لابساً صوفاً دل على تمول رجل دنيء بمال رجل شريف، فإن رأى أسداً لابساً صوفاً دل على إنصاف السلطان وعدله، وإن رأى أسداً لابساً ثوبا من قطن أو كتّان، فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم وحرمهم.
الصياد: قد قيل أنّه رجل يميل إلى النساء ويحتال في طلبهن، لأنّ كسبه في صورة خادع، وربما دل الصياد على النخاس، وربما دل على صاحب الحمام، ومعلم الكتاب، وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحيلة. وربما دل الصياد على القواد، فمن خالط صياداً أو عاد صياداً، فاستدل على صلاح ما يدل صيده عليه من فساده، وبصفة صيده وزيادة منامه وقدره في نفسه، وما يليق بمثله. فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر، فدلالة الصيد صالحة. وإن كان في الحرم أو بما لا يجوز في البر من التعذيب فهو رديء. وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة. وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم بمكر وخداع للسلاطين الغشمة الماردين. وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس. وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم. وصياد السمك مع النساء والجواري خاصة ومعاملتهم.
الصخور الميتة: المقطوعة الملقاة على الأرض، ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة، وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة، وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار، والحكماء تشبه الجاهل بالحجر، وربما أخذت الشدة من طبعها، والحجر والمنع من اسمها، فمن رأى كأنه ملك حجراً أو اشترى له أو قام عليه، ظفر برجل على نعته، أو تزوج امرأة على شبهه على قدر ما عنده من الحال فيِ اليقظة. ومن تحول فصار حجراً، قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه، وإن كان مريضاً، ذهبت حياته وتعجلت وفاته، وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته.
وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على العالم أو في الجوامع، فإنه رجل قاس والٍ أو عشار، يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان، إلا أن يكونوا يتوقعون قتالاً، فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذلْك المكان، فكيف إن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت، فإنه دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الوقعة وتلك البلية، فكل من دخلت داره منها فلقة نزل بها منها مصيبة، وإن كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته، كان الحجر شدة تنزل بالمكان، على قدر عظم الحجر وشدته وحاله، فكيف إن كان سقوطه في الإنادر أو في رحاب الطعام. وإن كانت حجارة عظيمة قد يرمي بها الخلق من السماء، فعذاب ينزل من السماء بالمكان، لأن الله سبحانه قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها، فإما وباء أو جراد أو برد أو ريح أو مغرم أو غارة ونهبة، وأمثال ذلك، على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.
خبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الأخميمي بمصر قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سلامة الطحاوي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد. وإبراهيم بن أبي داود، وأبو أمية قالوا: حدثنا سليمان بن حرب، واللفظ لابن جناد، قال: حدثنا حماد بن زيد عن الحجاج الصواف، وأبي الزبير عن جابر، أن الطفيل بن عمرو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصنه ومنعه حصين، كان لدوس في الجاهلية فأفتى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر الله تعالى للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاحتوى المدينة، فمرض فخرج فأخذ مشاقص، وقطع بها براجمه، وشخبت يداه حتى مات. فرآه الطفيل بن عمرو في هيئة حسنة فقال: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى المدينة إلى نبيه صلوات الله عليه وسلامه، فقال: ما لي أراك مغطياً يديك؟ فقال: قيل لي أنّه لا تصلح منك ما أفسدت. فقال قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن حماد، عن أبي سعيد إسماعيل بن إبراهيم، قال: سمعت أبا إسحاق الخواص بالشام يقول: كان رجل يخدم داود الطائي ويكنى بأبي عبد الله. فقال له: إن مت فاغسلني ولا تخبر بي أحداً. قال فلما أن مات رأيته في المنام على نجيب في هودج له أربعة آلاف باب، بستور مرخاة، والريح تخفق، فقلت يا داود ادع الله أن يلحقني بك. فقال: احفظ عني ثلاثاً: داوِ قروح بطنك بالجوع، واقطع مفاوز الدنيا بالأحزان، وآثر حب الله تعالى على هواك ولا تبال متى تلقى.
وقال جعفر الصادق المعدة تؤول على ستة أوجه مثل الأمعاء، وأما السرة فهي عند المعبرين معاملة الإنسان وسروره وزوجته فمن رأى بها ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك.
وقال جعفر الصادق رؤيا الحجام تؤول على ثمانية أوجه أداء أمانة وكتاب شروط وولاية وشرور وصحبة وكتبة وسنة حسنة وعزل، وقال أيضاً الحجام ربما يكون كاتب خراج أو محاسبا، وربما كان الحجام رجلاًينحل على يديه أمور الناس، ورأيت بعض المعبرين يحب رؤيا الحجام لما ورد في الحديث المتقدم من شكر الحجامة.
قال جعفر الصادق رؤيا التخت تؤول على تسعة أوجه عز وشرف وسفر ومرتبة وعلو وولاية وقدر وجاه وأما السرير فهو على نوعين سرير للصغير المرضع وسرير لجلوس الأكابر.
وقال جعفر الصادق رؤيا البغال تؤول على سبعة أوجه سفر وامرأة عقيم وطول عمر وبلوغ وجمال ظفر وعلم ورجل أحمق وربما دلت رؤيا من يركب البغل أو البغلة إذا كان فقيها على تولية القضاء لأنه من شيمهم.
وأما الصقر فإنه مختلف فيه منهم من قال إنه سلطان الطيور ومنهم من قال العقاب سلطان الطيور وتأويله في علم التعبير كتأويل العقاب لكونهما منسوبين إلى سلطنة الطيور.
وقال جعفر الصادق رؤيا الغرارة الكبيرة الجديدة تدل على الخير والمنفعة والصغيرة الضعيفة على الخير القليل والعتيقة والمقطعة تدل على المضرة والهم والغم وقيل العدل مشتق من العدل والعدالة وهو محمود على كل حال.
وقال جعفر الصادق رؤيا الجن تؤول على ثمانية أوجه رؤية الأعداء وفساد الدين وشهوات وهوى نفس واشتغال وإهمال العبادة والطاعة وبعد عن أهل الدين والصلاح ويميل إلى أكل الحرام. والجنون تقدم تعبيره في محله في فصله في الباب العشرين.
ومن رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه يكون رجلا أمينا صادقا كثير الخير ومن رأى عمر بن الخطاب صار طويل العمر قوالا للحق وربما رزق الاعتمار بالبيت والطواف ومن رأى عثمان بن عفان صار خيرا فاضلا وربما قتل ظلما ومن رأى علي بن أبي طالب صار عاليا رفيع المكان ورعا شجاعا متصدقا وربما وقعت في الموضع فتنة ومن رأى أحدا من الصحابة رضي الله عنهم فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا