من رأى أحد الخلفاء بشاش الوجه سليم الطبع يتلفظ معه بلين الكلام فإنه يحصل له خير الدنيا والآخرة وإن رآه وهو يأمر بفعل في مستخلصه فإنه يصيب شرفا وذكراً عالياً وخيراً عاجلاً في دنياه وآخرته.
ومن رأى أنه يجامع أحداً من محارمه فإنه يكون قليل المحبة والشفقة لمن فعل بها، وربما تنقطع مودته عنها، وإن كانت ميتة فإنه يدل على حصول هم وغم، وقيل ان رؤيا ذلك خير للفاعل والمفعول، وربما دل على الحج.
وكذلك إن رأى في منامه كأنّ القبور قد انشقت، والأموات يخرجون منها، دلت رؤياه على بسط العدل، فإن رأى قيام القيامة، وهو في حرب. نصر. فإن رأى أنه في القيامة، أوجيت رؤياه سفراً، فإن رأى كأنه حشر وحده، أو مع واحداً آخر دلت رؤياه على أنّه ظالم، لقوله تعالى: " احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأزْوَاجَهُمْ " .
ومن رأى أحداً من النواب فإنه عز ودولة وربما دلت رؤيا النائب على السلطان لأنه قائم مقامه ويقال في اللغة العامل للنائب وقيل رؤيا النائب تدل على ثبات الأمور لكون تصحيفه كذلك.
ما لغة الرؤيا لدي ثنائي اللغة ؟
لغة الرؤى والأحلام تكون حسب لغات أصحابها، فمن يتحدث العربية سيقص عليك ما رآه في نومه بالعربية، ومن يتحدث لغة أخرى؛ كالإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، فسيقص عليك رؤيته بها.
ولكن السؤال هنا/ من يتحدث لغتين أو أكثر فبأيهما سيحلم؟ وبأي لغة سيقص ما رآه؟
من وجهة نظري أن ما يراه الإنسان من هذه الفئة، ممن يتحدث بأكثر من لغة، فسيقص الرؤيا باللغة التي يمارسها أكثر في وقت الرؤيا، او يعيش في مجتمعها في وقت الرؤيا، وأما الرؤيا نفسها فهو يرى صورا ورموزا بواسطة ملك الرؤيا، فيصورها له، ومن ثم يقوم الرائي بنقلها وإخراجها وقت قصه للرؤية حسب لغته التي كان يتحدث بها ويستعملها.
ولكن وجد من الناس من رأى في المنام من يتحدث معه بلغة غير مفهومة، وهذا تفسيره في رأيي يعود لعدة تعليلات أو تفسيرات، منها أنه سيلتقي بهذا الإنسان صاحب اللغة الأجنبية، أو سيجيد اللغة هذه، أو سيسافر لبلد اللغة هذه، أو أنه يفكر بالسفر لبلد أجنبي.
والخلاصة أن ما نراه له معان متعددة، وعملية إخراجه من صاحب المنام، للمفسر تختلف من إنسان إلى آخر، من حيث الاسلوب والصدق والتهويل والتعظيم، وأيضا يختلف من حيث اللغة التي يتحدث بها صاحب المنام أو الرؤيا
فإن رأى أنّه بمكة مع الأموات يسألونه، فإنّه يموت شهيداً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أُصلي فوق الكعبة. فقال:اتق الله، فإني أراك خرجت عن الإسلام.
ورأى مهندس أنّه دخل الحرم وصلّى على سطح الكعبة، فقص رؤياه على معبر،فقال تنال أمناً وولاية، وتجبي جباية من كل مكان، مع سوء المذهب ومخالفة السنة. فكان ذلك.