إن تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنها حية، وحولها إلى منزله، فإنه يعمل عملا يندم عليه، فإن وطئها وتلطخ من مائها. فإنه نادم من عمل في خسران وهم، وتحمد عاقبته، وينال خيرا بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر.
إن رأى كأنه تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنها حية، ودخل بها ولم يمسها، لكنه تحول إلى دارها واستوطنها، دلت رؤياه على موته وكذلك رؤيا المرأة، جارية مجرى رؤية الرجل في كل ذلك.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت رجلاً أسود ميتاً، يغسله رجل عليه. فقال أما موته فكفره، وأما سواده فماله، وأما هذا القائم يغسله فإنّه يخادعه ماله.
نكاح الميت الحية: فإن كانت مريضة أو كان عندها مريض لحقه واتصل به، وإلاّ كان ذلك شتاتاً في بيتها أو علة في جسمها، إلا أن يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح، مثل أن يقول لها إني لست بميت، أو ترى أنّه مع ذلك قد دفع إليها تبناً أو وهبها شعيراً، فإنّه خير يحيا لها لم تكن ترجوه، أو قد يئست من ميراثه أو عقبه، أو من زوج إن كانت أرملة، أو من غائب يقدم عليه إن كان لها غائب.
رأى من أصحاب السلطان أنه يسلب قميصه حتى تجرد، فهو عزله. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن الله عز وجل سيقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه، فإن رأى أنه معزول، فإنه مغلوب على أمره. فإن رأى السلطان في النزع أو مخبولا، أو أن منبره انكسر، أو سقط منه، أو حلق رأسه، أو نزع سيفه، أو انهدمت داره التي يسكنها، أو نصبت له شبكة وقع فيها، أو نطحه ثور، أو وطئته دابة، فإن ذلك كله هم وعزل.
فإن رأى أنه جالس على الأرض أو أن عليه قبة، فإنه ثبات في سلطانه. وإن اتصل ثوبه بثوب آخر، زيد في سلطانه ولا سيما إن كانت عمامة.
وكذلك لبنة القميص: إذا كانت صحيحة جديده بأزرارها، كان صاحبها لذلك مجتمع الشأن حسن الحال. وإن كانت اللبنة بالية متقطعة، أو رأى أنّها سقطت عن قميصه، فإنِّه يتفرق على صاحب القميص شأنّه وأمره، لأنّ جيب القميص شأنّه وأمره.
وقال بعضهم: رؤيا القمر تدل على ولادة ابن لملك ذلك المكان فإن رأى للقمر نوراً زائداً يدل على طول حياة ذلك المولود إن رأى أنه بدر يكون عمره وسطاً، وإن رآه ناقص النور يكون عمره قصيراً.
وقال جعفر الصادق: رؤيا القمر تؤول على سبعة عشر وجها ملك أو وزير أو نديم الملك أو رئيس أو شريف أو جارية أو غلام أو أمر باطل أو وال أو عالم مفسدا أو رجل معظم أو والد أو والدة أو زوجة أو بعل زوجة أو ولد أو عظمة.
ومن رأى أنه ينكح أمه وكانت ميتة فإنه يدل على انقضاء أجله لقوله تعالى " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم " الآية، وأول بعضهم هذه الرؤيا إذا كان صاحبها غائبا بالاجتماع على أمه إن كانت موجودة.
ومن رأى أنه ناول ميتا ثوبه ثم قال خطه أو اغسله بحيث لم يخرج من يده ولم يدخل في ملك الميت فإنه حصول غم وشدة وضيق صدر، وإن تناوله الميت ولبسه فإنه يموت عاجلا.
القمري
هو في المنام قارئ القصائد، طيب الحنجرة. ومن رأى القمري فإنه يجد خيراً وطيباً. وإن كان ينتظر غائباً فإنه يقدم عليه، وإن كان له حاجة فإنَّها تقضى، وإن كان به غم فإنه يفرج عنه. ومن رأى القمري في فصل الربيع قضيت حاجته، وإن رآه في غير زمن الربيع تأخرت الحاجة إلى زمن الربيع. ويدل على وضع الحامل غلاماً. والقمرية امرأة متدينة. وقيل: هو ولد صاحب نعمة.
وكذلك لورأى على الميت تاجا أوخواتيم، أورآه قاعدا على سرير، ولورأى على الميت ثيابا خضرا، دل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة، كما تدل مثل هذه الرؤيا على حسن حال الميت في الآخرة، فكذلك تدل على عقبه في الدنيا.
ن رأى ميتا كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت واليا فإن عقبه ينالون مثل ولايته،
ومن رأى أن الميت يجامع شيئا من أموات الحيوان فهو على وجهين خير ومنفعة أو أمر مكروه وقد تقدم نبذة من ذكر مجامعة الأموات في فصل الجماع لئلا يصير الفصل خاليا من هذا المعنى.
القمر
هو في المنام ملك عادل أو عالم كبير أو رجل كذاب. ومن رأى القمر في حجره تزوج. وإن رأت امرأة أن القمر وقع في بيتها فأخذت من بعضه ولفته في خرقة فإنها تلد ابناً ويموت. وإن رأى القمر يسير أمام الشمس فإن الوزير يخرج على الملك. وإن رأت امرأة كافرة أن القمر في حجرها أسلمت. وإن رأى أن القمر على الأرض فهو موت أمه. والشمس والقمر أبوان. ومن نظر في القمر فرأى مثال وجهه فيه فإنه يموت، وإن كان له امرأة حامل فإنه يُبشّر بولد ذكر. وإن رأى الملك أن القمر قد أَظلم فإن رعيته يؤذونه. وإن رأى أن القمر صار شمساً فإنه ينال عزاً أو خيراً ومالاً من أبيه أو امرأته. والقمر يدل على زوجة الرائي وعلى والديه أو ابنته أو أخته أو تجارته أو عمله. ويدل على السفينة لأن الملاحين يسعون في البحر حسب مسير القمر. ويدل أيضاً على سفر لأنه دائم الحركة. ورؤية القمر للمريض تدل على الهلاك، ومن رأى القمر احتجب بالسحب فإنه يدل على مرض، أو ذهاب المال، ومن رأى أن القمر يكلمه نال رئاسة. وإن رأت الحامل أن القمر في حجرها وضعت غلاماً. لهان رأت القمر في مكان لا تصل إليه فإنها تشتهي الولد الذكر ولا تناله. ومن رأى أنه يسجد للشمس أو للقمر فإنه يرتكب ذنباً عظيماً أو يطيع ملكاً أو وزيراً بالباطل. ومن رأى الشمس والقمر يسجدان له فإنَّ أبويه راضيان عنه. ومن رأى القمر انشق فربما يدل على هلاك الوزير أو الملك. ومن رأى أن القمر تحول في صورة رجل رذيل فإن الوزير يعَزل. وربما دلّت رؤيته على الأمراض بالبرودة والرطوبة كما تدل الشمس على الحرارة. وربما دلّ القمر على الأنيس والمنادم. وربما دلّ القمر على القمار، ويدل على اليمين والحلف، لقوله تعالى: (كلا والقمر). أو ربما دلّت رؤيته على الشفاء من أوجاع العين، فإن رأى القمر قد انشق، دلّ على ظهور آية لقوله تعالى: (اقتربت الساعة وأنشق القمر). ورؤيا القمر في ليالي الهلال بدراً دليل صالح. وربما دلّ القمر على العالم بالنجوم. ومن رآه في المنام في برج الحمل كان دليلاً صالحاً لملاقاة الأكابر وربما كان رديئاً لذي البناء. وإن رآه في برج الثور وكان يرجو سفراً في البر كان ذلك رديئاً. وإن رآه في برج الجوزاء كان مذموماً لاقتناء المعبد، صالحاً لابتياع البهائم. وإن رآه في برج السرطان كان صالحاً للزواج.
وإن رآه في برج الأسد كان مذموماً للشركة واختلاط المال. وإن رآه في السنبلة كان صالحاً لاستفراغ البدن. وإن رآه في الميزان كان رديئاًً لذلك. وإن رآه في العقرب كان صالحاً للتنعم بالحمام رديئاً للسفر. وإن رآه في القوس كان رديئاً لغرس الأشجار. وإن رآه في الجدي كان رديئاً لوضع الأساس. وإن رآه في الدلو كان رديئاً لتنفيذ سائر الحركات. وإن رآه في الحوت كان جيداً لعقد الألوية والمبايعات. ومن رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع فلكها فإنه مقبول القول عند الملك وإلا فإنَها مصيبة له. وإن رأى شمساً وقمراً عن يمينه وشماله وأمامه وخلفه فإنها مصيبة هم أو خوف أو هزيمة لقوله تعالى: (وجمع الشمس والقمر، يقول الإنسان يومئذ أين المفر). انظر أيضاً السماء، وانظر الشمس.
إن رأى ميتا يشتكي رأسه، فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه فإن كان يشتكي عنقه، فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته. فإن كان يشتكي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذبا. وإن كان يشتكي جنبه، فهو مسؤول عن حق المرأة. فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن حق الوالد والأقرباء وعن ماله. فإن رأى أنه يشتكي رجله، فهو مسمؤول عن إنفاقه ماله في غير رضا الله. فإن رآه يشتكي فخذه، فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه، فإن رآه يشتكي ساقيه، فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل.
فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا، نالت مالا من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتا معروفا، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله، نال من عقبه خيرا. فإن رأى ميتا مجهولا قبله، فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه.
فإن رأى كأن ميتا اشترى طعاما، فإن يغلو أو يعز ذلك الطعام. فإن رأى كأن الأموات يبيعون طعاما أو متاعا، كسد ذلك الطعام والمتاع. فإن وجد الحي بين الطعام والمتاع إنسانا ميتا، أو فأرة ميتة، أو دابة ميتة، فإنه ينفسد ذلك الطعام والمتاع.
لو رأت امرأة أنَّ رجلاً ميتَاَ تزوجها ودخل بها في دارها أو عندها، فإنَّ ذلك نقصان في مالها وتغير حالها وتفريق أمرها. فإن كان دخل بها الميت في دار الميت فهي مجهولة، فإنّها تموت. وإن كانت الدار معروفة للميت، فهي علىٍ ما وصفت نقصان في مالها.
ومن رأى أنه جامع امرأة ميتة معروفة فإنه حصول خير وبلوغ ما يؤمله من حيث لا يحتسب، وإن كان الميت رجلاًمعروفا فحصول الخير لذلك الرجل والصدقة والأجر والاحسان من الرائي، وإن كان الميت رجلاًمجهولا لم يعرفه فإنه ظفر ونصرة على الأعادي.
وقال بعض المعبرين كما قال ابن سيرين أحب الأخذ من الموتى ولا أعطيهم، وبالجملة كلما رأى الانسان ان ميتا أعطاه شيئا فهو خير ما لم يكن ذلك الشيء من جنس الهوام اللوادغ، وأما الاعطاء من جميع الوجوه فليس بمحمود إلا إذا كان يكرهه وهو من جنس ما تقدم فهو زوال هم وغم.
ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك.
سورة القمر
من قرأها أو قرئت عليه فإنه يسجن ويسلم من السجن، ويدفع الله تعالى عن شر أهل الشر، ويأتي يوم القيامة ووجهه كالقمر ليله البدر. وقيل: يرجع عن شك وريب ويصلح بعد فساد دينه. وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: أنه يخشى عليه من الغرق. وقال ابن المسيب: يخاف عليه من عصباته. وقال ابن فضالة: لا يخرج من الدنيا إلا بمحنة.
من رأىَ أنّه تزوج بامرأة ميتهَ ودخل بها، فإنّه يظفر بأمر ميت يحتاله، وهو في الأمور بقدر جمال تلك المرأة، فإن لم يكن دخل بها ولا غشيها فإنّ ظفره بذلك الأمر يكون دون ما لودخل بها.