ومن رأى أنه يدعو لجميع الخلق، ومن رأى أنه يدعو لنفسه خاصة فإن الله تعالى يرزقه ولداً لقوله تعالى " وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين " .
جاء إليه آخر فقال يا أبا بكر بن سيرين إن رجلا رأى كأن يفقط بيضا من رؤوسها فيأخذ بياضها ويترك صفرها فقال ابن سيرين قل للرجل بل ينتهي قال إني أبلغه عنك قال لا ثم عاد إليه مرة بعد مرة يقول له ذلك ويجيبه مثل جوابه الأول ثم قال له إن رأيته فاستحلفه إن هو رآها لحلف فقال إن كنت صادقا فأنت نباش تأخذ أكفان الموتى وتترك أجسادهم فقال والله لا أعود أبدا
رقم اربعون 40: وعد بأمر ويتم لقوله تعالى ( فتم ميقات ربه اربعين ليلة ) او بداية حمل لقوله صلى الله عليه وسلم ( ان احدكم يجمع في بطن امه اربيع يوما نطفة...).
فإن رأى أنّه متقلد أربعة سيوف، سيفاً من حديد، وسيفاً من رصاص، وسيفاَ من صفر، وسيفاً من خشسب. فإنّه يولد له أربعة بنين، فالحديد ولد شجاع، والصفر ولد يرزق غنى، والرصاص ولد مخنث، والخشب ولد منافق.
نادرة رأى شخص سفل من أصحاب الجهل أنه سار سلطانا وهو جالس بتخت المملكة فقص ذلك على بعضهم ونسب الأمر إلى من يشبهه وهو بهذه الصفة ولم يعين نفسه فعبرها له أن يضرب ويشهر به وربما يكون حصول مصيبة فعن قليل حصل له ذلك بعينه.
نادرة جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأى رجل أنه يشق بيضا من رؤوسها فيأخذ بياضها ويترك صفارها فقال ابن سيرين قل للرجل يأتيني لأعبرها له قال أبلغه عنك ذلك قال لا ثم كرر عوده إليه مرارا وهو يقول كذلك وفي آخر الأمر قال أنا الذي رأيته فاستحلفه واستوثق منه فأمر أحد أصحابه أن يأتيه بأحد من دار الشرطة ليحمله إليه ويعرفه بأنه نباش الموتى وسارق أكفانهم فقال أشهدك أني تبت إلى الله ولا أعود لذلك.
ومن رأى أنّه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة، أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً. وإن كانت بينهما عداوة، فإنّه يظفر بالمسلم، ويأمن بوائقه. ومن رأى كأنّه سلم على شيخ لا يعرفه، فإنّ ذلك أمان من عذاب الله عزّ وجلّ.
ومن رأى ميتا معروفا، مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنه يتزوج من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتا مات موتا جديدا، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته، حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية.