كلام الأعضاء: فإن كلامها يدل كل عضو على افتقار من هو تأويل ذلك العضو من أقرباء صاحب الرؤيا.
وأما اللوم: فمن رأى كأنه يلوم غيره على أمر، فإنه يفعل مثل ذلك الأمر، فيستحق اللوم، لما قيل: وكم لائم لام وهو مليم.
فمن رأى كأنه يلوم نفسه على أمر، فإنه يدخل في أمر متشوش مضطرب يلام عليه، ثم يخرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس، فيخرج من ملامتهم، لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي " . واللي: في العمامة والحبل سفر.
شهيد
إذا حلمت بالشهداء فهذا يعني أنك محاط بأصدقاء زائفين وأنك ستعيش أياماً صعبة على صعيد الأسرة وستمنى بخسارة في محيط العمل. إذا حلمت أنك شهيد فهذا يعني الابتعاد عن الأصدقاء كما أن الأعداء سيفترون عليك.
إذا كان الإنسان يتكلم في المنام بلغات شتى دلّ على أنه يملك ملكاً عظيماً لقصة سليمان عليه السلام. وكذلك كلام الطيور للرائي وهو مبشر بنيل ملك عظيم وعلم وفقه. وكلام الطير كله صالح جيد فمن رأى أن الطير تكلم ارتفع شأنه، ومن رأى أن الحية كلمته بكلام لطيف أصاب سروراً وخيراً من عدو. ومن رأى أن دابة كلمته فإنه يموت، لقوله تعالى: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم). ومن رأى أن رأسه أو أنفه تكلم فإن ما ينسب إلى ذلك العضو يفتقر أو تصيبه نائبة شديدة، وإن كلمته شجرة دلّ على نيله أمراً يتعجب منه الناس. وكلام الطفل كيفما قاله في المنام فهو حق. وربما دلّ سماع كلام الطفل على الوقوع في المحذور. وكلام الجماد صلح أو موعظة. وكلام الحيوان ربما كان عذاباً ونقمة. وكلام الشجر علو شأن. وكلام الأموات فتنة، وكلام الجوارح نكد من الأهل، واقتراف ذنب. والكلام من كل شيء إن وافق كتاب اللّه أو سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أو المعقول كان مقبولاً ومحلاً للتأويل، وكان خيراً في حق صاحبه ويجب اتباعه، وما كان مخالفاً لكتاب اللّه أو سنّة رسوله عليه السلام فهو محذور يجب اجتنابه. وإذا كلمه شيء من أعضائه فهو نصح يجب قبوله من أهله وذويه أو أقربائه لأنهم الشهداء يوم القيامة عند اللّه تعالى على جحد فعله بهم. وكلام الجدار إنذار بالفراق والأنس بالآثار، لأن المؤمن يأنس بها كمن يحدثها وتحدثه. وكلام الشجر دليل على المشاجرة. وكلام العدو في المنام يدل على انقضاء مدة الهجر والسابق منهما بالكلام مسبوق. وكلام اللّه تعالى للعبد في منامه يوم القيامة خاصة يدل على رفع المنزلة، والقرب من ولاة الأمور، والأعمال الصالحة وحسن السيرة، ويدل على التفات الملك إلى الرعية بالأنعام والإكرام. وإن كان الرائي من أهل التجريد تجرد عن الدنيا وأقبل على الآخرة.