فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا، نالت مالا من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتا معروفا، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله، نال من عقبه خيرا. فإن رأى ميتا مجهولا قبله، فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه.
ومن رأى أنّه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة، أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً. وإن كانت بينهما عداوة، فإنّه يظفر بالمسلم، ويأمن بوائقه. ومن رأى كأنّه سلم على شيخ لا يعرفه، فإنّ ذلك أمان من عذاب الله عزّ وجلّ.
ومن رأى ميتا معروفا، مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنه يتزوج من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتا مات موتا جديدا، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته، حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية.
الساقية
تدل في المنام على مجرى الرزق وسببه كالحانوت والصناعة والسفر، وربما دلّت على القروح لمدها بالماء في مجراه مع سقيها للبساتين. وربما دلّت على السقاء والسقاية. وربمّا دلّت على محجة طريق السفر. وربما دلّت على الحلق لأنه ساقية الجسم. وربما دلّت على حياة الخلق إن كانت عامة، أو حياة بانيها إن كانت خاصة. والساقية حياة طيبة لمن يملكها، شريطة أن لا يفيض الماء من مجراه المحدود في الأرض، فإن فاض عن مجراه يمينا وشمالا فهو هام وحزن وبكاء. وكذلك لو جرت الساقية من خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة إذا كان ماؤها عذباً صافياً. وقيل: مَن ملك ماء جارياً نال رياسة ومنفعة. ومَن رأى ساقية مملوءة زبلاً وكناسة وقد غسلها وأزال ما فيها فإنه يحتقن. ومَن رأى الماء يجري من رجليه تعرض لعلة الاستسقاء. ومَن رأى ساقية تجري بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون اللّه تعالى ويشربون من مائها ويملؤون آنيتهم منها وكانوا في وباء انجلى عنهم، وأمدّهم اللّه سبحانه بالحياة، وإن كانوا في شدّة أتاهم اللّه تعالى بالرخاء بمطر دائم. وإن كان ماء الساقية كدرا أو مالحاً أو خارجا من الساقية مضراً بالناس فإنه سوء يقدم على الناس وينشر فيهم سقماً عاماً كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه عن المسافرين. ومَن رأى الساقية جارية إلى بستانه وكان عازباً تزوج، أو اشترى جارية يتزوجها، فإن كانت له زوجة أو جارية حملت منه إن شربت أرضه أو بستانه. وساقية الدم في الدار تدل على فساد المرأة التي بتلك الدار. ومَن رأى أن الساقية خرجت من مجراها وأضرت بالناس فإنها خبر سيء يأتيه. وقد تكون الساقية المرأة. ومَن رأى ساقية قطعها، فإنها مقاطعة بينه وبين امرأة. وقيل: من رأى أنه خلف ساقية فإنه يموت. ومَن رأى أنه يستقي من ساقية فإنه يصيب خيراً، يحيا حياة طيّبة. ومَن رأى أنه يشرب ماء عذبا من ساقية أو نهر فإنه يصيب عيشاً لذيذا وحياة طويلة، وإن كان ماء كدرا أو مزا كان عيشه في هم وخوف أو شدة. وقيل: هو مرض بقدر ما شرب منه. وربما دلّت السواقي على عروق الجسد التي ينمو الجسد بسقيها.
ومن رأى أن ساقية خرجت من خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة إذا كان ماؤها عذبا، وإن كان مالحا فهو مضرة أو سوء ينشر، ويقال إن الساقية امرأة فما رؤى فيها من زين أو شين فهو في المرأة.
نادرة رأى شخص سفل من أصحاب الجهل أنه سار سلطانا وهو جالس بتخت المملكة فقص ذلك على بعضهم ونسب الأمر إلى من يشبهه وهو بهذه الصفة ولم يعين نفسه فعبرها له أن يضرب ويشهر به وربما يكون حصول مصيبة فعن قليل حصل له ذلك بعينه.
ومن رأى أنه يريد صعود جبل فإنه يتعلق برجل قاسي القلب بعيد الهمة أو يريد أمرا فإن الجبل حينئذ ههنا غاية في نفسه يبلغها وبقدر صعوده في الجبل وعلى قدر سهولته أو صعوبته عليه في الطلوع يكون ذلك.
وأما الفخذ فقوة الإنسان وقومه وعشيرته فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك ومن رأى أن فخذه قطع فإنه يفارق أهله ويموت غريبا وأما الركبتان فهما كد الإنسان ومطلبه فمن رأى في ذلك من شين أو زين فيؤول على ذلك وأما الساقان فهما مال الإنسان واعتماد سلوكه فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لهما وربما كانت الساق عمر الإنسان فمن رأى أن ساقه من حديد طال عمره وبقي ماله أو من خشب ضعف عن طلب معيشته في التماس رزقه ومن رأى أن ساقه التفت بساق أخرى فهو علامة الهلاك ...