استراق السمع
هو في المنام كذب ونميمة، وربما يصير مسترق السمع مكروهاً من جهة السلطان. ومن رأى كأنه يستمع على إنسان فإن كان تاجراً استقال من عقد بيع، وإن كان والياً عزل. وإن رأى كأنه يستمع على إنسان فإنه يريد هتك سره وفضيحته. ومن رأى كأنه يسمع أقاويل ويتبع أحسنها فإنه ينال بشارة. فإن رأى كأنه يسمع ويتظاهر بأنه لا يسمع فإنه يكذب ويتعود ذلك.
السمن
هو في المنام علم نافع. ومن حملت من النساء سمنا مكر بها. والسمن دال على الفقه والقرآن لأهله، وعلم الدواء لنفعه وشفائه، وعلى المال والغلات والأرباح والخصب والرخاء، وعلى الصحة لمن هو في سقم إن أكله.
ومن رأى أنه مسموم فإنه لهج بأمر توحد فيه وربما يصيبه هم وكرب فإن قتله السم أصاب ذلك خيرا وقال بعضهم السم مال حرام فمن أكل منه أو ملكه فإنه يصيب قدر ذلك وقال بعضهم استعمال السم طول حياة ومنفعة دنيوية
ومن رأى أنه يأكل سمنا أو زبدا فإنه يصيب خصبا أو زيادة في ماله وسمن البقر في التأويل أفضل من سمن الغنم ومن رأى أنه يأكل جبنا طريا فإنه يصيب ربحا من تجارته أو عمله ومن رأى أنه يأكل عسلا أو يجمعه إلى داره أو يشربه بالماء فإنه يصيب مالا وغنيمة وإن كانعبدا أعتق أو مريضا شفاه الله وربما دل العسل على كلام البر وطلب القرآن والعلم أو على نكاح وتزويج ومن رأى أنه يلعق عسلا من صحفة أو حلواء في صحفة فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يأكل سكرا فإنه حسن صالح ومن رأى أنه يمص السكر فإنه يصير إلى ما يكثر كلامه فيه ومن رأى أنه يشرب خمرا ليس معه من ينازعه فيها فإنه يصيب مالا حراما بقدر ما شرب منها وقيل يصيب إثما كبيرا ومن رأى أنه يشرب نبيذا أو غيره مما يسكر فإنه مال حرام دون الخمر وما كان مما لا يسكر فهو مال حلال فيه نصب ومن رأى أنه سكر من الخمر فإنه يصيب مالا حراما ويصيب من ذلك المال سلطانا وإن سكر من غير شراب فإنه يصيبه هم وحزن شديد وإن رأى المريض أنه سكر فإنه موته ومن رأى أنه يشرب الخمر مع قوم يعاطيهم الكأس فإن ذلك يدل على وقوع العداوة بينهم والمنازعة ومن رأى أنه ينازع الكأس فإنه يدل على الشر والمنازعة ومن رأى أنه يشرب شرابا ففزع منه فإنه الأمر الذي هو فيه قد بلغ آخره وقيل قد نفد عمره فإن بقي البعض بقي من عمره قدر ذلك ومن رأى أنه يعتصر خمرا فإنه يخدم السلطان ويجري على يديه أمور عظام وإن رأى المريض أنه أعطي كأسا من خمر أو غير خمر وشربها إلى آخرها فإنه كأس المنية
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: من رأى لون السماء أبيض يكون في ذلك المكان نعمة وخصب، وإن رآه أخضر فهو خير، وإن رآه أصفر فهو داء ومرض، وإن رآه أحمر فهو حرب وسفك دم، وإن رآه أسود فهو قحط وضيق، وإن رأى أن السماء تتلون يكون في ذلك المكان بلاء وفتنة عظيمة.
السمان
تدل رؤيته في المنام على العالم الكبير، والمتفنن في الفضائل، والمشارك للناس في العلم والمال. وتدل رؤيته على زواج العازب بالغنية والجميلة. والسمان رجل موسر. والسمن مال فمن رأى أنه يبيع سمنا فإنه ينال فائدة.
السمك: فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها. قال: فتش خادمك فإنّه يصيب من أهلك. ففتش خادمه فإذا هو رجل.
والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم، أو صحبة رئيس، لقوله تعالى: " نَسِيَا حُوتَهُمَا " . ومن أصاب سمكة طرية مشوية، فإنّه يصيب غنيمة وخيراً، لقصة مائدة عيسى عليه السلام، والسمك المشوي قضاء حاجة أو إجابة دعوى أو رزق واسع، إن كان الرجل تقياً. وإلا كانت عقوبة تنزل عليه. فإن رأى أنّه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن، فإنّه ينفق ماله في شيء لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذاً شريفاً.
وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه، ما خلا السمك الصغار، فإنّ شوكها أكثر من لحمها، ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته، ويدل على رجاء شيء لا ينال. وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت.
وأما ذوق الأشياء: فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال، فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فاستلذه واستطابه، فإنّه ينال الفرج والنعمة، لقوله تعالى: " وإِنّا إذا أذَقْنَا الإنْسَانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا " . فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فوجد له طعماً مراً، فإنّه يطلب شيئاً يصيب منه أذى. فإن رأى كأنّه ابتلع طعاماً حاراً خشناً، دل على تنغيص عيشه ومعيشته.
ومن رأى أنه ينظر إلى السماء، فإنه يتعاطى أمراً عظيماً ولا يناله، والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا، فإن نظر إلى ناحية المشرق، فهو سفر وربما نال سلطاناً عظيماً.
إذا سقط من السماء نار أصاب الناس أمراض وجدري وموت، أو غلاء، أو أصاب النبات جراد. وربما تدل السماء على السلطان أو قصره. فمن صعد إليها بسلم أو بحبل نال من الملك رفعة، وإن صعد بلا سلم ولا حبل ناله خوف من السلطان وداخله غرور. وإن وصل إلى السماء بلغ غاية الأمر، وإن كان مريضا في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته. وأما الدنو من السماء فيدل على القرب من الله تعالى وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحة، وربما دل ذلك على القرب من الإمام والسلطان والعالم والوالد والزوج والسيد. وربما دل السقوط من السماء إلى الأرض على هلاك السلطان إن كان مريضا. وسقوط السماء قد يدل على الأرض المجدبة. والعرب تسمي المطر سماء لنزوله من السماء. وإذا سقطت السماء على إنسان وكان مريضا في اليقظة مات، ومن صعد إلى السماء فدخلها نال الشهادة وفاز بكرامة الله. والسماء الدنيا موضع القمر، والقمر في التأويل الوزير. فإن رأى أنه في السماء الثانية نال أدبا وفطنة ورئاسة وإن السماء الثانية لعطارد. وإن رأى أنه في السماء الثالثة نال نعمة وجواري وحليا فرحا وإن السماء الثالثة للزهرة. فإن رأى أنه في السماء الرابعة نال ملكا وسلطة وهيبة وإن السماء الرابعة للشمس. وإن رأى أنه في السماء الخامسة نال ولاية الشرطة أو قتالا وإن السماء الخامسة للمريخ. وإن رأى أنه في السماء السادسة فإنه يرزق فقها وقضاء، وزهدا وعبادة ويكون حازما وإن السماء السادسة للمشتري. ومن رأى أنه في السماء السابعة فإنه ينال عقارا وفلاحين وإن السماء السابعة لزحل. وإن رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ولكنه يهلك. فإن اخضرت السماء كثر الزرع، وإن اصفر كثر المرض فيها. وإن خرج من السماء غنم فإنه غنيمة، وإن خرج سبع فيبتلون بجور سلطان. وإن فتحت أبواب السماء كثرت الأمطار. وإن رأى الإنسان أنه سرق السماء وخبأها فإنه يسرق مصحفا ويدفعه إلى امرأته. وإن رأى أنه يدور في السماء ثم ينزل منها فإنه يتعلم علم النجوم ويصبح مذكورا. ومن رأى أنه معلق بحبل من السماء فإنه يلي سلطانا في الدين، فإن رأى أن الحبل انقطع به زال عنه سلطانه. ومن رأى السماء تبنى بحضرته فإنه شهد بالزور، لقوله تعالى: (ما أشهدتم خلق السموات والأرض). ومن رأى أنه خر من السماء إلى الأرض فإنه يرتكب ذنبا عظيما. ومن رأى أن السماء خرج منها نور دل على هداية أهل ذلك المكان، وإن خرج ظلام دل على ضلالهم. والسماء دالة على البلد والحصن والدار والزوجة، والولد والوالدة والأستاذ والأمكنة التي يرجى منها النفع. وتدل السماء على القسم لمن أطلع إليها في المنام لقوله تعالى: (والسماء ذات الحبك). وقوله تعالى: (والسماء ذات البروج)، وقوله: (والسماء والطارق)، وربما دلت على البناء العجيب، وربما دلت السماء على البحر لسعته، ولما فيه من خلق الله تعالى. وتدل السماء في المنام على كل ما يعلو الرأس من قلنسوة وسقف، وعلى ما يتوقى به من الأعداء كالسلطان. وربما دل الصعود إلى السماء على الجدل والأنكاد من ذوي الحسد والأعداء. وربما دلت السماء على السجن، والصعود إليها دليل على رفع الهمة.
وقال جابر المغربي رؤيا الخوان الممدود بالأطعمة يؤول بالرجل الشريف وكثرة الخير وقيل يؤول بالأصدقاء الكثيرة وقيل أنه دين ورفعة إذا لم يؤكل منه الطعام على الخوان وهو دليل على طول العمر.
هو في المنام إذا عرف عدده فهو نساء، وإن لم يعرف عدده فهو مال وغنائم. أما الحوت فهو وزير الملك، وإن البحر ملك والسمك جند الملك. فإن كان السمك حيا طريا دل على الجارية البكر. ومن رأى أنه يصطاد سمكا كبيرا فإن ذلك يدل على منفعة وخير. والسمك اللين القشر دليل خير لمن يريد الخديعة. والسمك البني دليل خير لمن أراد الزواج. والسمك الميت في داخل البحر دليل رديء ويدل على رجاء لا يتم. ومن رأى سمكة في فراشه فهي دليل رديء لمن يسير في البحر أو لمن كان مريضا. ومن اصطاد السمك من ماء كدر أصابه هم شديد. ومن رأى أنه يأكل سمكا حيا بلغ الملك. وإن كان يأكل السمك المالح أصابته شدة. وقيل: إذا بلغ السمك أربعة كان نساء، وإذا كان أكثر من أربعة فهو غنائم وأموال. والسمك المقلي يدل على إجابة دعوة، وقيل السمك المشوي سفر في طلب علم. ومن رأى أنه يشتري من السماك سمكه فإنه يشتري جارية أو يتزوج امرأة. وإن كان السمك ينتقل من البحر الحلو إلى البحر المالح، وسمك البحر المالح ينتقل إلى الحلو دل ذلك على النفاق. والسمك الصغير والكبير يدل على الاهتمام بالأفراح والأحزان. فإن نزل عليه من السماء سمك مشوي فبشارة له باستجابة دعائه وانتصاره على أعدائه وارتفاع قدره. وربما دلت رؤية السمك على الهم والنكد والمرض.
السماك
تدل رؤيته في المنام على الشر والخصومات والهم والغم، أو الفرج بعد الشدة. وبائعه طريا تدل رؤيته على دلال الجواري والمماليك، وعلى بائع الجواهر والمماليك، وعلى الأرزاق والمال الحلال، والعلم والكد والاحتيال. فمن اشترى من السماك سمكة فإنه يشتري جارية أو يتزوج امرأة.
فإن رأى كأنه يدور في السماء ثم ينزل، فإنه يتعلم علم النجوم والعلوم الغامضة ويصير مذكوراً بين الناس. فإن رأى كأنه استند إليها، فإنه ينال رياسة وظفراً بمخالفيه.
وحكي أن رجلاً اتى ابن سيرين فقال: رأيت ثلاثة نفر لا أعرفهم، رفع أحدهم إلى السماء، ثم حبس الآخر بين السماء والأرض، وأكب الآخر على وجهه ساجداً، فقال ابن سيرين: أما الذي رفع إلى السماء، فهي الأمانة رفعت من بين الناس، وأما المحتبس بين السماء والأرض، فهي الأمانة تقطعت، وأما الساجد، فهي الصلاة إليها منتهى الأمة.
وقال جعفر الصادق السماني تؤول على أربعة أوجه ولد غلام أو خادم ورزق حلال ومنفعة وأما السلوى فإنه يؤول بحصول رزق من الله تعالى ليس لأحد فيه منه من المخلوقين لقوله تعالى وأنزلنا عليك المن والسلوى.
السماع
إذا كان السماع في المنام للقرآن الكريم، أو مديح النبي صلى الله عليه وسلم، أو سماع خطاب فإن ذلك يدل على الهداية والإنابة إلى الله تعالى، والرجوع إليه سبحانه، وإن سمع غير ذلك كان كمن قال الله تعالى فيهم: (وإن تدعهم إلى الهدى لا يسمعوا). واستراق السمع كذب ونميمة وربما يصيب صاحبه مكروه من جهة السلطان. ومن رأى أنه يسمع وكان واليا غزل، وإن رأى أنه يستمع إلى إنسان فإنه يريد هتك سره وفضيحته. ومن رأى أنه يستمع أقاويل ويتبع أحسنها، فإنه ينال بشارة. ومن رأى أنه يسمع ويتظاهر بالصمم فإنه يكذب ويتعود ذلك،
السمسم
هو في المنام رزق حلال، وكذلك عصارته السيرج مال في عز وقوة، وكذلك سائر الحبوب. ومن رأى أنه يزرع سمسما فإنه ينال ولاية وتجارة وزهدا وربحا وفرحا. وقيل السمسم والخردل للأطباء وحدهم خير، أما لسائر الناس فهو دليل على المرض. ومن رأى سمسما تضرر لأنه سم مكرر.
وحكي أنّ رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأنّ رجلاً معلق من السماء بسلسلة ونصف بدنه أسود، ونصف بدنه أبيض، وله ذنب كذنب الحمار. قال ابن سيرين: أنا ذلك الرجل، أما نصف بدني الأبيض فورد لي بالنهار، والنصف الأسود ورد الليل والسلسلة التي علقت بها من السماء، فذكر مني يصعد أبداً إلى السماء، وأما الذنب فدين يجتمع علي، ومؤتي فيه، فكان كما عبره.
السماك: رجل نخاس الرقيق، لأنّ السمكة جارية أو امرأة، والسكري رجل لطيف فإن رأى أنّه يبيع سكراً ويأخذ ثمنه دراهم، فإنّه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له بالجواب. والسمان رجل موسر يعيش في ظلمه من تبعه، والرآس رئيس الرؤساء، فإن رأى كأنّه اشترى رأساً من رآس، فإنه يطلب من رئيس أن يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها.
الهبوط من السماء: بعد صعودها ذل بعد العز، وقيل هو نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين. إذا رأى الهبوط من الجبل نال الفرح، وقيل أنّه يدل على تغيير الأمر وتعذر المراد.
من رأى أنه في السماء من غير صعود أو صعد إليها بسبب نال عزا ورفعة وإن صعد إليها بغير سبب نال خوفا من قبل سلطان ومن رأى أنه نازل منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ومن رأى أنه بنى بها بيتا فإنه يستشهد ومن رأى أن أبوابها مفتحة أو أنها قربت إلى الأرض دل على إجابة الدعاء وكثرة المطر وإن رأى أن أبوابها مغلقة دل على قلة المطر ومن رأى أنه وقع من السماء فإن ذلك مكروه في الدين فإن كان الرائي ذا سلطان زال عنه سلطانه ومن رأى نسرا أو عقابا طار به إلى السماء ولم يقع فإنه يصيب خيرا ورفعه ومن رأى في السماء سراجا أول بالشمس فإن انطفأ كسفت ومن رأى أن السماء انشقت فإنه اختلاف بين الناس وكذب على الله تعالى ومن رأى أنها انشقت فخرج منها شيخ حل بتلك الأرض خصب أو شاب فعدو يظهر ومن رأى أنه مشى فوق السماء مشى في أثر المطر ومن رأى أنها خضراء دل على خصب في ذلك العام أو صفراء دل على مرض فيه أو أنها من حديد فمطر ذلك العام قليل ومن رأى أنها وقعت عليه دل على أن سقف بيته يقع عليه
من رأى أنه في السماء من غير صعود أو صعد إليها بسبب نال عزا ورفعة وإن صعد إليها بغير سبب نال خوفا من قبل سلطان ومن رأى أنه نازل منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ومن رأى أنه بنى بها بيتا فإنه يستشهد ومن رأى أن أبوابها مفتحة أو أنها قربت إلى الأرض دل على إجابة الدعاء وكثرة المطر وإن رأى أن أبوابها مغلقة دل على قلة المطر ومن رأى أنه وقع من السماء فإن ذلك مكروه في الدين فإن كان الرائي ذا سلطان زال عنه سلطانه ومن رأى نسرا أو عقابا طار به إلى السماء ولم يقع فإنه يصيب خيرا ورفعه ومن رأى في السماء سراجا أول بالشمس فإن انطفأ كسفت ومن رأى أن السماء انشقت فإنه اختلاف بين الناس وكذب على الله تعالى ومن رأى أنها انشقت فخرج منها شيخ حل بتلك الأرض خصب أو شاب فعدو يظهر ومن رأى أنه مشى فوق السماء مشى في أثر المطر ومن رأى أنها خضراء دل على خصب في ذلك العام أو صفراء دل على مرض فيه أو أنها من حديد فمطر ذلك العام قليل ومن رأى أنها وقعت عليه دل على أن سقف بيته يقع عليه
السم
هو في المنام مال، فمن رأى أنه شرب السم فانتفخ وتورم فإنه يصيب مالا بقدر الورم والانتفاخ، وإن لم يدل القيح في التسمم نال كربا وغما. والسموم القاتلة في الرؤيا دليل الموت. والسم هم لمن شربه. ومن رأى من العبيد كأنه شرب سما فإنه يعتق أو يتزوج. ومن رأى أنه يسقي غيره سما فإنه يزني بامرأة، وإن السم لا يسقى إلا خفيه وكذلك الزنى لا يحدث إلا خفية. ومن رأى أنه يشرب السم فإن حياته تطول.
السماني
تدل رؤيته في المنام على الفوائد والأرزاق من سبب الزرع والفلاحة. وهو دليل على الأرزاق من الشبهات والمقالات في اللهو واللعب والتبذير. وربما دلت رؤية السماني على الجرم لما يوجب الحبس والصلب.
السمنة
من رأى في المنام أنه سمين زاد ماله، وإن كان مع السمنة قد لبس ثيابا صفراء فإنه يمرض ثم يشفى. وقيل: سمنة الجسم تدل على العز. وقيل: السمنة في البدن والقوة في الدين والإيمان. وقيل: السمنة دليل على الاصطفاء وعلو الشأن.
كميت أقوى للقتال وأعظم. والسمند شرف ومرض. ومن ركب فرساً فركضه حتى ارفض عرقاً، فهو هوى غالب يتبعه، ومعصية يذهب فيها لأجل العرق، وإنما قلنا أنّ العرق في الركض نفقة في معصية، لقوله تعالى: " لا تَركضوا وارْجِعُوا إلىَ مَا أتْرِفْتُمُ فِيهِ " .
صغار السمك: أحزان لمن أصابه بمنزلة الصبيان، ومن أصاب سمكة طرية أو اثنتين، أصاب امرأة أو امرأتين، فإن أصاب في بطن السمكة لؤِلؤة، فإنّه يصيب منها غلاماً. وإن أصاب في بطنها شحماً، أصاب منها مالاً وخيراً، ومن أصاب سمكاً مالحاً، أصابه هم من جهة ملوحته، وصغاره أيضاً لا خير فيه. وربما كان في طبع الإنسان إذا رأى السمك المالح في منامه، أن يصيب مالاً وخيراً، ومن خرجت من فمه سمكة، فهي كلمة يتكلم بها من المحال في امرأة، ومن رأى سمكة خرجت من ذكره، ولدت له بنت، والسمكة الحية الطرية بكر، وصيد السمك في البر، ارتكاب فاحشة، وقيل إنّه خبر سار. وصيد السمك من الماء الكدر هم شديد، ومن الماء الصافي رزق، أو يولد له ابن سعيد. ومن أكل سمكاً حياً نال ملكاً. والسمك المشوي الطري غنيمة وخير، لقصة مائدة عيسىِ عليه السلام. وقيل هو قضاء حاجة أو إجابة دعوة أو رزق واسع، وإن كان الرجل تقياً، وإلا كانت عقوبة، والمالح المشوي سفر في طلب علم أو حكمة، لقوله تعالى: " نَسِيا حوتهُما " ، ومن رأى أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن، فإنه يصلح ما لا ينفعه، وينفق على ذلك من مال شريف، ويتعب فيه حتى يصير مالاً لذيذاً شريفاً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على مائدتي سمكة آكل منها أنا وخادمي من ظهرها وبطنها، قالت فتش خادمك، فإنّه يصيب من أهلك. ففتشه فإذا هورجل.
تدل على نفسها، فما نزل منها أوجاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند اللهّ، ليس للخلق فيه تسبب، مثل أن يسقط منها نار في الدور، فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت. وإن سقطت منها نار في الأسواق، عز وغلا ما يباع بها من المبيعات. وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات، أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد، وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال، كالعسل والزيت والتين والشعير، فإن الناس يمطرون أمطاراً نافعة، يكون نفعها في الشيء النازل من السماء، وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته، لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها، مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها، وضعفهم عن الخروج من تحتها. فما رؤي منها وفيها أو نزل بها وعليها، من دلائل الخير والشر، وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله، فمن صعد إليها بسلم أو سبب، نال مع الملك رفعة. وعنده، وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم، ناله خوف شديد من السلطان، ودخل في غزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه. وإن كان ضميره استراق السمع، تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه. وإن وصل إلى السماء، بلغ غاية الأمر، فإن عاد إلى الأرض، نجا مما دخل فيه، وإن سقط من مكانه عطب في حاله، على قدر ما آل أمره في سقوطه، وما انكسر له من أعضائه، وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة، ثم لم يعد إلى الأرض، هلك من علته، وصعدت روحه كذلك إلى السماء. وإن رجع إلى الأرض، بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجوان شاء الله، إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً في بئر أوحفير ثم لم يخرج منه، فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه، وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام، لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، ولا تصعد أرواحهم إليها. وأما رؤية الأبواب، فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله، أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك، فإن كان الناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال الله تعالى: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة، والخصب، كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر. وأما إن رمى الناس منها بسهام، فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون، فتحت أبوابه عليهم. وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه، فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه، وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار، فهي فتنة تطيش سهامها، يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره. وإن كانت تقع عليهم ضرر فيجمعونها ويلتقطونها، فغنائم من عند الله، كالجراد، وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن، غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه، أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه، وأما دنو السماء، فيدل على القرب من الله، وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات. وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي، يقبل دعاؤه ويستجاب، لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء، وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد، وكل من هو فوقك بدرجة، الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه، وما وقع في ضميره. وأما سقوط السماء على الأرض إن كان مسافراً وقد يعود أيضاً ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم، وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة، أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون، وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال، فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن، والعرب تسمي المطر سماء، لنزوله منها.
من سقطت السماء عليه أو على أهله، دل على سقوط سقف بيته عليه، لأن الله تعالى سمى السماء سقفاً محفوظاً، وإن كان من سقطت عليه في خاصيته مريضاً في يقظته، مات ورمي في قبره على ظهره، إن كان لم يخرج من تحتها في المنام . ومن صعد فدخلها، نالت الشهادة وفاز بكرامة الله وجواره، ونال مع ذلك شرفاً وذكراً.
ومن رأى أنه في السماء، فإنه يأمر وينهي. وقيل أن السماء الدنيا وزارة، لأنها موضع القمر، والقمر وزير، والسماء الثانية أدب وعلم وفطنة ورياسة وكفاية، لأن السماء الثانية لعطارد. ومن رأى أنه في السماء الثالثة، فإنه ينال نعمة وسروراً وجواري وحلياً وحللاً فرشاً، ويستغني ويتنعم، لأن سيرة السماء الثالثة للزهرة. ومن رأى أنه في السماء الرابعة، نال ملكاً وسلطنة وهيبة، أو دخل في عمل ملك أو سلطان، لأن سيرة السماء الرابعة للشمس. فإن رأى أنه في الخامسة، فإنه ينال ولاية الشرط أو قتالاً أو حرباً أو صنعة مما ينسب إلى المريخ، لأن سيرة السماء الخامسة للمريخ، فإن رأى أنه في السماء السادسة، فإنه ينال خيراً من البيع والشراء، لأن سيرة السماء السادسة للمشتري، فإن رأى أنه في السماء السابعة، فإنه ينال عقاراً وأرضاً ووكالة وفلاحة وزراعة ودهقنة في جيش طويل، لأن سيرة السماء السابعة لزحل، فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلاً، فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميه
فإن رأى أن السماء اخضرت، فإنه يدل على كثرة الزرع في تلك السنة، فإن رأى أن السماء اصفرت، دل على الأمراض، فإن رأى أن السماء من حديد، فإنه يقل المطر. وإن رأى أنه خر من السماء، فإنه يكفر. وإن انشقت السماء وخرج منها شيخ، فهو جدب تلك الأرض ونيلهم خصباً. فإن خرج شاب، فإنه عدو يظهر ويسيء إلى أهل تلك المواضع، ويقع بينهم عداوة وتفريق. وإن خرج غنم، فإنه غنيمة. وإن خرج إبل، فإنهم يمطرون ويسيل فيهم سيل، وإن خرج فيهم سبع، فإنهم يبتلون بجور من سلطان ظلوم
ومن طار عرضاً في السماء، دل على أنّه يسافر سفراً أو ينال شرفاً. ومن وثب من موضع إلى موضع، تحول من حال إلى حالة. والوثب البعيد سفر طويل فإن اعتمد في وثبه على عصا، اعتمد على رجل قوي منيع.
ما أكل من السمك الطري: فإنّه غنيمة وخير، لأنّه من الصيد. فإن رأى أنّه أصاب سمكاً مالحاً ورأى أنّه أكله أو لم يأكله بعد أن يصير في يده ويملكه، فإنّه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم، ونعيم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله أو أصابه، وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خير فيه، وربما خالفت الطبيعة الإنسان في السمك المالح، إذا رآه في منامه أصاب مالاً وخيراً إذا كان السمك كباراً.