المحاسب
هو في المنام صاحب عذاب. وحساب الملك على طبقات: فإن رأى العامل أنَّه صار مستوفياً ارتفع قدره واتسع رزقه، كما أن الناظر إذا صار مشارفاً انحط قدره وحصل له هم ونكد وخسارة. وإن رأى الإنسان ديواناً مجهولاً وهم يحاسبونه دلّ على أنه على بدعه وضلالة لأنه مؤاخذ بما كُتب عليه.
المرجل
هو في المنام قيّم بيت من نسل النصارى، وإذا كان من نحاس فهو من نسل اليهود أقواهم وأغناهم. والمرجل متولّ تتم على يديه الأمور الصعبة كالواسطة بين الملك ورعيته أو صاحب الشرطة.
فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا، نالت مالا من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتا معروفا، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله، نال من عقبه خيرا. فإن رأى ميتا مجهولا قبله، فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه.
وأما الملح: فقد اختلف فيه، فمنهم من قال إنّ الأبيض منه زهد في الدنيا وخير ونعمة. وكرهه ابن سيرين. وقيل إنّ المبرز منه، هم وشغل وشغب ومرض ودراهم فيها هم وتعب. ومن أكل الخبز به، اقتنع من الدنيا بشيء يسير. والمملحة جارية ملحية، وقيل من وجد ملحاً وقع في شدة أومرض شديد.
أكل الطير المقلو: للتنقل غيبة وبهتان، ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز. والحب إذا كان في ماء وكان في بيت، فإنّها امرأة غنية مغمومة. وإذا كان حب الماء في السقاية، فإنّه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل اللهّ. والحب إذا كان فيه الخل، فهو رجل صاحب ورع، وإذا كان فيه زبد فهو صاحب مال تام، وإذا كان فيه كامخ فهو رجل مريض.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن خابية بيتي قد انكسرت. فقال: إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك. فكان كذلك.
والراووق: رجل صادق يقول الحق. والقنينة خادمة مترددة في نقل الأموال وكذلك الإبريق خادم، بدليل قول الله عزّ وجل: " يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلّدُون بِاكْوَاب وأَبَارِيقَ " . فمن رأى كأنّه يشرب من إبريق، فإنّه يرزق ولداً من أمته، والأباريق الخدم القوام على الموائد.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من ثليلة لها ثقبان، أحدهما عذب والآخر مالح. فقال: اتقِ الله فإنّك تختلف إلى أخت امرأتك.
والسائس رجل صاحب رأي وتدبير. ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال. ومن رأى كأنّه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلدة، لقوله تعالى: " كُلُوا مِنْ رِزَقْ رَبِّكُم واشْكُروا لَهُ بَلْدَةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌ غَفُورٌ " .
المعبر: يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الإنسان عنده ويفرح، وربما دل على المسجد، وقارئ القرآن لأنّه مبشر ومنذر. وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي، وربما دل على من تولى الكشف للحاكم، فإنّه يبحث عن عورات الناس، وربما دل على القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلي هموم الناس على يديه، وربما دل على قارىء كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان، لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول إليه فمن عاد في النوم عابراً فإن حاق به القضاء ناله، وإن كان طالباً للعلم والقرآن حفظه، وإن كان موضعاً للكتابة نالها، فإن كان طالباً لعلم الطب حذقه، وإلا عاد صيرفياً أو مكثفاً أو قصاراً أو غسالاً أو جزاراً أو قارئاً على قدر الأيام وزيادة الأحلام. وأما من قص في المنام مناماً على معبر، فما عبر له فهو هو ما كان موافقاً للحكمة جارياً على ألسنة، وإن لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته، فلعلّه يحتاج إلى بعض من يدل العابر عليه في صناعته، فيقف إليه في حاجته. وقال بعضهم المعبر رجل يطلب عثرات الناس.
المعلف: عز، لأنّه لا يكون إلا لمن له الظهور والدواب، وقيل أنّه امرأة الرجل. ومن رأى كأنّ في بيته معلفاً يعتلف عليه دابتان، فإنّه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين، إما امرأته أو غيرها من أهل الدار.
وأما الجحر: في الأرض أو الحائط، فإنّه الفم. فمن رأى جحراً خرج منه حيوان، فإنّه فم يخرج منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت جحراً ضيقاً خرج منه ثور عظيم، فقال: الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا يستطيع العود إليه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ يزيد بن المهلب عقد طاقاً بين داري ودراه. فقالت ألك أم؟ قال نعم. قال: هل كانت أمة؟ قال لا أدري فأتى الرجل أمه فاستخبرها فقالت صدق، كنت أمة ليزيد بن المهلب، ثم صرت إلى أبيك.
المسرجة: قيم البيت لقيامه بصلاحهم، وربما دلت على زوجته، والسراج على زوجها، وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها، وربما كانت ولدها الخارج من بطنها، وربما دل السراج على كل من يهتدي به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها، فمن رأى سراجاً أطفئ، مات من يدل عليه من المرضى، من عالم أو قيم أو ولد، أو يعمى بصر صاحبه، أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منافعه. فإن رأى في بيته سراجاً مضيئاً، كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
المركب: فمال رجل شريف ورياسة. وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر. وكون حليه من ذهب لا يضر، ويدل على جارية حسناء. وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا. وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته. وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان.
غزل المرأة: فقد بلغنا عن ابن سيرين أن امرأة أتته فقالت: رأيت امرأة تغزل القطران فعجبت منها. فقال: وما يعجبك من هذا ونقضه أهون من إبرامه؟ وقال هذه امرأة كان لها حق فتركته لصاحبه ثم رجعت فيه. قالت: صدقت: كان لي على زوجي صداق فتركته في حياته، ثم لما مات أخذته من ميراثه.
فإذا رأت المرأة كأنها تغزل وتسرع الغزل، فإن غائبا لها يقدم. وإن رأت كأنها تبطئ الغزل، فإنها تسافر ويسافر زوجها. فإن انقطعت فلكة المغزل. انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجوع. فإن رأت كأنها تغزل سحابا، فإنها تسعى إلى مجالس الحكمة. فإن رأت كأنها تغزل قطنا، فإنها تخون زوجها. وإن رأى رجل كأنه يغزل قطنا وكتانا وهو في ذلك يتشبه بالنساء، فإنه ينال ذلا ويعمل عملا حلالا. فإن كان الغزل دقيقا، فإنه عمل بتقتير. وإن كان غليظا، فإنه سفر في نصب وتعب.
من رأى أنه يصلي جهة المشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد ينحرف عن الاسلام بعمل منه يخالف الشريعة.
ومن رأى أن جماعة من الموتى معروفين قاموا من موضعهم مسرورين فإنه يحيا له أمر تتشعب منه أمور حميدة ويتجدد له اقبال ودولة، وإن رآهم محزونين وثيابهم رثة فإن كان لهم عقب فانهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش.
إذا قابلت أحد معارفك وتحدثت بسرور معه فإن هذا ينبئ أن عملك سوف يسير بلطف وأنه سوف يكون ثمة خلاف قليل فحسب في شؤونك العائلية.
إذا بدوت على خلاف معه، أو انهمكت في حديث بصوت عال، فسوف تدور حولك باهتياج إرباكات وإذلالات. إذا شعرت بالخجل من لقاء أحد معارفك أو إذا قابلته في وقت غير مؤات فهذا يدل على أنك ستكون مذنباً بالتصرف على نحو غير مشروع وسوف تفشي الأطراف الأخرى السر.
إذا اعتقدت فتاة أن لديها معارف كثراً فإن هذا يدل على أنها سوف تمتلك مصالح واسعة وأن حبها سيكون جديراً بالاكتساب. إذا كانت دائرة معارفها صغيرة فلن يحالفها الحظ في اكتساب امتيازات اجتماعية.
الحلم بثعلب الماء غاطساً وسابحاً في الماء يعني السعادة والحظ الجيد. إذا كنت عازباً فهذا يعني أنك ستتزوج بعد فترة قصيرة وتعيش سعيداً. وبالنسبة للزوجات عليهن بعد هذا الحلم أن يتوقعن حب وعطف أزواجهن.
المرارة
وهىِ هنة تشبه الكيس لاصقة بالكبد، تحتوي مادة صفراء هي الِمرَّة، مَن رأى في المنام أنه قطع مرارة إنسان بأسنانه فمات، فإن القاطع يحقد عليه، فإن خرج دمه وشربه القاطع فإنه يستحل ماله بجهله وشره. والمرارة تدل على الغضب، وعلى اللذة، وعلى الضحك. ومرارة الإنسان صاحب سرّه.
المرأة
هي في المنام إن كانت جميلة دلّت على السنة المقبلة بالخير والراحة. وربما دلّت المرأة على المخزن والصندوق، أو السجن والشريك لأنها تشارك الرجل في اللذة والمال. وربما دلّت على الشجرة التي تحمل الثمر، ومركبه ومقعده. ومن رأى امرأة حسنة دخلت داره نال سروراً وفرحاً. والمرأة الجميلة مال لا بقاء له. والمرأة العربية المجهولة الشابة المتزيّنة يطول وصف خيرها في التأويل. والمرأة السمينة خصب السنة والهزيلة أجدبها. وأفضل النساء في التأويل العربيات والمجهولات. وإذا رأت المرأة في منامها امرأة شابة فهي عدوة لها، والمرأة العجوز هي الدنيا. ومَن رأى امرأة تأمر الناس وتنهاهم في اللّه تعالى فهو أمر صالح في الدين. ومَن رأى امرأة سوداء حرّة فلا خير فيها إلا إذا كانت مملوكة. ومَن رأى امرأة تباع فإنه زوال سلطانه عنه ثم يؤول حاله إلى صلاح. ومَن رأى أن امرأته تحمله أصابه عيب، وقيل: أصابه غنى. ومن رأى أنه قتل امرأة ذهب جزء من ماله. ومَن رأى أن امرأته تُهدى إلى غيره أو رآها مزوجة من زوج سواه ذهب دينه.
مَن رأى في منامه أنه يشم مرزنجوشاً فإن جسمه يصحّ في تلك السنة. وإن غرس مرزنجوشاً فيولد له ولد صحيح الجسم. وإن رأت امرأة أنها تشمّ مرزنجوشاً فإنها تلد ولداً ذكراً مؤمناً. ويدل المرزنجوش على التزوج.
المرض
هو في المنام نفاق، لقوله تعالى: (في قلوبهم مرض، فزادهم اللّه مرضاً). ومن رأى أنه مريض نقص دينه وصح جسمه. ومَن رأى أن زوجته مريضة نقص دينها وصح جسمها. والمريض إذا رأى أنه راكب خنزيراً أو بعيراً أو ثوراً خُشِيّ عليه الموت. والطفل المريض إذا شفي من مرضه فإنه يموت. ومن رأى أنه مريض قهر أعداءه ونال مالاً عظيماً وطال عمره ونال سروراً. ومَن كان في شدة ورأى أنه مريض فإنه ينجو. وإذا رأى المريض أنه أعتق عبداً فإنه يموت لأن الميت لا ملك له. وإن رأى رجلاً مجهولاً أنه مريض فإن المرض يعود على صاحب الرؤيا. والمرض إنفاق مال، وتوبة ودعاء وتضرع، والمرض عشق والعشق أيضاً مرض. وقيل: مَن رأى أنه مريض رُزق صحة. ومَن رأى أن ابنيه قد مرضا رمدت عيناه. ومَن رأى أن أباه مرض عرض له صداع، لأن الرأس بدل الأب. ومن رأى أنه مريض فإنه كثير الأباطيل والفساد. وقيل: مَن رأى أنه مريض قد طال مرضه وتساقطت ذنوبه فإنه يموت. وقيل: المرض هم يصيبه على قدر مرضه. ومَن رأى أن السلطان مريض فإنه يمرض في دينه، وإلا مات تلك السنة. ومرض الرجل عزله عن زوجته. ومرض العلماء ضعف في الدين. ومرض المؤدب تشتيت صبيانه وتفرّقهم عنه، ومرض الطفل دليل على الهم والنكد لوالديه. ومرض ما يتمنى موته فرج. والمرض العام في الناس دليل على القحط وكساد المعاش. انظر أيضاً الوباء.
المصحف
هو في المنام يعبّر بالملك أو بقاضي المسلمين. فمَن رأى المصحف قد احترق فإن ملكاً أو قاضياً يموت. ومَن رأى سلطاناً يكتب مصحفاً فإنه يظهر العدل وينصر الشرع. وإذا رأى القاضي أنه يكتب مصحفاً فإنه يكون بخيلاً بالعلم والجاه. والعالم إذا رأى أنه يكتب مصحفاً فإنه يكسب في تجارته. وإن رأى ملك أنه يبلغ مصحفاً فإنه يموت، وإذا بلع القاضي مصحفاً فإنه يقبل الرشوة. وإن رأى الملك أنه محا مصحفاً فإنه يخرج من بلده، فإن محاه القاضي فإنه يموت. ومَن حمل مصحفاً أو اشتراه فإنه يعمل بأحكامه. ومن رأى أنه يقرأ مصحفاً على النبي صلى اللّه عليه وسلّم فإنه يحفظه. ومَن أكل أوراق المصحف فإنه يأكل الرشوة. والمصحف حكمة ينالها الرجل. ومن رأى أنه يكتب مصحفاً بيده فإنه يجمع الدين والعلم والعمل وينفع الناس. ومن رأى أنه مزّق مصحفاً بيده فإنه رجل جاحد، ومن رأى أنه أحدث في المصحف شيئاً يكره مثله في اليقظة فإنه يدل على خراب دينه. ومَن رأى معه مصحفاً نال سلطاناً وعلماً. والمصحف زوجة أو زوج أو ولد. وإن كان الرائي مريضاً برئ من مرضه، وربما انتصر على أعدائه، وإن كان عاصيا تاب وربما ورث، وإن كان الرائي على بدعة وضلالة فقد أنذره اللّه تعالى بكتابه. وربما دلّت رؤية المصحف على الأخبار الغريبة والوقوف على عجائب الأمور، وورود الأخبار السارة، وطول العمر لمن تصفحه. وربما دلّ المصحف على المروج والرياض والجنان وأماكن العبادة، وعلى مَن تلزم طاعته كالملك والوالد والأستاذ والمؤدب، وعلى اليمين الصادقة البارة، وإن رأى أنه يأكل أوراق المصحف فإنه يكتب المصاحف بأجرة. وإن رأى أنه باع مصحفاً فإنه يجتنب الفواحش. والمصحف ميراث وأمانة يرزق حلال وقوة. ومن رأى أنه أشترى مصحفاً استفاد خيراً وسعة وظهر علمه في الناس. وإحراق المصحف فساد في الدين. وإن رأى أن المصحف أُخذ منه فإنه يُنزع منه علمه وينقطع عمله في الدنيا. ومن رأى أنه يتقلد مصحفاً فإنه يلي ولاية أو يقلد أمانة، أو يكون من حملة القرآن. ومن رأى أنه يريد أن يأكل أوراق المصحف فإنه يكثر من تلاوة القرآن. انظر أيضاً القرآن الكريم.
المصوّر
تدل رؤيته في المنام على العلم والهندسة والحكمة، ونظم الشعر والتغزل. وربما دلّت رؤيته على الكذب وتلفيق الكلام والدخول في الأمور الخطرة. وربما دلّت رؤيته على الفسق وشرب الخمر والهيام، أو على الكذاب على اللّه تعالى، ويدل على المغني والشاعر وعلى أمثالهم. والمصوّر صاحب أباطيل وهو يزين للناس في الأمور. انظر أيضاً الرسّام.
الموسم
من رأى أنَّه خرج إلى الموسم فإنه يخرج من هم وغم. ومن رأى أنه يصلي بموسم منى ويخطب، وليس هو أهلاً لذلك فتأويل رؤياه لسميّه أو نظيره من الناس، فإنه يصاب ببعض بلايا الدنيا، فإن خطب وأحسن الخطبة وأتم الصلاة على منهاج الدين فإنه يلي ولاية يخضع الناس له فيها.
فإن رأي كأن الميت أعطاه شيئا من محبوب الدنيا، فهو خير يناله من حيث لا يرجو، فإن كان الميت أعطاه قميصا جديدا أو نظيفا، فإنه ينال معيشة مثل معيشته أيام حياته. فإن رأى كأنه أعطاه طيلسانا، فإنه يصيب جاها مثل جاهه، فإن أعطاه ثوبا خلقا، فإنه يفتقر. فإن أعطاه ثوبا وسخا، فإنه يركب الفواحش. فإن أعطاه طعاما، فإنه يصيب رزقا شريفا من حيث لا يحتسب. ومن رأى كأن الميت أعطاه عسلا، نال غنيمة من حيث لا يرجو. ومن رأى كأنه أعطاه بطيخا، أصابه هم، لم يتوقعه.
إن كان المنكوح عدوا، فإن الفاعل يظفر بعقب ذلك الميت. فإن رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى، فإن الناكح يصل المنكوح بصدقة أو دعاء، أو يصل إلى عقبه منه خير، وقيل إنه يقدم على حرام. فإن رأى كأن ميتا معروفا نكحه، أصابه نفع من عمله أو ماله.
ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله، فأصاب وهو يمشي ديناراً وعليه صورة الملك. وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على ساقي رجل شعراً كثيراً، فقال: يركبه دين ويموت في السجن. فقال لك رأيتها. فاسترجع ابن سيرين، ثم إنّه مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم، فقضاها عنه بعد موته، ورأى رجل كأنه معوق الساق، فعبرها له معبر فقال: إنك تصير زانياً. فأخذ بعد ذلك مع امرأة. وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ اصبع رجلي على جمر، فإذا وضعته عليه طفىء، وإذا رفعتها عنه عاد كما كان، فقال: هذا صاحب هوى، فقال: ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر. فقال: وأي شيء هو أشد من القدر؟. ورأت امرأة كأنّ إبهام رجلها قطعت، فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: تصلين قوماً قطعتيهم.
خمار المرأة: زوجها وسترها ورئيسها، وسعته سعة حاله، وصفاقته كثرة ماله، وبياضه دينه وجاهه. فإن رأت أنّها وضعت خمارها عن رأسها بين الناس ذهب حياؤها. والآفة في الخمار مصيبة في زوجها إن كانت مزوجة، وفي مالها إن لم تكن ذات زوج. فإن رأت خمارها أسود بالياً دل على سفاهة زوجها ومكره، وإن رأت امرأة عليها خماراً مطيراً دل على مكر أعداء المرأة بها، وتعييرهم صورتها عند زوجها.
أتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت رجلاً قائماً وسط هذا المسجد يعني مسجد البصرة، متجرداً وبيده سيف مسلول، فضرب صخرة ففلقها. فقال ابن سيرين: ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري. فقال الرجل: هو، و الله هو. قال ابن سيرين: قد ظننت أنّه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد، وأنّ سيفه الذي كان يضرب به، لسانه الذي كان يفلق بكلامه صخرة الحق في الدين.
والمبارزة تدل على خصومة إنسان أو على تشتيت واختلاف وقتال مع آخر، وذلك أنّ المبارزة أول المقاتلة، وتكون أيضاً مع سلاح تدل على المقاتلين، وهذه الرؤيا تدل على تزويج امرأة تشاكل ما رأى النائم إن كان مسلحاً بأنواع السلاح في مبارزته. والإنسان إذا رأى أنّه مبارز بالسلاح الذي هو عندنا أو نوع من الجواشن، فإنّ الرؤيا تدل على أنّه يتزوج امرأة غنية خدامة محبة للفقراء لا شكل لها، أما غنية فلأنّ السلاح يغطي بعض البدن، وأما خدامة فلأنّ سيف المبارزة ليس بقائم ظاهر، وأما محبة للفقراء فلأنّ هذا السلاح لا يغطي البدن كله.
المهى: رئيس مبتدع، حلال المطعم، قليل الأذى، مخالف للجماعة. والأيل رجل غريب في بعض المفاوز أو الجبال أو الثغور، له رياسة ومطعمه حلال. ومن رأى كأن رأسه تحول رأس أيل، نال رياسة وولاية. ودواب الوحش في الأصل رجال الجبال، والأعراب، والبوادي، وأهل البدع، ومن فارق الجماعة في رأيه.
طير الماء: أفضل الطير في التأويل، لأنهن أخصب عيشاً وأقل غائلة. ومن أصابها أصاب مالاً وغنيمة، لقوله تعالى: " ولَحْم طَيْرٍ ممّا يَشْتَهون " ، والطائر رجل من الرجال، بمنزلة ذلك الطائر في الطيور في قدرته وسلاحه وطعمته وقوته وريشه وطيرانه وارتفاعه في الجو، فمن رأى أنّه يأكل لحم البط، فإنّه يرزق مالاً من قبل الجواري، ويرزق امرأة موسرة، لأنّ البط مأواه الماء ولا يمله، وقيل إنّ البط رجال لهم خطر، أصحاب ورع ونسك وعفة. ومن كلمته البط، نال شرفاً ورفعة من قبل امرأة.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أخذت كثيراً من طيرالماء فجعلت أذبح الأول فالأول، فقال: إن لم تر ماء فإنّه رياش تصيبه.
ومن رأى الطير يطرق فوق رأسه، نال ولاية ورياسة، لقوله تعالى: " والطير محْشورَةً كُلٌّ لهُ أوّابٌ " ، فإن رأى طيوراً تطير في محله، فإنهّم الملائكة.
وحكي أنّ بعض الغزاة رأى كأنّ حلاقاً حلق رأسه وخرج من فيه طائر أخضر فحلق في السماء، وكأنّه عاد في بطن أمه تالياً: " منْها خَلَقناكُم وفيها نُعِيدكم ومنهاِ نخرِجُكُم تارَةً أُخرى " فقصها على أصحابه، ثم عبرها لنفسه فقال: أما حلق رأسي فضرب عنقي، وأما الطائر، فروحي، وصعوده، إلى الجنة، وأما عودي، بطن أمي بالأرض فقتل ثاني يوم رؤياه.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّ طائراً جاء من السماء فوقع بين يدي فقال: هي بشارة تأتيك فتفرح بها.
الميازيب: على الأفواه وعلى الأقارب وعلى العيون بجريانها من أعالي الدور، وربما دلت على الأرزاق. فمن رأى ميازيب الناس تجري من مطر، وكان الناس في كرب وهم، درت أرزاقهم وتجلت همومهم، لأنّها مفارج إذا جرت، وأما جريانها من غير مطر ففتنة ومال حرام، وأما حركة أفواه الرجال وألسنتهم فهي الفتنة النازلة بما لا يعنيهم، وأما جريانها فهي دماء سائلة ورقاب مضروبة، وإن كان جريانها بالدم فهو أوكد لذلك. وأما جريان الميازيب في البيوت أو تحت الأسرة لمن كان حريصاً على الولد والحمل فلا يأمن منه، لذهاب مائه من فرجه في غير وعائه. وقد يدل ذلك على العيون الهطالة في ذلك المكان على ما يدل عليه بقية الرؤيا.
المنطقة: هي أب أو أخ أو عم أو ولد، وتدل أيضاً على رجل من الرؤساء يستعين به في الأمور. فإن رأى كأنّ ملكاً أعطاه منطقة وشد بها وسطه، دل على أنّه قد بقي من عمره النصف، وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب، فإن حلية المنطقة قواد الولي، وكونها من ذهب ظلمه، ومن حديد قوة جنده، ومن رصاص ضعفهم، ومن فضة غناهم. فإن رأى كأنّ عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها، فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله، فإن رأى كأنّه أعطي منطقة فأخذها بيمينه ولم يشد بها وسطه، فإنه يسافر سفراً في سلطان. وإن كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية، والوالي إذا انقطعت منطقته قوي أمره وطال عمره.
ومن شد وسطه بخيط مكان المنطقة فقد ذهب نصف عمره. وإن شد وسطه بحية فإنّه يشده بهميان فيه دراهم أو دنانير.
وقيل من أعطاه الملك منطقة نال ملكاً. ومن رأى عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال منه خيراً ونعمة يشتد بها ظهره، فإن كان غنياً فهو قوته وصيانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونيل مال حلال، وتكون سريرته خيراً من علانيته.
والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند إليه ويتقوّى به إذا كانت في وسطه، وإن كانت محلاة بالجوهر أصاب مالاً يسود به أو ولداً يسود أهلِ بيته.
والمذبة: دالة على الرجل الذاب والرجل المحب.
وأما المروحة: فتدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة.
والدرج: بشارة تصل بعد أيام، خصوصاً إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر. وكذلك تخت الثياب.
الشفرة: اللسان، وكذلك المبرد. وأما المسن: فامرأة وقيل رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة.
وأما الموس: فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو مثلها، إلاّ أن يكون يشرّح بها لحماً أو يجرح حيواناً، فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى.
فإن رأى أنّه ينكح ميتاً معروفاً: فإنَّ المفعول به يصيب من الفاعل خيراً من دعاء أو صلة. فإن رأى أنّه ينكح ذا حرمة من الموتى، فإنَّ الفاعل يصل المفعول به بخير، من صدقة أو نسك أو دعاء. وإن رأى ميتاً معروفاً ينكح حياً، وصل إلى الحي المنكوح خير من تركة الميت أو من وارثه أو عقبه من علم أو غيره. والقبلة بعكس ذلك، لأن الفاعل فيها يصيب خيراً من المفعول به ويقبله.
وقيل لو رأت امرأة أنَّ ميتاً نكحها فإنها تصيب خيراً من موضع لا ترجوه، كما أنّ الميت لا يرجى، وكذلك نكاح الرجل الميت. ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمراً من غير وجهه.
ومن رأى أنّه يسقي الناس الماء: فإنّه يعمل من خيرِ أعمال البر، بعد أن لا يكون منه فيما يسقي طول على أحد، ولا يبغي ولا يأخذ ثمناً، فإن رأى أنّه يشرب ماء لذيذاً عذباً، فإنّه يصيب حياة طيبة.
وقال جابر المغربي: من رأى القمر في يده أو عنده يدل على أنه يخطب امرأة، فإن كان القمر هلالا فإنها تكون المرأة دونه في الأصل والنسب، وإن كان نصف القمر مظلما تكون المرأة من أولاد الموالي، وإن كان بدرا تكون أعلى منه في الأصل والنسب، وإن رأت هذه الرؤيا امرأة يطلبها بعل ويكون حكم ذلك في التعبير على ما تقدم.
سورة المعارج من قرأها فإنه يفعل الخيرات لمرضات الله تعالى.
وقال الكرماني أنه يداوم على الصدقات والفقراء والمساكين وقيل يدعو على نفسه أو على غيره بالشر والثبور فليتب وليرجع عن ذلك.
وقال جعفر الصادق أنه يأمن من الفزع والجزع.
سورة المدثر من قرأها فإنه يعمل الصالحات ولم يرض لأحد سوءاً.
وقال الكرماني انه يكون للمعروف أقرب وقيل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتبع طرق الرشد.
وقال جعفر الصادق تحسن سيرته بين الناس ويقوي رأيه.
وقال جابر المغربي إذا رأى المسلم أنه ترك المصحف واشتغل بقراءة صحف إبراهيم أو موسى فإنه يدل على ضعف اعتقاده في دين الاسلام ويكون محبا لليهود والنصارى ويكون مائلا إلى ما هم عليه.
من رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك يحصل له علو وقدر وعز وجاه، وإن لم يكن أهلا لذلك فإن كان في السفر يتعذر رجوعه بالسلامة، وإن كان غنيا يفتقر وإن كان فقيراً مرض وأصابه بلاء وشدة، وإن كان جاهلاً فحقارة في أعين الناس، وإن كان من أهل الذمة يدل على إسلامه أو قرب أجله، وإن كان سلطاناً مصلحاً يدل على عدل وإنصافه، وإن كان مفسدا يتوب الله عليه، وإن كان امرأة فيفتضح زوجها، وقيل يشتهر على رؤوس الأشهاد بكلام لا خير فيه، وقيل انها تتزوج وربما تطلق أو تأتي بولد من الزنا وعلى كل حال لا خير فيه.
وقال جابر المغربي قطع الخصيتين تؤول على خمسة أوجه قطع الأولاد الاناث حتى لا يولد له الا الذكور وميراث من مال دية وظفر الاعداء به وقلة الحركة والأمانة، وقيل رؤيتهما تدل على الاناث من القرابة، ومن رأى انهما قطعا وكان عنده مريض فإنه يموت وربما تكون مفارقة زوجين، وقال بعض المعبرين يدلان على المال فإن كان مظلوماً فإنه أخذ منه ألفان أو مائتان أو ديناران على قدر حاله فإن لم يكن في شيء من ذلك انقطع نسله ونفذ رزقه وتعطلت معيشته ونعمته وقيل الخصية اليمنى ولد ذكر واليسرى أنثى وقال بعض المعبرين جميع الخصى من الناس والحيوان مال فمن حصل له شيء من ذلك أو ذهب منه يؤول بالمال، وقال بعضهم الخصيتان يؤولان بالخدم.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يحجم أو يحتجم ولي ولاية أو كتب عليه كتاب أو قلد أمانة أو تزوج.
فإن كان الحاجم شيخا فهو جده.
وإن كان مجهولا فهو أقوى.
وإن كان مختلطاً فذاك صديقه.
وإن كان شابا فهو عدوه.
وإن حجم هو ملكا فإنه يظفر به.
وإن حجم شيخا علا جده.
وإن حجم شابا ظفر بعدوه.
وقال بعض المعبرين ربما يكون التخليل دالا على النظافة وازالة شيء مكروه، وأما تخليل الأصابع فيؤول بالنظافة واتباع الأمور الحميدة، وقال بعض المعبرين ربما يكون مناكحة بين الانسان أو تزويج الأولاد.
وقال بعض المعبرين أحب رؤيا الخوف في المنام فاني جربت ذلك مرارا عديدة فلم أر عقباه إلا الخير والأمن والسلامة والظفر وبلوغ المقاصد والنصرة، وقال أيضاً الخوف نجاة من القوم الظالمين لقوله تعالى " فخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين " واستدل على السلامة بالمثل السائر بين الناس من خاف سلم، وأما العجلة فليست بمحمودة فإنها من مفاسد الشيطان.
ومن رأى أن أحداً استدله من الطريق المستقيم إلى غيره فإن كان له على أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ.
وقال الكرماني من رأى أنه في غمرات الموت ونزعات الساق فإنه ظالم لنفسه لقوله تعالى " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت " ، وقيل إن كان عليه دين وفاه الله عنه، وإن أمل سفرا فإنه يسافر، وقيل يذهب ماله أو تنهدم داره ويتغير مسكنه.
وأما رؤيا الدار المجهولة البناء والموضع والأصل إذا انفردت عن الدور فهي دار الآخرة فليعتبر الرائي ذلك وليعتبر حالته أو إن دخلها وخرج منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو، وإن لم يخرج منها دل على الموت.