الطيران
هو في المنام سفر، فإن كان على القفا فهو سفر في راحة. والطيران لغير المسافر بطالة. ومن طار من سطح إلى سطح فإنه ينتقل من رجل رفيع إلى رجل رفيع. وإذا رأت المرأة أنها صارت من دارها إلى دار رجل تعرفه فإنها تتزوج بذلك الرجل. ومن طار من دار يعرفها إلى دار لا يعرفها فإنه يموت فإنها دار الآخرة. وإذا طار السجين في منامه فإنَّه يخرج من السجن، وإذا رأى المملوك أنه طار فإنه يُعتَق. وقيل: إن الطيران إذا كان بنجاح فإنه سفر. ومن كان يطير مع الطير في منامه فإنَّه يصحب الغرباء. ومن كان صاحب غرور ورأى أنه يطير فإن رؤياه باطلة.. ومن سابق إنساناً وطار وسبقه فإنَّه يقهره. ومن رأى أنه طار فوق جبل فإنه ينال سلطنة ويغلب فيها ملوكاً بلا تعب. ومن رأى أنه يطير وكان يصلح للسلطان ناله، وإن سقط على شيء ملك ذلك الشيء وإلا أصابه خطأ في دينه. ومن رأى أنه توارى في جو السماء ولم يرجع فإنه يموت. ومن طار من داره إلى دار مجهولة فإنه ينتقل من داره إلى قبره، فإن طار في الهواء مرض حتى يشرف على الموت. ومن طار من أسفل إلى أعلى بغير جناح نال أمنية. ومن رأى أنَّه يطير طيراناً مستويا استوت أموره بلا تعب. ومن رأى أنَّه يطير وله جناحان فهو دليل خير لجميع الناس، وإن كان عبداً دلّ على عتقه، وإن كان فقيراً استغنى. ومن رأى أنه يطير برغبَته وإرادته دلّ ذلك على خير كثير. وإن رأى أنه يطير فيخرج من الدار دلّ على موته. ومن رأى أنه يطير فلا يقدر أو أنه يطير ورأسه نحر الأرض ورجلاه في الهواء دلّ على شر كثير يعرض له. وإن رأى المريض أنه يطير دلّ على موته. ومن رأى أنه يطير في محفة دلّ على مرض شديد يعرض له. ومن رأى أنه يطير بين السماء والأرض فإنه يكثر التمني. وربما كان الطيران طلب العلم أو طلب الفسوق. والطيران يدل على التطير والتشاؤم. وإن طار بجناح سافر بعز وسلطان. وإن كان بغير جناح سافر سفراً شاقاً خاصة إن طار من موضع حسن وحط في مكان رديء، وإن طار من مكان تبيح وحطّ فيما هو أحسن منه كان عكس ذلك.
وقال السالمي من رأى أنه يطير من مكان إلى مكان وكان طيرانه عرضا فإنه يتوجه إلى موضع لم يعهده أو يسافر سفرا وينال فيه رفعة على قدر ما استعلى من الأرض أما الطيران فيؤول بالتمني هذا إذا رؤي كثيرا وأما الطيران لأهل الصلاح فيؤول بطلب العلم ويكون مبلغه فيه بقدر استعلائه ولأهل الفساد بطلب الفسوق والشر ولغيرهم بطلب أمر قد جد فيه وأما الطيران فيؤول بخفة العقل والطيش في حال الغضب أو يكون فرحا مسرورا لقول الناس طار فلان من الفرح.
الطيران: فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين: فقال رأيت كأنّي أطير بين السماء والأرض، فقال أنت تكثر المنى.
ومن رأى كأنّه طاف فوق جبل، فإنّه ينال ولاية يخضع له فيها الملوك. وقيل من رأى كأنّه يطير فإن كان أهلاً للسلطان ناله، وإن سقط على شيء ملكه، وإن لم يصلح للولاية دل على مرض يصيبه يشرف منه على الموت، أو خطأ منه يقع في دينه. فإن طار من سطح إلى سطح، فإنّه يستبدل بامرأته امرأة أخرى. وقال بعضهم: الطيران دليل السفر، إذا كان بجناح فإنّه انتقال من حال إلى حال. فإن بلغ طيرانه منتهاه، فإنّه ينال في سفره خيراً. وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفاً وقرة عين، لما قيل:
وإذا نبا بك منزل فتحول
فإن طار من أسفل إلى علو بغير جناح نالت أمنيته وارتفع بقدر ما علا. فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزاً. فإن رأى كأنّه طار حتى توارى في جو السماء ولم يرجع، فإنّه يموت. ومن طار من داره إلى دار مجهولة، فإنه يتحول من داره إلى قبره.