** رؤيا أم سلمة في قتل الحسين .
فعن رزين -وهو الجهني- قال: حدثتني سلمى -وهي البكرية- قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني في المنام وعلى رأيه ولحيته التراب فقلت: مالك يارسول الله؟ قال: (شهدت قتل
الحسين انفا) وفي رواية قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يبكي وعلى رأسه ولحيته التراب .
وقد انتقم الله تبارك وتعالى من قتلة الحسين رضي الله عنه على يد المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب فتتبعهم وقتلهم وقد رأى
الشعبي في ذلك رؤيا رواها الطبراني في (الكبير) عن الشعبي قال: رأيت في النوم كأن رجالا نزلوا من السماء معهم حراب
يتتبعون قتلة الحسين رضي الله عنه قما لبث أن نزل المختار فتلهم .
قال الهيثمي: إسناده حسن .
82 - ذكر ابن القيم أيضآ عن القيرواني أنه ذكر في (كتاب البستان) عن بعض السلف قال : كان لي جار يشتم أبا بكر وعمر-رضى الله عنهما- فلما كان ذات يوم أكثرمن شتمهما فتناولته وتناولني فانصرفت الى منزلي وأنا مغموم حزين فنمت وتركت العشاء فرأيت رسول الله (ص) , فى المنام فقلت: يا رسول الله فلان يسب أصحابك قال: (من اصحابى)؟ قلت: ابو بكر وعمر فقال:(خذ هذه المدية فاذبحه بها), فأخذتها فأضجعته وذبحت ورأيت كأن يدى أصابها من دمه فألقيت المدية وأهويت بيدي الى الأرض لأمسحها فانتبهت وأنا أسمع الصراخ من نحو داره فقلت: ما هذا الصراخ: قالوا: فلان مات فجأة فلما أصبحنا جئت فنظرت اليه فاذا خط موضع الذبح.
83- قال: وقال محمد بن عبدالله المهبلي : رأيت في المنام كأني في رحبة بني فلان واذا النبي(ص) , جالس على أكمة ومعه أبوبكر وعمر واقف قدامه فقال له عمر:يا رسول الله ان هذا يشتمني ويشتم أبا بكر , فقال :(جئ به يا أبا حفص), فأتى برجل فاذا هو العماني وكان مشهورآ بسبهما فقال له النبي (ص) )اضجعه), فاضجعه ثم قال (اذبحه) فذبحه,قال:فما نبهني الا صياحه فقلت:ما لي لا أخبره عسى أن يتوب فلما تقربت من منزله سمعت بكاء شديدآ, فقلت : ما هذا البكاء؟ فقالوا: العماني ذبح البارحة على سريره,قال : فدنوت من عنقه فاذا من أذنه الى أذنه طريقة حمراء كالدم المحصور.
ومن رأى أنه قتل أحداً وسال الدم من جسده يرزق بقدر الدم الذي خرج مالا، وإن لم يسل منه دم فبخلافه، وإن رأى ان جسده تلطخ بدم المقتول فإنه يحصل له من ماله.
وأما الذبح فمن رأى أنه ذبح رجلا فإنه يظلمه وإن كان بينهما قرابة رأى أنه ذبحه ولم يخرج منه دم فإنه قطيعة بينهما وإن خرج منه دم فإنه صلة ومن رأى أن رجلا مذبوحا أو قوما مذبوحين فإنهم على ضلال وأصحاب أهواء وبدع ومن رأى أنه ذبح امرأة فإنه يطؤها وإن ذبح أنثى من حيوان فإنه يطأ امرأة أيضا وإن رأت إمرأة أن السلطان ذبحها فإنها تنكح رجلا
قتل
إذا رأيت جريمة قتل في الحلم فهذا ينبئ بأنك ستعاني كثيراً من أخطاء أصدقائك. فتور على صعيد العمل. ستشاهد حادثة وفاة. إذا حلمت أنك ترتكب جريمة قتل فإن هذا ينبئ بأنك سوف تتورط في مغامرة غير مشرفة ستلوث اسمك وسمعتك. إذا حلمت أن شخصاً قتلك فهذا ينبئ بأن الأعداء يخططون للإطاحة بك. إذا حلمت امرأة أنها شاهدت أو كان لها علاقة بأي شكل كان بجريمة قتل فإن ذلك ينبئ بأنها ستصاب الذعر خشية ارتباط اسمها بفضيحة.
إذا حلمت أنك ارتكبت جريمة قتل فإن هذا ينبئ أنك سوف تعاني من كرب عظيم وذلك بسبب لا مبالاة الآخرين، وأن كآبة الجو المحيط بك سوف تسبب قلقاً مربكاً لأولئك القريبين منك. إذا حلمت أن صديقاً لك انتحر فسوف تجد مشقة عند الفصل في مسألة هامة جداً.
إذا حلمت أنك تقتل رجلاً أعزل فإن هذا ينبئ بالحزن والفشل في شؤون العمل.
إذا قتلت شخصاً في حالة دفاع أو قتلت وحشاً كاسراً فإن هذا يعني النصر والارتفاع في المركز.
وقال جابر المغربي من رأى أنه قتل ولده يرزقه الله رزقا حلالا لقوله تعالى " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم " ، وقيل يظلم ولده لأجل المال وعز الدنيا.
ومن رأى أنه ذبح فرسه وليس يريد أن يأكل لحما منها فإنه يفسد عليه سلطانه ومعيشته وإن نوى الأكل منه أو أكل فإنه يؤول باصابة اسم صالح وذكر جميل وربما كان حصول مال.
عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قتلت جانا فأتيت فيها يرى النائم فقيل لها: أم والله لقد قتلت مسلما قالت: فلم يدخل على أزواج النبي؟ فقيل لها:
ما يدخل عليك إلا وعليك ثيابك فأصبحت فزعة وأمرت باثنى عشر ألفا في سبيل الله
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس وأم سلمة -رضي الله عنهم- في قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- فأما رؤيا
النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فهي عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أضطجع ذات ليلة للنوم
فأستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربه حمراء
يقبلها فقلت: ما هذه التربة يارسول الله؟ قال: (أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض
التي يقتل بها فهذه تربتها) .
وفي رواية عن الطبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خائر النفس وفي يد تربه حمراء يقبلها
فقلت: ما هذه التربة يارسول الله؟ فقال: (أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل: أرني
تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها) .
57 - ذكر ابن إسحاق أن قريشا لما نزلوا الجحفة رأي جهيم بن اللت ابن مخرمة بن الطلب بن عبد مناف رؤيا فقال : إني رأيت فيما يرى النائم وإني لبين النائم واليقظان إذ نظرت إلي رجل قد أقبل علي فرس حتي وقف ومعه بعير له ثم قال : قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وامية بن خلف وفلان وفلان غعدد رجالاً ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبه بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابة نضح من دمه، قال: فبلغت أبا جهل فقال: وهذا أيضاً نبي آخر من بني المطلب سيعلم غدًا من المقتول إن نحن التقينا (1).
* وفي رواية (2) : إن قريشًا ساروا حتي نزلوا الجحفة نزلوها عشاء يتروون من الماء وفيهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال له جهيم بن الصلت بن مخرمة فوضع جهيم رأسه فأغفي ثم فزع فقال لأصحابة: هل رأيتم الفارس الذي وقف عليً آنفا؟ فقالوا: لا ، فإنك مجنون ، فقال : قد وقف علًي فارس آنفاً ، فقال : قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف فعد أشرافاً من كفار قريش، فقال له أصحابه : إنما لعب بك الشيطان . ورفع حديث جهيم إلى أبي جهل فقال : قد جثتمونا يكذب بني المطلب مه كذب بني هاشم سترون غداً من يقتل. وتحققت رؤيا جهيم بن الصلت فقد مات كل من رآهم في المنام.
هو في المنام عقوق وظلم. ومن رأى أنه مذبوح فليتعوذ بالله تعالى. ومن رأى قوماً مذبوحين فذلك دليل خير على تمام أمور الرائي. ومن رأى في منامه أنه ذبح شخصاً آخر، أو إن شخصاً آخر يذبحه، فإن ذلك دليل على تمام الأمور أيضا. ومن رأى أحداً يذبحه ذابح، فإن المذبوح ينال خيراً من الذابح، وإن كان مسجونا ينال إطلاقا، وإن كان خائفاً ينال أمنا، وإن كان مملوكاً أعتِق، أو أسيرا يُفك، أو أميرا فإنه يزاد في ولايته. ومن رأى أنه يذبح إنساناً فإنه يظلمه، وكذلك كل شيء لا يحلّ ذبحه، فإن الفاعل يظلم المفعول به. ومن ذبح بعض محارمه فإنه يهمل قدره ويقاطعه، وإذا ذَُبح العبد في المنام فإنه يُعتَق. ومن كان مهموماً ورأى أنه قد ذُبح فُرِّج عنه همه. والذبح زواج، فمَن ذبح ما يدل على النساء من الحمام والنعاج فإنه يتزوج. ومن ذبح شيئاً من قفاه فإنه يأتيه في الدبر. ومن رأى مذبوحاً لا يدري من ذبحه فإنه رجل قد ابتدع بدعة، أو قلّد عنقه شهادة زور. وأما من ذبح أباه وأمه فإنه يعقه. وإن رأى. أنه ذبح صبياً صغيرا شواه، ولم ينضج الشواء فإن الظلم في ذلك لأبيه وأمه. وإن رأى إنسان أن سلطاناً ذبح رجلاً ووضعه على عنق صاحب الرؤيا فإن السلطان يظلم إنساناً، ويطلب منه ما لا يقدر عليه، ويطالب هذا الحامل بتلك المطالبة. وإن كان المذبوح معه رأسه فإنه يؤخذ به ولا يغرم وتكون الغرامة على صاحبه ولكنه ينال منه ثقلاً وهماً. ومن رأى أن رجلاً مذبوحاً أو قوماً مذبوحين فهم ضلال وذوو أهواء وبدع. ومن رأى أنه يذبح نفسه فامرأته منه حرام. وإذا خرج دم الذبح فهو ظلم وعقوق، وإن لم يخرج دم فهو صلة وكرامة.
القتل
من رأى أنه يقتل نفسه تاب توبة نصوحاً. ومن رأى أنه قتل إنساناً فإنَه يذنب ذنباً عظيماً، والمقتول يصيب خيراً. والذبح ظلم. وإن رأى أنَّه قتل نفساً فإنه ينجو من غم لقوله تعالى: (وقتلت نفساً فنجيناك من الغم). وإذا رأى العبد أن مولاه قتله فإنَّه يعتقه. ومن رأى أنَّه قُتِل، ولم يدر من قتله فإنه إنسان يهمل الشريعة، فإن عرف من قتله فإنه يظفر بعدوه وينتصر على قائله. ومن قتل نفساً متعمداً ظلماً فإنَه عاص. ومن أقر بقتل نفس فإنه ينال ولاية، لقوله تعالى: (قال: رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون). وقيل: من رأى أنَّه قتل فقد جحد صلاة أو تركها. ومن رأى أنَّه قتل ولده نال رزقاً. ومن رأى أنَّه قُتِل في سبيل اللّه دلّ على الربح والتجارة وإنجاز الوعد. انظر أيضاً الذبح.
ومن رأى أنه قتل على يد الكفار في الغزاة فإنه يدل على وفور السرور وحصول رزق حلال وطول عمر لقوله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله " .
ومن رأى أنه قتل مضروب العنق فإنه ان كان عبدا عتق لقوله تعالى " فك رقبة " ، وقيل فرج من هم وغم، وإن كان مديونا قضى الله دينه من حيث لا يؤمل، وربما أعطى مالا عظيما، وإن عرف الذي فعل به ذلك نال منه خيرا، وإن كان القاتل امرأة أو خصيا أو صبيا لم يبلغ الحلم أو رجلاًبلا لحية فإنه يدل على من يأخذ روحه سواء كان بموت أو قتل أو غيره.
من رأى أنّه يقتل نفسه أصاب خيراً وتاب توبة نصوحا، لقوله تعالى: " فَتُوبُوا إلى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ " الآية. ومن رأى أنّه يقتل فإنّه يطول عمره. ومن رأى كأنّه قتل نفساً من غير ذبح، أصاب المقتول خيراً. والأصل أنّ الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم. فإن رأى أنّه ذبحه ذبحاً، فإدن الذابح يظلم المذبوح في دينه، أو معصية يحمله عليها. وأما من قتل أو سمى قتيلاً وعرف قاتله، فإنّه ينال خيراً وغناء ومالاً وسلطاناً. وقد ينال ذلك في القاتل أو من شريكه، لقوله تعالى: " وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهُ سلطانَاً " . وإن لم يعرف قاتله، فإنّه رجل كفور يجري كفره على قدره، إما كفر الدين وإما كفر النعمة، لقوله تعالى: " قُتِلَ الإنسانُ ما أكْفَرَهُ " ومن رأى مذبوحاً لا يدري من ذبحه، فإنّه رجل قد ابتدع بدعة أو قلد عنقه شهادة زور وحكومة وقضاء. وأما من ذبح أباه أو أمه أو ولده، فإنّه يعقه ويتعدّى عليه. وأما من ذبحِ امرأة فإنه يطؤها. وكذلك إن ذبح أنثى من إناث الحيوان، وطىء امرأة أو افتضّ بكراً، ومن ذبح حيواناً ذكراً من ورائه، فإنّه يلوط، فإنّ رأى أنّه ذبح صبياً طفلاً وشواه ولم ينضج للشواء، فإنّ الظلم في ذلك لأبيه وأمه. فإن كان الصبي موضعاً للظلامة، فإنّه يظلم في حقه، ويقال فيه القبيح، كما نالت النار من لحمه ولم ينضج، ولو كان ما يقال فيه لنضج الشواء. فإن لم يكن الصبي لما يقال فيه ويظلم به موضعاً، فإنّ ذلك لأبويه، فإنّهما يظلمان ويرميان بكذب، ويكثر الناس فيهما، وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء. فإن رأى الصبي مذبوحاً مشوياً، فإنّ ذلك بلوغ الصبي مبلغِ الرجال. فإن أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفضله. فإن رأى أنّ سلطاناً ذبح رجلاً ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس، فإنّ السلطان يظلم إنساناً ويطلب منه ما لا يقدر عليه، ويطالب هذا الحامل تلك المطالبة، ويطالبه بماله ثقيل ثقل المذبوح، فإنّ عرفه فهو بعينه، وإن لم يعرفه وكان شيخاً فإنّه يؤاخذه بصديق ويلزمه بغرامة على قدر ثقله وخفته. وإن كان شاباً أخذ بعدو وغرم. وإن كان المذبوح معه رأسه فإنّه يؤذن به ولا يغرم، وتكون الغرامة على صاحبه، ولْكن ينال منه ثقلاً وهماً. والمملوك إذا رأى أنّ مولاه قتله فإنه يعتقه.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها. فقال له ابن سيرين: ينبغي أن تكون هذه المرأة قد نكحت على فراشها في هذه الليلة. وكان الرجل أخاً وكان زوجها غائباً، فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر، فأتى بيته فإذا بجارية أخته وقد أتته بهدية وقالت: إنّ سيدي قدم البارحة من السفر. ففرح الرجل وزال عنه الغضب.
وأتت ابن سيرين امرأة فقالت: رأيت كأني قتلت زوجي مع قوم. فقال لها: إنك حملت زوجك على إثم فاتّقي الله عزّ وجلّ. قالت صدقت.
وأتاه آخر فقال: رأيت كأنّي قتلت صبياً وشويته. فقال إنك ستظلم هذا الصبي بأن تدعوه إلى أمر محظور وأنّه سيطيعك.
وإن رأى ثورا ذبح في محلة أو دار فاقتسموا لحمه، فإن ذلك مصيبة برجل ضخم يموت ويقسم ماله، وكذلك البعير والكبش والعجل، فإن ذبح شيئا من ذلك على غير هذه الصفة وصار لحمه إلى قدره أو مأكله، فإنه رزق إن أكله ومال يحوزه.
القتل
من رأى أنه يقتل نفسه تاب توبة نصوحاً. ومن رأى أنه قتل إنساناً فإنَه يذنب ذنباً عظيماً، والمقتول يصيب خيراً. والذبح ظلم. وإن رأى أنَّه قتل نفساً فإنه ينجو من غم لقوله تعالى: (وقتلت نفساً فنجيناك من الغم). وإذا رأى العبد أن مولاه قتله فإنَّه يعتقه. ومن رأى أنَّه قُتِل، ولم يدر من قتله فإنه إنسان يهمل الشريعة، فإن عرف من قتله فإنه يظفر بعدوه وينتصر على قائله. ومن قتل نفساً متعمداً ظلماً فإنَه عاص. ومن أقر بقتل نفس فإنه ينال ولاية، لقوله تعالى: (قال: رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون). وقيل: من رأى أنَّه قتل فقد جحد صلاة أو تركها. ومن رأى أنَّه قتل ولده نال رزقاً. ومن رأى أنَّه قُتِل في سبيل اللّه دلّ على الربح والتجارة وإنجاز الوعد. انظر أيضاً الذبح.
فإن رأى أنِّه ذبح دجاجة أو ديكاً: من قفاه، فإنّه ينكح مملوكاً في دبره. فإن ذبح ثوراً من قفاه، فإنّه يسعى على عامل من ورائه، وكذلك البعير في هذا الموضع كان من عراب الإبل أو بخاتيها، فعلى قدر جوهره، إلا أنّه ليس بعامل. وكذلك كل ما ينسب إلى رجل أو امرأة فإنّه يأتي إلى المذبوح من قفاه منكر من الفعل. وكذلك لو لبس إزاره أو ملحفته مقلوبة، أو نام على فراشه مقلوباً، أو بسط له بساط مقلوب ينام عليه، أو يركب دابته مقلوباً، فهو أمر منكر يأتيه من غير وجهه المعروف. وكل مقلوب عما كان فهو مقلوب إما من خير إلى شر، أو من شر إلى خير، إلاّ الفرو، فإن لبس الفرو مقلوباً هو إظهار مال له في إفراط منه بما لو قصد فيه وستره كان أجمل. فإن رأى الحي أنّه أعار الميت ثوباً هو لابسه فنزعه عنه ولبسه الميت، فإنّه يمرض مرضاً يسيراً ويبرأ. فإن رأى أنّه وهب للميت ثوباً أو غلبه عليه ولبسه الميت وذهب به وخرج من ملك الحي، فهو موت الحي. وإن لم يخرج الثوب من ملك الحي لكنه شبه العارية أو الوديعة أو يحفظه أو يصنعه أو يغسله أو يطويه أو ينشره وما أشبهه ذلك، فإنّه مرض أو هم أو حزن ولا يعطب فيه.
أما القتل فمن رأى أنه قتل أحدا ولم يقطع منه عضوا فإنه يحصل منه لذلك المقتول خير ومنفعة وقيل إن القاتل يظلم المقتول ومن رأى أنه قتل فإنه طول حياة له وحصول خير ومنفعة له من قاتله وقيل من رأى أنه قتل ولم يدر من قتله فإنه قليل الشريعة ومن رأى أنه قتل ولده يرزقه الله تعالى رزقا حلالا وقيل يظلم ولده لأجل المال ومن رأى أنه قتل أحدا وسال الدم من جسده يرزق بقدر الدم مالا وإن لم يسل منه دم فبخلافه ومن رأى أنه قتل رجلا وأوداجه تسيل فالمقتول نال من القاتل ما يكره من لسانه وقيل يصيب خيرا منه ومن رأى أنه قتل نفسا ولم يدر ما هي فإنه يظفر بعدوه وينجو من الغم والهم ومن رأى أنه قتل نفسه فإنه يرزق توبة ومن رأى أن جماعة قتلوه فإنه يحصل له من السلطان أو ممن يقوم مقامه خير ومنفعة ومن رأى أن جماعة قتل بعضهم بعضا فهو إظهار بدعة بينهم