الشجرة
تدل الأشجار على النساء، والرجال المختلفين في الأخلاق. ورؤية الأشجار دالة على المشاجرة، والأشجار المجهولة دالة على الهم والنكد خاصة إن رآها في المنام ليلاً. وإن كان على بدعة انتهى عنها، أو كان كافراً أسلم. فإن كان الرائي كافراً أسلم أو عاصياً تاب. فما كان من الأشجار مخصوصاً بالمشموم كشجر الحناء والورد فيدل على أرباب الصلاح والعلم بغير عمل أو القول بغير فعل. ورؤية ما هو مخصوص بالمشموم والمطعوم كالنارنج والليمون مخصوص بالمشموم والمطعم كالنارنج والليمون والعمل، والقول والفعل. ورؤية ما هو مخصوص بالمطعوم دون المشموم كالنخلة والجوز فيدل على السادة الذين لا يؤخذ ما عندهم إلا ببذل الجهد والتعب. ورؤية ما ليس بمطعم ولا مشموم كالحور والسرو فيدل على الشح والبخل. وكل شجرة يسقط عنها ورقها دالة على الفقر والغنى، والحفظ والنسيان، والأفراح والأحزان. وكل شجرة لا يسقط عنها ورقها دالة على طول العمر ودوام الرزق والغنى والثبات على الدين. ومَن رأى أنه اضطجع على أشجار كثرت أولاده. ومَن غرس شجرة فعلقت فإنه يصاهر قوماً ويصيب شرفاً. والشجر الذي لا ثمر له يدل على رجال صلاب ضخام، لا مال لهم ولا خير عندهم. والشجرة ذات الشوك رجل صعب المرام. ومَن رأى أنه قطع شجرة ماتت امرأته، وإن يبست شجرة مات مريض هناك. ولحاء الشجر بركة. ومَن رأى أنه يغرس في بستان أشجاراً فيولد له أولاد. ومَن رأى أن الأشجار أحاطت بجبل فيكثر نسل تلك البلدة. والشجرة التي تكون أمام البيت تدل على الموالي. وتدل الشجرة التي كلّم اللّه تعالى عندها موسى عليه السلام على القرب من اللّه تعالى. والشجرة تدل على نعم اللّه تعالى، والشجرة اليابسة هداية ورزق. والجلوس تحت الشجرة مع الناس دليل على رضوان اللّه تعالى، فإن كان الرائي كافراً أسلم أو عاصياً تاب وشجرة طوبى تدل رؤيتها في المنام على حسن المآب والشجرة الطيبة كالنخلة كلمة طيبة، والشجرة الخبيثة كالحنظل كلمة خبيثة. ومَن رأى أنه يجني من شجرة غير ثمرها فإنه يأخذ مالاً من غير حل. وقيل: قطع الشجر مرض يصيب القاطع وأهله.
الشجر: المعروف عددها، هم الرجال، وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الأشجار، فإن رأى أنّه زاول منها شيئاً، فإنّه يزاول رجلاً بقدر جوهر الشجرة ومنافعها. فإن رأى له نخلاً كثيراً، فإنّه يملك رجالاً بقدر ذلك، إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل تكون في مثل ذلك الموضع، وإن كانت في مثل بستان أو أرض تصلح ذلك، فإنَّ جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها، فإن رأى أنّه أصاب من ثمرها، فإنّه يصيب من الرجال مالاً، أو من العقدة مالاً، ويكون الرجال أشرافاً، والعقدة شريفة، على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع.
قال المفسرون: وإذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه، دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه، وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته. ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله، ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله، ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل إنسان على قدره، وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب، وقد ذكرته في البحور.
فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام، أو رؤي ذلك له، نظرت في حاله وفي حال شجرته، فإن كان ميتاً في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة، فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة، فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب، وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن، فإنه في العذاب، ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته، فإن رأى ذلك المريض، انتقل إلى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته، وإن كان حياً مفيقاً نظرت إلى حاله، فإن كان رجلاً طالب نكاح، أو امرأة لزوج، نال أحدهما زوجاً على قدر حال الشجرة وهيئتها، إن كانت مجهوله، أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها إن كانت معروفة، وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضاً، نظرت إلى الزمان في حين ذلك، فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في إقبال الزمان، قد جرى الماء فيها، فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه، وإن كان في إدباره، فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك.
وإن رآها في حانوته أو مكان معيشته، فهي دالة على كسبه ورزقه، فإن كانت في إقباله، أفاد استفاد. وإن كانت في إدباره، خسر وافتقر. وإن رآها في مسجد، فهي دالة على دينه وصلواته. فإن كانت في إدبار الزمان، فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته، وإن كانت في إقباله، فالرجل صالح مجتهد قد تمت عماله وزكت طاعته. وأما من ملك شجراً كثيراً، فإنّه يلي على جماعة ولاية تليق به، إما إمارة أو قضاء أو فتوى، أو إمامة محراب، أو يكون قائداً على رفقه، و رئيساً على سفينة، أو في دكان في صناع تحت يده، وعلى هذا ونحوه.
وأما من رأى جماعتها في دار فإنّها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر، فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها، فإن كانتَ ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها، وإن كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاماً، وكذلك إن كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولاً نظرت، فإن كان ذلك في إقبال الشجر كان طعامها في الفرح، وإن كان في إدبارها كان مصيبة، سيما إن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين.
وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو احترقت أو كسرتها ريح شديدة، فإنّه رجل أو امرأة يهلكان أو يقتلان، يستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها، فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امرأة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته وإخوانه، أو مسجون على دم أو مجاهد أو مسافر، وإن كانت في الجامع فإنّه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة. فإن كانت نخلة، فهو رجل عالي الذكر بسلطان أو علم، أو امرأة ملك، أو أم رئيس فإن كانت شجرة زيتون فعالم واعظ أو عابر أو حاكم أو طبيب، ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها.
ومن رأى أنّه غرس شجرة فعلقت، أصاب شرفاً أو اعتقد لنفسه رجلاً بقدر جوهرها لقول الناس: فلان غرس فيه، إذا اصطنعه. وكذلك إن بذر بذراً فعلق أو لم يلق ذلك، فإنّه هم، وغرس الكرم نيل شرف، وقيل من رأى في الشتاء كرماً حاملاً أو شجرة فإنّه يعتبر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما أو يظنهما غنيين.
قال دانيال كل شجر يكون عند الناس عزيزا فإنه يدل على رجل شريف جليل القدر، وكل شجر يكون عند الناس حقيرا فإنه يدل على رجل حقير، وكل شجرة يكوم عليه تمر فإنه يؤول على رجل غني، وكل شجر ليس عليه ثمر فإنه يؤول على رجل فقير، وكل شجر يكون في ديار العرب فإنه يؤول على رجال من العرب، وكل شجر يكون في ديار العجم فإنه يؤول على رجال من العجم، وكل شجر لا يكون معروفا وهو في مسجد أو صلاة فإنه يدل على الدين، وكل شجر يكون معروفا فإنه يؤول على الناس بقدر الشجر الذي رآه.
وقال بعض المعبرين ربما دلت الشجرة الباسقة المزهرة الحسنة على الكلمة الطيبة، والشجرة التي بضد ذلك على الكلمة الخبيثة لقوله تعالى " ضرب الله مثلا كلمة طيبة " الآية " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " الآية.
وقال الكرماني الورد الأحمر على الشجرة يدل على الرياسة والسرور ونفاذ الأمر، والورد الأصفر على الشجرة يدل على امرأة تاجرة قاضية لحوائج الناس، والورد الأبيض على الشجرة يدل على الدولة والعز والجاه.
فإن رأى كأنّه يعبد نجماً أو شجرة، فإنّه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم زين وصفهم الله تعالى فقال: " فذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ " . وقيل أن هذه رؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاودن بدينه.