وقال الكرماني من رأى أنه ينشد شعرا فإنه ان كان تغزلا دل على النياح، وإن كان كما تقدم فوعظ وموعظة، وإن كان هجوا فإنه كلام كذب ونفاق واكتساب مآثم، وأما طنين الأذن فإنه كلام يقع فيه، وربما أنه يسمع خيرا وأما الاختلاجات فإنها تدل على الحركة.
وقيل من رأى أنه ينكح زانية فإنه ان كان من طلاب الدنيا أصاب مالا حراما، وإن كان من أهل الصلاح والخير أصاب علما وبركة والنكاح دال على بلوغ المراد من دين أو دنيا لأن النكاح متعة ولذة.
وقال الكرماني من رأى أن بيده منشارا أو أعطى له فإنه حصول ولد هذا إذا كان له أولاد وإن لم يكن فيؤول بحصول دواب من جنس ماله وإن لم يكن له دواب فإنه يؤول بحصول نظير ما يملك.
وقال الكرماني من رأى أن صدره ضيق فإنه ضيق الخلق لقوله تعالى " فلا يكن في صدرك حرج " وربما كان قوة المعاصي لقوله تعالى " ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " .
وإن رآه متسعا فتعبيره ضد ذلك.
دانيال عليه السلام
من رآه في المنام ينال علماً، ويناله الأذى من ملك جبار. ومن رأى كأنه قد حمل دانيال عليه السلام على عاتقه، فوضعه على جدار، أو كلّمه، أو بشّره ببشارة، أو ألعقه بيده عسلاً صار إماماً من أئمة التعبير.
وقال الكرماني الوبر من حيث الجملة مال حلال وربما كان من قبل أعاجم.
وأما ما يعمل منه فإن كان مما يلبس وهو من نوع الثياب فليطلب في الباب الخامس والأربعين أيضا.
وقال الكرماني من رأى أنه يضرب بالبوق فإنه قول كذب يصدر منه ويحلف عليه ليصدقوه وعاقبة الأمر يظهر صدقه من كذبه وربما دل النفخ بالبوق على أربعة أوجه غزاة لأنه من شيمها وقد ذكر في كتب الفقه إذا كان النفير عاما فهو سفر للحجاز أو للحرب لأنه يرحل به الراكب والعسكر واظهار أمر مكتوم وشهرة.
وقال الكرماني رؤيا الأوامر من الشاب لا ينبغي الالتفات إليها ولا الاعتماد عليها والأمر من الشيخ غير محمود وتعتبر من ذلك وقيل من رأى أنه يأمر وينهى فإن كان موافق الشريعة فهو محمود وإن كان بخلافه فهو بضده.
قال الكرماني الضعف والمرض ليس بمحمود لأنه فساد في الدين لقوله تعالى " لئن لم ينته المنافقون " الآية، وربما كان يكثر الأباطيل، وقيل من رأى أن مرضه طال فإنه يلقى الله على خير حاله.
ومن رأى كأنّه أصاب طستاً من ذهب أو إبريقاً أو كوزاً وله عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق.
وقال بعضهم: من رأى كأنّه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنّه يرتكب الآثام، وما رأى من ذلك للموتى أهل السنة، فهو بشارة، لقوله تعالى: " يُطافُ عَلَيْهِم بصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأكْواب " .
قال الكرماني الفرجية إذا كانت من ديباج ولابسها ان كان أهلا لها فمحمود، وإن لم يكن أهلا لها فليس بمحمود والديباج الساذج خير من ملونه، والفرجية العتابية والبرد تدل على الخير والمنفعة، والفرجية إن كانت من صوف أو قطن فإنها تدل على زيادة الدين وصلاح الأمر.
وقال الكرماني الغزل يدل على النوح وقد تقدم الكلام على ذلك في الباب الثالث والعشرين أيضا وقد ذكرنا هنا نبذة منه لئلا يخلو من المعنى لكون ذلك نوعا من الملاهي.
ن رأى ميتاً معروفاً: مات ثانية كان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ، فإنّه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس، وإلا مات من عقبه إنسان. وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نوح أو رنة مما يكرهه أصله في التأويل.
وقال الكرماني من رأى خركاة مجهولة لونها أخضر وهو قاعد فيها فإنه يدل على موته شهيدا وإن كانت معروفة أو كانت ملكه فإنه يدل على ديانته وتقواه وإن كانت بيضاء فإنه يدل على المال والمنفعة وإن كانت حمراء فإنه يشتغل باللهو وشهوة الدنيا وإن كانت زرقاء فإنه يدل على الحزن والمصيبة وإن كانت سوداء فإنه يدل على حصول المنفعة القليلة خصوصا إذا كانت ملكه وإن لم تكن ملكه فتأويلها راجع إلى صاحبها من الخير والشر.
ومن رأى أنه أصاب دنانير في تراب فأخذها في يده فذابت فإنه يؤول بحصول هم من قبل الوالدة ثم يزول وقيل رؤيا الدينار الواحد تدل على رجل صالح لقول العرب: لفلان ولد كأنه دينار وإن كان من أهل الفساد فإنه يؤتمن على مال ويخون فيه لقوله تعالى ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما وربما دلت رؤية الدينار إذا كان منقوشا على حصول ما يكرهه من أهله أو ممن يهمه أمره.
وقال الكرماني من رأى أن ملكا أعطاه سوارا فإنه يحصل له ولد وإما يرزق لأخيه.
ومن رأى أن في يده سوارين من ذهب فإنه يصيب ضيقا فيما في يده ومكروها فيما يملكه.
وقال الكرماني من رأى أنه أصاب إبرة فإن الإبرة لصاحبها سبب وصلاح أمر وجمع شمل فإن كان فيها خيط أو كان يخيط بها يلتئم شأنه ويستجمع من أمره ما كان متفرقا.
البستاني
هو في المنام رجل يدعو الناس إلى النساء. وتدل رؤية البستاني على القائم بمصالح الربط والمدارس والمساجد والكنائس والفرح والسرور والأرزاق والفوائد.
وقال الكرماني من رأى أنه رمى سهما وأصاب علامة فإنه حصول مراده وقيل من رأى أنه رمى سهما فسار معوجا فإنه يؤول بإرسال قاصد إلى مكان فيحصل منه خيانة والأسهم الكثيرة تؤول بالمال الكثير.
وقال خالد الاصبهاني الورق يعبر بالورق لاشتقاق اسمه وقال بعض المعبرين ما يؤكد ذلك من اشتقاق الاسم وهو قوله تعالى فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة وأما ما يشهد فيه كالحجج والمحاضرات والاجارات والسجلات والقسائم وما أشبه ذلك.)
وأما الصقر فإنه يؤول على أوجه قال الكرماني من رأى أنه أصاب صقرا صيادا مطاوعا له فإنه يصيب ولاية يكون فيها ظلوما ويفسد دينه ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده وربما يصيب ولدا ولا يبلغ مبلغ الرجال والصقر ملك وإذا كان وحشيا فإنه يدل على ولد حرون.
وقال الكرماني الصقل يؤول على وجهين إذا كان من أهل الصلاح فإنه يؤول للرائي بدخوله في أمر يتعلق بالملك يحصل له منه نتيجة وأن كان من أهل الفساد فإنه يؤول بالكذب والملق والبهتان.
الزاني والزانية
من عامل امرأة زانية في المنام فإنها الدنيا وطلابها، فإن كان الطلاب معروفين بالصلاح والدين والعلم، ولهم سمت حسن وهيئة الصالحين، ورأوا كأنهم يختلفون إلى زانية فإنهم يختلفون إلى علم من عالم، ويصيبون منه بقدر ما نالوا من تلك المرأة الزانية. ومن رأى رجلاً مع امرأة فإن ذلك الرجل يطلب دنيا زوج هذه المرأة. ومن رأى أنه زنى فإنه يحج. ومن رأى أنه فجر بامرأة شابة فإنه يضع ماله في موضع لا يُرَى. ومن رأى أنه زنى بزانية نال شرا وفتنة. ومن رأى أنه دخل إلى موضع الزنا ولم يستطع أن يخرج منه فإنه يموت سريعا. ومن رأى أنه يبيت مع زوجة غيره، وزوجها معها من غير استنكار منه، فإن ذلك الزوج يوكله في أمور بيته.
وقال أبو سعيد الواعظ تضييع الدينار يدل على تضييع الصلوات لما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل فقال يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم أني أصبت أربعة وعشرين دينارا معدودة فضيعتها فلم أصب منها غير أربعة فقال: أنت رجل تضيع الجماعات وتصلي وحدك والدنانير الكبيرة أمانات وشهادات وعلوم وولاية.
وقال الكرماني أجود القديد ما كان سمينا قليل الملح وفي الحقيقة كره المعبرون أكل القديد لأنه يؤول بالغيبة وقيل قديد اللحم وقديد السمك وقديد اللبن يؤول على ستة أوجه هم وغم وضعف وسقم وغيبة ونميمة.
وقال الكرماني من رأى أنه هارب ولا يدري ممن يهرب فإنه يرزق توبة لقوله تعالى " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين " وإن عرف الأمر الذي يهرب منه فإنه يأمن من خوف لقوله تعالى " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما " وكل ما يهرب الإنسان منه مما لا يعاين طلبه فهو ظفر للمطلوب بالطالب.
وأما الآذان قال دانيال عليه السلام وابن سيرين والكرماني رؤيا الآذان امرأة الرجل أو ابنته أو أخته أو خالته من النساء فمن رأى فيها حادثا أو زيادة فإنه يؤول في المذكورين.
وقال الكرماني رؤيا الشحوم تؤول بزيادة الرزق خصوصا لمن أكلها وأفضلها شحم الغنم وقيل رؤيا شحوم الكواسر سواء كانت عن وحش أو طير تؤول بمال العدا والملوك وشحم الحشرات
قَالَ الْكرْمَانِي الشلوار خَادِم.
وَمن رأى أَن أحدا وهب لَهُ شلوارا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة خَادِم.
وَمن رأى أَن شلواره سرق فَإِنَّهُ يدل على حزنه بِسَبَب خَادِم.
وَمن رأى أَنه وجد شلوارا جَدِيدا فَإِنَّهُ يدل على خَادِم جَدِيد وَإِن كَانَ أسود وسخا أَو كَانَ مُلَطَّخًا بالنفط أَو القطران بِحَيْثُ يكون لَهُ رَائِحَة كريهة فَإِنَّهُ يدل على عُقُوبَة من الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل سرابيلهم من قطران وتغشى وُجُوههم النَّار وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مذلة وَإِن كَانَ أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على ملامة النَّاس اياه فِي شغل وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يدل على السقم وَإِذا رَأَتْ إِنَّهَا لبست شَيْئا من هَذِه الألوان فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة لَهَا إِلَّا إِذا كَانَ أصفر أَو أَزْرَق أَو أسود فَإِنَّهُ غير مَحْمُود.
الكرماني من رأى أنه أصاب لؤلؤا منظوما فإنه يؤول بقراءة القرآن أو يعلمه وكذلك العلم.
وإن رأى أنه أصاب لؤلؤا منثورا فإنه يصيب أولادا أو غلمانا لقوله تعالى يطوف عليهم ولدان مخلدون.
وإن كان اللؤلؤ مكنونا فإنه يؤول بالنساء أو جوار ذوات حسن وجمال لقوله تعالى وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون.
وإن كان اللؤلؤ كبيرا فإنه يدل على حصول رزق لقوله تعالى يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ورؤيا اللؤلؤ إذا كان أحمالا محزومة فإنه يؤول بالحزن.
ومن رأى أنه يبتلع لؤلؤا فإنه حكمة وعلم يحفظه.
ومن رأى أن اللؤلؤ يخرج من فيه فإنه كلام البر والتقي.
وأما من رأى لؤلؤا منثورا على مزبلة أو في مكان لا يقتضي ذلك فإنه يستهزئ بالعلم.
ومن رأى أنه أصاب لؤلؤا فأوقده نارا مكان الحطب فإنه يؤول بأنه يحمل إنسانا على أمر ويحثه عليه من كلام البر.
إذا كانت البطانيات في أحلامك متسخة فهي تعني الخيانة. أما إذا كانت جديدة وبيضاء فإنها تعني النجاح حيث كنت تخشى الفشل وسوف يتم تفادي مرض مميت عن طريق قوي خفية
ومن رأى أنه أعطى زوجته سيفا في غلافه فإنه يأتي له ابنة ومن رأى أنها أعطته كذلك فتعبيره نظيره ورؤيا السيف الخشب تدل على ولد منافق عاق وإن كان من رصاص كان مخنثا وإن كان من صفر يرزق الغنى وإن كان من حديد كان شجاعا.
قال دانيال من رأى خشبة مقومة في مكان لا ينكر فلا بأس بها وإذا كانت بخلافه فتعبيره ضده وربما تؤول الخشبة على وجهين لأهل الصلاح برؤية من هو فاسد الدين ولأهل الفساد بالنفاق في الدين.
هو في المنام نصر. والشيخ النصراني عدو يؤمن شره. ومن رأى أنه نصراني فإنه في بدعة يشابه فيها رأي النصارى. ومَن رأى أن عليه زناراً ولد له ذكر. ومن رأى أنه سمي نصرانياً وهو كاره له فإنه ينجو من أمر يتخوّف منه. والنصراني رجل له مودة، لقوله تعالى: (ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنّا نصارى). والتنصر نصرة والنصرانية تدل على زق خمر، أو حريق نار، أو خنازير، والنصارى في المنام أعداء في صور أصدقاء. ومن رأى أنه نصراني، وله محاكمة، فإنه ينصر بالباطل.
وقال الكرماني رؤيا الشقة الخضراء تؤول بسفر في خير والشقة الصفراء تؤول بسفر مع حصول سقم والشقة البيضاء تؤول بالخير والصلاح والشقة الزرقاء والسوداء سفر غير محمود.