اليد
هي في المنام إحسان الرجل وظهره وسنده. فمن رأى أن يده طالت وقويت وكان والياً فهو ظفره بأعدائه، وقوة أعوانه، وقواده. ومن رأى أن يديه مبسوطتان فإنه رجل سخي ينفق كل ما له. ومن رأى أنه يمشي على يديه فإنه يعتمد في أمر يطلبه على أخيه أو ولده أو شريكه. وإن رأى أن يده اليمنى من ذهب فيذهب كسبه وبطشه. وإن رأى أن يده اليسرى كلمته فإن إخوانه ينكرونه أو تنكره زوجته أو شريكه. وإن رأى أن يده أدخلها تحت إبطه ثم أخرجها ولها نور، وكان طالب علم نال رئاسة في علمه، وإن كان تاجراً نال رئاسة وذكراً. وإن خرج من يده ماء فإنه ينال مالاً. واليدان تدلان على المرتبة والولدين والدولة، ويدلان على صلاح الأعمال لمن يأخذ ويعطي بيديه. واليد اليمنى تدل على ابن أو أب أو صديق أو من يحل عندك محل اليمين. واليد اليسرى تدل على المرأة والأم والأخت والبنت والجارية. وإن رأى أنه فقد إحدى يديه دلّ ذلك على فقدانه بعض من دلّت تلك اليد عليه. ومن رأى يده قطعت دلّ على موت أخيه أو صديقه أو كاتبه، أو سقط ما بينهما من الألفة. ومن رأى في يده طولاً فإنه يكون كثير الطول على الناس. بالفضل والأنعام والجود والكرم. ومن رأى سلطاناً قطع يديه ورجليه من غير خلاف فإنه يتوب. ومن رأى أنه ليس له يد فإنه عاشق. ومن رأى من الولاة أن يديه ورجليه قطعت. فإنه يُعزَل. ومن رأى أن يديه مقبوضتان دلّ على بخله. ومن رأى أنه يمشي على يديه استعان بهما على معاشه. ومن رأى أنه يجرح يديه بسكين، فإنه يتعجب من شيء، لقوله تعالى: (فلما رأينه وأكبرنه وقطعن أيديهن). ومن رأى أن يمينه شلت توقفت معيشته، أو ارتكب ذنباً عظيماً. ومن رأى يده صارت ذهباً دلّ على ذهاب ما في يده. ومن رأى أن يده صارت يد نبي فإن اللّه تعالى يهدي قوماً على يديه ويسوق الخير والبركة إليه. وإن رأى أنه أخضب يده في وعاء فيه دم فإنه يحضر فتنة. ومن رأى أنه يأكل يده أو بعضها فإنه يفعل أمراً يندم عليه، أو يكون ظالماً، لقوله تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه).
واليد المنقوشة بالحناء ذل يصيبه أو حاجة أو ضرورة. ومن رأى يمينه قُطعت فإنه يحلف يميناً فاجرة، وربما دلّ على سرقة، ومن قطعت يداه ورجلاه فإنه يموت، وربما حبس أو قيد أو مرض مرضاً شديداً، وربما كان فقراً أو حاجة. ومن طالت يده حتى صارت كالرمح فهو ظالم يطعن في أعراض الناس. ومن قطعت يده تغّرب عن أهله، أو تحول عن عمله، أو يكون قاطعاً لرحمه، وربما كف عن المحارم والمعاصي. والغريب إذا رأى يده قطعت وسال منها الدم أصاب مالاً ورجع إلى بلده. ومن رأى أنه تربت يداه فإنه فقر من مال أو نقصان من ولد أو أخ أو علم أو خبر، وتدل اليد على الصناعة التي تصدر عنها، وعلى المبايعة، وعلى العهد. وربما دلّ فقد اليد على الغنى عن السؤال. وربما دلّ حسن اليد على النصر على الأعداء. ومن رأى أنه ينفض يديه دلّ على الفراغ من العمل والمقاطعة. والغل في اليد دليل على فساد الدين. ومن فقدت يداه وكان من أهل الطاعة حسن توكله على اللّه تعالى. وإن كثرت أياديه دلّ على طمعه في الدنيا واهتمامه بكسبها. ومن صارت يده يد سبع أضاع الصلاة واتبع الشهوات. ومن صار أعسر فإنها فائدة ورزق لأن بعد العسر يسراً. انظر أيضاً الكف.
وكذلك إن رأى في منامه كأنّ القبور قد انشقت، والأموات يخرجون منها، دلت رؤياه على بسط العدل، فإن رأى قيام القيامة، وهو في حرب. نصر. فإن رأى أنه في القيامة، أوجيت رؤياه سفراً، فإن رأى كأنه حشر وحده، أو مع واحداً آخر دلت رؤياه على أنّه ظالم، لقوله تعالى: " احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأزْوَاجَهُمْ " .
نادرة روى أنه لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فخرج الطفيل الدوسي مع المسلمين وساروا حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها إلى أن وصلوا إلى اليمامة فنام تلك الليلة فرأى كأن رأسه حلقت فخرج من فيه طائر وكأن امرأة أدخلته في فرجها وابنه يطلبه طلبا حثيثا وأنه حبس فيه فقص رؤياه على أصحابه فقالوا خيرا فقال أعبر هذه الرؤيا أما حلق رأسي فوضعه وأما الطائر الذي خرج من فمي فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فهي الأرض وحبسي فيه هو القبر الذي ألبث فيه والولد الذي يطلبني فربما يصيبه ما أصابني فقتل الطفيل شهيدا ثم أصاب ولده كذلك عام اليرموك.
الريح
تدل رؤيته في المنام على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات. وربما دلّ الريح على ملك السلطان وجنده، وأوامره وحوادث عساكره وأعوانه. وقد كانت الريح خادما لسليمان عليه السلام. وربما دلّت على العذاب والآفات لحدتها عند هيجانها لا سيما إن كانت دبوراً، لأنها الريح التي هلكت عاد بها، ولأنها ريح لا تلقح. وربما دلّت الريح على الخصب والرزق، والنصر والظفر خاصة إن كانت من الرياح اللواقح لما يعود منها من صلاح النبات وهي الصبا والعرب، وتسمى الصبا القبول لأنه مقابل الدبور. وربما دلّت الريح على الأسقام والعلل في الناس كالزكام والصداع. فمَن رأى ريحاً نقلته وحملته بلا ورع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة فإنه يملك الناس إن كان من أهل ذلك، أو ممن يؤمله. وإن رفعته. الريح وذهبت به وهو خائف مروع هائم قلق، أو كان لها ظلمة وغبرة وإزعاج، فإن كان في سفينة تحطمت، وإن كان في علة زادت به، وإلا نالته نوازل وحوادث، أو خرجت به أوامر السلطان أو الحاكم. فإن رأى الريح تلقح الشجرة وتهدم الجدار وتطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام فإنه بلاء عظيم في الناس كالطاعون أو السيف أو الفتنه أو الغارة أو السبي أو الريح السموم. والريح مع الرعد سلطان جائر مع قوة. ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطانا، أو سافر سفراً لا يعود منه. والريح الهيّنة اللينة الصافية خير وبركة، والريح العاصف جور السلطان والريح مع الغبار دليل الحرب. والرياح بشارة من اللّه تعالى. والريح قد تكون ذهاب بركة من ذلك الموضع، فإن كان فيه صرير فإنه عذاب وشدة. فإن رأى سلطان أنه يذهب إلى قتال والريح تتقدمهَ فإنه يَغلِب. وإن استقبلته الريح فإنه يصاَب. فإن رأى أن ريحا عاصفاً هاجت في موضع فإن أهله ينالهم خوف وشدة بقدر قوة الريح ومبلغها، فإن قلعت الأشجار فإن الملك يغضب على رجال تلك الكورة ويهلكهم. وريح الصبا رحمة. وإن رأى ريحا شديدة قد هبت فهي مصيبة، وإن رأى ريحا اقتلعت نخلاً فإن رجال تلك الأرض يقتلون على يد الملك. وريح الجنوب تدل على وقوع بلاء أو مرض أو موت في ذلك الموضع، وقيل: إنها مطر ورزق وإذا رأى الريح تهب بهدوء فإنها تدل على موافقة قوم سوء لا رأي لهم. والرياح الطيبة إذا هبت من جهة معلومة فإنها دالة على الأخبار الطيبة والرحمة. والريح تدل على طلب الحاجات. وريح الصبا نصر وريح الدبور خذلان. وربما دلّت الصبا على تفريج الهموم والأحزان وشفاء الأسقام. وربّما دلّت الطيبة على الأسفار المربحة. فإن رأى في المنام ريحا حمراء دلّ على عقوق الوالدين.
تختلف الرياحين في المنام باختلاف رائحتها واستعمالها، فهي تدل على تفريج الهموم وعلى العمل الصالح والوعد الصادق. فإن أعطى الميت للحي ريحاناً أو رآه معه فإنه يدلّ على أنه في الجنة. والريحان للأعزب زوجة، وللزوجة ولد، أو علم يتصف به، أو ثناء جميل. وربما دلّ دخول الريحان على الإنسان في المنام على الهم والنكد، وربما دلّ على المرض لأنه يقدّم للمريض. واجتماع الماء والخضرة في المنام دليل على زوال الهموم. والحماحم لا خير في رؤيتها إذا دخلت على المريض فإنه دال على موته لأنه منه حمام وحم. وكذلك جميع الرياحين تدل على قرب الحين وهو الموت، وربما دلّت على الوباء. والريحان السعتري يدل على ما يحتاج ليه الإنسان من مكتوب. والريحان إذا كان نابتاً في محله فهو ذكر جميل وكلام يُسّر به. وعرق الريحان ولد ذكر. ومن رأى على رأسه إكليلاً من الريحان فإنه يُعزل إن كان والياً. وبائع الرياحين صاحب هموم. وإذا رؤيت الرياحين مقطوعة فإنها تدل على كل هم وحزن، فإذا رؤيت في مواضعها فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد. ومن رأى ريحانة رفعت إلى السماء من ناحية من الأرض فذلك موت عالم تلك الناحية. وإنما يدل الريحان على الولد إن كان نابتاً في البستان. ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة. ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه إن لم تكن له رائحة. وقيل: الريحان امرأة، حسنه حسنها، ورائحته حبه لها. وإذا رؤي الريحان مبسوطاً في دار رجل فهو الثناء عليه. فإذا رمى إنسان إنساناً آخر بريحان فالتقفه رجل آخر، فإن الملتقف بينهما يدخل عليه حزن. ومن رأى غيره جالساً في مسجد وحوله ريحان فإن ذلك غيبته وذكرهم له بما ليس فيه. والريحاني في المنام رجل راض عند المصائب، صابر على القضاء والقدر.
من رأى أنّه يمشي على يديه أو بطنه، أو يده ورجله، أو شيء غير اللسان، فإنَّ كلاً من ذلك بر أو فجور وعلى الذي ينسب إليه العضو يستظهر به في ذلك ومن رأى أنّه ملزوم بدين في المنام وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة، فإنَّ ذلك تبعات ذنوب أحاطت به، وأعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا، أو إسقام أو بعض بلايا الدنيا.
وقال جعفر الصادق رؤيا الريحان الحمامي تؤول على ستة أوجه عز وشرف وولد وصديق وكلام حسن ومجلس علم ومعرفة وذكر جميل، وقيل رؤيا الرياحين ونحوها في موضع نباتها دون أن تكون مقلوعة تؤول بالولد لقول بعض العرب: ولدك ريحانك، وإن رآها مقلوعة قد وضعت في داره أو أمامه فإنه هم وحزن وبكاء، وربما كانت الريحانة امرأة فمن ملكها فإنه يتزوج بامرأة ولكن تقع الفرقة بينهما عاجلا، وقال بعض المعبرين الدليل على ان الريحانة امرأة ما نقل في الأخبار:
ومن رأى نارا قد خرجت من تحت الأرض وارتفعت نحو السماء فإنه يدل على محاربة أهل ذلك المكان مع الباري عز اسمه والعياذ بالله من ذلك الزور وقول الكذب والعصيان.
ومن رأى أن ريحا هاجت فإنه يهيج في الناس هم وخوف بقدر ذلك ومن رآها قلعت الشجر أو هدمت الدور فإن ذلك مصائب تنزل في ذلك الموضع ومن رأى ريحين تقابلتا فهما جيشان متقابلان ومن رأى أن الريح تحمله من موضع إلى آخر فإنه يسافر سفرا بعيدا أو يصيب رفعة ومن رأى أنه ملك الريح فإنه يصيب سلطانا
ومن رأى أن ريحا هاجت فإنه يهيج في الناس هم وخوف بقدر ذلك ومن رآها قلعت الشجر أو هدمت الدور فإن ذلك مصائب تنزل في ذلك الموضع ومن رأى ريحين تقابلتا فهما جيشان متقابلان ومن رأى أن الريح تحمله من موضع إلى آخر فإنه يسافر سفرا بعيدا أو يصيب رفعة ومن رأى أنه ملك الريح فإنه يصيب سلطانا
ريح
إذا حلمت بالريح وهي تهب بنعومة وحزن عليك فإن هذا يعني أن ثروة كبيرة سوف تأتيك عن طريق فقدان ما. إذا سمعت الريح تئن فإن هذا يدل على أنك سوف تتغرب عن شخص حياته خاوية بدونك.
إذا مشيت بسرعة في مواجهة ريح هائجة فإن هذا يدل على أنك وبشجاعة سوف تقاوم إغراء وتسعى إلى الثروة بتصميم لا يمكن تنحيته بسهولة. إذا حملتك الريح بعيداً عن رغباتك فإن هذا ينبئ بإخفاق في تعهدات وبإحباطات في احب. إذا حملتك الريح في الاتجاه الذي تتمناه فسوف تجد حلفاء غير متوقعين يساعدونك أو ستجد أن لديك امتيازات طبيعية على غريم أو منافس.
قطع اليد
قطع اليد في المنام يدل على ترك الصلاة، أو غنى المقطوع عن السؤال بغنى يناله أو توبة. وقطع اليد والرجل من خلاف فساد في الدين. وقطع اللسان إبطال حجة، أو إحسان إليه بقطع لسانه عن السؤال. ومَن رأى أن أعضاءه قطعت فإنه يسافر ويبتعد عن أهله وولده وقبيلته.
كف اليد
هو في المنام قوة الرجل، وانبساط الكف انبساط دنياه، وانفضاضه انفضاض دنياه. وإن رأى أن الشعر نبت في كفه فإنه يصيبه غم ودين. وقيل: هو مال ينبو عن يده. وإن نبت الشعر على ظهر الكف قوي حاله أو ذهب ماله. ومن رأى كفه معلقة وكان متصلاً بالسلطان أصاب منفعة وخيراً، وإن كان صياداً كثر صيده، وإن كان صاحب عقار نال منفعة. ومن رأى أنه صغير الكف فإنه يصير جباناً ضعيفاً في نفسه. والكف كف عن الأمور. ومن رأى كفاً وهو خائف من أمر انكف عنه. ومن رأى كفه متسعاً حسناً كان دليلاً على سعة رزقه وسخائه، وإن رآه مقبوضاً دلّ على بخله وقلة خيره. والكف إذا حسن كان دليلاً على الكف عن. الشر وعن معاصي اللّه تعالى أو الكف عن الصدقة. وربما دلّ حسن الكف على قبول الدعاء. والكف الراحة وهي الراحة من التعب أو إيجاد الراحة لغيره. وقيل: رؤية الكف تدل على ستة أوجه: العيش والمال والرئاسة والولد والشجاعة والبعد عن الحرام. انظر أيضاً اليد.
وأما آفات اليد: فإن الآفة في اليد تدل على محنة الأخوة. وفي أصابعها تدل على أولاد الأخوِة. ومنِ رأى كأنّ ليس له يدان، فإنّه يطلب ما لا يصل إليه. ومن رأى كأنّه صافح رجلاً مسلماً فخلع يده، فإنّه يدفع إليه أمانة فلا يؤديها. ومن رأى كأن يمينه لم تزل مقطوعة، فإنّه رجل حلاف، ومن رأى كأنّ يمينه مقطوعة موضوعة أمامه، فإنّه يصيب مالاً من كسب.
والنقص في اليد دليل على نقصان القوة والأعوان، وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو بصدده. فإن رأى كأنّ يده قطعت من الكف، فهومال يصير إليه، فإن قطعت من المفصل، فإنّه يصيب جور حاكم، فإن قطعت من العضد وذهبت، مات أخوه، إن كان له أخ. لقوله تعالى: " سَنَشّدُّ عَضُدَكَ بِأخيكَ " . فإن لم يكن له أخ ولا من يقوم مقامه، قل ماله، فإن رأى كأنّ والياً قطع أيدي رعيته وأرجلهم، فإنّه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأنّ يده قطعت، فقال: هذا رجل يعمل عملاً فيتحول عنه إلى غيره. وكان نجاراً فتحول إلى عمل آخر.
وأتاه رجل آخر فقال: رأيت رجلاً قطعت يداه ورجلاه، وآخر صلب: فقال: إن صدقت رؤياك عزل هذا الأمير وولي غيره. فعزل من يومه فطن بن مدرك، وولي الجراح بن عبد اللهّ.
فإن رأى كأنّ حاكماً قطع يمينه، حلف عنوة يميناً كاذبة. فإن رأى كأنّه قطع يساره، فإنّ ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الألفة بينه وبينهما، أو قطع رحم، أو مفارقة شريك، أو طلاق امرأة. فإن رأى كأنّ يده قطعت بباب السلطان، فارق ملك يده.
وأما قصر اليد، فدليل على فوت المراد والعجز عن المراد، وخذلان الأعوان والإخوان إياه.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى أنّ يمينه أطول من يساره، فقال: هذا رجل يبذل المعروف ويصل الرحم.
ومن رأى كأنّه قصير الساعدين والعضدين، دلت رؤياه على أنّه لص أو خائن أو ظالم. فإن رأى كأن ساعديه وعضديه أطول مما كان، فإنّه رجل محتال سخي شجاع. وأما الشلل في اليدين وأوصالهما، فمن رأى كأنّ يديه قد شلتا، فإنّه يذنب ذنباً عظيماً. فإن رأى كأنّ يمينه شلت، فإنّه يضرب بريئاً ويظلم ضعيفاً. فإن رأى كأنّ شماله شلت، مات أخوه أو أخته، وإن يبست ابهامه، مات والده، وإن يبست سبابته، ماتت أخته، وإن يبست وسطاه، مات أخوه. وإن يبست البنصر، أصيب بابنته. وإن يبست الخنصر، أصيب بأمه وأهله.
فإن رأى في يده اعوجاجاً إلى وراء، فإنّه يتجنب المعاصي. وقيل انّه يكسب إثماً عظيماً يعاقبه الله عليه. ومن رأى يديه ورجليه قطعت من خلاف، فإنّه يكثر الفساد أو يخرج على السلطان. لقوله تعالى: " إنّمَا جَزَاءُ الّذينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ " الآية. وقيل انّ من رأى يمينه قطعت، فإنّه يسرق، لقوله تعالى: " فاقْطَعُوا أيْدِيَهُمَا " .
ورأى رجل كأن يده مقطوعة، فقص رؤياه على معبر فقال: يقطع عنه أخ أو صديق أو شريك، فعرض له أنّه مات صديق له. ورأى رجل أن يده قطعها رجل معروف، فقال: تنال على يده خمسة آلاف درهم إن كنت مستوراً، وإلا فتنتهي عن منكر على يده.
الريحاني: رجل صابر على المصائب راض بالقضاء. والرفاء: معتذر بعد الرمي بما لا عذر فيه، وصاحب خصومة، فإن رفأ ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها، فإنّه ينسبها إلى فاحشة ثم يعتذر إليها من الكذب فإن رفأ ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه. والراعي: صاحب ولاية، ويدل على معلم الصبيان، وعلى من يتول أمر السلطان أو الحاكم، ومن رأى أعرابياً يرعى الغنم فإنّه يقرأ القرآن، ولا يحسن معانيه
الريح: تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها. وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدمه وأعوانه، وقد كانت خادماً لسليمان عليه السلام. وربما دلت على العذاب والجوائح والآفات لحدوثها عند هيجانها، وكثرة ما يسقط من الشجر، ويغرق من السفن بها، لاسيما إن كانت دبوراً، ولأنّها الريح التي هلكت عاد بها، ولأنّها ريح لا تلقح. وربما دلت الريح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات، لأنّ الله عزّ وجلّ يرسلها نشراً بين يدي رحمته، وينجي بها السفن الجاريات بأمره، فكيف بها إن كانت من رياح اللقاح، لما يعود منها من صلاح النبات والثمر، وهي الصبا وقد قال صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " . والعرب تسمي الصبا القبول لأنّها تقابل الدبور، ولو لم يستدل بالقبول والدبور إلا باسمها لكفى. وربما دلت الريح على الأسقام والعلل والهائجة في الناس، كالزكام والصداع، ومنه قول الناس عند ذلك هذه ريح هائجة، لأنّها علل يخلقها الله عزّ وجلّ عند ريح تهب وهواء يتبدل أو فصل ينتقل.
فمن رأى ريحاً تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة، فإنّه يملك الناس إن كان يليق به ذلك، أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بوجوه من العز، أو يسافر في البحر سليماً إن كان من أهل ذلك أو ممن يؤمله، أو تنفق صناعته إن كانت كاسدة. أو تحته ريح تنقله وترفعه، ورزق إن كان فقيراً، وإن كان رفعها إياه وذهابها به مكوراً مسحوباً وهو خائف مروع قلق. أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازج وحس، فإن كان في سفينة عطبت به، وإن كان في علة زادت به، وإلا نالته زلازل وحوادث، أو خرجت فيه أو أمر السلطان أو الحاكم ينتهي فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام. فإنّ لم يكن شيء من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة. فإن رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر، أو تطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام، فإنّه بلاء عام في الناس، إما طاعون أو سيف أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجور ونحو ذلك. فإن كانت الريح العامة ساكتة أو كانت من رياح اللقاح، فإن كان الناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو، بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجت همومهم.
وريح السموم أمراض حارة. والريح مع الصفرة مرض، والريحِ مع الرعد سلطان جائر مع قوة. ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطاناً أو سافر سفراً لا يعود منه، لقوله تعالى: " أو تَهْوي بهِ الريخ في مَكَانٍ سحيق " .
وسقوط الريح على مدينة أو عسكر، فإن كانوا في حرب هلكوا والريح اللينة الصافية خير وبركة، والريح العاصف جور السلطان، والريح مع الغبار دليل الحرب.
الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان، ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة، ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه، أو لم يكن له ريح. وقيل إنّ الريحان نعمة، لقوله تعالى: " فرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنّةٌ نَعِيم " . وهو بالفارسية شاسيرم، والشاة تدل على الملك، والحماحم حمى الأسنة.
من رأى أنّ حاكماً أو مسلطاً قطع يمينه وبانت منه، فإنّه يحلف بالله عنده بيمين كاذبة، وأما اليد اليسرى إذا قطعها حاكم أو غيره وبانت منه، فهو موت أخ أو أخت، أو انقطاع ما بينه وبينهم. أو بينه وبين أخ مؤاخ غير ذي رحم. أو انقطاع شرِيك أو امرأة.
وإذا رأى يده قصرت عما يريد من العمل بها والبطش أو يبست، فإن تأويلها في ذات اليد والمقدرة لا ينال ما يريد، ويخذله من يستعين به. ولو رأى في يده فضل قوة وانبساط في بطش، فإنَّ تأويله في ذات يده ومقدرته على ما يريد، ومعونة من يستعين به، وفيها وجه آخر، أنَّ طولها وقصرها وقوتها وضعفها هو صنيعة من صنائع صاحبها، إلى من تصير إليه اليد، ويد من الأيادي الحسنة عنده، كقول أبي بكر وسعيد بن المسيب، وكانا يأخذان في عبارة الرؤيا بالأسماء ومعانيها، ويتأولون على ذلك الرؤيا.
فلو رأى أنّ يده ضعفت أو فتحت أو يبست أو نتنت ريحها: دون غيرها من الجوارح، فإنَّ ذلك فساد صنيعة من صنائع صاحبها، إلى ما صارت إليه، أو ترك إتمامها عنده، أو ضعف عن اقتداره عليه. فإن رأى أنّ يده تحولت يد نبي من الأنبياء أو بعض الصالحين، فانظر كيف كان حال ذلك النبي أو ذلك الصالح فيمن هدى الله على أيديهم من الضلالة، أو نجا به من الهلكة، وكيف كان قدره في قومه، وما لقي منهم من الأذى، وكيف كان عاقبة أمرهم وأمره، فكذلك يهدي الله قوماً على يد صاحب الرؤيا، وهي اليد التي وصفت، وبها ينجي الله قوماً من ضلالة إلى هدى، وما يلقى في ذلك من الأذى، شبيه بما لقي ذلك النبي في الله، فتكون حاله وصنائعه في عاقبتها، كنحو صنائع ذلك النبي، وهذه رؤيا شريفة لا يكاد يراها إلا أهل الفضائل والتقى. ومن رأى مثل هذه الرؤيا بعينها من غير أهل الفضائل والتقى والقدرة، وما وصفت منها فهي محال لا تقبلها وأعرض عنها.
وأما الأصابع فقال ابن سيرين أصابع اليد اليمنى الخمس تدل على الصلاة الخمس فالابهام صلاة الصبح والسبابة صلاة الظهر والوسطى صلاة العصر والبنصر صلاة المغرب والخنصر صلاة العشاء وأما أصابع اليد اليسرى فتؤول بأولاد أخ.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه أحدث ريحا فحصول هم وغم وكلام فيه ذلة وتعسير، وربما كان ثناء قبيحا.
وإن كان بين قوم فحصول خجل وفضيحة.
وإن رأى أنه خرج منه ريح بصوت من غير عمد فرج عنه وربح.
وإن كان عن عمد وله ريح دلت الرؤيا على قول قبيح.
ومن رأى أنه أحدث ريحا فإن كان عليه عهد أو نذر أو يمين فإنه ينكث ذلك وقال بعضهم من رأى أنه أحدث ريحا فحصول هم وغم وكلام فيه وإن كان بين قوم فحصول خجل وفضيحة وإن رأى أنه خرج منه ريح بصوت من غير عمد فرج عنه وربح وإن كان عمدا وله ريح دلت الرؤيا على قول قبيح
111- وقال أبو بكر بن ابي خيثمة : حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال : كنت جالساً عند الثوري فجاءه رجل وقال : رأيت كأن ريحانة من المغرب – يعني قلعت – قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الاوزعي . فكتبوا ذلك فجاء موت الأوزعي في ذلك اليوم.