وأما رؤية الحيات والعقارب فمن رأى أنه يقاتل حية فإنه يعالج عدوا والظافر منهما هو الظافر على صاحبه وحيات البر أشد من حيات الماء وسودها أشد من بيضها ومن رأى أن حية لدغته فإن عدوه يناله بمكروه بقدر اللدغة ومن رأى أنه قتل حية فإنه يظفر بعدو ومن رأى حية ميتة فإنه يكفيه الله أمره ومن رأى أنه ملك حية ليس يتخوفها فإنه يصيب سلطانا بقدر تلك الحية في الحيات وإن كانت الحية من ذهب أو كان عليها تصاوير فإنه يملك سلطانا عظيما وإن كانت بيضاء صغيرة وهو يملكها فإنه جده الذي يسعى له وإن لم يملكها فإنه عدو ضعيف والحية الصغيرة عدو من الأهل وغيره ومن رأى بين يديه حية تسعى فقبض عليها بيده فإنه يأمن مما يخاف ومن رأى أنه يتخوف حية ولم يعاينها فإن ذلك أمن له من عدوه فإن عاينها فإنه يصيبه خوف من عدوه ومن غير ضرر يلحقه منه ومن رأى أن حية كلمته فإنه يرى شيئا يتعجب منه وينال خيرا كثيرا ومن رأى حيات في أجواف البيوت فإنها أعداء من النساء والأقارب وإن رأى الحيات خارج البيوت فإنها أعداء من الأبعدين ومن رأى حية في بيته أو على سريره فإنه امرأته عدوة له ومن رأى أنه حية خرجت من أنفه أو من ظهره أو إحليله فإنه يولد له غلام وإن خرجت من أذنه أو من بطنه أو دبره فإن في عياله عدوا يخرج منه وإن رأى أن الحية دخلت في حلقه أفاد علما عظيما ومن رأى أنه يأكل من لحم حية فإنه يصيب من مال عدوه وينال غبطة وسرورا
ومن رأى أن ميتا يغسل نفسه فإنه دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في ما لهم، والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شريف يتوب على يده أقوام مفسدون.
ومن رأى أنه أخذ كفن ميت فهو على وجهين إن كان من أهل الصلاح فإنه يشتغل بعلم غريب دقيق، وربما حصل له مال من وجه حرام، وإن كان من أهل الفساد فإنه يدل على قلة دينه وتشويشه على الناس وأن يكون غمازا فتانا.
ومن رأى ميتا قد ناوله ثوبا مخيطا ليس من ملبسه وتناوله ولبسه ثم قلعه وناوله للميت ثم لبسه الميت فإنه دليل على موت أهل بيته ولو لم يناول ذلك الثوب للميت لما حصل له ذلك النقص بل كان يزيد ماله.
نادرة رأى بعض الثقات رجلا جاء إلى طاقة وألقى نفسه منها فأنكسر ساقاه وصار يأخذهما بيده ويجرهما كالخرقة فلم يمضي إلا قليل وقد وقع في أمر مهول عند أمير ظالم وأطلع على معيشته وأخذ منه ماله وأضر به.
وأما رؤية الحيتان ودواب الماء فمن رأى أنه اصطاد سمكا أو نحوه طريا فإنه يصيب مالا وغنيمة وخيرا على قدرها في الكثرة والكبر وإن كانت حيتانا صغارا فإنها هموم وأحزان تصيبه في طلب رزقه وإن كانت كبارا وصغارا فإنها بمنزلة الكبار ومن رأى أنه اصطاد حوتا طريا من ماء صاف فأكل منه فإنه يصيب قرة عين وإن كان الماء كدرا أصابه هم وحزن وإن اصطاد صغارا مما يكره الناس فإنه يقع بينه وبين أصهاره خصومة شديدة وصيد سمك كبار من نهر عميق خير ما يكون لصاحبه ومن رأى أنه أصاب سمكة أو سمكتين فإنه يصيب امرأة أو امرأتين ومن رأى أنه أصاب حوتا مالحا فإنه يصيبه هم من قبل الملوك ولا خير في الحوت المالح ومن رأى أنه طلب حوتا في حوض أو بركة فانفلت منه فليبادر غريمه فإنه يريد أنه يجحد ماله ومن رأى حوتا كبيرا فاغرا فاه فإنه سجن له ومن رأى أنه أصاب في بطن سمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين أو أكثر فإنه يصيب من امرأة يتخذها غلاما أو غلامين أو أكثر على قدر اللآلئ وإن أصاب في بطنها خاتما فإنه دولة وعز لصاحب الرؤيا ومن رأى سمكة خرجت من إحليله فإنه يولد له جارية
من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى قد ميّز الإنسان على الحيوان بالعقل، والعقل كما هو معلوم مما يرتكز عليه عند التكليف،
ولذلك رفع الله القلم عن المجنون، وإذا كنا قد قرّرنا أن الأحلام منها ما هو بشارة لصاحبه أو إنذار له ، وهذه متعذرة عند الحيوان لعدم وجود العقل لديها؛
الذي هو مناط التكليف كما قلنا، فإننا نقرر هنا أن الحيوان ليس عنده الرؤى التي ترد بمعنى البشارة أو النذارة، ولكن قد يوجد عندها القدرة على مشاهدة بعض الأحلام التي عاشت أحداثها،
ولكن أين الآلة التي تخرج لنا هذه الأحلام في ظل عدم قدرتها على الكلام والتحاور والفهم؟
وقد سألت الكثير من المختصين ومربي الحيوانات الأليفة وقرّروا أن حيواناتهم أثناء الليل يشاهد عليها الكثير من الاضطراب أو الحركة أو تغيير في حركة الفم أو الصراخ وهي نتيجة أحلام لهذه الحيوانات.
كما وجدت دراسة لأحد المعاهد في الولايات المتحدة الأمريكية
باسم: ( MIT News )
وكانت الدراسة بعنوان:
Animals have Complex dreams
MIT researcher proves
صادرة في تاريخ 24 – 1 – 2001
ومما أثبتته هذه الدراسة ما يلي:
أن الحيوانات تحلم، وإن أي مالك للحيوانات يمكن أن يرى ويكتشف هذه الحقيقة،
وقد يبدو هذا الأمر غريباً ولكنها الحقيقة، فعقل الحيوان ينشط أثناء النوم كما هو عند العمل، ويختلف نوم الحيوان ما بين نوم عميق ونوم بسيط،
وأُجريت العديد من التجارب على الفئران ثبت من خلالها أن الفئران في نومها تنتقل من مرحلة إلى مرحلة ومما هو معلوم أن الحلم يحدث عند الإنسان في مرحلة النوم العميق، ويحدث للفئران نفس الشيء.
فالحيوانات لديها أحلام مركبة ومعقدة _ كما اثبتت الدارسة _ وهي تحلم بأحداث محددة من التي تحصل لها في اليقظة.
والخلاصة التي أتوصل لها هي:
1_ أن الحيوانات لديها القدرة على النوم وعلى الاستغراق فيه.
2_ تشاهد الحيوانات بعض الأحلام التي تعيش أحداثها أو عاشت أحداثها.
3_ ليس في أحلام الحيوانات النوع الأول والثاني وأقصد به الرؤى المبشرة، أو الأحلام المنذرة.
4_ لا قدرة للحيوان على قص الحلم، لعدم قدرتها على الكلام وإنما يتوصل على حدوث أحلامها من تعبيرات وجوهها أثناء النوم.
5_ السبب في تعذر النوع الأول والثاني من أنواع الأحلام عند الحيوانات هو عدم وجود العقل، ولذلك أشبهت المجنون الذي رفع عنه التكليف ولا يحاسب على تصرفاته، بل قد لا يشعر بما يحيط به أو يُدبّر له، ولذلك يلاحظ مثلاً في عيد الأضحى أن الحيوانات التي حُبست ليلة العيد لا يظهر عليها انفعالات غير طبيعية أثناء نومها مع أنها في الصباح ستذبح، وهذا بسبب عدم إحساسها ووعيها لعدم وجود العقل لديها، ونفس الشيء ينطبق على الطفل الذي لم يُميّز وعلى المجنون فقد ينامان ملء عينيهما، حتى ولو كان الصباح فيه إعلان إعدامهما !!
ومن رأى أن ميتا ينازعه وهو معرض عنه أو يعظه بقول غليظ أو يضربه فإنه يدل على أنه مرتكب معصية فليتب لله، وربما كان نيل خير من سفر أو قضاء دين أو اعادة شيء خرج عن اليد.
ومن رأى أن الميت في حالة يقتضي أن يكون مثلها في اليقظة فإنه يؤول على أحد من عقبه أو سميه أو نظيره، وقيل من رأى أن ميتا يصنع شيئا من الصنائع فإن كان نوعه محبوبا فهو جيد في حقه، وإن كان نوعه مكروها فلا خير فيه.
ومن رأى أنه جامع امرأة ميتة معروفة فإنه حصول خير وبلوغ ما يؤمله من حيث لا يحتسب، وإن كان الميت رجلاًمعروفا فحصول الخير لذلك الرجل والصدقة والأجر والاحسان من الرائي، وإن كان الميت رجلاًمجهولا لم يعرفه فإنه ظفر ونصرة على الأعادي.
ومن رأى أنه سكن بمكان كان فيه ميت فإنه يبلغ مبلغه من أمور الدين والدنيا، ومن رأى أن مكانا سقط فوق من به فجاء الرائي وكشف ذلك فوجدهم أمواتا فإنه يؤول على وقوع موت بتلك الناحية والله أعلم بالصواب.
وقال الكرماني من رأى حية بيضاء فرفعها فإنه يؤول بحصول مرتبة وإن كانت الحية سوداء وحولها حيات صغار فإنه يؤول بزيادة الحشم والسودد وإن كانت خضراء فإنها تؤول بعدوين فليحترز منهما وإن كانت صفراء فإنها تؤول بعدو فيه سقم وضعف وإن كانت حمراء فإنها تؤول بعدو ذي عشيرة.