فإن رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها، فإنّه يخرج من همومه، فإن سلّم عن يمينه دون يساره صلح بعض أموره، فإن سلّم عن يساره دون يمينه فإنّه يتشوش عليه بعض أحواله.
فإن رأى كأنّه يصلي في جماعة مستوية الصفوف، فإنّهم يكثرون التسبيح والتهليل، لقوله تعالى: " وإنّا لَنَحْنُ الصَّافّونَ وإنّا لَنَحْنُ المُسَبِّخون " . فإن رأى كأنّه ترك صلاة فريضة، فإنه يستخف ببعض الشرائع
من رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها، أو لا يصيب موضعاً يصليها فيه، فإنَّ ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا. ولو رأى أنّه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه، فإنّه لا يتم له أمره الذي يطلبه، إلاّ أن يرى أنّه قد أتم وضوءه سابقاً. ولو رأى أنّه أتم وضوءه بغير ما يجوز به الوضوء، فإنّه بمنزلة من لم يتم وضوءه. وكذلك غسل الجنابة إذا تم غسله تم له أمره وإن لم يتم غسله لم يتم أمره. فإن رأى التيمم بدد أن لا يقدر على الماء، فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا.
من رأى أنه يصلي جهة المشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد ينحرف عن الاسلام بعمل منه يخالف الشريعة.
ومن رأى أنه يؤم قوما في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها أو يستقيم أمره ويصلح حاله ومن رأى أنه يؤم قوما مجهولين بموضع مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو على شرف الموت ومن رأى أنه يصلي قائما والناس يصلون خلفه قاعدين فإنه يلي أمرا لا ينقاد إليه من ينسب لذلك الأمر ومن رأى أنه يصلي قاعدا والناس يصلون خلفه قياما فتعبيره ضد ما تقدم ومن رأى أنه يصلي قاعدا أو راقدا فإنه يدل على عجز عن امر وربما دل على توعك البدن أو دل على كبر السن ومن رأى أنه يسأل الله في صلواته فإنه يرزق ولدا ومن رأى أنه جلس في التحيات فهو زيادة خير ومن رأى أنه يسجد لله تعالى فإنه شكر لله وطول حياة للرائي ومن رأى أنه راكع أو ساجد كان ذلك ظفرا وصلاحا إلا أنه يرى أنه خر على وجهه من غير أن ينوي به السجود وهو إن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: الأصل في رؤيا الصلاة في المنام أنّها محمودة ديناً ودنيا، وتدل على إدراك ولاية ونيل رسالة، أو قضاء دين، أو اداء أمانة أو إقامة فريضة من فرائض الله تعالى. ثم هي على ثلاثة أضرب، فريضه وسنة وتطوع، فالفريضة منها تدل على ما قلنا، وأنّ صاحبها يرزق الحج ويجتلب الفواحش، لقوله تعالى: " إن الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ " .
والسنّة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره، وظهور اسم حسن له، لقوله تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " . وشفقة على خلق الله تعالى، وعلى أنّه يكرم عياله ومن تحت يده، ويحسن إليهم، فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة، ويسعى في أمور أصدقائه فيورثه ذلك عزاً. والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم.
فإن رأى أنّه صلى وخرج من المسجد فإنه ينال خيراً ورزقاً، لقوله تعالى: " فإذا قُضِيَتِ الصلاةُ فَانْتَشِرُوا في الأرْض وَابتَغُوا مِنْ فَضْل الله واذْكُروا الله كَثِيرَاً لَعلّكُمْ تُفْلِحُون " .
فمن رأى أنه يتوضأ بماء صاف وأتم وضوءه فإن كان مهموما فرج الله همه أو خائفا أمنه الله أو مريضا شفاه الله أو مديونا قضى الله دينه أو ذا ذنوب كفر الله عنه ومن رأى أنه توضأ بماء كدر فإنه هم وغم ولكن يرجى له الفرج ومن رأى أن لم يتم وضوءه فإنه لا يتم له أمر هو طالبه ويرجى له النجاح ومن رأى أنه توضأ بماء لا يجوز الوضوء به فهو بمنزلة من لم يتم وضوءه وقيل من رأى أنه يتوضأ بلبن أو عسل فإنه حسن في الدين ومن رأى أنه توضأ بماء حار أو اغتسل به أو شربه أصابه هم أو مرض ومن رأى أنه يطلب الوضوء ولا يجد الماء فإنه عسر عليه في أمره حتى يتوضأ ويتم وضوءه ثم يسهل عليه أمره
صلاة ربانية
إذا حلمت بترديد الصلاة الربانية فإن هذا ينبئ بأنك مهدد بأعداء في الخفاء وسوف تكون في حاجة إلى تحالف ودعم الأصدقاء للتغلب على الصعوبات.
إذا حلمت أن الآخرين يرددونها فإن هذا يدل على خطورة صديق.
" الصلاة الربانية: أبانا الذي في السماوات... " .
قبلة
إذا حلمت أنك ترى أطفالاً يقبلون فإن هذا يعني اجتماع شمل سعيد في العائلة وعملاً مقنعا.
إذا حلمت أنك تقبل والدتك فسوف تكون ناجحاً في مشاريعك وسوف يحترمك ويحبك أصدقاؤك.
إذا قبلت أخاً أو أختاً فإن هذا يعني متعاً كثيرة وخيراً في مزاملاتك.
إذا قبلت حبيبتك في الظلام فإن هاذ يعني أخطاراً وارتباطات لا أخلاقية.
إذا قبلتها في الضوء فإن هذا يدل على نوايا مشرفة تشغل فكرك دائماً فيما يتعلق بالنساء.
إذا قبلت امرأة غريبة فإن هذا يعني فقدان الأخلاق وضياع الاستقامة.
إذا حلمت بتقبيل مجرم فإن هذا يعني تسليات خطرة. إن التساهل بالعاطفة المنحطة يقود إلى مأساة في البيوت المستقرة.
إذا رأيت منافسك يقبل حبيبتك فأنت في خطر فقدان احترامها.
إذا حلم المتزوجون أنهم يقبلون بعضهم بعضاً فإن هذا يعني أن الانسجام موضع تقدير في الحياة المنزلية.
إذا حلمت بتقبيل شخص ما في عنقه فإن هذا يعني ميولاً عاطفية وضعفاً في ضبط النفس.
إذا حلمت أنك تقبل عدواً فسوف تحرز تقدماً في تهدئة صديق غاضب.
إذا حلمت فتاة أن شخصاً ما رآها تقبل حبيبها فإن هذا يدل على أن صديقاً زائفاً يضمر لها حسداً مليئاً بالحقد. وإذا رأت حبيبها يقبل أخرى فسوف تصاب آمالها في الزواج بخيبة.
فإن صلى نحو المشرق، دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل، لأنه قبلة النصارى. فإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر.
فإن رأى أنّه لا يهتدي إلى القبلة فإنّه متحيّر في أمره، فإن صلى إلى غير القبلة إلا أنّ عليه ثياباً بيضاً وهو يقرأ القران كما يجب، رزق الحج. لقوله تعالى: " فَأيْنَمَا تَوَلوا فَثمَّ وَجْهُ الله " .
فأما الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء والاستغفار له، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولي ولاية من قبل السلطان المنافق. ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه للأموات.
من رأى أنه توضأ بماء وأتم وضوءه فإن كان مهموما فرج الله عنه همه وإن كان مديونا قضى الله دينه وإن كان مريضا شفاه الله تعالى وإن كان مذنبا يتوب الله عليه ويغفر ذنوبه وإن كان خائفا أمنه الله تعالى وهو خير على كل حال.
ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول مال وكسب حلال، وقيل أنه وعد قريب يأتيه خير أو شر على حسب ما هو متوقع ذلك لقوله تعالى " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " وشرط فيما قلنا أنه يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو محال ومخالف لما ذكر.
ومن رأى أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه، وقيل من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك، وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك.
هو المتكفل الضامن، وربما دلّت رؤيته على الخوف، وربما دلّت على علو القدر والرئاسة والتقدم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وربما دلّت على الحاجب والوالد والوالدة أو الأستاذ فإذا صار في المنام إماماً وصلى بالناس متوجها إلى القبلة بطهارة كاملة لا يزيد فيها ولا ينقص، فإن كان أهلاً للولاية أو الحكم أو التصدي لما فيه نفع الناس حصل له ذلْك، وربما ادخل نفسه في ضمان أو تكفل بجماعة أو شارك قوماً يرجو منهم خيراً، وإن كان قد صلى بالناس إلى غير القبلة خان أصحابه وابتاع بدعه، وربما أرتكب أمراً محظوراً والناس يطلبونه به عنده ومن رأى أنه يأمر قوماً في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها بعد أن تستقيم قبلته، تتم صلاته، أو يأمر قوماً أو ينهاهم. ومن رأى أنه يؤم مجهولين في موضع مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو في شرف الموت. وان رأى امرأة أنها تؤم الرجال الصلاة فإنها تموت لأنها لا تصلح للإمامة فلا يكون ذلك إلا عند الموت تتقدمهم وهم يصلون عليها. وكذلك لو رأى رجلاً أعجمياً لا يحسن الصلاة ولا القراءة فإنه يؤم قوماً ومن رأى أنه صلى بقوم قائماً وهم جلوس فإنه لا يتعّد في حقوقهم لكنهم يقصرون في حقه، أو تدل رؤياه على أنه يتعهد قوماً مرضى، فإن صلَى بهم قاعداً وهم قيام وقعود فإنه لا يقصر في أمر يتولاه، فإن صلى بقوم قيام وقعود فإنه يلي أمر الأغنياء والفقراء، فإن صلى بهم قاعداً وهم قعود فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب أو فقر. فإن رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمر قوم ضعاف فإن أم الْناس على جنبه، أو كان مضطجعا وعليه ثياب بيضاء، وينكر موضعه، ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر، فإنه يموت ويصلي الناس عليه. فإن رأى الوالي كأنه يؤم الناس عزل وذهب ماله. ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلاً لذلك، وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس. ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإن انقطعت عليه صلاته انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه، وإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى فإنهم خوارج. وإن صلى صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره، فإن كان القوم قد جعلوه إماماً فإنه يرث ميراثا. فإن رأى كأنه يؤم الناس، ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شيئاً ولا يجده. ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام ويكون له صيت من جهة قرضه أو صدقة.
من رأى أنّه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه، فإنّه متحير في أمر لا يجد منه خلاصاً. وقيل الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها.
روى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت رجلاً من أُمتي قد بسط عليه العذاب في القبر، فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك " .
ومن رأى أنّه يتيمم فقد دنا فرجه، وقربت راحته، لأنّ التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى
فإن رأى أنّه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنّه يقضي دينه. فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإنّه يقضي نصف الدين أو نصف المهر، لقوله تعالى: " فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُم " .
الوضوء
من رأى في المنام أنه توضأ على وضوئه بما يجوز به الوضوء فإنه نور على نور، كما جاء في الخبر: (الوضوء على الوضوء نور على نور). وربما دلّ الوضوء على قضاء الحوائج عند أرباب الصدور، فإن كمل الوضوء دلّ على بلوغ قصده وإلا فلا. والوضوء صالح في كل الأديان وأمان من اللّه تعالى. ومن توضأ في سرب أو اغتسل فإنه يظفر بشيء كان سرق له. وإن توضأ بما لا يجوز الوضوء به فهو في جهد ينتظر الفرج منه، وذلك الأمر الذي هو فيه لا يتم. ومن صلى بغير وضوء وكان تاجراً فإنها تجارة ليس لها رأس مال، وإن كان صاحب ولاية فليس له جند. ومن صلى في موضع لا تجوز فيه الصلاة كالمزبلة فإنه متحير في أمره ولا يقدر عليه. ومن رأى أنه يتوضأ في فراشه وهو مريض دلّت رؤيته على مفارقة زوجة أو صديقة. وإن توضأ في الأسواق أو الحمامات فإنه يدل على غضب اللّه تعالى وملائكته. وإن توضأ على رأس صاحبه فإنه يرثه، ومن رأى أن صاحبه توضأ على رأسه أصابته منه مضار كثيرة وفضيحة شديدة. وقيل: الوضوء أمانة يؤديها، أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها. ومن رأى أنه يتوضأ وأتم وضوءه فإن كان مهموماً فرج اللّه تعالى همه، أو خائفاً أمنه اللّه مما يخاف، أو مريضاً شفاه اللّه تعالى، أو مديناً قضى اللّه دينه، أو مذنباً كفر اللّه تعالى عن ذنوبه، وإن رأى أنه لم يتم وضوءه فإنه لا يتم أمره الذي هو طالبه.ومن رأى أنه توضأ بماء ساخن أو اغتسل به أو شره أصابه هم ومرض.
ومن رأى أنه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الاسلام وراء ظهره لقوله تعالى " فنبذوه وراء ظهورهم " وربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها، وقال بعضهم ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح.
ومن رأى أنه يصلي صلاة فائتة من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه، وقيل من رأى أنه صلى صلاة ونقص منها شيئا فإنه يسافر وإن كانت امرأة فانها تحيض، وقيل من رأى أنه لم يتم صلاته لم تتم حاجته.
وقال جاحظ المعبر الصلاة على ثلاثة أوجه فريضة وسنة وتطوع فأما الفريضة فتدل على الحج والتجنب عن الفواحش والمنكر لقوله تعالى " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وأما السنة فتدل على النظافة والصبر على ما يكرهه والشهرة الحسنة والشفقة على ما خلق الله تعالى، وأما التطوع فيدل على التوسع على عياله والقيام بمهمات الاصدقاء والجار واظهار المروءة مع كل أحد.
ومن رأى أنه يصلي الفريضة وتمت صلاته واستقامت قبلته فإن حاجته تتم ويبلغ منها ما أمله ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول كسب حلال أو وعد قريب يأتيه خيرا كان أو شرا وإن رأى أنه يصلي الظهر فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه من أمر دنياه وآخرته وإن رأى أنه يصلي الجمعة فإنه يتم له ما يريده ويبلغ ما أمله وإن رأى أنه يصلي العصر فهو حصول مراد لكن بعد مشقة وإن رأى أنه يصلي المغرب فإنه الأمر الذي هو طالبه من خير أو شر قد انقضى وإن رأى أنه يصلي العشاء فإنه يعامل أقرباءه ويحصل له سرور وقيل يحصل له مكر وبكاء وشرط فيما ذكر ان يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو مخالف لما ذكر ومن رأى أنه يصلي صلاة فاتته من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه ومن رأى أنه يصلى بالقصر في صلاته فإنه يسافر ومن رأى أنه يصلي النافلة في ليل أو نهار فإنه يعمل عملا صالحا ومن رأى أنه يصلي وهو يضحك فيها فإنه كثير اللهو عنها ومن رأى أنه يصلي وهو جنب أو في مكان لا تجوز الصلاة فيه فإنه فاسد الدين ومن رأى أنه يصلي بغير وضوء فإنه يمرض ومن رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد انحرف عن الإسلام وربما التمس من امرأته دبرها أو توجه عنها لغيرها أو يرزق الحج إن كان الرائي مشهورا بالخير وقيل من رأى أن أهل المسجد يصلون إلى غير قبلة عزل رئيسهم ومن رأى عالما يصلي إلى غير قبلة أو عمل بخلاف السنة أو أنه يصلي فوق الكعبة فقد خالف الشريعة واتبع الأهواء ومن رأى أنه يصلي في الصحراء فهو إما سفر أو حج ومن رأى أنه يصلي بأحد المساجد الثلاثة فإنه دليل على مضاعفة الأجور له وقبول أعماله ومن رأى أنه يصلي على دابة فهو حصول هم ومن رأى أن الصلاة فاتته عن وقتها ولا يجد موضعا يصليها فيه عسر في أمر
فمن رأى أنه يتوضأ بماء صاف وأتم وضوءه فإن كان مهموما فرج الله همه أو خائفا أمنه الله أو مريضا شفاه الله أو مديونا قضى الله دينه أو ذا ذنوب كفر الله عنه ومن رأى أنه توضأ بماء كدر فإنه هم وغم ولكن يرجى له الفرج ومن رأى أن لم يتم وضوءه فإنه لا يتم له أمر هو طالبه ويرجى له النجاح ومن رأى أنه توضأ بماء لا يجوز الوضوء به فهو بمنزلة من لم يتم وضوءه وقيل من رأى أنه يتوضأ بلبن أو عسل فإنه حسن في الدين ومن رأى أنه توضأ بماء حار أو اغتسل به أو شربه أصابه هم أو مرض ومن رأى أنه يطلب الوضوء ولا يجد الماء فإنه عسر عليه في أمره حتى يتوضأ ويتم وضوءه ثم يسهل عليه أمره
فإن رأى أنّه يصلّي بالنساء فإنّه يلي أمور قوم ضعاف. فإن أمَّ بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض، وينكر موضعه ذلك، ولا يقرأ في صلاته، ولا يكبر، فإنّه يموت ويصلّي الناس عليه.وكذلك إن رأت امرأة كأنّها تؤم بالرجال ماتت، لأنّ المرأة لا تقدم الرجال إلا في الموت. فإن رأى الوالي أنّه يؤم بالناس عزل وذهب ماله.
ن رأى ميتا كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت واليا فإن عقبه ينالون مثل ولايته،
وقيل من رأى أنه يؤذن ويقيم الصلاة وقوم مجتمعون لا يأتون الصلاة فإنه يدعو قوماً للحق فيأبون ويكونون ظالمين لقوله تعالى " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " .
وقال السالمي الصلب صلابة الإنسان وقوته فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما وأما الظهر فقوة الانسان وظهره وجاهه وسيده وهلاكه وأخوه وفقره وكبر سنه ومصيبته وركوبه، فمن رأى أنه حمل حملا ثقيلا على ظهره فإنه ارتكاب خطايا وأوزار لقوله تعالى " وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم " .
إقامة الصلاة
تدل في المنام على إنجاز الوعد وبلوغ المراد، وعلى الفَرَج لَمن هو في شدة. ومَن رأى كأنه أقام الصلاة على باب أو سرير فإنه يموت. ومَن رأى سجيناً كأنه يقيم الصلاة أو يصلي قائماً فإنه يطلق من السجن. وإن رأى شخصاً غير سجين أنه يقيم الصلاة فستقوم له أمور بيع ناجحة. ومَن رأى أنه أذَن وأقام الصلاة فإنه يقيم سنْة ويميت بدعة.
وقال أبو سعيد الواعظ: الصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا وتدل على ادراك رياسة وبلوغ الأمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو اقامة فرائض الله تعالى.
وصلاة الاستسقاء في المنام دالة على الخوف والتقتير وغلاء الأسعار وكساد المعيشة. وهي تدل على حادث في ذلك المكان من حاكم أو سلطان. وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدل على السعي في إيصال الراحة لمن دلّت الشمس أو القمر عليه. وربما دلّ ذلك على توبة الفاسق وإسلام الكافر، أو على موت عالم. ومن رأى أنَّه يصلي النافلة أو التطوع فإنها تدل على صلاح دينه وتمسكه بالسنة، أو أنه يقوم بأمر الآخرة، وصلاة النافلة دالة على التودد والتقرب إلى قلوب الناس بالخدمة أو بالمال، وإن كان الرائي عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً رزق بولدين ذكرين، لقوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة). وإن صلّى تطوعاً لله تعالى وكان فقيراً استغنى ونال خيراً، أو تقرب إلى اللّه تعالى، وربما ألّف بين قوم لتشتت أهوائهم. وصلاة الرغائب في المنام دالة على المواسم. وصلاة القضاء دالة على قضاء الدين، أو توبة الفاسق، أو إسلام الكافر، أو الوفاء بالنذر. وصلاة القاعد تدل على العجز والفشل والقناعة بما تيسر من الرزق، وربما دلّت على الإنذار بمرض والده أو أستاذه. وصلاة الاستغفار تدل في المنام على غفران الذنوب، فإن صلاها الناس دلّ ذلك على نزول الغيث، وإن كان المصلي فقيراً استغنى وإن كان عقيماً رزق أولاداً ذكوراً.
وصلاة التسابيح في المنام دالة على الهداية والدلالة على الخير وإدرار الرزق.
وصلاة الجمعة تدل للمصلي على ما يريد، أو على الفرح وشهود الأعياد، والمواسم والحج. وصلاة الجمعة مثل صلاة القصر تدل على السفر، أو على الفرج القريب والاجتماع بالحبيب.
وصلاة عيد الفطر في المنام دالة على قضاء الدين وشفاء المريض والتخلص من الشدائد وزوال الهموم. وصلاة عيد الأضحى تدل على تقليد الأمور وحفظ الوصية ووفاء النذر. وربما دلّت الصلاتان على ملاقاة الأعداء لأن ملاقاتهم تكون بالتكبير. ومن فقد شيئاً ورأى أنه في عيد عاد إليه ما فقده، فإن كان عيد الفطر فإنه يخرج من ضيق إلى سعة، وإن كان عيد الأضحى وكان مملوكاً عتق أو سجيناً تخلص من سجنه، وإن كان مديناً قُضيَ عنه دينه.
وصلاة الاستخارة في المنام تبدد وحيرة، وتدل على حسن العاقبة. وصلاة الغائب في المنام طلب ربح.