إذا سمعت أنيناً في حلمك فعليك أن تقرر طريقك بسرعة إذ أن الأعداء يعملون على تقويض أعمالك.
إذا كنت تئن خائفاً فسوف تدهش بسرور لتغير أمورك نحو الأفضل وقد تفتش عن زيارات مبهجة بين الأصدقاء.
الحمار الوحشي
يدل في المنام على معصية، فمن رأى أنّه ركبه، وسقط عن ظهره فليحذر معصية. وحمار الوحش إذا استأنس دلّ على خير. وإن رأى النائم حمارا أهليا صار وحشيا دلّ على ضرر. وحمار الوحش يدل على الزوجة أو الولد من ذوي الجفاء والقسوة، وكذلك البقرة الوحشية إلاّ أنها كثيرة الحنو والأشفاق على الأولاد. ومن ركب حمار الوحش وهو يطيعه فهو دال على معصية، فإن لم يكن الحمار ذلولا، ورأى أنّه صرعه، أو جمح به، أصابته شدة في معصية وهم وخوف. فإن دخل منزله حمار وحش دخله رجل لا خير فيه في دينه، ومن ركب حمار الوحش فإنّه يرحل عن الحق إلى الباطل ويفارق جماعة المسلمين.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال رأيت كأنّي أؤذن، فقال تحج. وأتاه آخر فقال رأيت كأنّي أؤذن فقال تقطع يدك، قيل له كيف فرقت بينهما؟ قال رأيت للأول سيماً حسنة، فأولت " وأذن في الناس بالحج " . ورأيت للثاني سيماً غير صالحة فأولت " فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون " .
الوحدة
هي في المنام انفراد الشخص بما هو فيه من صنعة أو رأي، يقال: فلان أوحد دهره في فنه. ومَن رأى من الملوك أو الولاة أنه وحيد فإنه يعزل عن ملكه أو ولايته. وإن رأى ذلك رجل من عامة الناس فإنه يفتقر أو يهجره حبيبه، والوحدة ذل.
الوحل
هو في المنام لمن مشى فيه فينال فتنة ومشقة. ومن رأى أنه يمشي في طين فإنه هم وخوف. والوحل إذا رآه المريض دام مرضه، إلا أن يرى أنه خرج منه. وغير المريض إذا مشى فيه دخل في بلاء أو سجن. وعجن الطين وضربه لبناً لا خير فيه لأنه دال على الغم والبلاء والخصومة. وبلاء الوحل خصومة ونكد، وربما دلّ على الدين أو الكلام في العرض، وربما دلّ على الحمل للمرأة بالولد الذكر، لقوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين). ويدل الوحل على تعطيل الحركات وقطع الصلوات. والوحل حول إذا اشتققته. وربما كان الوحل لوحاً للقارئ، وربما دلّ الوحل على الفخر بالنعم أو الشرك أو الفكر باللّه. وربما دلّ الوحل على المرأة السيئة الأخلاق الصعبة المراس. وإن كانت الأرض قاحلة ورأى الوحل في المنام كانت بشارة له بكثرة العشب. وإن كان الوحل من بئر دلّ على الميراث وظهور البركة أو الودائع والأسرار. انظر أيضاً الطين.
إن رأى كأنّ بين يديه قصعة فيها ثريد يأكل منها، فقد ذهب من عمره بقدر ما أكل منها، وبقي من عمره بقدر ما بقي من الثريد، فإنّ الثريد في الأصل يدل على حياة الرجل.
حمار الوحش: فقد اختلف في تأويله، فمنهم من قال هو رجل، فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنيء الأصل. وقيل إنه يدل على مال، ومن رأى حمار وحش من بعيد، فإنه يصل إلى مال ذاهب. وقيل إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل، وشق عصا المسلمين. ومن أكل لحم حمار الوحش أو شرب لبنه، أصاب عبيداً من رجل شريف. وقيل إن الأنسي من الحيوان إذا استوحش، دل على شر وضر. والوحشي إذا استأنس، دلت على خير ونفع. وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق.
ألبان الوحش: أموال نزرة قليلة. ومن ركب حمار الوحش وهو يطيعه، فهو راكب معصية. فإن لم يكن الحمار ذلولاً ورأى أنه صرعه أو جمح به، أصابته شدة في معصية وهم وخوف. فإن دخل منزله حمار وحش، داخله رجل لا خير فيه في دينه. فإن أدخله بيته وضميره أنه صيد يريده لطعامه، دخل منزله خير وغنيمة.
الوحل: في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك. فإن رأى ذلك مريض دام مرضه، إلا أن يرى أنّه خرج منه، فإنّه خروجه من المرض وعافيته، وغير المريض إذا مشى فيه أو وحل فيه، دخل في فتنة وبلاء وغم، أو سجن، ويد سلطان، فإن خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الوحلة، سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا، وإلا ناله على قدر ما أصابه. وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره، كان ذلك أصعب وأشد في دليله. وكلما فسدت رائحته واسود لونه، كان ذلك أدل على حرامه وكثرة آثامه وسوء نياته. وكذلك عجن الطين وضربه لبناً، لا خير فيه، لأنّه دال على الغمة والخصومة، حتى يجف لبنه أو يصير تراباً، فيعود مالاً يناله من بعد كد وهم وخصومة وبلاء.
ومن رأى أنّه يركب حمار وحش: يصرفه حيث شاء ويطيعه، فإنَّ ذلك راكب معصية، وهو مفارق لرأي جماعة المسلمين في دينه وفي رأيه وهواه. فإن لم يكن الحمار ذلولاً ورأى أنَّه صرعه أو كسره أو جمح به أو ما أشبه ذلك، فإنه يصيبه شدة في أمره وخوف شديد. فإن رأى أنّه أدخله بيته على هذا الضمير أو اتخذه للبقاء في منزله، فإنّه يداخله رجل كذلك في رأيه ولا خير فيه. فإن رأى أنّه أدخل بيته شيئاً من ذلك وضميره أنّه اصطاده وهو يريده للطعام، فإنّه تدخل عليه غنيمة وخير.
وذكور الوحش في التأويل رجال. وإناثهم نساء. وألبان الوحش أموال نزرة قليلة لمن أصابها، إلا لبن حمارة الوحش، فإنّه من يشرب من ألبانها يصيب نسكاً في دينه، وصلاحه فيه.
ومن تحول حمار وحش، فإنّه يفارق رأي جماعة المسلمين ويعتزلهم. وكذلك لو تحول شيئاً من الوحش، إلا أن يرى أنّه تحول ظبياً، فإنّه يصيب لذاذة من النساء.
من رأى أنه أوحى إليه أو إلى غيره بأمر على لسان ملك معروف الهيئة لا يشك فيه فإنه يعبر على ستة أوجه: يأولها ما يخبر به حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم الدال معناه على ذلك، والثاني تفويض أمر إليه أو وصول خبر من السلطان على لسان واسطة ثم يعتبر الخبر ويعبر على ما يظهر مما قيل للرائي، والثالث علو شأن وارتفاع مكان وعز وإقبال، والرابع زيادة في العلم وصلاح في الدين وسياسة في الأمور، والخامس ربما يكون مضى من عمر الرائي أربعون سنة إذا كان مما يعبر عنه، والسادس قيل إنه كرامة من الله تعالى وعصمة.
ومن رأى أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه، وقيل من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك، وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك.
ومن رأى حادثا فيه فلا خير فيه للرائي وقيل لمن به، وقال بعضهم رؤيا البيمارستانات تؤول على عشرة أوجه عالم وحكيم وحاكم وراحة وشفاء ومرض وجنون وبواب وموت على شهادة وعتق.
ومن رأى أنه نبت له سن بمكان لا ينبغي نبته فيه فإنه يدل على حصول أمر ليس بمحمود وإن رأى أنه بلع اسنانه أو بعضها فإنه يأكل ما لا يحل له من المال سواء كانت له أو لغيره.
ومن رأى أن ميتا يصلي في موضع لم يصل فيه قط وكان مقصرا في صلاته فإنه يدل على أنه قد كان أوقف في حياته وقفا وتصدق بصدقة أو حصل منه فعل خير فقد جوزى بذلك.
ومن رأى أنه سكن بمكان كان فيه ميت فإنه يبلغ مبلغه من أمور الدين والدنيا، ومن رأى أن مكانا سقط فوق من به فجاء الرائي وكشف ذلك فوجدهم أمواتا فإنه يؤول على وقوع موت بتلك الناحية والله أعلم بالصواب.
ومن رأى أنه في صحراء ممتدة وقد نبت فيها جملة من الأزهار والرياحين والورد وهو بها فإنه يصاحب رجلاًجليل القدر ويكتسب من علمه وعقله ومعرفته، وربما كان تقربا إلى ملك عادل وحصول خير ومنفعة إذا كان لائقا لذلك.
ومن رأى أنه دخل حماما فوجد فيه ما لا يمكن دخوله ولا يحل به فإن كان نوعه محبوبا فلا بأس به، وإن كان مكروها فلا خير فيه، وقيل فتح الجامة أو الطاقة أو الأبواب من الحمام نقص من الهم والغم، وأما المستوقد فلا يحمد في الرؤيا بما يعبر بالوالي الظالم الذي يأكل أموال الناس ظلما.
ومن رأى أنه أحرز ماء بمالا يمكن الحرز فيه فإنه يعتمد على من لا ينفعه، وأما الماء إذا كان في شيء من الأواني فيؤول بكل واحد على قدر ما يأتي في فصله في الباب الثاني والسبعين.
من رأى أنه شرب خمرا وليس من ينازعه فيها فإنه يصيب مالا حراما بقدر ما شرب منها، وقيل إثما كبيراً لقوله تعالى " يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير " الآية.
ومن رأى خمرا سائلا وهو يسبح فيه أو يخوض فإنه يؤول بحصول فتنة عظيمة وبيع الخمر بيع شيء يحرم، وربما دلت على الربا وعدم المنفعة، ورؤيا شرب الخمر للمتولي عزل.
من رأى خيمة فيها نار وهي محتاطة بها ولم يصيبها منها سوء فإنه يؤول برجل مذنب يتوب عن ذنبه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقيل رؤيا الفسطاط تدل على زيارة قبور الشهداء والدعاء لهم وربما خرج من الدنيا شهيدا وربما رزق زيارة البيت المقدس.
ومن رأى كأن بطنه انشق ورأى فيه نارا فإنه يأكل مال الأيتام ظلما والنار النافعة هي المضيئة وتأويلها للخائف أمن وحظ جيد من السلطان وضوؤها يدل على الشعث وإيقاد النار على باب السلطان ينتفع به الناس.
وأما بقر الوحش فإنه يؤول على أوجه فمن رأى بقر وحش أو أعطاه أحد بقر وحش فإنه يدل)
على إصابة مال وغنيمة ولحمه وجلده ورأسه أيضا وكذلك تؤول الأنثى بالمرأة وولدها بالولد وقيل رأسه دولة وقوة.
وقال أبو سعيد الواعظ حمار الوحش مختلف في التأويل فمنهم من قال إن رؤياه تدل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل في الأصل ومنهم من قال إنه يدل على المال.
وأما الذنب من الحيوان إذا كان لفرس أو حمار وما أشبه ذلك فمال ونعمة خصوصا إن ثبت به وراحة في عمره لكنه يكون ضعيفا في الدين وربما يتبعه جماعة من الناس وإذا كان الذنب منسوبا إلى الذئب أو الكلب أو نحوه ورآه كذلك فإنه يدل على حصول مال حرام ويلومه الناس.
ومن رأى أن الوحوش تطؤه فإنه يصيب ذلة وإهانة وجميع جلد الوحش وشعره ونابه وعظمه وقرنه ومخلبه وما أشبه ذلك فأموال فأما ما كان منها مما يؤكل لحمه فهو مال حلال وما كان مما لا يؤكل لحمه فهو مال حرام.