العشاء
هو في المنام دليل على الاحتيال والكذب وقيام الفتنه لقوله تعالى: وجاءوا أباهم عشاء يبكون. أو ربما دلّت رؤيا العشاء في المنام على التسبيح والذكر، لقوله تعالى: (وسبح بحمد ربك بالعشي والأبكار).
وقال جعفر الصادق الحلواء مال كثير ودين خالص ولقمة منها تدل على القبلة من ابنه وصديقه أو صاحبه، واللقمة من اللوزينج كلام لطيف وأحسن الحلو ما يكون لونه أبيض، وقيل رؤيا الحلواء اليابسة من حيث الجملة مال قد حازه من تصرف الملك لغيره، وإذا كانت صفراء يكون فيها بعض غم، وأما الخبيص وما أشبهه فإنه رزق حلال، وربما كان تقبيل امرأة واليابس منه مال فيه مشقة والرطب منه مختلف فيه وقد كرهه البعض لما فيه من الصفرة، وقيل انه يدل على المرض، وقيل هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب، وقيل الخبيصة كلام لطيف حسن في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والكثير منه يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة ما لم تمسها النار فإن مس النار إياها يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة أما ما يوضع فيه الحلواء فيدل على جواز حسان مليحات، وقيل إن جميع ما يعمل من الحلواء على أي وجه كان من أي صنف كان سواء كان من سكر أو عسل أو دبس أو رب خرنوب فإنها محمودة ورزق وخير ومنفعة خصوصا لمن أكله، وأما الدبس فإنه مال ومنفعة.
إذا حلم المرء بابن أو ابنة عمه أو خاله، عمته أو خالته فإن هذا يعني خيبة أمل وأحزاناً. ينبئ هذا الحلم عن معيشة محزونة.
إذا حلم بمراسلات مؤثرة مع أحد المذكورين فإن هذا يعني نزاعاً محتوماً بين العائلات.
جندي غير صالح للخدمة العسكرية
إذا حلمت بجنود غير صالحين للخدمة العسكرية فإن هذا علامة تدخل أصحاب مقيتين في أعمالك.
إذا حلمت أنك جندي غير صالح للخدمة العسكرية فإن هذا ينبئ أنك مهدد بظروف محزنة.
العدّ
من رأى في المنام أنه يعد خمسة آلاف فإنه ينتصر على أعدائه، وأعداد النصرة هي عشرون ومائة. ومن رأى أنه يعد سبعة أو ثمانية فإنه يقع في هم. ومن رأى أنه يعد تسعة فإنه يقع في أمر صعب، ويصحب قوماً فاسدين، ومن رأى أنه يعد عشرة فإنه في أمر قد تمّ وكمل، أو يدل على الحج، وعدد الأربعين يدل على أنه في أمر قد وُعِد به، ومن عدّ ثلاثين فإنه في وعد كاذب. والواحد من الشيء دليل على التفّرد بالعلم أو المال أو الزواج أو الولد، وربما دلّ على الخمول، أو الواحد الحق الذي ليس معه غيره: الاثنان نصرة على الأعداء، والثلاثة إنجاز وعد، والأربعة حجة قائمة، والخمسة شك في الدين، وكذلك الستة، وربما دلّت الستة على النصرة على الأعداء وقيام الحجة على الخصم، ولا خير في عدد السبعة والثمانية. والعشرة كفارة لليمين. ومن رأى أنه يعد دراهم فيها اسم اللّه تعالى فإنه يسبح، وإن رأى أنه عد دنانير فيها اسم اللّه فإنه يستفيد علما. فإن عدّ لؤلؤاً فإنه يتلو سور القرآن. وإن عدّ جواهر فإنه يتذكر العلم أو يتعلم. وإن عد خرزاً فإنه يشتغل بالأمور التافهة أو بما لا يعنيه. وإن عدّ بقرات سماناً فتمضي عليه سنون خصبة. وإن عدّ جِمالاً مع أحمالها وكان والياً فإنه ينال من أعدائه. وإن رأى أنه يعد جواميس فإنه يقع في شدة وتعب.
العِقد
عقد اللؤلؤ في المنام للنساء جمالهن وزينتهن. والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القرآن على قدر صفاء اللؤلؤ وجماله والجوهر في العقد جوهر عمله. وعقد المرأة زوجها أو ولدها. وعقد الرجل إن كان عازباً تزوج، وإن كان عنده حمل ولد له كلام. واللؤلؤ المنظوم في التأويل هو كلام اللّه تعالى. ومن رأى أن عليه قلائد وعقوداً كثيرة، وهو يضعف عن حملها فإنه يضعف عن العمل بعلمه.
العصيدة: غم من سبب غلمانه، فإن رأى كأنّه يأكل العصيدة أو الخبيص أو الفالوذج وهو في الصلاة، فإنّه يقبّل امرأته وهو صائم.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي أصلي وآكل الخبيص في الصلاة، فقال: الخبيص حلال ولا يحل أكله في الصلاة، وأنت تقبّل امرأتك وأنت صائم، فلا تفعل. وأما الخبيص، فاليابس منه مال في مشقة، والرطب منه مختلف، فكرهه بعضهم دما فيه من الصفرة. وذكر أنّه يدل على المرض. وقال بعضهم هو مال كثير ودين خالص، واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب، وقال بعضهم إنّ الخبيص كلام حسن لطيف في أمر المعاش، وكذلك الفالوذج والخبيص يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة لما مسهما من النار، فإن مس النار إياهما يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة.
العري
يدل في المنام على سلامة الباطن، أو على ما يوقعه في الندم. ومَن رأى أنه نزع ثيابه ظهر له عدو لا يجاهر بالعداوة، بل يظهر الود والنصيحة. وإن رأى أنه عريان في محفل فإنه يفتضح. ومَن رأى أنه عريان ولم يفطن لعورته ولم يستح من الناس فإنه يبالغ في أمر ويتعب. ومَن رأى أنه عريان وهو يستحي من الناس ويطلب ستره فإن يخسر ويفتقر. فإن رأى الناس ينظرون إلى عورته فإنه يفتضح. وربما دلّ العري على طلاق الزوجة أو موتها. ومَن تجرّد من ثيابه وكان والياً عزل، وإن رأى المريض أنه تعرّى من ثوب أصفر دلّ على شفائه، وكذا الثوب الأحمر والأسود. وقيل: العري يدل على براءته من التهمة، والعبد إذا رأى أنه تعرّى عتق، والميت إذا رؤي عرياناً مستور العورة وهو ضاحك دلّ على تنعمه. ومَن رؤي أنه عريان وهو مهموم فُرِّج عنه. والعري لأهل العبادة زيادة دينهم وخيرهم. وعري الرجل حج إذا كان في الرؤيا شاهد خير. والعري يدل على لبس الجديد فإن عُري المريض من ثوبه وقد أخذوه منه على كره منه فإنه يموت. وعري المرأة فراق منزلها.
العَظم
هو في المنام مال، ويدل على الكسوة، فقد قال تعالى: (فكسونا العظام لحماً). والعظام تدل على عظائم الأمور. ومن ملك عظاماً ملك دواب بقدر ذلك أو دوراً أو حوانيت. وقد تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عيده. وتدل العظام على ما تقوم به البنية من قوة، وعلى ما يعين الإنسان على مصالحه من أهل أو أزواج أو أولاد أو دواب، أو جوارٍ أو عبيد أو أملاك. فإن انكسر عظمه في المنام مات إن كان مريضاً، وإن كان سليماً مرض. وربما دلّ العظم على التعظيم لِقَدر الإنسان. ورؤيا العظام تدل على سوء المعتقد أو جمع الحطام أو كشف الأسرار والإطلاع على الأمور الخفية. فإن صار عظمه في المنام حديداً اعتل علة طويلة. وإن صار عظمه من عاج دلّ على امتلائه من الحرام. وربما دلّت العظام على الأشجار المثمرة. ويدل العظم على الصحة والسقم.
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء، فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة والدين.
ومن رأى أنه يشرب ماء عين فإنه يصيبه هم ومن رأى عينا صافية فإنها حياة من ملكها ومن رأى أن عينا من ماء انفجرت في داره أو حائطه فإنه يصيبه هم وبكاء وإن كان في داره مريض فهو البكاء عليهومن رأى أن عينا صافية تجري إلى داره فإن ذلك رزقا وخيرا يساق
العجين
تدل رؤيته في المنام على قرب الراحة وانتظار فرج السجين أو الحامل. والعجين مال يحصل. ومن رأى عجيناً في منزله استفاد مالاً في تجارة، فإن كان العجين مختمراً حامضاً وفاض فإنه يخسر في تجارته. ومن رأى أنه يعجن قَدِم عليه مسافر. وإن عجن في مكان واسع تزوج، وإن اللّه تعالى وسّع الحلال وضيّق الحرام. والعجين إذا لم يختمر فهو فساد وعسر في المال. ومن رأى أنه يعجن دقيق الشعير فإنه يكون رجلاً مؤمناً، ويصيب ولاية وظفراً بالأعداء.
العداوة
من رأى في المنام أنه يعادي رجلاً فإنه يصادقه ويصحبه. والعداوة لأعداء اللّه تعالى دالة على الإيمان، فإن واددهم دلّ على مخالفة كتاب اللّه والرجوع عن سنة نبيه فيه. ومن رأى أن إنساناً أظهر له عداوة فإنه يصادقه. والعداوة إظهار الكتمان. انظر أيضاً الشحناء، وانظر الخصام، وانظر المنازعة.
العسل
هو في المنام مال من ميراث حلال، أو مال من غنيمة أو شركة. والعسل لأهل الدين حلاوة الدين، وتلاوة القرآن وأعمال البر، ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب. والعسل رزق قليل من وجه فيه تعب. فإن رأى أن السماء أمطرت عسلاً دلّ على صلاح الدين. وربما دلّ العسل على عسيلة المرأة أو الرجل، كما جاء في الحديث: حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتك وربما دلّ العسل على الهم والنكد والحسد والتحرز من كيد الحاسدين، لأن العسل يجمع الذباب والزنابير والنمل. والعسل المصفَى بالنار فرج بعد شدّة، وولد بعد تمام أشهره، وزوجة بعد انقضاء عدتها، ومال قد تطفر بالزكاة، وعلم خلص من البدعة والشبهة وهداية ليس بعدها ضلالة. والعسل الصافي مال. وقيل: هو مال في تعب. والعسل شفاء من المرض. وقيل: أكل العسل يدل على عناق حبيب وتقبيله. ومن أكل الخبز مع العسل فإنه ينال معيشة من غنيمة.
هي في المنام رجل حسيب منيع، فمن رأى أن بيده عصا فإنه يستعين برجل حسيب فيه نفاق، ويصل إلى مطلبه، ويظفر بعدوه. فإن كانت مجوفة وهو متكئ عليها فإن ماله يذهب، وإن رأى أنها انكسرت وكان والياً عزل، وإن كان تاجراً أذهب اللّه تجارته. وإن رأى أنه ضرب بها الأرض فإنه يتغلب على صاحب تلك البقعة التي هو واقف عليها ومن رأى أنه تحوَل عصا مات سريعا، ومن رأى أن عصاه انكسرت مرض مرضاً شديداً، ومن رأى أنه يمشي على عصا فإنه تصميم على ركوب السفينة. وتدل العصا على الأمر والنهي والنصر على الأعداء وبلوغ القصد. وإن كانت العصا من جريد دلّت على التجريد، وإن كانت من لوز دلّت على الزوال، وإن كانت من خوخ ربما نافق في دينه. وربما دلّت العصا على الحية أو السحر. ومن رأى أنه ضرب أحداً بعصا فإنه يبسط عليه لسانه. ومن رأى أنَه ضرب حجراً بعصا فانفجر منه الماء فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غناه. وربما كانت العصا رجلاً خبيث الدين لأنها من خشب، والخشب رجل منافق.
العفو
من رأى في المنام أنه عفا عن مذنب فإنه يعمل عملا يغفره اللّه تعالى له، والمعفو عنه يطول عمره. والعفو مغفرة. وإن رأى أن غيره عفا عنه طال عمره ونال رفعة. والعفو عند المقدرة دليل على تقوى اللّه تعالى وخشيته. ومن عفا اللّه تعالى عنه فإنه يتوب ويهتدي وتحسن عاقبته.
العقيقة
هي في المنام بشارة بقدوم غائب، أو عافية مريض، أو خلاص سجين. ربما دلّت على زيادة الإيمان والقيام بالسنّة، فإن ذبح في المنام ما يجوز ذبحه في اليقظة دلّ على حسن معاملته في أمور دنياه وأخرته. وإن ذبح للناس خنزيراً أو قدّم لهم ميتة مع علمه بتحريم ذلك كان دليلاً على عقوق والديه أو ربه.
وقال جابر المغربي من رأى آنية من عقيق يشرب منها فإنه يدل على حصول ولد شريف خليل القدر كثير المال والنعمة وربما دل العقيق إذا لبس على الصلاح وطلب التقوى والدين وسلوك الطريق الحميدة المرضية.
وأما العقعق قال الكرماني من رأى أنه أصاب عقعقا فإنه يصيب رجلا فاسقا مخربا لأن العقعق ومن رأى أنه عريان وحط عليه عقعق فإنه يصيبه برص ولا خير في رؤيا العقعق جملة كافية.
العَجُز
هو في المنام امرأة الرجل. ومن رأى عجزه كبيراً فإنه يسود بمال امرأته، ويصيب من ذلك خيراً. ومن رأى رجلاً كشف له عن عجزه فإنه ينال منه منفعة. وإن رأى دبره فإنه ينال منه إدبار. ومن رأى أنه يسحب على عجزه أو دبره فإنه مضطر في تصرفاته.
العجم
تدل رؤيتهم في المنام على الأمور الشاقة، لقوله تعالى: (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصِّلت آياته). ومن رأى أنه صار أعجمياً نال ذلاً وإهانة.
العَرَق
هو في المنام عافية للمريض إن كان يرجوه، وإلا فهو عرق الموت. والعرق دليل على مضرة الدنيا.، ومَن رأى أنه يرفض عرقاً قضيت حاجته. ونتن عرق الإبط يدل على الوباء. والعرق مال فمَن رأى عرقاً يرشح من جسده خرج منه مال. وقد يكون العرق تعباً يصيب مَن رآه.
العروة
تدل في المنام على الدين، فمَن تمسك بها فقد تمسك بالدين لقوله تعالى: (ومَن يؤمن باللّه فقد استمسك بالعروة الوسطى لا انفصام لها). ومَن تعلق بعروة وأدخل يده فيها وكان كافراً أسلم واستمسك بالعروة الوسطى، وإن استيقظ ويده فيها مات على الإسلام. والعروة والزر يدلان على الزوجة والزوج، فمَن رأى أنه يزر في عروة فإنه يتزوج إن كان عازبا، أو يؤلف أمراً قد تفرق. انظر أيضاً الزر.
هو في المنام عقد زواج أو عقد تجارة. والعقد على الحبل هو الدين، وعلى المنديل إفادة خادم، وعلى السراويل عقد على امرأة، وعلى الخيط تأكيد أمر يريده من ولاية أو تجارة أو زواج. والعقد تيسير فإن لم ينعقد تعثر. وقد تكون العقود مواثيق وعهود لمن رآها.
العقرب: فمن الممسوخ، وهو رجل تمام يقتل بعض أقربائه، فإن رأى كأنّ عقرباً أحرقت بالنار، فإنّه يموت عدو له. فإن رأى أنّه أخذ عقرباً فطرحها على امرأته، فإنّه يرتكب منها فاحشة والجرارة أشد عداوة. وقيل العقرب مال، وقتلها مال يذهب منه ثم يرجع إليه، ولدغها مال لا بقاء له. وإن رأى في سراويله عقرباً، دل على فساد امرأته، وكذلك إن رآها على فراشه، وإن رأى أنّه بلع عقرباً فإنه يفضي سراً إلى عدوه. فإن رأى في بطنه عقارب، فهم أعداؤه من أقربائه، فإن أكل لحم عقرب نياً نال مالاً حراماً من عدو نمام بسبب إرث أو غيره. وشوكة العقرب، لسان الرجل النمام، والعقرب في الأصل، عدو لا يحور لبذاءة لسانه، وجميع الحشرات المؤذية أعداء على قدر نكاياتها.
العجوز: القبيحة أو الناقصة وذات العيب المجهولة، فهي الدنيا رأس كل فتنة، لأنّ المرأة فتنة، وقد تمثلت الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في صورة امرأة، وتخايلت لكثير من الناس في صورة امرأة عجوز ذات عيب، وقد تدل إذا كانت حسنة جميلة نظيفة كأنّها عابدة زاهدة، وعلى الآخرة وما يقرب منها ويعمل لها من عمل ومال حلال، لأنّ الدنيا والآخرة ضرتان، إحداهما أعظم وأحسن من الأخرى.. وربما دلت على الدنيا الذاهبة والأرض الميتة والدار الخربة، والمعروفة هي نفسها أو سميتها أو شبيهتها أو نظيرتها، فمن رأى عجوزاً هرمة شابت في المنام، نظرت في حاله إن كانت الرؤيا في خاصته، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كانت ممن أدبرت دنياه عاد إليه إقبالها، وإن كان حراثاً أو كان عنده مكان يدل على النساء قد تعطل كالبستان والفدان والحمام ونحوِه، فإنّه يعود إلى عمارته وبنائه وهيئته، وإن كان مريضاً أفاق من علته وإن كان لاهياً عن آخرته عاد إليه، وإن كانت للعامة نظرت، فإن كانت السنة قد يئس الناس منها ومن خيرها أعقبوها بالخصب وأتوا بالقوت، وإن كانوا في حرب قد تشعبت وكبرت ومكرت انجلى أمرها وعادوا في حالهم في أولها.
سورة العصر من قرأها يكون في أشغاله صابرا.
وقال الكرماني تصل إليه خسارة ويؤدي الأمانة وقيل أمر يعسر ثم يتيسر.
وقال جعفر الصادق يصل إليه خير وزيادة رزق من تجارة.
ومن رأى أنه أعور العين فقد ذهب نصف دينه وأصاب إثما عظيما، وقيل انه ينتظر منفعة من أخيه ويرجى له نموها، وربما أنه يتلخص من الاثم، وقيل ان كان له أخ أو ولد يموت وربما يذهب نصف ماله وقيل يذهب نصف عمره فيصلح ما بقي قود يكون من أهل الجنة لقوله عليه السلام: من عدم إحدى كريمتيه كان جزاؤه الجنة. أو كما قال عليه السلام في الحديث الصحيح وقال بعض المعبرين إني لأكره ذلك في المنام لأن إبليس كان أعور وكذلك الدجال.
أما جدع الأنف، وفقء العينِ، فيدلان أنّ الجادع والقاضي يقضيان ديناً للمجدوع والمفقوء، ويجازيان قوماً على عمل سبق منهم. لقوله تعالى: " وِالأذْنِ بالأذن " . فإن رأى كأنّ شيخاً مجهولاً قطع أذنيه، فإنّه يصيب ديتين. ومن رأى كأنه صلى الله عليه وسلم جدع أذن رجل، فإنّه يخونه في أهله أو ولده، ويدل على زوال دولته. وقال بعضهم: من رأى كأنّ أذنيه جدعتا وكانت له امرأة حبلى، فإنّها تموت. وإن لم تكن له أمرأة، فإنّ امرأة من أهل بيته تموت.
وقذى العين: سمر الدين، ولا يضر صاحبه ما لم تنقص حدة البصر شيئاً ومن خرج من دبره خرقة أو ما لا يكون من أجواف الناس مثله، فإنّهم عياله غرباء يخرجون عنه. ومن أصاب خرقاً من الثياب جدداً، فإنّه يصيب كسوراً من الأموال شبه الدوانيق، وأموالاً مكسرة، وإن كانت الخرق خلقة بالية فلا خير فيها. ومن ركب دابة مقلوباً، فهو يأتي أمراً من غير وجهه منكراً إن كان تعمد ذلك، فإن لم يكن تعمد فهو كذلك من غير أن يعلم.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا جميع العظام ان كانت لانسان ميت فإنه يدل على اتباع سنة أو حصول مال من جهة، وإن كان معروفا يدل على اكتساب من ماله، وإن كان مجهولا فحصول مال ومنفعة، وإن كان العظم لحيوان فإن كان مما يؤكل لحمه فإنه حصول مال حلال، وإن كان مما لا يؤكل لحمه فهو حصول مال حرام.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يعد عددا أو يعد له فإن كان ممن يقتضي منصب إمرته فإنها تحصل له ويكون أميرا بقدر عدده، مثلا إن عد عشرة فيؤمر على عشرة، وإن عد أربعين فيكون أميرا على أربعين، وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور، وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش، وإن عد قليلا فتكون الامارة ما بينهما، وأما ان كان ممن يقتضي مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمه لأن العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية، وإن كان من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة بجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة.
العزل
العزل من المنصب في المنام طلاق للزوجة، أو انتقال من صنعة إلى غيرها. وقيل: إن العزل هو العهد كما إن العهد عزل، والعزل ولاية. ومَن رأى أنه عزل وولي مكانه شيخ فإن أمره يقوى، وإن ولي مكانه شاب ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه.
العقوق
يدل العقوق على الوقوع في الكبائر كالشرك بالله تعالى وقتل النفس وغير ذلك. وعقوق الفجار وهجر خلان السوء دليل على تقوى اللّه تعالى، والتقرب إليه بما يرضيه.
العمامة
هي في المنام تاج الرجل وجاهه وقوته وولايته. فمن رأى أن عمامته نزلت في عنقه فإنَه يعزل من ولايته، وكذلك إن خُطفت من فوق رأسه. وإن كان غير وال فإنه يطلق زوجته أو يذهب ماله وجاهه. وإذا رأى عمامته صارت من ذهب فإن ولايته ذاهبة أو زوجته أو جاهه أو ماله. ومن رأى أن والياً عممه فإنَه يتولى ولاية أو يتزوج زوجة تقية. والعمامة نصرة. ومن رأى أنه لبس عمامة ازداد رياسة وصناعة، وإن كانت من خز ازداد مالاً، وإن كانت من صوف نال ولاية وصلاحاً في دينه، وإن كانت من حرير فهي ولاية في فساد دين ومالها حرام. ومن تعمم بعمامة فوق عمامته زاد جاهه وثبت في ولايته. والعمامة الصفراء مرض في الرأس، والسوداء سؤدد. وإن رأى الملك أن عمامته كالبيت وخاتمة كالخلخال فإنه يعزل عن ملكه، وإن كان والياً عزل عن ولايته. والعمائم تيجان العرب. وربما دلّ لفظ العمامة على العمى أو الهم. ومن صلى في المنام صلاة بغير عمامة ربما شك في وضوئه أو نقص في ركوعه وسجوده، ومن رأى من المشركين أن على رأسه عمامة أسلم، لما ورد: لا يفرق بيننا وبين المشركين إلا العمائم على القلانس. ومن كان خائفاً من ذي سلطان، ورآه في المنام بعمامة حسنة، حلم عليه، وأمن من شره.
العينان
هي في المنام دين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلالة. ومَن رأى في جسده عيوناً كثيرة فذلك زيادة في الدين والصلاح. وإن رأى أنه لاحظ رجلاً شزراً فإنه يكايده ويحقد عليه. فإن رأى أن عينيه من حديد فإنه يهتك ستره ويناله هم شديد. وإن انشق بطنه ورأى في جوفه عيوناً فإنه زنديق لقوله تعالى: (ما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه). وإن رأى على كتفه عين رجل أو عين بهيمة فإنه يصيب مالاً غيبياً. والعين السوداء دين، والعين الشهلاء مخالفة للدين، والعين الزرقاًء دين في بدعة، والعين الخضراء دين يخالف الأديان. وحدة البصرة محمودة لجميع الناس، وضعفه يدل على احتياجه للمال، لأن المال بمنزلة العين. وإن رأى عينيه ذهبتا مات أولاده. وإن كان مقهوراً فسيجد مَن يأخذ بيده. وإن رآها مَن يريد السفر أو مَن هو في سفر فيدل على أنه لا يرجع إلى الوطن. ومَن رأى أن عينيه عينا إنسان آخر فإن ذلك يدل على ذهاب بصره وعلى أن غيره يهديه الطريق.
ومَن رأى أن عينيه سقطتا في حجره مات أخوه وابنه ونحوهما. وعين الآدمي ولده أو حبيبه أو دينه، فمَن رأى بعينيه رمداً فهو نقص في دينه، والعمى أبلغ في النقص. وعين الملك جاسوسه، والعين تعبّر بالرقيب، وتعبّر بعين الماء، ومَن رأى أنه يداوي عينيه فإنه يصلح دينه، أو يصلح ماله. ومَن رأى أن بصره أحد وأقوى مما يظن فإن سريرتَه في دينه خير من علانيته. ومَن رأى أن بعينه بياضاً فيصيبه حزن، أو يفارق مَن يعز عليه، وإن كان مهموما أذهب اللّه همّه وغمه، ومَن رأى بعينيه زرقة فإنه مجرم. ومَن رأى أنه يأكل عين رجل فإنه يأكل ماله، ومَن رأى أن عينيه ليس لهما أهداب فإنه يضيّع شرائع اللّه والدين، فإن نتفها الإنسان فإن عدوه يفضحه. وإن رأى أن أشفار عينيه ابيضّت دلّ على مرض. وربما دلّت رؤيا العين المليحة على السحر والموت والحياة، أو على جميع الأهل أو الأقارب أو الأولاد. والعين نعي من الاشتقاق عين نعي. وإن كان عنده ولد أو زوجة أو حبيب مريض أفاق من مرض، وإن كان كافراً أسلم، وإن كان فقيراً استغنى. وربما دلّ شخوص البصر على الشدّة. وإن انتقلت العين لغير محلها من البدن دلّ على الآفة. وطمس العيون دليل على حلول العذاب من اللّه تعالى. والعين اليمنى تدل على الابن واليسرى على البنت، والقذى في العين يدل على السهر. وإن رأى بعينه حمرة أصابه غيظ أو حنق لعارض بحدث له. ومَن رأى أن عينه فقئت فينقطع عنه ولد هو قرّة عينه. وفقء العين في المنام عمر طويل. وربما دلّ قلع العين على مصيبة.
فإن رأى الإمام أنه يمشي فاستقبله بعض العامة فساره في أذنه مات فجأة، لما حكي أن شداد بن عاد ، لما سار إلى الجنة التي اتخذها، تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العانة، فأسر إليه في أذنه وقبض روحه.
إذا رأى في منامه العلم، يدل على اهتدائه، لقوله تعالى: " وإنّه لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ فَلاَ تَمْترُنَّ بِهَا " . والعلم للمرأة زوج. والعلم الذي ينسب إلى العالم الزاهد، إن كان أحمر فهو فرج، وسرور. وإن كان أسود، فإنّه يرى منه سؤدد. وقيل الأعلام السود تدل على المطر العام، والبيض تدل على المطر العبور، والحمر حرب.
العصفور: رجل صخم عظيم الخطر والمال، خامل لا يعرف الناس حقوقه، ضار لعامة الناس، محتال في أموره، كامل في رياسته، سائس شاطر مدبر، وقيل إنه امرأة حسناء مشفقة، وقيل رجل صاحب لهو وحكايات تضحك الناس منه، وقيل إنّه ولد ذكر. ومن ملك عصافير كثيرة، فإنّه يتمول ويلي ولاية على قوم لهم أخطار، وقيل إنّ العصفور كلام حسن، والقنبرة ولد صغير.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ معي جراباً وأنا أصيد عصافير وأدق أجنحتها وألقيها فيه. قال: أنت معلم كتاب تلعب بالصبيان.
وحكي أيضاً أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأت كأنّي عمدت إلى عصفورة، فأردت أن أذبحها فكلمتني وقالت: لا تذبحني. فقال له: استغفر الله، فإنّك قد أخذت صدقة ولا يحل لك أن تأخذها. فقال: معاذ الله أن آخذ من أحد صدقة. فقال: إن شئت أخبرتك بعددها. فقال كم؟ قال: ستة دراهم. فقال له: صدقت فمن أين عرفت؟ فقال: لأنّ أعضاء العصفورة ستة، كل عضو درهم.
وحكي أنّ رجلاً أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال: رأيت كأنّ في كمي عصافير كثيرة وطيوراً، فجعلت أخرج واحدة بعد واحدة منها وأخنقها وأرمي بها. فقال: أنت رجل دلال، فاتقِ الله وتب إليه.
العارية: فمن رأى كأنّه استعار شيئاً أو أعاره فإن كان ذلك الشيء محبوباً فإنّه ينال خيراً لا يدوم. فإن كان مكروهاً أصابته كراهية لا تدوم. وذلك أنّ العارية لا بقاء لها. وقيل من استعار من رجل دابة فإن المعير يحتمل مؤونة المستعير.
وقال أبو سعيد الواعظ العنب الأبيض رزق واسع مدخور لمن أكله إذا رآه في حينه، وإذا رآه في غير حينه يعجل إليه خبر قبل الوقت الذي يؤمله، وقيل إصابة مال حرام، والعنب الأسود رزق لائق لمن أكله.
العرش
مَن رآه في المنام في صفة حسنة كان بشارة له بسلامة معتقده، وإن رآه ناقصاً صفة من الصفات دلّ على بدعة وضلالة. وربما دلّ العرش على ما يركبه الإنسان من خير أو شر. ويدل على المنصب الجليل لأربابه. وربما دلّ على الزوجة والدار والمركب والنصرة على الأعداء. ويدل على عمل الشعر وذلك من الاشتقاق. وربما دلّت رؤيا العرش على العمل الصالح لمن رآه في صفة حسنة. ومَن رأى العرش ورأى اللّه سبحانه وتعالى قد استوى عليه دلّ على صحة يقينه، وحسن دينه. ومَن رآه وفيه خلل يدل على الأهواء والبدع فليتب إلى اللّه تعالى. ومَن رأى نفسه فوق العرش وربه تحته وكان ممن يصلح للملك فإنه يطغى على الإمام ويتكبر في الأرض، وإلاّ كان عاقاً لوالديه أو أستاذه، أو خالف سيّده إن كان عبداً.
العِرق
مَن رأى أنه أفسد عرقاً بالعرَض فهو موت قريب من أقربائه، وإن كان دون ذلك مكروه التأويل فهو فراق ما بينه وبينهم بغير موت. وعروق ابن آدم عشيرته، فإذا خسر شيئاً منها فارق بعض أقربائه بموت أو مقاطعة. والعروق المشهورة بالفصد تدل على الحياة والأرزاق وعلى كبار الأهل والعشيرة. ومَن رأى عروق يده تجري بالدماء وكان غنياً ذهب ماله، وإن كان فقيراً أفاد مالا.
أما العنّة: فإنّه لا يزال صاحبها معصوماً زاهداً في الدنيا وما فيها، ولا يكون له ذكر البتة، فإن زالت عنه العنة، فإنّه ينال دولة وذكراً. وقيل من رأى أنّه تزوج بامرأة، أو اشترى جارية، فلم يقدر على مجامعتها لعنته، فإنّه يتجر تجارة بلا رأس مال تجلد.
والعارض رجل يتفقد أصحابه ويقوم بإصلاح أمورهم.
ومن رأى كأنّه عرض في الديوان وليس من أهله، فإنّه يموت. فإن رأى كأنّ العارض غضبان عليه، فإنّه قد ارتكب المعاصي. وإن رآه راضياً عنه، دل على رضا الله عنه. فإن رأى كأنهم أرادوا أن يعرضوه فلم يفعلوا، فإنّه يشرف على الموت ثم يسلم. والديوان موضع البلايا، وتغليقه تغليق أبواب البلايا، وفتحه فتح أبواب البلايا.
كميت أقوى للقتال وأعظم. والسمند شرف ومرض. ومن ركب فرساً فركضه حتى ارفض عرقاً، فهو هوى غالب يتبعه، ومعصية يذهب فيها لأجل العرق، وإنما قلنا أنّ العرق في الركض نفقة في معصية، لقوله تعالى: " لا تَركضوا وارْجِعُوا إلىَ مَا أتْرِفْتُمُ فِيهِ " .