وأما البغي والظلم فمن رأى أنه باغ فإنه على شرف الزوال ومن رأى أنه بغي عليه فإنه ينصر والظلم أيضا تعبيره كذلك وربما دل الظلم على الخراب ومن رأى أنه مظلوم فإنه خير من أن يرى أنه ظالم
ومن رأى أنه خرج في الظلمات إلى النور وكان من أهل الصلاح فإنه يخرج من الفقر إلى الغنى، وأما النور يعني النهار فإنه يؤول بالهدى، وأول النهار يؤول بأول الأمر الذي يطلبه ونصفه وآخره يقاس على كذلك.
الظلم
يدل في المنام على تعجيل الدمار وتخريب الديار. وربما دلّ الظلم على عفو اللّه تعالى. وقيل: من رأى أنَه ظالم فإنَه يفتقر. ومن رأى أن مظلومه يدعو عليه فليحذر عقوبة اللّه تعالى. ومن رأى أنَّه مظلومه يدعو عليه فليحذر عقوبة اللّه تعالى. ومن رأى أنَّه مظلوم ويدعو على ظالمه فإنَّ المظلوم يظفر بالظالم. انظر أيضاً الجور، وانظر الطغيان.
من رأى أن ظالما معروفا يفعل أمرا ليس بزين فإنه يدل على إصراره في ظلمه وإن فعل ما يستحسنه الناس فإنه يرجع عن ذلك وقال بعضهم يعبر بالضد ومن رأى ظالما حسنت سيرته فهو عزله عما هو فيه وإن رأى ظلمه زاد وتعدى إلى أن بلغ زيادة المبلغ فإنه انتهاء أمره ويكون على شرف الزوال وإن رأى أنه هو ظالم فيؤول على ثلاثة أوجه ظلم النفس وظلم الغير وقصور الهمة عن المصالح ومن رأى أنه ظلم أحدا بعينه فإنه حصول ظفر للمظلوم وكذلك إن رأى أن أحدا ظلمه ومن رأى أن الملك ظلمة فإنه يحتاج إليه فيما يليق به ومن رأى أنه حصل منه ظلم في حق أحد من الأعيان فإنه يحصل له منه ضرر ومصيبة وقال بعضهم من رأى أنه ظلم أحدا ممن هو دونه فإنه يكون مظلوما وإن رأى أنه مظلوم من أحد فضد ذلك وقال بعضهم إني أكره في المنام رؤية الظالم المشهور بالظلم ولو تأول المنام على أي وجه كان ومن رأى أحدا من الأعوان وعرفه على أمر يكرهه أو استدعى به الحاكم لا خير فيه وإن كان مريضا دل على انقضاء أجله وإن نازع أحدا منهم ونازعه فحصول حذر شديد وإن رأى أنه أبذأ لسانه على أحد منهم أو نازعه بفاحشة فإنه يقهره في أمره ومن رأى من أحد منهم لينا فإنه مكر وخديعة فليكن على يقظة منه ومن رأى أنه صار من الأعوان أو أحدا من بيته فحصول منفعة ومن رأى عوانيا مشهورا بالأذى فعلى وجهين قيل حصول غرامة أوانتقام من عدو ورؤية السجان تدل على هم وغم ورؤية الجلاد تدل على حصول المراد سريعا ومن رأى أحدا من الضرابين بالأسواط فإنه يعده أحد بوعد ويكذبه ومن رأى حارسا فإنه يجد ما يطلبه
الظل
هو في المنام في الصيف راحة وفائدة وجاه، وهو في الشتاء دال على الهم والنكد والبدعة. ويدل الظل على السلطان لأنه ظل اللّه في الأرض. والظل هو العالم العابد الزاهد الحافظ. ومن رأى أنه أوى إلى ظل يستريح فيه من الحر فإنَّه ينجو من الهم وينال رزقاً. وظل المرأة زوجها. والمرأة الخالية من الزوج إذا أوت إلى الظل فيتزوجها رجل ذو عز ومال. فإن كان في ظل ووجد البرد فقعد في الشمس فيذهب فقره لأن البرد فقر.
الظلمة
هي في المنام ضلالة وحيرة، فمن خرج من ظلمة إلى ضياء فإنه يسلم إن كان كافراً، أو يتوب إن كان عاصياً، وإن كان سجيناً نجا. والظلمة تدل على الظلم، فمن دخل ظلمة فإنَّه ظالم، ومن رأى الظلمة ظلم، ورؤيا الظلمة دالة على ظلمة القلب والبصر، وربما دلّت على غلبة السوداء أو محبة السمر أو السودان وإيثارهم على من سواهم.
وقال خالد الاصفهاني أولت بتوفيق الله رؤيا الظلم بعدم الافلاح لقوله لا أفلح من ظلم، وربما دل الظلم على الخراب وقد تقدم بقية الكلام على الظلم في الباب السابع عشر في فصل رؤيا الظلم.