فإن رأى كأنّه أدخل الجنة، فقد قرب أجله وموته، وقيل إنّ صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة، إن كان يعرفه. وقيل من رأى دخول الجنة، نال مراده بعد احتمال المشقة، لأنّ الجنة محفة بالمكاره، وقيل إنّ صاحب مذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً، ويحسن معاشرة الناس، ويقيم فرائض الله تعالى
كذلك لو رأى أنّ يده أو يديه جميعاً إلى عنقه ضمتا من غير طوق مطوّق في عنقه، وكان مع ذلك شيء يدل على أعمال البر، نحو مسجد أو في سبيل من سبل الله عزّ وجلّ، فإنّه كف عن المعاصي.
ومن رأى أنه شيخ مكتهل وليس كذلك فإنه صالح في دينه وله وقار وزيادة في شرفه وإن كان شيخا ورأى أنه صار صبيا فإنه يصبو ويجهل ولا خير فيه وكذلك المرأة ومن رأى عجوزا في المنام قد عادت شابة فإنها دنيا تقبل عليه وإن كان مريضا أفاق ومن رأى أنه صار غضا طريا جميلا فربما يموت سريعا ومن رأى أنه صار طويلا عريضا فهو زيادة في العمر ومن رأى أنه صغر وقصر فإنه يبيع داره أو دابته وإن كان ذا وظيفة عزل وقيل قهر وإفلاس وربما يخاف عليه من الموت ومن رأى فيه نقصانا فإنه ضعف ونقص في دينه ودنياه ومن رأى أنه صار في هيئة امرأة وزينتها أو أن له فرجا كفرج المرأة فإنه ذل وخضوع وحقارة وإن رأت امرأة أن لها ذكرا مثل ذكر الرجل أو لحية فإن كان لها ولد ساد على قومه وإن كانت حاملا أتت بغلام وإن لم تكن حاملا فإنها لا تلد ولدا أبدا أو ربما تنصرف الرؤيا إلى زوجها أو أبيها أو أخيها وقيل حصول شرف لأحد محارمها وإن رأت امرأة أنها صارت رجلا وهي تجامع النساء أو تتزوج بامرأة فإنها تصيب خيرا وشرفا وعزا ومن رأى أن له ذنبا وقرنا أو حافرا مثل الدواب أو خرطوما أو منقارا فلذلك صلاح كله وجيد ومن رأى أن له ريشا أو جناحا فإن ذلك رياسة ويصيب خيرا وإن رأى أنه يطير فإنه يسافر ومن رأى أنه صار حيوانا مما لا يؤكل لحمه فإنه ذل ومصيبة وإن كان ذا وظيفة يعزل عنها وقيل من رأى أنه صار ضفدعا فإنه يشتغل بالعبادة ومن رأى أنه صار حيوانا من الممسوخات فإنه يدل على غضب الله عليه ومن رأى أنه تحول عنكبوتا فإنه يصير عابدا خيرا تائبا من ذنوب كثيرة ومن رأى أنه صار من حديد فإنه يطول عمره وإن رأى أنه صار من فخار أو قوارير فإنه لا بقاء له ومن رأى أنه تحول جسرا أو قنطرة فإنه يصيب سلطانا أو صاحب سلطان أو عالما يتوصل الناس به في أمورهم ومن رأى أنه صار معدنا من المعادن فإنه يستعمل شيئا من الأشياء يحصل به النفع
ومن رأى يوم الاحد واعتقد أنه يوم الجمعة يكون مصاحبا للنصارى، وقيل رؤيا الجمعة على حقيقتها خير ونعمة، ورؤيا السبت توقف على أمر، ورؤيا الأحد ابتداء أمر، ورؤيا الاثنين سعي في أمر وحصوله، ورؤيا الثلاثاء راحة من تعب، ورؤيا الأربعاء ثبات واستمرار وقيل غيظ وحصر، ورؤيا يوم الخميس خير وبركة وقيل رؤيا يوم الثلاثاء إذا اعتقد أنه الجمعة يكون مصاحبا لأهل الفساد، وإن رأى يوم الأربعاء كذلك يكون محبا لأهل البدعة ومن رأى يوما من الأيام وما عرف ما هو فليس بمحمود.
القاضي المجهول في النوم هو الله تعالى. ومن رأى أنّه تحول قاضياً أو حكماً أو صالحاً أو عالماً، فإنه يصيب رفعة وذكراً حسناً وزهداً وعلماً. فإن لم يكن لذلك أهلاً، فإنّه يبتلي بأمر باطل، يقبل قوله فيما ابتلىِ به، كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به. وقيل من رأى وجه القاضي مستبشراً طلقاً، فإنّه ينال بشراً وسروراً.
ومن رأى أنّه تحول ملكاً من الملوك أو السلاطين، نال جدة في الدنيا مع فساد دين، وقيل من رأى كذلك ولم يكن أهلاً له مات سريعاً، وكذلك إن كان مريضاً دل على موته، لأنّ من مات لم يكن للناس عليه سلطان، كما أنّ الملك لا سلطان عليه. وإن رأى ذلك عبد أعتق.
ومن رأى أنه ينظر إلى السماء، فإنه يتعاطى أمراً عظيماً ولا يناله، والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا، فإن نظر إلى ناحية المشرق، فهو سفر وربما نال سلطاناً عظيماً.
ومن رأى أن فراشه تحول من موضعه فإن امرأته تتحول من حال إلى حال غيره ويكون بين الحالين قدر ما فصل بين الموضعين ومن رأى أنه يحول فراشه من مكان إلى مكان فإنه يتزوج بنسوة ويتركهن.
وإن رأى كأنّه ينظر إلى الملائكة أصابته مصيبة، لقوله تعالى: " يومَ يَرَوْنَ الملاَئِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئذٍ للمُجْرِمِين " وإن رأى كأنّ الملائكة يلعنونه فذلك دليل على وهن دينه.
ديناصور:تدل على عدوّ قبيح الشكل، كما أن هذا العدو ليس عنده ما يخسره فرؤيته تدل على أن العدو قد يئس من طرقه العدائية -لانقراض هذا الحيوان-، وتدل على وعود وهمية من بعض الشركات أو المؤسسات لكون الكلمة مركبة من (دينا - صور) والدنيا هي ناتجة عن قلب دين.
ومن رأى أن حماره قد صار بغلا فإنه يدل على حصول مال ومنفعة من جهة السفر وإن صار فرسا فإنه يدل على حصول منفعة ورزق ومعيشة من قبل السلطان بالظلم والعدوان وإن رآه صار نعجة فإنه يدل على حصول مال ونعمة من وجه حلال وإن رآه صار طيرا فإنه يدل على مال ومعيشة من وجه يدل في التأويل على ذلك الطير وإن رآه صار سنورا فإنه يدل على حصول مال ومعيشة من وجه السرقة وإن صار صيدا فإن كسبه يكون حراما.